❞ التسامح :
التسامح صفة راقية فهي ما تجعل النفس صافية لا تحمل أي حقد أو ضغينة تجاه أي شخص بسبب موقف معين اتخذه ضده ، فعلى الجميع محاولة التحلي بها بقدر الإمكان حتى يتمكنوا من الحياة بشكل راقٍ بعيداً عن كل المشكلات التي تنشأ من حين لآخر لأسباب تافهة أو تراكم بعض المشاعر المُسبَقة داخل النفس ، فلقد أمرنا الله بالعفو والصفح عن الآخرين حتى لا تبقى بيننا ذرة كراهية تمحو سنوات الود والمحبة التي سعى إليها الطرفان فلهذا كان عليهما أنْ يعلما أن تلك السمة هي ما تجعل الحياة تسير بين البشر فلولاها لصارت النفوس متضاربة وكأنها تتعارك وتتصارع طوال الوقت لجلب الحقوق ومحاولة رد الإساءة بمثلها بل وأفظع منها وبأساليب طاحنة أكثر قسوةً تؤدي إلى توليد الكراهية والتشاحن الدائم الذي لا يتوقف بين بني البشر ، فإذا نظرنا وفكرنا ملياً فسندرك أن أي سمة أمرنا الله بالاتصاف بها أو زرعها في نفوسنا هي في الأصل لصالحنا ولنشر المودة في القلوب التي تُزْهِر بالكلمة الطيبة التي إنْ قِيلت عقب أي مشكلة لحُلَّت دون مماطلة أو إطناب فيها بدون داعٍ ، فقلوب البشر بسيطة رقيقة تحتاج لمَنْ يشعر بها ويحاول إرضاءها بشتى الطرق التي كلما كانت أبسط كلما وصل أثرها بشكل أسرع دون جهد مُكثَّف أو طاقة جبارة ، فديننا دين يسر يُعطِي الحلول لأي أمور قد يحتار فيها المرء ولا يتمكن من اتخاذ قرار فيها فإنْ اعتمدنا عليه في كل أمور حياتنا لن نضل أو نشعر بالتيه الذي يسيطر على أي امرئ دون تفرقة بين كونه غنياً أو فقيراً ، قوياً أو ضعيفاً ، فلنحاول تطبيق تلك القيم والتمسك بالشيم التي حثنا الله عليها علَّنا نجد راحتنا وتستقر نفوسنا وتهدأ قليلاً من الصراعات التي تنشأ بسبب أمور لو دققنا النظر فيها لوجدناها لا تستحق مضيعة الوقت فيها من الأساس ، فلنحاول الحفاظ على علاقتنا ببعضنا البعض وإنجاز أمور مختلفة في تلك الأوقات التي نُهدِرها في مشاحنات فارغة لأسباب غير واضحة على الإطلاق ، فلنجعل العقل هو المُسِّير الأساسي لنا في تفادي حدوث تلك المشكلات الدونية التي تنشب بين البشر وكذا القلب فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية فالمزج بينهما هو ما يُنْشِئ شخصية متزنة هادئة غير مشتتة أو مذبذبة مطلقاً ...
#خلود_أيمن #مقالات #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ التسامح :
التسامح صفة راقية فهي ما تجعل النفس صافية لا تحمل أي حقد أو ضغينة تجاه أي شخص بسبب موقف معين اتخذه ضده ، فعلى الجميع محاولة التحلي بها بقدر الإمكان حتى يتمكنوا من الحياة بشكل راقٍ بعيداً عن كل المشكلات التي تنشأ من حين لآخر لأسباب تافهة أو تراكم بعض المشاعر المُسبَقة داخل النفس ، فلقد أمرنا الله بالعفو والصفح عن الآخرين حتى لا تبقى بيننا ذرة كراهية تمحو سنوات الود والمحبة التي سعى إليها الطرفان فلهذا كان عليهما أنْ يعلما أن تلك السمة هي ما تجعل الحياة تسير بين البشر فلولاها لصارت النفوس متضاربة وكأنها تتعارك وتتصارع طوال الوقت لجلب الحقوق ومحاولة رد الإساءة بمثلها بل وأفظع منها وبأساليب طاحنة أكثر قسوةً تؤدي إلى توليد الكراهية والتشاحن الدائم الذي لا يتوقف بين بني البشر ، فإذا نظرنا وفكرنا ملياً فسندرك أن أي سمة أمرنا الله بالاتصاف بها أو زرعها في نفوسنا هي في الأصل لصالحنا ولنشر المودة في القلوب التي تُزْهِر بالكلمة الطيبة التي إنْ قِيلت عقب أي مشكلة لحُلَّت دون مماطلة أو إطناب فيها بدون داعٍ ، فقلوب البشر بسيطة رقيقة تحتاج لمَنْ يشعر بها ويحاول إرضاءها بشتى الطرق التي كلما كانت أبسط كلما وصل أثرها بشكل أسرع دون جهد مُكثَّف أو طاقة جبارة ، فديننا دين يسر يُعطِي الحلول لأي أمور قد يحتار فيها المرء ولا يتمكن من اتخاذ قرار فيها فإنْ اعتمدنا عليه في كل أمور حياتنا لن نضل أو نشعر بالتيه الذي يسيطر على أي امرئ دون تفرقة بين كونه غنياً أو فقيراً ، قوياً أو ضعيفاً ، فلنحاول تطبيق تلك القيم والتمسك بالشيم التي حثنا الله عليها علَّنا نجد راحتنا وتستقر نفوسنا وتهدأ قليلاً من الصراعات التي تنشأ بسبب أمور لو دققنا النظر فيها لوجدناها لا تستحق مضيعة الوقت فيها من الأساس ، فلنحاول الحفاظ على علاقتنا ببعضنا البعض وإنجاز أمور مختلفة في تلك الأوقات التي نُهدِرها في مشاحنات فارغة لأسباب غير واضحة على الإطلاق ، فلنجعل العقل هو المُسِّير الأساسي لنا في تفادي حدوث تلك المشكلات الدونية التي تنشب بين البشر وكذا القلب فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية فالمزج بينهما هو ما يُنْشِئ شخصية متزنة هادئة غير مشتتة أو مذبذبة مطلقاً ..
#خلود_أيمن#مقالات#KH. ❝
❞ علاقتنا بالسيرة
ان المسلم الذي لا يعيش الرسول في ضميره، ولا تتبعه بصيرته في عمله وتفكيره، لا يغني عنه ابدا ان يحرك لسانه بالف صلاة في اليوم والليلة. . ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
❞ علاقتنا بالسيرة
ان المسلم الذي لا يعيش الرسول في ضميره، ولا تتبعه بصيرته في عمله وتفكيره، لا يغني عنه ابدا ان يحرك لسانه بالف صلاة في اليوم والليلة. ❝
❞ رغم كل الذين أحبوني واحببتهم كنت أنا دائماً الطرف الأكثر حبًا أقصد ورغم كل قدرتي الضعيفة على التعبير لكنني أقدم أشياء صادقة أقدم أشياء ربما يعرفون قيمتها بعد نهاية علاقتنا هم رائعون في البدايات الونس الأمان الردود الطيبة والشغف اما عني فكنت دائمًا أبحث عن ما هو بعد هذه الخطوة فقط البدايات رائعة في كل شيء لكن الوقت يبرد مشاعرهم الوقت يكشف أقترابهم مني كان بدافع الفضول أو مجرد نوبات أحتياج فتعثروا بي لأعوضهم عن الفراغات التي يشعرون بها. ❝ ⏤دوستوفسكى
❞ رغم كل الذين أحبوني واحببتهم كنت أنا دائماً الطرف الأكثر حبًا أقصد ورغم كل قدرتي الضعيفة على التعبير لكنني أقدم أشياء صادقة أقدم أشياء ربما يعرفون قيمتها بعد نهاية علاقتنا هم رائعون في البدايات الونس الأمان الردود الطيبة والشغف اما عني فكنت دائمًا أبحث عن ما هو بعد هذه الخطوة فقط البدايات رائعة في كل شيء لكن الوقت يبرد مشاعرهم الوقت يكشف أقترابهم مني كان بدافع الفضول أو مجرد نوبات أحتياج فتعثروا بي لأعوضهم عن الفراغات التي يشعرون بها. ❝
❞ قل لي: كيف تقهر.. هذي الأقانيم الثلاثة كيف تُقهر؟
قلتُ لها:
- عندما ألقت رباب القصيدة تفاعل الحاضرون معها، حازت تصفيقًا حادًّا، وجنتاها تبللتا بالعَبَرَاتِ.
كانت تستمتع بسماع صوت عبد الحليم، وتعشق فيروز. أما أنا فكنت أستمتع بأغاني أم كلثوم وحليم ونجاة. كان بعض الزملاء والزميلات المقربين منا يشبهون علاقتنا بعلاقة علي سليم البدري وزُهرة سليمان غانم، في المسلسل الرائع \"ليالي الحلمية\".
ربــاب، هي من تذهب معي إلى محال الملابس، فتختار لي على ذوقها، لون القمصان التي تتماشى مع لون البنطلونات، كنت لا أمتلك هذه الميزة. كانت تستشيرني في شكل الحذاء ولونه، أتمتع بشهادة الكثير في اختياري للون الحذاء وتصميمه، ذهبت معها لشراء حذاء من محل \"السمالوطي\"، حاولت مرة أن أمسك قدمها وأدخل الحذاء فيه، احمرَّ وجهها، رفضت خجلًا، لاحظت ذلك سيدة مهندمة، تقترب من نهاية العقد السادس، يبدو من جِلستها بالقرب من مكتب، أنها صاحبة المحل، أو ربما زبونة، ابتسمت لنا، ولمَّا شعرت بخجل ربــاب، التفتت بعينيها بعيدًا عنا. ونحن خارجان من المحال، ابتسمت لها مرة أخرى وأشارت إليها أن تقترب منها، ولما دنت ربــاب منها أومأت السيدة برأسها ونصحتها، وهي تشير إليَّ، ولمَّا خرجنا من المحل سألتها:
- ماذا قالت لكِ هذه السيدة؟
ابتسمت وهي تخبرني،
قالت لي:
- حافظي عليه؛ إنه هدية السماء لـكِ.. ❝ ⏤عثمان مكاوي
❞ قل لي: كيف تقهر. هذي الأقانيم الثلاثة كيف تُقهر؟
قلتُ لها:
كانت تستمتع بسماع صوت عبد الحليم، وتعشق فيروز. أما أنا فكنت أستمتع بأغاني أم كلثوم وحليم ونجاة. كان بعض الزملاء والزميلات المقربين منا يشبهون علاقتنا بعلاقة علي سليم البدري وزُهرة سليمان غانم، في المسلسل الرائع ˝ليالي الحلمية˝.
ربــاب، هي من تذهب معي إلى محال الملابس، فتختار لي على ذوقها، لون القمصان التي تتماشى مع لون البنطلونات، كنت لا أمتلك هذه الميزة. كانت تستشيرني في شكل الحذاء ولونه، أتمتع بشهادة الكثير في اختياري للون الحذاء وتصميمه، ذهبت معها لشراء حذاء من محل ˝السمالوطي˝، حاولت مرة أن أمسك قدمها وأدخل الحذاء فيه، احمرَّ وجهها، رفضت خجلًا، لاحظت ذلك سيدة مهندمة، تقترب من نهاية العقد السادس، يبدو من جِلستها بالقرب من مكتب، أنها صاحبة المحل، أو ربما زبونة، ابتسمت لنا، ولمَّا شعرت بخجل ربــاب، التفتت بعينيها بعيدًا عنا. ونحن خارجان من المحال، ابتسمت لها مرة أخرى وأشارت إليها أن تقترب منها، ولما دنت ربــاب منها أومأت السيدة برأسها ونصحتها، وهي تشير إليَّ، ولمَّا خرجنا من المحل سألتها:
❞ تُعد نوعية عادات الفرد اليومية مقياس هام لأنفسنا نحو ممارسة الإيجابية بتلقائية وعفوية دون مقاومة أو معاناة، يشير \"وليم جميس\" إلى أن حياتنا كلها عبارة عن كتلة من العادات التي من خلالها نصل إلى الإنجازات الكبيرة والشخصية المتوازنة، والعلاقات الطيبة والرضا عن الذات، فعندما تكون العادات متوافقة مع معتقداتنا نشعر بالانسجام، والعادة ببساطة: هي سلوك يتم تَكراره بطريقة أتوماتيكية وتلقائية في أحوال معينة، وبأقل قدر من التفكير والجهد، ومن هنا يتحول السلوك مع التكرار إلى عادة، والعادات مع الاستمرارية تحدِّد مستوى صحتنا الجسدية، أو النفسية، أو الاجتماعية، أو الدينية، فعندما تكون معظم عاداتنا اليومية سلبية، من هنا نحصد نتائج وخيمة، ونشعر بعدم الرضا عن الذات والحياة، وعندما تكون عاداتنا إيجابية نحصد نتائج مُرضية.
هنا يثار تساؤل: ما الفرق بين تكوين العادات السلبية وتكوين العادات الإيجابية؟
العادة السلبية: لا تحتاج إلى إرادة لكي نفعلها، فنحن نمارسها بتلقائية، بل نحتاج إلى إرادة لكي نقاومها ونتوقَّف عنها، ومثال على ذلك: الذي يريد أن يتوقف عن التدخين سوف يجد أنه يدخن دون احتياج إلى إرادة، ولكن حتى يتوقف ويبتعد عن هذه العادة يحتاج إلى إرادة وعزيمة قوية، لذلك العادة السلبية سهلة التكوين بينما صعبة في التخلص منها.
بينما العادة الإيجابية تحتاج إلى إرادة لكي نفعلها ونستمر عليها، ولكن عندما نريد التوقف عنها لا نحتاج إلى إرادة، فقط عندما نتوقف عن الممارسة ستتلاشى، مثال على ذلك: الذي يريد الالتزام على الصلاة يحتاج إلى إرادة قوية لكي يُصلي ويلتزم بشكل يومي على الصلاة، ولكن إذا أراد التوقف عن الصلاة لا يحتاج إلى إرادة، فقط سيتوقف عن الصلاة.
لذلك جودة صحتنا مرتبطة بنوعية العادات من طعام، ونظام غذائي، وحركة وتعامل جيد مع الجسد، وجودة علاقتنا مع الله مرتبطة بالالتزام على العبادات القلبية والسلوكية، وجودة صحتنا النفسية مرتبطة بنوعية العادات العقلية والانفعالية والسلوكية التي نُمارسها بشكل يومي، وجودة علاقاتنا الاجتماعية مرتبطة بالعادات التي نسلكها ونستمر عليها في التعامل مع الآخرين، وهكذا نوعية عاداتنا تجعلنا سعداءَ أو تُعساءَ؛ يقول \"نابليون هيل\": ضَعْ يدك على عجلة قيادة حياتك، ولا تنظر للخلف، عليك بالوعي والإدراك إلى جميع روتين يومك؛ لكي تدرك عواقب عاداتك، لذلك نحتاج إلى الوعي للعادات المتكررة.
عندما تكون عادات إيجابية روحانية؛ كالصلاة، والاستغفار، والصيام، والعطاء والمساعدة لمن حولك، وقراءة القرآن، ستقودك هذه العادات إلى علاقة روحانية أفضل، وعندما تكون عادات إيجابية صحية؛ كالرياضة، والتنفس الصحيح، والغذاء الصحي وشرب المياه بكثرة، ستقودك هذه العادات إلى حالة جسدية صحية أفضل، وعندما تكون عادات إيجابية اجتماعية؛ كالابتسامة، والمسامحة، والمصافحة، والكرم، والمساندة، ستقودك هذه العادات إلى علاقات اجتماعية أفضل، وعندما تكون عادات إيجابية؛ كالقراءة، ومتابعة العلماء، ومشاهدة الأفلام الوثائقية، والتعلم الذاتي المستمر، ستقودك هذه العادات إلى مستوى من الوعي والثقافة والعلم.
ما التوصيات العلمية التي تساعدنا بإذن الله على تكوين عادات إيجابية في جميع أبعاد حياتنا لنمارس الحياة الإيجابية بسجية؟
1- المراقبة والانتباه:
بمعنى مراقبة عاداتك بشكل واعي تأملي مع تحديد العادات السلبية التي تمارسها، ثم ضَعْ بديل عادات إيجابية، راجع يومك، واكتُب ما تمارسه من عادات وتعرَّف عليها، مثال ذلك: استبدال التدخين بالسواك، استبدال المشروبات الغازية بالأعشاب، استبدال كثرة الكلام بالاستغفار والذكر، استبدال التصفح على السوشيال ميديا بالقراءة، استبدال الطعام غير الصحي بطعام صحي، استبدال الكلمة السلبية بغيرها إيجابية، عاداتنا تقودنا إلى نتائج إما سلبية أو إيجابية.
القرار الحاسم:
اتخاذ القرار الصادق نحو استبدال العادات التي تَم تحديدها، ولكي يكون القرار قويًّا اكتُب لنفسك أسبابًا قوية على تغيير عاداتك، مثل: سأكون أقرب إلى الله عندما أكتسب عادات الصلاة والاستغفار والدعاء، سأكون أكثر صحة عندما أكتسب عادات الطعام الصحي، والتنفس الصحيح، وشرب الأعشاب، والمشي المستمر، سأكون أفضل في عملي، أو دراستي، عندما أكتسب عادات إنهاء المهام في الموعد المناسب، تطوير مهاراتي ومتابعة مجالي وهكذا.
3- أخبر من حولك:
بمعنى عرِّف مَن حولك من أقارب وأصدقاء بعاداتك الإيجابية الجديدة حتى تساعد نفسك على الالتزام، بجانب لا يقاومك الآخرين في الرجوع إلى عاداتك القديمة.
4- الممارسة:
ابدأ بالممارسة اليومية بالتدريج، بمعنى لا تبدأ في تحديد عادات كثيرة من البداية؛ حتى لا تصاب بالإحباط، بل غيِّر عاداتك بالتدريج، ومن خلال الممارسة اليومية تترسخ هذه العادة وتصبح جزءًا من روتينك، ومن خلالها تقودك للأفضل.
5- شجِّع نفسك:
بمعنى أعطِ لنفسك مكافئة أو هدية كل فترة حتى تصل بالعادة الجديدة إلى مرحلة السجية والتلقائية، ولكن هنا ستكون تلقائية مع عادات إيجابية تقود لحياة أفضل.. ❝ ⏤أسامة سيد محمد
❞ تُعد نوعية عادات الفرد اليومية مقياس هام لأنفسنا نحو ممارسة الإيجابية بتلقائية وعفوية دون مقاومة أو معاناة، يشير ˝وليم جميس˝ إلى أن حياتنا كلها عبارة عن كتلة من العادات التي من خلالها نصل إلى الإنجازات الكبيرة والشخصية المتوازنة، والعلاقات الطيبة والرضا عن الذات، فعندما تكون العادات متوافقة مع معتقداتنا نشعر بالانسجام، والعادة ببساطة: هي سلوك يتم تَكراره بطريقة أتوماتيكية وتلقائية في أحوال معينة، وبأقل قدر من التفكير والجهد، ومن هنا يتحول السلوك مع التكرار إلى عادة، والعادات مع الاستمرارية تحدِّد مستوى صحتنا الجسدية، أو النفسية، أو الاجتماعية، أو الدينية، فعندما تكون معظم عاداتنا اليومية سلبية، من هنا نحصد نتائج وخيمة، ونشعر بعدم الرضا عن الذات والحياة، وعندما تكون عاداتنا إيجابية نحصد نتائج مُرضية.
هنا يثار تساؤل: ما الفرق بين تكوين العادات السلبية وتكوين العادات الإيجابية؟
العادة السلبية: لا تحتاج إلى إرادة لكي نفعلها، فنحن نمارسها بتلقائية، بل نحتاج إلى إرادة لكي نقاومها ونتوقَّف عنها، ومثال على ذلك: الذي يريد أن يتوقف عن التدخين سوف يجد أنه يدخن دون احتياج إلى إرادة، ولكن حتى يتوقف ويبتعد عن هذه العادة يحتاج إلى إرادة وعزيمة قوية، لذلك العادة السلبية سهلة التكوين بينما صعبة في التخلص منها.
بينما العادة الإيجابية تحتاج إلى إرادة لكي نفعلها ونستمر عليها، ولكن عندما نريد التوقف عنها لا نحتاج إلى إرادة، فقط عندما نتوقف عن الممارسة ستتلاشى، مثال على ذلك: الذي يريد الالتزام على الصلاة يحتاج إلى إرادة قوية لكي يُصلي ويلتزم بشكل يومي على الصلاة، ولكن إذا أراد التوقف عن الصلاة لا يحتاج إلى إرادة، فقط سيتوقف عن الصلاة.
لذلك جودة صحتنا مرتبطة بنوعية العادات من طعام، ونظام غذائي، وحركة وتعامل جيد مع الجسد، وجودة علاقتنا مع الله مرتبطة بالالتزام على العبادات القلبية والسلوكية، وجودة صحتنا النفسية مرتبطة بنوعية العادات العقلية والانفعالية والسلوكية التي نُمارسها بشكل يومي، وجودة علاقاتنا الاجتماعية مرتبطة بالعادات التي نسلكها ونستمر عليها في التعامل مع الآخرين، وهكذا نوعية عاداتنا تجعلنا سعداءَ أو تُعساءَ؛ يقول ˝نابليون هيل˝: ضَعْ يدك على عجلة قيادة حياتك، ولا تنظر للخلف، عليك بالوعي والإدراك إلى جميع روتين يومك؛ لكي تدرك عواقب عاداتك، لذلك نحتاج إلى الوعي للعادات المتكررة.
عندما تكون عادات إيجابية روحانية؛ كالصلاة، والاستغفار، والصيام، والعطاء والمساعدة لمن حولك، وقراءة القرآن، ستقودك هذه العادات إلى علاقة روحانية أفضل، وعندما تكون عادات إيجابية صحية؛ كالرياضة، والتنفس الصحيح، والغذاء الصحي وشرب المياه بكثرة، ستقودك هذه العادات إلى حالة جسدية صحية أفضل، وعندما تكون عادات إيجابية اجتماعية؛ كالابتسامة، والمسامحة، والمصافحة، والكرم، والمساندة، ستقودك هذه العادات إلى علاقات اجتماعية أفضل، وعندما تكون عادات إيجابية؛ كالقراءة، ومتابعة العلماء، ومشاهدة الأفلام الوثائقية، والتعلم الذاتي المستمر، ستقودك هذه العادات إلى مستوى من الوعي والثقافة والعلم.
ما التوصيات العلمية التي تساعدنا بإذن الله على تكوين عادات إيجابية في جميع أبعاد حياتنا لنمارس الحياة الإيجابية بسجية؟
1- المراقبة والانتباه:
بمعنى مراقبة عاداتك بشكل واعي تأملي مع تحديد العادات السلبية التي تمارسها، ثم ضَعْ بديل عادات إيجابية، راجع يومك، واكتُب ما تمارسه من عادات وتعرَّف عليها، مثال ذلك: استبدال التدخين بالسواك، استبدال المشروبات الغازية بالأعشاب، استبدال كثرة الكلام بالاستغفار والذكر، استبدال التصفح على السوشيال ميديا بالقراءة، استبدال الطعام غير الصحي بطعام صحي، استبدال الكلمة السلبية بغيرها إيجابية، عاداتنا تقودنا إلى نتائج إما سلبية أو إيجابية.
القرار الحاسم:
اتخاذ القرار الصادق نحو استبدال العادات التي تَم تحديدها، ولكي يكون القرار قويًّا اكتُب لنفسك أسبابًا قوية على تغيير عاداتك، مثل: سأكون أقرب إلى الله عندما أكتسب عادات الصلاة والاستغفار والدعاء، سأكون أكثر صحة عندما أكتسب عادات الطعام الصحي، والتنفس الصحيح، وشرب الأعشاب، والمشي المستمر، سأكون أفضل في عملي، أو دراستي، عندما أكتسب عادات إنهاء المهام في الموعد المناسب، تطوير مهاراتي ومتابعة مجالي وهكذا.
3- أخبر من حولك:
بمعنى عرِّف مَن حولك من أقارب وأصدقاء بعاداتك الإيجابية الجديدة حتى تساعد نفسك على الالتزام، بجانب لا يقاومك الآخرين في الرجوع إلى عاداتك القديمة.
4- الممارسة:
ابدأ بالممارسة اليومية بالتدريج، بمعنى لا تبدأ في تحديد عادات كثيرة من البداية؛ حتى لا تصاب بالإحباط، بل غيِّر عاداتك بالتدريج، ومن خلال الممارسة اليومية تترسخ هذه العادة وتصبح جزءًا من روتينك، ومن خلالها تقودك للأفضل.
5- شجِّع نفسك:
بمعنى أعطِ لنفسك مكافئة أو هدية كل فترة حتى تصل بالعادة الجديدة إلى مرحلة السجية والتلقائية، ولكن هنا ستكون تلقائية مع عادات إيجابية تقود لحياة أفضل. ❝