█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ نبذة عن خريطة عالم الرواية . ❝
❞ مما لا شك فيه أن الانتحار من القضايا الهامة والحساسة والتي تمثل حالة طارئة من الاستعداد وتحتاج إلى تدخلات سريعة وهادئة لتفادي حدوثه ومعالجة أسبابه، والتعامل بفورية مع ذلك الحدث لا يكون عن طريق إعطاء روشتة علاجية فقط ولكن عن طريق توفير بيئة آمنة وعادلة تشعر صاحبها بالرضى وتقدير الذات مع محاولة اكتسابه ثقة الحياة من جديد.
تعريف الانتحار: الانتحار لغويًا هو مصدر الفعل ˝انتحر˝ وهو إصابة الإنسان نفسه لقصد إفنائها، ويقال الانتحار هو الإجهاز على النفس بأي طريقة، وهو من النحر الذي هو أعلى الصدر.
أما إصطلاحًا: هو كل فعل يقوم به شخص معين يؤدي به إلى قتل نفسه أو إتلاف عضو من أعضائه، أو إفساده وإضعافه بأي شكل من الأشكال، كأن يشنق الشخص نفسه أو يتناول السم، أو تناول جرعة كبيرة من المخدرات وكذلك إلقاء نفسه من مكان ما، وذلك لأسباب تجعله يعتقد أن موته هو الحل الوحيد وأنه أفضل من حياته.
لكن في معنى آخر هو تعريض السمعة والنفوذ لخطر الزوال والإضرار بالذات وهذا ما يعرف أيضًا بالانتحار المعنوي، فهو سلوك هروبي ورد فعل الإنسان في مواجهة الواقع بعد عدم تقبله للوضع الجديد الذي وجد نفسه فيه، فبعدما يعجز عن إنهاء حياته بالانتحار الفعلي يلجأ إلى هذا السلوك بغية الانتقام من الذات أو تخليصها من العذاب في شكل ˝انتحار مسرحي˝ وهو ما يبدو في صورة استسلام تام للواقع المفجع الحزين، وغالبًا يتحول فيه الشخص إلى شبح أو ظل لشخصيته السابقة ليفقد بعدها الحافز تجاه الحياة فيلجأ للانتحار الفعلي . ❝
❞ لقاءٌ على مائدة الحب
في ذاك المقهى الذي يبعد عنا قرابة ثمانٍ وعشرون حرفاً من الحب
المقهى أعرفه.. سنلتقي هناك حيث الياسمين.. حيث جميل الحكايات.. حيث الندى يسرق دمعنا.. سأخبركٍ سراً..
في كل لحظة تمر.. أتذوق الشهد منكِ بعض حب
في تلك الزاوية التي اخترنا
وحيث أنا وأنتِ .. ومقعدان من خشب الزان المُطعم ببعض الصدف
وطاولةً تحملُ قدحانٍ من زجاجٍ مُعتق فاضا من الشوق
النادلُ يكشفُ لنا بعض الخبر
وكأنه يعلمُ سر اللقاء
أحضر زهرتان من التوليب
وشمعةً واحدةً توسطت اللقاء
ثم أني جئتُ أنا.. فاتحاً ذراعيَّ لحضنٍ يستمر ألف عمر..
سأحكي الخبر للجميع
جاءت تمشي الهوينة.. مُلفتةً للنظر
جميع من في ذاك المقهى لاحظ الخطى
إشتم عطرها الفريد.. حيث لا يُشبهه عطر.. هو ليس من باريس.. بل تشكل من أسراب النسيم الذي زارني منها.. من أنفاسها التي اختلطت بلهفة النبض
إستقبلتها كأمٍ تستقبل طفلها الوحيد.. غاب عنها عمراً سنين.. تعدت كثير العجاف.. كان لقاؤنا الأول.. حديثٌ بهمسٍ.. بنبضٍ.. برحلة شوق..
اللقاء تم.. هناك قبل الخلق.. منذ الأزل.. فقط ننتظر القضاء.. ففي عيني تلمعين.. تُزهرين.. تكتبين كل قوافي الحب..
لا أشعر بالغربة.. أو الخجل.. على عكسِها.. وكأنها التحفت كل أنواع الخجل الذي خُلق على هذه الأرض..
سلمتني كفها لأقبلها.. لتُقحمني في حُمرةٍ من الخجل الوردي يعلو خدين تفجرا ألقاً..
أمسكت بالمقعد الذي ابتسم لها.. وكأنه يحضنها
جلست وكلها شوقٌ خفيٌ ظاهر المعالم..
تعبر عيونها عُمق عيني
وكأنها تُخبر عن ذاك الفرح المتدافع خلف تلك النظرات
ولأول مرة.. الزهرتان.. تفتحتا.. أشرقتا بذاك الحضور منها.. ثم مالتا إليها وكأنهما تريدان الهمس عني.. لتُخبرها بيقينٍ ثابت..إنه يحبك
الشمعة لم تحتمل الحال.. ذابت خجلاً
الآن دوري
بعفويةٍ مطلقةٍ دون ترتيبٍ من غير تصنع
أخبرتها بكل ثقة.. هل تعلمين..؟
قالت ماذا..؟
قلت لها.. أنتِ دعوة أمي التي تحققت في ليلة القدر
أنتِ رضاها.. أنتِ كل الأمنيات.. كل قصائد الشعر التي كُتبت.. كل خواطري..
مليكتي.. هل تعلمين أمراً..
قالت والخجل يقطر منها.. ماذا..؟
قلت لها وكلي لهفاً.. وكلي شوقاً..
آهٍ لو تعلمين كم أحبك..
#خالد_الخطيب . ❝
❞ اشتدت رياح الخريف لتعصف بأوراق الشجرالذابلة فتحولها لهشيم تذروه كحبات رمل في مهب الريح، كانت أمي تحدثنا دائما عن كرهها لفصل الخريف؛ فهو يذكرها دائما بالرحيل، فيه رحل أبي عنها، وفيه رحل والداها، ورحلت هي أيضا لتلحق بأحبابها فيه. آه يا أمي! كم اشتقت إليك، فلعل اللقاء اقترب.
تحركت بسرعة؛ فالسيد صفوان سريع الغضب، سيعقد حاجبيه ويصرخ في وجهي مهددًا بطردي لو تكرر تأخيري، لا يهتم بتقدمي في العمر، ولا لخدمتي له ولأسرته طوال سنوات، لكني أتحمله، لقد تعودت على حِدَّة طبعه
شعرت بوخزة في قدمي، توقفت واستندت لأحد الأشجار، نزعت حذائي لأجد حصاة تسللت من ثقب ليس بصغير توسط نعل حذائي، تخلصت منها وارتديت حذائي وهمست:
ـ آه يا صفوان بيك! كم طلبت زيادة راتبي، لكنك ترفض، رحمة الله على والدتك، كم كانت كريمة! أفتقد حنانها ورفقها بي، ولولا وفائي لها ووصيتها لي عند موتها لتركتك منذ زمن . ❝