❞ الفصل الأول
غادرت غرفتها بإتجاه غرفة والدها الحبيب لتلقى عليه تحية الصباح قبل المغادرة .طرقت الباب برقة وفتحته بهدوء لتجده مستقرا ككل يوم بفراشه ينتظر رؤيتها قبل توجهها للجامعة .
ابتسامة بشوشة تكلل وجهه كالعادة لتندفع للداخل تتحدث بدلالها الزائد والذى هو جزء من شخصيتها : أسعد الله صباحك حبيبي
فتح ذراعيه لتلبى دعوته التى لا تتردد مطلقا فى طلبها فيحيطها بحنانه الذى لا ينتهى : أسعد الله اوقاتك صغيرتى المدللة .
تضحك لاصراره على مناداتها صغيرتى المدللة ، ولم لا يفعل !!
هى حقا صغيرته المدللة . من اسرف فى تدليلها منذ توفت والدتها وهى طفلة عمرها لم يتجاوز العامين بعد فلم تر معه سوى هذا الدلال الذى يظن الجميع أنه افسدها حتى هى شخصياً تظن أحيانا أنها لا يعتمد عليها مطلقا بل هى تعتمد عليه بشكل كامل فى كل شئونها.
ابتعدت للخلف بسرعة متخطية الأفكار التى ستوجهها للاحباط فى الصباح : صغيرتك المدللة ستتعرض للتقريع اللاذع من أستاذها إن تأخرت اكثر من ذلك .
كان لا يزال متمسكا بأصابعها ليتركها فورا : فلتذهبى إذا .. أكره أن يؤذى أحدهم صغيرتى ولو بكلمة وكونى بخير.. لا تقودى السيارة بسرعة مبالغ فيها وانتبهى للطريق .
اتجهت للباب لتتوقف فجأة وتلتفت له : عدنى انت أولاً أن تكون بخير .
اتسعت ابتسامته : اعدك صغيرتى . سأكون بخير .
اسرعت خطواتها للخارج حتى استمع لإغلاق الباب الخارجى فبدأ يتحرك مغادرا فراشه فقد غادرت صغيرته التى تحد من حركته بشكل كبير، يعلم أنها تقوم بذلك حبا وخوفا لتدهور حالته الصحية لكنه لا يريد أن يظل طريح الفراش، يعلم جيداً أنها لن تتدبر أمورها جيدا بدونه وكم يخشى أن يتركها وحيدة!!
*****
غادرت المصعد و أسرعت الخطى فهى بالكاد ستصل قبل بدء المحاضرة الأولى . احنت رأسها لتخرج من حقيبتها مفتاح سيارتها الصغيرة التى وفرها لها والدها خوفاً عليها من زحام المواصلات.
كم هى محظوظة لوالدها الحبيب !
اخرجت المفتاح لتجد نفسها ملتصقة بحائط بشرى لا تدرى كيف اصطدمت به وكيف وصل لسيارتها من الأساس.
نظرت بفزع لفستانها الزهرى والذى تلطخ بالفول الساخن الذى كان يحمله هذا الأحمق الذى اصطدم بها وقد زادت حرارتها هى عن حرارة هذا الفول فلم تشعر بسخونته من شدة الغضب .
لا تهتم بالسخونة بقدر اهتمامها بتلوث الفستان . رفعت عينيها بغضب لتواجه وجها قد احتقن لا تدرى لم ولا تهتم.
ولم تكن لتهتم فى هذه اللحظة سوى بما ألحقته بها حماقته.
ضغطت على اسنانها بغيظ : انظر لما فعلت ايها الأحمق !!
ارتد خطوات للخلف كمن مسه ماس كهربائي : عذرا آنسة . لم اكن منتبها بشكل كامل. اعتذر
تصرخ هى بغضب مكتوم : وماذا افعل بعذرك !! لقد أفسدت ثوبى
اغمضت عينيها لتتابع : وكذلك يومى .
حمحم بحرج : لقد اعتذرت منك .. لكنك لم تكونى منتبهة ايضا فالخطأ مشترك .
ظنت أن ما تقوم به صراخ عليه لكنه بدا له عكس ذلك تماماً: وتملك الجرأة أيضاً للتملص من فعلتك؟
ارتفع حاجبيه واتسع فمه دهشة لهذه اللهجة التى لم يظن أن احداهن تملكها بالفعل: اى فعلة؟؟ مجرد اصطدام ومجرد فستان يمكنك تغيره، ليست جريمة يا آنسة
إنها كذلك
أوقفته بحدة مضحكة ثم رفعت عينيها ترمقه بغضب مضاعف .. سرعان ما دارت على عقبيها تضرب الأرض بقدميها وهى تعود ادراجها للداخل تاركته خلفها ، إدراك أولى محاضراتها أمر مستحيل . بينما نفض هو عن ملابسه ما علق بها بلا اهتمام وهو يتمتم بحنق : مدللة حمقاء، كل هذا الصخب لمجرد تلوث فستان؟ ياألله لكنها لا تحتمل، مرهقة كليا خاصة فى حالة التخبط التى يعانيها.
اقتفت عينيه إثرها مرغمة وهو يتابع : مدللة بالفعل وفاتنة أيضا ..
ثم عاد أدراجه ليشترى الفطور مرة أخرى محاولا نزع نبرة صوتها عن أذنيه لكن يبدو أن عقله قد وقع أسيرا لهذه النبرة ولا أمل له فى نزعها حالياً، ربما عليه نزع صورتها عن عينيه أولاً لكن يبدو أن الأمل معدوم أيضاً فخلف جفنيه طبعت صورة لها تدفعه للجنون وهو يستعيد كل حركة صدرت عنها فتزلزل لها جزء من كيانه.
******
فتحت باب الشقة لتلتقط أنفها فورا رائحة القهوة . قطبت جبينها بغضب ، والدها ينتظر خروجها يوميا ليحتسى القهوة إذا ..
أغلقت الباب بهدوء واتجهت للمطبخ لتجده قد فرغ للتو من إعداد فنجانه ويبدو أنه يشعر بالانتصار كل يوم وهو يحتسى قهوته فى غيابها.
عقدت ساعديها بغضب : هل هذا وعدك لى ؟؟
انتفض والدها ينظر لها بفزع امتزج به خوفه الفطرى الزائد عليها: ياسمين !!! لماذا عدت ؟؟
اقتربت لتلتقط منه الفنجان : لا تجيب سؤالى بسؤال . لقد وعدتنى أن تكون بخير . كيف ستكون وانت تشرب القهوة التى منعها الطبيب ؟
ارتبك حسن وهو ينظر لفستانها الملطخ بالفول المدمس ويتحول صوته لنبرة راجية : صغيرتى فنجان واحد لن يضر كثيرا . أنا أحتاجه حقا .
أشار لملابسها بفضول مغيرا مجرى الحديث : كيف وصل الفول لفستانك هكذا ؟
لتغمض عينيها وكأنها تذكرت : اصطدم بى احمق ما اسفل البناية .
صمتت لحظة : لقد افسد يومى
قالتها بغضب طفولى ليربت أبيها فوق كتفها بحنان : بدلى ملابسك . لقد أحسن لى هذا الأحمق فسأحظى بفطور برفقة صغيرتى المدللة .
لم يتمكن من استعادة فنجانه الغالى بل سكبته بالحوض قبل أن تغادر . تلك الصغيرة العنيدة .
ابتسم بحنان بعد مغادرتها ، هو ليس غاضب منها ، بل هو يثق أنها تخشى فقده وما سكبته إلا حبا فيه .
اتجه فورا لإعداد الفطور حتى تنتهى صغيرته من تبديل ملابسها فمشاركتها الفطور أثناء الدراسة أمر نادر الحدوث وهو لن يضيع هذه الفرصة هباءا سيعد لها فطورا شهيا يغير مزاجها بعد هذا الحدث الصباحى السخيف .
*****
بدلت ملابسها لتمسك بفستانها تنظر له بحسرة ثم توجهت للمرحاض لتنظيفه ، أمامها ثلاث ساعات قبل المحاضرة التالية وهذا وقت كاف تماما .
اتجهت للخارج حيث اعد والدها الفطور وجلس بانتظارها .
جذبت المقعد وجلست بصمت ليتساءل : هل فوت أمرا هاما ؟
اشاحت بكفها تحاول أن تثبت له أن كل شيء بخير : مجرد محاضرة .
ابتسمت له بحنان تدعى الحماس : هيا ساساعدك بإعداد الغداء قبل المحاضرة التالية .
ليضحك هو وقد تمكنت من خداعه: تساعدينى !! هل انت جادة !!!
لتشاركه الضحك ، إنه محق تماما هى بالكاد تستعمل سكين الفاكهة دون إصابة أصابعها بجروح وبالكاد تأكل قطعة واحدة صالحة بعد إتلاف الثمرة
*****
فى شقة أخرى بنفس البناية ، يدخل وديد حاملا الافطار الذى اشتراه للمرة الثانية ليندفع نحوه صديقه جابر بلهفة : لم كل هذا التأخير وديد ؟ أنا اتضور جوعا .
لينظر له وديد بغيظ فهذا الشره لا يمكن لأى طعام وضع حد لجوعه: ومنذ متى لا تتضور جوعا جابر ؟؟
لكن جابر لم يهتم إطلاقاً لملاحظته بل تناول ما يحمله وديد ليسرع نحو المطبخ لإعداده بلا إبطاء .
عشر دقائق وكان الطعام جاهزا ليدعوه للمشاركة وبالطبع لم يتأخر وديد فإن فعل فلن يجد ما يتناوله فصديقه سيأتى على اخر لقمة أمامه.
لاحظ جابر شرود صديقه ليأكل بصمت هو يعلم أنه ينتظر تثبيته بالبنك الذى يعمل به وهذا الأمر يوتره بشده فهو يخشى أن يخسر العمل وهذا يعنى خطوات للوراء والبدء من جديد ومجرد الفكرة تصيب وديد بهاجس يؤرق نومه فيبدو أنه لم يعد لديه طاقة للمتابعة وحده.
*****
بعد ساعتين غادرت ياسمين مرة أخرى. وقفت بإنتظار المصعد الذى تأخر لبعض الوقت لكنها لم تتذمر فالوقت لازال باكرا وستصل قبل بدء المحاضرة بكل تأكيد. فتحت الباب لتستقله بصمت دون الاهتمام بمن يستقله بالفعل .
نظر لها جابر بإعجاب شديد ليحمحم معرفا عن نفسه : مرحبا . أنا جديد هنا .
لم يجد اى استجابة منها ليتابع : أقيم بالدور السابع برفقة صديقى هو صاحب الشقة وقبل بإستصافتى لفترة لا أدرى فى الواقع متى تنتهى، ربما تطول قليلا فلازلت أبحث عن مكان مناسب وليكن قريبا من عملى أيضا. المكان هنا ليس قريبا من عملى جدا لكنى اهوى رياضة المشى..
هى لا تجيب وهو لا يتوقف عن الثرثرة ، اخبرها أنه طبيب أنهى تكليفه ليأتى للعاصمة بحثا عن فرصة جيدة . وقد وجد فرصته بأحد المستشفيات الاستثمارية ويعمل على تنمية مهاراته حيث أنه يصبو لأكثر من هذا المشفى.
توقف المصعد لتحمد الله أنها ستتخلص من هذا الثرثار لكنه تبعها للخارج متابعا حديثه الذى لا ينتهى كما يبدو: ألن ترحبى بى !! أو اعرف اسمك على الأقل !! نحن جيران
توقفت بجوار سيارتها لتخرج المفاتيح بهدوء وهى تتحدث بنفس طريقتها محاولة ردعه : ياسمين أقيم مع أبى وأكره المتطفلين .
قالت جملتها بنفس لهجتها المتدللة ليبتلع ريقه بصعوبة وهو يحدق بها ؛ تكره المتطفلين وتحدثه بهذه الطريقة !!! كيف ستتحدث إن أحبته اذا !!!
شرد فى أفكاره التى تدور حول هذه الفاتنة بينما استغلت الفرصة للتخلص منه وهى تظن أنها ارغمته على الصمت بهذه الجملة الواهية ، استقلت سيارتها وانطلقت بالسيارة لتقطع تدفق أفكاره الحالمة ليكتشف أنها غادرت وأنه فوت فرصة للتعرف عليها بشكل أفضل أو الفوز ببعض المعلومات عنهما . زفر بضيق واتجه سيرا إلى المشفى الذى يعمل به. رغم بعد المسافة إلا أنه يتخذها طريقة للمحافظة على جسده من البدانة .
هو يعشق الطعام ولا يمكنه مقاومته ، ولن يسمح لهذا الطعام الذى يعشقه أن يقتله ايضا .
****
كان يوما جيدا ل وديد بكل المقاييس فقد أعلنه رئيسه بالعمل أن إجراءات تثبيته قد تمت بالفعل وأنه يخطو بثبات فى موقعه الجديد عليه فقط متابعة العمل بنفس الهمة والنظام دون إغفال التفاصيل.
ليكمل يومه بنشاط وحماس فقد استقرت أموره منذ اليوم ، عليه فقط الاجتهاد وسيكون لنفسه مستقبله الباهر الذى طالما حلم به وعاهد نفسه على إتمامه مهما كانت المعوقات التى يتعرض لها، بالفعل كاد يفقد حماسه لهذا الحلم نظرا لشدة قسوة الواقع لكن هذا الواقع الذى يحياه اليوم ليس أشد بؤسا من ماض حياه مسبقاً .
يعود وديد من عمله عادة في الرابعة عصرا لكنه تأخر اليوم فقد قرر أن يحتفل بهذه المناسبة بشراء الطعام الفاخر والحلوى أيضا قبل العودة للمنزل ليستغرق الأمر منه ساعة إضافية .
اتجه نحو البناية يحمل علبة الحلوى فوق كفه الأيمن وبذراعه الأيسر يحمل أكياس الطعام . سيعود جابر فى السادسة وسيسعد كثيرا بهذا الطعام وهذا ما أراده، إسعاد شخص يحبه، يعلم أن جابر يحبه رغم ما يغضبه من خصاله التى لا تتناسب مع كونه طبيباً هو يشفق على مرضاه أحياناً من ثرثرته وشراهته .
هو أيضا يسعد بمشاركة جابر له شقته . تلك الشقة التى اشتراها بكل ارثه الذى منحه له عمه اخيرا .
يشعر بالراحة فهو الأن يقف على أرض صلبة يمكنه من اليوم أن يبدأ حياة أخرى ينعم فيها ببعض السكينة التى حرم منها طويلا .
****
أحكمت إغلاق باب السيارة لتخطو مسرعة كالعادة نحو مدخل البناية ليوقفها صوته الحازم : احذرى .
توقفت خطواتها لتكتشف أنها كانت على وشك الاصطدام به للمرة الثانية .
ابتسم براحة : حمدا لله لم أفسد فستانك للمرة الثانية فى نفس اليوم .
توترت فهى المخطئة حقا وحاولت الاعتذار : عذرا إنه خطأى .
اتسعت ابتسامته عكس تجهمه الصباحى : هل انت مندفعة هكذا دائما ؟
وصلا للمصعد فبادرت بطلبه ولم تحاول المراوغة أو التجمل : اعتقد أنى كذلك .
قالتها بنفس الدلال بل وزادته بسمتها فتنة ليحمحم بحرج ويتبعها لداخل المصعد الذى توقف أمامهما للتو .
ضغطت زر الدور الرابع ليطلب منها برفق : السابع من فضلك .
لتتبعه ضغطة أخرى للدور السابع لم تمنحه مبتغاه دون تعمد منها أو حيطة فهى تستعمل كفها الأيسر فقط لقربه من أزرار المصعد
انت طالبة بالجامعة ؟؟
تساءل بهدوء لتجيب برقة : بلى كلية التجارة الانجليزية .
ابتسم بود : لنا نفس التخصص إذا .. أنا وديد محاسب ببنك ...
توقف المصعد أمام الدور الرابع لتهم بالمغادة وهى تقول : تشرفت بلقاءك سيد وديد واعتذر عن الصباح غير الودى وبالمناسبة واسم مميز بالفعل .
فتحت باب المصعد وتوقفت كأنها تذكرت شيئا للتو لتدور وتنظر له بأعين ضيقة: انت من تستضيف ذلك الطبيب الثرثار ؟؟
ضحك مرغما فليس وحده من يرى جابر ثرثار عكس ما يدعيه الأخير : إنه كذلك لا يكف عن الحديث إلا ليتناول الطعام وينكر كونه ثرثارا
لتضحك بنعومة ورقة : كان الله بعونك .
وغادرته ليغادر قلبه مرافقا لها . انغلق الباب ليتنهد وديد بأسف وأمام عينيه بسمتها وصوتها الرقيق ؛ اسم مميز بالفعل !!!
*****
دخلت من الباب بهدوء لتتقدم فورا نحو غرفة والدها فهذا موعد قيلولته ، فتحت الباب بهدوء لترى ملامحه مسترخية فتعيد إغلاقه وتتوجه لغرفتها .
بدلت ملابسها وجلست فوق الفراش لتتذكر حديث صديقتها ريم التى وبختها كالعادة هذا الصباح .
تعلم أن ريم تحبها كثيرا ، وهى ايضا تحبها كذلك .
طالما حاولت ريم تغيير طريقة ياسمين فى الحديث بلا فائدة ، الدلال جزء من شخصيتها كيف تغيره .
ربما لأنها درست بمدارس الفتيات ثم بجامعة البنات ولعدم اضطرارها للتحدث كثيرا مع الشباب ،هى تشعر بأريحية لنفسها كما هى.
كما أنها مدللة أبيها فإن تخلت عن هذا الدلال ستفقد لقبها المميز الذى أطلقه عليها والدها وهى فى الواقع تحبه كثيراً ليس لأنه يصفها بالدلال بل لأنه ينسبها بهذا الدلال فقط لأبيها الشخص الوحيد الذى ترى أنه يستحق أن تنسب إليه فى كل صفاتها وليس مجرد اسم يلى إسمها.
كما توبخها ريم ايضا مطالبة إياها بالاعتماد على نفسها .. ريم محقة والدها لم يعد بخير وهى تعتمد عليه بشكل كامل فى تحضير الطعام وتنظيف المنزل وغسل الملابس وكل شيء . قد يكون اسرف فى تدليلها لكنه لم يفسدها .. دللها حبا وستعتمد على نفسها حبا له لتمنحه الراحة التى يستحق فهو لن يشعر مطلقاً بالراحة وهو يعلم أنها لن تتمكن من تدبر أمرها وحدها .
هو يرفض مساعدتها من شدة حبه لها وخوفه عليها فترى أن كل ما عليها فعله أن تثبت له أنها على هذا القدر من المسئولية التى تؤهلها للتدرب على أعمال المنزل التى أصبحت تشق على والدها الحبيب .
تحسست خطواتها للخارج . هو نائم الأن يمكنها أن تحاول إعداد الطعام وتعد له مفاجأة تثق أنه سيسعد بها كثيراً، كان يفعل فى الماضى كلما كانت تنجز عملا بسيطا كترتيب غرفتها أو تنظيف الحوض لا يمكنها أن تنسى نظرة الفخر التى كان يخصها بها حتى كان ذلك اليوم الذى كسرت فيه كوبا وجرحت كفها جرحا عميقا احتاج للتقطيب عدة غرز فأمر أبيها بعدم مساعدتها له فى أعباء المنزل مهما كان السبب، ومرت الأعوام وزادها دلالا كلما تقدمت فى العمر لكنه مؤخرا أصيب بعدة امراض أثرت عليه بشكل كبير وهى لن تكون عبئا عليه، عليها أن تكون عكازه فى هذه المحنة هى ابنته الوحيدة وهذه مسئوليتها وحدها.
شعرت ياسمين بالكثير من الحماس مع هذه الأفكار التى سيطرت عليها لدقائق معدودة فنفضت عنها هذا الدلال واتجهت للمطبخ بنفس بحماس : حسنا والدى سأبهرك حقا . ستكون فخورا بى كما كنت فى الماضى.. ❝ ⏤قسمة الشبيني
❞ الفصل الأول
غادرت غرفتها بإتجاه غرفة والدها الحبيب لتلقى عليه تحية الصباح قبل المغادرة .طرقت الباب برقة وفتحته بهدوء لتجده مستقرا ككل يوم بفراشه ينتظر رؤيتها قبل توجهها للجامعة .
ابتسامة بشوشة تكلل وجهه كالعادة لتندفع للداخل تتحدث بدلالها الزائد والذى هو جزء من شخصيتها : أسعد الله صباحك حبيبي
فتح ذراعيه لتلبى دعوته التى لا تتردد مطلقا فى طلبها فيحيطها بحنانه الذى لا ينتهى : أسعد الله اوقاتك صغيرتى المدللة .
تضحك لاصراره على مناداتها صغيرتى المدللة ، ولم لا يفعل !!
هى حقا صغيرته المدللة . من اسرف فى تدليلها منذ توفت والدتها وهى طفلة عمرها لم يتجاوز العامين بعد فلم تر معه سوى هذا الدلال الذى يظن الجميع أنه افسدها حتى هى شخصياً تظن أحيانا أنها لا يعتمد عليها مطلقا بل هى تعتمد عليه بشكل كامل فى كل شئونها.
ابتعدت للخلف بسرعة متخطية الأفكار التى ستوجهها للاحباط فى الصباح : صغيرتك المدللة ستتعرض للتقريع اللاذع من أستاذها إن تأخرت اكثر من ذلك .
كان لا يزال متمسكا بأصابعها ليتركها فورا : فلتذهبى إذا . أكره أن يؤذى أحدهم صغيرتى ولو بكلمة وكونى بخير. لا تقودى السيارة بسرعة مبالغ فيها وانتبهى للطريق .
اتجهت للباب لتتوقف فجأة وتلتفت له : عدنى انت أولاً أن تكون بخير .
اتسعت ابتسامته : اعدك صغيرتى . سأكون بخير .
اسرعت خطواتها للخارج حتى استمع لإغلاق الباب الخارجى فبدأ يتحرك مغادرا فراشه فقد غادرت صغيرته التى تحد من حركته بشكل كبير، يعلم أنها تقوم بذلك حبا وخوفا لتدهور حالته الصحية لكنه لا يريد أن يظل طريح الفراش، يعلم جيداً أنها لن تتدبر أمورها جيدا بدونه وكم يخشى أن يتركها وحيدة!!
*****
غادرت المصعد و أسرعت الخطى فهى بالكاد ستصل قبل بدء المحاضرة الأولى . احنت رأسها لتخرج من حقيبتها مفتاح سيارتها الصغيرة التى وفرها لها والدها خوفاً عليها من زحام المواصلات.
كم هى محظوظة لوالدها الحبيب !
اخرجت المفتاح لتجد نفسها ملتصقة بحائط بشرى لا تدرى كيف اصطدمت به وكيف وصل لسيارتها من الأساس.
نظرت بفزع لفستانها الزهرى والذى تلطخ بالفول الساخن الذى كان يحمله هذا الأحمق الذى اصطدم بها وقد زادت حرارتها هى عن حرارة هذا الفول فلم تشعر بسخونته من شدة الغضب .
لا تهتم بالسخونة بقدر اهتمامها بتلوث الفستان . رفعت عينيها بغضب لتواجه وجها قد احتقن لا تدرى لم ولا تهتم.
ولم تكن لتهتم فى هذه اللحظة سوى بما ألحقته بها حماقته.
ضغطت على اسنانها بغيظ : انظر لما فعلت ايها الأحمق !!
ارتد خطوات للخلف كمن مسه ماس كهربائي : عذرا آنسة . لم اكن منتبها بشكل كامل. اعتذر
تصرخ هى بغضب مكتوم : وماذا افعل بعذرك !! لقد أفسدت ثوبى
اغمضت عينيها لتتابع : وكذلك يومى .
حمحم بحرج : لقد اعتذرت منك . لكنك لم تكونى منتبهة ايضا فالخطأ مشترك .
ظنت أن ما تقوم به صراخ عليه لكنه بدا له عكس ذلك تماماً: وتملك الجرأة أيضاً للتملص من فعلتك؟
ارتفع حاجبيه واتسع فمه دهشة لهذه اللهجة التى لم يظن أن احداهن تملكها بالفعل: اى فعلة؟؟ مجرد اصطدام ومجرد فستان يمكنك تغيره، ليست جريمة يا آنسة
إنها كذلك
أوقفته بحدة مضحكة ثم رفعت عينيها ترمقه بغضب مضاعف . سرعان ما دارت على عقبيها تضرب الأرض بقدميها وهى تعود ادراجها للداخل تاركته خلفها ، إدراك أولى محاضراتها أمر مستحيل . بينما نفض هو عن ملابسه ما علق بها بلا اهتمام وهو يتمتم بحنق : مدللة حمقاء، كل هذا الصخب لمجرد تلوث فستان؟ ياألله لكنها لا تحتمل، مرهقة كليا خاصة فى حالة التخبط التى يعانيها.
اقتفت عينيه إثرها مرغمة وهو يتابع : مدللة بالفعل وفاتنة أيضا .
ثم عاد أدراجه ليشترى الفطور مرة أخرى محاولا نزع نبرة صوتها عن أذنيه لكن يبدو أن عقله قد وقع أسيرا لهذه النبرة ولا أمل له فى نزعها حالياً، ربما عليه نزع صورتها عن عينيه أولاً لكن يبدو أن الأمل معدوم أيضاً فخلف جفنيه طبعت صورة لها تدفعه للجنون وهو يستعيد كل حركة صدرت عنها فتزلزل لها جزء من كيانه.
أغلقت الباب بهدوء واتجهت للمطبخ لتجده قد فرغ للتو من إعداد فنجانه ويبدو أنه يشعر بالانتصار كل يوم وهو يحتسى قهوته فى غيابها.
عقدت ساعديها بغضب : هل هذا وعدك لى ؟؟
انتفض والدها ينظر لها بفزع امتزج به خوفه الفطرى الزائد عليها: ياسمين !!! لماذا عدت ؟؟
اقتربت لتلتقط منه الفنجان : لا تجيب سؤالى بسؤال . لقد وعدتنى أن تكون بخير . كيف ستكون وانت تشرب القهوة التى منعها الطبيب ؟
ارتبك حسن وهو ينظر لفستانها الملطخ بالفول المدمس ويتحول صوته لنبرة راجية : صغيرتى فنجان واحد لن يضر كثيرا . أنا أحتاجه حقا .
أشار لملابسها بفضول مغيرا مجرى الحديث : كيف وصل الفول لفستانك هكذا ؟
لتغمض عينيها وكأنها تذكرت : اصطدم بى احمق ما اسفل البناية .
صمتت لحظة : لقد افسد يومى
قالتها بغضب طفولى ليربت أبيها فوق كتفها بحنان : بدلى ملابسك . لقد أحسن لى هذا الأحمق فسأحظى بفطور برفقة صغيرتى المدللة .
لم يتمكن من استعادة فنجانه الغالى بل سكبته بالحوض قبل أن تغادر . تلك الصغيرة العنيدة .
ابتسم بحنان بعد مغادرتها ، هو ليس غاضب منها ، بل هو يثق أنها تخشى فقده وما سكبته إلا حبا فيه .
اتجه فورا لإعداد الفطور حتى تنتهى صغيرته من تبديل ملابسها فمشاركتها الفطور أثناء الدراسة أمر نادر الحدوث وهو لن يضيع هذه الفرصة هباءا سيعد لها فطورا شهيا يغير مزاجها بعد هذا الحدث الصباحى السخيف .
*****
بدلت ملابسها لتمسك بفستانها تنظر له بحسرة ثم توجهت للمرحاض لتنظيفه ، أمامها ثلاث ساعات قبل المحاضرة التالية وهذا وقت كاف تماما .
اتجهت للخارج حيث اعد والدها الفطور وجلس بانتظارها .
جذبت المقعد وجلست بصمت ليتساءل : هل فوت أمرا هاما ؟
اشاحت بكفها تحاول أن تثبت له أن كل شيء بخير : مجرد محاضرة .
ابتسمت له بحنان تدعى الحماس : هيا ساساعدك بإعداد الغداء قبل المحاضرة التالية .
ليضحك هو وقد تمكنت من خداعه: تساعدينى !! هل انت جادة !!!
لتشاركه الضحك ، إنه محق تماما هى بالكاد تستعمل سكين الفاكهة دون إصابة أصابعها بجروح وبالكاد تأكل قطعة واحدة صالحة بعد إتلاف الثمرة
*****
فى شقة أخرى بنفس البناية ، يدخل وديد حاملا الافطار الذى اشتراه للمرة الثانية ليندفع نحوه صديقه جابر بلهفة : لم كل هذا التأخير وديد ؟ أنا اتضور جوعا .
لينظر له وديد بغيظ فهذا الشره لا يمكن لأى طعام وضع حد لجوعه: ومنذ متى لا تتضور جوعا جابر ؟؟
لكن جابر لم يهتم إطلاقاً لملاحظته بل تناول ما يحمله وديد ليسرع نحو المطبخ لإعداده بلا إبطاء .
عشر دقائق وكان الطعام جاهزا ليدعوه للمشاركة وبالطبع لم يتأخر وديد فإن فعل فلن يجد ما يتناوله فصديقه سيأتى على اخر لقمة أمامه.
لاحظ جابر شرود صديقه ليأكل بصمت هو يعلم أنه ينتظر تثبيته بالبنك الذى يعمل به وهذا الأمر يوتره بشده فهو يخشى أن يخسر العمل وهذا يعنى خطوات للوراء والبدء من جديد ومجرد الفكرة تصيب وديد بهاجس يؤرق نومه فيبدو أنه لم يعد لديه طاقة للمتابعة وحده.
*****
بعد ساعتين غادرت ياسمين مرة أخرى. وقفت بإنتظار المصعد الذى تأخر لبعض الوقت لكنها لم تتذمر فالوقت لازال باكرا وستصل قبل بدء المحاضرة بكل تأكيد. فتحت الباب لتستقله بصمت دون الاهتمام بمن يستقله بالفعل .
نظر لها جابر بإعجاب شديد ليحمحم معرفا عن نفسه : مرحبا . أنا جديد هنا .
لم يجد اى استجابة منها ليتابع : أقيم بالدور السابع برفقة صديقى هو صاحب الشقة وقبل بإستصافتى لفترة لا أدرى فى الواقع متى تنتهى، ربما تطول قليلا فلازلت أبحث عن مكان مناسب وليكن قريبا من عملى أيضا. المكان هنا ليس قريبا من عملى جدا لكنى اهوى رياضة المشى.
هى لا تجيب وهو لا يتوقف عن الثرثرة ، اخبرها أنه طبيب أنهى تكليفه ليأتى للعاصمة بحثا عن فرصة جيدة . وقد وجد فرصته بأحد المستشفيات الاستثمارية ويعمل على تنمية مهاراته حيث أنه يصبو لأكثر من هذا المشفى.
توقف المصعد لتحمد الله أنها ستتخلص من هذا الثرثار لكنه تبعها للخارج متابعا حديثه الذى لا ينتهى كما يبدو: ألن ترحبى بى !! أو اعرف اسمك على الأقل !! نحن جيران
توقفت بجوار سيارتها لتخرج المفاتيح بهدوء وهى تتحدث بنفس طريقتها محاولة ردعه : ياسمين أقيم مع أبى وأكره المتطفلين .
قالت جملتها بنفس لهجتها المتدللة ليبتلع ريقه بصعوبة وهو يحدق بها ؛ تكره المتطفلين وتحدثه بهذه الطريقة !!! كيف ستتحدث إن أحبته اذا !!!
شرد فى أفكاره التى تدور حول هذه الفاتنة بينما استغلت الفرصة للتخلص منه وهى تظن أنها ارغمته على الصمت بهذه الجملة الواهية ، استقلت سيارتها وانطلقت بالسيارة لتقطع تدفق أفكاره الحالمة ليكتشف أنها غادرت وأنه فوت فرصة للتعرف عليها بشكل أفضل أو الفوز ببعض المعلومات عنهما . زفر بضيق واتجه سيرا إلى المشفى الذى يعمل به. رغم بعد المسافة إلا أنه يتخذها طريقة للمحافظة على جسده من البدانة .
هو يعشق الطعام ولا يمكنه مقاومته ، ولن يسمح لهذا الطعام الذى يعشقه أن يقتله ايضا .
****
كان يوما جيدا ل وديد بكل المقاييس فقد أعلنه رئيسه بالعمل أن إجراءات تثبيته قد تمت بالفعل وأنه يخطو بثبات فى موقعه الجديد عليه فقط متابعة العمل بنفس الهمة والنظام دون إغفال التفاصيل.
ليكمل يومه بنشاط وحماس فقد استقرت أموره منذ اليوم ، عليه فقط الاجتهاد وسيكون لنفسه مستقبله الباهر الذى طالما حلم به وعاهد نفسه على إتمامه مهما كانت المعوقات التى يتعرض لها، بالفعل كاد يفقد حماسه لهذا الحلم نظرا لشدة قسوة الواقع لكن هذا الواقع الذى يحياه اليوم ليس أشد بؤسا من ماض حياه مسبقاً .
يعود وديد من عمله عادة في الرابعة عصرا لكنه تأخر اليوم فقد قرر أن يحتفل بهذه المناسبة بشراء الطعام الفاخر والحلوى أيضا قبل العودة للمنزل ليستغرق الأمر منه ساعة إضافية .
اتجه نحو البناية يحمل علبة الحلوى فوق كفه الأيمن وبذراعه الأيسر يحمل أكياس الطعام . سيعود جابر فى السادسة وسيسعد كثيرا بهذا الطعام وهذا ما أراده، إسعاد شخص يحبه، يعلم أن جابر يحبه رغم ما يغضبه من خصاله التى لا تتناسب مع كونه طبيباً هو يشفق على مرضاه أحياناً من ثرثرته وشراهته .
هو أيضا يسعد بمشاركة جابر له شقته . تلك الشقة التى اشتراها بكل ارثه الذى منحه له عمه اخيرا .
يشعر بالراحة فهو الأن يقف على أرض صلبة يمكنه من اليوم أن يبدأ حياة أخرى ينعم فيها ببعض السكينة التى حرم منها طويلا .
****
أحكمت إغلاق باب السيارة لتخطو مسرعة كالعادة نحو مدخل البناية ليوقفها صوته الحازم : احذرى .
توقفت خطواتها لتكتشف أنها كانت على وشك الاصطدام به للمرة الثانية .
ابتسم براحة : حمدا لله لم أفسد فستانك للمرة الثانية فى نفس اليوم .
توترت فهى المخطئة حقا وحاولت الاعتذار : عذرا إنه خطأى .
اتسعت ابتسامته عكس تجهمه الصباحى : هل انت مندفعة هكذا دائما ؟
وصلا للمصعد فبادرت بطلبه ولم تحاول المراوغة أو التجمل : اعتقد أنى كذلك .
قالتها بنفس الدلال بل وزادته بسمتها فتنة ليحمحم بحرج ويتبعها لداخل المصعد الذى توقف أمامهما للتو .
ضغطت زر الدور الرابع ليطلب منها برفق : السابع من فضلك .
لتتبعه ضغطة أخرى للدور السابع لم تمنحه مبتغاه دون تعمد منها أو حيطة فهى تستعمل كفها الأيسر فقط لقربه من أزرار المصعد
انت طالبة بالجامعة ؟؟
تساءل بهدوء لتجيب برقة : بلى كلية التجارة الانجليزية .
ابتسم بود : لنا نفس التخصص إذا . أنا وديد محاسب ببنك ..
توقف المصعد أمام الدور الرابع لتهم بالمغادة وهى تقول : تشرفت بلقاءك سيد وديد واعتذر عن الصباح غير الودى وبالمناسبة واسم مميز بالفعل .
فتحت باب المصعد وتوقفت كأنها تذكرت شيئا للتو لتدور وتنظر له بأعين ضيقة: انت من تستضيف ذلك الطبيب الثرثار ؟؟
ضحك مرغما فليس وحده من يرى جابر ثرثار عكس ما يدعيه الأخير : إنه كذلك لا يكف عن الحديث إلا ليتناول الطعام وينكر كونه ثرثارا
لتضحك بنعومة ورقة : كان الله بعونك .
وغادرته ليغادر قلبه مرافقا لها . انغلق الباب ليتنهد وديد بأسف وأمام عينيه بسمتها وصوتها الرقيق ؛ اسم مميز بالفعل !!!
*****
دخلت من الباب بهدوء لتتقدم فورا نحو غرفة والدها فهذا موعد قيلولته ، فتحت الباب بهدوء لترى ملامحه مسترخية فتعيد إغلاقه وتتوجه لغرفتها .
بدلت ملابسها وجلست فوق الفراش لتتذكر حديث صديقتها ريم التى وبختها كالعادة هذا الصباح .
تعلم أن ريم تحبها كثيرا ، وهى ايضا تحبها كذلك .
طالما حاولت ريم تغيير طريقة ياسمين فى الحديث بلا فائدة ، الدلال جزء من شخصيتها كيف تغيره .
ربما لأنها درست بمدارس الفتيات ثم بجامعة البنات ولعدم اضطرارها للتحدث كثيرا مع الشباب ،هى تشعر بأريحية لنفسها كما هى.
كما أنها مدللة أبيها فإن تخلت عن هذا الدلال ستفقد لقبها المميز الذى أطلقه عليها والدها وهى فى الواقع تحبه كثيراً ليس لأنه يصفها بالدلال بل لأنه ينسبها بهذا الدلال فقط لأبيها الشخص الوحيد الذى ترى أنه يستحق أن تنسب إليه فى كل صفاتها وليس مجرد اسم يلى إسمها.
كما توبخها ريم ايضا مطالبة إياها بالاعتماد على نفسها . ريم محقة والدها لم يعد بخير وهى تعتمد عليه بشكل كامل فى تحضير الطعام وتنظيف المنزل وغسل الملابس وكل شيء . قد يكون اسرف فى تدليلها لكنه لم يفسدها . دللها حبا وستعتمد على نفسها حبا له لتمنحه الراحة التى يستحق فهو لن يشعر مطلقاً بالراحة وهو يعلم أنها لن تتمكن من تدبر أمرها وحدها .
هو يرفض مساعدتها من شدة حبه لها وخوفه عليها فترى أن كل ما عليها فعله أن تثبت له أنها على هذا القدر من المسئولية التى تؤهلها للتدرب على أعمال المنزل التى أصبحت تشق على والدها الحبيب .
تحسست خطواتها للخارج . هو نائم الأن يمكنها أن تحاول إعداد الطعام وتعد له مفاجأة تثق أنه سيسعد بها كثيراً، كان يفعل فى الماضى كلما كانت تنجز عملا بسيطا كترتيب غرفتها أو تنظيف الحوض لا يمكنها أن تنسى نظرة الفخر التى كان يخصها بها حتى كان ذلك اليوم الذى كسرت فيه كوبا وجرحت كفها جرحا عميقا احتاج للتقطيب عدة غرز فأمر أبيها بعدم مساعدتها له فى أعباء المنزل مهما كان السبب، ومرت الأعوام وزادها دلالا كلما تقدمت فى العمر لكنه مؤخرا أصيب بعدة امراض أثرت عليه بشكل كبير وهى لن تكون عبئا عليه، عليها أن تكون عكازه فى هذه المحنة هى ابنته الوحيدة وهذه مسئوليتها وحدها.
شعرت ياسمين بالكثير من الحماس مع هذه الأفكار التى سيطرت عليها لدقائق معدودة فنفضت عنها هذا الدلال واتجهت للمطبخ بنفس بحماس : حسنا والدى سأبهرك حقا . ستكون فخورا بى كما كنت فى الماضى. ❝
❞ \" كل شيء حولنا يبدو عكسنا، كأننا خارج الزمن، وكأن الوجود نفسه لا يقبل وجودنا معًا لماذا لا يفهم أحد ما بيننا؟ لماذا يظنون أن هناك شيء غير صحيح في وجودنا سوياً كلما حاولت الاقتراب منك، شعرت أن العالم يبتعد أكثر وكأننا نعترض على قانون غير مكتوب لا يسمح لنا بالانتماء لبعضنا البعض، لكن في داخلي، أجدني لا أستطيع أن أتخلى عنك، حتى لو كانت كل الأشياء من حولنا ترفض هذا، حتى لو كان كل من في العالم يعارض وجودنا معًا لأنني أعرف أنني لا أريد شيئًا سوى أن تكون بالقرب مني، رغم كل هذا الظلام الذي يحيط بنا \"
> گـ هالـة محمد \" لـؤلـؤة البـحر \". ❝ ⏤الكاتبة والمؤلفة المصرية/ هالة محمد الغابي لـؤلؤة البحر
❞ ˝ كل شيء حولنا يبدو عكسنا، كأننا خارج الزمن، وكأن الوجود نفسه لا يقبل وجودنا معًا لماذا لا يفهم أحد ما بيننا؟ لماذا يظنون أن هناك شيء غير صحيح في وجودنا سوياً كلما حاولت الاقتراب منك، شعرت أن العالم يبتعد أكثر وكأننا نعترض على قانون غير مكتوب لا يسمح لنا بالانتماء لبعضنا البعض، لكن في داخلي، أجدني لا أستطيع أن أتخلى عنك، حتى لو كانت كل الأشياء من حولنا ترفض هذا، حتى لو كان كل من في العالم يعارض وجودنا معًا لأنني أعرف أنني لا أريد شيئًا سوى أن تكون بالقرب مني، رغم كل هذا الظلام الذي يحيط بنا ˝
> گـ هالـة محمد ˝ لـؤلـؤة البـحر ˝. ❝
⏤
الكاتبة والمؤلفة المصرية/ هالة محمد الغابي لـؤلؤة البحر
❞ البـــــــــــــارت العاشر
الساعة ٧ صباحاً
نروح عند سميرة كملت تشرب امها العلاج واستأذنت من امها وخرجت الى شغلها المعتاد دخلت الحوش شافت عمر كان جالس مع امه وابوه
ام عمر : هيي انتي ي خدامه تعالي خذي المواعين وروحي كملي شغلك
سميرة بهمس : حاضر خالتي
عمر يراقب بصمت
سميرة اخذت المواعين ودخلت البيت تكمل شغلها
عمر يسأل امه : يمه من فين جبتوا هذه الخدامه
ام عمر : ليش تسأل
عمر ارتبك : ولا شيء سؤال عادي
ام عمر قامت تلبس عبايتها بتروح المول : قوم وصلني للمول عندي اشياء اشتي اشتريهم
عمر طرد افكاره وقام
نروح عند بيت سهيل
ام سجى كانت بصالة تقلب التلفزيون بعشوائية وبالها وتفكيرها عند عمار اللي من امس ما جاء للبيت ولا حتى اتصلها شوية جاء عمار
ام سجى وقفت وحطت يدها على خصرها : نعم نعم من امس وانت مع ست الحسن والدلال ولا سألت على امك ولا حتى كلمتها او اتصلت لها يا عاصي امك تعصيني يا عمار وتروح مع زوجتك وتتأنس معاها تفف عليك من ولد
عمار يمسح جبهته وتذكر امس من بعد العشاء وروان محمومه و بضيق من كلام امه : صل على نبيك يمه امس كانت روان تعبانه وما اقدرت اتركها وحدها
ام سجى تقاطعه وتشوف لروان : محمومه تعبانه يووه ..وصاحت.. كلناااا وحمنا وحملنا وكنا مثل الريال وانتي لحستي راس ابني بدلعش
روان تأففت وحست بماء ينزل من تحتها صاحت : آآآآآآه الحقني يا عمار ولدنا بيروح يا عمار
ام عمار فتحت فمها من الصدمة ما توقعت روان يحصل معاها هذا الشي
عمار لحقها وحملها للسيارة وبسرعة على المستشفى دخلها الطوارئ يصيح : ياممرضين الحقوا زوجتي
الممرضات جاءوا اخذوها لداخل
عمار كان قلق وقلبه يدق خوف : يارب ما اخسر ابني
جاءت الممرضة : انت عمار زوجتك سقطت
عمار مقدر يقاوم ثقل جسمه ارتخت ساقيه جلس فوق الكرسي : الحمدالله الحمدلله على كل حال
عمار لف للممرضة : وروان كيف صحتها اقدر ادخل اشوفها
الممرضة : روان بخير والله يعوضكم ايوه تقدر
دخل عمار وشاف روان مقطعة نفسها بكاء
عمار. لمس يدها بحب وجبر : روان
روان لفت عليه : عمار ابننا يا عمار راح
عمار مسح على جبته : خلاص يا روان ربش كريم وعيرزقنا غيره ان شاءالله
روان تمسح عيونها : ان شاء الله ياعمار
عمار حاول يجبر بخاطرها اتصل ل اهلها
ملاحظة للمعرفة فقط [[ الزوج الشاطر والذكي اللي يعرف كيف يسلي زوجتة عن طريق اهلها ]]
ام روان : اهلين بولدي عمار كيف حالك وكيف بنتي
عمار ب ابتسامة يحاول ينسى وجع فراق الضنا : الحمدالله عمتي كيف عمي اخباركم
ام روان : الحمدالله تمام اعطيني اكلم روان
عمار يأشر لروان تعدل صوتها .روان : هلا امي كيف حالش
ام روان حست بحزن بنتها من صوتها : الحمدلله يا بنتي ماله صوتش متغير
روان خانتها دموعها ونزلت وبدأت تشهق ببكاءها : يمه يمه سقطت راح ضناي يمه راح وبكت
ام روان حزنت على بنتها وكيف كانت فرحانه بحملها : يا بنتي لله ما اخذ ولله ما أعطى لا تغضبي ربش با اعتراضش على حكمة وقدرة قولي الحمدلله يا بنتي
روان بين شقاتها : الحمدلله الحمدلله يمه
ام روان : ربش كريم وبيرزقكم غيره
روان : الحمدلله
مكنت روان الجوال لعمار
عمار : الحمدلله يا عمتي
ام روان تنهدت : الله يعينكم يا ابني انتبه لها
عمار لف على روان : بعيوني مع السلامة
ام روان بحزن : مع السلامة
سكر عمار من عمته وساعد روان يقومها وخرجها من المستشفى ومشي
روان بحرق قلب تذكرت ان هذا كله بسبب عمتها تنهدت بصوت مسموع
عمار : سلامتش من التنهاد يا روح عمار
عمار وصل للبيت فتح السياره وساعد روان بالمشي
دخل شاف امه تتقهوا ولا على بالها
عمار ما عبرها شق طريقة للدرج
ام سجى توقفه : ما عاد في احترام ولا حتى سلام
عمار صااح بقوة : خلاااااااص خلاص يمه اتقي الله بسببش روان سقطت
ام سجى ضربت صدرها وشهقت : اني سقطت ولدك اني يا عمار ..ورشفت من القهوة وكملت.. مدري ما فعلت زوجتك عند امها اتحملت شي ثقيل وجايه تتلبس عليا
روان : لو سمحتي يا عمه امي مالها دخل
ام سجى : طلع لش لسان اشتركتي انتي وزوجش عليا حلووه والله
عمار : يمه لو سمحتي لا تدخلي بحياتنا وانا ما قلت اني اتهمش لكن الممرضات قالوا لي سبب سقوط الولد بسبب الزعل
ام سجى ترفع شعرها : من طبيعة زوجتك الحلو
عمار ما عبرها وساعد روان وواصلوا طريقهم للغرفة
دخلها ومددها على السرير : ارتاحي ولا تتحركي وانا بعطي لش كل شيء لجنبش
روان تلمس يده : الله لا يحرمني منك
عمار يطبع بوسه على كف يدها: ولا منش
ووقف يكمل كلامة : انا عندي شوية شغل بروح اكمل وارجع لش وانا بوصي اختي شيماء تنتبه لش
روان : تمام الله يعينك ياعمري
عمار اخذ مفاتيح السيارة وفتح الباب وشق الطريق لغرفة شيماء كان بيفتح الباب سمعها تكلم الجوال وقف يسمع
شيماء : حمودي حبيبي مش اليوم خليها مره ثاني
عمار مقدر يمسك نفسه وهو يسمع اخته تتكلم بذا الكلام فتح الباب بقوة شيماء شهقت عمار قرب منها ومسك معصمها بقوة وطبع كف على خدها
شيماء تصنمت مكنها بخوف وارتباك عمار سحب الجوال منها بقوة والشراره والغضب يخرج من عيونه واخذ المفتاح الغرفة وخرج وسكرها من خارج وطرح المفتاح في جيبة ونزل
شيماء قفزت للباب وتضربة با اقوى قوتها وتصيح : افتتتتح الباب يا نذل من تكون تسكر الباب عليا يمههه شوفي ابنش يسكر عليا الباب يحبسني في الغرفة
سمعها عمار وما عبرها نزل شاف امه : اسمعيني يمه انتبهي لروان وواصل طريقة للسياره وتحرك للعمل
قامت من مكنها والتوتر والافكار توديها وترجعها : كيف افعل يا ربي والله عمار ليقتلني اووووف كيف افعل والله ما اسكت لك يا عمار من تكون تفعل فيني هكذا وتحبسني
رجعت تضرب الباب : يمههه يمهههه افتحي لي
ام سجى سمعت الصراخ قامت مسرعة لمكان الصوت سمعت شيماء تصرح : مالش يا شيماء من حبسش
شيماء تمثل البراءه : يمه ابنش دخل فعلي كف وخرج غلق عليا الباب وحبسني
ام سجى : من يكون يحبسش ما دخل ابوه يحبسش بتكون الملعونه زوجته علمته ...وبعصبية اسرعت فتحت باب غرفة روان
روان فزت ام سجى قربت منها با ابتسامة شر : علمتي ابني يجي ويحبس شيماء ...كل شوية كانت تقرب اكثر .. اعترف يالله قولي يا مخربة البيوت من يوم دخلتي بيننا والمشاكل ما غادرتنا
روان ارتبكت من قربها : ااا..اا..اانا ..اانا ما..
قاطعتها ام سجى بصوت : اصصصصصه يالله قومي افعلي لي مهره وسوي غداء
روان بتعب قامت مش عشانها عشان عمار طيب معاها
ام سجى شافتها تقوم وقامت وخرجت ووقفت جنب الباب وتربعت : يالله بسرعة اخبزي وافعلي غداء هذا جزاش تعلمي ابني على اخته
روان : ماني عارفه يا عمه اش المشكلة والله ما اني عارفة
ام سجى : يالله امشي عادها تحلف
نزلت روان للمطبخ وبدأت تسوي غداء بتعب من وجع بطنها
نروح عند عمار تحرك بالسيارة وافكاره عند شيماء: حمودي حبيبي مش اليوم خليها مره ثاني...اعتلت العصبية والغيره ضرب على الدركسون بقوة وقف السيارة واخذ الجوال يفتحه لكن كان عليه باسورد
عمار : اووووف منش يا شيماء
اخذ الجوال وراح محل صيانة الجوالات وفتحوا له الباسورد
اخذ عمار الجوال ورجع للسيارة وبدأ يفتش الاتصالات ما شاف اسم محمد : معقول سمعت غلط لا لا مستحيل انا سمعتها تقول حمودي
دخل يشوف الرسائل يقلب فيهم ما شاف شي طفى الجوال ورماه للدرج وشق طريقة للعمل
نروح عند يسرى وحالتها الصحية كانت في عدن مع ابوها وعمها دخلها ابوها للمستشفى مؤقتا عشان إجراءات المعاملة
ابو يسرى : الجوازات بتطلع بكره الظهر
ابو صادق يمسح جبهته من الحر : الحمدلله
ابو يسرى تنهد واتصل ل شمة
ام يسرى : هلا
ابو يسرى : كيف حالش
ام يسرى : الحمدالله انت كيف وكيف المعاملات ان شاءالله تكونوا خلصتوا
ابو يسرى : الحمدلله الجوازات بكره الظهر بتكون جاهزه
ام يسرى : الحمدلله الله يعينكم ومنى عتمشوا لكندا
ابو يسرى : على طول اول ما تطلع اروح احجز للسعودية ومن السعودية لكندا
ام يسرى : الله يعينكم وكيف يسرى
ابو يسرى : دخلناها المستشفى
ام يسرى : الله يكون بعونكم مع السلامة
ابو يسرى: الله معش
نروح عند ليلى كانت تصلي الضهر رفعت يدها تدعي لصاحبتها : يارب يسرى قومها بالسلامه يارب رد لها العافية لجسدها يارب رد لها العافية يا رحيم
سمعتها امها : اميين يا بنتي ربش كريم بيعافيها ويقومها بسلامة
ليلى تنهدت : ان شاء الله
ام عبدالله : رتبي ملابسش انتي واختش بنسافر كندا
ليلى بفرح تذكرت ان اخوها بيتخرج : ان شاءالله
قامت ترتب ملابسها هي واختها
ابو عبدالله جاء من الشركة بيمشي بالعكاز: كلكم جاهزين
ام عبدالله : ايوه الحمدلله متى بنمشي
ابو عبدالله يمدد رجله على الارئكة : بكره ان شاءالله واحنا في عدن وبعدها عنحجز
قاطع كلامهم اتصال عبدالله فتحت ام عبدالله الجوال
عبدالله : الووو كيف الحال كيفكم يا اغلا ناس في حياتي
ام عبدالله ابتسمت : الحمدالله كيف الخريج حقنا
عبدالله : الحمدلله متى بتنوروا كندا
ام عبدالله : ابوك يقول بكره بنمشي لعدن ان شاءالله
عبدالله ابتسم بفرح : ان شاءالله
سكر عبدالله من امه وقام اتجهز وخرج لشقة سلوى
سلوى : مين
عبدالله : عبدالله
سلوى لبست جلبابها وغطت وجها وفتحت : اهلين عبدالله
عبدالله من جنب الباب : ممكن اعرف اش تفاصيل قصتش وكيف جيتي لهنا
سلوى تنهدت : تمام
عبدالله ب ابتسامة : بس كيف بتشرحي لي القصة وانا جنب الباب
سلوى ارتبكت : ادخل
عبدالله : لا ما بدخل البسي واخرجي نروح اي مكان نجلس فيه
سلوى فكرت احسن ما يدخل وهذا حرام اخرج احسن : طيب ربع ساعه واخرج
عبدالله : تمام وانا منتظرلش في السيارة
سلوى سكرت الباب ودخلت لبست واتبرقعت مهما كان المكان البنت تضل متمسكة بلبسها وعاداتها وتقاليدها وحشمتها ولا يغريها الاماكن ولا الموضات
خرجت شافت عبدالله منتظر لها فتحت الباب ودخلت
عبدالله لف عليها : ليش م ركبتي جنبي
سلوى : ما اركب جنب اجانب
عبدالله سكت اعجبه كلامها شغل السيارة واتحرك الكافية
سلوى : لو سمحت يا عبدالله فين بتوديني
عبدالله : الكافية
سلوى تذكرت ان الكافية فيه اماكن مغطاه وانهي بتكون معه لوحدهم : بس يا عبدالله ممكن تاخذنا لمنتزه
عبدالله استغرب منها : ليش ؟
سلوى تحس المنتزه فيه ناس وتبقى قدام الناس وعبدالله ما بيتجرأ يفعل بها شيء : احسن المنتزه
عبدالله : تمام براحتش
سلوى ارتاحت ان عبدالله ما أصر عليها وبدأت ترتاح معه
وصل عبدالله للمنتزه ونزل ونزلت سلوى معاه كانت تمشي وراه عبدالله وقف ولف لها : انتي الحين ليش تمشي وراي
سلوى نزلت راسها : مش متعوده امشي مع رجال اجانب
عبدالله تذكر كلامها وصياحها لما شافها في الكافيه وكيف كانت تبكي وتقول تركني وقال بيرجع : امشي جنبي ولا ما تشتي تخوني حبيبش
سلوى فتحت عيونها : احترم نفسك يا عبدالله
عبدالله تكتف بيده : احترم نفسي ليش وانتي كنتي تصيحي عليه
سلوى ما تذكرت متى كانت تصيح نزلت دموعها بقهر من كلامه : اني ما اصيح على احد ولا ابكي على احد انت تتهمني باطل
عبدالله استغفر الله من تصرفاته ومسح على جبته حس بغيره : اسف من كلامي ما اقصد
سلوى بهدوء : رجعني شقتي
عبدالله جلس على الكرسي وبهدوء: ماشي
سلوى تعصبت من برودته مشيت ترجع للسيارة
عبدالله تدارك خطواتها ومسك معصمها وبعصبية : لما اكلمش احترميني تمام
سلوى خافت من عصبيتة سكتت
عبدالله تأفف بضيق من عصبيته : اعوذ بالله من الشيطان اجلسي واتكلمي وكلي اذن صاغيه
سلوى بعناد : لا ما بجلس وانت تتهمني با اشياء ما اعرفها
عبدالله مسك اعصابة وبهدوء : اتكلمي يا بنت الناس اشتي اعرف وش مشكلتش
سلوى نزلت دموعها وبدأت تبكي
عبدالله بين نفسه انا الحين وش دخلني اشك فيه واتهمها ليكون اغار عليه نفض الافكار من راسه : سلوى ياروحي اقصدي اتكلمي يا بنت اشتي اعرف اش مشكلتش و اوعدش اني بساعدش
سلوى تنهدت وبدأت تكلمه بالقصة كامل بين شهقاتها ونحيبها
عبدالله اوجعه كلامها وقصتها وكيف اتهمها وظن فيها بالغلط : طيب ما تعرفي منهم اللي خطفوش
سلوى حاولت تذكر : ما اذكر يا عبدالله بس اللي وصلني الكافية ووعدني انه يرجع لي اسمه يمكن سالم
عبدالله فز من الاسم : سالم !
سلوى لفت لعنده : تعرفه
عبدالله بين نفسه ليكون سالم صاحب سلمان : لا ما اعرفه ذلحين سامحيني من كلامي اللي قلته من شويه
سلوى. عادي يا عبدالله
عبدالله بدأ يسبح بجمال عيونها سلوى لاحظت بسرحانه : عبدالله
عبدالله بنفس سرحانه : بسم الله عليش كيف كسروش
سلوى : نزلت عيونها من نظرته ووقفت
عبدالله وقف معاها وب ابتسامة : فين رايحه
سلوى ارتبكت منه : روحني يا عبدالله خلاص قد كلمتك بقصتي
عبدالله لمس يدها : منتي حابه تسمعي قصتي
سلوى سحبت يده وارتبكت : قول وش قصتك
عبدالله اعجبه سحبت يدها : اجلسي
سلوى جلست
عبدالله بدأ يسرد قصته كامل
سلوى : واهلك بيجوا بعد بكره
عبدالله ب ابتسامة : ايوه
سلوى : الله يسعدك والف مبروك
عبدالله بنفس الابتسامة: الله يبارك فيش
سلوى : خلاص روحني
عبدالله بيأس من عجلها قام ومشي وصلوا للسيارة ركبت سلوى في مقعدها السابق عبدالله شافها : مافي امل تجلسي جنبي
سلوى : مافي امل
شغل عبدالله السيارة ووصلها للشقة ورجع عبدالله لشقته
نروح عند منى كانت حابسه نفسها في الغرفة قررت تتصل لطلال
منى : الو
طلال : هلا مناتي
منى بكت من صوته وكيف يحن عليها :.......
طلال يمثل الخوف وب ابتسامة جانبية : مالش تبكي ياروحي
منى وهي تبكي : طلال بتزوج
طلال اتزوجي وش افعلش يعني وبخوف وحب متمثل: منى لا يا منى انتي لي محد يأخذش غيري ارفضي يامنى اذا انتي تحبيني عترفضي
منى بدات تبكي اكثر من كلامه : طلال اني احبك ومستحيل اتزوج غيرك
طلال بقرف من كلمة احبك ومستحيل اتزوج غيرك : حبيبتي مناتي اعرفش اصبري عليا يا منى لما اكلم اهلي واجي لش
منى بهمس : تمام يا طلال
طلال : مع السلامة
منى : مع السلامه
سكرت منى من طلال ونزلت شافت عمتها وعمها ما في
جميله شافت عيون منى محمرات عرفت انهي كانت تبكي : مالش تبكي
منى : ما اشتي اتزوج
جميله بشك : ليش ما تشتي
منى تذكرت وعد طلال لها : عمه الله يسعدش ما اشتي عادني صغيره
جميلة : صغيره من ساعش معاهم عشر اطفال عتتزوجيه يعني عتتزوجيه الولد ما في الا كل خير
منى بيأس من عمتها اخذت نفسها وطلعت تسحب ثقل روحها وقلبها
جاء عمها شاف جميلة جالسه
جمال : السلام عليكم
جميلة : وعليكم السلام
جمال : كيف ما عاد ردينا للخاطب خبر وش قالت منى
جميلة : موافقه
جمال يعرف زوجته طلع للغرفة منى سمعها جالسه تبكي دق الباب
منى كانت مسوية نفسها نائمه ومغطية وجهها بالشرشف ماردت عليه
جمال تردد وفتح الباب : منى
منى سمعت صوت عمها ما ردت
جمال : منى عمتش قالت انش موافقه
منى قهرها كلام عمتها ماردت
جمال تنهد : عالعموم بكلمه بكره والف مبروك عرفتي تختاري الرجال ما يتعوض
منى على نفس وضعها ما ردت
جمال خرج من الغرفة وسكرها
منى تأكدت ان عمها خرج انفجرت بكاء
نروح عند طلال اتصل لعامر
طلال : الو
عامر : هلا
طلال : فينك مختفي
عامر كان في المستشفى يشوف عمته اش تشتي منه : في المستشفى مع عمتي زوجة عمي صادق
طلال : ها تعال للوكيشين *** انتظرك
عامر : طيب ادخل الاغراض واجي
سكر طلال من عامر وقام لبس واتجهز وخرج
ام طلال كانت جالسه تستغفر وتدعي ان الله يرد لها بنتها ويهدي ابنها العاصي
شوية جاء طلال دخل : السلام عليكم
ام طلال بهدوء عكس الوجع اللي بداخلها : وعليكم السلام
طلال شاف سلمى نائمه : يمه فين سميره
ام طلال ارتبكت لو يعرف طلال ان سميره في بيوت الناس : سميرة خرجت تنفعني
طلال ما اقتنع : تمام تشتي شي
ام طلال عافت ابنها ولا عاد تشتي منه شي : ولا شيء روح بعد حياتك
طلال خرج ولا كأن امه بتدعي عليه
خرج للوكيشين شاف عامر جالس منتظر له
طلال ب ابتسامة : وصلت قبلي
عامر رد الابتسامة: ايوه
طلال طلب له شيء هو وعامر ورجع جلس : اسمعني يا عامر تتذكر منى
عامر : منى ايوه اتذكرها
طلال : تتصلي وتبكي ان قدهي عتتزوجي ههههه البنت مفكره اني بجي اخطبها
عامر ضحك : ههههههه مسكينة تتوهم
طلال يأخذ من النادل الطلب : ههههه خجفا
عامر ياخذ كوبه ويرتشف: يا طلال ما تشوف كأن البنت تحبك
طلال رفع حاجبه : اي تحبني وانا ما احبها ههههههه
عامر :هههههههههه العب بس
طلال غمز : ههههههه العب يا شاطر العب
نروح لعدن وتحديدا عند ابو يسرى وابو صادق اخذوا الجوازات وحجزوا للسعوديه الساعه ٤ العصر
ابو يسرى يشوف الساعة اللي بيده : الساعه ٣ العصر باقي ساعة وتبدا الرحلة
ابو صادق : ايوه ما عاد في وقت خلينا نروح نخرج يسرى من المستشفى ونتأكد من كل شيء ونمشي
ابو يسرى : هيا بسرعة
تحرك ابو صادق وابو يسرى للمستشفى وخرجوا يسرى واتجهزوا ووصلوا المطار قبل الموعد بنص ساعة
شوية سمعوا الصوت في المطار :الرحلة الرابعة الى السعودية على جميع الركاب التوجه إلى ***
ابو يسرى وابو صادق وهم بيحركوا يسرى على السرير المتنقل حق الطوارئ(مش عارفه اش اسمه 😄😁)
طلعوا على الطائره واخذوا لهم مقاعدهم
الطيار : الرحلة ستستغرق ساعتين فعلى جميع الركاب لبس الأحزمة سوف نقلع الان
عشرة تسعة ثمانية سبعة ستة خمسة أربعة ثلاثة اثنين واحد وانطلق الطائرة تأخذ مجراها وتعادل وقوفها كالسحب تماما
الطيار : الطائرة مستقرة في السماء فخذوا راحتكم
(صراحة خمنت تخمين ان الطيار يقول كذا 😄😁 اول مره اسافر في الطائرة 😜)
مرت ساعة وضاعت التغطية جاءت ال
flight attendant: Do you want any things for you ?
ابو يسرى يشوف ل ابو صادق : وش تقول
ابو صادق يفهم شويه في الانجليزي : تقولك نعم اش تشتي يعني ماء عصير اكل اي شيء
ابو يسرى اشر لها لفمه انه يشتي ماء
Flight attendant: what?
ابو صادق : يقولك جيبيله water
Flight attendant تكتب في الورقة : ok what about you ?
ابو صادق : اشتي orange juice
Flight attendant : OK could you wait 5 minutes ?
ابو صادق هز راسه : ok
راحت المضيفة الطيران تشوف باقي الركاب
ابو يسرى : الحمدلله انك تعرف الانجليزي ولا كنا ما بندري اش بتقول لنا
ابو صادق ضحك تذكر ابو يسرى لما اشر لفمه انه يشتي ماء : هههههههههههه يا ابو يسرى كيف تأشر للمضيفة انك تشتي ماء كيف بتفهمك
ابو يسرى تذكر نفسه : ههههههههههههه وهي قالت واط
ابو. صادق : ههههه قالت وات مش واط
ابو يسرى دمعت عيونه من الضحك : هههههه الله يسعدك يا ابو صادق
ابو صادق : هههههه الله يسعدك انت اللي بدعت بنا
ابو يسرى ضحك : يسعد الجميع
توقع الاحداث:
ماذا سيحدث ل ابطالنا في الايام القادمة
انتظروني ودمتم بود 🤍🫀.. ❝ ⏤رفيدة عبد الباسط الحداد
❞ البـــــــــــــارت العاشر
الساعة ٧ صباحاً
نروح عند سميرة كملت تشرب امها العلاج واستأذنت من امها وخرجت الى شغلها المعتاد دخلت الحوش شافت عمر كان جالس مع امه وابوه
ام عمر : هيي انتي ي خدامه تعالي خذي المواعين وروحي كملي شغلك
سميرة بهمس : حاضر خالتي
عمر يراقب بصمت
سميرة اخذت المواعين ودخلت البيت تكمل شغلها
عمر يسأل امه : يمه من فين جبتوا هذه الخدامه
ام عمر : ليش تسأل
عمر ارتبك : ولا شيء سؤال عادي
ام عمر قامت تلبس عبايتها بتروح المول : قوم وصلني للمول عندي اشياء اشتي اشتريهم
عمر طرد افكاره وقام
نروح عند بيت سهيل
ام سجى كانت بصالة تقلب التلفزيون بعشوائية وبالها وتفكيرها عند عمار اللي من امس ما جاء للبيت ولا حتى اتصلها شوية جاء عمار
ام سجى وقفت وحطت يدها على خصرها : نعم نعم من امس وانت مع ست الحسن والدلال ولا سألت على امك ولا حتى كلمتها او اتصلت لها يا عاصي امك تعصيني يا عمار وتروح مع زوجتك وتتأنس معاها تفف عليك من ولد
عمار يمسح جبهته وتذكر امس من بعد العشاء وروان محمومه و بضيق من كلام امه : صل على نبيك يمه امس كانت روان تعبانه وما اقدرت اتركها وحدها
ام سجى تقاطعه وتشوف لروان : محمومه تعبانه يووه .وصاحت. كلناااا وحمنا وحملنا وكنا مثل الريال وانتي لحستي راس ابني بدلعش
روان تأففت وحست بماء ينزل من تحتها صاحت : آآآآآآه الحقني يا عمار ولدنا بيروح يا عمار
ام عمار فتحت فمها من الصدمة ما توقعت روان يحصل معاها هذا الشي
عمار لحقها وحملها للسيارة وبسرعة على المستشفى دخلها الطوارئ يصيح : ياممرضين الحقوا زوجتي
الممرضات جاءوا اخذوها لداخل
عمار كان قلق وقلبه يدق خوف : يارب ما اخسر ابني
جاءت الممرضة : انت عمار زوجتك سقطت
عمار مقدر يقاوم ثقل جسمه ارتخت ساقيه جلس فوق الكرسي : الحمدالله الحمدلله على كل حال
عمار لف للممرضة : وروان كيف صحتها اقدر ادخل اشوفها
الممرضة : روان بخير والله يعوضكم ايوه تقدر
دخل عمار وشاف روان مقطعة نفسها بكاء
عمار. لمس يدها بحب وجبر : روان
روان لفت عليه : عمار ابننا يا عمار راح
عمار مسح على جبته : خلاص يا روان ربش كريم وعيرزقنا غيره ان شاءالله
روان تمسح عيونها : ان شاء الله ياعمار
عمار حاول يجبر بخاطرها اتصل ل اهلها
ملاحظة للمعرفة فقط [[ الزوج الشاطر والذكي اللي يعرف كيف يسلي زوجتة عن طريق اهلها ]]
ام روان : اهلين بولدي عمار كيف حالك وكيف بنتي
عمار ب ابتسامة يحاول ينسى وجع فراق الضنا : الحمدالله عمتي كيف عمي اخباركم
ام روان : الحمدالله تمام اعطيني اكلم روان
عمار يأشر لروان تعدل صوتها .روان : هلا امي كيف حالش
ام روان حست بحزن بنتها من صوتها : الحمدلله يا بنتي ماله صوتش متغير
روان خانتها دموعها ونزلت وبدأت تشهق ببكاءها : يمه يمه سقطت راح ضناي يمه راح وبكت
ام روان حزنت على بنتها وكيف كانت فرحانه بحملها : يا بنتي لله ما اخذ ولله ما أعطى لا تغضبي ربش با اعتراضش على حكمة وقدرة قولي الحمدلله يا بنتي
روان بين شقاتها : الحمدلله الحمدلله يمه
ام روان : ربش كريم وبيرزقكم غيره
روان : الحمدلله
مكنت روان الجوال لعمار
عمار : الحمدلله يا عمتي
ام روان تنهدت : الله يعينكم يا ابني انتبه لها
عمار لف على روان : بعيوني مع السلامة
ام روان بحزن : مع السلامة
سكر عمار من عمته وساعد روان يقومها وخرجها من المستشفى ومشي
روان بحرق قلب تذكرت ان هذا كله بسبب عمتها تنهدت بصوت مسموع
عمار : سلامتش من التنهاد يا روح عمار
عمار وصل للبيت فتح السياره وساعد روان بالمشي
دخل شاف امه تتقهوا ولا على بالها
عمار ما عبرها شق طريقة للدرج
ام سجى توقفه : ما عاد في احترام ولا حتى سلام
عمار صااح بقوة : خلاااااااص خلاص يمه اتقي الله بسببش روان سقطت
ام سجى ضربت صدرها وشهقت : اني سقطت ولدك اني يا عمار .ورشفت من القهوة وكملت. مدري ما فعلت زوجتك عند امها اتحملت شي ثقيل وجايه تتلبس عليا
روان : لو سمحتي يا عمه امي مالها دخل
ام سجى : طلع لش لسان اشتركتي انتي وزوجش عليا حلووه والله
عمار : يمه لو سمحتي لا تدخلي بحياتنا وانا ما قلت اني اتهمش لكن الممرضات قالوا لي سبب سقوط الولد بسبب الزعل
ام سجى ترفع شعرها : من طبيعة زوجتك الحلو
عمار ما عبرها وساعد روان وواصلوا طريقهم للغرفة
دخلها ومددها على السرير : ارتاحي ولا تتحركي وانا بعطي لش كل شيء لجنبش
روان تلمس يده : الله لا يحرمني منك
عمار يطبع بوسه على كف يدها: ولا منش
ووقف يكمل كلامة : انا عندي شوية شغل بروح اكمل وارجع لش وانا بوصي اختي شيماء تنتبه لش
روان : تمام الله يعينك ياعمري
عمار اخذ مفاتيح السيارة وفتح الباب وشق الطريق لغرفة شيماء كان بيفتح الباب سمعها تكلم الجوال وقف يسمع
شيماء : حمودي حبيبي مش اليوم خليها مره ثاني
عمار مقدر يمسك نفسه وهو يسمع اخته تتكلم بذا الكلام فتح الباب بقوة شيماء شهقت عمار قرب منها ومسك معصمها بقوة وطبع كف على خدها
شيماء تصنمت مكنها بخوف وارتباك عمار سحب الجوال منها بقوة والشراره والغضب يخرج من عيونه واخذ المفتاح الغرفة وخرج وسكرها من خارج وطرح المفتاح في جيبة ونزل
شيماء قفزت للباب وتضربة با اقوى قوتها وتصيح : افتتتتح الباب يا نذل من تكون تسكر الباب عليا يمههه شوفي ابنش يسكر عليا الباب يحبسني في الغرفة
سمعها عمار وما عبرها نزل شاف امه : اسمعيني يمه انتبهي لروان وواصل طريقة للسياره وتحرك للعمل
قامت من مكنها والتوتر والافكار توديها وترجعها : كيف افعل يا ربي والله عمار ليقتلني اووووف كيف افعل والله ما اسكت لك يا عمار من تكون تفعل فيني هكذا وتحبسني
رجعت تضرب الباب : يمههه يمهههه افتحي لي
ام سجى سمعت الصراخ قامت مسرعة لمكان الصوت سمعت شيماء تصرح : مالش يا شيماء من حبسش
شيماء تمثل البراءه : يمه ابنش دخل فعلي كف وخرج غلق عليا الباب وحبسني
ام سجى : من يكون يحبسش ما دخل ابوه يحبسش بتكون الملعونه زوجته علمته ..وبعصبية اسرعت فتحت باب غرفة روان
روان فزت ام سجى قربت منها با ابتسامة شر : علمتي ابني يجي ويحبس شيماء ..كل شوية كانت تقرب اكثر . اعترف يالله قولي يا مخربة البيوت من يوم دخلتي بيننا والمشاكل ما غادرتنا
روان ارتبكت من قربها : ااا.اا.اانا .اانا ما.
قاطعتها ام سجى بصوت : اصصصصصه يالله قومي افعلي لي مهره وسوي غداء
روان بتعب قامت مش عشانها عشان عمار طيب معاها
ام سجى شافتها تقوم وقامت وخرجت ووقفت جنب الباب وتربعت : يالله بسرعة اخبزي وافعلي غداء هذا جزاش تعلمي ابني على اخته
روان : ماني عارفه يا عمه اش المشكلة والله ما اني عارفة
ام سجى : يالله امشي عادها تحلف
نزلت روان للمطبخ وبدأت تسوي غداء بتعب من وجع بطنها
نروح عند عمار تحرك بالسيارة وافكاره عند شيماء: حمودي حبيبي مش اليوم خليها مره ثاني..اعتلت العصبية والغيره ضرب على الدركسون بقوة وقف السيارة واخذ الجوال يفتحه لكن كان عليه باسورد
عمار : اووووف منش يا شيماء
اخذ الجوال وراح محل صيانة الجوالات وفتحوا له الباسورد
اخذ عمار الجوال ورجع للسيارة وبدأ يفتش الاتصالات ما شاف اسم محمد : معقول سمعت غلط لا لا مستحيل انا سمعتها تقول حمودي
دخل يشوف الرسائل يقلب فيهم ما شاف شي طفى الجوال ورماه للدرج وشق طريقة للعمل
نروح عند يسرى وحالتها الصحية كانت في عدن مع ابوها وعمها دخلها ابوها للمستشفى مؤقتا عشان إجراءات المعاملة
ابو يسرى : الجوازات بتطلع بكره الظهر
ابو صادق يمسح جبهته من الحر : الحمدلله
ابو يسرى تنهد واتصل ل شمة
ام يسرى : هلا
ابو يسرى : كيف حالش
ام يسرى : الحمدالله انت كيف وكيف المعاملات ان شاءالله تكونوا خلصتوا
ابو يسرى : الحمدلله الجوازات بكره الظهر بتكون جاهزه
ام يسرى : الحمدلله الله يعينكم ومنى عتمشوا لكندا
ابو يسرى : على طول اول ما تطلع اروح احجز للسعودية ومن السعودية لكندا
ام يسرى : الله يعينكم وكيف يسرى
ابو يسرى : دخلناها المستشفى
ام يسرى : الله يكون بعونكم مع السلامة
ابو يسرى: الله معش
نروح عند ليلى كانت تصلي الضهر رفعت يدها تدعي لصاحبتها : يارب يسرى قومها بالسلامه يارب رد لها العافية لجسدها يارب رد لها العافية يا رحيم
سمعتها امها : اميين يا بنتي ربش كريم بيعافيها ويقومها بسلامة
ليلى تنهدت : ان شاء الله
ام عبدالله : رتبي ملابسش انتي واختش بنسافر كندا
ليلى بفرح تذكرت ان اخوها بيتخرج : ان شاءالله
قامت ترتب ملابسها هي واختها
ابو عبدالله جاء من الشركة بيمشي بالعكاز: كلكم جاهزين
ام عبدالله : ايوه الحمدلله متى بنمشي
ابو عبدالله يمدد رجله على الارئكة : بكره ان شاءالله واحنا في عدن وبعدها عنحجز
قاطع كلامهم اتصال عبدالله فتحت ام عبدالله الجوال
عبدالله : الووو كيف الحال كيفكم يا اغلا ناس في حياتي
ام عبدالله ابتسمت : الحمدالله كيف الخريج حقنا
عبدالله : الحمدلله متى بتنوروا كندا
ام عبدالله : ابوك يقول بكره بنمشي لعدن ان شاءالله
عبدالله ابتسم بفرح : ان شاءالله
سكر عبدالله من امه وقام اتجهز وخرج لشقة سلوى
سلوى : مين
عبدالله : عبدالله
سلوى لبست جلبابها وغطت وجها وفتحت : اهلين عبدالله
عبدالله من جنب الباب : ممكن اعرف اش تفاصيل قصتش وكيف جيتي لهنا
سلوى تنهدت : تمام
عبدالله ب ابتسامة : بس كيف بتشرحي لي القصة وانا جنب الباب
سلوى ارتبكت : ادخل
عبدالله : لا ما بدخل البسي واخرجي نروح اي مكان نجلس فيه
سلوى فكرت احسن ما يدخل وهذا حرام اخرج احسن : طيب ربع ساعه واخرج
عبدالله : تمام وانا منتظرلش في السيارة
سلوى سكرت الباب ودخلت لبست واتبرقعت مهما كان المكان البنت تضل متمسكة بلبسها وعاداتها وتقاليدها وحشمتها ولا يغريها الاماكن ولا الموضات
خرجت شافت عبدالله منتظر لها فتحت الباب ودخلت
عبدالله لف عليها : ليش م ركبتي جنبي
سلوى : ما اركب جنب اجانب
عبدالله سكت اعجبه كلامها شغل السيارة واتحرك الكافية
سلوى : لو سمحت يا عبدالله فين بتوديني
عبدالله : الكافية
سلوى تذكرت ان الكافية فيه اماكن مغطاه وانهي بتكون معه لوحدهم : بس يا عبدالله ممكن تاخذنا لمنتزه
عبدالله استغرب منها : ليش ؟
سلوى تحس المنتزه فيه ناس وتبقى قدام الناس وعبدالله ما بيتجرأ يفعل بها شيء : احسن المنتزه
عبدالله : تمام براحتش
سلوى ارتاحت ان عبدالله ما أصر عليها وبدأت ترتاح معه
وصل عبدالله للمنتزه ونزل ونزلت سلوى معاه كانت تمشي وراه عبدالله وقف ولف لها : انتي الحين ليش تمشي وراي
سلوى نزلت راسها : مش متعوده امشي مع رجال اجانب
عبدالله تذكر كلامها وصياحها لما شافها في الكافيه وكيف كانت تبكي وتقول تركني وقال بيرجع : امشي جنبي ولا ما تشتي تخوني حبيبش
سلوى فتحت عيونها : احترم نفسك يا عبدالله
عبدالله تكتف بيده : احترم نفسي ليش وانتي كنتي تصيحي عليه
سلوى ما تذكرت متى كانت تصيح نزلت دموعها بقهر من كلامه : اني ما اصيح على احد ولا ابكي على احد انت تتهمني باطل
عبدالله استغفر الله من تصرفاته ومسح على جبته حس بغيره : اسف من كلامي ما اقصد
سلوى بهدوء : رجعني شقتي
عبدالله جلس على الكرسي وبهدوء: ماشي
سلوى تعصبت من برودته مشيت ترجع للسيارة
عبدالله تدارك خطواتها ومسك معصمها وبعصبية : لما اكلمش احترميني تمام
سلوى خافت من عصبيتة سكتت
عبدالله تأفف بضيق من عصبيته : اعوذ بالله من الشيطان اجلسي واتكلمي وكلي اذن صاغيه
سلوى بعناد : لا ما بجلس وانت تتهمني با اشياء ما اعرفها
عبدالله مسك اعصابة وبهدوء : اتكلمي يا بنت الناس اشتي اعرف وش مشكلتش
سلوى نزلت دموعها وبدأت تبكي
عبدالله بين نفسه انا الحين وش دخلني اشك فيه واتهمها ليكون اغار عليه نفض الافكار من راسه : سلوى ياروحي اقصدي اتكلمي يا بنت اشتي اعرف اش مشكلتش و اوعدش اني بساعدش
سلوى تنهدت وبدأت تكلمه بالقصة كامل بين شهقاتها ونحيبها
عبدالله اوجعه كلامها وقصتها وكيف اتهمها وظن فيها بالغلط : طيب ما تعرفي منهم اللي خطفوش
سلوى حاولت تذكر : ما اذكر يا عبدالله بس اللي وصلني الكافية ووعدني انه يرجع لي اسمه يمكن سالم
عبدالله فز من الاسم : سالم !
سلوى لفت لعنده : تعرفه
عبدالله بين نفسه ليكون سالم صاحب سلمان : لا ما اعرفه ذلحين سامحيني من كلامي اللي قلته من شويه
سلوى. عادي يا عبدالله
عبدالله بدأ يسبح بجمال عيونها سلوى لاحظت بسرحانه : عبدالله
عبدالله بنفس سرحانه : بسم الله عليش كيف كسروش
سلوى : نزلت عيونها من نظرته ووقفت
عبدالله وقف معاها وب ابتسامة : فين رايحه
سلوى ارتبكت منه : روحني يا عبدالله خلاص قد كلمتك بقصتي
عبدالله لمس يدها : منتي حابه تسمعي قصتي
سلوى سحبت يده وارتبكت : قول وش قصتك
عبدالله اعجبه سحبت يدها : اجلسي
سلوى جلست
عبدالله بدأ يسرد قصته كامل
سلوى : واهلك بيجوا بعد بكره
عبدالله ب ابتسامة : ايوه
سلوى : الله يسعدك والف مبروك
عبدالله بنفس الابتسامة: الله يبارك فيش
سلوى : خلاص روحني
عبدالله بيأس من عجلها قام ومشي وصلوا للسيارة ركبت سلوى في مقعدها السابق عبدالله شافها : مافي امل تجلسي جنبي
سلوى : مافي امل
شغل عبدالله السيارة ووصلها للشقة ورجع عبدالله لشقته
نروح عند منى كانت حابسه نفسها في الغرفة قررت تتصل لطلال
منى : الو
طلال : هلا مناتي
منى بكت من صوته وكيف يحن عليها :....
طلال يمثل الخوف وب ابتسامة جانبية : مالش تبكي ياروحي
منى وهي تبكي : طلال بتزوج
طلال اتزوجي وش افعلش يعني وبخوف وحب متمثل: منى لا يا منى انتي لي محد يأخذش غيري ارفضي يامنى اذا انتي تحبيني عترفضي
منى بدات تبكي اكثر من كلامه : طلال اني احبك ومستحيل اتزوج غيرك
طلال بقرف من كلمة احبك ومستحيل اتزوج غيرك : حبيبتي مناتي اعرفش اصبري عليا يا منى لما اكلم اهلي واجي لش
منى بهمس : تمام يا طلال
طلال : مع السلامة
منى : مع السلامه
سكرت منى من طلال ونزلت شافت عمتها وعمها ما في
جميله شافت عيون منى محمرات عرفت انهي كانت تبكي : مالش تبكي
منى : ما اشتي اتزوج
جميله بشك : ليش ما تشتي
منى تذكرت وعد طلال لها : عمه الله يسعدش ما اشتي عادني صغيره
جميلة : صغيره من ساعش معاهم عشر اطفال عتتزوجيه يعني عتتزوجيه الولد ما في الا كل خير
منى بيأس من عمتها اخذت نفسها وطلعت تسحب ثقل روحها وقلبها
جاء عمها شاف جميلة جالسه
جمال : السلام عليكم
جميلة : وعليكم السلام
جمال : كيف ما عاد ردينا للخاطب خبر وش قالت منى
جميلة : موافقه
جمال يعرف زوجته طلع للغرفة منى سمعها جالسه تبكي دق الباب
منى كانت مسوية نفسها نائمه ومغطية وجهها بالشرشف ماردت عليه
جمال تردد وفتح الباب : منى
منى سمعت صوت عمها ما ردت
جمال : منى عمتش قالت انش موافقه
منى قهرها كلام عمتها ماردت
جمال تنهد : عالعموم بكلمه بكره والف مبروك عرفتي تختاري الرجال ما يتعوض
منى على نفس وضعها ما ردت
جمال خرج من الغرفة وسكرها
منى تأكدت ان عمها خرج انفجرت بكاء
نروح عند طلال اتصل لعامر
طلال : الو
عامر : هلا
طلال : فينك مختفي
عامر كان في المستشفى يشوف عمته اش تشتي منه : في المستشفى مع عمتي زوجة عمي صادق
طلال : ها تعال للوكيشين ** انتظرك
عامر : طيب ادخل الاغراض واجي
سكر طلال من عامر وقام لبس واتجهز وخرج
ام طلال كانت جالسه تستغفر وتدعي ان الله يرد لها بنتها ويهدي ابنها العاصي
شوية جاء طلال دخل : السلام عليكم
ام طلال بهدوء عكس الوجع اللي بداخلها : وعليكم السلام
طلال شاف سلمى نائمه : يمه فين سميره
ام طلال ارتبكت لو يعرف طلال ان سميره في بيوت الناس : سميرة خرجت تنفعني
طلال ما اقتنع : تمام تشتي شي
ام طلال عافت ابنها ولا عاد تشتي منه شي : ولا شيء روح بعد حياتك
طلال خرج ولا كأن امه بتدعي عليه
خرج للوكيشين شاف عامر جالس منتظر له
طلال ب ابتسامة : وصلت قبلي
عامر رد الابتسامة: ايوه
طلال طلب له شيء هو وعامر ورجع جلس : اسمعني يا عامر تتذكر منى
عامر : منى ايوه اتذكرها
طلال : تتصلي وتبكي ان قدهي عتتزوجي ههههه البنت مفكره اني بجي اخطبها
عامر ضحك : ههههههه مسكينة تتوهم
طلال يأخذ من النادل الطلب : ههههه خجفا
عامر ياخذ كوبه ويرتشف: يا طلال ما تشوف كأن البنت تحبك
طلال رفع حاجبه : اي تحبني وانا ما احبها ههههههه
عامر :هههههههههه العب بس
طلال غمز : ههههههه العب يا شاطر العب
نروح لعدن وتحديدا عند ابو يسرى وابو صادق اخذوا الجوازات وحجزوا للسعوديه الساعه ٤ العصر
ابو يسرى يشوف الساعة اللي بيده : الساعه ٣ العصر باقي ساعة وتبدا الرحلة
ابو صادق : ايوه ما عاد في وقت خلينا نروح نخرج يسرى من المستشفى ونتأكد من كل شيء ونمشي
ابو يسرى : هيا بسرعة
تحرك ابو صادق وابو يسرى للمستشفى وخرجوا يسرى واتجهزوا ووصلوا المطار قبل الموعد بنص ساعة
شوية سمعوا الصوت في المطار :الرحلة الرابعة الى السعودية على جميع الركاب التوجه إلى **
ابو يسرى وابو صادق وهم بيحركوا يسرى على السرير المتنقل حق الطوارئ(مش عارفه اش اسمه 😄😁)
طلعوا على الطائره واخذوا لهم مقاعدهم
الطيار : الرحلة ستستغرق ساعتين فعلى جميع الركاب لبس الأحزمة سوف نقلع الان
عشرة تسعة ثمانية سبعة ستة خمسة أربعة ثلاثة اثنين واحد وانطلق الطائرة تأخذ مجراها وتعادل وقوفها كالسحب تماما
الطيار : الطائرة مستقرة في السماء فخذوا راحتكم
(صراحة خمنت تخمين ان الطيار يقول كذا 😄😁 اول مره اسافر في الطائرة 😜)
مرت ساعة وضاعت التغطية جاءت ال
flight attendant: Do you want any things for you ?
ابو يسرى يشوف ل ابو صادق : وش تقول
ابو صادق يفهم شويه في الانجليزي : تقولك نعم اش تشتي يعني ماء عصير اكل اي شيء
ابو يسرى اشر لها لفمه انه يشتي ماء
Flight attendant: what?
ابو صادق : يقولك جيبيله water
Flight attendant تكتب في الورقة : ok what about you ?
ابو صادق : اشتي orange juice
Flight attendant : OK could you wait 5 minutes ?
ابو صادق هز راسه : ok
راحت المضيفة الطيران تشوف باقي الركاب
ابو يسرى : الحمدلله انك تعرف الانجليزي ولا كنا ما بندري اش بتقول لنا
ابو صادق ضحك تذكر ابو يسرى لما اشر لفمه انه يشتي ماء : هههههههههههه يا ابو يسرى كيف تأشر للمضيفة انك تشتي ماء كيف بتفهمك
ابو يسرى تذكر نفسه : ههههههههههههه وهي قالت واط
ابو. صادق : ههههه قالت وات مش واط
ابو يسرى دمعت عيونه من الضحك : هههههه الله يسعدك يا ابو صادق
ابو صادق : هههههه الله يسعدك انت اللي بدعت بنا
ابو يسرى ضحك : يسعد الجميع
❞ أُحركها كيفما أشاء، وأما هي فلا حولٌ لها ولا قوة، لا تدري أن تعبها سببه أنا، وأعواني، لا تدري أنها مجرد أداة في يدي، أنها كدمية قد سلبتها الحياة، ففي كل لحظة تتألم فيها، تكون لمسة غير مرئية من أحد أعواني، وتظن بأنها مجرد تخيلات، وستعيش في أمان تام، لكن الحقيقة المرعبة هي أنها ليست مجرد تخيلات، بل هي تعذيب حقيقي، تتألم في صمتٍ تام، فكل نغزة أغزوها في الدمية التي معي تحرك بركانًا من التعب في جسدها، وليس تعبًا جسديًا فقط، بل نفسيًا أيضًا، ولستُ أنا وحدي من أتحكم بها، هناك قوى مظلمة، قوى غير مرئية، قوى غريبة، مرعبة، جنٌ وشياطين، يجتمعون حولي، ويساعدونني، وإن أهملتُ، يكملون ما أود فعله، فكل حركة تقوم بها، وكل ألم تشعر به، هو باتفاق بيني وبينهم، وكلما حاولت سلب نفسها من عالمهم، جذبتها أيادٍ غير مرئية، تجذبها إلى عالم الأهواء والشيطان، عالم مليء بالظلمات، فهي مسكينة لا تعلم كيف تفرّ من عالم لا تعرف عنه شيئًا، من أشياء لا تراها، ولكنها تشعر بها، أنا قد أتعِبُها حتى كادت تشعر بالجنون من شدة ما يحدث لها من أشياء مرعبة، وكلما تحدثت لأحد عن هذه الاشياء التي ترآها، كذبوها، وكلما حاول أحد مساعدتها، وقع تحت قبضتي الموحشة التي لا يستطيع أحد الإفلات منها، هي ليست وحدها، بل هناك آخرون أقوم بإيذائهم أنا وأعواني، وحينما يتواجدون في مكانٍ وحدهم، أرصد أعواني يترقبونهم بصمت تام، فهم لا يرحمون أبدًا، وهم مساكين، ليس بيدهم شيء ليفعلوه، وهم بلا حول ولا قوة، وكلما حاولوا الخروج من هذا العالم، وقعوا في سجنٍ أعمق، وحتى عندما ظنوا أنهم قد نجوا، وجدوا أنفسهم في وحلٍ عميقٍ مرعبٍ، حيث لا تنتهي أذواق الألم.
⤶ڪ/آلاء ءابـنـة˝ة محـمود 🦋..↺˝. ❝ ⏤الكاتبه:آلاء مـحمـود كبشه
❞ أُحركها كيفما أشاء، وأما هي فلا حولٌ لها ولا قوة، لا تدري أن تعبها سببه أنا، وأعواني، لا تدري أنها مجرد أداة في يدي، أنها كدمية قد سلبتها الحياة، ففي كل لحظة تتألم فيها، تكون لمسة غير مرئية من أحد أعواني، وتظن بأنها مجرد تخيلات، وستعيش في أمان تام، لكن الحقيقة المرعبة هي أنها ليست مجرد تخيلات، بل هي تعذيب حقيقي، تتألم في صمتٍ تام، فكل نغزة أغزوها في الدمية التي معي تحرك بركانًا من التعب في جسدها، وليس تعبًا جسديًا فقط، بل نفسيًا أيضًا، ولستُ أنا وحدي من أتحكم بها، هناك قوى مظلمة، قوى غير مرئية، قوى غريبة، مرعبة، جنٌ وشياطين، يجتمعون حولي، ويساعدونني، وإن أهملتُ، يكملون ما أود فعله، فكل حركة تقوم بها، وكل ألم تشعر به، هو باتفاق بيني وبينهم، وكلما حاولت سلب نفسها من عالمهم، جذبتها أيادٍ غير مرئية، تجذبها إلى عالم الأهواء والشيطان، عالم مليء بالظلمات، فهي مسكينة لا تعلم كيف تفرّ من عالم لا تعرف عنه شيئًا، من أشياء لا تراها، ولكنها تشعر بها، أنا قد أتعِبُها حتى كادت تشعر بالجنون من شدة ما يحدث لها من أشياء مرعبة، وكلما تحدثت لأحد عن هذه الاشياء التي ترآها، كذبوها، وكلما حاول أحد مساعدتها، وقع تحت قبضتي الموحشة التي لا يستطيع أحد الإفلات منها، هي ليست وحدها، بل هناك آخرون أقوم بإيذائهم أنا وأعواني، وحينما يتواجدون في مكانٍ وحدهم، أرصد أعواني يترقبونهم بصمت تام، فهم لا يرحمون أبدًا، وهم مساكين، ليس بيدهم شيء ليفعلوه، وهم بلا حول ولا قوة، وكلما حاولوا الخروج من هذا العالم، وقعوا في سجنٍ أعمق، وحتى عندما ظنوا أنهم قد نجوا، وجدوا أنفسهم في وحلٍ عميقٍ مرعبٍ، حيث لا تنتهي أذواق الألم.