❞ فكرت للحظة كم هو صعب أن تتخلى عن فكرة غرسها محيطك في عقلك
كثير من قراراتنا وقناعاتا ظاهريا نحن اتخذناها وفي الباطن أنا وأنت لم نكن سوى لعبة تحركها الاراء والاعتقادات والأفكار السائدة في المجتمع بأيادي خفية
أردت الطب فقط لأن الجميع كان يناديني دكتورة منذ كنت صغيرة ؛ كنت مقتنعة بالأمر راضية ساعية للوصول إلى هذا اللقب مهما كلفني الأمر كنت سعيدة به حتى وصلت للنقطة الحاسمة لما وصلت للحظة الاختيار ضعت .
وتساءلت هل هذا ما أردت ؟ سألت نفسي مرارا اذا ماكنت مستعدة لسبع سنوات أخرى من الجهاد تليها أربعة أخرى أو أكثر إذا أردت التخصص والمرعب أن جوابي كان\" لا \" لست مستعدة أبدا أن أضيع هذا الوقت لأجل لقب هم اختاروه لي وأنا قبلته فقط كنوع من التعود داخليا كنت مقتنعة جدا بأن المكانة الاجتماعية التي يمنحها اسم طبيب يمكن أن يمنحها أي تخصص آخر شرط أن نمنح نحن فيه الاخلاص أردت إلى جانب تخصصي الجامعي دخول دورات تكوينية في الحلاقة في الخياطة في الطبخ الشابة المقبلة على الحياة بداخلي ترفض القيود التي يفرضها تخصص شاق كالطب يحتاج كل وقتك يمنعك عن أي هواية تحب ولا تستمر فيه إلا بالصبر الكثير جدا من الصبر الذي لا أملك ولو قليلا منه
الناس عقليات شخصيات واهتمامات تختلف من هذا الى ذاك ما أراه أنا صعوبات بالطبع يراه اخرون تحديات يستمتعون وهم يخوضونها وأتمنى لو كنت مثلهم
اخترت تخصص الشبه طبي عن قناعة اهتزت لما صارحت عائلتي بالموضوع جميعهم قالو لا وأولهم أمي إلا أبي قال\" أنا معك \"
صحيح أن أمي ستحزن لكنني متأكدة أن حزنها اليوم لن يكون كحزنها عندما أنسحب في منتصف الطريق رافضة الوصول إلى شيئ لا أريده راتب الأحلام الذي يعدني الجميع به بعد التخرج كطبيبة مختصة أنا لا أريده إذا كنت سأدفع مقابله جزءا من نفسيتي ومن حياتي وأصدقائي ووقتي مع نفسي و عائلتي و ربما أطفالي مستقبلا
أريد عملا يضمن راتبا محترما لا أكثر بساعات عمل قليلة أعود بعدها لأمارس هواياتي وحياتي بشكل عادي لا أريد أن أعود في آخر اليوم خائرة القوى أنام عند أول كنبة أو فراش أو حتى أرضية تصادفني عند دخولي البيت من شدة التعب لا أريد أن يقاضيني اناس بسبب خطأ طبي لم أرتكبه أدى الى وفاة مريضهم كما يعتقدون
الشغف والرغبة في الوصول هما السلاح الذي نقاتل به أي صعوبات تعترض طريق طموحنا لأجل من وما نحب سنكون مستعدين للذهاب إلى النصف الآخر من العالم مشيا لو اضطررت سنكون مستعدين لأن نضحي بسعادة ونتنازل برضا ونتجاوز عن قناعة ونقف بقوة بعد كل ضربة لأننا نعرف أن ما نقاتل من أجله يستحق فماذا عني لو أنا اخترت الطب أولا سأقف عزلاء في مواجهة الصعوبات سأضحي ولكن بتعاسة وأتنازل ولكن قسرا وأتجاوز ولكن دون قناعة في كل محطة سأترك جزءا مني حتى أصل إلى آخر محطة ولا أكون بعدها كما كنت من قبل أبدا .
فقط لو تعرف تلك التي تقف عقبة في طريقي الآن لا تعرف أن التخصص الذي أحببته و اخترته ميولي نحوه كان لأجلها ولأجل أبي أولا ثم لأجل نفسي ثانيا لست عمياء حتى لا أرى كم يعاني أبي في كسب لقمة العيش وخدمة عائلة من سبعة أفراد مع راتب بسيط لا يكفي حاجياتنا لمنتصف الشهر ولست غبية حتى لا ألاحظ كم تتنازل هي عن كثير من حقوقها وتصرف أموالا من حقها على حاجياتنا حتى لا نشعر بالنقص لم أنسى كيف قدمت مجوهراتها قطعة قطعة لكل محنة وضائقة مالية طرقت بابنا تباعا ولم أنسى كيف كان هو يلبس ملابس قديمة وحذاء لا يناسب مقاس قدمه فقط ليدخر المال لأجل شراء حذاء لأختي الأخرى ربما هما لا يقدمان لنا الكثير في نظر من حولنا لكنني متأكدة أنهما قدما لنا كل ما يملكان كل ما أريده الآن راحتهما وفقط تخصص كشبه الطبي ينتهي بمنصب دائم ومضومون بعد ثلاث سنوات فقط من الدراسة هو الفرصة الذهبية التي ستسمح لي بأن أربت على كتف أبي وأقول له أنا هنا بأن أمنعه من أن يمد يده لأحد أو يقصده ولأسديونه المتراكمة لأجلنا وظيفة مضمونة فرصتي لأمنح حياة ميلة لأمي تشتري فيها ما تريد دون العودة إلى السعر ودون حسابات طويلة تنتهي بأن شراء هذا سيحرمنا من شراء أشياء أخرى هي أكثر أهمية في نظرها لا زلت لا أفهم السبب الحقيقي الذي يدفعني لكتابة مقال كهذا أبرر فيه موقفي لكنني أعرف أنني مازلت مشتتة أقف عند مفترق طرق لا أدري أي طريق أختار
أنا أم هم
بقلمي
Rihanna#. ❝ ⏤Rihanna
❞ فكرت للحظة كم هو صعب أن تتخلى عن فكرة غرسها محيطك في عقلك
كثير من قراراتنا وقناعاتا ظاهريا نحن اتخذناها وفي الباطن أنا وأنت لم نكن سوى لعبة تحركها الاراء والاعتقادات والأفكار السائدة في المجتمع بأيادي خفية
أردت الطب فقط لأن الجميع كان يناديني دكتورة منذ كنت صغيرة ؛ كنت مقتنعة بالأمر راضية ساعية للوصول إلى هذا اللقب مهما كلفني الأمر كنت سعيدة به حتى وصلت للنقطة الحاسمة لما وصلت للحظة الاختيار ضعت .
وتساءلت هل هذا ما أردت ؟ سألت نفسي مرارا اذا ماكنت مستعدة لسبع سنوات أخرى من الجهاد تليها أربعة أخرى أو أكثر إذا أردت التخصص والمرعب أن جوابي كان˝ لا ˝ لست مستعدة أبدا أن أضيع هذا الوقت لأجل لقب هم اختاروه لي وأنا قبلته فقط كنوع من التعود داخليا كنت مقتنعة جدا بأن المكانة الاجتماعية التي يمنحها اسم طبيب يمكن أن يمنحها أي تخصص آخر شرط أن نمنح نحن فيه الاخلاص أردت إلى جانب تخصصي الجامعي دخول دورات تكوينية في الحلاقة في الخياطة في الطبخ الشابة المقبلة على الحياة بداخلي ترفض القيود التي يفرضها تخصص شاق كالطب يحتاج كل وقتك يمنعك عن أي هواية تحب ولا تستمر فيه إلا بالصبر الكثير جدا من الصبر الذي لا أملك ولو قليلا منه
الناس عقليات شخصيات واهتمامات تختلف من هذا الى ذاك ما أراه أنا صعوبات بالطبع يراه اخرون تحديات يستمتعون وهم يخوضونها وأتمنى لو كنت مثلهم
اخترت تخصص الشبه طبي عن قناعة اهتزت لما صارحت عائلتي بالموضوع جميعهم قالو لا وأولهم أمي إلا أبي قال˝ أنا معك ˝
صحيح أن أمي ستحزن لكنني متأكدة أن حزنها اليوم لن يكون كحزنها عندما أنسحب في منتصف الطريق رافضة الوصول إلى شيئ لا أريده راتب الأحلام الذي يعدني الجميع به بعد التخرج كطبيبة مختصة أنا لا أريده إذا كنت سأدفع مقابله جزءا من نفسيتي ومن حياتي وأصدقائي ووقتي مع نفسي و عائلتي و ربما أطفالي مستقبلا
أريد عملا يضمن راتبا محترما لا أكثر بساعات عمل قليلة أعود بعدها لأمارس هواياتي وحياتي بشكل عادي لا أريد أن أعود في آخر اليوم خائرة القوى أنام عند أول كنبة أو فراش أو حتى أرضية تصادفني عند دخولي البيت من شدة التعب لا أريد أن يقاضيني اناس بسبب خطأ طبي لم أرتكبه أدى الى وفاة مريضهم كما يعتقدون
الشغف والرغبة في الوصول هما السلاح الذي نقاتل به أي صعوبات تعترض طريق طموحنا لأجل من وما نحب سنكون مستعدين للذهاب إلى النصف الآخر من العالم مشيا لو اضطررت سنكون مستعدين لأن نضحي بسعادة ونتنازل برضا ونتجاوز عن قناعة ونقف بقوة بعد كل ضربة لأننا نعرف أن ما نقاتل من أجله يستحق فماذا عني لو أنا اخترت الطب أولا سأقف عزلاء في مواجهة الصعوبات سأضحي ولكن بتعاسة وأتنازل ولكن قسرا وأتجاوز ولكن دون قناعة في كل محطة سأترك جزءا مني حتى أصل إلى آخر محطة ولا أكون بعدها كما كنت من قبل أبدا .
فقط لو تعرف تلك التي تقف عقبة في طريقي الآن لا تعرف أن التخصص الذي أحببته و اخترته ميولي نحوه كان لأجلها ولأجل أبي أولا ثم لأجل نفسي ثانيا لست عمياء حتى لا أرى كم يعاني أبي في كسب لقمة العيش وخدمة عائلة من سبعة أفراد مع راتب بسيط لا يكفي حاجياتنا لمنتصف الشهر ولست غبية حتى لا ألاحظ كم تتنازل هي عن كثير من حقوقها وتصرف أموالا من حقها على حاجياتنا حتى لا نشعر بالنقص لم أنسى كيف قدمت مجوهراتها قطعة قطعة لكل محنة وضائقة مالية طرقت بابنا تباعا ولم أنسى كيف كان هو يلبس ملابس قديمة وحذاء لا يناسب مقاس قدمه فقط ليدخر المال لأجل شراء حذاء لأختي الأخرى ربما هما لا يقدمان لنا الكثير في نظر من حولنا لكنني متأكدة أنهما قدما لنا كل ما يملكان كل ما أريده الآن راحتهما وفقط تخصص كشبه الطبي ينتهي بمنصب دائم ومضومون بعد ثلاث سنوات فقط من الدراسة هو الفرصة الذهبية التي ستسمح لي بأن أربت على كتف أبي وأقول له أنا هنا بأن أمنعه من أن يمد يده لأحد أو يقصده ولأسديونه المتراكمة لأجلنا وظيفة مضمونة فرصتي لأمنح حياة ميلة لأمي تشتري فيها ما تريد دون العودة إلى السعر ودون حسابات طويلة تنتهي بأن شراء هذا سيحرمنا من شراء أشياء أخرى هي أكثر أهمية في نظرها لا زلت لا أفهم السبب الحقيقي الذي يدفعني لكتابة مقال كهذا أبرر فيه موقفي لكنني أعرف أنني مازلت مشتتة أقف عند مفترق طرق لا أدري أي طريق أختار
أنا أم هم
بقلمي
Rihanna#. ❝
❞ لم تستطع دانية أن تنام تلك الليلة من كثرة التفكير، فقد كان حديث فهد يشغلها وعدم رد سيف عليها شغل بالها أكثر، اقتربت من نافذتها ونظرت من خلالها نحو القصر فوجدت سيف يجلس على الدرج وكان يبدو عليه الحزن، رق قلبها لحاله وتساءلت عن سر جلوسه على باب القصر هكذا، ثم نهض هو وأخذ ينظر نحو نافذتها طويلًا حتى شكت أنه رآها، تراجعت خطوة فوجدته يتقدم نحو منزلها حتى وقف أمام بابها، ووقفت هي خلف الباب تكاد تجزم بشعورها بأنفاسه، وظل هو واقفًا هكذا في تردد هل يطرق بابها أم لا، ثم في النهاية عدل عن قراره ومضى، سمعت دانية وقع خطواته فأسرعت نحو النافذة لتراه، كان يوليها ظهره ويمشي بخطوات متثاقلة وكأنه محمل بهم كبير يثقل كاهله، ودت لو تذهب خلفه لترى ما به ولكنها قالت لنفسها: سأذهب إليه بأية صفة!
كانت في حيرة شديدة من أمرها، وخشيت من إحساس جاءها فجأة، وهو أنها لن تراه مرًة أخرى، نفضت عن رأسها الفكرة فلم تكن تتحمل التفكير بذلك الأمر، وبذات الوقت استنكرت شعورها كثيرًا.
_ حنان حنفي أحمد. ❝ ⏤حنان حنفي أحمد
❞ لم تستطع دانية أن تنام تلك الليلة من كثرة التفكير، فقد كان حديث فهد يشغلها وعدم رد سيف عليها شغل بالها أكثر، اقتربت من نافذتها ونظرت من خلالها نحو القصر فوجدت سيف يجلس على الدرج وكان يبدو عليه الحزن، رق قلبها لحاله وتساءلت عن سر جلوسه على باب القصر هكذا، ثم نهض هو وأخذ ينظر نحو نافذتها طويلًا حتى شكت أنه رآها، تراجعت خطوة فوجدته يتقدم نحو منزلها حتى وقف أمام بابها، ووقفت هي خلف الباب تكاد تجزم بشعورها بأنفاسه، وظل هو واقفًا هكذا في تردد هل يطرق بابها أم لا، ثم في النهاية عدل عن قراره ومضى، سمعت دانية وقع خطواته فأسرعت نحو النافذة لتراه، كان يوليها ظهره ويمشي بخطوات متثاقلة وكأنه محمل بهم كبير يثقل كاهله، ودت لو تذهب خلفه لترى ما به ولكنها قالت لنفسها: سأذهب إليه بأية صفة!
كانت في حيرة شديدة من أمرها، وخشيت من إحساس جاءها فجأة، وهو أنها لن تراه مرًة أخرى، نفضت عن رأسها الفكرة فلم تكن تتحمل التفكير بذلك الأمر، وبذات الوقت استنكرت شعورها كثيرًا.