█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ لو سألني أحدكم .. ما هي علامات الحب ؟؟ و ما شواهده ؟؟
لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف
في يوم شديد الحرارة
و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد ..لقلت هي الألفة و رفع الكلفة
و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب .. و أن يُرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها .. و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت ، و أن
يتكلم أحدكما .. فيحلو الإصغاء .. و أن تكون الحياة معا هى مطلب كل منكما قبل النوم معاً .. و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة .. و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة فى التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر .. و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هى الحالة النفسية كلما التقيتما . .يس ثمر
و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، و إنما تكون السماحة و العفو و حُسن الفهم هى القاعدة .. و ألا تُشبِع أيكما قبلة أو عناق أو أى مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا فى الحياة معاً و المسيرة معاً و كفاح العمر معاً .
ذلــك هو الحــب حقـاً .
و لو سألتم .. أهو موجود ذلك الحب .. و كيف نعثر عليه ؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر .. و هو ثمرة توفيق إلهى و لة اجتهاد شخصى .
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة .
و شرط حدوثه أن تكون النفوس خيِّرة أصلا جميلة أصلا .
و الجمال النفسى و الخير هو المشكاة التى يخرج منها هذا الحب .
و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطى فهى أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه .
و لا يجتمع الحب و الجريمة أبداً إلا فى الأفلام العربية السخيفة المفتعلة .. و ما يسمونه الحب فى تلك الأفلام هو غى حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها .
أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة ، أما الذى نراه فى الأفلام فهو نفث الجحيم .
و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شئ فى حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلاً فالطيور على أشكالها تقع ، و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته ..
و عدل الله لا يتخلَّف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ و إنما لوكوا أنفسكم .
و قد يمتحن الله الرجال الأبرار بالنساء الشريرات أو العكس و ذلك باب آخر له حكمته و أسراره .
و قد سلّط الله الجرمين و القتلة على أنبيائه و امتحن بالمرض أيوب و بالفتنة يوسف و بالفراعين الغلاظ موسى و بالزوجات الخائنات نوحاً و لوطاً .
و أسرار الفشل و التوفيق عند الله .. و ليس كل فشل نقمة من الله .
و قد قطع الملك هيرودوس رأس النبى يوحنا المعمدان و قدمها مهراً لِبَغىّ عاهرة .
و لم يكن هذا انتقاصاً من قدر يوحنا عند الله .. و إنما هو البلاء .
فنرجو أن يكون فشلنا و فشلكم هو فشل كريم من هذا النوع من البلاء الذى يمتحن النفوس و يفجر فيها الخير و الحكمة و النور و ليس فشل النفوس المظلمة التى لا حظ لها و لا قدرة على حب أو عطاء .
و نفوسنا قد تخفى أشياء تغيب عنّا نحن أصحابها . و قد لا تنسجم امرأة و رجل لأن نفسيهما مثل الماء و الزيت متنافرتان بالطبيعة ، و لو كانا مثل الماء و السكر لذابا و امتزجا و لو كانا مثل العطر و الزيت لذابا و امتزجا .. و المشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة .
و ذلك هو الحب فى كلمة واحدة : التناســـب .
تناسب النفوس و الطبائع قبل تناسب الأجسام و الأعمار و الثقافات .
و قد يطغى عامل الخير حتى على عامل التناسب فنرى الرسول محمداً عليه الصلاة و السلام يتزوج بمن تكبره بخمسة و عشرين عاماً و يتزوج بمن تصغره بأربعين عاماً فتحبه الاثنتان خديجة و عائشة كل الحب و لا تناسب فى العمر و لا فى الثقافة بينهما ، فهو النبى الذى يوحى إليه و هما من عامة الناس .
و نراه يتزوج باليهودية صفية صبيحة اليوم الذى قتل فيه جيشه زوجها و أباها و أخاها و شباب قومها و زهرة رجالهم واحداً واحداً على النطع فى خيبر .. و يتزوجها بعد هذه المذبحة فنراها تأوى إلى بيته و تسلم له قلبها مشغوفةً مؤمنةً و لم تكد دماء قومها تجف .. فكيف حدث هذا و لا تناسب و إنما أحقاد و أضغان و ثارات ..
إنه الخير و الخلق الأسمى فى نفس الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، هو الذى قهر الظلمة و هو الذى حقق المعجزة دون شروط ..
إنه النور الذى خرج من مشكاة هذا القلب المعجز فصنع السحر و أسر القلوب و طوَّع النفوس حتى مع الفوارق الظاهرة و عدم التناسب و مع الأضغان و الأحقاد و الثارات ..
إنما نتكلم نحن العاديين عن التناسب ..
أما فى مستوى الأنبياء فذلك مستوى الخوارق و المعجزات ..
و ما زالت القلوب الخيّرة و النفوس الكاملة التى لها حظ من هذا المستوى قادرة على بلوغ الحب و تحقيق الإنسجام فى بيوتها برغم الفروق الظاهرة فى السن و الثقافة ..
ذلك أن الحب الذى هو تناسب و انسجام بالنسبة لنا نحن العاديين .. هو فى المستوى الأعلى من البشر نفحة و هِبة إلهية ..
و من ذا الذى يستطيع أن يقيد على الله نفحاته أو يشترط عليه فى هباته ..
و إذا شاء الله أن يرحم أحداً فمن ذا الذى يستطيع أن يمنع رحمته ..
و الحب سر من أعمق أسرار رحمتــه ..
و لا ينتهى فى الحـــب كــلام ..
مقال : (( الحب ماهو ))
كتاب : أناشيد الإثم و البراءة
الدكتور : مصطفي محمود (رحمه الله) . ❝
❞ من الآمال ما هي نقش على الرمال و تشييد للقصور على الرمال ..
و من التمني ما هو تعبئة للبحار في غربال و ركوب الأهوال في الخيال .
و من هذا القبيل تصور الرجل الشرقي و هو قابع في بيته و بدون جهد يُذكَر أنه يستطيع أن يبلغ ما بلغه قرينه الغربي الخواجه .. من تقدم و تفوق و عبقرية .. بمجرد الفهلوة و الحداقة و دون أن يكدح كدحه في الدرس و التحصيل .. و دون أن يعكف عكوفه المضني في مختبرات البحث و التجريب .
إن هي إلا شد نَفَس عميق من الشيشة ، و شطحة في الخيال و يصل إليها في خطفة واحدة و هي طايرة .. هكذا .. و هي طايرة .. هيَّ إيه .. ؟! هو نفسه لا يدري .. !
و هو أمي لا يعرف حتى القراءة و الكتابة .. و لا يدري أن هناك لغة جديدة ظهرت في الدنيا بعد الأبجديتين العربية و الإجرومية الإنجليزية .. إسمها لغة الكمبيوتر و الإنترنت .. و إنه يجهلها كما يجهل الأبجديات العربية و الإنجليزية و اللاتينية .. و لا يعرف إلا لغة الحرام التي يتخاطب بها و يسمعها في الأغاني ..
الفهلوة .. ! ! إنها نظرية كل شيء .. عند صاحبنا ..
إنه يستطيع أن يفوز بجائزة نوبل بالفهلوة .. و يستطيع أن يكسب مليون جنيه بالفهلوة ..
و كل المطلوب أن يجذب نَفَساً من الشيشة و يشطح بخياله فتنزل عليه الفكرة و هي طايرة .. و الدنيا حظوظ .. أرزاق يا عمي .. لوتاريّة .
و تايسون كسب مليون دولار بضربة " هوك " شمال .. هوك جابت القاضية إللي هيّه .
و أينشتين كانت أمه دعيا له .
نظرية متكاملة يفسر بيها كل شيء .. إسمها الفهلوة .. و الحظ .. و البخت و النصيب .
أمية دينية .. و أمية اجتماعية .. و أمية أبجدية .. و فتاوَى جاهزة في كل شيء .. و حل جاهز لجميع المشكلات .. هو الفهلوة .. و نَفَس الشيشة الذي لا يخيب .
و الفكرة التي تنزل عليه و هي طايرة .
و تنتهي الفكرة في الغالب إلى عملية نصب و حصول على المال بالتحايل و شق الجيوب .. و الدنيا لوتارية .. و أرزاق يا عمي .
تَخَلُّف مُركَّب و محصول ثقافي من الأغاني الشبابية و الأفلام المصرية و شكوكو و فريد شوقي و المليجي .. هذه الشخصية تراها في روايات نجيب محفوظ .. و في حواري الموسكي .. و هي شخصية مصرية لحماً و دماً .. و هي تجسيد لتخلف حقيقي يجمع كل السلبيات الحقيقية للشخصية الشرقية .
و لكنها ليست كل الصورة ..
فشخصية مثل أم كلثوم تعطينا صورة أخرى إيجابية لكفاح متصاعد و كدح نحو المزيد من التعلُم و الإتقان و ذروة من الكمال النادر لفنانة لا تقِل عن الكبار من فناني الغرب النابهين .. و نجاح بأسبابه و ليس بالفهلوة ..
هذه امرأة أصابها التوفيق .. و لكنها صنعت نجاحها بعرق جبينها .. و هي مثال يقتدَى .
و الصورة الأخرى السلبية المتخلفة .. صورة صاحبنا الفهلوي .. يجب أن نتحرر منها و نخرج من إسارها .. فالدنيا ليست لوتارية .. و الفهلوة لن تكسب لنا مكاناً في هذا العالَم .. و نتيجتها التأخر إلى آخر الصف و الإنتهاء إلى الحضيض .
دنيانا التي نعييشها لن يكسبها إلا كادح ، مُجِّد ، مجتهد ، يدرِس و يَكِّد إلى آخر يوم في حياته .. و يذاكر و يتعلم إلى آخر نَفَس من عمره ..
و ما دام قد قُضي علينا بأن نناطح إسرائيل و تناطحنا إسرائيل .. و إسرائيل يؤيدها الغرب و تؤيدها أمريكا .. فقد أصبح الطريق واحداً و لا خيار ..
أن نضاعف الجهد و نكثِّف العمل على جميع المستويات ..
على مستوى العلم و الثقافة و الدفاع و الفنون العسكرية و فنون التخابر و الإستشعار عن بُعد و فنون التفاوض و المداولة ..
و أساليب المكر و التحايل و الختل و الخداع و الحربائية .
و كل هذا لن يكفي ..
و إنما طاعة الله الذي أنزل علينا قصة هؤلاء اليهود في قرآنه .. و الذي وعدنا بالنصر في صحيح آياته ..
طاعة الله هي ناصرنا الوحيد ، لأنه صاحب العلم الكلي ، و القدرة الكلية ، و القوة الكلية .
العِلم بما وراء النيّات .. و العلم بما وراء المواثيق و التعهدات .. و العلم بخفايا الصواريخ و الطائرات .. و العلم بأين و متى و كيف .
و ما أحوجنا لهذا الرب الكريم في كل آن .
و لقد فازَ مَنْ تحصَّن به ، و تَسلَّح بآياته ، و قاتل له ، و عاش و مات في طاعته .
و هذا هو المختصر المفيد في قصة صراعنا مع إسرائيل .. و صراعنا مع الدنيا كلها .
و هو دليلنا الوحيد للفوز و النجاة دنيا و آخرة . ❝