❞ 🔻20-محطة معالجة مياه الصرف الصحي
🔆المعالجة الثانوية (الثنائية) :-
🔴المعالجة البيولوجية Biological treatment
1️⃣المعالجة البيولوجية بالتلامس أو التثبيت
◼️الطريقة الثانية:- المرشحات العادية أو البطيئة
🔹هي تشبه إلى حد كبير حقول البكتيريا إلا أنها تختلف عنها في طريقة التشغيل إذ أن تشغيلها يكون باستمرار وبدون انقطاع
⬅️مكونات المرشح وطريقة عمله :-
🔹يتكون المرشح من مبنى يشبه البرج حيث ترش المياه بالتساوي على السطح فتسقط على وسط الترشيح المكون من الزلط أو من صخور تقاوم تآكل مياه المجاري مستديرة أو بيضاوية الشكل أو من البلاستيك المشكل في صورة خلية النحل
🔹الغرض من هذا الوسط هو الحصول على مساحة سطحية كبيرة يمكن لمياه المجاري أن تنشر عليها مع وجود فراغات تهوية جيدة
🔹 تتكون طبقة هلامية من الكائنات الحية على سطح وسط الترشيح
🔹 تتغذى البكتيريا الهوائية التي في هذه الطبقة على المواد العضوية الموجودة فيها وتحولها الى مواد ثابتة صعبة التحلل مستخدمة في ذلك أكسجين الهواء المتخلل لفراغات وسط الترشيح
🔹 كلما تكاثرت هذه الكائنات الحيو وازداد سمك الطبقة الهلاميو تتقشر عن سطح وسط الترشيح لتخرج مع الماء فيما يسمى بال(Unloding) وهي خاصية من خصائص المرشحات
🔹يساعد أيضاً على خاصية التقشير أن الطبقة العضوية المرافقة لسطح الزلط تكون عرضة للتحلل اللاهوائي وما ينتج عنه من غازات تساعد المياه المتساقطو على تقشير الطبقات البيولوجية
🔹 يعتبر إطلاق مصطلح ترشيح على هذه العملية غير دقيق لأنها لا تعبر عن مفهوم الترشيح أي حجز الأجسام الصلبة
🔹 يوجد بالمرشح شبكة صرف عبارة عن مجموعة من مجاري فرعية تغطي قاع المرشح وتقوم بتجميع المياه المتساقطة من الوسط مع ما تحمله من كائنات حية ومواد متساقطة من على وسط الترشيح
🔹 تكون هذه القنوات الفرعية إما موزعة في اتجاه قطري حيث تبدأ كلا منها عند المركز لتصب على المحيط الخارجي في قناة دائرية رئيسية تحيط بالمرشح من الخارج أو أن تكون هذه القنوات الفرعية على شكل أوتار متوازية حيث تصب في قناة قطرية رئيسية عمودية على اتجاه القنوات الفرعية وتمر بمركز الحوض
🔹 تنقل القناة الرئيسية المياه إلى المرحلة التالية من المعالجة وتزود القناة الرئيسية القطرية بأغطيو مخرمة وذلك لتسهيل عملية التجميع والمساعدو في تهوية المرشح
⬅️ العوامل التي تؤثر على النشاط البيولوجي للبكتيريا على سطح وسط الترشيح:-
يتأثر النشاط البيولوجي للبكتيريا التي تقوم بأكسدة المواد العضوية التي في الطبقة الهلامية المتكونة على سطح وسط الترشيح بعوامل عديدة أهمها ما يلي:-
🔹درجة الحرارة حيث يزيد النشاط البيولوجي إلى الضعف كلما ارتفعت درجة الحرارة( 10 ~ 15 م°) ويقل بنفس المعدل ويحدث هذا في مدى من درجات الحرارة يتراوح بين ( 5~ 35 م°) وعندما ترتفع درجات الحرارة أو تنخفض عن هذا المدى يكون لها تأثير ضار على حياة الكائنات الحية الدقيقة نفسها
🔹يؤثر الأس أو الرقم الهيدروجيني للمياه في النشاط البيولوجي للبكتيريا ويكون هذا النشاط اكبر ما يمكن عند PH7 حيث تكون المياه متعادلو ويكون عادة التشغيل في المحطات في المدى من( 8.5 ~ 6.5 PH) وتتغير هذه القيمة عند صرف المخلفات الصناعية المحتوية على أحماض أو قلويات بتركيزات عالية على شبكة الصرف الصحي للمدينة
🔹 الأكسجين الذائب في المياه( DO) وهو ضروري لنشاط البكتيريا الهوائية في أكسدة المواد العضوية بالتحلل الهوائي وبدون ظهور روائح كريهة ومنفرة
🔹 توافر المواد العضوية بالمياه والتي تعتبر غذاء للبكتيريا
🔹 وجود مواد سامة قد يكون لها تأثير قاتل على الكائنات الحية الدقيقة وينشأ هذا من صرف المخلفات السائلة الصناعية التي تحتوي على مواد كيميائية سامة مما يؤثر سلبيا على المعالجة البيولوجية. ❝ ⏤عادل عبد الموجود تقي
❞ 🔻20-محطة معالجة مياه الصرف الصحي
🔆المعالجة الثانوية (الثنائية) :-
🔴المعالجة البيولوجية Biological treatment
1️⃣المعالجة البيولوجية بالتلامس أو التثبيت
◼️الطريقة الثانية:- المرشحات العادية أو البطيئة
🔹هي تشبه إلى حد كبير حقول البكتيريا إلا أنها تختلف عنها في طريقة التشغيل إذ أن تشغيلها يكون باستمرار وبدون انقطاع
⬅️مكونات المرشح وطريقة عمله :-
🔹يتكون المرشح من مبنى يشبه البرج حيث ترش المياه بالتساوي على السطح فتسقط على وسط الترشيح المكون من الزلط أو من صخور تقاوم تآكل مياه المجاري مستديرة أو بيضاوية الشكل أو من البلاستيك المشكل في صورة خلية النحل
🔹الغرض من هذا الوسط هو الحصول على مساحة سطحية كبيرة يمكن لمياه المجاري أن تنشر عليها مع وجود فراغات تهوية جيدة
🔹 تتكون طبقة هلامية من الكائنات الحية على سطح وسط الترشيح
🔹 تتغذى البكتيريا الهوائية التي في هذه الطبقة على المواد العضوية الموجودة فيها وتحولها الى مواد ثابتة صعبة التحلل مستخدمة في ذلك أكسجين الهواء المتخلل لفراغات وسط الترشيح
🔹 كلما تكاثرت هذه الكائنات الحيو وازداد سمك الطبقة الهلاميو تتقشر عن سطح وسط الترشيح لتخرج مع الماء فيما يسمى بال(Unloding) وهي خاصية من خصائص المرشحات
🔹يساعد أيضاً على خاصية التقشير أن الطبقة العضوية المرافقة لسطح الزلط تكون عرضة للتحلل اللاهوائي وما ينتج عنه من غازات تساعد المياه المتساقطو على تقشير الطبقات البيولوجية
🔹 يعتبر إطلاق مصطلح ترشيح على هذه العملية غير دقيق لأنها لا تعبر عن مفهوم الترشيح أي حجز الأجسام الصلبة
🔹 يوجد بالمرشح شبكة صرف عبارة عن مجموعة من مجاري فرعية تغطي قاع المرشح وتقوم بتجميع المياه المتساقطة من الوسط مع ما تحمله من كائنات حية ومواد متساقطة من على وسط الترشيح
🔹 تكون هذه القنوات الفرعية إما موزعة في اتجاه قطري حيث تبدأ كلا منها عند المركز لتصب على المحيط الخارجي في قناة دائرية رئيسية تحيط بالمرشح من الخارج أو أن تكون هذه القنوات الفرعية على شكل أوتار متوازية حيث تصب في قناة قطرية رئيسية عمودية على اتجاه القنوات الفرعية وتمر بمركز الحوض
🔹 تنقل القناة الرئيسية المياه إلى المرحلة التالية من المعالجة وتزود القناة الرئيسية القطرية بأغطيو مخرمة وذلك لتسهيل عملية التجميع والمساعدو في تهوية المرشح
⬅️ العوامل التي تؤثر على النشاط البيولوجي للبكتيريا على سطح وسط الترشيح:-
يتأثر النشاط البيولوجي للبكتيريا التي تقوم بأكسدة المواد العضوية التي في الطبقة الهلامية المتكونة على سطح وسط الترشيح بعوامل عديدة أهمها ما يلي:-
🔹درجة الحرارة حيث يزيد النشاط البيولوجي إلى الضعف كلما ارتفعت درجة الحرارة( 10 ~ 15 م°) ويقل بنفس المعدل ويحدث هذا في مدى من درجات الحرارة يتراوح بين ( 5~ 35 م°) وعندما ترتفع درجات الحرارة أو تنخفض عن هذا المدى يكون لها تأثير ضار على حياة الكائنات الحية الدقيقة نفسها
🔹يؤثر الأس أو الرقم الهيدروجيني للمياه في النشاط البيولوجي للبكتيريا ويكون هذا النشاط اكبر ما يمكن عند PH7 حيث تكون المياه متعادلو ويكون عادة التشغيل في المحطات في المدى من( 8.5 ~ 6.5 PH) وتتغير هذه القيمة عند صرف المخلفات الصناعية المحتوية على أحماض أو قلويات بتركيزات عالية على شبكة الصرف الصحي للمدينة
🔹 الأكسجين الذائب في المياه( DO) وهو ضروري لنشاط البكتيريا الهوائية في أكسدة المواد العضوية بالتحلل الهوائي وبدون ظهور روائح كريهة ومنفرة
🔹 توافر المواد العضوية بالمياه والتي تعتبر غذاء للبكتيريا
🔹 وجود مواد سامة قد يكون لها تأثير قاتل على الكائنات الحية الدقيقة وينشأ هذا من صرف المخلفات السائلة الصناعية التي تحتوي على مواد كيميائية سامة مما يؤثر سلبيا على المعالجة البيولوجية. ❝
❞ هل نحن نرى الدنيا على حقيقتها ؟
هل هذه السماء زرقاء فعلًا .. وهل الحقول خضراء .. وهل الرمال صفراء ؟
وهل العسل حلو .. والعلقَم مُر ؟
هل الماء سائل .. والجليد صلب ؟
وهل الخشب مادة جامدة كما تقول لنا حواسّنا ؟
وهل حجارة الأرض مادة موات، لا حركة فيها ؟
وهل الزجاج شفاف .. والجدران صمّاء ؟
لا ..
ليست هذه هي الحقيقة ..
هذا ما نراه .. وما نحسه بالفعل .. ولكنه ليس كل الحقيقة ..
فالنور الأبيض الذي نراه أبيض .. إذا مررناه خلال منشور زجاجي .. يتحلل إلى سبعة ألوان .. هي ألوان الطيف المعروفة .. الأصفر والبرتقالي والأحمر والأخضر والأزرق والبنفسجي .. إلخ .
فإذا حاولنا أن ندرس ماهية هذه الألوان، لم نجد أنها ألوان .. وإنما وجدناها موجات لا تختلف في شيء إلا في طولها ..
ذبذبات متفاوتة في ترددها .. وهذه كل الحكاية .. ولكن عيننا لا تستطيع أن ترى هذه الأمواج كأمواج .. ولا تستطيع أن تحس بهذه الذبذبات كذبذبات .. وانما كل ما يحدث أن الخلايا العصبية في قاع العين تتأثر بكل نوع من هذه الذبذبات بطريقة مختلفة ..
ومراكز البصر في المخ تترجم هذا التأثر العصبي على شكل ألوان ..
ولكن هذه المؤثرات الضوئية ليست ألوانًا .. وإنما هي محض موجات واهتزازات .. والمخ بلغته الإصطلاحية .. لكي يميزها عن بعضها .. يطلق عليها هذه التعريفات التي هي عبارة عن تصورات .. وهذه هي حكاية الألوان ..
والحقول التي نراها خضراء ليست خضراء .. وإنما كل ما يحدث أن أوراق النباتات تمتص كل أمواج الضوء بكافة أطوالها ما عدا تلك الموجة ذات الطول المعين التي تدخل عيننا وتؤثر في خلاياها فيكون لها هذا التأثير الذي هو في اصطلاح المخ "أخضر" ..
وبالمثل .. أي لون .. ليس له لون .. وإنما هو مؤثِر يفرقه المخ عن غيره بهذه الطريقة الاصطلاحية .. بأن يلونه .. ويتضح هذا الخلط أكثر حينما ننتقل إلى المثل الثاني .. العســل ..
فالعسل في فمنا حلو .. ونحن نتلذذ به ونلحسه لحسًا ونمصمصه بلساننا .. ولكن دودة المش لها رأي مختلف تمامًا في العسل .. بدليل أنها لا تقربه ولا تذوقه بعكس المش الذي تغوص فيه وتلتهمه التهامًا وتبيض وتفقس وتعشش فيه .
الحلاوة إذًا لا يمكن أن تكون صفة مطلقة موضوعية في العسل .. وإنما هي صفة نسبية نِسبةً إلى أعضاء التذوق في لساننا .. إنها ترجمتنا الإصطلاحية الخاصة للمؤثرات التي تُحدِثها ذرات العسل فينا ..
وقد يكون لهذه المؤثرات بالنسبة للأعضاء الحسيّة في حيوان آخر طعمًا مختلفًا هو بالمرارة أشبه ..
فإذا جئنا للسؤال الثالث لنسأل أنفسنا .. هل الماء سائل .. وهل الجليد صلب .. فإن المشكلة تتضح أكثر ..
فالماء والبخار والجليد .. مادة كيميائية واحدة تركيبها الكيميائي ( اتحاد الأيدروجين بالأوكسجين 1:2 ) .. وما بينها من اختلاف ليس اختلافًا في حقيقتها وإنما هو اختلافًا في كيفيتها ..
فحينما نضع الماء على النار فإننا نعطيه حرارة .. أو بمعنى آخر طاقة .. فتزداد حركة جزيئاته وبالتالي تتفرق وتتفركش نتيجة اندفاعها الشديد في كل اتجاه ويكون نتيجة هذه الفركشة عند لحظة معينة أن تتفكك تمامًا وتتحول إلى جزيئات سابحة بعيدة عن بعضها (غاز) .. فإذا فقدت هذه الحرارة الكامنة التي أخذتها عن طريق النار حتى تصل في لحظة إلى درجة من التقارب نترجمها بحواسنا على أنها (صلابة) .
الحالة الغازية والسائلة والصلبة هي ظواهر كيفية لحقيقة واحدة .. هي درجة تقارب الجزيئات من بعضها البعض لمادة واحدة هي الماء ..
وشفافية الماء وعتامة الثلج سببها أن جزيئات الماء متباعدة لدرجة تسمح لنا بالرؤية من خلالها .
ولا يعني هذا أن جزيئات الثلج متلاصقة .. وإنما هي متباعدة هي الأخرى ولكن بدرجة أقل .
وجزيئات كل المواد حتى الحديد مخلخلة ومنفصلة عن بعضها .. بل إن الجزئ نفسه مؤلف من ذرات منفصلة .. والذرّة مؤلفة من بروتونات وإلكترونات هي الأخرى منفصلة ومخلخلة ومتباعدة تباعد الشمس عن كواكبها .
كل المواد الصُلبة عبارة عن خلاء منثورة فيه ذرّات .. ولو أن حِسّنَا البصري مكتمل لأمكننا أن نرى من خلال الجدران لأن نسيجها مخلخل كنسيج الغربال ..
ولو كنا نرى عن طريق أشعة إكس لا عن طريق النور العادي لرأينا بعضنا عبارة عن هياكل عظمية، لأن أشغة اكس تخترق المسافات الجزيئية في اللحم .. وتراه في شفافية الزجاج ..
مرة أخرى ..
رؤيتنا العاجزة هي التي ترى الجدران صماء .. وهي ليست صمّاء .. بل هي مخلخلة أقصى درجات التخلخل .. ولكن وسائلنا المحدودة والأشعة التي نرى عن طريقها .. لا تنفد فيها، وإنما تنعكس على سطوحها وتبدو لنا وكأنها ســدّ يقف في طريق رؤيتنا .
إنها جميعًا أحكام نسبية تلك التي نطلقها على الأشياء .. ( نسبة إلى حواسنا المحدودة ) وليست أحكامًا حقيقية ..
والعالَم الذي نراه ليس هو العالَم الحقيقي .. وإنما هو عالَم اصطلاحي بَحتْ .. نعيش فيه معتقَلين في الرموز التي يختلقها عقلنا .. ليدلنا على الأشياء التي لا يعرف لها ماهية أو كَنَهًا .
والرسّام التجريدي على حق حينما يحاول أن يعبر عما يراه .. على طريقته .. فهو يدرك بالفطرة أن ما يراه بعينه ليس هو كل الحقيقة، وبالتالي فهو ليس ملزِمًا له .. وفي إمكانه أن يتلَمّس الحقيقة .. لا بعينه .. وإنما بعقله .. وربما بعقله الباطن .. أو وجدانه .. أو روحه ..
وهو لا يكون مجنونـــًا .. وقد نكون نحن المجــانين .
ورجل العلم له وسائل أخرى غير رجل الفن ..
الفنان يبحث عن الحقيقة معتمدًا على وسائله .. عن طريق الإلهام .. والروح .. والوجدان .
ورجل العلم يلجأ إلى الحسابات والمعادلات .. والفروض النظرية .. التي يحاول أن يتثبت منها بتجارب عملية .
وأينشتين في مغامرته العقلية لم يكن يختلف كثيرًا عن الرسّام التجريدي في مغامرته الفنية .
ومعظم ما كتبه أينشتين في معادلاته كان في الحقيقة تجريدًا للواقع على شكل أرقام وحدود رياضية .. ومحاولة جادة من رجل العلم في أن يهزم العلاقات المألوفة للأشياء ويزيحها لتبدو من خلفها لمحات من الحقيقة المدهشة التي تتخفى في ثياب العادة والألفة ..
وماذا هناك في الواقع المحسوس المألوف ؟
إننا لا نرى الأشياء مشوهة عن أصلها فقط .. وإنما لا نراها إطلاقًا .. وأحيانًا يكون ما نراه لا وجود له بالمرة ..
فهناك غير ألوان الطيف السبعة .. أمواج أقصر من أن ندركها .. هي فوق البنفسجية .. وأمواج أخرى أطول من أن ندركها .. هي تحت الحمراء .. وتكون النتيجة ألا نراها مع أنها موجودة ويمكن إثباتها باللوح الفوتوغرافي الحساس .. وبالترمومتر ..
وعلى العكس نرى أحيانًا أشياء لا وجود لها ..
فبعض النجوم التي نراها بالتلسكوب في أعماق السماء تبعد عنا بمقدار 500 مليون سنة ضوئية .. أي أن الضوء المنبعث منها يحتاج إلى خمسمائة مليون سنة ليصل إلى عيوننا .. وبالتالي فالضوء الذي نلمحها به هو ضوء خرج منها منذ هذا العدد الهائل من السنين .. فنحن لا نراها في الحقيقة .. وإنما نرى ماضيها السحيق الموغَل في القِدَم ..
أما ماهيتها الآن .. فالله وحده يعلم .. وربما تكون قد انفجرت واختفت .. أو انطفأت .. أو ارتحلت بعيدًا في أطراف ذلك الخلاء الأبدي وخرجت من مجال الرؤية بكل وسائلها .. فحالها الآن لا يمكن أن يصلنا خبره إلا بعد مضي خمسمائة مليون سنة ..
إننا قد نكون محملقين في شيء يلمع دون أن يكون له وجود بالمرة ..
إلى هذه الدرجة يبلغ عدم اليقين ..
وإلى هذه الدرجة يمكن أن تضللنا الحواس ..
ما دليلنا في هذا التِيه .. ؟!
وكيف نهتدي إلى الحقيقة في هذه الظلمات المطبقة ..؟. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ هل نحن نرى الدنيا على حقيقتها ؟
هل هذه السماء زرقاء فعلًا . وهل الحقول خضراء . وهل الرمال صفراء ؟
وهل العسل حلو . والعلقَم مُر ؟
هل الماء سائل . والجليد صلب ؟
وهل الخشب مادة جامدة كما تقول لنا حواسّنا ؟
وهل حجارة الأرض مادة موات، لا حركة فيها ؟
وهل الزجاج شفاف . والجدران صمّاء ؟
لا .
ليست هذه هي الحقيقة .
هذا ما نراه . وما نحسه بالفعل . ولكنه ليس كل الحقيقة .
فالنور الأبيض الذي نراه أبيض . إذا مررناه خلال منشور زجاجي . يتحلل إلى سبعة ألوان . هي ألوان الطيف المعروفة . الأصفر والبرتقالي والأحمر والأخضر والأزرق والبنفسجي . إلخ .
فإذا حاولنا أن ندرس ماهية هذه الألوان، لم نجد أنها ألوان . وإنما وجدناها موجات لا تختلف في شيء إلا في طولها .
ذبذبات متفاوتة في ترددها . وهذه كل الحكاية . ولكن عيننا لا تستطيع أن ترى هذه الأمواج كأمواج . ولا تستطيع أن تحس بهذه الذبذبات كذبذبات . وانما كل ما يحدث أن الخلايا العصبية في قاع العين تتأثر بكل نوع من هذه الذبذبات بطريقة مختلفة .
ومراكز البصر في المخ تترجم هذا التأثر العصبي على شكل ألوان .
ولكن هذه المؤثرات الضوئية ليست ألوانًا . وإنما هي محض موجات واهتزازات . والمخ بلغته الإصطلاحية . لكي يميزها عن بعضها . يطلق عليها هذه التعريفات التي هي عبارة عن تصورات . وهذه هي حكاية الألوان .
والحقول التي نراها خضراء ليست خضراء . وإنما كل ما يحدث أن أوراق النباتات تمتص كل أمواج الضوء بكافة أطوالها ما عدا تلك الموجة ذات الطول المعين التي تدخل عيننا وتؤثر في خلاياها فيكون لها هذا التأثير الذي هو في اصطلاح المخ ˝أخضر˝ .
وبالمثل . أي لون . ليس له لون . وإنما هو مؤثِر يفرقه المخ عن غيره بهذه الطريقة الاصطلاحية . بأن يلونه . ويتضح هذا الخلط أكثر حينما ننتقل إلى المثل الثاني . العســل .
فالعسل في فمنا حلو . ونحن نتلذذ به ونلحسه لحسًا ونمصمصه بلساننا . ولكن دودة المش لها رأي مختلف تمامًا في العسل . بدليل أنها لا تقربه ولا تذوقه بعكس المش الذي تغوص فيه وتلتهمه التهامًا وتبيض وتفقس وتعشش فيه .
الحلاوة إذًا لا يمكن أن تكون صفة مطلقة موضوعية في العسل . وإنما هي صفة نسبية نِسبةً إلى أعضاء التذوق في لساننا . إنها ترجمتنا الإصطلاحية الخاصة للمؤثرات التي تُحدِثها ذرات العسل فينا .
وقد يكون لهذه المؤثرات بالنسبة للأعضاء الحسيّة في حيوان آخر طعمًا مختلفًا هو بالمرارة أشبه .
فإذا جئنا للسؤال الثالث لنسأل أنفسنا . هل الماء سائل . وهل الجليد صلب . فإن المشكلة تتضح أكثر .
فالماء والبخار والجليد . مادة كيميائية واحدة تركيبها الكيميائي ( اتحاد الأيدروجين بالأوكسجين 1:2 ) . وما بينها من اختلاف ليس اختلافًا في حقيقتها وإنما هو اختلافًا في كيفيتها .
فحينما نضع الماء على النار فإننا نعطيه حرارة . أو بمعنى آخر طاقة . فتزداد حركة جزيئاته وبالتالي تتفرق وتتفركش نتيجة اندفاعها الشديد في كل اتجاه ويكون نتيجة هذه الفركشة عند لحظة معينة أن تتفكك تمامًا وتتحول إلى جزيئات سابحة بعيدة عن بعضها (غاز) . فإذا فقدت هذه الحرارة الكامنة التي أخذتها عن طريق النار حتى تصل في لحظة إلى درجة من التقارب نترجمها بحواسنا على أنها (صلابة) .
الحالة الغازية والسائلة والصلبة هي ظواهر كيفية لحقيقة واحدة . هي درجة تقارب الجزيئات من بعضها البعض لمادة واحدة هي الماء .
وشفافية الماء وعتامة الثلج سببها أن جزيئات الماء متباعدة لدرجة تسمح لنا بالرؤية من خلالها .
ولا يعني هذا أن جزيئات الثلج متلاصقة . وإنما هي متباعدة هي الأخرى ولكن بدرجة أقل .
وجزيئات كل المواد حتى الحديد مخلخلة ومنفصلة عن بعضها . بل إن الجزئ نفسه مؤلف من ذرات منفصلة . والذرّة مؤلفة من بروتونات وإلكترونات هي الأخرى منفصلة ومخلخلة ومتباعدة تباعد الشمس عن كواكبها .
كل المواد الصُلبة عبارة عن خلاء منثورة فيه ذرّات . ولو أن حِسّنَا البصري مكتمل لأمكننا أن نرى من خلال الجدران لأن نسيجها مخلخل كنسيج الغربال .
ولو كنا نرى عن طريق أشعة إكس لا عن طريق النور العادي لرأينا بعضنا عبارة عن هياكل عظمية، لأن أشغة اكس تخترق المسافات الجزيئية في اللحم . وتراه في شفافية الزجاج .
مرة أخرى .
رؤيتنا العاجزة هي التي ترى الجدران صماء . وهي ليست صمّاء . بل هي مخلخلة أقصى درجات التخلخل . ولكن وسائلنا المحدودة والأشعة التي نرى عن طريقها . لا تنفد فيها، وإنما تنعكس على سطوحها وتبدو لنا وكأنها ســدّ يقف في طريق رؤيتنا .
إنها جميعًا أحكام نسبية تلك التي نطلقها على الأشياء . ( نسبة إلى حواسنا المحدودة ) وليست أحكامًا حقيقية .
والعالَم الذي نراه ليس هو العالَم الحقيقي . وإنما هو عالَم اصطلاحي بَحتْ . نعيش فيه معتقَلين في الرموز التي يختلقها عقلنا . ليدلنا على الأشياء التي لا يعرف لها ماهية أو كَنَهًا .
والرسّام التجريدي على حق حينما يحاول أن يعبر عما يراه . على طريقته . فهو يدرك بالفطرة أن ما يراه بعينه ليس هو كل الحقيقة، وبالتالي فهو ليس ملزِمًا له . وفي إمكانه أن يتلَمّس الحقيقة . لا بعينه . وإنما بعقله . وربما بعقله الباطن . أو وجدانه . أو روحه .
وهو لا يكون مجنونـــًا . وقد نكون نحن المجــانين .
ورجل العلم له وسائل أخرى غير رجل الفن .
الفنان يبحث عن الحقيقة معتمدًا على وسائله . عن طريق الإلهام . والروح . والوجدان .
ورجل العلم يلجأ إلى الحسابات والمعادلات . والفروض النظرية . التي يحاول أن يتثبت منها بتجارب عملية .
وأينشتين في مغامرته العقلية لم يكن يختلف كثيرًا عن الرسّام التجريدي في مغامرته الفنية .
ومعظم ما كتبه أينشتين في معادلاته كان في الحقيقة تجريدًا للواقع على شكل أرقام وحدود رياضية . ومحاولة جادة من رجل العلم في أن يهزم العلاقات المألوفة للأشياء ويزيحها لتبدو من خلفها لمحات من الحقيقة المدهشة التي تتخفى في ثياب العادة والألفة .
وماذا هناك في الواقع المحسوس المألوف ؟
إننا لا نرى الأشياء مشوهة عن أصلها فقط . وإنما لا نراها إطلاقًا . وأحيانًا يكون ما نراه لا وجود له بالمرة .
فهناك غير ألوان الطيف السبعة . أمواج أقصر من أن ندركها . هي فوق البنفسجية . وأمواج أخرى أطول من أن ندركها . هي تحت الحمراء . وتكون النتيجة ألا نراها مع أنها موجودة ويمكن إثباتها باللوح الفوتوغرافي الحساس . وبالترمومتر .
وعلى العكس نرى أحيانًا أشياء لا وجود لها .
فبعض النجوم التي نراها بالتلسكوب في أعماق السماء تبعد عنا بمقدار 500 مليون سنة ضوئية . أي أن الضوء المنبعث منها يحتاج إلى خمسمائة مليون سنة ليصل إلى عيوننا . وبالتالي فالضوء الذي نلمحها به هو ضوء خرج منها منذ هذا العدد الهائل من السنين . فنحن لا نراها في الحقيقة . وإنما نرى ماضيها السحيق الموغَل في القِدَم .
أما ماهيتها الآن . فالله وحده يعلم . وربما تكون قد انفجرت واختفت . أو انطفأت . أو ارتحلت بعيدًا في أطراف ذلك الخلاء الأبدي وخرجت من مجال الرؤية بكل وسائلها . فحالها الآن لا يمكن أن يصلنا خبره إلا بعد مضي خمسمائة مليون سنة .
إننا قد نكون محملقين في شيء يلمع دون أن يكون له وجود بالمرة .
إلى هذه الدرجة يبلغ عدم اليقين .
وإلى هذه الدرجة يمكن أن تضللنا الحواس .
ما دليلنا في هذا التِيه . ؟!
وكيف نهتدي إلى الحقيقة في هذه الظلمات المطبقة .؟. ❝
❞ والسعادة ليست في أن يكون عندك الكثير جدا..
وإنما السعادة في أن تحب الدنيا والناس..وان تواتيك الفرصة لتأخذ القليل من خيراتها..انه القليل الذي تحبه يسعدك اكثر من الكثير الذي لا تحبه ..
والقليل يحرك الشهية..بينما الكثير يميتها..وبلا شهية لا وجود للسعادة .
والقليل يحفز على العمل..وفي العمل ينسى الإنسان نفسه..وينسى بحثه عن السعادة وهذا في الواقع منتهى السعادة.
والعمل تشحيم ضروري للعقل والقلب والمفاصل..وبدون العمل تصدأ المفاصل ويتعفن القلب وينطفيء العقل..وينخر سوس الفراغ في المخ..فتبدأ سلسلة من الأوجاع يعرفها افراد الطبقة الراقية ..ويعرفها أطباء الطبقة الراقية لذلك أعتقد أن اسعد الطبقات هي الطبقة المتوسطة..لانها الطبقة التي تملك القليل من كل شيء فهي ليست معدمة مفلسة كالطبقة الدنيا ..وليست متخمة كالطبقة الراقية ..
ولهذا فهي الطبقة التي تملك الدوافع..والآمال ..والمطامع..والمثل العليا..والأخلاق.. والامكانيات .
وهي لهذا ..الطبقة التي يخرج منها العلماء والفنانون والعباقرة والزعماء والأنبياء .
ومن فضائل الوسطية أنها تضغط الطبقات وتذيبها في عجينة متوسطة خصبة..وتشغل جميع الايدي بالعمل... ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ والسعادة ليست في أن يكون عندك الكثير˝ جدا.
وإنما السعادة في أن تحب˝ الدنيا والناس.˝وان تواتيك الفرصة لتأخذ القليل من خيراتها.˝انه القليل الذي تحبه يسعدك اكثر من الكثير الذي لا تحبه .
والقليل يحرك الشهية.˝بينما الكثير يميتها.˝وبلا شهية لا وجود للسعادة .
والقليل يحفز على العمل.˝وفي العمل ينسى الإنسان نفسه.˝وينسى بحثه عن السعادة ˝وهذا في الواقع منتهى السعادة.
والعمل تشحيم ضروري للعقل والقلب والمفاصل.˝وبدون العمل تصدأ المفاصل ˝ويتعفن القلب وينطفيء العقل.˝وينخر سوس الفراغ في المخ.˝فتبدأ سلسلة من الأوجاع ˝يعرفها افراد الطبقة الراقية .ويعرفها أطباء الطبقة الراقية لذلك أعتقد أن اسعد الطبقات هي الطبقة المتوسطة.˝لانها الطبقة التي تملك القليل من كل شيء ˝فهي ليست معدمة مفلسة كالطبقة الدنيا .وليست متخمة كالطبقة الراقية .
ولهذا ˝فهي الطبقة التي تملك الدوافع.˝والآمال .والمطامع.˝والمثل العليا.والأخلاق. والامكانيات .
وهي لهذا .الطبقة التي يخرج منها ˝العلماء والفنانون والعباقرة والزعماء ˝والأنبياء .
ومن فضائل الوسطية أنها تضغط ˝الطبقات وتذيبها في عجينة˝ متوسطة خصبة.˝وتشغل جميع الايدي بالعمل. ❝
❞ 🔻18-محطة معالجة مياه الصرف الصحي
🔆المعالجة الثانوية (الثنائية) :-
🔴المعالجة البيولوجية Biological treatment
1️⃣المعالجة البيولوجية بالتلامس أو التثبيت
في هذه الطريقة يتم تكوين طبقة أو غشاء رقيق من مادة هلامية تحتوي على كمية كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة والبكتيريا على سطح وسط التلامس حيث تقوم الطبقة الهلامية بما تحويه من كائنات بيولوجية بتحليل المواد العضوية الموجودة بالمخلفات السائلة في وجود الأكسجين الذائب في المياه وتحويلها الى مركبات ثابتة
⬅️ طرق المعالجه البيولوجيه بالتلامس :-
🔹حقول البكتيريا Contact beds
🔹المرشحات العادية أو البطيئة Standard rate trickling filters
🔹المرشحات ذات المعدل العالي High rate trickling filters
🔹الأقراص البيولوجية الدوارة Rotation biological contactors. ❝ ⏤عادل عبد الموجود تقي
❞ 🔻18-محطة معالجة مياه الصرف الصحي
🔆المعالجة الثانوية (الثنائية) :-
🔴المعالجة البيولوجية Biological treatment
1️⃣المعالجة البيولوجية بالتلامس أو التثبيت
في هذه الطريقة يتم تكوين طبقة أو غشاء رقيق من مادة هلامية تحتوي على كمية كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة والبكتيريا على سطح وسط التلامس حيث تقوم الطبقة الهلامية بما تحويه من كائنات بيولوجية بتحليل المواد العضوية الموجودة بالمخلفات السائلة في وجود الأكسجين الذائب في المياه وتحويلها الى مركبات ثابتة
⬅️ طرق المعالجه البيولوجيه بالتلامس :-
🔹حقول البكتيريا Contact beds
🔹المرشحات العادية أو البطيئة Standard rate trickling filters
🔹المرشحات ذات المعدل العالي High rate trickling filters
❞ {وَجَعَلْنا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ } الأنبياء: 31 كما نلاحظ فإن الآية قد ذكرت أن من وظائف الجبال أن تمنع حدوث اهتزازات التربة. وهذه الحقيقة لم تكن معروفة عند أحد عند نزول القرآن الكريم، إذ أنها لم تبصر النور إلا من خلال نتائج الاكتشافات الجيولوجية الحديثة. ووفقا لهذه الاكتشافات فإن الجبال تنشأ عن تحركات وانزلاقات في صفائح عظيمة تتكون منها القشرة الأرضية. وعندما تتصادم صفيحتان مع بعضهما تنزلق الأقوى منهما تحت الأخرى وتغوص تحت الأرض لتكون امتدادا عميقا للطبقة الأضعف التي تنحني لتكون الجبال والمرتفعات. وهذا يعني أن للجبال أقساما تحت الأرض تساوي حجمها الظاهر على وجه الأرض. وتصف أحد النصوص العلمية بنية الجبال كما يأتي: ‘’في الأماكن التي تكون فيها القارات أكثر سماكة كما في المناطق التي توجد فيها سلاسل الجبال تغرق القشرة الأرضية بعمق أكثر في الأوشحة’’.4 وقد أشارت إحدى آيات القرآن الكريم إلى هذه الوظيفة من وظائف الجبال بتشبيه الجبال بالأوتاد.
{أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً وَالجِبَالَ أَوْتَاداً } النبأ: 6- 7
ونتيجة لخواصها هذه فإن الجبال تقوم بالامتداد تحت وفوق طبقات سطح الارض في أماكن التقاء هذه الطبقات بعضها مع بعض. وبهذه الطريقة فإنها تثبت القشرة الأرضية وتمنع الانجراف في صفائحها أو في طبقة الصهارة (magma). وباختصار فان الجبال أشبه بالمسامير التي تبقي قطع الخشب متماسكة. ووظيفة التثبيت هذه معروفة في أدبيات العمل بمصطلح التضاغط، والتضاغط يعني ما يلي: ‘’ توازن عام في القشرة الأرضية يستمر نتيجة دفق المواد الصخرية تحت سطح الأرض تحت تأثير ضغط الجاذبية’’ .5 هذا الدور الحيوي للجبال الذي اكتشفته الجيولوجيا الحديثة والأبحاث المتعلقة بالزلازل، كشف عنه القرآن الكريم منذ قرون كمثال على حكمة الله سبحانه وتعالى في الخلق. ❝ ⏤هارون يحي
❞﴿وَجَعَلْنا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ﴾ الأنبياء: 31 كما نلاحظ فإن الآية قد ذكرت أن من وظائف الجبال أن تمنع حدوث اهتزازات التربة. وهذه الحقيقة لم تكن معروفة عند أحد عند نزول القرآن الكريم، إذ أنها لم تبصر النور إلا من خلال نتائج الاكتشافات الجيولوجية الحديثة. ووفقا لهذه الاكتشافات فإن الجبال تنشأ عن تحركات وانزلاقات في صفائح عظيمة تتكون منها القشرة الأرضية. وعندما تتصادم صفيحتان مع بعضهما تنزلق الأقوى منهما تحت الأخرى وتغوص تحت الأرض لتكون امتدادا عميقا للطبقة الأضعف التي تنحني لتكون الجبال والمرتفعات. وهذا يعني أن للجبال أقساما تحت الأرض تساوي حجمها الظاهر على وجه الأرض. وتصف أحد النصوص العلمية بنية الجبال كما يأتي: ‘’في الأماكن التي تكون فيها القارات أكثر سماكة كما في المناطق التي توجد فيها سلاسل الجبال تغرق القشرة الأرضية بعمق أكثر في الأوشحة’’.4 وقد أشارت إحدى آيات القرآن الكريم إلى هذه الوظيفة من وظائف الجبال بتشبيه الجبال بالأوتاد.
ونتيجة لخواصها هذه فإن الجبال تقوم بالامتداد تحت وفوق طبقات سطح الارض في أماكن التقاء هذه الطبقات بعضها مع بعض. وبهذه الطريقة فإنها تثبت القشرة الأرضية وتمنع الانجراف في صفائحها أو في طبقة الصهارة (magma). وباختصار فان الجبال أشبه بالمسامير التي تبقي قطع الخشب متماسكة. ووظيفة التثبيت هذه معروفة في أدبيات العمل بمصطلح التضاغط، والتضاغط يعني ما يلي: ‘’ توازن عام في القشرة الأرضية يستمر نتيجة دفق المواد الصخرية تحت سطح الأرض تحت تأثير ضغط الجاذبية’’ .5 هذا الدور الحيوي للجبال الذي اكتشفته الجيولوجيا الحديثة والأبحاث المتعلقة بالزلازل، كشف عنه القرآن الكريم منذ قرون كمثال على حكمة الله سبحانه وتعالى في الخلق. ❝