█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ يُحس بالدقائق والساعات تمر عبر جسده كأنها شريط ألم لا نهائي، فيصير الوقت ألمًا. ويصير النهار والليل ألمًا. ويصير جسده مُعترك الآلام، فلا تستوطن عقله سوى حقيقة واحدة: أنه الآن يحتضر . ❝
❞ عبر أصابعي تتضاعفُ المعجزة؛ يحدثُ ذلك حين توغِلُ مخيلتي وتبلغُ مخيلةَ فنانٍ يكون قد جسدها في صورةِ هيئةٍ منحوتة. رغم ذلك، فلدى مقارنة الوجه الحَي الدافئ الحافِل بالحركة لأحد الأصدقاء، يكون الوجه المرمري باردًا، لا نبضَ فيه، غير متجاوِب- رغم كونه جميلًا بالنسبة إلى يدي. فتضاريسه المنسابة وانثناءاته تكون مصدرَ متعةٍ حقيقةٍ بالنسبة إلي، ما يعوِزه فقط هو النفَس، بيد أنه، بتأثيرٍ من تعويذة الخيال، تنتفضُ قطعة المرمر بالحياة، وتصيرُ البرهان الإلهي على ما هو مثالي. ففي كل خَط وفي كل تعريجة، تدُس المخيلةُ عاطفةً ما، فيكون التمثال حال لمسي إياه الإلهة بذاتها عيانًا، تتنفس وتتحرك، وتمارسُ فِتنتها . ❝
❞ ما من شيء ضبابي أو مُلتبس فيما نستطيع نحن أن نلمسه. فعبر حاسة اللمس، أتعرف وجوه أصدقائي، أتعرف التنوع اللامتناهي للخطوط المنحنية وتلك المستقيمة، جميعَ الأسطح، الحياة التي تنبض بها التربة، الهيئات الناعمة للزهور، الأشكال النبيلة للأشجار، مدى الرياح العاتية. بجانب الأجسام، والأسطح، والتغيرات المُناخية، أنا أدرك ما لا يحصى من الذبذبات. إنني لأستخلصُ الكثير من المعرفة من كل مادة ألمسها كل يوم، من الاهتزازات والرجرجات التي يتسنى لي أن أستشعرها في كل مكان من أرجاء البيت . ❝
❞ إنني أكتشف من خلال وقع الأقدام، أنه يوجَدُ تنوعٌ يُدرَك لمسيا، حسب عُمر السائر، وحسب نوعه ذكرٌ أم أنثى، وحسب عاداته. من المستحيل أن أخطِئ معرفة طقطقة طفلٍ على الأرض على أنها دَعس شخصٍ بالغ. إن خطوة الشاب المنطلِق شديد البأس، تختلف عن الدعس الثقِيل، الرصِين، لرجلٍ، في منتصف العمر، وتختلف كذلك عن خطوة شَيخٍ، يجر، قدميه.. جرًا، وهو.. يمشي.. على أرضية الحجرة، أو يدبدب عليها بنبراتٍ، مُتثَاقِلةٍ، وَئِيدة. إن مِشيةَ فتاةٍ فوق الأرض بإيقاعٍ سريعٍ يتسم بالمرونة تُباين كثيرًا خطوة امرأةٍ، طاعنةٍ، في السن . ❝