هناك زر كهربائي في المخ ينطفئ في لحظة النوم .. فيسود الظلام و تسود الغيبوبة .. و تمر الشخصية بحالة
غرق و يتحول الإنسان إلى شجرة .. إلى نبات بدائي .. إلى شيء تستمر فيه الحياة على شكل وظائف
.. دورة الدم تجري .. النفس يتردد .. الخلايا تفرز .. الأمعاء
تهضم .. كل هذا يتم بطريقة تلقائية و
الجسد ممدد بلا حراك .. تماماً مثل نبات مغروس في الأرض تجري فيه العصارة و تنمو الخلايا و تتنفس
من أكسوجين الجو
.
إنها لحظة غريبة يسقط فيها الجسد في هوة التعب و العجز .
و يستحيل عليه التعبير عن روحه و معنوياته الراقية فيأخذ إجازة .. و يعود ملايين السنين إلى الوراء ..
ليعيش بطريقة بدائية كما كان يعيش النبات .. حياة مريحة لا تكلف جهداً
..
إن سر الموت يكمن في لغز النوم .. لأن النوم هو نصف الطريق إلى الموت , نصف الإنسان الراقي يموت
أثناء النوم .. شخصيته تموت .. عقله يموت .. و يتحول إلى كائن منحط مثل الإسفنج و الطحلب
يتنفس و ينمو بلا وعي .. و كأنه فقد الروح .
إنه يقطع نصف الطريق إلى التراب .. و يعود مليون سنة إلى الخلف ..
يعود عقله الواعي إلى ينبوعه الباطن . و تعود شخصيته الواعية إلى ينبوعها الطبيعي الذي يعمل في غيبوبة
كما تعمل العصارة في لحاء الشجر .. و يلتقي الإنسان بخاماته الطبيعية .. بجسده و ترابه و مادته و الجزء
اللاوعي من وجوده
..
إن الشعراء يقولون أن لحظات النهار سطحية لأن ألوان النهار البراقة تخطف الانتباه .. و لحظات الليل
عميقة لأن الليل يهتك هذا الستار البراق و يفك أغلال الانتباه فيغوص في أعماق الأشياء ..
و أنا أقول أن لحظة النعاس هي أعمق اللحظات لأنها تهتك ستاراً آخر و هو ستار الألفة .
النعاس يمحو الألفة بيني و بين الأشياء فتبدو غريبة مدهشة مما يدعوني أحياناً إلى التساؤل .. و أنا أنظر
حولي في غرفة نومي بين النوم و اليقظة .. و أهمس : أنا فين ؟
إني لا أتعرف على سريري .. و لا أتعرف على دولابي .. و تسقط الألفة تماماً بيني و بين غرفتي فتبدو
غريبة ..
و هذه اللحظة عميقة .. لأن العقل يخرج فيها من إطار ظروفه و يتحرر من الألفة تماماً بيني و بين غرفتي
فتبدو غريبة ..
و هذه اللحظة لحظة عميقة .. لأن العقل يخرج فيها من إطار ظروفه و يتحرر من الألفة و التعود و
الأحكام العادية و ينظر حوله من جديد .. ليصدر أحكاماً جديدة أكثر تحرراً .. و إلهاماً .
و الأنبياء كانوا يتلقون إلهامهم في هذه اللحظة .. و كأن الوحي يأتيهم بين النعاس و الغيبوبة
..
و نيوتن اكتشف قانون الجاذبية في هذه اللحظة .. و هو ينظر بعين نعسانة إلى تفاحة تسقط من الشجرة
.. لقد أحس أن سقوط التفاحة أمر غير مألوف .. و أن التفاحة لا يمكن أن تسقط على الأرض .. و إنما
الأرض هي التي يجب أن تجذبها ..
و كل المخترعين و المؤلفين و الشعراء و المفكرين .. تفتقت أذهانهم في هذه اللحظة .. لأنها اللحظة
الحرجة التي سقط فيها المألوف .. و المعتاد .. و لمعت الحياة بالدهشة .. و برق العقل بأسئلة جديدة تماماً
.. لم يكن ليلقيها لو كان في كامل يقظته .. و كامل ارتباطه بالأشياء
..
و الفرق بين النبي .. و العبقري .. في تلك اللحظة هي مساحة الرؤيا التي تنكشف لكل واحد .
النبي يشبه جهاز تلفزيون به مليون صمام .. مساحة الرؤيا فيه شاسعة .. و قدرة استقباله كبيرة .. فهو
يستطيع أن يستقبل صوراً من المريخ على شاشة بانورامية عريضة لأنه مؤيد بوسائل إلهية
.
و العبقري هو جهاز ترانزيستور صغير يكاد يستمع إلى محطة القاهرة بالسعودية .. لأنه يعتمد على
اجتهاد الخاطر الذي قد يخطئ و قد يصيب ..
و لكن الاثنين يسبحان جنباً إلى جنب في بحر الحقائق
و النوم في حقيقته يقظة عميقة .. تتيقظ فيه الوظائف
الأصلية .. فتنتظم دورة الدم .. و ينتظم التنفس .. و ينتظم الهضم .. و الإمتصاص و الإفراز و يتوقف الهدم .. و يبدأ النمو و البناء و يقل الإحتراق الذي يحدث في النهار
و تتيقظ رغبات أكثر أصالة من رغبات النهار .. الغرائز كلها تتيقظ و تعمل .. و تنشر نشاطها في الأحلام .. و تفضح نزواتها على مسرح رمزي مبهم لا يستطيع فك رموزه و طلاسمه إلا صاحبه
و يدخل النوم بعد هذا في مرحلة أعمق .. هي النوم الثقيل .. و هي مرحلة تخلو من الإحساس تماماً.. و تخلو من الأحلام أيضاً.. مرحلة من الظلام .. و العدم .. و هوّة بعيدة الغور .. و مساحة مشطوبة من الحياة .. ليس فيها وعي و لا زمن .. و لا مكان .. العشر ساعات تمر فيها كلمح الطرف بين غمضة العين و انتباهتها .. بدون إحساس بالمدة .. و كأن خيط العمر انقطع فجأة .. كما يحدث حينما نقطع أشرطة التسجيل ثم
نوصلها من جديد ليستمر سياق الكلام كما نريد ..
السياق الزمني في النوم غريب
إنه زمن آخر غير زمن الساعة .. فالحلم قد يحتوي على أحداث سنة كاملة بتفاصيلها من حب إلى زواج إلى طلاق إلى جريمة و مع هذا لا يستغرق بحساب الساعة أكثر من ثانية ..
و العكس يحدث أحياناً فتمر على النائم عشر ساعات و في ظنه أن عقرب الساعة لم يتحرك إلا دقائق معدودة ..
الزمن يتخلص من قيود الساعة أثناء النوم .. و يخضع لتقدير آخر هو تقدير المخيلة التي توسع و تضيق فيه على حسب ازدحامها بالحوادث و الرغبات .. إنه من صناعة النائم و خلقه .. فهو ذاتي صرف ..
النائم كالفنان الذي يؤلف قصة .. يخلق زمن القصة كما يريد .. و يعيش في قمقم خرافي من أوهامه .. يتمطى فيه و يصرخ بالرغبة التي يحبها .. في حرية مطلقة تصل إلى حد العبث ..
ومعظم أحلامنا عبث في عبث .. و أمنيات مستحيلة .. و لكننا نعيشها كما نريدها ونحن نائمون ..
و النوم أرخص أنواع الحياة من حيث الكلفة .. فمقدار السكر و الأكسجين الذي يحتاجه النائم ليستمر في الحياة أقل بكثير من المقدار الذي يحتاجه في اليقظة .
و الإنسان الذي يعيش مائة سنة بين نوم و يقظة يستطيع أن يعيش ثلاثمائة سنة إذا عمل على حسابه أن ينامها كلها ..
و مادة النوم رخيصة .. لأن الإنسان يقترب فيه من التراب .. ويعود إلى الآلية الكيميائية المتأصلة في خلاياه من بداية الحياة ...
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ أنت حينما تنام .. تتحول إلى شجرة
هناك زر كهربائي في المخ ينطفئ في لحظة النوم .. فيسود الظلام و تسود الغيبوبة .. و تمر الشخصية بحالة
غرق و يتحول الإنسان إلى شجرة .. إلى نبات بدائي .. إلى شيء تستمر فيه الحياة على شكل وظائف
.. دورة الدم تجري .. النفس يتردد .. الخلايا تفرز .. الأمعاء
تهضم .. كل هذا يتم بطريقة تلقائية و
الجسد ممدد بلا حراك .. تماماً مثل نبات مغروس في الأرض تجري فيه العصارة و تنمو الخلايا و تتنفس
من أكسوجين الجو
.
إنها لحظة غريبة يسقط فيها الجسد في هوة التعب و العجز .
و يستحيل عليه التعبير عن روحه و معنوياته الراقية فيأخذ إجازة .. و يعود ملايين السنين إلى الوراء ..
ليعيش بطريقة بدائية كما كان يعيش النبات .. حياة مريحة لا تكلف جهداً
..
إن سر الموت يكمن في لغز النوم .. لأن النوم هو نصف الطريق إلى الموت , نصف الإنسان الراقي يموت
أثناء النوم .. شخصيته تموت .. عقله يموت .. و يتحول إلى كائن منحط مثل الإسفنج و الطحلب
يتنفس و ينمو بلا وعي .. و كأنه فقد الروح .
إنه يقطع نصف الطريق إلى التراب .. و يعود مليون سنة إلى الخلف ..
يعود عقله الواعي إلى ينبوعه الباطن . و تعود شخصيته الواعية إلى ينبوعها الطبيعي الذي يعمل في غيبوبة
كما تعمل العصارة في لحاء الشجر .. و يلتقي الإنسان بخاماته الطبيعية .. بجسده و ترابه و مادته و الجزء
اللاوعي من وجوده
..
إن الشعراء يقولون أن لحظات النهار سطحية لأن ألوان النهار البراقة تخطف الانتباه .. و لحظات الليل
عميقة لأن الليل يهتك هذا الستار البراق و يفك أغلال الانتباه فيغوص في أعماق الأشياء ..
و أنا أقول أن لحظة النعاس هي أعمق اللحظات لأنها تهتك ستاراً آخر و هو ستار الألفة .
النعاس يمحو الألفة بيني و بين الأشياء فتبدو غريبة مدهشة مما يدعوني أحياناً إلى التساؤل .. و أنا أنظر
حولي في غرفة نومي بين النوم و اليقظة .. و أهمس : أنا فين ؟
إني لا أتعرف على سريري .. و لا أتعرف على دولابي .. و تسقط الألفة تماماً بيني و بين غرفتي فتبدو
غريبة ..
و هذه اللحظة عميقة .. لأن العقل يخرج فيها من إطار ظروفه و يتحرر من الألفة تماماً بيني و بين غرفتي
فتبدو غريبة ..
و هذه اللحظة لحظة عميقة .. لأن العقل يخرج فيها من إطار ظروفه و يتحرر من الألفة و التعود و
الأحكام العادية و ينظر حوله من جديد .. ليصدر أحكاماً جديدة أكثر تحرراً .. و إلهاماً .
و الأنبياء كانوا يتلقون إلهامهم في هذه اللحظة .. و كأن الوحي يأتيهم بين النعاس و الغيبوبة
..
و نيوتن اكتشف قانون الجاذبية في هذه اللحظة .. و هو ينظر بعين نعسانة إلى تفاحة تسقط من الشجرة
.. لقد أحس أن سقوط التفاحة أمر غير مألوف .. و أن التفاحة لا يمكن أن تسقط على الأرض .. و إنما
الأرض هي التي يجب أن تجذبها ..
و كل المخترعين و المؤلفين و الشعراء و المفكرين .. تفتقت أذهانهم في هذه اللحظة .. لأنها اللحظة
الحرجة التي سقط فيها المألوف .. و المعتاد .. و لمعت الحياة بالدهشة .. و برق العقل بأسئلة جديدة تماماً
.. لم يكن ليلقيها لو كان في كامل يقظته .. و كامل ارتباطه بالأشياء
..
و الفرق بين النبي .. و العبقري .. في تلك اللحظة هي مساحة الرؤيا التي تنكشف لكل واحد .
النبي يشبه جهاز تلفزيون به مليون صمام .. مساحة الرؤيا فيه شاسعة .. و قدرة استقباله كبيرة .. فهو
يستطيع أن يستقبل صوراً من المريخ على شاشة بانورامية عريضة لأنه مؤيد بوسائل إلهية
.
و العبقري هو جهاز ترانزيستور صغير يكاد يستمع إلى محطة القاهرة بالسعودية .. لأنه يعتمد على
اجتهاد الخاطر الذي قد يخطئ و قد يصيب ..
و لكن الاثنين يسبحان جنباً إلى جنب في بحر الحقائق
و النوم في حقيقته يقظة عميقة .. تتيقظ فيه الوظائف
الأصلية .. فتنتظم دورة الدم .. و ينتظم التنفس .. و ينتظم الهضم .. و الإمتصاص و الإفراز و يتوقف الهدم .. و يبدأ النمو و البناء و يقل الإحتراق الذي يحدث في النهار
و تتيقظ رغبات أكثر أصالة من رغبات النهار .. الغرائز كلها تتيقظ و تعمل .. و تنشر نشاطها في الأحلام .. و تفضح نزواتها على مسرح رمزي مبهم لا يستطيع فك رموزه و طلاسمه إلا صاحبه
و يدخل النوم بعد هذا في مرحلة أعمق .. هي النوم الثقيل .. و هي مرحلة تخلو من الإحساس تماماً.. و تخلو من الأحلام أيضاً.. مرحلة من الظلام .. و العدم .. و هوّة بعيدة الغور .. و مساحة مشطوبة من الحياة .. ليس فيها وعي و لا زمن .. و لا مكان .. العشر ساعات تمر فيها كلمح الطرف بين غمضة العين و انتباهتها .. بدون إحساس بالمدة .. و كأن خيط العمر انقطع فجأة .. كما يحدث حينما نقطع أشرطة التسجيل ثم
نوصلها من جديد ليستمر سياق الكلام كما نريد ..
السياق الزمني في النوم غريب
إنه زمن آخر غير زمن الساعة .. فالحلم قد يحتوي على أحداث سنة كاملة بتفاصيلها من حب إلى زواج إلى طلاق إلى جريمة و مع هذا لا يستغرق بحساب الساعة أكثر من ثانية ..
و العكس يحدث أحياناً فتمر على النائم عشر ساعات و في ظنه أن عقرب الساعة لم يتحرك إلا دقائق معدودة ..
الزمن يتخلص من قيود الساعة أثناء النوم .. و يخضع لتقدير آخر هو تقدير المخيلة التي توسع و تضيق فيه على حسب ازدحامها بالحوادث و الرغبات .. إنه من صناعة النائم و خلقه .. فهو ذاتي صرف ..
النائم كالفنان الذي يؤلف قصة .. يخلق زمن القصة كما يريد .. و يعيش في قمقم خرافي من أوهامه .. يتمطى فيه و يصرخ بالرغبة التي يحبها .. في حرية مطلقة تصل إلى حد العبث ..
ومعظم أحلامنا عبث في عبث .. و أمنيات مستحيلة .. و لكننا نعيشها كما نريدها ونحن نائمون ..
و النوم أرخص أنواع الحياة من حيث الكلفة .. فمقدار السكر و الأكسجين الذي يحتاجه النائم ليستمر في الحياة أقل بكثير من المقدار الذي يحتاجه في اليقظة .
و الإنسان الذي يعيش مائة سنة بين نوم و يقظة يستطيع أن يعيش ثلاثمائة سنة إذا عمل على حسابه أن ينامها كلها ..
و مادة النوم رخيصة .. لأن الإنسان يقترب فيه من التراب .. ويعود إلى الآلية الكيميائية المتأصلة في خلاياه من بداية الحياة ...
س:هل يصح أن يتناول مريض الضغط دواءً للصداع لعلاج الضغط ؟
ج: لا
س:لماذا ؟
لأننا بذلك سنكون قد عالجنا العَرض وليس المرض الرئيسى
لماذا نسأل هذا السؤال؟
لأننا لا نستطيع ان نعالج سلوكا ظاهريا مثل الكذب أو السرقة بدون أن نعرف مسبباته أو دوافعه عند الطفل .
سلوك الكذب يعتبر ˝عرضا˝ وليس ˝مرضا
أى أن ولدك البالغ من العمر خمس سنوات عندما تجده يكذب عليك فاعلم أن هناك شيئا ما وراء ذلك..هو لو يولد هكذا
واسال نفسك:
-هل يكذب لأنه يخاف من العقاب؟
-هل يكذب لأن اخته الصغرى سحبت البساط من تحت قدميه ولم يعد هناك من يهتم به كما كان سابقا ؟
-هل هناك احتياج معين غير مشبع مثل الحب مثلا ويريد إشباعه لكنه لا يستطيع أن يعبر عنه فيقوم بالكذب ليلفت الانتباه له ؟˝
تعرف أولا على سبب السلوك حتى تستطيع أن تعالجه بطريقة صحيحة ...لأنك لو حاولت معالجة السلوك الظاهرى فقط بدون أن تعالج الدافع فان السلوك لن يخبو سوى وقت قصير ثم يعود إليك مرة أخرى أقوى من ذي قبل .
فلو أنك ركزت على الكذب وظللت توبخه وتعنفه وتنعته بالكاذب فان ذلك لن يخفف من كذبه ولن يغير سلوكه بل قد يعاند ويزداد كذبا ...لكنك ان أشبعته حبا وحنانا ..أشعرته بأهميته رغم وجود أخيه الأصغر..أحسسته بالأمان وأنك لن تعاقبه مهما فعل فإن ذلك سيجعل السلوك يختفى تدريجيا حتى وان استلزم ذلك وقتا طويلا.
معالجة ˝السلوك˝ :
قد تعطيك نتيجة فورية في التو واللحظة لكن السلوك سرعان ما سيعود مرة أخرى وأقوى من ذي قبل.
معالجة ˝الدافع˝:
قد تستلزم منك وقتا كبيرا وجهدا طويلا وصبرا جميلا لكنك في النهاية تكون قد وصلت إلى مبتغاك. ❝ ⏤فاطمه المهدى
❞ كيف أعالج الكذب عند الطفل ؟
س:هل يصح أن يتناول مريض الضغط دواءً للصداع لعلاج الضغط ؟
ج: لا
س:لماذا ؟
لأننا بذلك سنكون قد عالجنا العَرض وليس المرض الرئيسى
لماذا نسأل هذا السؤال؟
لأننا لا نستطيع ان نعالج سلوكا ظاهريا مثل الكذب أو السرقة بدون أن نعرف مسبباته أو دوافعه عند الطفل .
سلوك الكذب يعتبر ˝عرضا˝ وليس ˝مرضا
أى أن ولدك البالغ من العمر خمس سنوات عندما تجده يكذب عليك فاعلم أن هناك شيئا ما وراء ذلك..هو لو يولد هكذا
واسال نفسك:
هل يكذب لأنه يخاف من العقاب؟
هل يكذب لأن اخته الصغرى سحبت البساط من تحت قدميه ولم يعد هناك من يهتم به كما كان سابقا ؟
هل هناك احتياج معين غير مشبع مثل الحب مثلا ويريد إشباعه لكنه لا يستطيع أن يعبر عنه فيقوم بالكذب ليلفت الانتباه له ؟˝
تعرف أولا على سبب السلوك حتى تستطيع أن تعالجه بطريقة صحيحة ...لأنك لو حاولت معالجة السلوك الظاهرى فقط بدون أن تعالج الدافع فان السلوك لن يخبو سوى وقت قصير ثم يعود إليك مرة أخرى أقوى من ذي قبل .
فلو أنك ركزت على الكذب وظللت توبخه وتعنفه وتنعته بالكاذب فان ذلك لن يخفف من كذبه ولن يغير سلوكه بل قد يعاند ويزداد كذبا ...لكنك ان أشبعته حبا وحنانا ..أشعرته بأهميته رغم وجود أخيه الأصغر..أحسسته بالأمان وأنك لن تعاقبه مهما فعل فإن ذلك سيجعل السلوك يختفى تدريجيا حتى وان استلزم ذلك وقتا طويلا.
معالجة ˝السلوك˝ :
قد تعطيك نتيجة فورية في التو واللحظة لكن السلوك سرعان ما سيعود مرة أخرى وأقوى من ذي قبل.
معالجة ˝الدافع˝:
قد تستلزم منك وقتا كبيرا وجهدا طويلا وصبرا جميلا لكنك في النهاية تكون قد وصلت إلى مبتغاك . ❝
إلى منارة قلبي ومرساة حياتي سلمى
لا أعلم كيف أصيغ عباراتي إليكِ فلست متحدثا بارعاً او كاتبا منمقاً ولا أعلم كيف أمسكت هذا القلم لأكتب إليكِ - وهذا شيءٌ لم أفعله طيلة حياتي ولكني وجدت نفسي أفعله من أجلك فقط وعلمت أني سأفعله منذ اللحظة الأولى التي أخبرتني فيها كم انكِ تحبين أن تتناولي الخطابات مع الشخص الذي سوف يُميل إليه قلبك، وأرجو من الله أن أكون هذا الشخص حتى وإن كنتِ ستميلين إليه قليلا وليس بكامل قلبك ...
بعد كل هذه المقدمة لا أعلم من أين أبدأ حديثي ولكني سأبدأ من هناك منذ أول يوم تعرفت عليكِ وكإني لمحت شيئاً بعيداً يلوح لي في الأفق ويخبرني أن أترك العنان لقلبي وأن أصبح بلا خوف أو تردد في بحر هواكي فهذا كله شعرت به منذ اللحظة الأولى التي تحدثنا فيها سويا وكانت محادثة ليست بالقصيرة بل امتدت قرابة الساعة مع أننا لم نكن تعرفنا على بعض بعد ولكنها امتدت ولطالما تمنيت أن تمتد حتى يفنى عمري، أتذكر حينها كم كنت سعيداً وأنا أسمعك تتحدثين عن نفسك وحياتك الماضية وشعرت أيضاً بالحزن عندما تحدثتي عن الأوقات العصية التي مررتِ بها وكم كنت اتمنى أن أكون بجوارك وقت حدوثها ولكني أذكر أني أحسست وقتها بغريزة أبوية لا أعلم من أين أتت تخبرني أن أكون بجوارك وأن أصبح الدرع الواقي لكي منذ ذلك الحين حتى أمنع عنك أي أحساس بالحزن أو اليأس فهذا واجبي - نعم هذا واجبي - قد خُلقت من أجله أن أكون حارسك الخاص في مواجهة الأيام العصية.
وفي غمر هذا الشعور الجميل الفريد أيقظتني عباراتك بأننا لن نتحدث مجدداً وقد تكون هذه آخر محادثة بيننا، لا أستطيع أن اصف لكي مدى شعوري بالحسرة وقتها ولكنني احترمت رغبتك نعم احترمتها وأنا على مضض من ذلك وأخذت جانبا حتى لا اثقلك بمعرفتي وأتذكر حينها أني دعوت الله ألا تكون هذه آخر محادثة بيننا ومرت الليالي والأيام حتى استجاب الله دعوتي ورأيتك تتحدثين معي مرة أخرى لا أستطيع أن أصف لكِ مدى سعادتي حينها ولكني أحسست بشعور غامر يملأ صدري وكان قلبي يخفق بشدة ولا أعلم لماذا ومنذ ذلك الحين أصبحنا نتحدث سويا كل يوم
وكنت أستيقظ باكراً للذهاب إلى العمل مبتدئاً يومي بقول صباح الخير وكأني ملزم بقولها دون إلزاماً واستمر ذلك الخفقان يزداد يوماً بعد يوم حتى جاء اليوم الذي فجأتني فيه برسمتي حينها تيقنت أننا أصبحنا لبعض وتحليت بالشجاعة لأول مرة معكِ وأقتربت منكِ أكثر فأكثر حتى أخبرتك بشعوري تجاهك
ومنذ ذلك الحين عاهدت نفسي بأن أحبك بكل قلبي وأن لا أدخر جهداً أو وقتاً في إسعادك ورسم البسمة على شفاهك حتى وإن أخفقت يوما أو جعلتك تشعرين بالحزن أو أغضبتك دون قصد - وأقسم بالله الذي أدخل محبتك في قلبي - دون قصد أبداً لقد كنت متيقناً أنكِ سوف تسامحيني وتروقين وتصفين لي فكيف لا يروق العسل لشاربه فأنتِ في قلبك وداخلك صفاءاً لا يشوبه سواداً أو كرهاً لأحد بل تفيضين حباً وسلاماً داخلك لو وُزع على العالم لأنتهت كل معاناته وحروبه
لا أعلم لماذا أسرد لكي كل هذا ولكني أحببت ولو قليلا أن أصف لكي وأشاركك شعوري منذ اللحظة الأولى التي وطأ فيها قدمك حياتي
فوجودك في حياتي كان كالمرساة التي تمسك بها حطام سفينتي قبل أن يغرق في بحر من الظلمات بلا رجعة فلقد مددت يدكِ إلي وأخرجتني مما كنت فيه من ضياع ويأس وحياة بائسة إلى حياة مليئة بالتفاؤل والأمل ومستقبل مضئ أدعو الله فيه أن يجمعني بكِ للأبد في حياتي هذه وفي جنة الخلود إذا كتب الله لنا أن نلتقي هناك فلقد دعوته أن تكوني زوجتي في الدنيا وفي الآخرة
وأخيراً وليس آخراً هذا قسمي لكي مدى الحياة:
سوف أظل على عهدي بحبك ما دام قلبي ينبض بالحياة وحتى بعد أن يتوقف لأنه صار ملكك منذ لحظة خفقانه باسمك
حبيبك مدى الحياة
بلال
(( على بُعد الكثير من الكيلو مترات خلف ذلك النهر الأزرق الذي يسير في هدوء كان هناك قلبا ينبض أملاً وقلماً يخط حباً أمسكه بطلنا بلال ليخط به ما أملاه عليه قلبه إلى حبيبته الصغيرة سلمى التي كان قلبها يتراقص بفرحته وابتسامة ملامحها بقراءة أحرفه ونبض فؤادها الذي لا يكف عن حبه ولكنها لم تكن تعلم أنها ستظل مجرد كلمات يخلدها القدر وما لقلبها إلا هذا القدر ))
اقتباسات #رواية_قدر
وما لقلوبنا إلا القدر 🤍. ❝ ⏤صافي محمود دومة
❞ الجواب اللي في آخر الرواية 🌺
إلى منارة قلبي ومرساة حياتي سلمى
لا أعلم كيف أصيغ عباراتي إليكِ فلست متحدثا بارعاً او كاتبا منمقاً ولا أعلم كيف أمسكت هذا القلم لأكتب إليكِ وهذا شيءٌ لم أفعله طيلة حياتي ولكني وجدت نفسي أفعله من أجلك فقط وعلمت أني سأفعله منذ اللحظة الأولى التي أخبرتني فيها كم انكِ تحبين أن تتناولي الخطابات مع الشخص الذي سوف يُميل إليه قلبك، وأرجو من الله أن أكون هذا الشخص حتى وإن كنتِ ستميلين إليه قليلا وليس بكامل قلبك ...
بعد كل هذه المقدمة لا أعلم من أين أبدأ حديثي ولكني سأبدأ من هناك منذ أول يوم تعرفت عليكِ وكإني لمحت شيئاً بعيداً يلوح لي في الأفق ويخبرني أن أترك العنان لقلبي وأن أصبح بلا خوف أو تردد في بحر هواكي فهذا كله شعرت به منذ اللحظة الأولى التي تحدثنا فيها سويا وكانت محادثة ليست بالقصيرة بل امتدت قرابة الساعة مع أننا لم نكن تعرفنا على بعض بعد ولكنها امتدت ولطالما تمنيت أن تمتد حتى يفنى عمري، أتذكر حينها كم كنت سعيداً وأنا أسمعك تتحدثين عن نفسك وحياتك الماضية وشعرت أيضاً بالحزن عندما تحدثتي عن الأوقات العصية التي مررتِ بها وكم كنت اتمنى أن أكون بجوارك وقت حدوثها ولكني أذكر أني أحسست وقتها بغريزة أبوية لا أعلم من أين أتت تخبرني أن أكون بجوارك وأن أصبح الدرع الواقي لكي منذ ذلك الحين حتى أمنع عنك أي أحساس بالحزن أو اليأس فهذا واجبي نعم هذا واجبي قد خُلقت من أجله أن أكون حارسك الخاص في مواجهة الأيام العصية.
وفي غمر هذا الشعور الجميل الفريد أيقظتني عباراتك بأننا لن نتحدث مجدداً وقد تكون هذه آخر محادثة بيننا، لا أستطيع أن اصف لكي مدى شعوري بالحسرة وقتها ولكنني احترمت رغبتك نعم احترمتها وأنا على مضض من ذلك وأخذت جانبا حتى لا اثقلك بمعرفتي وأتذكر حينها أني دعوت الله ألا تكون هذه آخر محادثة بيننا ومرت الليالي والأيام حتى استجاب الله دعوتي ورأيتك تتحدثين معي مرة أخرى لا أستطيع أن أصف لكِ مدى سعادتي حينها ولكني أحسست بشعور غامر يملأ صدري وكان قلبي يخفق بشدة ولا أعلم لماذا ومنذ ذلك الحين أصبحنا نتحدث سويا كل يوم
وكنت أستيقظ باكراً للذهاب إلى العمل مبتدئاً يومي بقول صباح الخير وكأني ملزم بقولها دون إلزاماً واستمر ذلك الخفقان يزداد يوماً بعد يوم حتى جاء اليوم الذي فجأتني فيه برسمتي حينها تيقنت أننا أصبحنا لبعض وتحليت بالشجاعة لأول مرة معكِ وأقتربت منكِ أكثر فأكثر حتى أخبرتك بشعوري تجاهك
ومنذ ذلك الحين عاهدت نفسي بأن أحبك بكل قلبي وأن لا أدخر جهداً أو وقتاً في إسعادك ورسم البسمة على شفاهك حتى وإن أخفقت يوما أو جعلتك تشعرين بالحزن أو أغضبتك دون قصد وأقسم بالله الذي أدخل محبتك في قلبي دون قصد أبداً لقد كنت متيقناً أنكِ سوف تسامحيني وتروقين وتصفين لي فكيف لا يروق العسل لشاربه فأنتِ في قلبك وداخلك صفاءاً لا يشوبه سواداً أو كرهاً لأحد بل تفيضين حباً وسلاماً داخلك لو وُزع على العالم لأنتهت كل معاناته وحروبه
لا أعلم لماذا أسرد لكي كل هذا ولكني أحببت ولو قليلا أن أصف لكي وأشاركك شعوري منذ اللحظة الأولى التي وطأ فيها قدمك حياتي
فوجودك في حياتي كان كالمرساة التي تمسك بها حطام سفينتي قبل أن يغرق في بحر من الظلمات بلا رجعة فلقد مددت يدكِ إلي وأخرجتني مما كنت فيه من ضياع ويأس وحياة بائسة إلى حياة مليئة بالتفاؤل والأمل ومستقبل مضئ أدعو الله فيه أن يجمعني بكِ للأبد في حياتي هذه وفي جنة الخلود إذا كتب الله لنا أن نلتقي هناك فلقد دعوته أن تكوني زوجتي في الدنيا وفي الآخرة
وأخيراً وليس آخراً هذا قسمي لكي مدى الحياة:
سوف أظل على عهدي بحبك ما دام قلبي ينبض بالحياة وحتى بعد أن يتوقف لأنه صار ملكك منذ لحظة خفقانه باسمك
حبيبك مدى الحياة
بلال
(( على بُعد الكثير من الكيلو مترات خلف ذلك النهر الأزرق الذي يسير في هدوء كان هناك قلبا ينبض أملاً وقلماً يخط حباً أمسكه بطلنا بلال ليخط به ما أملاه عليه قلبه إلى حبيبته الصغيرة سلمى التي كان قلبها يتراقص بفرحته وابتسامة ملامحها بقراءة أحرفه ونبض فؤادها الذي لا يكف عن حبه ولكنها لم تكن تعلم أنها ستظل مجرد كلمات يخلدها القدر وما لقلبها إلا هذا القدر ))
❞ الأدباء ينتحرون دائما في النهاية. رجال التحريات يعرفون هذا. لكنهم كذلك يعرفون أن الأدباء لا يبذلون جهدا في إخفاء جثثهم بعد الإنتحار. إنهم مهملون ويتركون جثثهم بأمخاخهاالمتفجرة وشرايينها المقطوعة في أي مكان، كأن باقي البشر خدمٌ لهم. إنهم مغرورون كذلك. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ الأدباء ينتحرون دائما في النهاية. رجال التحريات يعرفون هذا. لكنهم كذلك يعرفون أن الأدباء لا يبذلون جهدا في إخفاء جثثهم بعد الإنتحار. إنهم مهملون ويتركون جثثهم بأمخاخهاالمتفجرة وشرايينها المقطوعة في أي مكان، كأن باقي البشر خدمٌ لهم. إنهم مغرورون كذلك . ❝