█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وما يشقيني ويفجعني ويملأني رعباً.. أن الله سوف يرد عليا بالحُجة البالغة. ولله الحجة البالغة دائماً.
سوف يكشف الستر عن لُغز هذه النفس التي تعللنا بها جميعاً، وسوف يهتك عنها الحجاب ويمزق النقاب.. وسوف يشهدنا كيف فطرها بيضاء لم يودعها كراهية ولم يضمنها حقداً ولم يبطنها حسداً وإنما جعلها مفتوحة النوافذ على جميع الأهواء والرغائب.
وأن كلامنا كان تاريخاً.. من الخيارات.. ولا نهاية من الإمكانيات.. لم يكن لها أول ولن يكون لها آخر.
فهذا شعوري في ساعات الوحدة والصمت والندم.. أني هنا منذ الأزل.. لم يكن لها أول.. ولن يكون لها آخر . ❝
❞ ومع هذا فالحرية وحدها لا تسعد الإنسان أبدا.. الحرية والفراغ والشباب والإمكانيات إذا توفرت لإنسان ولم يكن معها هدف تنشغل بتحقيقه.. تتحول إلى محنة وعذاب وملل وتلف عصبي..
الحرية تطالب بدينها باستمرار.. تطالب بالمسؤلية.. تطالب بعبء تحمله.. وإن لم تجد عبئا تتحول هي نفسها إلى عبء لا يحتمل ولا يطاق . ❝
❞ أتوقف طويلا عند عينيك. ابحث فيهما عن ذكرى هزيمتي الأولى أمامك
ذات يوم.. لم يكن أجمل من عينيك سوى
عينيك.. فما أشقاني و ما أسعدني بهما . ❝
❞ “كانت أياماً حلوة يا طبيب ˝كانت تلك هي الأيام يا صديقي˝ كما تقول الأغنية المشهورة. كانت الحياة رائعة، وكان الشباب أروع منها، وكان الحب أروع منهما، وكنا أروع الرائعين. كنا جميعا نحلم بولايات
عربية متحدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية. نريد أن نسافر عبر الأمة العربية فلا يصدنا جمرك ولا يعترض طريقنا مخفر. كانت أحلامنا كبيرة , يادكتور. كنا نقول ˝ فعلها الأمريكان . فلماذا لانفعلها نحن؟˝. كانت الحياة طيبة وبسيطة وكنا شباباً طيبين وبسطاء. لم يكن أحد منا يعرف معنى فيفتي /فيفتي أو ون برسنت. ولم يكن أحد منا يحلم بفيلا فخمة أو بركة سباحة أو منصب خطير أو كرسي دوار، كنا نحلم بولايات عربية
متحدة وبجيش واحد وبعلم واحد.كنا نحلم بمجتمع يحفظ للإنسان العربي كرامته. مجتمع لا يجرجرونك فيه إلى القسم دون سبب ولا يحتجزونك دون تهمة ولا يعتقلونك دون أمر قضائي. كنا نحلم أن نركب السيارة من المحيط وننطلق فلا
نقف إلا عند الخليج .لايسألنا أحد عن التأشيرة . وعندما نتعب ننام في موتيل دون أن نبرز الهوية . نحلم بأن نمشي فلا يستوقفنا أحد ويستفهم عن المرأة التي معنا وهل هي جدتنا أو خالتنا
كنا نريد أن نتجول في شوراع المدن العربية دون أن نحمل شجرة العائلة على صدورنا, وعقد الزواج في جيوبنا وبطاقة أحد المتنفذين على جباهنا.” . ❝