❞ لتساؤل عن الحقيقة: أهي وجهٌ آخر أم وجهُ الآخر؟ يضعنا هذا النص الروائي أمام تعقيدٍ لا يمكن للحقيقة ذاتها أن تقبل به؛ فالحقيقة موزعة فينا، وبيننا، وفي الآخر المختلف عنّا، في الأشياء وبينها كذلك، وفي الآخر الذي هو نحن، وفي الواصل الشفاف المتقصّف بين كل هذه الإختلاطات.
الحقيقة القلقة تتمثّل وجه كائنٍ أو جماد، سطح أو صوت، وجه الخوف والهولات والمتعة الغربية في الإنسياق لصوت الأجراس وتمثُّل صور الأشجار مقطوعة الرؤوس أو تلك القائمة، وفي الأسماك المتحايلة الألوان؛ وإذا ما عرفنا أن كل هذه الصور تمتزج داخل الذات لتشكِّل عالماً آخر جديداً هو الحقيقة التي تملك وجهاً آخر مختلفاً: نخاف منه ونخشاه كما حكايا الجن الملفقة تتخايل من خلفها الحقائق.
تقول أناييس نن في تقديمها لهذا الكتاب \"لقد شعرت بأني أبصقُ قلبي\" عندما انتهت من كتابتها فيه، وكذلك كنتُ أنا، لقد شعرت بأنه \"طلع من عيوني\": هذا ما قلته لأصدقائي عندما أنهيت ترجمتي لهذا العمل؛ لم يكن لهذا العمل الحميمية التي صارت له فيما بعد إلاّ للمشقة البالغة التي تكبدتها في ترجمة هذا النص عن لغته الإنجليزية، وذلك فيما يتعلقُ بالتأويلات المتعددة التي يحتملها كنصٍ مركب، والشعرية والتصويرية المختلفة التي حاولت جاهدة أن أحافظ عليها كي يكون النص العربي أقرب ما يكون للأصل معنىً وأسلوباً.
بالإضافة إلى ضياع \"الآخر\" بين الضمائر غير المعلنة، والتي كانت تلوح بشفافيةٍ غريبة وراء كلماتٍ أو أحداث معيّنة، ولا أنسى الغرائبية والحداثة التي امتاز بها هذا النص عن كل النصوص والأعمال الأدبية التي سبق لي وأن أطلعتُ عليها؛ إنه أسلوب أناييس نن المتفرد الذي يمكن لنا أن نطالعه منذ أعمالها الأولى، وخاصة إذا ما تبهنا إلى أن هذا العمل الذي تم نشره للمرة الأولى عام 1958 قد جاء متأخراً نسبياً بالمقارنة مع عملها الأول الذي تم نشره في الثلاثينات من القرن الماضي، أي بفارقٍ زمني يقارب الثلاثين عاماً.
ثمة إنفصالٍ غير متصل، وإتصال غير منفصل يشهدهما هذا النص الروائي في آنٍ معاً: الأجواء الحاضرة المعروفة هي ذاتها المختلفة تماماً، والزمن الحاليّ هو زمنٌ آخر ليس بالحاليّ الحاضر، وتفاصيل هي بالتفاصيل الماثلة أمامنا لكنها - هناك - ليست كذلك، والأحداث التي لم نشهدها هي التي تشهد الحقيقة علينا بها: أنّا شهدناها نحنُ ولو في الخفيّ الكامن منا.
وكنتُ معها هناك: أرقب كل الأشياء: الساكنة التيق تود لو ينفلق عنها السكون، وتلك المتحركة المتحرّقة للسكون بسبب خوفها، وشعرتُ أنني كلّما عايشتُ التفاصيل أكثر دخلتني هي وتخلّدت هناك؛ صرتُ أخشى أن يدخلني السكون، أو أن أتحرّق للخروج منه؛ وبتُّ لا أعرف الحقيقة!!...
الرواية تبدو كهلوسات، خيالات لا تمت للواقع بصلة في حين، وأحياناً تظهر كحقيقة، ابتدأت \"أنانييس نن\" روايتها: \"كانت رويتي الأولى للأرض مغشاة الماء، إنني ذلك العرق من النساء والرجال الذي يرى كل الأشياء عبر هذه الستارة البحرية، عيناي بلون الماء، بعيني حرباء نظرت في وجه العالم المتقلب، وبرؤية مجهولة التسمية نظرت إلى ذاتي التي لم تكتمل؛ أذكر ولادتي الأولى في الماء، شفافية كبريتية تحيطني في كل جانب، عظامي تتحرك كأنها مطاط أترنح وأطفوا. ❝ ⏤أناييس نن
❞ لتساؤل عن الحقيقة: أهي وجهٌ آخر أم وجهُ الآخر؟ يضعنا هذا النص الروائي أمام تعقيدٍ لا يمكن للحقيقة ذاتها أن تقبل به؛ فالحقيقة موزعة فينا، وبيننا، وفي الآخر المختلف عنّا، في الأشياء وبينها كذلك، وفي الآخر الذي هو نحن، وفي الواصل الشفاف المتقصّف بين كل هذه الإختلاطات.
الحقيقة القلقة تتمثّل وجه كائنٍ أو جماد، سطح أو صوت، وجه الخوف والهولات والمتعة الغربية في الإنسياق لصوت الأجراس وتمثُّل صور الأشجار مقطوعة الرؤوس أو تلك القائمة، وفي الأسماك المتحايلة الألوان؛ وإذا ما عرفنا أن كل هذه الصور تمتزج داخل الذات لتشكِّل عالماً آخر جديداً هو الحقيقة التي تملك وجهاً آخر مختلفاً: نخاف منه ونخشاه كما حكايا الجن الملفقة تتخايل من خلفها الحقائق.
تقول أناييس نن في تقديمها لهذا الكتاب ˝لقد شعرت بأني أبصقُ قلبي˝ عندما انتهت من كتابتها فيه، وكذلك كنتُ أنا، لقد شعرت بأنه ˝طلع من عيوني˝: هذا ما قلته لأصدقائي عندما أنهيت ترجمتي لهذا العمل؛ لم يكن لهذا العمل الحميمية التي صارت له فيما بعد إلاّ للمشقة البالغة التي تكبدتها في ترجمة هذا النص عن لغته الإنجليزية، وذلك فيما يتعلقُ بالتأويلات المتعددة التي يحتملها كنصٍ مركب، والشعرية والتصويرية المختلفة التي حاولت جاهدة أن أحافظ عليها كي يكون النص العربي أقرب ما يكون للأصل معنىً وأسلوباً.
بالإضافة إلى ضياع ˝الآخر˝ بين الضمائر غير المعلنة، والتي كانت تلوح بشفافيةٍ غريبة وراء كلماتٍ أو أحداث معيّنة، ولا أنسى الغرائبية والحداثة التي امتاز بها هذا النص عن كل النصوص والأعمال الأدبية التي سبق لي وأن أطلعتُ عليها؛ إنه أسلوب أناييس نن المتفرد الذي يمكن لنا أن نطالعه منذ أعمالها الأولى، وخاصة إذا ما تبهنا إلى أن هذا العمل الذي تم نشره للمرة الأولى عام 1958 قد جاء متأخراً نسبياً بالمقارنة مع عملها الأول الذي تم نشره في الثلاثينات من القرن الماضي، أي بفارقٍ زمني يقارب الثلاثين عاماً.
ثمة إنفصالٍ غير متصل، وإتصال غير منفصل يشهدهما هذا النص الروائي في آنٍ معاً: الأجواء الحاضرة المعروفة هي ذاتها المختلفة تماماً، والزمن الحاليّ هو زمنٌ آخر ليس بالحاليّ الحاضر، وتفاصيل هي بالتفاصيل الماثلة أمامنا لكنها - هناك - ليست كذلك، والأحداث التي لم نشهدها هي التي تشهد الحقيقة علينا بها: أنّا شهدناها نحنُ ولو في الخفيّ الكامن منا.
وكنتُ معها هناك: أرقب كل الأشياء: الساكنة التيق تود لو ينفلق عنها السكون، وتلك المتحركة المتحرّقة للسكون بسبب خوفها، وشعرتُ أنني كلّما عايشتُ التفاصيل أكثر دخلتني هي وتخلّدت هناك؛ صرتُ أخشى أن يدخلني السكون، أو أن أتحرّق للخروج منه؛ وبتُّ لا أعرف الحقيقة!!..
الرواية تبدو كهلوسات، خيالات لا تمت للواقع بصلة في حين، وأحياناً تظهر كحقيقة، ابتدأت ˝أنانييس نن˝ روايتها: ˝كانت رويتي الأولى للأرض مغشاة الماء، إنني ذلك العرق من النساء والرجال الذي يرى كل الأشياء عبر هذه الستارة البحرية، عيناي بلون الماء، بعيني حرباء نظرت في وجه العالم المتقلب، وبرؤية مجهولة التسمية نظرت إلى ذاتي التي لم تكتمل؛ أذكر ولادتي الأولى في الماء، شفافية كبريتية تحيطني في كل جانب، عظامي تتحرك كأنها مطاط أترنح وأطفوا. ❝
❞ حتى في أحلك اللحظات، تذكّر أن الأمل
ليس شيئًا يُمنح لنا من الخارج، بل هو
شعلة تحملها داخلنا، نحافظ عليها رغم العواصف.
اقتباس من رواية ˝أمل في سانت بطرسبورغ˝. ❝. ❝ ⏤محمود عمر جمعة
❞ حتى في أحلك اللحظات، تذكّر أن الأمل
ليس شيئًا يُمنح لنا من الخارج، بل هو
شعلة تحملها داخلنا، نحافظ عليها رغم العواصف.
❞ \"تخاريف مجتمع شرقي\".
\"قد تؤدي الخلافات الأُسريه في كثير من الأوقات، وكذلك العُنف الأُسَري إلى إنتهاء العلاقة بين الطرفين، والوصول إلى الطلاق، وهذا ليس شيئًا حرامًا مطلقا، ولا شيئًا يخالف العرف، والتقاليد بل الله _سبحانه وتعالى _جعله حلالًا عند استحالة استمرار العلاقة بين الطرفين.
يروى عن النبي _صلى الله عليه وسلم _ أنه قال : ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق)،
ولكن كان للمجتمع الشرقي رأيًا آخر في ظلم المرأة المطلقة، في سن مُبَكِر، فكيف لهم أن يحكموا على ذلك المرأه بالسجن المؤبد، بعدم زواجها من بِكْر رشيد مرة أخرى؟! واستعمالها وكأن مدة صلاحيتها قد انتهت، ويبدأ المجتمع بالنظر إليها نظرة مختلفة، فإذا مرت من مكان، كانت عِبرة لكل من فيه، ويبدأ الكلام، والنقاش عليها، أهذه المطلقه من فُلانًا؟ وتبدأ الناس في بدأ الإشاعات عليها، والتخاريف لماذا طلقها زوجها؟! ويبدأون في الإجابه على هذا السؤال بتخاريف أكثر من عقولهم، ففي هذا المجتمع دائمًا يُنْظَر الفكر السلبي على المرأه.
ولكن كيف؟! والنبي _صلى الله عليه وسلم _ كانت جميع زوجاته مطلقات، وأرامل ما عدا السيدة عائشة البِكر الوحيده. وكذلك السيدة مريم، حيث أنجبت سيدنا عيسى _عليه السلام _وهي بِكر رشيد، وأصبح نبي وأرشد الأمة، فليس لنا الحكم على أشخاص، من غلافهم الخارجي؛ فرُبما قد تكون ذلك المطلقه أشرف بكثير، من البِكر الرشيدة.
فلا مانع في أن تتزوج امرأة مطلقه، أو أرمله لطالما بينكما مودة، وألفة، فرُبما تكون هذه المرأه، لم تتوفق في زواجها الأول، وربما ظُلِمَت، ولم يأخذها رجلاً صالحاً، ولم يحافظ عليها.
فما ذنبها إذا ما وُفِقَت؟!
لذلك تخاريف المجتمع الشرقي، بعدم زواج المطلقه مرة أخرى، فهي فكرة خاطئة تماماً. ويكفي إلى هِنا ظلم للمرأة المطلقة، فمن نحن، لنُحاسب من حولنا على أخطاء ليس لهم دخل فيها؟
گ/هند أمين|زهرة الأقحوان|. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ ˝تخاريف مجتمع شرقي˝.
˝قد تؤدي الخلافات الأُسريه في كثير من الأوقات، وكذلك العُنف الأُسَري إلى إنتهاء العلاقة بين الطرفين، والوصول إلى الطلاق، وهذا ليس شيئًا حرامًا مطلقا، ولا شيئًا يخالف العرف، والتقاليد بل الله _سبحانه وتعالى _جعله حلالًا عند استحالة استمرار العلاقة بين الطرفين.
يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم __ أنه قال : ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق)،
ولكن كان للمجتمع الشرقي رأيًا آخر في ظلم المرأة المطلقة، في سن مُبَكِر، فكيف لهم أن يحكموا على ذلك المرأه بالسجن المؤبد، بعدم زواجها من بِكْر رشيد مرة أخرى؟! واستعمالها وكأن مدة صلاحيتها قد انتهت، ويبدأ المجتمع بالنظر إليها نظرة مختلفة، فإذا مرت من مكان، كانت عِبرة لكل من فيه، ويبدأ الكلام، والنقاش عليها، أهذه المطلقه من فُلانًا؟ وتبدأ الناس في بدأ الإشاعات عليها، والتخاريف لماذا طلقها زوجها؟! ويبدأون في الإجابه على هذا السؤال بتخاريف أكثر من عقولهم، ففي هذا المجتمع دائمًا يُنْظَر الفكر السلبي على المرأه.
ولكن كيف؟! والنبي صلى الله عليه وسلم __ كانت جميع زوجاته مطلقات، وأرامل ما عدا السيدة عائشة البِكر الوحيده. وكذلك السيدة مريم، حيث أنجبت سيدنا عيسى _عليه السلام _وهي بِكر رشيد، وأصبح نبي وأرشد الأمة، فليس لنا الحكم على أشخاص، من غلافهم الخارجي؛ فرُبما قد تكون ذلك المطلقه أشرف بكثير، من البِكر الرشيدة.
فلا مانع في أن تتزوج امرأة مطلقه، أو أرمله لطالما بينكما مودة، وألفة، فرُبما تكون هذه المرأه، لم تتوفق في زواجها الأول، وربما ظُلِمَت، ولم يأخذها رجلاً صالحاً، ولم يحافظ عليها.
فما ذنبها إذا ما وُفِقَت؟!
لذلك تخاريف المجتمع الشرقي، بعدم زواج المطلقه مرة أخرى، فهي فكرة خاطئة تماماً. ويكفي إلى هِنا ظلم للمرأة المطلقة، فمن نحن، لنُحاسب من حولنا على أخطاء ليس لهم دخل فيها؟
❞ المحطة الخامسة عشرة: استخدام القدرات
يُعد استخدام القدرات الشخصية بأقصى حدٍّ علامة واضحة للإيجابية؛ لأن الشيء الذي لا نستخدمه سنفقده، ببساطة العقل الذي لا يفكر، لا يخطط، لا يتأمل، لا يقرأ، لا يبحث عن بدائل يتدهور حتى لو كان من أذكى العقول، وهكذا القدرات الجسدية غير المستخدمة ستفقدها وتتلاشى بعد فترة، وهكذا الإيمان غير المستخدم يتناقص، الطموح غير المستخدم يتدهور.
وهنا تخيَّل معي أن أمامك كأسًا من الشاي مُرٌّ، ثم أضف إليه السكر، ولكن دون تحريك أو تقليب السكر، ثم جرِّب وتذوَّق الشاي، هل ستجد طعم السكر في الشاي؟ بالتأكيد لا، ثم فكِّر وأمعن النظر في كأس الشاي لمدة دقيقة هل سيتغير شيء؟ بالطبع لا، حاول أن تقوم وتدور حول كأس الشاي هل سيتغير شيء؟ بالتأكيد لا، جرب محاولة أخيرة وتمنى في نفسك أن يصبح كأس الشاي حلوًا، ثم تذوق الشاي هل سيتغير شيء؟ بالطبع لا، هكذا الحياة مثل: كأس الشاي بينما قدراتك ومهاراتك وملكاتك التي وهبها الله لك هي السكر، لن تتذوق طعم النجاح والإنجاز دون استغلال قدراتك، لذلك عليك أن تعمل لكي تصل، عليك أن تستخدم قدراتك لكي تحقق، عليك أن تنمي مهاراتك لكي ترتقي.
فعلينا بالتعامل مع هذه الحقيقة بذكاء ونستخدم قدراتنا وعقولنا بدلًا من الخمول الذهني والاستسلام للمتاح، بدلًا من أن نستعير عقول غيرنا في كل شيء في الحياة، يشير العلماء بأن الإنسان يستخدم أقل من(5%) من قدراته العقلية رغم أنه يمتلك (200بليون) خلية عقلية لا يستخدم منهم إلا القليل، الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يفكر في تفكيره.
قصة جميلة للمحاضر \"جيم رون\" وهي قصة الموهبة، في يوم من الأيام كان هناك ملك جمع ثلاثة من الخدم وقال لهم: إني أمتلك بعض المواهب وسأعطيكم هذه المواهب، وفي ذلك العصر كانت الموهبة توزن بالذهب، ثم قال لهم الملك: وبعد العودة من رحلتي سنجتمع ونرى ماذا فعلتم بهذه المواهب؟ فأشار الملك إلى الخادم الأول وقال له: أما أنت فلك خمس مواهب، ثم أشار إلى الخادم الثاني وقال له: أما أنت فلك موهبتان، ثم أشار الى الخادم الثالث وقال له: أما أنت فلك موهبة واحدة، ثم قال لهم: سنجتمع بعد رحلتي مرة أخرى ونرى ماذا فعلتم؟ وبعد فترة عاد الملك وجمع الخدم الثلاثة وقال لهم: كيف صار الأمر معكم؟ ثم أشار إلى الخادم الأول وقال له: أعطيتك خمس مواهب ماذا فعلت؟ قال له: بذلت جهدي ووضعتهم في الفعل والعمل، في البداية كانت مواهب ضعيفة، ولكن بعد فترة أصبحت قوية، ومن خمس مواهب أصبحوا عشر مواهبَ، لقد ضاعفت مواهبي أيها الملك.
قال الملك: رائع، ثم أشار إلى الخادم الثاني وقال له: أَعطيتك موهبتين ماذا فعلت؟ قال الخادم: بذلت جهدي ووضعتهم في الفعل حتى نَمَت مواهبي بدلًا من موهبتين أصبحوا أربعَ مواهب، فقال الملك: ممتاز، ثم أشار الملك إلى الخادم الثالث وقال له: أعطيتُك موهبة واحدة ماذا فعلت؟ قال الخادم أخذت الموهبة وغلَّفتها بطريقة جيدة، ثم حفرت ووضعتها في الأرض ودفنتها حتى لا يسرقها أحدٌ، قال الملك: خُذوا منه هذه الموهبة، وأعطوها لمن يمتلك عشر مواهب.
الشاهد من القصة: قد تقول أنها قصة غيرُ منطقية، ولكن نتعلم بأن الشيء الذي لا نستخدمه سنفقده هذا يحدث مع جميع القدرات الجسدية والعقلية.
لذلك نحتاج إلى استخدام قدراتنا، وما وهبنا الله بأقصى حد، من خلال استغلال العقل في التفكير، والتخطيط، والتأمل، والإبداع، والابتكار، واستخدام القدرات الجسدية في السعي والعمل، والجهد، وممارسة الرياضة والحركة التي تساعدنا على الحفاظ على هذه القدرات والمهارات، ونستخدم حواسنا في التعلم الذاتي، واكتساب مهارات جديدة تساعدنا على الارتقاء والتعمير، ويقول \"نابليون\": كنت أدير الجيوش بثلاث كلمات، من قال لي لا أستطيع قلتُ له: حاوِل، ومن قال لي لا أعرِف قلت له: تعلَّم، ومن قال لي مستحيل قلت له: جرِّب، من هنا نستخدم قدراتنا دون أعذار.
ما التوصيات العملية التي تساعدنا بإذن الله على استغلال القدرات؟
1- القراءة: تساعدك على تغيير تفكيرك وفَهْمك وحُكمك على الأشياء، يشير بعض الباحثين إلى أن القراءة تجعل المخ ينشط وتندفع الآلاف من خلايا الدماغ للعمل، فبعض الخلايا يَنشَط ويُعزَّز، وبعضها خلايا جديدة، لذلك القراءة تعطينا كمًّا هائلًا من المعلومات والتصورات والحقائق، والتعلم من خبرات الآخرين، فابدأ بالقراءة يوميًّا مدة (20) دقيقة في المجالات التي تتوافق مع ميولك أو الجانب الديني لترتقي أخلاقيًّا ودينيًّا، أو في التنمية الذاتية لتصبح شخصية نامية ناضجة.
2- استخدام مهارات العقل والجسد والحواس: بمعنى بناء عالم افتراضي يُغذي عقلك من الداخل بطريقة صحيحة من جميع المعلومات والصور والكلمات، والأفكار التي تصل إلى عقلك عن طريق الحواس؛ لأنها تؤثر في نوعية عقليتك ودوافعك، بجانب وضْع برنامج عملي لكل المهارات العقلية والجسدية والاجتماعية مع تقويتها، ودفع النفس بحماس نحو الاستمرارية لتحافظ عليها، وتستفاد منها وتُبدع، بجانب جعل الحواس في حالة يقظة دائمًا، لا تفسد أذنيك بتعويدها على سماع الأشياء بصوت عالٍ جدًّا، لا تفسد عينك ببعض العادات الخطأ انتبه جدًّا لهذه الأمور.
3- قم بتنشيط خيالك: عزِّز الإبداع فقد ذكرنا سابقًا أن الجهاز العصبي يتفاعل مع الخيال كأنه واقع حقيقي، لذلك نحتاج لتدريب خيالنا، تخيَّل أنك تعيش في أماكن غريبة قد تكون تحت الماء كيف ستكون الحياة، أو فوق السحاب كيف ستكون الحياة، أو في كوكب آخر كيف ستكون الحياة، مرِّن خيالك وستجد أفكارًا وتصوُّرات إبداعية خلاقة.
4- التفكر: دعا القرآن والعلم إلى ذلك، تفكَّر في الأشياء والمواقف والكون والخلق، استخدِم التفكير العميق في المواقف والتحديات، وما يحدُث حولك، واتِّخذ قرارًا باستخدام قدراتك العقلية، فكلُّ إنسان مكلَّف بعقله وليس بعقول الآخرين.
5- تنمية ما تَمتلك من نقاط قوة: عندما تستخدم نقاط القوة في شخصيتك، وتُنميها وتثقلها من خلال التدريب المستمر، مع معرفة المهارات المعينة والمساعدة لهذه القدرات التي تجعلها ظاهرةً، تفيد بها نفسك وتساعد من خلال الآخرين.. ❝ ⏤أسامة سيد محمد زكى
❞ المحطة الخامسة عشرة: استخدام القدرات
يُعد استخدام القدرات الشخصية بأقصى حدٍّ علامة واضحة للإيجابية؛ لأن الشيء الذي لا نستخدمه سنفقده، ببساطة العقل الذي لا يفكر، لا يخطط، لا يتأمل، لا يقرأ، لا يبحث عن بدائل يتدهور حتى لو كان من أذكى العقول، وهكذا القدرات الجسدية غير المستخدمة ستفقدها وتتلاشى بعد فترة، وهكذا الإيمان غير المستخدم يتناقص، الطموح غير المستخدم يتدهور.
وهنا تخيَّل معي أن أمامك كأسًا من الشاي مُرٌّ، ثم أضف إليه السكر، ولكن دون تحريك أو تقليب السكر، ثم جرِّب وتذوَّق الشاي، هل ستجد طعم السكر في الشاي؟ بالتأكيد لا، ثم فكِّر وأمعن النظر في كأس الشاي لمدة دقيقة هل سيتغير شيء؟ بالطبع لا، حاول أن تقوم وتدور حول كأس الشاي هل سيتغير شيء؟ بالتأكيد لا، جرب محاولة أخيرة وتمنى في نفسك أن يصبح كأس الشاي حلوًا، ثم تذوق الشاي هل سيتغير شيء؟ بالطبع لا، هكذا الحياة مثل: كأس الشاي بينما قدراتك ومهاراتك وملكاتك التي وهبها الله لك هي السكر، لن تتذوق طعم النجاح والإنجاز دون استغلال قدراتك، لذلك عليك أن تعمل لكي تصل، عليك أن تستخدم قدراتك لكي تحقق، عليك أن تنمي مهاراتك لكي ترتقي.
فعلينا بالتعامل مع هذه الحقيقة بذكاء ونستخدم قدراتنا وعقولنا بدلًا من الخمول الذهني والاستسلام للمتاح، بدلًا من أن نستعير عقول غيرنا في كل شيء في الحياة، يشير العلماء بأن الإنسان يستخدم أقل من(5%) من قدراته العقلية رغم أنه يمتلك (200بليون) خلية عقلية لا يستخدم منهم إلا القليل، الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يفكر في تفكيره.
قصة جميلة للمحاضر ˝جيم رون˝ وهي قصة الموهبة، في يوم من الأيام كان هناك ملك جمع ثلاثة من الخدم وقال لهم: إني أمتلك بعض المواهب وسأعطيكم هذه المواهب، وفي ذلك العصر كانت الموهبة توزن بالذهب، ثم قال لهم الملك: وبعد العودة من رحلتي سنجتمع ونرى ماذا فعلتم بهذه المواهب؟ فأشار الملك إلى الخادم الأول وقال له: أما أنت فلك خمس مواهب، ثم أشار إلى الخادم الثاني وقال له: أما أنت فلك موهبتان، ثم أشار الى الخادم الثالث وقال له: أما أنت فلك موهبة واحدة، ثم قال لهم: سنجتمع بعد رحلتي مرة أخرى ونرى ماذا فعلتم؟ وبعد فترة عاد الملك وجمع الخدم الثلاثة وقال لهم: كيف صار الأمر معكم؟ ثم أشار إلى الخادم الأول وقال له: أعطيتك خمس مواهب ماذا فعلت؟ قال له: بذلت جهدي ووضعتهم في الفعل والعمل، في البداية كانت مواهب ضعيفة، ولكن بعد فترة أصبحت قوية، ومن خمس مواهب أصبحوا عشر مواهبَ، لقد ضاعفت مواهبي أيها الملك.
قال الملك: رائع، ثم أشار إلى الخادم الثاني وقال له: أَعطيتك موهبتين ماذا فعلت؟ قال الخادم: بذلت جهدي ووضعتهم في الفعل حتى نَمَت مواهبي بدلًا من موهبتين أصبحوا أربعَ مواهب، فقال الملك: ممتاز، ثم أشار الملك إلى الخادم الثالث وقال له: أعطيتُك موهبة واحدة ماذا فعلت؟ قال الخادم أخذت الموهبة وغلَّفتها بطريقة جيدة، ثم حفرت ووضعتها في الأرض ودفنتها حتى لا يسرقها أحدٌ، قال الملك: خُذوا منه هذه الموهبة، وأعطوها لمن يمتلك عشر مواهب.
الشاهد من القصة: قد تقول أنها قصة غيرُ منطقية، ولكن نتعلم بأن الشيء الذي لا نستخدمه سنفقده هذا يحدث مع جميع القدرات الجسدية والعقلية.
لذلك نحتاج إلى استخدام قدراتنا، وما وهبنا الله بأقصى حد، من خلال استغلال العقل في التفكير، والتخطيط، والتأمل، والإبداع، والابتكار، واستخدام القدرات الجسدية في السعي والعمل، والجهد، وممارسة الرياضة والحركة التي تساعدنا على الحفاظ على هذه القدرات والمهارات، ونستخدم حواسنا في التعلم الذاتي، واكتساب مهارات جديدة تساعدنا على الارتقاء والتعمير، ويقول ˝نابليون˝: كنت أدير الجيوش بثلاث كلمات، من قال لي لا أستطيع قلتُ له: حاوِل، ومن قال لي لا أعرِف قلت له: تعلَّم، ومن قال لي مستحيل قلت له: جرِّب، من هنا نستخدم قدراتنا دون أعذار.
ما التوصيات العملية التي تساعدنا بإذن الله على استغلال القدرات؟
1- القراءة: تساعدك على تغيير تفكيرك وفَهْمك وحُكمك على الأشياء، يشير بعض الباحثين إلى أن القراءة تجعل المخ ينشط وتندفع الآلاف من خلايا الدماغ للعمل، فبعض الخلايا يَنشَط ويُعزَّز، وبعضها خلايا جديدة، لذلك القراءة تعطينا كمًّا هائلًا من المعلومات والتصورات والحقائق، والتعلم من خبرات الآخرين، فابدأ بالقراءة يوميًّا مدة (20) دقيقة في المجالات التي تتوافق مع ميولك أو الجانب الديني لترتقي أخلاقيًّا ودينيًّا، أو في التنمية الذاتية لتصبح شخصية نامية ناضجة.
2- استخدام مهارات العقل والجسد والحواس: بمعنى بناء عالم افتراضي يُغذي عقلك من الداخل بطريقة صحيحة من جميع المعلومات والصور والكلمات، والأفكار التي تصل إلى عقلك عن طريق الحواس؛ لأنها تؤثر في نوعية عقليتك ودوافعك، بجانب وضْع برنامج عملي لكل المهارات العقلية والجسدية والاجتماعية مع تقويتها، ودفع النفس بحماس نحو الاستمرارية لتحافظ عليها، وتستفاد منها وتُبدع، بجانب جعل الحواس في حالة يقظة دائمًا، لا تفسد أذنيك بتعويدها على سماع الأشياء بصوت عالٍ جدًّا، لا تفسد عينك ببعض العادات الخطأ انتبه جدًّا لهذه الأمور.
3- قم بتنشيط خيالك: عزِّز الإبداع فقد ذكرنا سابقًا أن الجهاز العصبي يتفاعل مع الخيال كأنه واقع حقيقي، لذلك نحتاج لتدريب خيالنا، تخيَّل أنك تعيش في أماكن غريبة قد تكون تحت الماء كيف ستكون الحياة، أو فوق السحاب كيف ستكون الحياة، أو في كوكب آخر كيف ستكون الحياة، مرِّن خيالك وستجد أفكارًا وتصوُّرات إبداعية خلاقة.
4- التفكر: دعا القرآن والعلم إلى ذلك، تفكَّر في الأشياء والمواقف والكون والخلق، استخدِم التفكير العميق في المواقف والتحديات، وما يحدُث حولك، واتِّخذ قرارًا باستخدام قدراتك العقلية، فكلُّ إنسان مكلَّف بعقله وليس بعقول الآخرين.
5- تنمية ما تَمتلك من نقاط قوة: عندما تستخدم نقاط القوة في شخصيتك، وتُنميها وتثقلها من خلال التدريب المستمر، مع معرفة المهارات المعينة والمساعدة لهذه القدرات التي تجعلها ظاهرةً، تفيد بها نفسك وتساعد من خلال الآخرين. ❝