█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ (حِجابٌ من موتٍ بالطيران)..
روى الشيخ الدكتور خالد سيد علي قصة واقعية يقول فيها:
في عام 1979، قررَ جدّي أن يهاجر إلى أمريكا تاركاً خلفه وطنه الحبيب سوريا ليبدأ حياةً جديدةً هناك..
كانت الترتيبات تقضي أن يسافر جدّي في البداية لوحده، ثم تلحق به جدتي وأبناؤهم السبعة بعد ذلك..
كانت رحلتهم إلى أميركا بتاريخ ٢٥/٥/١٩٧٩م تتضمن النزول أولاً في نيويورك ثم السفر إلى شيكاغو قبل محطتهم الأخيرة إلى كاليفورنيا.
كان قرار الجهات الأمنية في نيويورك يُلزم جميع المهاجرين عند وصولهم تعبئة طلب الإقامة الدائمة ˝الغرين كارد˝ قبل السفر للمحطة التالية.
كانت عمّتي ˝هالة˝ في ذلك الوقت قد تحجّبت منذ فترة بسيطة..
طلب منها الموظف المختص أن تخلع حجابها من أجل التقاط صورة شخصية لها لإتمام المعاملة، لكنها رفضتْ !!
أوضَح لها الموظفون أنها لن تحصل على ˝الغرين كارد˝ .. ولن تسافر إلى محطتها التالية .. إلا إذا تصورت حاسرةَ الرأس.. وبالتالي فإنها لن تستطيع اللحاق بالرحلة التالية!
بدأت جدتي المرهقةُ من السفر الطويل تفقدُ صبرَها .. فلم يبقَ إلا الوقتُ القليل على إقلاع طائرتهم التي اشتروا تذاكرها بكل ما يملكونه من مال.. كانت تتوسل لابنتها ˝هالة˝ أن توافق على خلع الحجاب لأخذ الصورة (من باب الاضطرار).. ولكن عمّتي هالة ظلت مُصرَّةً على موقفها..
استدعى الموظفون بعضَ المسؤولين الكبار في المطار كمحاولة لاقناعها.. ولكنها كانت ثابتةً على موقفها وقالت لهم: لا يهمّ مَنْ تستدعون.. فلن أخلع حجابي!..
وبعد مرور 3 ساعات ساخنة من الحوار مع مسؤولي الأمن.. وافقوا أخيراً على التقاط صورتها وهي مرتديةٌ الحجاب!..
ولكن بعد ماذا؟
بعد أن فات الوقتُ وأقلعتْ طائرتُهم المتجهة لشيكاغو .. واضطروا عندها لشراء تذاكرَ جديدةٍ والبقاء ليلةً كاملة في نيويورك!.
كانت جدتي في تلك اللحظات تصبُّ جامَ غضبها على عمتي.. وتتذمر مما فعلتْ.. ومن عنادها الذي كلَّفهم فواتَ رحلتهم إلى مكان استقرارهم في كاليفورنيا مع جدي.
وفي اليوم التالي.. وصلتْ رحلتُهم إلى كاليفورنيا.. وكان جدي باستقبالهم وهو يبكي غيرَ مصدّق أنه يراهم أمامه أحياء!!
كان يقول لهم وسط دموعه: اللهم لك الحمد أنّكم على قيد الحياة !!
كانوا مستغربين من لهفته تلك ..وتعجّبه من أنهم ما زالوا أحياء.. فكان رده الصادم : رحلتُكم الأصلية التي حجزتم عليها أمس (رحلة رقم 191) على الخطوط الأمريكية (AA)، تحطمتْ الطائرةُ نتيجة خلل في المحرك .. ومات جميع الركاب الذين كانوا على متنها وعددهم (285) راكباً!!!
كانت الصدمة والدهشة.. والفرحة والبكاء.. والشكر لله .. سيدَ الموقف في تلك اللحظات .. لأن الله نجّاهم بفضله وكرمه.. ثم بسبب بركات (حجاب عمّتي)!..فإصرارها على الحجاب أنقذ –بفضل الله- ثم بها حياتَها وحياةَ أسرتها.. إنها صورةٌ حية لفخرِ فتاةٍ مسلمة بحجابها . ❝
❞ الحديث الشريف الذي يقول (أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله) .. نرى انه قد قطع الشك باليقين، إذاً أفضل دعاء يمكن لأى إنسان أن يدعوه على الإطلاق هو (الحمد لله)، إذا فنحن خُلقنا لنعرف الله وندعوه، أي نحمده ونُقر له بفضله وكرمه وإنعامه علينا . ❝
❞ “كم من مرة أدبرتُ وتشاغلتُ، فإذا بالرحمات تزداد وبالعطايا تُساق.
كأنه يتودد إليك وأنت معرض، ويطلبك وأنت مستغن وهو الغني وأنت المحتاج.
ما شردتُ يومًا ثم طرقت بابه فشعرت أنه أوصد لغير رجعة، بل دائما أشعر أنه يقبلني على كل حال، حتى ولو ردك الخلق وكرهوك.
لا أغفل عن خوف عقوبته، أو تأخر إجابته، ولكن ودّه عودني أنه ما
قطعني، بل هو معي وإن أبعدني.
فحجاب العزة سِترٌ يحجبنا، ولطائف الود تسري من وراء الحجاب.
فما من محنة إلا ووجدت منحه فيها أكثر، وما من بُعد انقطع فيه فضله.
نذهب ونروح، ويحفظ لنا ودًّا قديمًا وعهدًا بين يديه قطعناه في لحظات صدق معه، فإن تبدل الحال وشردت النفس، تراءت الألطاف من وراء حجاب البعد، كنور يتخلل الستور، وبريق صبحٍ يسري عبر كوة الجدار.
فالودود ما قطع ودّه، والكريم من صان عهده.” . ❝
❞ لا يغـرك عِـلمك .. فقد أضل الـلَّـهُ أقواما على عِلْـمٍ وأهْلَكَ أقـوامًـا كانـوا مستبصرين .. وعـثرة العـالـم أسوأ بما لا يُقـاس من عـثرة الجـاهل ..
فلـئِن كنت تطمع في نجاة فتوسل إلى فضله وليس إلى عِلْمِك . ❝
❞ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
قوله تعالى : علم الإنسان ما لم يعلم قيل : الإنسان هنا آدم - عليه السلام - . علمه أسماء كل شيء ; حسب ما جاء به القرآن في قوله تعالى : وعلم آدم الأسماء كلها . فلم يبق شيء إلا وعلم سبحانه آدم اسمه بكل لغة ، وذكره آدم للملائكة كما علمه . وبذلك ظهر فضله ، وتبين قدره ، وثبتت نبوته ، وقامت حجة الله على الملائكة وحجته ، وامتثلت الملائكة الأمر لما رأت من شرف الحال ، ورأت من جلال القدرة ، وسمعت من عظيم الأمر . ثم توارثت ذلك ذريته خلفا بعد سلف ، وتناقلوه قوما عن قوم . وقد مضى هذا في سورة ( البقرة ) مستوفى والحمد لله . وقيل : الإنسان هنا الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ; دليله قوله تعالى : وعلمك ما لم تكن تعلم . وعلى هذا فالمراد بعلمك المستقبل ; فإن هذا من أوائل ما نزل . وقيل : هو عام لقوله تعالى : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا . ❝