█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ منذ أن وضع العالم مندل قوانين علم الوراثة في القرن التاسع عشر، قبل معرفة أي شيء عن الجينات بفترة طويلة، مروراً باكتشاف الكروموزومات الوراثية وتركيب جزيء الدنا في عام ١٩٥٣، وصولاً إلى انطلاق مشروع الجينوم البشري في عام ١٩٩٠، تطور علم الجينات وتعددت تخصصاته حتى باتت التحاليل الجينية جزءاً أساسياً من أعمال مخابر التحاليل المخبرية، وبدأت العلاجات الجينية تثبت نجاعتها في علاج بعض الأمراض. والمستقبل مفتوح على مصراعيه لتطورات تتجاوز حدود الخيال العلمي والعقل البشري اليوم . ❝
❞ مختلفة وليس ذنبي
سارة بنت صغيره عمرا 10 سنين عندها متلازمه دون اصحابها في الحضانة ديما بيتريقوا علي ها النهارده اول يوم ليها في المدرسة
سارة : صباح الخير ياماما انا جهزة عشان اروح المدرسة
الام : يالله بينا ياسارة
سارة : كنت هنسي اروح لبابا يشوف شكلي وانا بالمريلة
الام : بسرعه ياسارة
سارة : حاضر ياماما
ساره وهي بتجري علي الاب بابا بابا استنه شوف شكلي وانا رايحه اول يوم للمدرسة
الاب : ياقلب بابا انتي جميلة دايما انتي اميرتي الوحيدة ودايما زي القمر
سارة بكل حب انا بحبك اوووي يا بابا وجريت راحت لي امها ومشيت
وهما ماشين سارة بكل برائه هو انا ياماما زميلي في المدرسة برضو هيتريقوا عليا ويخافو مني ومش هيلعبو معايا
الام : وهي بتحاول تخبي حزنها علي بنتها اكيد يا حببتي هيلعبوا معاكي ومحدش هيخاف منك انتي بنت جميلة وقلبك ابيض
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت سارة للمدرسة ومشيت مامتها وبدات اليوم الدراسي بدخولها للفصل حاولت تتعرف علي اصحاب بس للاسف كلهم بعدو عنها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اثناء الفسحة
سارة راحت تتكلم معه بنت تتعرف عليها
ازيك: انا سارة انتي اسمك ايه
حنين وبكل تكبر: انتي مالك
سارة بحزن: انا كنت حبة اتعرف عليكي ونكون اصحاب
حنين : انا اصحبك انتي لا طبعا روحي شوفي نفسك انا اخاف امشي معاكي الناس تتريق عليا
سارة :والدموع ماليه عنيها انتي لية بتقولي كده انا مش وحشه علي فكرة ومش بخوف حد
حنين :انا قلتلك انا مش عايزه نبقا اصحاب وابعدي كده من وشي شكلك يخوف
سارة : بعد ما حنين وقعتها في الارض والكل بيضحك عليها وهي عماله تعيط
فجاه يدخل ولد زميلهم يقوم ساره ويبص بكل عصبيه لحنين وياخد سارة ويمشي
ازيك أنا اسمي فارس و انتي
سارة : ازيك أنا اسمي سارة
فارس : ممكن متزعليش نفسك وانا حابب أنا وانتي نكون اصحاب
سارة : لا أنا مش زعلانه بس كنت حبه اكون أصحاب في المدرسه بس الظاهر ان كلهم بيخافو مني ومحدش هيحبني
فارس :
متزعليش ولو مفيش حد حابب يكون معاكي انا هكون معاكي طول الوقت
سارة :شكرا يا فارس بس مش حبه اديقك
فارس : اكيد مش هدايق احنا اصحاب
سارة : بضحكه بسيط اكيد يافارس يالله عشان نطلع الفصل عشان الفسحه خلصت
فارس: يالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الفصل يدخل مدرس العربي ويبص لسارة بكل اشمئزاز وسارة تدايق من نظرة ليها بس حاولت تتجاهل المدرس بعد ما حلصت اخر صحه في اليوم الدراسي المدرس يقول لسارة
المدرس: انتي ازاي دخلوكي هنا انتي المفروض في مدارس لناس اللي زيك مش تبقي مع الاطفال كده وزيك زيهم
سارة : بكل وجع انا مفيش حاجه نقصة انا شاطرة وكويسة
المدرس بكل تريقة: انتي يابنتي الناس لو شفتك تخاف منك وتخاف تخلي عيلها تتكلم معاكي
سارة : فقدت السيطرة علي دموعها وجريت تعيط وهي مروحه
فارس يا سارة استني انتي لازم متخليش كلام اي حد منهم ياثر عليكي
سارة : يعني انت يافارس مش شايف كلهم بيتريقوا عليا ازاي
فارس : كلهم مش فهمين قد ايه انتي مختلفه بروحك وطيبة قلبك مش شرط تكوني شبهم انتي باختلافك احسن منهم
سارة : يعني انت مش شايف اني وحشه او ممكن تخاف مني ؟
فارس: اكيد ياسارة مستحيل اني اعمل كده
سارة طيب انا لازم اروح عشان بابا وماما مايقلقوش عليا
فارس : سلام ياسوسو اشوفك بكره
سارة استنه ايه سوسو دي
فارس :دلعك بعد كده
سارة :ماشي يا فارس
سارة يالله بقا سلام
فارس : سلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارة وهي بتجري علي حضن امها :وحشتيني اووووي ياماما
الام : وانتي كمان ياقلب ماما وحشتيني احكيلي بقا يومك كان ازاي النهارده بس استني الاول روحي غيري هدومك عشان تتغدي وبعد الغداء نتكلم حته يكون بابا جيه وكلنا نتكلم
سارة : حاضر يا ماما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الغداء الاب : احكي بقا يا سارة يا حببتي يومك النهارده في المدرسة كان ازاي
سارة : حاضر يا بابا
حكت سارة كل حاجة حصلت لي ابوها وامها اتعصب ابوها من كلام حنين والمدرسة لكن سارة قالتله يا بابا انا لو ركزت في كلامهم هيزيدو اكتر ويديقوني لكن فارس دافع عني وساعدني وانا وهو بقينا اصحاب اطمن الاب علي سارة لمه شفها شوجاعة ومش خايفة من حاجة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمر شهور في الدراسة وسارة وفارس بقيوا اصحاب جدا كان في مره ساره وفارس رجعين من الدرس فجاه أصحاب فارس قبلوه وفضلو يتريقوا علي سارة
كان فارس مش بيحب حد يدايق ساره أو يقولها حاجه تزعلها فضل يزعق مع أصحابه عشان اللي عملوه معاها
سارة : أنا مش عارفه ليه كلهم بيعملوا معايا كده انا مش وحشه يا فارس
فارس : أنا عارفه ومش مهم كلمهم أنا معاكي ومتزعليش نفسك من حاجه
وتمر سنين الدراسة وفارس مع سارة لكن ابو فارس شافو مع سارة في مرة وهما رجعين من الدرس الكمياء في سنه أولي ثانوي
ابو فارس : مين البنت دي يافارس وتعرفها منين
فارس : دي سارة زملتي يا بابا انا وهي زمايل من ابتدائي
ابو فارس: يعني انت تعرف البنت دي كل السنين دي وانا معرفش ما هو الغلط مش عليك الغلط علي الست امك اللي مش عارفه انت مصاحب مين وبتكلم مين
فارس : سارة بنت كويسة يا بابا ولو هي مش كويسة مكنتش هبقا زميلها
ابوفارس بكل احتقار : انت مش شايف شكلها عامل ازاي
فارس: بعد اذنك يا بابا ياريت متغلطش في سارة
ابو فارس وكمان بتعلي صوتك عليا عشانها انت ولد مش محترم
وفجاة ابو فارس يضرب فارس بالقلم وسط صدمه سارة من كلامه
ابو فارس قاله : انا كنت غلطان لمه كنت هسيبك تعيش هنا مع امك واساف اشتغل عشانكم لكن دلوقت هاخدك تسافر معايا وتكمل درستك برة
فارس : ارجو متعملش كده وتبعدني عن سارة انا مقدرش اسيبها
ابو فارس :حبتها كلمه كمان وحسابك هيكون كبير
سارة :وسط دموع بلاش ياعمو تعمل كده
ابو فارس: انا وابني احرار ملكيش دعوه انتي ومشي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجعت سارة وحكت كل حاجه حصلت لي ابوها وامها نفسيتها اتاثر بعد سفر فارس تمر السنين وسارة تجيب مجموع كلية طب حبت تتخصص في مجال علاج الامراض الاورام السرطانية كانت من اكفاء الدكاترة علي مستوي العالم بعد فتره رجع فارس وابوه بعد ما اكتشفو انه عنده سرطان في الرئة مقدرش يستحمل علاجة بره مصر وطلب من فارس انهم يرجعو ويموت في بلده رجع وبعد فتره راح المستشفي وعرضو عليه الدكتورة سارة المنصوري احسن استشاري موجوده في مصر فارس اول ما سمع اسمها فرح وعرفها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فارس : لو سمحت مكتب دكتور سارة فين
الممرضة : اخر الممر يمين يا فندم
فارس : شكرا
الممرضة : العفو يا فندم
فارس وقلبه بيدق بسرعة : خبط علي الاباب
سارة :اتفضل
فارس :صباح الخير يادكتور
سارة : صباح النور اتفضل حضرتك استريح اقدر اساعد حضرتك ازاي
فارس : معقول مش عارفاني يا صارو
سارة بكل فرحة قامت وحضنته
سارة :انا اسفة يا فارس بس مكنتش مصدقة من الفرحة وانت كنت وحشني
فارس : عادي ياسارة ولايهمك انتي كمان وحشتيني اتبسط جدا لمه عرفت كل اللي انتي وصلتي لية
سارة : كان لازم اثبت لنفسي قبل الكل اني هبقا نجحه ونجاحي ده هيكون كبير والعالم كله يتكلم عنه اانا سافرت كتير وعملت عمليات كتير لناس كان مفيش امل في شفاء الحاله بتاعتهم لكن الحمدالله ربنا كان بيكرمني دايما رغم ان كنت بقابل مناس كتير بتتنمر عليا لكن كنت بحارب واكمل لاني كنت واثقة اني هنجح وابقا انسانه الكل يتكلم عن نجاها اه اتاثرت كتير بغيابك عني وتعبت جامد بس كنت بفتكر دايما كل كلمه بتقولها اني لازم اكون شجاعه وقوية واتغللب علي كل الظروف الصعبه اللي ممكن تقابلني وانت بقا عملت ايه
فارسس : انا ياستي تعبت جامد لحد ما اتكيف مع البلد اللي كنت فيها نجحت واتفوقت وبقيت من اكبر دكاتره النساء والولاده كنت بحاول اكون حريص علي كل طفل بيجي الدنيا اني اعمل العممليا بحرص ودقة عشان ما اعرضدش حياته وحياته امه للخطر وكل ما كنت بقابل طفل عند نفس حالتك كنت بحبه جدا لانه كان بيفكرني بيكي وقد ايه انتي وحشاني بس رجعنا لان اكشفنا ان والدي جالو سرطان في الرئة وكان مصمم انه يرجع مصر يتعالج فيها ناس كتير رشحو اننا نيجي ليكي واهو انا جيت وعايزاك تشوفي التحاليل دي
سارة : بص هو نسبة شفائه قليلة جدا بس انا هحاول علي قد مقدر اني اعالج الحالة بتاعته
فارس: انا مش عارف اشكرك ازاي بجد ياسوسو
سارة :عيب عليك يا فروس مفيش بنا الكلام ده روح هات والدك عشان نبدا العلاج
فارس : بجد علي طول كده
سارة :امال انا ههزر معاك روح يالله
فارس : طيب قبل ما اروح انا عايز اعتزرلك علي كل كلمه والدي قلها اخر مره
سارة :انا نسيت كل حاجه روح هاتة يالله
فارس :خمس دقايق وراجع
بعد خمس دقايق باب المكتب بتاع سارة يخبط
سارة : اتفضل
ابو فارس اول ما دخل : هو انتي تاني انتيي عايزه من ابني ايه لو انتي اخر واحد هتعلجيني مستحيل اخليكي تعلجيني
فارس : ارجوك يا بابا اللي انت بتقوله ده ما ينفعش سارة اول ما عرفت حاله حضرتك وفقت انها تساعدك رغم اللي انت قلتهولها اخر مره
ابو فارس : يعني انت كنت عارف انها هي الدكتور ومع ذلك جبتني عشان تشمت في مرض ابوك
فارس : اكيد لا يا بابا
سارة وبعد صمت طويل وسماعها لكل كلمه : حضرتك انا زمان نسيت اهانتك لية ولمه فارس طلب مني المساعده دلوقت انا نسيت كل حاجه وحبيت اساعدك لو حضرتك عندك شك اني اقدر اساعدك دي شي يرجع لحضرتك
ابو فارس : انا اكيد مش هستنه المساعده من واحد زيك
فارس :حقك عليا يا سارة بجد انا مش عارف بابا ليه بيتكلم كده
ابو فارس : مشي وفضل يزعق مع فارس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد فتره المرض شد عليه جدا استسلم للامر الواقع وتقبل ان ساره هي اللي تعلجه وبالفعل راح المستشفي لسارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارة: النهارده اول جلسة لحضرتك مع تقبلك ليه واني اساعدك بجانب العلاج هتقدر تتحسن لمه تعتبرني مجرد دكتورة بتعالج حضرتك ليس اكتر ولا اقل لان نفسية حضرتك تهم جدا عشان تخف في اسرع وقت
ابو فارس : هحاول اني اتقبل انك انتي اللي بتعلجيني عشان اخف في اقرب وقت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور خمس شهور من العلاج والجدال بين سارة وابو فارس عشان يتقبل انها هي اللي بتعالجة البنت اللي كان بيتريق عليها وشيفها انها ازاي تكون صاحبة ابنه ومحتقرها خف والورم بفضل ربنا وبفضل قوه سارة انها تعالجة وتتحده كل ظنونه خف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارة : دلوقت اقول لحضرتك حمدالله علي سلامتك حضرتك مكنتش متقبل اني زميلة ابنك بس انا دلوقت بقيت اكبر استشارية في علاج الامراض السرطانية والحمدالله نجحت في علاج حضرتك حتي لو كانت حالتك ميؤس من علاجها.
ابو فارس : انا عارف اني اسلوبي كان مش كويس معاكي ومكنتش بامن بالاشخاص اللي زيك بس انتي اثبتيلي واثبتي لكل شخص تنمر عليكي انك تقدري تعملي كل شي كل شخص قالك انه مستحيل يتعمل وصدقيني بجد انا خلال فتره علاجي معاكي دي تاكدت اني غلط في كلامي معاكي وكل حاجه قولتهالك سمحيني يابنتي انا متاسف علي كل اللي قولتهلوك
سارة : حضرتك ما تتاسفش علي حاجه انت زي والدي وانا مسمحاك
فارس : بصي بقا انا خلال فتره سفري دي بصراحه اكتشفت اني بحبك ومتعلق بيكي ف حابب اكمل معاكي حياتي ياسارة وانت بجد اللي قلبي اختارها وحابب يكمل معاها بقيت حياتي كلها انا بحبك يا صارو وانا افتخر اني حبيتك وحبيت وجودك في حياتي كلها .
سارة :انا كمان بحبك وكان نفسي اكمل حياتي معاك موافقة اعيش معاك العمر كله يا فروس .
˝كونك مختلف ذلك شئ لا يعيبك بل ذلك شي يميزك عن الاخرين اليوم سوف يحطمك الجميع ويحاول ان يجعلك تستسلم ولا تسير في طريق التقدم والنجاح مهما كانو قريبين منك سوا كانوا عائلتك أصدقائك لا تهتم ف الانسان الناجح يحاول الجميع تحطيمة وزرع الياس بداخلة اختلافك عن الجميع يمكن و بالتاكيد سوف يكون هو سر نجاحك في يوم من الايام ˝.
الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم . ❝
❞ شروق وغروب
فرحة عارمة تعم منزل الحاج (عدلي) ، رجل الأعمال المعروف .. الأنوار والزينات تحيل الليل نهارا .. وقد امتلأت الموائد داخل سرادق ضخم بألوان الطعام والحلوى والمشروبات المثلجة .. ووزعت علب (الملبس) المليئة بالحمص واللوز وأغلى أنواع الشيكولاتة ، على كل الحاضرين صغارا وكبارا .. فقد رزقه الله بعد عشر سنين عجاف طفلتين توأم .. ( شمس وقمر) كانتا ريحانتي العائلة كلها .
تمضي السنين وتصبحان فتاتين يافعتين جميلتين .. لا يستطيع أحد التفريق بينهما لتشابهما التام ! ، إلا إن شمس كانت أكثر نشاطا وخفة .. لا تكف عن الضحك والمزاح .. بينما كانت قمر رزينة هادئة ، تهوى القراءة والرسم ، تقضي معظم الوقت في البيت مما جعل (شمس) تطلق عليها (بيوتية) وكانت دائما ما تداعبها وتمازحها قائلة : أنتِ (قمر) .. والقمر لا يظهر إلا ليلًا !! أما أنا فأظهر نهارا لأنير الدنيا لأنني (شمس) !! وتنطلق ضاحكة مرحة .. بينما (قمر) تبتسم ساخرة منها .. ألا إن الحب يجمعهما .. ويتجسد هذا الحب عندما تجتمع الأسرة كلها .. في سعادة وبهجة
كانت شمس تعشق المغامرات ، تتدرب علي (الكونغو فو) وتلعب كرة القدم ، تخرج بصحبة أبيها تمارس هواية صيد السمك .. تركب الخيل .. تجوب بالدراجة أنحاء البلدة .. وتطارد الفراشات في الحدائق ، لا تدع لعبة أو هواية .. إلا مارستها ، وكأنها تسرق من العمر عمرا !! الشيء الوحيد الذي تمنت ممارسته .. هو السباحة ! وأخبرت أبيها بذلك .. لكنه رفض رفضًا تامًا خوفا عليها ، ولعدم وجود مكان مخصص لتعليم الفتيات السباحة بالنادي .
ظل هذا الحلم يراودها .. وأصرت .. في قرارة نفسها أن تحققه .. أثناء تنزهها مع أختها على شاطىء النيل .. غافلتها وأسرعت تتسلق إحدى الشجرات المطلة علي النيل ، مهددة بإلقاء نفسها في الماء ، إن لم يوافق أبوهما على تعلمها السباحة أخذت (قمر) الأمرعلى إنه مزحة لأنها تعرف أن (شمس) تعشق الحياة !! ولن تفعلها أبدا تصعد (قمر) إليها مرددة :ما دمتِ تصرين على ذلك .. فإما أن نموت معا أو نعيش معا !!
لم يتحمل فرع الشجرة ثقلهما فينكسر، وتسقط (قمر) في النيل ، بينما يعلق ثوب (شمس) بالشجرة ، تصرخ (شمس) تستغيث لعل أحدا ينقذهما ! فيهرع بعض المارة إليها .. منهم من ألقى بنفسه في الماء لإنقاذ (قمر) التي كانت تصارع الأمواج .. لكن الأمواج تصرعها وتغرق !! قبل أن يصل إليها أحد .. ويخرجونها جثة هامدة ، ومنهم من تسلق الشجرة لنجدة (شمس) و إنزالها .. وقد انهارت وخارت قواها وظلت تصرخ وتبكي وتولول في هيستريا مفزعة !!
يأتي الأب على صوت الضجيج والصراخ .. مستطلعا .. ليفاجأ بما حدث .. يصرخ دون وعي : ابنتي .. ابنتي !! ويسقط مغشيا عليه من هول الصدمة !
كان موت (قمر) صدمة مفجعة ( لشمس) ، وجميع أفراد الأسرة .. لا يصدقون أن (قمر) ماتت !! إلا إنهم في النهاية يسلمون الأمر لله .. فالموت حق .. ولكن الصدمة قوية .. وظلت (شمس) تعاني من نوبات بكاء وصراخ ، وكلما حاولت النوم يأتيها طيف شقيقتها .. تراها ممدة بجانبها تحاول احتضانها .. فلا تحتضن إلا الفراغ .. تصرخ : ˝ قمر .. قمر ˝ ! إلى أين ذهبتِ ..ارجعي يا قمر !! .. وتروح في نوبة بكاء حار !! إلى أن يغلبها النوم !!
خيم الظلام و الحزن علي المنزل ، الذي كان يشع ضوءً و حياة ، فقدغابت (قمر) وانطفأت (شمس) حزنًا عليها ..
تمر سنوات ولا جديد غير إن (شمس) علي قيد الحياة ، لكنها لم تعد (شمس) التي كانت قبل موت أختها ..تلجأ إلى الصمت وتعكف على القراءة كما كانت تفعل ( قمر) .. و دموعها لا تفارقها ليل نهار، تتوقف عن الدراسة .. تنعزل عن المجتمع ..تشعر بالذنب فلولا تهورها ما ماتت (قمر) !!
يحاول والدها التسرية عنها ، وإخراجها من تلك العزلة القاتلة .. لكن الحزن لا يغيب والجراح لا تبرأ !!
هدأت نفسها بعض الشيء .. قررت ان تكمل دراستها ، التحقت بمعهد الفنون لتعلم الرسم ، تتقمص شخصية (قمر) ، الهدوء والرزانة والرسم والقراءة فقط !!
مرت أيام و أيام .. وكل يوم كانت تتحسن حالة (شمس) .. الكل سعيد بعودتها للحياة .. ويدعون لها دائما براحة البال ، ودوام السعادة والاستقرار .
ذات يوم .. قلقت الأم عندما لم تخرج (شمس) من حجرتها لتناول العشاء .. نادتها .. لم تسمع إجابة .. ذهبت إلى الحجرة .. لم تجدها بالغرفة أصابها الخوف .. يطمئنها زوجها فلعلها خرجت للتنزه قليلا ، لا داعي للقلق ويجب ألا تضيقِ عليها بعد أن منَ الله عليها بالخروج من عزلتها ، و دعيها تكتشف الحياة بنفسها ! تنقضي ساعات وتعود (شمس) ، وقد بدا عليها الإجهاد و التعب ، وتحمل في يدها .. حقيبة ملابس .. عللت غيابها بأنها كانت تتسوق .. رفضت الطعام و أخبرت أمها بأنها تناولت بعض الشطائر .. وليست جائعة و توجهت لتستريح في غرفتها . في الصباح تفتح الحقيبة فتعتريها الدهشة .. وتتعجب مما تجده فيها .. ملابس مثيرة و اكسسوارات وأشياء لا تدري كيف وصلت لها !!؟ فهي لا تجرأ علي ارتدائها حتى داخل حجرتها .. فكيف وصلت إليها ؟! ومن أين ؟! ومتى ؟!
تحاول أن تتذكر ما حدث ليلة أمس ، تشعر بصداع رهيب ، تتناول الافطار مع والديها ، تشعر والدتها بحالتها وتعبها .. تسألها عما بها .. وهل تشعر بألم ما ؟! .. تجيبها بالنفي .. إلا إن أمها تعرض عليها الذهاب للطبيب ، ترفض وتطمئن أمها .. رغم أن صداعا شديدا وألما لا يطاق يلازمنها منذ فترة .. كما تعتريها نوبات دوار بين الحين والحين ..
إلى أن يزداد الأمر سوءً عندما سقطت مغشيا عليها ذات صباح .. يفزع والدها ويستدعي الطبيب ، الذى يطلب نقلها فورا للمستشفى ، فهي في حالة وهن شديد ، تحتاج لعلاج ورعاية خاصة لا توجدان بالمنزل ..وقد تحتاج لنقل دم ويجب إدخالها الرعاية المركزة ..
يمر يومان و(شمس) ترقد في الإنعاش غائبة عن الوعي تماما ، تظهر نتيجة التحاليل والأشعة ، لتُصعق الجميع : ˝ شمس حامل ˝ !!!؟
يصاب والدها بارتفاع الضغط الدم وأمها تسقط أرضا ، يتم اسعافهما وينصحهما الطبيب بوجوب الهدوء والتعامل بحكمة مع الأمر ! فهي بالإضافة إلى الحمل ، تعاني من انفصام الشخصية ، تجعلها تتقمص شخصيتين معا !
تتذكر والدتها خروجها ليلا .. والألم والصداع الذي كانت تعاني منهما منذ فترة . تستعيد (شمس) وعيها ، يحاول والديها تمالك نفسهما ، والتماسك من أجلها ، فهي لا تتذكر شيئا .
تظل أيامًا بالمستشفى تخضع فيها للعلاج جسديًا .. وبعدما تحسنت حالتها قليلا .. بدأ العلاج النفسي .. تروي (شمس) للطبيبة النفسية ما حدث منذ غرق (قمر) وإحساسها بالذنب ، فهي تتصور إنها القاتلة لذلك تعاقب نفسها بعزلتها عن كل متع الحياة ، وكل ما تحب و تتقمص شخصية (قمر) وتكبت شخصية (شمس) التي هي عكس (قمر) تحب الخروج والانطلاق !! عاشت صراعًا دائمًا وشديدًا داخلها بين (شمس) و(قمر) .. بين الشروق والغروب ، الهدوء والصخب ، بين الموت والحياة ، هذا الكبت سبب انفجارا لديها ، تأتي بتصرفات لا تدري عنها شيئا ..
هدأت الطبيبة من روعها .. وطمأنتها .. فهي في طريقها إلى الشفاء بإذن الله .. تلتقي الطبيبة بوالديها .. تطالبهما بالتروي في معاملتها .. فهي .. نتيجة إحساسها بالذنب .. أصبحت تعيش في النهار قمر وفي الليل شمس . بل إن زيادة إحساسها بهذا الذنب .. وهي لم ترتكبه .. تعاقب نفسها .. فانحرفت وارتادت الملاهي الليلية و اصطياد الرجال ، ممارسة الرذيلة معهم .. لذلك فلابد من التريث والصبر ، وعدم إخبارها بالحمل
ويستمر علاج (شمس) .. ويلجأ الوالدان إلى الله يدعوان لها .. بعدما عرفا إنها غير مسئولة عن تصرفاتها !!
#غربة روح . ❝
❞ الحياه بتتشقلب بمكالمة تليفون !
بنتيجة تحاليل تسمعها من دكتور..
بشوية صداع ، بتعدية شارع ، بلفة مورجيحه..
بتتشقلب فى لحظه..
لحظه كفيله انها تلففك حولين نفسك
مهما كنت حاسبها ومخطط و مرتب..
الحياه كل يوم بتعلن إن
ليس لها من دون الله كاشفة˝
مهما كنت ومهما عملت ومهما امتلكت..
ادعو ربنا يديم عليكم ستره ونعمه..
ويكفيكم شر غفلات الزمان ..
ودايما قول : اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوّلِ عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك.
بقلم/فاطمه سامي|طوما| . ❝