█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ حوار صحفي مع الكاتبة ˝ خلود أيمن ˝
الاسم : خلود أيمن
عُمرك : ٢٩ عاماً
الموهبة: الكتابة
بلدك : المنصورة
المحافظة : الدقهلية
مؤهلك الدراسي : تخرجت من كلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية/ قسم محاسبة عام ٢٠١٦ بتقدير عام جيد .
موهبتك : كتابة المقالات والخواطر .
كيف اكتشفت موهبتك؟
كنت أُفرِّغ بعض الأفكار والخواطر على الدفاتر الخاصة بي وحينها وجدت أن تلك الموهبة هي السبيل الوحيد الذي يُمكِّنني من التعبير عمَّا يجول بذهني أو ما أشعر أو أحلم به ، فهي الطريق الذي يُحقِّق لي ذاتي ويُشعرني بالنجاح ويُكسبني مزيداً من الثقة بالنفس ...
وكيف قُمت بتطويرها؟
بالقراءة الجمَّة في كافة المجالات لمُختلف الكتَّاب القُدامى الذين يملُكون حصيلة لغوية غزيرة ووفيرة وتعلَّمت من كل منهم المزيد مما زادني قدرة على التعبير والتَخيُّل ومن بينهم دكتور مصطفى محمود بمقالاته الخالدة إلى وقتنا هذا والتي تتسم بمزيد من السلاسة والبراعة في الوصف وإيصال المعنى ونجيب محفوظ برواياته المنوعة التي كانت تناقش ما يدور في كل حقبة زمنية عاصرها وكذلك الشيخ الشعراوي بقدرته الفائقة على تبسيط أمور الدين وتحبيبك في تنفيذ تعاليمه ومبادئه بحذافيرها دون أي تكاسل أو تراخٍ ...
ما أهم أعمالك؟
نُشر لي العديد من المقالات في شتى المجالات على المواقع الإلكترونية المختلفة ،
نُشر لي كتاب جرعات تنفس عام ٢٠٢١ وهو كتاب في التنمية الذاتية يحث على تطوير الذات واكتشاف المرء لقدراته واستغلال مَلكاته في تحقيق النجاح الخاص به فتلك المواهب التي حباه الله إياها هي الرزق الوفير الذي سوف يؤجر عليه إنْ أَحسَن استخدامه في إفادة نفسه ونفع الجميع من خلاله ، ويطرح العديد من المسائل التي يمر بها الجميع والمشاعر التي تُحرِّكهم وتُعَد الدافع لهم في اتخاذ ردود أفعال مختلفة في المواقف المتباينة ، وقضايا أخرى من بينها مفهوم الحرية وكيف يمكن وضع حد لها في إطار الأعراف والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع ، كيفية اتخاذ القرار السليم اعتماداً على النفس بعد أخذ مشورة الجميع من أجل تخفيف وطأة الحيرة التي تجعلنا مذبذين غير واثقين من نتيجة ذاك القرار فيجب أنْ يكون قراراً محضاً في نهاية الأمر حتى لا يضع المرء المسئولية كاملةً على الغير إنْ لم يُحقِّق له هذا القرار مُبتغاه أو يتوافق مع رغباته الشخصية والكثير من الموضوعات التي تنتهي بنا إلى الرضا والقناعة بما نملك وعدم التطلع لما في حيازة الغير حتى لا نُصاب بالتبطر أو الضجر على الحال ولنعلم أننا قد حصلنا على نصيبنا من تلك الحياة أربعة وعشرين قيراطاً غير منقوص منه شيء وأن الرضا سوف يجلب إلينا تلك الأمور الأخرى التي نتمناها ، فالحياة قد لا تمنح كل شيء فالاهم أنْ نكون قانعين بما لدينا ولا نَعقد المقارنات مع الغير ...
كتاب ˝ على مشارف الحلم ˝ الذي نُشر هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي يهدف إلى الاتحاد والتكاتف بين مواطني الدولة من أجل تحقيق التقدم والنهضة في شتى النواحي الحياتية التي ترفع من شأن البلاد ، فهو يُسلِّط الضوء على العديد من القضايا الإجتماعية في محاولة إيجاد الحلول كمشكلة البطالة وكيف موَّلت الدولة بعض المشروعات الصغيرة للشباب التي تُدِّر عليهم المزيد من الأموال التى تساعدهم على بدء حياتهم ، وكذلك قضية الإنفاق ومنذ متى يجب تَعلُّمه ؟ ، وكيف يمكن تحديد قدر المال اللازم الذي يكفي احتياجاتنا الأساسية؟ ، وعلى مَنْ تقع تلك المسئولية ومَنْ القادر على ضبط المنظومة المالية في الأسرة عقب الزواج ؟ ، وكيف يمكن تحجيم الإنفاق بحيث لا يصل لدرجة البذخ أو الشح والتقتير؟ ، وماهية التوازن الإجتماعي وكيف يمكن تطبيقه وفقاً لما أمرنا الله به في إخراج حق الله في تلك الأموال الفائضة الزائدة عن الحاجة الشخصية ؟ والكثير من القضايا الأخرى التي تمس كل فرد في المجتمع ...
كيف تتأكد أن عملك دقيق وواقعي؟
حينما أجد رد الفعل المتوقع الذي يكون بمثابة الدافع الذي يحمسني نحو استكمال الطريق بنفس الشغف والطاقة ...
ما الذي تحبه بنفسك؟
اعتقد أنه ليس من الصواب أنْ يحب المرء ذاته بالقدر الكبير حتى لا يصل لدرجة الغرور ولكني أحاول الوصول لما يمس قلوب البشر محاولة حل أبسط مشكلاتهم والنبش وراء ما يُؤرِّق حياتهم ومساعدتهم على الخروج من أي نوبات إحباط حتى لا تزيد عن الوقت المطلوب وتصبح حالة عامة تُعطِّلهم عن الإنجاز أو التقدم أو اتخاذ أي خطوات جديَّة في حياتهم ، أحاول بث طاقة الأمل داخل نفوسهم من خلال تلك المقالات التي أكتبها بين الفينة والأخرى والتي تحقق الصدى المنشود بالفعل وقد تُغيِّر من نظرة البعض للحياة بشكل عام ...
ما هي البيئة المناسبة للعمل بالنسبة ليك؟
الجو الهادئ يُزيد من تركيزي في أغلب الوقت وأنْ تكون مزاجيتي على ما يُرام أما بخلاف ذلك تذهب الأفكار في أدراج الريح وكأنها تبخرت بغير عودة ...
هل لديك مواهب أخرى ؟
القراءة فهي ما تُزيد من حصيلتي اللغوية وتمنحني قدرة على التعبير ببلاغة أكثر وتمنحنى رؤى مختلفة أيضاً لكثير من الأمور وتفتح لي المجال وتُوسِّع أفقي حينما أُنوِّع في القراءات سواء روايات أو قصص قصيرة أو مقالات أو خلافها من ألوان الأدب الممتع الذي يُضفي قيمة للحياة ويُكسِبها معنى مميزاً ...
ما هي إنجازاتك؟
* النشر الإلكتروني، الذي كان بداية معرفتي بذاك الطريق الذي حقق لي النجاح حيث نشرت أول مقال عام ٢٠٢١ وكان بعنوان ˝ الفارق بين الحب والاحتياج ˝ ، ومن ثَم توالت نشر المقالات في شتى المجالات على المواقع المختلفة .
* نشرت كتابين( جرعات تنفس عام ٢٠٢١ ، على مشارف الحلم عام ٢٠٣٢ ) .
* شاركت في لقاء إذاعي هذا العام قبل معرض القاهرة وقد شرحت فيه بعض الموضوعات التي تناولتها في كتاب على مشارف الحلم .
* شاركت في لقاء على الهواء على شاشة القناة الثانية بالتلفزيون المصري والذي كان نقلة مختلفة في حياتي حيث أظهر موهبتي للكثير من المشاهدين .
ما الإنجاز الذي تفخر به؟
كل تلك الإنجازات السالف ذكرها وبالأخص اللقاء التلفزيوني الذي حلمت به طويلاً ولم أكن أصدق أنه وصل لأرض الواقع بالفعل ...
ما آخر كتاب قرأته؟
في الحب والحياة لدكتور مصطفى محمود .
مَنْ هم قدوتك في الحياة؟
إن كلمة قدوة هي كلمة شاملة وعظيمة لا يصح أن نَصِف بها أحد ، فلا يوجد مَنْ يسير على النهج السليم أو الصراط المستقيم طوال الوقت ، فلو ركزت هدفك في اتباع خُطى سليمة في حياتك سيجد فيك الآخرون النموذج المُشرِّف الذي يحبون تقليده ولن تصل لمرحلة القدوة أيضاً فلم يتصف بها سواء الأنبياء وعباد الله الصالحين الذين لم تطأ أقدامهم الخطأ كما هو سائد تلك الأيام أو يقعوا في الزلل ، فيجب أنْ نضع لحياتنا إطاراً نلتزم بحدوده غير متخطين إياها حتى نجد ذاك المثال الذي نحاول السير على نهجه واقتفاء أثره في محاولة ترك البصمة التي تُخلَّد في أذهان الآخرين فيما بَعْد ...
هل واجهت صعوبات؟
بالطبع يواجه الجميع العديد من الصعوبات في بداية مشواره وأهمها إيجاد مَنْ يؤمن به وبموهبته وقد كان لأمي الفضل الكبير في هذا ...
وكيف تغلبت عليها؟
كنت مصرةً على ممارسة مهمتي بكل شغف وحماس وهِمة دون الاستسلام لأي محبطات أو أي عوامل دخيلة مُثبِطة حتى لا أفقد الأمل في بداية الطريق وأعجز عن تحقيق أي نجاح أو إنجاز يُنسَب إلىّ ويكون إضافة لحياتي يُخلِّد أثري سواء في حياتي أو عقب رحيلي ...
لمَن توجه الشكر؟
لكل مَنْ ساهم في مدِّي بأي كلمة مدح أو دعم في بداية المشوار وحتى يومي هذا ...
ما هي طموحاتك في المستقبل؟
أنْ أكون سيدة مجتمع ويكون لي المزيد من المحاضرات في مجال التنمية البشرية التي تساعد الغير على اكتشاف مواهبهم وحثهم على العمل الدؤوب المُكثَّف الذي يحقق لهم ذواتهم ، أنْ أساهم في نشر الوعي والثقافة من خلال كتاباتي التي أرغب أنُ يطَّلع عليها المزيد ، أنْ أُحقِّق التأثير الفعال الذي أبغاه دوماً وأنْ تصل كلماتي لقلوب الآلاف من البشر مُساعِدة في تغيير حياتهم نحو الأفضل ورفع مستوى الإرادة الكامنة داخل نفوسهم وإفاقتها من غفلتها قبل أنْ تفنى حياتهم بلا جدوى أو إنجاز يُذكَر ...
قم بتوجيه رسالة للمواهب المبتدئه ؟
التشبث بما يملُكون من مواهب وألا يدعوا الوقت يمر دون استغلال تلك المَلكات قبل أنْ تنفد طاقتهم غير قادرين على الاستفادة منها بشتى الطرق ، فالعمر المُهدَر لا يعود ولن يُصاب بالندم سواهم ...
#مؤسس_الجريدة_النجوم . ❝
❞ * في رأس كل إنسان حوالي مائة ألف شعرة وكل شعرة من هذه الكمية الهائلة تنمو وتسقط في توقيت معين خاص بها... ولا يرتبط بوجود باقي الآلاف وهكذا يسقط شعر، وفي نفس الوقت ينمو شعر آخر...
ودائما يتوج الرأس عدد كاف من الشعر.. فالرأس دائما مملوءة بالشعر... و 90% من شعر الرأس ينمو بانتظام أما النسبة الباقية فإنها تظل في فترة سكون تنتهي إما بسقوطها نتيجة لنمو شعرة أخرى محلها أو سقوطها تلقائيا . ❝
❞ سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ (130)
سلام على إل ياسين قراءة الأعرج وشيبة ونافع . وقرأ عكرمة وأبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي : ˝ سلام على الياسين ˝ . وقرأ الحسن : ˝ سلام على الياسين ˝ بوصل الألف كأنها ياسين دخلت عليها الألف واللام التي للتعريف . والمراد إلياس - عليه السلام - ، وعليه وقع التسليم ، ولكنه اسم أعجمي . والعرب تضطرب في هذه الأسماء الأعجمية ويكثر تغييرهم لها . قال ابن جني : العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعبا ، فياسين وإلياس والياسين شيء واحد . الزمخشري : وكان حمزة إذا وصل نصب ، وإذا وقف رفع . وقرئ : ˝ على إلياسين ˝ و ˝ إدريسين وإدرسين وإدراسين ˝ على أنها لغات في إلياس وإدريس . ولعل لزيادة الياء والنون في السريانية معنى . النحاس : ومن قرأ : ˝ سلام على آل ياسين ˝ فكأنه والله أعلم جعل اسمه إلياس وياسين ثم سلم على آله ، أي : أهل دينه ومن كان على مذهبه ، وعلم أنه إذا سلم على آله من أجله فهو داخل في السلام ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم صل على آل أبي أوفى وقال الله تعالى : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب . ومن قرأ ˝ إلياسين ˝ فللعلماء فيه غير قول . فروى هارون عن ابن أبي إسحاق قال : إلياسين مثل إبراهيم يذهب إلى أنه اسم له . وأبو عبيدة يذهب إلى أنه جمع ، جمع التسليم على أنه وأهل بيته سلم عليهم ، وأنشد : [ من أرجوزة لحميد الأرقط ] .
قدني من نصر الخبيبين قدي [ ليس الإمام بالشحيح الملحد ]
يقال : قدني وقدي لغتان بمعنى حسب . وإنما يريد أبا خبيب عبد الله بن الزبير فجمعه على أن من كان على مذهبه داخل معه . وغير أبي عبيدة يرويه : الخبيبين على التثنية ، يريد عبد الله ومصعبا . ورأيت علي بن سليمان يشرحه بأكثر من هذا ، قال : فإن العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل منهم ، فيقولون : المهالبة على أنهم سموا كل رجل منهم بالمهلب . قال : فعلى هذا ˝ سلام على إلياسين ˝ سمي كل رجل منهم بإلياس . وقد ذكر سيبويه في كتابه شيئا من هذا ، إلا أنه ذكر أن العرب تفعل هذا على جهة النسبة ، فيقولون : الأشعرون يريدون به النسب . المهدوي : ومن قرأ ˝ إلياسين ˝ فهو جمع يدخل فيه إلياس فهو جمع إلياسي ، فحذفت ياء النسبة ، كما حذفت ياء النسبة في جمع المكسر في نحو المهالبة في جمع مهلبي ، كذلك حذفت في المسلم فقيل المهلبون . وقد حكى سيبويه : الأشعرون والنميرون يريدون الأشعريين والنميريين . السهيلي : وهذا لا يصح ، بل هي لغة في إلياس ، ولو أراد ما قالوه لأدخل الألف واللام كما تدخل في المهالبة والأشعريين ، فكان يقول : ˝ سلام على الإلياسين ˝ لأن العلم إذا جمع ينكر حتى يعرف بالألف واللام ، لا تقول : سلام على زيدين ، بل على الزيدين بالألف واللام . فإلياس - عليه السلام - فيه ثلاث لغات . النحاس : واحتج أبو عبيد في قراءته ˝ سلام على إلياسين ˝ وأنه اسمه كما أن اسمه إلياس لأنه ليس في السورة سلام على ˝ آل ˝ لغيره من الأنبياء صلى الله عليهم وسلم ، فكما سمي الأنبياء كذا سمي هو . وهذا الاحتجاج أصله لأبي عمرو وهو غير لازم ، لأنا بينا قول أهل اللغة أنه إذا سلم على آله من أجله فهو سلام عليه . والقول بأن اسمه ˝ إلياسين ˝ يحتاج إلى دليل ورواية ، فقد وقع في الأمر إشكال . قال الماوردي : وقرأ الحسن ˝ سلام على ياسين ˝ بإسقاط الألف واللام وفيه وجهان : أحدهما : أنهم آل محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن عباس . والثاني : أنهم آل ياسين ، فعلى هذا في دخول الزيادة في ياسين وجهان : أحدهما : أنها زيدت لتساوي الآي ، كما قال في موضع : طور سيناء وفي موضع آخر طور سينين فعلى هذا يكون السلام على أهله دونه ، وتكون الإضافة إليه تشريفا له . الثاني : أنها دخلت للجمع فيكون داخلا في جملتهم ، فيكون السلام عليه وعليهم . قال السهيلي : قال بعض المتكلمين في معاني القرآن : آل ياسين آل محمد - عليه السلام - ، ونزع إلى قول من قال في تفسير ˝ يس ˝ يا محمد . وهذا القول يبطل من وجوه كثيرة : أحدها : أن سياقة الكلام في قصة إلياسين يلزم أن تكون كما هي في قصة إبراهيم ونوح وموسى وهارون وأن التسليم راجع عليهم ، ولا معنى للخروج عن مقصود الكلام لقول قيل في تلك الآية الأخرى مع ضعف ذلك القول أيضا ، فإن ˝ يس ˝ و ˝ حم ˝ و ˝ الم ˝ ونحو ذلك القول فيها واحد ، إنما هي حروف مقطعة ، إما مأخوذة من أسماء الله تعالى كما قال ابن عباس ، وإما من صفات القرآن ، وإما كما قال الشعبي : لله في كل كتاب سر ، وسره في القرآن فواتح القرآن . وأيضا فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لي خمسة أسماء ولم يذكر فيها ˝ يس ˝ . وأيضا فإن ˝ يس ˝ جاءت التلاوة فيها بالسكون والوقف ، ولو كان اسما للنبي - صلى الله عليه وسلم - لقال : ˝ ياسين ˝ بالضم ، كما قال تعالى : يوسف أيها الصديق وإذا بطل هذا القول لما ذكرناه ، ف ˝ إلياسين ˝ هو إلياس المذكور ، وعليه وقع التسليم . وقال أبو عمرو بن العلاء : هو مثل إدريس وإدراسين ، كذلك هو في مصحف ابن مسعود . ˝ وإن إدريس لمن المرسلين ˝ ثم قال : ˝ سلام على إدراسين ˝ . ❝
❞ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)
كلتا الجنتين أي كل واحدة من الجنتين ، آتت أكلها تاما ولذلك لم يقل آتتا واختلف في لفظ كلتا وكلا هل هو مفرد أو مثنى ; فقال أهل البصرة : هو مفرد ; لأن كلا وكلتا في توكيد الاثنين نظير " كل " في المجموع ، وهو اسم مفرد غير مثنى ; فإذا ولي اسما ظاهرا كان في الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة ، تقول : رأيت كلا الرجلين وجاءني كلا الرجلين ومررت بكلا الرجلين ; فإذا اتصل بمضمر قلبت الألف ياء في موضع الجر والنصب ، تقول : رأيت كليهما ومررت بكليهما ، كما تقول عليهما . وقال الفراء : هو مثنى ، وهو مأخوذ من كل فخففت اللام وزيدت الألف للتثنية . وكذلك كلتا للمؤنث ، ولا يكونان إلا مضافين ولا يتكلم بواحد ، ولو تكلم به لقيل : كل وكلت وكلان وكلتان . واحتج بقول الشاعر :
في كلت رجليها سلامى واحده كلتاهما مقرونة بزائده
أراد في إحدى رجليها فأفرد . وهذا القول ضعيف عند أهل البصرة ; لأنه لو كان مثنى لوجب أن تكون ألفه في النصب والجر ياء مع الاسم الظاهر ، ولأن معنى " كلا " مخالف لمعنى " كل " لأن " كلا " للإحاطة و " كلا " يدل على شيء مخصوص ، وأما هذا الشاعر فإما حذف الألف للضرورة وقدر أنها زائدة ، وما يكون ضرورة لا يجوز أن يجعل حجة ، فثبت أنه اسم مفرد كمعى ، إلا أنه وضع ليدل على التثنية ، كما أن قولهم " نحن " اسم مفرد يدل على اثنين فما فوقهما ، يدل على ذلك قول جرير :
كلا يومي أمامة يوم صد وإن لم نأتها إلا لماما
فأخبر عن " كلا " بيوم مفرد ، كما أفرد الخبر بقوله آتت ولو كان مثنى لقال آتتا ، ويوما . واختلف أيضا في ألف كلتا ; فقال سيبويه : ألف " كلتا " للتأنيث والتاء بدل من لام الفعل وهي واو والأصل كلوا ، وإنما أبدلت تاء لأن في التاء علم التأنيث ، والألف في كلتا قد تصير ياء مع المضمر فتخرج عن علم التأنيث ، فصار في إبدال الواو تاء تأكيد للتأنيث . وقال أبو عمر الجرمي : التاء ملحقة والألف لام الفعل ، وتقديرها عنده : فعتل ، ولو كان الأمر على ما زعم لقالوا في النسبة إليها كلتوي ، فلما قالوا كلوي وأسقطوا التاء دل على أنهم أجروها مجرى التاء في أخت إذا نسبت إليها قلت : أخوي ; ذكره الجوهري . قال أبو جعفر النحاس : وأجاز النحويون في غير القرآن الحمل على المعنى ، وأن تقول : كلتا الجنتين آتتا أكلهما ; لأن المعنى المختار كلتاهما آتتا . وأجاز الفراء : كلتا الجنتين آتى أكله ، قال : لأن المعنى كل الجنتين . قال : وفي قراءة عبد الله " كل الجنتين آتى أكله " . والمعنى على هذا عند الفراء : كل شيء من الجنتين آتى أكله . والأكل ( بضم الهمزة ) ثمر النخل والشجر . وكل ما يؤكل فهو أكل ; ومنه قوله - تعالى - : أكلها دائم وقد تقدم .
آتت أكلها تاما ولذلك لم يقل آتتا .
ولم تظلم منه شيئا أي لم تنقص .
وفجرنا خلالهما نهرا أي أجرينا وشققنا وسط الجنتين بنهر . ❝
❞ خُضرة الحقول اليانعة .. وزرقة السماء الصافية .. وحُمرة الورود الدامية .. وصفرة الرمال الذهبية .. وكل الألوان المبهجة التي نشاهدها في الأشياء لا وجود لها أصلًا في الأشياء ..
وإنما هي اصطلاحات جهازنا العصبي وشفرته التي يترجم بها أطوال الموجات الضوئية المختلفة التي تنعكس عليه .
إنها كآلام الوخز التي نشعر بها من الإبر .. ليست هي الصورة الحقيقية للإبر .. وإنما هي صورة لتأثرنا بالإبر .
وبالمثل طعم الأشياء ورائحتها وملمسها وصلابتها وليونتها وشكلها الهندسي وحجمها، لا تقدم لنا صورة حقيقية لما نلمسه ونشمه ونذوقه، وإنما هي مجرد الطريقة التي نتأثر بها بهذه الأشياء ..
إنها ترجمة ذاتية لا وجود لها خارجنا .
كل ما نراه ونتصوره .. خيالات مترجَمة لا وجود لها في الأصل، مجرد صور رمزية للمؤثرات المختلفة صورها جهازنا العصبي بأدواته الحسية المحدودة ..
أهي أحــــلام .. ؟
هل نحن نحلم .. ولا وجود لهذا العالَم .. هل هذه الصفات تقوم في ذهننا دون أن يكون لها مقابل في الخارج .. ؟؟
البداهة والفطرة تنفي هذا الرأي .. فالعالَم الخارجي موجود .. وحواسنا تحيلنا دائمًا على شيء آخر خارجنا .. ولكن هناك فجوة بيننا وبين هذا العالَم .. حواسنا لا تستطيع أن تراه على حقيقته .. وإنما هي تترجمه دائمًا بلغة خاصة وذاتية .. وبشفرة مختلفة ..
ولو أننا كنا نحلم .. ولو أننا كنا نهذي كل منا على طريقته لما استطعنا أن نتفاهم .. ولما استطعنا أن نتفق على حقيقة موضوعية مشتركة ..
ولكننا في الحقيقة نتناول بين أيدينا تراجم حسية .. ربما ناقصة .. وربما غير صحيحة .. ولكنها تراجِم لها أصل أمامنا ..
هناك نسخة موضوعية من الحقيقة نحاول أن نغش منها على قدر الإمكان .. هناك حقيقة خارجنا ..
إننا لا نحلـــم ..
وإنما نحن سجناء حواسنا المحدودة .. وسجناء طبيعتنا العاجزة .. وما نراه يُنقَل إلينا دائمًا مشوَّهًا وناقصًا ومبتورًا نتيجة رؤيتنا الكليلة .
والنتيجة أن هناك أكثر من دنيا ..
هناك الدنيا كما هي في الحقيقة وهذه لا نعرفها .. ولا يعرفها إلا الله .
وهناك الدنيا كما يراها الصرصور .. وهي مختلفة تمامًا عن دنيانا، لأن الجهاز العصبي للصرصور مختلف تمامًا عن جهازنا .. فهو يرى الشمس يطريقة مختلفة .. وهو لا يرى الشجرة كما نراها نحن شجرة .. وهو لا يميز الألوان ..
وهناك الدنيا كما تراها دودة الإسكارس .. وهي مختلفة تمامًا عن دنيا الصرصور .. فهي دنيا كلها ظلام .. دنيا خالية من المناظر .. ليس فيها سوى إحساسات بليدة تنتقل عن طريق الجِلد ..
وهكذا كل طبقة من المخلوقات لها دنيا خاصة بها .
ومنذ لحظة الميلاد يتسلم كل مخلوق بطاقة دعوة إلى محفل من محافل هذه الدنيا .. ويجلس إلى مائدة مختلفة ليتذوّق أطعمة مختلفة .. ولذائذ وآلام مختلفة .
وكل طبقة من المخلوقات تعيش سجينة في تصوراتها .. لا تستطيع أن تصف الصور التي تراها الطبقات الأخرى ..
لا يمكننا نحن الآدميون أن نتكلم مع الطيور أو الزواحف أو الديدان أو الحشرات لنشرح لها ما نراه من الدنيا .
ولا يستطيع اصرصور أن يخاطبنا ويصف لنا العالَم الذي يعيش فيه .
وربما لو حدث هذا في يومٍ ما لأمكننا أن نصل إلى ما يشبه حجر رشيد .. ولأمكننا أن نتوصل إلى عدة شفرات، ولغات مختلفة للدنيا نضعها تحت بعضها ونفكك طلاسمها .. ونستنبط منها الحقيقة التي تحاول هذه الشفرات الرمزية أن تصفها .. ونعرف ســر هذه الدنيا .
ولكن هذا الاتصال غير ممكن .. لأننا الوحيدون في هذه الدنيا الذين نعرف اللغة .. وبقية المخلوقات عجماء ..
مــا الحــل .. ؟!
هل ننتظر حتى نسافر إلى الفضاء ونعثر على مخلوقات في المريخ تقرأ وتكتب .. ؟!
علماء الرياضة يقولون لنا أنه لا داعي لهذا الانتظار .. هناك طريقة أخرى .. طريقة صعبة ولكنها توصل إلى سكة الحقيقة ..
هذه الطريقة هي أن نضع جانبًا كل ما تقوله الحواس .. ونستعمل أساليب أخرى غير السمع والبصر والشم واللمس ..
نستعمل الحساب والأرقام .. نجرد كل المحسوسات إلى أرقام .. ومقادير ..
القائمة الطويلة المعروفة للأشعة الضوئية .. الأصفر والبرتقالي والأحمر والبنفسجي والأزرق والأخضر .. إلخ .. نجردها إلى أرقام ..
كل موجة طولها كذا .. وذبذبتها كذا ..
وكذلك كل صنوف الإشعاع .. أشعة إكس .. أشعة الراديوم .. الأشعة الكونية ..
كلها أمواج .. مثل أمواج اللاسلكي التي نسمع المذيع يقول كل يوم إنها كذا كيلو سيكل في الثانية ..
مجــرد أرقـــام .. نستطيع أن نقيسها ونحسبها ونجمعها ونطرحها .. إذًا نغمض أعيننا ونفكر بطريقة جديدة ..
وبدل أن نقول اللون الأخضر ، واللون الأحمر .. نقول كذا كيلو سيكل ثانية .
والذي أغمض عينيه وبدأ يفكر بهذه الطريقة الجديدة التي أحدَثَت انقلابًا في العلوم .. كان هو العالِم الرياضي ماكس بلانك .. الذي طلع في سنة 1900 بنظريته المعروفة في الطبيعة النظرية الكمّية .. ( Quantum Theory )
وقد بدأ من حقيقة بسيطة معروفة .. أنك إذا سخنت قضيبًا من الحديد .. فإنه في البداية يحمر، ثم يتحول إلى برتقالي، ثم أصفر، ثم أبيض متوهج ..
إذًا هناك علاقة حسابية بين الطاقة التي يشعها الحديد الساخن .. وطول أو ذبذبة الموجة الضوئية التي تنبعث منه ..
هناك معادلة ..
وبدأ يبحث عن هذه المعادلة حتى عثر عليها ..
وجد ببساطة أن الطاقة المشعة مقسومة على الذبذبة ( ن ) تساوي دائمًا كمًا ثابتًا (مثل النسبة التقريبية في الدائرة) هذا الكَم أسماه .. ثابت بلانك ( هـ ) .
والمعادلة هي : الطاقـــة = هـ X ن .
وهي معادلة تقوم على افتراض .. بأن الطاقة المشعة تنبعث في كميات متتابعة .. في دفعات .. أو حزم .. أو حبيبات من الطاقة .. أو ذرّات .
وأطلق على هذه الذرات الضوئية إسم " فوتونات " ..
وفي رسالة نال عليها أينشتين جائزة نوبل قدم دراسة وافية بالمعادلات والأرقام عن العلاقة بين هذه الفوتونات الضوئية الساقطة على لوح معدني .. وبين الكهرباء التي تتولد منه ..
وعلى أساس هذه المعادلات قامت فكرة اختراع التليفزيون فيما بعد ..
يقول أينشتين إن من الظاهرات المعروفة في المعمل أنك إذا أسقطت شعاعًا من الضوء على لوح معدني فإن عددًا من الإلكترونات تنطلق من اللوح .. ولا تتأثر سرعة انطلاق هذه الإلكترونات بشدة الضوء، فمهما خفّ الضوء ومهما ابتعد مصدره فالإلكترونات تنطلق بسرعة ثابتة .. ولكن بعدد أقل .. وإنما تزداد هذه السرعة كلما كانت الموجة الضوئية الساقطة عالية الذبذبة .. ولهذا تزيد في الأشعة البنفسجية وتقل في الحمراء .
وهو يفسر انطلاق هذه الإلكترونات بأن الضوء لا يسقط على اللوح المعدني في سيال متصل .. وإنما في حِزَم من الطاقة .. " فوتونات " وتصطدم هذه الفوتونات بالإلكترونات في اللوح المعدني كما تصدم العصا بكرات البلياردو فتطلقها حرة خارج مداراتها ..
وكلما كانت الأشعة الضوئية ذات ذبذبة عالية ( البنفسجية مثلًا ) كلما كان الفوتون يختزن طاقة أكثر .. كلما أطلق الإلكترونات بسرعة أكثر ..
وربَط هذه العلاقات في سلسلة من المعادلات الرياضية ..
وعمد التليفزيون إلى تطبيق هذه النظرية في جهاز الإرسال التليفزيوني ..
فأنت حينما تجلس أمام كاميرا التليفزيون فإنها تنقل صورتك التي هي عبارة عن نقط من الظل ونقط من النور إلى اللوح المعدني الحساس ..
ونقط النور ونقط الظل الساقطة على اللوح المعدني تطلق سيالًا من الإلكترونات يتفاوت في العدد وفي السرعة حسب الظل والنور في الصورة .. وهذه الخفقات الإلكترونية الكهربائية تنتقل إلى عمود الإرسال وتُذاع على شكل موجات مغناطيسية كهربائية إلى أجهزة الإستقبال .
وأينشتين لم يفكر حينما وضع معادلاته في اختراع التليفزيون .
وعلماء الرياضة لم يُثِر اهتمامهم في ذلك الحين ولا فيما بعد .. ظهور التليفزيون .. وإنما الذي أثارهم هو هذا الإفتراض الجديد الذي أقام عليه ماكس بلانك معادلاته في النظرية الكمّية، وأقام عليه أينشتين معادلاته في الظاهرة الضوئية الكهربائية ..
أن الضوء ينطلق في ذرّات أو فوتونات لا في أمواج متصلة .. فالضوء حتى ذلك الحين كانت طبيعته موجية .. فكيف يصبح شأنه شأن المادة .. مؤلَف من ذرات أو فوتونات .. !
وماذا تكون هذه الفوتونات .. ؟؟
هل هي كرات من الطاقة لها حيز، ولها أوضاع في المكان .. شأنها في ذلك شأن جزيئات المادة .. ؟!
وإذا كان الضوء ذرّات .. فكيف يتصرف كما لو كان أمواجًا .. ؟!
لماذا يحيد الضوء حينما يدخل من ثقب ضيق كما تحيد أمواج البحر حينما تدخل في مضيق .. ولماذا ينعطف الضوء حول شعرة رفيعة فلا يبدو لها ظل .. كما تنعطف الأمواج وتتلاحم حول عصا مرشوقة في البحر .. ؟!
وكيف نفرِّق بين المعادلات التي تحسب الضوء على أساس أن طبيعته موجية متصلة وبين المعادلات الجديدة التي تحسب الضوء على أساس أن طبيعته ذريّة متقطعة .. !
أم أن للضوء طبيعة مزدوجة .. ؟! وكيــف .. ؟؟ !!
كيف تكون الحقيقة بهذا التناقض .. ؟!
أم أنه لا توجد حقيقة واحدة ... ؟!
مقال / كل شيء ذرّات
من كتاب / أينشتين والنسبيه
للدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله ) . ❝