00 : 07 : 04
على خطى إبراهيم | كفاح أبو هنود | ذاكرة الحكاية بدون موسيقى - أدب خالد
❞ حين تتجه إلى الكعبة تلتقي عيناك بقدم إبراهيم هادئةً في المقام، فقد انتهى السفر هناك؛ تراها ضاربةً جذورها في عمق التاريخ تقترب منها تحاول أن تفهم خبايا أسرارها فتراها صامدةً كلحظتها يومَ تقدمت نحو النار دون تلكؤ فقد كانت قدم إبراهيم قدمَ صدق كانت الجهات كلها في حس القوم منهارة إلا في بصيرة إبراهيم فقد كان يردد "إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً" .. يومها بدأ الابتلاء وقدر المسافات للغايات الجليلة أن تكون طويلة فانطلق إبراهيم وحده خارجاً من حدوده كي يبلغ المقام وانطلق إبراهيم من العراق إلى فلسطين حتى يبلغ الكعبة .. فهل تعني لك هذه الخارطة شيئاً .. ماذا كان يحمل هذا المهاجر في حقيبة سفره في سر صدره في خطاه المرسومة بحكمةِ الأقدار.. وبماذا كان يبوح في كل حواراته مع الشمس والقمر والنجوم فقد كان إبراهيم لا يتقن النظر إلا إلى النجوم كان قلبه هناك عالياً حيث العرش وكان عبداً كثير التأوه والدعاء إذ كان يوقن أن الأقدار التي تأتيك بعد الدعاء لا تدعك حيث وجدتك..
كان إبراهيم في ترحاله ينزف كثيراً كي يمنحنا الكثير .. كل رحلاته كانت غارقةً في التضحية .. كانت قدمه تسعى من فلسطين إلى مكة .. أتدري لماذا؟
كي تودع الصغير إلى الصحراء .. تلك رحلة الفناء عن الذات لله ومع كل خطوة كان إبراهيم يقترب من مقام الخليل .. رحلة كلما تقدمت فيها يا إبراهيم إلى مكة كان الدرب يفرق فوحدك أنتَ الزّحام ووحدك أنت بكل الأمام كل خطوة له كانت تعدل مسير أمة .. كل خطوة كانت ترفعك إلى حيث البيت المعمور في السماء السابعة .. من غيرك يا إبراهيم يطيق أن يودع ابنه للمجهول طفل السنوات التي أجدبت طويلاً دون صوتٍ كانت تشتاقهُ فطرتك العميقة .. إسماعيل هو طفل السنوات التي اشتهت ضمة الصغير واحدودب الظهر دونها يحمله إبراهيم لله دون أن يتعثر فقدم إبراهيم لا يليق بها إلا الثبات لذا ظل النور يمضي حيث تمضي يا إبراهيم
#بودكاست #بودكاست_أدب_خالد #على_خطى_إبراهيم #كفاح_أبوهنود #خالد_الدغيم. ❝ ⏤كفاح أبو هنود
❞ حين تتجه إلى الكعبة تلتقي عيناك بقدم إبراهيم هادئةً في المقام، فقد انتهى السفر هناك؛ تراها ضاربةً جذورها في عمق التاريخ تقترب منها تحاول أن تفهم خبايا أسرارها فتراها صامدةً كلحظتها يومَ تقدمت نحو النار دون تلكؤ فقد كانت قدم إبراهيم قدمَ صدق كانت الجهات كلها في حس القوم منهارة إلا في بصيرة إبراهيم فقد كان يردد ˝إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً˝ . يومها بدأ الابتلاء وقدر المسافات للغايات الجليلة أن تكون طويلة فانطلق إبراهيم وحده خارجاً من حدوده كي يبلغ المقام وانطلق إبراهيم من العراق إلى فلسطين حتى يبلغ الكعبة . فهل تعني لك هذه الخارطة شيئاً . ماذا كان يحمل هذا المهاجر في حقيبة سفره في سر صدره في خطاه المرسومة بحكمةِ الأقدار. وبماذا كان يبوح في كل حواراته مع الشمس والقمر والنجوم فقد كان إبراهيم لا يتقن النظر إلا إلى النجوم كان قلبه هناك عالياً حيث العرش وكان عبداً كثير التأوه والدعاء إذ كان يوقن أن الأقدار التي تأتيك بعد الدعاء لا تدعك حيث وجدتك.
كان إبراهيم في ترحاله ينزف كثيراً كي يمنحنا الكثير . كل رحلاته كانت غارقةً في التضحية . كانت قدمه تسعى من فلسطين إلى مكة . أتدري لماذا؟
كي تودع الصغير إلى الصحراء . تلك رحلة الفناء عن الذات لله ومع كل خطوة كان إبراهيم يقترب من مقام الخليل . رحلة كلما تقدمت فيها يا إبراهيم إلى مكة كان الدرب يفرق فوحدك أنتَ الزّحام ووحدك أنت بكل الأمام كل خطوة له كانت تعدل مسير أمة . كل خطوة كانت ترفعك إلى حيث البيت المعمور في السماء السابعة . من غيرك يا إبراهيم يطيق أن يودع ابنه للمجهول طفل السنوات التي أجدبت طويلاً دون صوتٍ كانت تشتاقهُ فطرتك العميقة . إسماعيل هو طفل السنوات التي اشتهت ضمة الصغير واحدودب الظهر دونها يحمله إبراهيم لله دون أن يتعثر فقدم إبراهيم لا يليق بها إلا الثبات لذا ظل النور يمضي حيث تمضي يا إبراهيم
❞ ( وداعاً يا بُنيّ .. وداعاً يا انتظارَ السّنين ) !
يالله إذ يتلهُ للجَبين ؛ وَقد بلغ َإسماعيل مَوعد الحُبّ ..
يستلُّ إبراهيمُ السكين ليذبحَ إسماعيل !
فلا تُسجَل له هَزيمة ..
لا يُسجَّل له هلعٌ مَكبوت ..
كانت كلماتُ إسماعيل يتدفقُ فيها حُزنٌ غَريب ؛ { ستَجدني إنْ شاءَ اللهُ مِن الصَّابرين } ..
كأَنّه يُدافع الوَجع المُتناسل في صَدر أبيه ..
كأنّ بين الشَفتين والصَوت ؛ شيءٌ يَحتضر !
هُنا قمّة الإكتمال ..
فلا عِريَّ في النّيات ولا ورقٌ يَخصفُ على عريّ الثّبات !
تلك لحظةٌ تستحقُّ خُلود الأبدية .. وقد خلدها الله !. ❝ ⏤كفاح أبو هنود
❞ ( وداعاً يا بُنيّ . وداعاً يا انتظارَ السّنين ) !
يالله إذ يتلهُ للجَبين ؛ وَقد بلغ َإسماعيل مَوعد الحُبّ .
يستلُّ إبراهيمُ السكين ليذبحَ إسماعيل !
فلا تُسجَل له هَزيمة .
لا يُسجَّل له هلعٌ مَكبوت .
كانت كلماتُ إسماعيل يتدفقُ فيها حُزنٌ غَريب ؛ ﴿ ستَجدني إنْ شاءَ اللهُ مِن الصَّابرين ﴾ .
كأَنّه يُدافع الوَجع المُتناسل في صَدر أبيه .
كأنّ بين الشَفتين والصَوت ؛ شيءٌ يَحتضر !
هُنا قمّة الإكتمال .
فلا عِريَّ في النّيات ولا ورقٌ يَخصفُ على عريّ الثّبات !
تلك لحظةٌ تستحقُّ خُلود الأبدية . وقد خلدها الله !. ❝