❞ 👑أسطورة جيل👑
دائما كنت بلوم على أي شخص يفصح عن مشاعره على وسائل التواصل الاجتماعي... أو يعبر عن حياته الخاصة على الملأ... الناس القريبون مني يدركون هذه المعلومة عنى، فعندما أرغب في التعبير عما بداخلي يحدث ذلك وبصورة غير مباشرة من خلال رواياتي التي أكتبها وما يرثه أبطالها من ومضات من شخصيتي الحقيقية...
أما بالنسبة لمن لا يعرف من أنا... فأقدم لحضرتك نفسي أولا بعد أن خرج الوضع عن السيطرة...
أسمى محمد حسن عبد الجابر... أبلغ من العمر ٣٩ عاما... وهذا يؤكد لك أنني من الجيل الذي عاصر زلزال ١٩٩٢ وشاهد مأساة حريق قطار الصعيد ليلة العيد ٢٠٠٢
وأيضا كارثة حريق قصر ثقافة بني سويف في ٢٠٠٥ وهو الجيل الذي تألم كثيرا لغرق عبارة السلام والتي راح ضحيتها ١٠٣٢ راكبا في ٢٠٠٦...
لقد تحمل هذا الجيل طوال السنوات الطويلة الماضية معاناة عسيرة أدت في النهاية إلى القيام بثورة يناير ٢٠١١ فتدهورت الأوضاع وأصبحت أسوأ مما كانت عليه فكانت الثورة الثانية في يونيو ٢٠١٣...
ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف خلاط الأحداث المؤسفة عن الدوران والذي سقط في أعماقه هذا الجيل الأيوبي وقد انقطعت أنفاسه... إلى أن هجم وباء كورونا في ٢٠١٩ واكتسحت هذه الجائحة وتوغلت واستمرت لسنوات وحصدت ملايين من الأرواح حول العالم!
ثم هدأ هذا الزحف البيولوجي المميت قليلا ليفسح الطريق لحرب روسيا وأوكرانيا في ٢٠٢٢ وبدء مرحلة جديدة وهي انهيار الاقتصاد العالمي... فاحتلت الطبقة المتوسطة في مصر مركز الطبقة الفقيرة فذهبت بذلك الطبقة الفقيرة إلى مركز الأرض!
ومن باب التغيير حتى لا يمل هذا الجيل فقد شهد أيضا حلول إعصار دانيال وما تسبب فيه من حدوث فيضانات في ٢٠٢٣ وفي نفس العام ظهرت أجسام لكائنات فضائية!
لقد تنوع ألبوم ذكريات هذا الجيل فحمل في طياته صورا شتى لزلازل وحرائق وغرق وثورات وأوبئة وحروب وإعصار وفيضانات وكائنات من عوالم أخرى!!
لم يتبق من ظهور الكوارث سوى أمر واحد... البركان...
لكن على عكس ما سبق فهذه المرة أصبحنا نحن الذين ننتظر حدوثه بفارغ الصبر... نترقب لحظة انفجار البركان الخامد بداخلنا والذي تفور حممه بجنون نتيجة ما يفعله الصها*ينة ق*تلة الأنبياء بأشقائنا في غزة... من اقتحام المساجد والكنائس وغارات على المدارس والمستشفيات وهدم المنازل على رؤوس قاطنيها والتلذذ بتعذ * يب الشيوخ والأطفال بتركهم يمو * تون جوعا بالإضافة إلى اغتصاب النساء واستعراض ذلك أمام صمت مريع من الجميع!
لكن هذا الجيل الأيوبي الذي كثر صبره وقلت حيلته... يقسم للعالم أجمع أن البركان الساكن بداخله سينفجر عما قريب لتنطلق حمم غضبه فتصيب كل من يعترض طريقه...
فاحذروا من جيل ماضيه يزخر بالكوارث ومستقبله يكسوه المجهول...
واعلموا أن يوما ما سيخلد التاريخ بحروف من ذهب أسطورة جيل قد شاب قبل أوانه وظن الأوغاد أنه عجز عن مساندة إخوانه...
لكن وعد حق... ستتحاكى الأجيال القادمة وتتباهى لسنوات طويلة عن انتقام سيروى قلوبا متعطشة للثأ * ر والكرامة...
فقط تذكروا حقيقة💥 :
اتقى شر الحليم إذا غضب.... ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
❞ 👑أسطورة جيل👑
دائما كنت بلوم على أي شخص يفصح عن مشاعره على وسائل التواصل الاجتماعي.. أو يعبر عن حياته الخاصة على الملأ.. الناس القريبون مني يدركون هذه المعلومة عنى، فعندما أرغب في التعبير عما بداخلي يحدث ذلك وبصورة غير مباشرة من خلال رواياتي التي أكتبها وما يرثه أبطالها من ومضات من شخصيتي الحقيقية..
أما بالنسبة لمن لا يعرف من أنا.. فأقدم لحضرتك نفسي أولا بعد أن خرج الوضع عن السيطرة..
أسمى محمد حسن عبد الجابر.. أبلغ من العمر ٣٩ عاما.. وهذا يؤكد لك أنني من الجيل الذي عاصر زلزال ١٩٩٢ وشاهد مأساة حريق قطار الصعيد ليلة العيد ٢٠٠٢
وأيضا كارثة حريق قصر ثقافة بني سويف في ٢٠٠٥ وهو الجيل الذي تألم كثيرا لغرق عبارة السلام والتي راح ضحيتها ١٠٣٢ راكبا في ٢٠٠٦..
لقد تحمل هذا الجيل طوال السنوات الطويلة الماضية معاناة عسيرة أدت في النهاية إلى القيام بثورة يناير ٢٠١١ فتدهورت الأوضاع وأصبحت أسوأ مما كانت عليه فكانت الثورة الثانية في يونيو ٢٠١٣..
ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف خلاط الأحداث المؤسفة عن الدوران والذي سقط في أعماقه هذا الجيل الأيوبي وقد انقطعت أنفاسه.. إلى أن هجم وباء كورونا في ٢٠١٩ واكتسحت هذه الجائحة وتوغلت واستمرت لسنوات وحصدت ملايين من الأرواح حول العالم!
ثم هدأ هذا الزحف البيولوجي المميت قليلا ليفسح الطريق لحرب روسيا وأوكرانيا في ٢٠٢٢ وبدء مرحلة جديدة وهي انهيار الاقتصاد العالمي.. فاحتلت الطبقة المتوسطة في مصر مركز الطبقة الفقيرة فذهبت بذلك الطبقة الفقيرة إلى مركز الأرض!
ومن باب التغيير حتى لا يمل هذا الجيل فقد شهد أيضا حلول إعصار دانيال وما تسبب فيه من حدوث فيضانات في ٢٠٢٣ وفي نفس العام ظهرت أجسام لكائنات فضائية!
لقد تنوع ألبوم ذكريات هذا الجيل فحمل في طياته صورا شتى لزلازل وحرائق وغرق وثورات وأوبئة وحروب وإعصار وفيضانات وكائنات من عوالم أخرى!!
لم يتبق من ظهور الكوارث سوى أمر واحد.. البركان..
لكن على عكس ما سبق فهذه المرة أصبحنا نحن الذين ننتظر حدوثه بفارغ الصبر.. نترقب لحظة انفجار البركان الخامد بداخلنا والذي تفور حممه بجنون نتيجة ما يفعله الصها*ينة ق*تلة الأنبياء بأشقائنا في غزة.. من اقتحام المساجد والكنائس وغارات على المدارس والمستشفيات وهدم المنازل على رؤوس قاطنيها والتلذذ بتعذ * يب الشيوخ والأطفال بتركهم يمو * تون جوعا بالإضافة إلى اغتصاب النساء واستعراض ذلك أمام صمت مريع من الجميع!
لكن هذا الجيل الأيوبي الذي كثر صبره وقلت حيلته.. يقسم للعالم أجمع أن البركان الساكن بداخله سينفجر عما قريب لتنطلق حمم غضبه فتصيب كل من يعترض طريقه..
فاحذروا من جيل ماضيه يزخر بالكوارث ومستقبله يكسوه المجهول..
واعلموا أن يوما ما سيخلد التاريخ بحروف من ذهب أسطورة جيل قد شاب قبل أوانه وظن الأوغاد أنه عجز عن مساندة إخوانه..
لكن وعد حق.. ستتحاكى الأجيال القادمة وتتباهى لسنوات طويلة عن انتقام سيروى قلوبا متعطشة للثأ * ر والكرامة..
❞ نُقلت الأم إلىٰ المستشفى علىٰ إثر مرضٍ شديد، لم تـمضِ بضع ساعات حتىٰ تدهورت حالتها الصحية وفقدت الوعي، أمر الطبيب بنقلها إلىٰ العناية الخاصة المُركزة.. ابنها الوحيد ينتظر خارج غرفة العناية والقلق يـخنقه، يهرول الابن خلف كل من يخرج من غرفة أمه ليسأل عن حالها! ولا أحد يـــجيبه.
بعد ساعات مرت عليه كالزمن أخبره أحد الأطباء أن فرصة بقاء أمه علىٰ قيد الحياة ضئيلــة جدًّا.
ظل الابن مُنكمشًا علىٰ كرسي الانتظار حتىٰ أُذِّن لصلاة الفجر، خرج هائـمًا علىٰ وجهه يقود سيارته لأقرب مسجد، فانتبه أن وقود السيارة علىٰ وشك النفاد، دخل المسجد وتضرع إلىٰ الله في دعائه وصلاته، حتىٰ فاضت الدمــــوع علىٰ مــوضع ســـــجوده..
بعد الصلاة اتـجه لأقرب محطة وقود، شرد بصره أثناء ملء خزان الوقود فلاحظ مـجموعة من القطط حديثة الولادة في طرف الـمحطة يتضاغون جوعًا ولا أم لهم، ركن سيارته، وبعيونٍ لم تـنـم وعقل يـحركه نصف وعي خرج مُترجلًا يـبحث لهم عن شيء يسد جوعهم فاشترىٰ لهم علبة سلــمون وزجاجة حليب وآنية فارغة، هيأ لـهم الطعام والشراب ثـم عاد إلىٰ سيارته.
جــلس يتأملهم من بعيد فغلبه النوم حتىٰ أيقظه حر الشمس وضوؤها، عدّل وضع كرسيه وأدار مـحرك السيارة قاصـــدًا مستشفى أمــه، اتـجه مباشرة لغرفة العناية الخاصة وسأل الممرضة عن أمه، فأخبرته أنه لا يوجد مريض يـحمل ذلك الاسم داخل قسم العناية المُركزة!
شعر بغُصة في صدره وكأن قلبه خرّ من السماء، نظرت الممرضة إلىٰ السجلات وأخبرته أن أمه تم نقلها إلىٰ غرفة أخرىٰ وأن حالتها جيدة، هرع إلىٰ غرفة أمه فوجدها مُتكئة علىٰ سريرٍ والنور في وجهها، انكب علىٰ قدمها يُقبلها ويـحمد الله وسألها متى نقلوها من العناية الخاصة!!
فقالت له: يا بُني لا أدري فقد كنت نائـمة، ما أتذكره هو أنني رأيت في المنام أنني مستلقية علىٰ سرير مثل هذا... وحولي قطط تدعو الله لي!!
#كتاب_زاد
#أغنياء_الجنة
#إسلام_جمال. ❝ ⏤إسلام جمال
❞ نُقلت الأم إلىٰ المستشفى علىٰ إثر مرضٍ شديد، لم تـمضِ بضع ساعات حتىٰ تدهورت حالتها الصحية وفقدت الوعي، أمر الطبيب بنقلها إلىٰ العناية الخاصة المُركزة. ابنها الوحيد ينتظر خارج غرفة العناية والقلق يـخنقه، يهرول الابن خلف كل من يخرج من غرفة أمه ليسأل عن حالها! ولا أحد يـــجيبه.
بعد ساعات مرت عليه كالزمن أخبره أحد الأطباء أن فرصة بقاء أمه علىٰ قيد الحياة ضئيلــة جدًّا.
ظل الابن مُنكمشًا علىٰ كرسي الانتظار حتىٰ أُذِّن لصلاة الفجر، خرج هائـمًا علىٰ وجهه يقود سيارته لأقرب مسجد، فانتبه أن وقود السيارة علىٰ وشك النفاد، دخل المسجد وتضرع إلىٰ الله في دعائه وصلاته، حتىٰ فاضت الدمــــوع علىٰ مــوضع ســـــجوده.
بعد الصلاة اتـجه لأقرب محطة وقود، شرد بصره أثناء ملء خزان الوقود فلاحظ مـجموعة من القطط حديثة الولادة في طرف الـمحطة يتضاغون جوعًا ولا أم لهم، ركن سيارته، وبعيونٍ لم تـنـم وعقل يـحركه نصف وعي خرج مُترجلًا يـبحث لهم عن شيء يسد جوعهم فاشترىٰ لهم علبة سلــمون وزجاجة حليب وآنية فارغة، هيأ لـهم الطعام والشراب ثـم عاد إلىٰ سيارته.
جــلس يتأملهم من بعيد فغلبه النوم حتىٰ أيقظه حر الشمس وضوؤها، عدّل وضع كرسيه وأدار مـحرك السيارة قاصـــدًا مستشفى أمــه، اتـجه مباشرة لغرفة العناية الخاصة وسأل الممرضة عن أمه، فأخبرته أنه لا يوجد مريض يـحمل ذلك الاسم داخل قسم العناية المُركزة!
شعر بغُصة في صدره وكأن قلبه خرّ من السماء، نظرت الممرضة إلىٰ السجلات وأخبرته أن أمه تم نقلها إلىٰ غرفة أخرىٰ وأن حالتها جيدة، هرع إلىٰ غرفة أمه فوجدها مُتكئة علىٰ سريرٍ والنور في وجهها، انكب علىٰ قدمها يُقبلها ويـحمد الله وسألها متى نقلوها من العناية الخاصة!!
فقالت له: يا بُني لا أدري فقد كنت نائـمة، ما أتذكره هو أنني رأيت في المنام أنني مستلقية علىٰ سرير مثل هذا.. وحولي قطط تدعو الله لي!!
❞ إلهي ..
إنك ترى نفسي و لا يراها سواك .
تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد .
بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير .
ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر .
و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب .
مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل.
و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك .
حبل لا إله إلا أنت سبحانك .
أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام .. و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت .. و ما أنا إلا السلب و العدم .. و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك .. ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك .. ما كان لي من الأمر شيء .
و هل لنا من الأمر شيء !؟
مولاي .. يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين .. و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك .. و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها
( لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) .
و أين من له الحول و القوة بدونك .. و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله .
و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك .. و هل استغفروا إلا بمغفرتك .
إلهي .. لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك .. و ضللت عندما خرجت عن أمرك .
سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك .. فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك .
إنك لن تضيعني و أنا عبدك .
لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك .
و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين .
ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك .. فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي .
إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك .
و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك .
فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت .
و أنت القائل :
هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي .
و أنت القائل على لسان نبيك :
( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم )
فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء .. فأنا المحتاج.. أنا المشكلة .. و أنا المسألة .
أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني .
عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي .. أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك .
لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً .
حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير .. و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ .
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها .
كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف .
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء .
إلهي .. لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا .. مرادي و لا بضاعتي .
و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار .
أنت أنت وحدك .. و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق .
و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك .. فعاوني و اشدد أزري .. فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير .. فليس أفقر مني .. و هل بعد العدم فقر .. و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً .. زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك .
و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق .. فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي .
و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ .. و هل يدي إلا من يدك ؟!
و هل هناك إلا يد واحدة ؟
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحانك لا أرى لي يداً .
سبحانك لا أرى سواك .
لا إله إلا الله .
لا إله إلا الله حقاً و صدقاً .
و ذاتك هي واحدة الحسن .
الحسن كله منها .
و الحب كله لها .
و يدك هي واحدة المشيئة .
الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات .. و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات .. ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك .. مؤمنون و كفرة .. و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري .
و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف .
و المسمى واحد .
و الفاعل واحد .
و الموصوف واحد .
لا إله إلا هو .
لا إله إلا الله .
الحمد له في الأول و الآخر .
رفعت الأقلام و طويت الصحف و انتهت الكلمات
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ إلهي .
إنك ترى نفسي و لا يراها سواك .
تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد .
بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير .
ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر .
و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب .
مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل.
و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك .
حبل لا إله إلا أنت سبحانك .
أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام . و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت . و ما أنا إلا السلب و العدم . و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك . ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك . ما كان لي من الأمر شيء .
و هل لنا من الأمر شيء !؟
مولاي . يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين . و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك . و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها
( لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) .
و أين من له الحول و القوة بدونك . و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله .
و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك . و هل استغفروا إلا بمغفرتك .
إلهي . لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك . و ضللت عندما خرجت عن أمرك .
سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك . فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك .
إنك لن تضيعني و أنا عبدك .
لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك .
و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين .
ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك . فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي .
إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك .
و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك .
فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت .
و أنت القائل :
هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي .
و أنت القائل على لسان نبيك :
( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم )
فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء . فأنا المحتاج. أنا المشكلة . و أنا المسألة .
أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني .
عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي . أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك .
لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً .
حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير . و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ .
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها .
كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف .
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء .
إلهي . لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا . مرادي و لا بضاعتي .
و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار .
أنت أنت وحدك . و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق .
و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك . فعاوني و اشدد أزري . فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير . فليس أفقر مني . و هل بعد العدم فقر . و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً . زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك .
و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق . فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي .
و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ . و هل يدي إلا من يدك ؟!
و هل هناك إلا يد واحدة ؟
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحانك لا أرى لي يداً .
سبحانك لا أرى سواك .
لا إله إلا الله .
لا إله إلا الله حقاً و صدقاً .
و ذاتك هي واحدة الحسن .
الحسن كله منها .
و الحب كله لها .
و يدك هي واحدة المشيئة .
الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات . و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات . ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك . مؤمنون و كفرة . و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري .
و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف .
و المسمى واحد .
و الفاعل واحد .
و الموصوف واحد .
لا إله إلا هو .
لا إله إلا الله .
الحمد له في الأول و الآخر .
رفعت الأقلام و طويت الصحف و انتهت الكلمات. ❝
❞ و أهل الحكمة فى راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله فى راحة لأنهم أسلموا إلى الله فى ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا فى أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحوا عقولهم أيضا فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هى راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم..
أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فما زالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض ، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأ لا يرتوى و جوعا لا يشبع..
فانظر من أى طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك..
د. مصطفى محمود رحمه الله
من كتاب / أناشيد الإثم و البراءة.. العذاب ليس له طبقة. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ و أهل الحكمة فى راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله فى راحة لأنهم أسلموا إلى الله فى ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا فى أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحوا عقولهم أيضا فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هى راحة البدن. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.
أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فما زالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض ، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأ لا يرتوى و جوعا لا يشبع.
فانظر من أى طائفة من هؤلاء أنت. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.
د. مصطفى محمود رحمه الله
من كتاب / أناشيد الإثم و البراءة. العذاب ليس له طبقة. ❝
❞ و أهل الحكمة فى راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله فى راحة لأنهم أسلموا إلى الله فى ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا فى أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحوا عقولهم أيضا فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هى راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم..
أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فما زالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض ، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأ لا يرتوى و جوعا لا يشبع..
فانظر من أى طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك..
..
د. مصطفى محمود رحمه الله
من كتاب / أناشيد الإثم و البراءة... ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ و أهل الحكمة فى راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله فى راحة لأنهم أسلموا إلى الله فى ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا فى أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحوا عقولهم أيضا فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هى راحة البدن. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.
أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فما زالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض ، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأ لا يرتوى و جوعا لا يشبع.
فانظر من أى طائفة من هؤلاء أنت. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.
.
د. مصطفى محمود رحمه الله
من كتاب / أناشيد الإثم و البراءة. ❝