❞ تابع ولاية عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
مقال بقلم 🖊️ الكاتب/ محمد البسيوني
حركة الفتوحات الإسلامية
*فتح مصر
عندما أتم المسلمون فتح بلاد الشام تطلعوا إلي فتح مصر أيضا وضمها للدولة الإسلامية فانتهز سيدنا عمرو بن العاص فرصة حضور سيدنا عمر بن الخطاب إلي بلاد الشام للإجتماع بقادة الجيوش الإسلامية وعرض عليه أمر فتح مصر التي كانت تحت حكم الروم وفي البداية تردد سيدنا عمر بن الخطاب وذلك بسبب انشغال المسلمون بمحاربة بقايا الفرس والروم في الشام والعراق ثم وافق بعد ذلك وأمد عمرو بن العاص بأربعة آلاف جندي.
ولا بد من معرفة أن فتح مصر كان أمراً ضرورياً للمسلمين وذلك لأن فتح مصر يعمل على حماية المدينة المنورة مركز الحكم الإسلامي من خطر الروم،فتح مصر يساعد على تثبيت الحكم الإسلامي في الشام،فتح مصر سيمكن المسلمون في المستقبل من فتح بلاد المغرب.
*عام ٦٣٩ميلادية خرج عمرو بن العاص بجيشه من فلسطين متجهاً إلي مصر ففتح العريش ثم الفرما(بور سعيد الآن) ثم بلبيس ووصلوا إلي قرية تسمي أم دنين وهي قرية تقع علي ساحل النيل ومكانها الآن حي الأزبكية بالقاهرة،ومن أهم مراحل الفتح الإسلامي لمصر هو فتح حصن بابليون فهو من أهم حصون الروم في مصر ومكانه الآن بمصر القديمة وقد فتحه المسلمون بعد حصار دام لسبعة أشهر
*عام ٦٤١م توجه عمرو بن العاص لفتح الإسكندرية عاصمة مصر منذ بداية الحكم الروماني وبعد قتال شديد استطاع المسلمون السيطرة على مدينة الإسكندرية وعقد مع الروم صلحا يتضمن علي رحيل الرومان عن المدينة خلال ١١شهر وأن يضمن عمرو بن العاص لسكان المدينة الحماية والحرية الشخصية والدينية.
وبعد إتمام السيطرة على الاسكندريه أرسل عمرو بن العاص قواته لفتح باقي المدن المصرية إلي أن وصل إلي بلاد النوبة جنوبا كما استطاع ضم برقة وطرابلس بليبيا غرب مصر.
وبهذا استطاع المسلمون فتح مصر بالكامل وجعلها ضمن الدولة الإسلامية وكان هذا من أهم أحداث التاريخ الاسلامي وبعد فتح مصر أظهر المسلمون تجاه أهلها تسامحاً كبيراً فلم يفرضوا علي أحد اعتناق الإسلام بالقوة ولم يقتلوا ولم يهدموا الكنائس بل خففوا الضرائب عن المصريين وأعادوا الكثير من المصريين إلي مناصبهم بعد أن هربوا خوفاً من الروم مثل الأنبا بنيامين وهذا نموذجا واضحا من نماذج التسامح الإسلامي.. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ تابع ولاية عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
مقال بقلم 🖊️ الكاتب/ محمد البسيوني
حركة الفتوحات الإسلامية
فتح مصر
عندما أتم المسلمون فتح بلاد الشام تطلعوا إلي فتح مصر أيضا وضمها للدولة الإسلامية فانتهز سيدنا عمرو بن العاص فرصة حضور سيدنا عمر بن الخطاب إلي بلاد الشام للإجتماع بقادة الجيوش الإسلامية وعرض عليه أمر فتح مصر التي كانت تحت حكم الروم وفي البداية تردد سيدنا عمر بن الخطاب وذلك بسبب انشغال المسلمون بمحاربة بقايا الفرس والروم في الشام والعراق ثم وافق بعد ذلك وأمد عمرو بن العاص بأربعة آلاف جندي.
ولا بد من معرفة أن فتح مصر كان أمراً ضرورياً للمسلمين وذلك لأن فتح مصر يعمل على حماية المدينة المنورة مركز الحكم الإسلامي من خطر الروم،فتح مصر يساعد على تثبيت الحكم الإسلامي في الشام،فتح مصر سيمكن المسلمون في المستقبل من فتح بلاد المغرب.
عام ٦٣٩ميلادية خرج عمرو بن العاص بجيشه من فلسطين متجهاً إلي مصر ففتح العريش ثم الفرما(بور سعيد الآن) ثم بلبيس ووصلوا إلي قرية تسمي أم دنين وهي قرية تقع علي ساحل النيل ومكانها الآن حي الأزبكية بالقاهرة،ومن أهم مراحل الفتح الإسلامي لمصر هو فتح حصن بابليون فهو من أهم حصون الروم في مصر ومكانه الآن بمصر القديمة وقد فتحه المسلمون بعد حصار دام لسبعة أشهر
عام ٦٤١م توجه عمرو بن العاص لفتح الإسكندرية عاصمة مصر منذ بداية الحكم الروماني وبعد قتال شديد استطاع المسلمون السيطرة على مدينة الإسكندرية وعقد مع الروم صلحا يتضمن علي رحيل الرومان عن المدينة خلال ١١شهر وأن يضمن عمرو بن العاص لسكان المدينة الحماية والحرية الشخصية والدينية.
وبعد إتمام السيطرة على الاسكندريه أرسل عمرو بن العاص قواته لفتح باقي المدن المصرية إلي أن وصل إلي بلاد النوبة جنوبا كما استطاع ضم برقة وطرابلس بليبيا غرب مصر.
وبهذا استطاع المسلمون فتح مصر بالكامل وجعلها ضمن الدولة الإسلامية وكان هذا من أهم أحداث التاريخ الاسلامي وبعد فتح مصر أظهر المسلمون تجاه أهلها تسامحاً كبيراً فلم يفرضوا علي أحد اعتناق الإسلام بالقوة ولم يقتلوا ولم يهدموا الكنائس بل خففوا الضرائب عن المصريين وأعادوا الكثير من المصريين إلي مناصبهم بعد أن هربوا خوفاً من الروم مثل الأنبا بنيامين وهذا نموذجا واضحا من نماذج التسامح الإسلامي. ❝
❞ في بستان الباشا، بضاحية المنشية، أمر سيدي يوسف بإحضار سيدات الطرب من كل الأجناس: طرابلسيات ويهوديات، وزنجيات وحتى التركيات. وتقول الرواة أن بساتين المنشية لم تشهد في تاريخها كله احتفالاً يمكن أن يضارع في ترفه الإحتفال الذي أقامه سيدي يوسف في تلك الليلة ابتهاجاً بفلاحه في القضاء على \"الورم المميت\" كما كان يلقب شقيقه البيك سرّاً طوال صراعهما الطويل.. ❝ ⏤إبراهيم الكوني
❞ في بستان الباشا، بضاحية المنشية، أمر سيدي يوسف بإحضار سيدات الطرب من كل الأجناس: طرابلسيات ويهوديات، وزنجيات وحتى التركيات. وتقول الرواة أن بساتين المنشية لم تشهد في تاريخها كله احتفالاً يمكن أن يضارع في ترفه الإحتفال الذي أقامه سيدي يوسف في تلك الليلة ابتهاجاً بفلاحه في القضاء على ˝الورم المميت˝ كما كان يلقب شقيقه البيك سرّاً طوال صراعهما الطويل. ❝
❞ الدولة الأيوبية هي دولة إسلامية نشأت في مصر، وامتدت لتشمل الشام والحجاز واليمن والنوبة وبعض أجزاء المغرب العربي. يعد صلاح الدين يوسف بن أيوب مؤسس الدولة الأيوبية، كان ذلك بعد أن عُيِّن وزيرًا للخليفة الفاطمي العاضد لدين الله ونائبًا عن السلطان نور الدين محمود في مصر، فعمل على أن تكون كل السلطات تحت يده، وأصبح هو المتصرف في الأمور، وأعاد مصر إلى تبعية الدولة العباسية، فمنع الدعاء للخليفة الفاطمي ودعا للخليفة العباسي، وأغلق مراكز الشيعة الفاطمية، ونشر المذهب السني.
بعد وفاة نور الدين زنكي توجه صلاح الدين إلى بلاد الشام، فدخل دمشق، ثم ضمَّ حمص ثم حلب، وبذلك أصبح صلاح الدين سلطانًا على مصر والشام. كانت دولة الأيوبيين قد امتدت إلى بلاد الحجاز، حيث قام صلاح الدين بتحصين جنوب فلسطين، والاستعداد لأي أمر يقوم به أرناط صاحب قلعة الكرك، والذي كان يدبر للهجوم على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، وكان صلاح الدين قد اعتنى بميناء القلزم وميناء جدة، لأن أرناط كان قد عمَّر أسطولا في ميناء أَيْلَة (العقبة)، وأرسل سفنًا بلغت عِيذاب، فاستولى صلاح الدين على أيلة. استرد صلاح الدين بيت المقدس في 27 رجب 583 هـ الموافق 2 أكتوبر 1187م، بعد ثلاثة أشهر من انتصاره في معركة حطين، عقب ذلك سقطت في يده كل موانئ الشام، ما عدا مينائي إمارة طرابلس وأنطاكية، وانتهت الحرب الصليبية الثالثة بسقوط عكا بيد الصليبيين، وتوقيع صلح الرملة بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد.
توفي صلاح الدين عام 589 هـ بعد أن قسم دولته بين أولاده وأخيه العادل، ولكنهم تناحروا فيما بينهم، وظل بعضهم يقاتل بعضًا في ظروف كانت الدولة تحتاج فيها إلى تجميع القوى ضد الصليبيين. بعد وفاة العادل تفرقت المملكة بين أبنائه الثلاثة الكامل محمد على حكم مصر، والمعظم عيسى على دمشق وما حولها، والأشرف موسى على باقي الشام، لم يكد يتوفى العادل أبو بكر حتى انهال الصليبيون على الشام ومصر وخصوصًا مصر في ثلاث حملات صليبية متتابعة أرغمت الكامل محمد على أن يتنازل طواعية عن بيت المقدس للملك فريدريك الثاني سنة 625 هـ الموافق 1228م. اختلف الأشرف موسى مع المعظم عيسى على حدود النفوذ في الشام والجزيرة ووقعت بينهما الكثير من المشاكل والاضطرابات كرست الفتنة وعمقت أسباب الخلاف ومهدت لمزيد من التخبط وفتحت طريق سقوط الدولة.
وُلِّي بعد وفاة الكامل محمد ابنه الصالح أيوب وذلك سنة 637 هـ، والذي استرد بيت المقدس ودمشق وعسقلان بعد تحالفه مع القوات الخوارزمية الهاربة من الغزو المغولي. في آخر حياة الصالح أيوب هجمت الحملة الصليبية السابعة على مدينة دمياط يقودها لويس التاسع ملك فرنسا سنة 647 هـ، فرابط الصالح أيوب بالمنصورة، وهناك أصيب بمرض شديد تفاقم عليه حتى مات، فأخفت جاريته أم خليل الملقبة شجر الدر خبر موته وأرسلت لولده الأمير توران شاه وكان بالشام، فقاد الجيوش المصرية وحقق انتصارًا كبيرًا على الصليبيين، وأسر ملكهم لويس التاسع. لما حقق توران شاه انتصاره على الصليبيين استدار إلى زوجة أبيه وباقي قادة الجيش وكانوا جميعًا من المماليك البحرية، وخطط للتخلص منهم وعزلهم، جعلت هذه الأمور شجرة الدر تتآمر مع المماليك على قتل توران شاه، فهاجموه في ليلة 28 محرم 648 هـ الموافق 2 مايو 1250م وقتلوه، وبذلك انتهت الدولة الأيوبية.
تحدث المؤرخون عن النسب الأيوبي واختلفوا حول هذا النسب، ولكنهم اتفقوا على أن جد الأيوبيين هو الملك الأفضل نجم الدين أيوب بن شادي (أو شاذي) بن مروان. كتب كل من ابن الأثير وأبو شامة وابن العديم وابن خلكان وغيرهم عن نسب الأيوبيين، ولكنهم لم يجمعوا على رأي واحد، ولم يبتوا نهائيًا في النسب الأيوبي حتى المعاصرين منهم، فمنهم من قال بأنهم كرد، ومن قال أنهم عرب أمويون، ومن قال أنهم عرب ينتسبون إلى علي بن أحمد المري، ولكن لم يثبت بأن أحد من الأيوبيين نسب نفسه إلى الأكراد فمنهم من أيد الرأي الثاني وبعضهم أيد الرأي الثالث وقد نفو ا جميعهم الرأي الأول.
يرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينية، وقد أختلف المؤرخون في نسب العائلة الأيوبية حيث أورد ابن الأثير في تاريخه أن أيوب بن شاذي بن مروان يرجع إلى الأكراد الروادية وهم فخذ من الهذبانية، ويذكر أحمد بن خلكان ما نصه: «قال لي رجل فقيه عارف بما يقول، وهو من أهل دوين، إن على باب دوين قرية يُقال لها \"أجدانقان\" وجميع أهلها أكراد روادية، وكان شاذي قد أخذ ولديه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخرج بهما إلى بغداد ومن هناك نزلوا تكريت، ومات شاذي بها وعلى قبره قبة داخل البلد»، بينما يرفض بعض ملوك الأيوبيين هذا النسب وقالوا: «إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم\"».
الأيوبيون نفسهم اختلفوا في نسبهم فالملك المعز إسماعيل الأيوبي صاحب اليمن أرجع نسب بني أيوب إلى بني أمية، وأن نسبهم يرجع إلى أيوب بن شادي (أو شاذي) بن مروان بن الحكم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، وحين بلغ ذلك الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب قال: \"كذب إسماعيل ما نحن من بني أمية أصلاً\"، أما الأيوبيون ملوك دمشق فقد أثبتوا نسبهم إلى بني مرة بن عوف من بطون غطفان وقد أحضر هذا النسب على المعظم عيسى بن أحمد صاحب دمشق وأسمعه ابنه الملك الناصر صلاح الدين داود.
شرح الحسن بن داود الأيوبي في كتابه \"الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية\" ما قيل عن نسب أجداده وقطع أنهم ليسوا أكرادًا، بل نزلوا عندهم فنسبوا إليهم. وقال: \"ولم أرَ أحداً ممن أدركتُه من مشايخ بيتنا يعترف بهذا النسب\". كما أن الحسن بن داود قد رجَّح في كتابه صحة شجرة النسب التي وضعها الحسن بن غريب، والتي فيها نسبة العائلة إلى أيوب بن شاذي بن مروان بن أبي علي محمد بن عنترة بن الحسن بن علي بن أحمد بن أبي علي بن عبد العزيز بن هُدْبة بن الحُصَين بن الحارث بن سنان بن عمرو بن مُرَّة بن عوف بن أسامة بن بيهس بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نَشبَة بن غيظ بن مرة بن عوف بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش.. ❝ ⏤بيبرس المنصوري الدوادار
❞ الدولة الأيوبية هي دولة إسلامية نشأت في مصر، وامتدت لتشمل الشام والحجاز واليمن والنوبة وبعض أجزاء المغرب العربي. يعد صلاح الدين يوسف بن أيوب مؤسس الدولة الأيوبية، كان ذلك بعد أن عُيِّن وزيرًا للخليفة الفاطمي العاضد لدين الله ونائبًا عن السلطان نور الدين محمود في مصر، فعمل على أن تكون كل السلطات تحت يده، وأصبح هو المتصرف في الأمور، وأعاد مصر إلى تبعية الدولة العباسية، فمنع الدعاء للخليفة الفاطمي ودعا للخليفة العباسي، وأغلق مراكز الشيعة الفاطمية، ونشر المذهب السني.
بعد وفاة نور الدين زنكي توجه صلاح الدين إلى بلاد الشام، فدخل دمشق، ثم ضمَّ حمص ثم حلب، وبذلك أصبح صلاح الدين سلطانًا على مصر والشام. كانت دولة الأيوبيين قد امتدت إلى بلاد الحجاز، حيث قام صلاح الدين بتحصين جنوب فلسطين، والاستعداد لأي أمر يقوم به أرناط صاحب قلعة الكرك، والذي كان يدبر للهجوم على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، وكان صلاح الدين قد اعتنى بميناء القلزم وميناء جدة، لأن أرناط كان قد عمَّر أسطولا في ميناء أَيْلَة (العقبة)، وأرسل سفنًا بلغت عِيذاب، فاستولى صلاح الدين على أيلة. استرد صلاح الدين بيت المقدس في 27 رجب 583 هـ الموافق 2 أكتوبر 1187م، بعد ثلاثة أشهر من انتصاره في معركة حطين، عقب ذلك سقطت في يده كل موانئ الشام، ما عدا مينائي إمارة طرابلس وأنطاكية، وانتهت الحرب الصليبية الثالثة بسقوط عكا بيد الصليبيين، وتوقيع صلح الرملة بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد.
توفي صلاح الدين عام 589 هـ بعد أن قسم دولته بين أولاده وأخيه العادل، ولكنهم تناحروا فيما بينهم، وظل بعضهم يقاتل بعضًا في ظروف كانت الدولة تحتاج فيها إلى تجميع القوى ضد الصليبيين. بعد وفاة العادل تفرقت المملكة بين أبنائه الثلاثة الكامل محمد على حكم مصر، والمعظم عيسى على دمشق وما حولها، والأشرف موسى على باقي الشام، لم يكد يتوفى العادل أبو بكر حتى انهال الصليبيون على الشام ومصر وخصوصًا مصر في ثلاث حملات صليبية متتابعة أرغمت الكامل محمد على أن يتنازل طواعية عن بيت المقدس للملك فريدريك الثاني سنة 625 هـ الموافق 1228م. اختلف الأشرف موسى مع المعظم عيسى على حدود النفوذ في الشام والجزيرة ووقعت بينهما الكثير من المشاكل والاضطرابات كرست الفتنة وعمقت أسباب الخلاف ومهدت لمزيد من التخبط وفتحت طريق سقوط الدولة.
وُلِّي بعد وفاة الكامل محمد ابنه الصالح أيوب وذلك سنة 637 هـ، والذي استرد بيت المقدس ودمشق وعسقلان بعد تحالفه مع القوات الخوارزمية الهاربة من الغزو المغولي. في آخر حياة الصالح أيوب هجمت الحملة الصليبية السابعة على مدينة دمياط يقودها لويس التاسع ملك فرنسا سنة 647 هـ، فرابط الصالح أيوب بالمنصورة، وهناك أصيب بمرض شديد تفاقم عليه حتى مات، فأخفت جاريته أم خليل الملقبة شجر الدر خبر موته وأرسلت لولده الأمير توران شاه وكان بالشام، فقاد الجيوش المصرية وحقق انتصارًا كبيرًا على الصليبيين، وأسر ملكهم لويس التاسع. لما حقق توران شاه انتصاره على الصليبيين استدار إلى زوجة أبيه وباقي قادة الجيش وكانوا جميعًا من المماليك البحرية، وخطط للتخلص منهم وعزلهم، جعلت هذه الأمور شجرة الدر تتآمر مع المماليك على قتل توران شاه، فهاجموه في ليلة 28 محرم 648 هـ الموافق 2 مايو 1250م وقتلوه، وبذلك انتهت الدولة الأيوبية.
تحدث المؤرخون عن النسب الأيوبي واختلفوا حول هذا النسب، ولكنهم اتفقوا على أن جد الأيوبيين هو الملك الأفضل نجم الدين أيوب بن شادي (أو شاذي) بن مروان. كتب كل من ابن الأثير وأبو شامة وابن العديم وابن خلكان وغيرهم عن نسب الأيوبيين، ولكنهم لم يجمعوا على رأي واحد، ولم يبتوا نهائيًا في النسب الأيوبي حتى المعاصرين منهم، فمنهم من قال بأنهم كرد، ومن قال أنهم عرب أمويون، ومن قال أنهم عرب ينتسبون إلى علي بن أحمد المري، ولكن لم يثبت بأن أحد من الأيوبيين نسب نفسه إلى الأكراد فمنهم من أيد الرأي الثاني وبعضهم أيد الرأي الثالث وقد نفو ا جميعهم الرأي الأول.
يرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينية، وقد أختلف المؤرخون في نسب العائلة الأيوبية حيث أورد ابن الأثير في تاريخه أن أيوب بن شاذي بن مروان يرجع إلى الأكراد الروادية وهم فخذ من الهذبانية، ويذكر أحمد بن خلكان ما نصه: «قال لي رجل فقيه عارف بما يقول، وهو من أهل دوين، إن على باب دوين قرية يُقال لها ˝أجدانقان˝ وجميع أهلها أكراد روادية، وكان شاذي قد أخذ ولديه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخرج بهما إلى بغداد ومن هناك نزلوا تكريت، ومات شاذي بها وعلى قبره قبة داخل البلد»، بينما يرفض بعض ملوك الأيوبيين هذا النسب وقالوا: «إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم˝».
الأيوبيون نفسهم اختلفوا في نسبهم فالملك المعز إسماعيل الأيوبي صاحب اليمن أرجع نسب بني أيوب إلى بني أمية، وأن نسبهم يرجع إلى أيوب بن شادي (أو شاذي) بن مروان بن الحكم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، وحين بلغ ذلك الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب قال: ˝كذب إسماعيل ما نحن من بني أمية أصلاً˝، أما الأيوبيون ملوك دمشق فقد أثبتوا نسبهم إلى بني مرة بن عوف من بطون غطفان وقد أحضر هذا النسب على المعظم عيسى بن أحمد صاحب دمشق وأسمعه ابنه الملك الناصر صلاح الدين داود.
شرح الحسن بن داود الأيوبي في كتابه ˝الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية˝ ما قيل عن نسب أجداده وقطع أنهم ليسوا أكرادًا، بل نزلوا عندهم فنسبوا إليهم. وقال: ˝ولم أرَ أحداً ممن أدركتُه من مشايخ بيتنا يعترف بهذا النسب˝. كما أن الحسن بن داود قد رجَّح في كتابه صحة شجرة النسب التي وضعها الحسن بن غريب، والتي فيها نسبة العائلة إلى أيوب بن شاذي بن مروان بن أبي علي محمد بن عنترة بن الحسن بن علي بن أحمد بن أبي علي بن عبد العزيز بن هُدْبة بن الحُصَين بن الحارث بن سنان بن عمرو بن مُرَّة بن عوف بن أسامة بن بيهس بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نَشبَة بن غيظ بن مرة بن عوف بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش. ❝