❞ لي صديق كان زميلي أيام الدراسة الثانوية .. ثم افترقنا وألقت بنا الدنيا كل واحد في طريق ثم عدنا بعد سنوات لنلتقي ..
وأصبح من عادته كلما لقيني أن يشكو .. وأصبح من عادتي أن أستمع .. وأنظر إلى وجهه الشاحب وشفتيه المزمومتين دائماً كأنما على ثأر بايت ..
وشكواه دائما هي .. هي .. لا تتغير .. حتى نبراته .. حتى كلماته التي يقولها وهو يطحن أضراسه ..
أريد أن أحيا كما يحيا السعداء الأغنياء .. لا تقل لي إن معظم الأغنياء غير سعداء .. لا تحاول أن تفلسف لي الفقر .. وتشوه لي الغنى .. أنا عارف كلامكم يا أدباء ، أريد أن أكون غنياً .. ولست راضياً بالمرة عن نفسي .. وعن وضعي الحالي .. عايز فلوس .. فلوس .. عايز يكون عندي عربية وشقة فيها بوتوجاز وثلاجة وبيك أب وريكوردر .. عايز أسكن في عمارة فيها أسانسير .. ويكون عندي على الأقل خمس بدل جديدة .. عايز أدخل السينما وأقعد بنوار .. مش صالة ..
عايز أدخل الكباريهات والبارات .. عايز أعرف إيه الموجود داخل هذه العلب التي قرأت عنها حتى امتلأت رأسي كلاماً .. عايز أشوف بعيني وأسمع بودني .. عايز أعيش .. أعيش .
أنا عايش في حرمان .. إوعى تقوللي ربنا عايز كده .. ربنا مش عايز كده .. ربنا عايزني أعيش وخلقني عشان أعيش وأتحرك وأشعر وألمس وأحس بكل حاجة ..
لقد كفرت بالمثل العليا .. كفرت بالأخلاق .. والفضائل والمبادىء .. كلها كلمات جوفاء لا معنى لها عندي .. الحقيقة الوحيدة التي أعرفها أني فقير .. ليس لي فدان تِرك ولا بقرة شِرك . كل أملاكي هي ماهيتي .. ثلاثون جنيهاً فقط ..
موظف صغير حقير . والدي متوفي ويشاركني في هذا المبلغ أم وثلاثة إخوة .. وكلهم سعداء لأنهم لا يشعرون ... أما أنا فأشعر .. أشعر دائما أني ميت .. أشعر أني أتمنى أشياء لا أستطيع أن أحصل عليها .. وأشعر في لحظات أني على وشك أن أكون قاتلاً أو لصاً أو سفاحاً أو محتالاً أو مُهرِب مخدرات ..
في حلقي مرارة لا تطفئها إلا الخيالات المريضة .
لا تقل لي إبحث عن عمل آخر أو اشتغل بالتجارة ..
أين الوقت لكل هذا .. وعملي في المطار .. وسكَنى بشبرا ، وخروجى كل يوم في السابعة صباحاً وعودتي في الخامسة بعد الظهر مرهقاً .. مُتعباً .. لا أصلح لشيئ ..
لاتقل لي هناك ملايين مثلك وأقل منك وسعداء ..
هذا صحيح .. أنا أعلم هذا ولكنهم خُلقوا هكذا .. شعورهم هكذا .. و لكني أنا شيء آخر .. وشعوري شيء آخر .. والمهم هو أنا ..أنا ..
ومن عادته أن يكرر أنا .. أنا .. عدة مرات وهو شارد .. ينظر إليَّ بشفتيه المزمومتين كأنه يحاسبني .. وكأني أنا المسئول عن عذابه .. ثم يمضي إلى حاله وأمضي أنا إلى حالي ..
ولكن شبحه يظل يلاحقني .. شفتاه المزمومتان ..
ونبراته الحادة .. وكلماته التي ينطقها في مرارة ويضغطها بين أسنانه مرة .. بعد مرة .. أنا .. أنا ..
نعم هنا العذاب كله .. في هذه الكلمة .. أنا ..
ليس عذابه في ظروفه وفقره وإيراده الصغير .. وإنما عذابه في نفسه هو ..
هناك ملايين الفقراء يعيشون مثله وأقل منه ولا يحسون بهذه الإحساسات ..
إن عذابه في عناصر شخصيته التي تتأجج إلى جوار بعضها ويشعل كل واحد منها الآخر ..
رغبة حادة بلا عقل .. وشهوة بلا ضابط .. وأحلام بلا وسائل وأمنيات ملحة وإرادة عقيمة .. وإحساسات مرهفة وأفق ضيق .. ولهفة مشبوبة .. وصبر نافد ..
وكلها تصطدم في النهاية وتتحول إلى أسباب للشقاء والحقد .. ولا تتحول إلى عمل وفعالية أبداً .. وهو بعُودِهِ النحيل ووجهه الشاحب الهضيم يبدو دائماً كمشروع جريمة ..
وأنا لا أؤمن بأن الإنسان عبد للظروف وأنه مُسيَّر ولا اختيار له إطلاقاً ..
ظروف الفقر والجهل والمرض والتربية السيئة لا تحتم الفشل في نظري .. بل هي أحياناً تؤدي إلى النبوغ والخير والعبقرية .. لأن العامل الحاسم هو دائماً الظرف الداخلي .. الظرف النفسي ..
وأخطر ظروف الجريمة ، هو المجرم نفسه .. وأخطر دوافع الجريمة هو المجرم نفسه ..
هي اللحظة الحاسمة التي تصل فيها شخصيته لدرجة الغليان وتفور عناصرها لتُفقده الصواب .
هذه العملية الداخلية المستترة في نفوسنا .. النية .. والإحساس .. والإنفعال .. والتصور .. والتردد .. والعزم .. والإندفاع .. هي مفتاح مصيرنا ..
وطالما سألت نفسي .. هل الإنسان يستطيع السيطرة على هذه العملية ..
هل يستطيع صاحبي أن يحكم غضبه .. ويسوس نفسه .. ويقود ثورته .. ويتحكم في انفعالاته .. ويتعقل حقده .. وحسده .
أعتقد أنه يستطيع ..
أعتقد أن حبل الحرية ممدود في نفوسنا وأننا نستطيع أن نلوذ به دائماً ..
يد الله تمد لنا هذا الحبل دائماً ولكنّا لا نراها ..
في أعماقنا طاقة ضوء نستطيع أن نطل منها ونستنجد .
لسنا حجرات مغلقة مظلمة .. تحتوي على الظروف . وتعكس مؤثرات البيئة فقط بدون حرية وبدون تصرف وبدون إرادة .. ولسنا حفراً تتجمع فيها الظروف والفقر والجهل والمرض والأبواب المسدودة ..
هناك الحرية دائماً في قاع المشكلة .. وهناك يد الله ورحمته .
لسنا كعيدان القش تحملنا الأمواج .. ويقذف بنا التيار .. وإنما نحن نستطيع أن نسير ضد الريح .. ونسبح ضد التيار .. وضد الظروف غير المواتية أحياناً .
إن الشجرة وهي نوع منحط من أنواع الحياة .. تنمو إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية . والعصارة تجري فيها إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية .. وضد قوانين السوائل والضغط الجوى .. وضد الظروف الفيزيقية ..
وهي تقف صلبة سامقة في وجه الريح . لا تنحني للطبيعة .. وهي شجرة عاجزة عمياء مزروعة في الأرض مقيدة بجذورها .. فما بال الإنسان سيد الكائنات الحية جميعها .. وله ساقان يجري بهما .. وعينان يبصر بهما .. وعقل يفكر به .. وقلب يحس به .
أنا لا أصدق أبداً خرافة المصير المحتوم .. والظروف التي تضرب على الناس الذِلّة والمسكنة .. فلا يُبقي لهم إلا الشكوى والسباب .. والجريمة ..
هناك حل دائماً .. هناك مَخرَج .. طالما أن هناك إيمان .
والمشكلة ليست الظروف ..
الظروف تتشابه في العائلة الواحدة .. ومع هذا يفترق الأخوة على طرق المصير .. واحد يَنبُغ .. والآخر يرتكب جريمة قتل .. والثالث يشحذ .. والرابع يدمن المخدرات .
المشكلة هي الانسان ..
الإنسان هو الظرف الحاسم .. والعامل المهم في الحياة .. وحينما تنسد كل الأبواب أمامه يظل هناك باب مفتوح في داخله .. هو الباب المفتوح على الرحمة الإلهية ..
وحينما يصرخ من اليأس .. فلأنه أغلق بيده هذا الباب أيضاً .. وأعطى ظهره لربه وخالقه .
وأنا أعتقد أن صاحبي يستطيع أن يفعل شيئاً .. يستطيع أن يكف عن الشروع في جريمة .. ويبدأ في الشروع في عمل آخر ناجح ..
مقال : مشروع جريمة
من كتاب / في الحب و الحياة
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ لي صديق كان زميلي أيام الدراسة الثانوية . ثم افترقنا وألقت بنا الدنيا كل واحد في طريق ثم عدنا بعد سنوات لنلتقي .
وأصبح من عادته كلما لقيني أن يشكو . وأصبح من عادتي أن أستمع . وأنظر إلى وجهه الشاحب وشفتيه المزمومتين دائماً كأنما على ثأر بايت .
وشكواه دائما هي . هي . لا تتغير . حتى نبراته . حتى كلماته التي يقولها وهو يطحن أضراسه .
أريد أن أحيا كما يحيا السعداء الأغنياء . لا تقل لي إن معظم الأغنياء غير سعداء . لا تحاول أن تفلسف لي الفقر . وتشوه لي الغنى . أنا عارف كلامكم يا أدباء ، أريد أن أكون غنياً . ولست راضياً بالمرة عن نفسي . وعن وضعي الحالي . عايز فلوس . فلوس . عايز يكون عندي عربية وشقة فيها بوتوجاز وثلاجة وبيك أب وريكوردر . عايز أسكن في عمارة فيها أسانسير . ويكون عندي على الأقل خمس بدل جديدة . عايز أدخل السينما وأقعد بنوار . مش صالة .
عايز أدخل الكباريهات والبارات . عايز أعرف إيه الموجود داخل هذه العلب التي قرأت عنها حتى امتلأت رأسي كلاماً . عايز أشوف بعيني وأسمع بودني . عايز أعيش . أعيش .
أنا عايش في حرمان . إوعى تقوللي ربنا عايز كده . ربنا مش عايز كده . ربنا عايزني أعيش وخلقني عشان أعيش وأتحرك وأشعر وألمس وأحس بكل حاجة .
لقد كفرت بالمثل العليا . كفرت بالأخلاق . والفضائل والمبادىء . كلها كلمات جوفاء لا معنى لها عندي . الحقيقة الوحيدة التي أعرفها أني فقير . ليس لي فدان تِرك ولا بقرة شِرك . كل أملاكي هي ماهيتي . ثلاثون جنيهاً فقط .
موظف صغير حقير . والدي متوفي ويشاركني في هذا المبلغ أم وثلاثة إخوة . وكلهم سعداء لأنهم لا يشعرون .. أما أنا فأشعر . أشعر دائما أني ميت . أشعر أني أتمنى أشياء لا أستطيع أن أحصل عليها . وأشعر في لحظات أني على وشك أن أكون قاتلاً أو لصاً أو سفاحاً أو محتالاً أو مُهرِب مخدرات .
في حلقي مرارة لا تطفئها إلا الخيالات المريضة .
لا تقل لي إبحث عن عمل آخر أو اشتغل بالتجارة .
أين الوقت لكل هذا . وعملي في المطار . وسكَنى بشبرا ، وخروجى كل يوم في السابعة صباحاً وعودتي في الخامسة بعد الظهر مرهقاً . مُتعباً . لا أصلح لشيئ .
لاتقل لي هناك ملايين مثلك وأقل منك وسعداء .
هذا صحيح . أنا أعلم هذا ولكنهم خُلقوا هكذا . شعورهم هكذا . و لكني أنا شيء آخر . وشعوري شيء آخر . والمهم هو أنا .أنا .
ومن عادته أن يكرر أنا . أنا . عدة مرات وهو شارد . ينظر إليَّ بشفتيه المزمومتين كأنه يحاسبني . وكأني أنا المسئول عن عذابه . ثم يمضي إلى حاله وأمضي أنا إلى حالي .
ولكن شبحه يظل يلاحقني . شفتاه المزمومتان .
ونبراته الحادة . وكلماته التي ينطقها في مرارة ويضغطها بين أسنانه مرة . بعد مرة . أنا . أنا .
نعم هنا العذاب كله . في هذه الكلمة . أنا .
ليس عذابه في ظروفه وفقره وإيراده الصغير . وإنما عذابه في نفسه هو .
هناك ملايين الفقراء يعيشون مثله وأقل منه ولا يحسون بهذه الإحساسات .
إن عذابه في عناصر شخصيته التي تتأجج إلى جوار بعضها ويشعل كل واحد منها الآخر .
رغبة حادة بلا عقل . وشهوة بلا ضابط . وأحلام بلا وسائل وأمنيات ملحة وإرادة عقيمة . وإحساسات مرهفة وأفق ضيق . ولهفة مشبوبة . وصبر نافد .
وكلها تصطدم في النهاية وتتحول إلى أسباب للشقاء والحقد . ولا تتحول إلى عمل وفعالية أبداً . وهو بعُودِهِ النحيل ووجهه الشاحب الهضيم يبدو دائماً كمشروع جريمة .
وأنا لا أؤمن بأن الإنسان عبد للظروف وأنه مُسيَّر ولا اختيار له إطلاقاً .
ظروف الفقر والجهل والمرض والتربية السيئة لا تحتم الفشل في نظري . بل هي أحياناً تؤدي إلى النبوغ والخير والعبقرية . لأن العامل الحاسم هو دائماً الظرف الداخلي . الظرف النفسي .
وأخطر ظروف الجريمة ، هو المجرم نفسه . وأخطر دوافع الجريمة هو المجرم نفسه .
هي اللحظة الحاسمة التي تصل فيها شخصيته لدرجة الغليان وتفور عناصرها لتُفقده الصواب .
هذه العملية الداخلية المستترة في نفوسنا . النية . والإحساس . والإنفعال . والتصور . والتردد . والعزم . والإندفاع . هي مفتاح مصيرنا .
وطالما سألت نفسي . هل الإنسان يستطيع السيطرة على هذه العملية .
هل يستطيع صاحبي أن يحكم غضبه . ويسوس نفسه . ويقود ثورته . ويتحكم في انفعالاته . ويتعقل حقده . وحسده .
أعتقد أنه يستطيع .
أعتقد أن حبل الحرية ممدود في نفوسنا وأننا نستطيع أن نلوذ به دائماً .
يد الله تمد لنا هذا الحبل دائماً ولكنّا لا نراها .
في أعماقنا طاقة ضوء نستطيع أن نطل منها ونستنجد .
لسنا حجرات مغلقة مظلمة . تحتوي على الظروف . وتعكس مؤثرات البيئة فقط بدون حرية وبدون تصرف وبدون إرادة . ولسنا حفراً تتجمع فيها الظروف والفقر والجهل والمرض والأبواب المسدودة .
هناك الحرية دائماً في قاع المشكلة . وهناك يد الله ورحمته .
لسنا كعيدان القش تحملنا الأمواج . ويقذف بنا التيار . وإنما نحن نستطيع أن نسير ضد الريح . ونسبح ضد التيار . وضد الظروف غير المواتية أحياناً .
إن الشجرة وهي نوع منحط من أنواع الحياة . تنمو إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية . والعصارة تجري فيها إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية . وضد قوانين السوائل والضغط الجوى . وضد الظروف الفيزيقية .
وهي تقف صلبة سامقة في وجه الريح . لا تنحني للطبيعة . وهي شجرة عاجزة عمياء مزروعة في الأرض مقيدة بجذورها . فما بال الإنسان سيد الكائنات الحية جميعها . وله ساقان يجري بهما . وعينان يبصر بهما . وعقل يفكر به . وقلب يحس به .
أنا لا أصدق أبداً خرافة المصير المحتوم . والظروف التي تضرب على الناس الذِلّة والمسكنة . فلا يُبقي لهم إلا الشكوى والسباب . والجريمة .
هناك حل دائماً . هناك مَخرَج . طالما أن هناك إيمان .
والمشكلة ليست الظروف .
الظروف تتشابه في العائلة الواحدة . ومع هذا يفترق الأخوة على طرق المصير . واحد يَنبُغ . والآخر يرتكب جريمة قتل . والثالث يشحذ . والرابع يدمن المخدرات .
المشكلة هي الانسان .
الإنسان هو الظرف الحاسم . والعامل المهم في الحياة . وحينما تنسد كل الأبواب أمامه يظل هناك باب مفتوح في داخله . هو الباب المفتوح على الرحمة الإلهية .
وحينما يصرخ من اليأس . فلأنه أغلق بيده هذا الباب أيضاً . وأعطى ظهره لربه وخالقه .
وأنا أعتقد أن صاحبي يستطيع أن يفعل شيئاً . يستطيع أن يكف عن الشروع في جريمة . ويبدأ في الشروع في عمل آخر ناجح .
مقال : مشروع جريمة
من كتاب / في الحب و الحياة
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
❞ البـــــــــــــارت الثاني عشر
نروح عند جمال خرج من البيت بعصبيه للشركة عشان يحدد موقع المتصل
الرسبشن : نعم اخي ب ايش اساعدك
جمال يخرج الرقم: ياخي ممكن تشوف لي اسم وموقعه هذا المتصل
الرسبشن اخذ الرقم : ثواني
شوية والرسبشن يجيب المعلومات : المتصل اسمه طلال **** ساكن في شارع *** في حارة ***
جمال كان يكتب المعلومات عنه : شكرا يا اخي
الرسبشن : العفو
خرج جمال من الشركة واخذ طريقة للبيت
جميله : اش سويت مع الرقم
جمال وهو سرحان : معي خطه وانتي عتنفذيها
جميله : اني انفذها
جمال : ايوه ( توضع وتربع يشرح لها الخطة )
جميلة : يوووه وافعلها اني
جمال : ايوه عشان نوصل له هكذا معنقدرش
جميله تأففت : تمام
نروح عند منى كانت مقطعه نفسها بكى ماتدري كيف تفعل قامت توضت وصلت وبكيت لين نامت فوق السجاده
نروح عند اهل عبدالله كانوا في المطار وحاجزين على السعودية شوية جاء النداء : على جميع المسافرين للسعودية الرياض التوجهه للبوابه رقم ***
ابو عبدالله يمشي بالعكاز وام عبدالله تسحب شنطتها وليلى وابرار يمشوا
ليلى كانت تصور كل لحظه وكل ثانيه
ابرار تصيح على ليلى : ليلى صوريني
ليلى ب ابتسامة ترفع الكاميرا
ابرار : كذا اشوف شكلي
ليلى : قمر
ليلى وابرار شافوا امهم وابوهم راحوا
ليلى تسحب ابرار بطريقة عشوائية : الحقي امي وابي راحووووا
ابرار طحست : آآآآآآه راسي
ليلى قرحت ضحك : هههههههههه مقدر هههههه اااخ بطني شكلش يضحك
ابرار تقوم تمسح على راسها : محد شاف
ليلى تذكرت انه كان في عائله ماشية شافتهم وبكذب : لا محد الحقي
وجروا يلحقوا امهم وابوهم
طلعوا الطياره وحلقت بين سماء اليمن وسحابها
ليلى وابرار كانوا مع بعض
وام عبدالله وابو عبدالله جالسين وراهم مع بعض
ليلى تشوف من شباك الطائرة : شوفي يا ابرار ما احلا التضاريس
ابرار تشوف : يووه ما احلاها صوري
ليلى تصور
ام عبدالله : يا ابو عبدالله كم ياخذ وقت لما نوصل للرياض
ابو عبدالله مستند على الكرسي ومغمض عيونه : ساعتين ثلاث
ام عبدالله : الحين انته ليش مغمض من لما طلعنا الطائرة وانت مش راضي تفتح عيونك
ابو عبدالله بنفس الوضعية : احس بدوار
ام عبدالله بيأس ما في امل من زوجها دعممت وجلست تشوف من الشباك
نروح عند بيت ابو سجى وتحديدا في غرفة عمار خرج بعد ما تأكد ان روان تغدت سوا
خرج من جيبه مفتاح غرفة شيماء
شيماء سمعت الباب يفتح تربعت
عمار دخل وسكر الباب خلفه وقرب منها : قولي لي من كنتي تكلمي بالجوال
شيماء مسوية نفسها مش عارفه شيء : من اكلم ولا اكلم احد
عمار صرخ : اتكلمميييييييييي
شيماء خافت منه ومستمرة في الكذب : ك..كنت...كنت...
عمار بنفس الصراخ : بسرععهههههه
شيماء بلعت ريقها : كنت اكلم ....كنت اكلم شهد
عمار بهمس: ومن هذه شهد
شيماء بكذب وترقيع : صديقتي في المدرسة
عمار يخرج الجوال من جيبه : خرجي رقمها
شيماء اخذت الجوال وبيد ترتجف وطلعت الرقم
عمار سحب الجوال منها واخذ الرقم واتصل
شوية جاء صوت شهد : الو شيماء
عمار : الو
شهد : شيماء
عمار : معش اخوها
شهد بلعت ريقها خافت على شيماء : هلا
عمار : خلاص يا اختي مع السلامة
سكر عمار من شهد
شيماء تنهدت براحه
عمار واصل كلامه مع شيماء : تعرفي محمد
شيماء بلعت ريقها : ما اعرف محمد
عمار بصراخ: كيف ما تعرفي محمد وانتي كنتي تكلمي تقولي حمودي
شيماء بكذب : انت شكلك تتوهم اني ما عندي احد اسمه محمد
عمار بصراخ : طلعي رقمه بسررررررررررررعه
شيماء تمثل البكاء وبنفس الوقت خافت : من فين اعطيك محمد
عمار بتهديد : جهزي نفسش عرسش بعد شهر
خرج وسكر عليها الباب
شيما ء انفجرت بكاء لكن هذه المره بكاء من القلب كيف اخوها يعاملها بذا الشيء
خرج عمار ونزل ومتوجه للعمل وقفته امه : فين يا عمار
عمار مواصل طريقه لخارج البيت : العمل يمه
خرج وركب السياره وتفكيره يروح ويرجع كيف يسوي اتصل لصاحبه عمر
عمار : الو
عمر : اهلين ياشيخ الشباب
عمار : اهلين فيك
عمر : كيف احوالك
عمار : الحمدلله نمشي حالنا
عمر : الحمدالله
عمار : يا اخي اشتي اشوفك في اي مكان
عمر : تعال عندي للبيت انا في المجلس
عمار : طيب
عمر : منتظر لك
سكر عمار واتوجه في طريقة لعمر
عمر قام نزل شاف سميرة في المطبخ كالعادة
عمر تنحنح: لو سمحتي جهزي قلصين شاي احمر
سميرة بصوت اشبه بالهمس : تمام
عمر توجهه للمجلس فجاءه سمع صوت سقوط في المطبخ ركض شاف سميرة مرمية على الارض بخوف اخذ ماء وبدأ يرش على وجهه : سميره سميرة اصحي
سمير من الماء اللي على وجهه فتحت عيونها : فين اني
عمر ما زالت عيونه مفتحه من الخوف : في المطبخ
سميرة تقوم نفسها بتعب قرب منها عمر يساعدها بحركة سريعه ابتعدت منه : لا تلمسني
عمر تدارك نفسه وخرج من المطبخ وملامحها الجميله عالقه في راسه
شوية دق الجرس كان عمار
عمر يسلم عليه : اهلين
عمار : هلا
عمر بدخله المجلس : اتفضل اتفضل نورت
عمار ب ابتسامة : بنورك يا غالي
دخل عمار وعمر وسواليف وكلام ووو من امور الدنيا
عمار يعدل من جلسته : اقولك يا عمر معي اختي شيماء ( وحكى له بكل القصه لان عمر صديق عمار الروح بالروح )
*ملاحظه الرجال اليمنين مستحيل يتكلموا على خواتهم بشيء لان طبع المروءه والغيره تجري بدمهم فطرة سبحان الله *
عمار يمسح على جبهته : الخلاصة من كلامي يا عمر هو انك تدور لها عريس يمون ابن ناس وانا ما بكلمك الا لانك اخي
عمر احتار بالقصة وضرب على صدره : ان شاءالله يا اخي الا الرجال المناسب
عمار وقف : استأذنك الان بروح
عمر : الله معك
نروح للطائره بعد مرور ثلاث ساعات من السفر اعلنت الطائرة تنبيهها للركاب: على الجميع ربط الأحزمة ستهبط الطائرة الان في مطار الرياض
ابو عبدالله وام عبدالله ربطوا الأحزمة
ليلى وابرار ايضا ربطوا الأحزمة
شوية وجاء الصوت : لقد هبطت الطائرة بسلام في مطار الرياض
نزلوا الركاب ونزل ابو عبدالله وزوجته مع ليلى وابرار.
ليلى : فين بنروح الان
ايو عبدالله : نستأجر فندق شوية نرتاح ونرجع نحجز على كندا
نروح لجهة ثانية من المطار كان ابو يسرى وابو صادق منتظرين اعلان الرجال رقم *** المتوجهه الى كندا
ابو يسرى : حررررر
ابو صادق: ايوه والله
شوية جاء الصوت المعلن لكندا تحرك ابو يسرى وابو صادق ومعاهم يسرى للطائرة
نروح لكندا وتحديدا عند سلمان كان نائم في غرفته صحى على كابوس : اعوذ بالله من الشيطان( اخذ كوب ماء وشرب )
اخذ نفسه وبدل ونزل شاف سالم يتابع الرياضة
سلمان ينادي على الشغاله
الشغاله : نعم بابا
سلمان : جيبي لي قلص نسكافيه
الشغاله : حازر بابا
سلمان يناظر سالم اللي مركز على المباراة : احجز لي اليوم لليمن
سالم وتركيزه على التلفاز : ليش
سلمان : برجع ازور اهلي واتزوج
سالم يرجع نظره لسلمان : بتتزوج معقول وانت تكره جنس حواء
سلمان يأخذ النسكافيه من الشغاله ويرشف منه : مهما يكون ضروري ارجع عند امي وابي واكمل نص ديني
سالم : والقصر
سلمان : مكانه اكون اروح وارجع
سالم تذكر ان عبدالله حفل تخرجه قرب : وعبدالله
سلمان ما ركز : ماله
سالم : عبدالله حفل تخرجه بعد بكره يعني انت عارف احتمال اهله يجوا
سلمان اشترغ بالنسكافيه : ايوه ليش ما قولت لي
سالم يرجع نظره للتلفاز: احسبك داري
سلمان سرحان في الفراغ يفكر : سالم
سالم بنفس الوضعيه : همم
سلمان : ركز معي على كل نقطه بقولها لك
سالم يرجع نظره با اهتمام على سلمان : ابشر
سلمان يشرح لسالم كل نقطه في الخطه
نروح لمكان ثاني من كندا وتحديدا عند عبدالله خرج من شقته للسيارة متجهه لشقة سلوى وقف السيارة واخذ جواله يتصل لسلوى
سلوى بهمس من النوم : الو
عبدالله سرح بهمسها : يالبي والصوت
سلوى فزت وعدلت صوتها : عبدالله
عبدالله ب ابتسامة جانبيه : عبدالله واهله
سلوى قلبها دق : اهلين
عبدالله بنفس الابتسامة: تجهزي انا انتظرش نازل
سلوى : تمام
قامت تتجهز وتلبس لكن هذه المره تحس في قلبها شيء من الرنين العاطفي نفضت افكارها ومشاعرها وخرجت شافت عبدالله منتظر لها نازل ركبت في مكانها المعتاد
عبدالله يعدل المرآه عشان يقدر يشوفها : صباح الحلو
سلوى نزلت عيونها وناظرت لشباك : صباح النور
عبدالله والابتسامة شاقه وجهه : كيف حالش
سلوى بهمس : الحمدالله وانت
عبدالله بين نفسه دام شفت الوجهه الحلو اكيد بخير تنهد : بخير
سلوى ركزت على تنهيده لكن طنشت
حرك عبدالله السيارة وكان الصمت سيد المكان عبدالله بين فترة وفترة يخطف نظرات
سلوى كانت سرحانه ب ايامها نزلت دمعه حاره على خدها
عبدالله لاحظ دمعتها بين نفسه ( والله ل اخرج اللي خطفش والله ما اكون انا عبدالله )
يمرّ يوم وكلّ يوم يمرّ أحس أنّي حزين
أمسي على ضيقة صدر وأصبح على ضيقة صدر
قالوا الفرج عقب الصّبر قلت الصّبر همٌ دفين
قالوا الوفى طبعه وفي، قلت الزّمن كله غادر
يا صدري اللّي من الضّيقة تقوم وتطيح
تكفى اقهر العاذلين بضيقتك وابتسم
عطني طرب غصب عن كفّ الزّمان الشّحيح
وأنا أواعدك وأعاهدك وأقسم قسم
لاعطيك رجلاً ليّا منه وقف ما يزيح
لو تقسم صفوف خلق الله ما ينقسم
وصل عبدالله للمنتزة لف على سلوى ب ابتسامة : هيا
سلوى ناظت المنتزة كان كبير ومغطى بالورد الجوري الاحمر والاصفر كان جميل جدا
سلوى نزلت وركضت بفرح : يالله ما احلى المكان يا عبدالله
عبدالله قرب منها : انتي اللي زينتي المكان
سلوى وقفت ناظرت عيونه عبدالله لاحظ سرحانها
ركز على عيونها يحس بشعور الحب لمس يدها وشبك يده بيدها سلوى تداركت وضعها وبعدت يدها واشاحت بنظرها عنه
عبدالله ابتسم : اجلسي
سلوى ومعطيه ظهرها: ما بجلس رجعني للشقة
عبدالله : تمام لكن قبل ما نأخذ لنا شيء ناكله
سلوى سكتت كانت تحس بالجوع
عبدالله جلس وبدأ يأكل وسلوى تدخل اللقمة غصب عنها
عبدالله كان ملاحظ عليها بس ما حب يضايقها خلها براحتها
ثواني تكلم عبدالله : معزومة لحفل تخرجي
سلوى بهدوء : مافي داعي يكفي اهلك معاك
عبدالله : ضروري تجي ما يحلى حفلي الا بشوفتك فيه
سلوى سكتت لانه مستحيل ترضى وتروح حفله واهله معاه
عبدالله لاحظ على سكوتها لكن طنش
نروح عند جمال كان هو وجميلة في الصاله
جمال بهدوء : طلعتي شفتي منى
جميله : ايوه نائمه
جمال يخرج الجوال من جيبه : مستعده
جميله بلغت ريقها: ايوه
جمال اخذ الجوال ويخرج الرقم ويتصل
طلال بهمس : اهلين
جميله تمثل صوت منى : هلا طلولي
طلال ضحك : ورجعتي لي شكلش رفضتي العريس
جميلة فتحت عيونها وتشوف جمال وجمال يأشر لها تواصل : ايوه عشانك
طلال بسخرية : كله عشاني
جميله : ايوه
طلال : اذا عشاني اشتي اشوفش
جميله : فين اشوفك
طلال : في مكاننا الدائم
جميله وضعت يدها على فمها بخوف : اي واحد منهم
طلال : منى مالش منتزة *** اش اكلتي اليوم
جميله ضحكت : لا بس اتأكد منك
طلال ب ابتسامة سخرية : انتظرش يا عيني
جميله : بكره ياروحي
طلال بزعل : ماشي اليوم
جمال يأشر على جميله تقول لطلال تمام جميله : تمام الساعه كم
طلال بيأس من أسئلتها: ٥ العصر اش رايش
جميلة : تمام
طلال : غريب ليش هذه المره ما قولتي عمتش ما بتخليش
جميله ارتبكت : ها اصلن قد تعودت على خرجتي معاك
جمال يأشر على زوجته تواصل الكلام
طلال يلعب بالشقارة بيده: في احد جنبش
جميله ارتبكت: لا محد جنبي يا طلولي عمتي تناديني مع السلامة
طلال ببروده : مع السلامة سكر طلال ورمى الجوال من القرف
جميله تأففت بخوف وجمال ابتسم ابتسامة شر : حلووووو حلووووو بكره موعدك يا طلال
جميله : وكيف بنفعل
جمال بهدوء : طبيعي تروحي تلاقيه
جميله : بس اني ما اشبه منى
جمال بدون مبالاة : لا تخافي خليش بعدي بس
جميله خافت يصير شيء : الله يستر
نروح عند عمر بعد ما روح عمار من عنده خرج شاف سميرة مروح وقفها : انتظري
سميرة وقفت : نعم
عمر قرب منها يشوف عيونها : كيف صحتش
سميرة مشيت بخطوات سريعه : بخير
عمر تداركها : تحتاجي شيء هذا رقمي خليه معش
سميرة اخذت الرقم يمكن ينفعها وخرجت للبيت
عمر جلس فوق الاريكة وافكاره في كلام عمار على اخته عمر بهمس: اتزوجها ولا لا
سمعته امه من وراه : من تتزوج
عمر تدارك فشله : ها ولا احد
ام عمر : في راسك واحده
عمر تذكر سميرة وادبها وخجلها لكن العادات والتقاليد مستحيل يتزوج واحده خدامة من بيت لبيت قام لغرفة :محد
ام عمر تراقب خطواته وبصوت : قول منهي ولا عليك الا اخطبها لك
عمر سمعها لكن طنشها يعرف امه دخل غرفته وتمدد فوق السرير يفكر من هو المناسب ل اخت عمار وبعد دوامة من التفكير جاء في باله واحد : لقيته
قام اخذ الجوال واتصله
:هلا بعمر
عمر : اهلين كيف حالك
: الحمدالله وانت
عمر : الحمدالله ياخي منت ناوي تتزوج
: ما حصلت يا خي البنت سوا ياليت
عمر ب ابتسامة : لقيتها لك
: صدق من هي
عمر : بكره اشوفك وبقولك تمام
: تمام
نروح عند طلال اتصل لعامر
طلال : الو
عامر : هلا
طلال : اتصلت منى تشتي تشوفني
عامر بهدوء : مش اول مره تشوفها
طلال بشك : لكن هذه المره في شيء اسمع احد جنبها لما اتصلت
عامر بشك : يكون احد يعلمها
طلال بسرحان : يمكن
عامر : ما اظن يا طلال انت تعرف منى خوافه
طلال تذكر خوف منى : لكن يا عامر كل الاحتمالات وارده
عامر : اش افعل اش اسوي امرر
طلال بتفكير : اسمع وركز معي شكلنا مهددين
عامر بتركيز: مركز اش خطتك
طلال يحكي لعامر كل نقطة وعامر مركز
عامر : لكن يا طلال ل نروح فيها
طلال ب ابتسامة انتصار : محد يروح فيها الا اللي يتعدا حدوده مع طلال
عامر بخوف : ان شاءالله
طلال : حصلت لي معلومات على بيت سلمان
عامر تذكر انه دور وما حصل اي معلومة : لا يا طلال
طلال عصب : كيف لا انت عامر صاحب طلال يستصعب عليك مثل ذا الامر
عامر : ابشر يا طلال الا اخرج لك بيت سلمان من تحت الارض
طلال يلعب بالشقارة بيده : كفووو
سكر طلال من عامر وافكاره عند منى
نروح عند عمار رجع البيت شاف امه واخته وزوجها جالسين بصوت جهوري مثل هيبة ابوه : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
عمار جلس جنب منير : كيف الشغل معك يا منير
منير : الحمدالله انت كيفك شكلك يا اخي مهموم
عمار يرجع راسه لوراء ويغمض : واكبر هم في حياتي
ام سجى تقلب عيونها من تصرفات ابنها
سجى لاحظت هذا الشي : بسم الله عليك يا اخي
عمار: الله يخليش يا اختي هموم العمل والحياه تتعب الواحد
ام سجى : لو الولد يسمع كلام امه كان ربي يسرها له
عمار بضيق قام وطلع غرفته عند روان
سجى : مالش يمه على عمار
ام سجى : ولا شيء اهتمي بنفسش
سجى : لا حوله ولا قوة الا بالله
منير حب يغير يرجع عقل عمته بيكلم سجى : سجى اخوش سلمان اللي في كندا ماله حس بينكم
سجى بلعت ريقها من كلام منير : سلمان ايوة صح يمه فين سلمان ما يتصل ولا كأنه مننا
ام سجى عادها تتذكر ابنها وبكذب : عاده اتصل امس
سجى فهمت امها وبترقيع : ايوه صح كلمتيني من شوية
سجى ترجع نظرها لمنير : هيا يا منير مع العيال بكره دراسه
منير فهم حركة سجى قام واخذ العيال ولبسهم وسلم على عمته وخرج : انتظرش في السيارة
سجى ب ابتسامة : تمام
خرج منير مع العيال وسجى تلبس العباية شافت ل امها : ركزي يمه يمه انتي بتضغطي على عمار ونسيتي سلمان ابنش يمه كفو وانسان منتبه لكم ولزوجته مش مثل سلمان هناك محد عارف اش بيسوي
ام سجى غروروها كان مانعها انه تسمع لنصائح بنتها
سجى تأففت بيأس : عالعموم مع السلامة
وخرجت راسها بينفجر صداع من وضع اهلها ومشاكلهم
وصلت السيارة شافت منير مع العيال يضحك يجنن معاهم واصواتهم ملان الشارع
سجى ابتسمت على اسرتها الصغير : بسم الله اش فيكم
منير بضحكه : عيالش مشاغبين
سجى ضحكت : مثل ابوهم
منير قرب منها : وحلوين مثل امهم
سجى ضحكت بخجل من كلامه مهما تكون الحياة معكره حياتها منير يعدلها : الله لا يحرمني منك
منير يطبع بوسه على كف يدها : ولا منش
شغل السيارة ومشي ومشغل اغاني حسين الجسمي اللي تحبها سجى
نرجع لعمار دخل غرفته شاف روان نائمه ما حب يصحيها تمدد جنبها حست بدخوله روان بس طنشت كان النوم طاغي عليها وناموا الاثنين لكن هذه المره كلن منهم يجول بفكره ب اشياء معكره صفوة حياته
نرجع ل ابو يسرى وابو صادق كانو بالطائرة اللي استغرق الوقت وهم فيها ٨ ساعة
ابو يسرى : يا ابو صادق كم باقي على كندا
ابو صادق يشوف الساعة: باقي ٥ ساعات
ابو يسرى ضبح من الوقت المتبقي خرج مجله وجلس يطلع عليها ويقرأ
ابو صادق غلب عليه النوم
نرجع عند سلمان وقف يكلم سالم : جهز الجناح الثالث عمي وصاحبه وبنته بيجو
سالم : مع بنت ليش ما تتزوجها
سلمان يرميه بالمنديل : يا غباءك بنته زوجة صادق بن عمي
سالم تذكر : ها طيب الان اروح اجهز
طلع سالم الجناح واخذ يشرف على الخدم يرتبوا ويجهزوا
نرجع لجهه الثانية من كندا عند عبدالله وصل سلوى للشقة واخذ طريقة للجامعه واخذ الدعوات وخرج لقصر سلمان
عبدالله يتصل لسلمان : الو
سلمان يفز : اهلين بالخريج
عبدالله ب ابتسامة من كلمة خرج : اخرج انا خارج منتظر لك
سلمان : ليش خارج ادخل
عبدالله ما يشتي يقابل سلمان وكلامه بكذب : عندي كم شغل اخرج اعطيك دعوات الحفل
سلمان خرج بخطوات سريعه من ذكر دعوات شاف عبدالله بسيارة المرسيدس ابتسم ابتسامة خبث
عبدالله شافه قرب نزل الزجاج وابتسم
سلمان يصافح عبدالله : اهلين
عبدالله يبادله المصافحة ويخرج كرتين : هولاء لك ولسالم حياكم الله
سلمان اخذ الكروت : شكرا ان شاءالله ننورك
عبدالله : فوق العين والراس
شغل عبدالله السيارة ومشي تحت انظار سلمان
سلمان بغيره وكراهيه وحقد : والله ل اكرهك بحلمك يا عبدالله
اخذ نفسه ودخل شاف مزهريه زجاج فوق الطاولة رماها بغضب لما تكسرت
وما أحبُّ إذا أحببتُ مُكتتِمًا
يبدي العداوةَ أحيانًا ويخفيها
تظلُّ في قلبه البغضاءُ كامنةً
فالقلبُ يكتمها والعينُ تبديها
والنّفسُ تعرفُ في عيني محدّثها
من كان مِن سلمِها أو مِن أعاديها
عيناك قد دلَّتا عينيَّ منك
على أشياء لولاهما ما كنتُ أدريها
منقولة .
خلونا نتوقع الأحداث:
ماذا يخبي الاقدار لشيماء
ومن هو العريس اللي اتصله عمر
وماهي خطة جمال وزوجته ل طلال
وماهي خطة طلال مع عامر
وهل سيلاقي طلال بيت سلمان
وكيف ستسوقه الاقدار الى بيت سلمان
وعبدالله وسلوى كيف ستكون ايامهم
وهل سيمر حفل تخرج عبدالله على خير
وعن ابو يسرى وابو صادق ويسرى وذهابهم لكندا
احداث مثيره انتظروني ودمتم بود ♥️🤍
واللهم صل على محمد وعلى اله وصحبة اجمعين ♥️🤍. ❝ ⏤رفيدة عبد الباسط الحداد
❞ البـــــــــــــارت الثاني عشر
نروح عند جمال خرج من البيت بعصبيه للشركة عشان يحدد موقع المتصل
الرسبشن : نعم اخي ب ايش اساعدك
جمال يخرج الرقم: ياخي ممكن تشوف لي اسم وموقعه هذا المتصل
الرسبشن اخذ الرقم : ثواني
شوية والرسبشن يجيب المعلومات : المتصل اسمه طلال ** ساكن في شارع ** في حارة ** جمال كان يكتب المعلومات عنه : شكرا يا اخي
الرسبشن : العفو
خرج جمال من الشركة واخذ طريقة للبيت
جميله : اش سويت مع الرقم
جمال وهو سرحان : معي خطه وانتي عتنفذيها
جميله : اني انفذها
جمال : ايوه ( توضع وتربع يشرح لها الخطة )
جميلة : يوووه وافعلها اني
جمال : ايوه عشان نوصل له هكذا معنقدرش
جميله تأففت : تمام
نروح عند منى كانت مقطعه نفسها بكى ماتدري كيف تفعل قامت توضت وصلت وبكيت لين نامت فوق السجاده
نروح عند اهل عبدالله كانوا في المطار وحاجزين على السعودية شوية جاء النداء : على جميع المسافرين للسعودية الرياض التوجهه للبوابه رقم **
ابو عبدالله يمشي بالعكاز وام عبدالله تسحب شنطتها وليلى وابرار يمشوا
ليلى كانت تصور كل لحظه وكل ثانيه
ابرار تصيح على ليلى : ليلى صوريني
ليلى ب ابتسامة ترفع الكاميرا
ابرار : كذا اشوف شكلي
ليلى : قمر
ليلى وابرار شافوا امهم وابوهم راحوا
ليلى تسحب ابرار بطريقة عشوائية : الحقي امي وابي راحووووا
ابرار طحست : آآآآآآه راسي
ليلى قرحت ضحك : هههههههههه مقدر هههههه اااخ بطني شكلش يضحك
ابرار تقوم تمسح على راسها : محد شاف
ليلى تذكرت انه كان في عائله ماشية شافتهم وبكذب : لا محد الحقي
وجروا يلحقوا امهم وابوهم
طلعوا الطياره وحلقت بين سماء اليمن وسحابها
ليلى وابرار كانوا مع بعض
وام عبدالله وابو عبدالله جالسين وراهم مع بعض
ليلى تشوف من شباك الطائرة : شوفي يا ابرار ما احلا التضاريس
ابرار تشوف : يووه ما احلاها صوري
ليلى تصور
ام عبدالله : يا ابو عبدالله كم ياخذ وقت لما نوصل للرياض
ابو عبدالله مستند على الكرسي ومغمض عيونه : ساعتين ثلاث
ام عبدالله : الحين انته ليش مغمض من لما طلعنا الطائرة وانت مش راضي تفتح عيونك
ابو عبدالله بنفس الوضعية : احس بدوار
ام عبدالله بيأس ما في امل من زوجها دعممت وجلست تشوف من الشباك
نروح عند بيت ابو سجى وتحديدا في غرفة عمار خرج بعد ما تأكد ان روان تغدت سوا
خرج من جيبه مفتاح غرفة شيماء
شيماء سمعت الباب يفتح تربعت
عمار دخل وسكر الباب خلفه وقرب منها : قولي لي من كنتي تكلمي بالجوال
شيماء مسوية نفسها مش عارفه شيء : من اكلم ولا اكلم احد
عمار صرخ : اتكلمميييييييييي
شيماء خافت منه ومستمرة في الكذب : ك.كنت..كنت..
عمار بنفس الصراخ : بسرععهههههه
شيماء بلعت ريقها : كنت اكلم ..كنت اكلم شهد
عمار بهمس: ومن هذه شهد
شيماء بكذب وترقيع : صديقتي في المدرسة
عمار يخرج الجوال من جيبه : خرجي رقمها
شيماء اخذت الجوال وبيد ترتجف وطلعت الرقم
عمار سحب الجوال منها واخذ الرقم واتصل
شوية جاء صوت شهد : الو شيماء
عمار : الو
شهد : شيماء
عمار : معش اخوها
شهد بلعت ريقها خافت على شيماء : هلا
عمار : خلاص يا اختي مع السلامة
سكر عمار من شهد
شيماء تنهدت براحه
عمار واصل كلامه مع شيماء : تعرفي محمد
شيماء بلعت ريقها : ما اعرف محمد
عمار بصراخ: كيف ما تعرفي محمد وانتي كنتي تكلمي تقولي حمودي
شيماء بكذب : انت شكلك تتوهم اني ما عندي احد اسمه محمد
عمار بصراخ : طلعي رقمه بسررررررررررررعه
شيماء تمثل البكاء وبنفس الوقت خافت : من فين اعطيك محمد
عمار بتهديد : جهزي نفسش عرسش بعد شهر
خرج وسكر عليها الباب
شيما ء انفجرت بكاء لكن هذه المره بكاء من القلب كيف اخوها يعاملها بذا الشيء
خرج عمار ونزل ومتوجه للعمل وقفته امه : فين يا عمار
عمار مواصل طريقه لخارج البيت : العمل يمه
خرج وركب السياره وتفكيره يروح ويرجع كيف يسوي اتصل لصاحبه عمر
عمار : الو
عمر : اهلين ياشيخ الشباب
عمار : اهلين فيك
عمر : كيف احوالك
عمار : الحمدلله نمشي حالنا
عمر : الحمدالله
عمار : يا اخي اشتي اشوفك في اي مكان
عمر : تعال عندي للبيت انا في المجلس
عمار : طيب
عمر : منتظر لك
سكر عمار واتوجه في طريقة لعمر
عمر قام نزل شاف سميرة في المطبخ كالعادة
عمر تنحنح: لو سمحتي جهزي قلصين شاي احمر
سميرة بصوت اشبه بالهمس : تمام
عمر توجهه للمجلس فجاءه سمع صوت سقوط في المطبخ ركض شاف سميرة مرمية على الارض بخوف اخذ ماء وبدأ يرش على وجهه : سميره سميرة اصحي
سمير من الماء اللي على وجهه فتحت عيونها : فين اني
عمر ما زالت عيونه مفتحه من الخوف : في المطبخ
سميرة تقوم نفسها بتعب قرب منها عمر يساعدها بحركة سريعه ابتعدت منه : لا تلمسني
عمر تدارك نفسه وخرج من المطبخ وملامحها الجميله عالقه في راسه
شوية دق الجرس كان عمار
عمر يسلم عليه : اهلين
عمار : هلا
عمر بدخله المجلس : اتفضل اتفضل نورت
عمار ب ابتسامة : بنورك يا غالي
دخل عمار وعمر وسواليف وكلام ووو من امور الدنيا
عمار يعدل من جلسته : اقولك يا عمر معي اختي شيماء ( وحكى له بكل القصه لان عمر صديق عمار الروح بالروح )
*ملاحظه الرجال اليمنين مستحيل يتكلموا على خواتهم بشيء لان طبع المروءه والغيره تجري بدمهم فطرة سبحان الله *
عمار يمسح على جبهته : الخلاصة من كلامي يا عمر هو انك تدور لها عريس يمون ابن ناس وانا ما بكلمك الا لانك اخي
عمر احتار بالقصة وضرب على صدره : ان شاءالله يا اخي الا الرجال المناسب
عمار وقف : استأذنك الان بروح
عمر : الله معك
نروح للطائره بعد مرور ثلاث ساعات من السفر اعلنت الطائرة تنبيهها للركاب: على الجميع ربط الأحزمة ستهبط الطائرة الان في مطار الرياض
شوية وجاء الصوت : لقد هبطت الطائرة بسلام في مطار الرياض
نزلوا الركاب ونزل ابو عبدالله وزوجته مع ليلى وابرار.
ليلى : فين بنروح الان
ايو عبدالله : نستأجر فندق شوية نرتاح ونرجع نحجز على كندا
نروح لجهة ثانية من المطار كان ابو يسرى وابو صادق منتظرين اعلان الرجال رقم ** المتوجهه الى كندا
ابو يسرى : حررررر
ابو صادق: ايوه والله
شوية جاء الصوت المعلن لكندا تحرك ابو يسرى وابو صادق ومعاهم يسرى للطائرة
نروح لكندا وتحديدا عند سلمان كان نائم في غرفته صحى على كابوس : اعوذ بالله من الشيطان( اخذ كوب ماء وشرب )
اخذ نفسه وبدل ونزل شاف سالم يتابع الرياضة
سلمان ينادي على الشغاله
الشغاله : نعم بابا
سلمان : جيبي لي قلص نسكافيه
الشغاله : حازر بابا
سلمان يناظر سالم اللي مركز على المباراة : احجز لي اليوم لليمن
سالم وتركيزه على التلفاز : ليش
سلمان : برجع ازور اهلي واتزوج
سالم يرجع نظره لسلمان : بتتزوج معقول وانت تكره جنس حواء
سلمان يأخذ النسكافيه من الشغاله ويرشف منه : مهما يكون ضروري ارجع عند امي وابي واكمل نص ديني
سالم : والقصر
سلمان : مكانه اكون اروح وارجع
سالم تذكر ان عبدالله حفل تخرجه قرب : وعبدالله
سلمان ما ركز : ماله
سالم : عبدالله حفل تخرجه بعد بكره يعني انت عارف احتمال اهله يجوا
سلمان اشترغ بالنسكافيه : ايوه ليش ما قولت لي
سالم يرجع نظره للتلفاز: احسبك داري
سلمان سرحان في الفراغ يفكر : سالم
سالم بنفس الوضعيه : همم
سلمان : ركز معي على كل نقطه بقولها لك
سالم يرجع نظره با اهتمام على سلمان : ابشر
سلمان يشرح لسالم كل نقطه في الخطه
نروح لمكان ثاني من كندا وتحديدا عند عبدالله خرج من شقته للسيارة متجهه لشقة سلوى وقف السيارة واخذ جواله يتصل لسلوى
سلوى بهمس من النوم : الو
عبدالله سرح بهمسها : يالبي والصوت
سلوى فزت وعدلت صوتها : عبدالله
عبدالله ب ابتسامة جانبيه : عبدالله واهله
سلوى قلبها دق : اهلين
عبدالله بنفس الابتسامة: تجهزي انا انتظرش نازل
سلوى : تمام
قامت تتجهز وتلبس لكن هذه المره تحس في قلبها شيء من الرنين العاطفي نفضت افكارها ومشاعرها وخرجت شافت عبدالله منتظر لها نازل ركبت في مكانها المعتاد
عبدالله يعدل المرآه عشان يقدر يشوفها : صباح الحلو
سلوى نزلت عيونها وناظرت لشباك : صباح النور
عبدالله والابتسامة شاقه وجهه : كيف حالش
سلوى بهمس : الحمدالله وانت
عبدالله بين نفسه دام شفت الوجهه الحلو اكيد بخير تنهد : بخير
سلوى ركزت على تنهيده لكن طنشت
حرك عبدالله السيارة وكان الصمت سيد المكان عبدالله بين فترة وفترة يخطف نظرات
سلوى كانت سرحانه ب ايامها نزلت دمعه حاره على خدها
عبدالله لاحظ دمعتها بين نفسه ( والله ل اخرج اللي خطفش والله ما اكون انا عبدالله )
يمرّ يوم وكلّ يوم يمرّ أحس أنّي حزين
أمسي على ضيقة صدر وأصبح على ضيقة صدر
قالوا الفرج عقب الصّبر قلت الصّبر همٌ دفين
قالوا الوفى طبعه وفي، قلت الزّمن كله غادر
يا صدري اللّي من الضّيقة تقوم وتطيح
تكفى اقهر العاذلين بضيقتك وابتسم
عطني طرب غصب عن كفّ الزّمان الشّحيح
وأنا أواعدك وأعاهدك وأقسم قسم
لاعطيك رجلاً ليّا منه وقف ما يزيح
لو تقسم صفوف خلق الله ما ينقسم
وصل عبدالله للمنتزة لف على سلوى ب ابتسامة : هيا
سلوى ناظت المنتزة كان كبير ومغطى بالورد الجوري الاحمر والاصفر كان جميل جدا
سلوى نزلت وركضت بفرح : يالله ما احلى المكان يا عبدالله
عبدالله قرب منها : انتي اللي زينتي المكان
سلوى وقفت ناظرت عيونه عبدالله لاحظ سرحانها
ركز على عيونها يحس بشعور الحب لمس يدها وشبك يده بيدها سلوى تداركت وضعها وبعدت يدها واشاحت بنظرها عنه
عبدالله ابتسم : اجلسي
سلوى ومعطيه ظهرها: ما بجلس رجعني للشقة
عبدالله : تمام لكن قبل ما نأخذ لنا شيء ناكله
سلوى سكتت كانت تحس بالجوع
عبدالله جلس وبدأ يأكل وسلوى تدخل اللقمة غصب عنها
عبدالله كان ملاحظ عليها بس ما حب يضايقها خلها براحتها
ثواني تكلم عبدالله : معزومة لحفل تخرجي
سلوى بهدوء : مافي داعي يكفي اهلك معاك
عبدالله : ضروري تجي ما يحلى حفلي الا بشوفتك فيه
سلوى سكتت لانه مستحيل ترضى وتروح حفله واهله معاه
عبدالله لاحظ على سكوتها لكن طنش
نروح عند جمال كان هو وجميلة في الصاله
جمال بهدوء : طلعتي شفتي منى
جميله : ايوه نائمه
جمال يخرج الجوال من جيبه : مستعده
جميله بلغت ريقها: ايوه
جمال اخذ الجوال ويخرج الرقم ويتصل
طلال بهمس : اهلين
جميله تمثل صوت منى : هلا طلولي
طلال ضحك : ورجعتي لي شكلش رفضتي العريس
جميلة فتحت عيونها وتشوف جمال وجمال يأشر لها تواصل : ايوه عشانك
طلال بسخرية : كله عشاني
جميله : ايوه
طلال : اذا عشاني اشتي اشوفش
جميله : فين اشوفك
طلال : في مكاننا الدائم
جميله وضعت يدها على فمها بخوف : اي واحد منهم
طلال : منى مالش منتزة ** اش اكلتي اليوم
جميله ضحكت : لا بس اتأكد منك
طلال ب ابتسامة سخرية : انتظرش يا عيني
جميله : بكره ياروحي
طلال بزعل : ماشي اليوم
جمال يأشر على جميله تقول لطلال تمام جميله : تمام الساعه كم
طلال بيأس من أسئلتها: ٥ العصر اش رايش
جميلة : تمام
طلال : غريب ليش هذه المره ما قولتي عمتش ما بتخليش
جميله ارتبكت : ها اصلن قد تعودت على خرجتي معاك
جمال يأشر على زوجته تواصل الكلام
طلال يلعب بالشقارة بيده: في احد جنبش
جميله ارتبكت: لا محد جنبي يا طلولي عمتي تناديني مع السلامة
طلال ببروده : مع السلامة سكر طلال ورمى الجوال من القرف
جميله تأففت بخوف وجمال ابتسم ابتسامة شر : حلووووو حلووووو بكره موعدك يا طلال
جميله : وكيف بنفعل
جمال بهدوء : طبيعي تروحي تلاقيه
جميله : بس اني ما اشبه منى
جمال بدون مبالاة : لا تخافي خليش بعدي بس
جميله خافت يصير شيء : الله يستر
نروح عند عمر بعد ما روح عمار من عنده خرج شاف سميرة مروح وقفها : انتظري
سميرة وقفت : نعم
عمر قرب منها يشوف عيونها : كيف صحتش
سميرة مشيت بخطوات سريعه : بخير
عمر تداركها : تحتاجي شيء هذا رقمي خليه معش
سميرة اخذت الرقم يمكن ينفعها وخرجت للبيت
عمر جلس فوق الاريكة وافكاره في كلام عمار على اخته عمر بهمس: اتزوجها ولا لا
سمعته امه من وراه : من تتزوج
عمر تدارك فشله : ها ولا احد
ام عمر : في راسك واحده
عمر تذكر سميرة وادبها وخجلها لكن العادات والتقاليد مستحيل يتزوج واحده خدامة من بيت لبيت قام لغرفة :محد
ام عمر تراقب خطواته وبصوت : قول منهي ولا عليك الا اخطبها لك
عمر سمعها لكن طنشها يعرف امه دخل غرفته وتمدد فوق السرير يفكر من هو المناسب ل اخت عمار وبعد دوامة من التفكير جاء في باله واحد : لقيته
قام اخذ الجوال واتصله
:هلا بعمر
عمر : اهلين كيف حالك
: الحمدالله وانت
عمر : الحمدالله ياخي منت ناوي تتزوج
: ما حصلت يا خي البنت سوا ياليت
عمر ب ابتسامة : لقيتها لك
: صدق من هي
عمر : بكره اشوفك وبقولك تمام
: تمام
نروح عند طلال اتصل لعامر
طلال : الو
عامر : هلا
طلال : اتصلت منى تشتي تشوفني
عامر بهدوء : مش اول مره تشوفها
طلال بشك : لكن هذه المره في شيء اسمع احد جنبها لما اتصلت
عامر بشك : يكون احد يعلمها
طلال بسرحان : يمكن
عامر : ما اظن يا طلال انت تعرف منى خوافه
طلال تذكر خوف منى : لكن يا عامر كل الاحتمالات وارده
عامر : اش افعل اش اسوي امرر
طلال بتفكير : اسمع وركز معي شكلنا مهددين
عامر بتركيز: مركز اش خطتك
طلال يحكي لعامر كل نقطة وعامر مركز
عامر : لكن يا طلال ل نروح فيها
طلال ب ابتسامة انتصار : محد يروح فيها الا اللي يتعدا حدوده مع طلال
عامر بخوف : ان شاءالله
طلال : حصلت لي معلومات على بيت سلمان
عامر تذكر انه دور وما حصل اي معلومة : لا يا طلال
طلال عصب : كيف لا انت عامر صاحب طلال يستصعب عليك مثل ذا الامر
عامر : ابشر يا طلال الا اخرج لك بيت سلمان من تحت الارض
طلال يلعب بالشقارة بيده : كفووو
سكر طلال من عامر وافكاره عند منى
نروح عند عمار رجع البيت شاف امه واخته وزوجها جالسين بصوت جهوري مثل هيبة ابوه : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
عمار جلس جنب منير : كيف الشغل معك يا منير
منير : الحمدالله انت كيفك شكلك يا اخي مهموم
عمار يرجع راسه لوراء ويغمض : واكبر هم في حياتي
ام سجى تقلب عيونها من تصرفات ابنها
سجى لاحظت هذا الشي : بسم الله عليك يا اخي
عمار: الله يخليش يا اختي هموم العمل والحياه تتعب الواحد
ام سجى : لو الولد يسمع كلام امه كان ربي يسرها له
عمار بضيق قام وطلع غرفته عند روان
سجى : مالش يمه على عمار
ام سجى : ولا شيء اهتمي بنفسش
سجى : لا حوله ولا قوة الا بالله
منير حب يغير يرجع عقل عمته بيكلم سجى : سجى اخوش سلمان اللي في كندا ماله حس بينكم
سجى بلعت ريقها من كلام منير : سلمان ايوة صح يمه فين سلمان ما يتصل ولا كأنه مننا
ام سجى عادها تتذكر ابنها وبكذب : عاده اتصل امس
سجى فهمت امها وبترقيع : ايوه صح كلمتيني من شوية
سجى ترجع نظرها لمنير : هيا يا منير مع العيال بكره دراسه
منير فهم حركة سجى قام واخذ العيال ولبسهم وسلم على عمته وخرج : انتظرش في السيارة
سجى ب ابتسامة : تمام
خرج منير مع العيال وسجى تلبس العباية شافت ل امها : ركزي يمه يمه انتي بتضغطي على عمار ونسيتي سلمان ابنش يمه كفو وانسان منتبه لكم ولزوجته مش مثل سلمان هناك محد عارف اش بيسوي
ام سجى غروروها كان مانعها انه تسمع لنصائح بنتها
سجى تأففت بيأس : عالعموم مع السلامة
وخرجت راسها بينفجر صداع من وضع اهلها ومشاكلهم
وصلت السيارة شافت منير مع العيال يضحك يجنن معاهم واصواتهم ملان الشارع
سجى ابتسمت على اسرتها الصغير : بسم الله اش فيكم
منير بضحكه : عيالش مشاغبين
سجى ضحكت : مثل ابوهم
منير قرب منها : وحلوين مثل امهم
سجى ضحكت بخجل من كلامه مهما تكون الحياة معكره حياتها منير يعدلها : الله لا يحرمني منك
منير يطبع بوسه على كف يدها : ولا منش
شغل السيارة ومشي ومشغل اغاني حسين الجسمي اللي تحبها سجى
نرجع لعمار دخل غرفته شاف روان نائمه ما حب يصحيها تمدد جنبها حست بدخوله روان بس طنشت كان النوم طاغي عليها وناموا الاثنين لكن هذه المره كلن منهم يجول بفكره ب اشياء معكره صفوة حياته
نرجع ل ابو يسرى وابو صادق كانو بالطائرة اللي استغرق الوقت وهم فيها ٨ ساعة
ابو يسرى : يا ابو صادق كم باقي على كندا
ابو صادق يشوف الساعة: باقي ٥ ساعات
ابو يسرى ضبح من الوقت المتبقي خرج مجله وجلس يطلع عليها ويقرأ
ابو صادق غلب عليه النوم
نرجع عند سلمان وقف يكلم سالم : جهز الجناح الثالث عمي وصاحبه وبنته بيجو
سالم : مع بنت ليش ما تتزوجها
سلمان يرميه بالمنديل : يا غباءك بنته زوجة صادق بن عمي
سالم تذكر : ها طيب الان اروح اجهز
طلع سالم الجناح واخذ يشرف على الخدم يرتبوا ويجهزوا
نرجع لجهه الثانية من كندا عند عبدالله وصل سلوى للشقة واخذ طريقة للجامعه واخذ الدعوات وخرج لقصر سلمان
عبدالله يتصل لسلمان : الو
سلمان يفز : اهلين بالخريج
عبدالله ب ابتسامة من كلمة خرج : اخرج انا خارج منتظر لك
سلمان : ليش خارج ادخل
عبدالله ما يشتي يقابل سلمان وكلامه بكذب : عندي كم شغل اخرج اعطيك دعوات الحفل
سلمان خرج بخطوات سريعه من ذكر دعوات شاف عبدالله بسيارة المرسيدس ابتسم ابتسامة خبث
عبدالله شافه قرب نزل الزجاج وابتسم
سلمان يصافح عبدالله : اهلين
عبدالله يبادله المصافحة ويخرج كرتين : هولاء لك ولسالم حياكم الله
سلمان اخذ الكروت : شكرا ان شاءالله ننورك
عبدالله : فوق العين والراس
شغل عبدالله السيارة ومشي تحت انظار سلمان
سلمان بغيره وكراهيه وحقد : والله ل اكرهك بحلمك يا عبدالله
اخذ نفسه ودخل شاف مزهريه زجاج فوق الطاولة رماها بغضب لما تكسرت
وما أحبُّ إذا أحببتُ مُكتتِمًا
يبدي العداوةَ أحيانًا ويخفيها
تظلُّ في قلبه البغضاءُ كامنةً
فالقلبُ يكتمها والعينُ تبديها
والنّفسُ تعرفُ في عيني محدّثها
من كان مِن سلمِها أو مِن أعاديها
عيناك قد دلَّتا عينيَّ منك
على أشياء لولاهما ما كنتُ أدريها
منقولة .
خلونا نتوقع الأحداث:
ماذا يخبي الاقدار لشيماء
ومن هو العريس اللي اتصله عمر
وماهي خطة جمال وزوجته ل طلال
وماهي خطة طلال مع عامر
وهل سيلاقي طلال بيت سلمان
وكيف ستسوقه الاقدار الى بيت سلمان
وعبدالله وسلوى كيف ستكون ايامهم
وهل سيمر حفل تخرج عبدالله على خير
وعن ابو يسرى وابو صادق ويسرى وذهابهم لكندا
احداث مثيره انتظروني ودمتم بود ♥️🤍
واللهم صل على محمد وعلى اله وصحبة اجمعين ♥️🤍. ❝
❞ نشرَت جريدة الصنداي تايمز، هذا النهار، خبر تسرب شعاع غامض من مدينة أدرنَّة التركية على الحدود اليونانية، وتكهّن مواطن يوناني الْتقتهُ مراسلة الصحيفة، بأنهم على الحدّ الفاصل لليونان، شاهدوا ليومين متتاليين، أشِعّة أرجوانية اللون، غامضة تومض لدقائق ثم تنْساب على مدَى الأفق وكأنها طيفٌ خيالي، تبعتها رياح مُغْبّرة، وما زادَ الأمر تعقيدًا، إصابة كلّ من صادف تواجدهُ تلك الساعة بالمنطقة، بحكّة جلْدية شرِسة، وتوَسّعت المراسلة الصحفية في الخبر، بالتحقيق مع سكان المنطقتين من كلا الجانبين، ما أفضى بالنهاية، لتوْقيفها من قبل السلطات التركية ومصادرة الكاميرا ولكنها تمكّنت من تسريب صور التحقيق...
لم يلفت ذلك الخبر نظر العالم الذي كان مشغولاً بأخبار الأمير هاري وميغان، وحتى خبر الصنداي حول الشعاع الأرجواني نُشر بصفحةٍ داخلية، وغطى عليه بذات اليوم، خبر اغتيال قاسم سليماني...وحدهُ القرمزي، الذي قرأ الجريدة في المساء، متأخرًا عن عادة قراءتها في الصباح، بينما كان يحتسي قهوته السوداء في رصيف مقهى ميدان الكاتدرائيّة...
قربّ السفارة البحرينية في لندن نهار اليوم التالي، كان ثمّة بضعة عشرات من متظاهرين احتشدوا تحت رذاذ المطر، حملوا يافطات ورقية هزيلة مسَحَت قطرات المطر حِبرها، مطالبين بديمقراطية، بينمّا كان واحدٌ منهم يحمل صورة القتيل قاسم سليماني...كانت فجْوَة غير مُنصفة تلك اللحظة التي ضاع فيها خبر الصنداي، وعلى الضفة الأخرى من الشارع، تدخل البوليس لتفريق مجموعة مُتعرّية، حملت شعاراتٍ بيئية، كان الطقس ضبابيًا وحركة السير مرتبكة...
\"لا أستطيع دخول السفارة هذا اليوم، سوف الْفتُ الأنظار، وأخشى لو سلَمت الجواز لتجديده، تتم مصادرته، ما رأيكِ أوليفيا؟ هل استمر؟\"
وقف ناصر رجب، مرتديًا بدلة سوداء فضفاضة، متخفيًا بجهٍةٍ من الشارع، بجانب ثلاثة أجانب رجل وامرأتين يحاولون جرّ أحد الكلاب، قاوم رغبتهم في السير...كان يتحدّث في الهاتف ويحاول جاهدًا استراق النظر نحو ما يجري قربّ السفارة...
كانت أوليفيا روي على الطرفِ الآخر، من الهاتف تقبع بركنٍ من مطعم صغير، يطلّ على ساحل بُحَيرة، تحتجز بطرفِها عدّة قواربّ صغيرة، بعضها شراعي، وثمّة زبائن آخرين يحلِّقون على موائد الرصيف، وكان هنالك نباح كلب يأتي من مسافة...كانت تتحدّث بالهاتف وسرعان ما أنْهَت المكالمة لدي دخول بسام داوود الأسود...كان يحمل معه حقيبة رجل أعمال ويرتدي قميصًا أبيض ومعطفًا كحلي، مع سروال أسود، أبقى نظارته السوداء رغم الطقس الغائم...جلس مقابلاً لها، وعلت وجههُ ابتسامة صفراء...
\"أوليفيا\"
قال ذلك وهو يشير لنادل صغير السِنّ، أمْهَق البشرة، ضيق العينين، أقتربّ منه حالمّا لمح إشارته...
\"متى وصَلت َلوغانو؟\"
سألته المرأة السويسرية، وهي تُشير للنادل أن ينتظر لحظة...
\"الآن\"
أجابها وعادَ للنادل، طلب نبيذًا أحمر، التفتَ للمرأة يسألها بحِيرةٍ بدت على وجهه.
\"ماذا تأكلين؟\"
\"بيتزا\"
أجابتهُ.
عادَ للنادل وقال وهو يحُكّ ذقنه مفكرًا...
\"لا شيء، فقط نبيذ احمر\"
\"كنت على الهاتف منذ لحظة مع ناصر رجب، يواجه مشكلة انتهاء صلاحية جواز سفره، لهذا تأخر بالمجيء إلى ميلانو\"
بدت عليه العصبية، زفَر بحدّة وقال بنبرةٍ يائِسة...
\"هذا الأحمق لا يعرف كيف يتدَبر أمره بتاتًا، كيف تمكّن من الإثراء؟!
تنهّد ثانية واستدرك وهو ينظر لسيدة مُسِنّة دخلت المطعم وهي تواجه صعوبة في إغلاق مظلة المطر...
\"كيف تثقين به؟ ألا تخشين أن يورّطكِ؟\"
قطع تركيزه اصطدام إحدى النادلات بأحد الزبائن قادم من جهة الحمام كما يبدو، تصاعدَت رائحة شواء من الداخل، نظر الأسود إلى حقيبته بجانبه قربّ عمود الطاولة ثم التفت وراءه، وعاد ينظر للمرأة، كانت تحدّق بكوب القهوة أمامها...
\"أُفضل أن تسوي القضية معهم خارج المحكمة، مُجرّد ذهابكَ للمحاكمة سيشوِّش عليك، أنت تحت الأنظار منذ قضية الورق. اشْتر بعض المساهمين، وأضْمَن أنك ستكْسب أضعافًا لأنّني سأكون حرّة في عقد صفقات خارجية، دون إثارة الرأي العام في بلدك...\"
ارْجَع ظهره للوراء، قهقه بازدراءٍ وقال بنبرةِ مقت...
\"هؤلاء جشعون، لن يرضوا بالقليل، مع أنهم مفلسون ولا أصدق تعنتهم وعدم بيعهم للأسهم\"
وفجأة خرجت مُنفلِتة إحدى النادلات وهي تهرول، ولَحِق بها أحد الزبائن...انتصب بعض الرواد قربّ سياج المكان وراحوا يحدقون من النافذة بفضول ...
\"ماذا يجري في الخارج؟\"
سأل بسام الأسود باهتمام...
\"لوغانو أهدأ مكان على الأرض، لا تهتم\"
في الخارج كان يدور جدَل بين بعض الأفراد، وهناك على بعد مسافة أمتار بمحاذاة البحر طفق تجمعٌ يرْصدُ الأفق، كانت سيارات متنوِّعة تعبُر الشارع البحري من الجهتين، وثمّة أشخاصٌ يحاولون العبور، نحو الحشد الذي كان يتَطلَّع نحو لا شيء! الوقت قبل الغروب، والسماء غائِمة، ونسمات هواء باردة تُحرك أوراق الأشجار التي تساقط بعضها، صفراء على الأرض.
\"مجرّد وميضٍ خريفي من ذلك الذي يسْبقُ فترة تباين الفصول، الناس في المدينة الناعِسة، تهتم بتفاصيل رتيبة لعدمِ وجود ما يثير هنا، أي شيءٍ تافه ولو انتحار نحلة يحرك الناس!\"
قالت أوليفيا ذلك بنغمةٍ لا مبالية لدى انتهاء لقائهما... وقبل أن ينفصلا عند واجهة رصيف المطعم، سأل الأسود أحد المارَّة، وفي نظرتهِ فضول تجاه بقايا التجمع عند مرفأ البحر، مقابل شارع رئيسي، لم تتوقف عليه حركة السيارات، بكلّا الاتجاهين...
\"يقال وميض شمسي حاد قصَف بعض من كانوا يتنزهون على الساحل\"
أجاب رجل متوسط العمر تبدو عليه ملامح جنوب آسيا...ثم مضى في سبيله.
\"غريب\"
قال الأسود بعدمِ مبالاة
\" ما وجهُ الغرابة؟\"
سألَت أوليفيا روي وهي تهم بالانصراف وقد تدَلّت حقيبة بيضاء بكتفِها، فيما حمل الأسود حقيبة رجل الأعمال بيده اليسرى.
\"ألم تسمعِ منذ أيام خبر الصنداي تايمز؟\"!!
مطّت شفتيها، بمُجرّد مغادرتهِ، سارَت بتمَهُّلٍ نحو رصيف الشارع، توقفَت عند نافورة مياه، أشعلَت سيجارة، وتلفَّتَت حوْلها، لمحَت زوجين عجوزين، يقبِّلان بعضهما، بينما شابين مراهقين، يتشاجران برتابةٍ مُمِلّة، مقابلهما...بدت حائرة حتى نطَّ فجأة بجانبِها طفلٌ بسنِّ الخامسة أفلَتَ من يدِ والده الخمسيني العمر، الذي انْشغل بتَملُّقِ فتاة تصْغرهُ سنّا ونسي طفلهُ...تعلَّق بأوليفيا وخاطبَها ببراءةٍ ورأسه لفوْق يحدّق بها...
\"تشبهين جدتي\"
مطاردة هزيلة
بداية موْسِم خريفي، زخَرت فيه سماء مدينة ميلانو، بطقْسٍ رمادي اللون، ملأّت أرصفتها وريقاتٌ صفراء، بكثافةٍ، وفاحَت طرقاتها بنكهةِ الأشجار والأزهار، امْتزَجت بروائح عطر المارَّة من سكانها، صادف أحمد القرمزي، مرّة أخرى، غازي فلاح في ساحة ميركاتي تبعه خلال تجوّلهُ بشارع فيا دانتي، حتى حديقة بريرا! كان قد جَمدَ بالبدءِ في مكانه لومضةٍ خاطفة...شعر بأنهُ إن تأخر عن متابعتهِ سوف يتيه الرجل منهُ بزحْمة الشارع بذلك المساء الذي سبق غروب الشمس التي كانت في الأصلِ شحيحة منذ بداية النهار...
خرج القرمزي مرتديًا قميصًا أزرق قطنيًا سميكًا اعتقد أنه سيكْفيه بتلك الأمسية، حتى اصطدم ببرودة الطقس الغائم جزئيًا، كما شعر بضيقِ سرواله الجينز، ممّا زاده ضيقًا، ظنًا منه أنه ثَخُن، حتى تبيّن له أنّهُ بعد الغسْل يختلف ويضيق عن ارتدائه للمرّة الأولى، ما أزاح عنه شعور الاكتئاب المُباغت وصرف نظره عن العودّة للشَقّة، وفيما كان يمضي بالسيّر نحو مقهاه المسائي، في جوْلة قرّر خلالها الاكتفاء بالبطالة والبدء في العمل...فاجأه العقيد غازي فلاح يتمَشّى وقد ارتدي زيًا رياضيًا وبيده قارورة مياه صغيرة...بدا حيويًا نقيض المرّة السابقة التي صادفهُ فيها، ما أوْحَى إليه أن الرجل، لم يتلاشَ ضمير الجلاد منهُ...
كلمّا لمحهُ استيقظَت في رأسهِ صور ومشاهد وحوارات، جميعها مشحونةٌ بإهاناتٍ وإذلال أذاقهُ إياه لسنواتٍ...هل يريد الانتقام منه؟ أم مواجهته فقط والاكتفاء بتذكّيره...
\"لن أُسامحهُ بالطبع، وإلا محوْتُ ذاتي حين أتتني فرصة استعادتها\"
سار خلفه بخطواتٍ مُتلافي الاقتراب منه، كان قلبه يخفق كما في كلّ مرّة يراه، بل ولمُجرّد تذكّره، لا يعْرفُ الهدف من ملاحقتهِ، وإن كان يدفعه فضولٌ قوي، لمعْرفّة أينّ وصلَ الرجل في حياتهِ...كيف يعيش؟ ماذا يفعل؟ هل تغيّر؟ ما الذي يفعله في إيطاليا؟ هل هي صُدفة أن يتواجدا على أرضٍ واحدة بعد سنوات الجمْر؟ أو هو قدَرٌ أن يلقاه لتصفية حسابه معه...؟ لا يمكن للحياة أن تتناهَى بهما عند نقطة المُنْعطَف هذه إلا وقد رسَمَت هدفًا إلهيًا وربّمّا إنسانيًا من ذلك...هكذا فكَّر حين بلغ معه طرف الحديقة حيث توقَف الرجل، وتلفّت حوْلهُ ثم سار نحو البوابة، وهناك توقف...
أدرك القرمزي أنه لم يقْصدَ الحديقة النباتية التي كانت تفتح لفتراتٍ محدّدةٍ، من شهر سبتمبر حتى أكتوبر، برسومٍ أو مجانًا بحسَب الظّروف... سبق له واستمتع مرّات عدّة بأجوائِها التي تعجُ بأشجارٍ وأزهار خيالية وبأشكالٍ غيْر مسبوقة، وثمّة قصر وتماثيل...ترك تفكّيره في الحديقة وشدّدَ انتباههُ إلى صاحبه الذي كان بالانتظار...
خلال دقائق، وصلت سيارة فولكس واجن صفراء، توَقَّفت عند رصيف الطريق، توجّه غازي فلاح نحوها...فتح الباب ووَلَجَ...لم يتحرك السائق بدا ثمّة حديث بينه وبين سائقها، بعد فترة خرج الاثنان، انتصبا بجانب السيارة وراحا يدخنان بصمتٍ...
برز سائق السيارة، شابٌ ثلاثيني، ذو وجه صغير مستطيل عظْميّ، وأنْف مدبّب يشبه حبّة الّلوْز، بشرته جافَة، لونها نبيذي فاتح، متوسّط القامَة، نحيف لدرجة الضمور ...تساءل في داخله عن هوية الشاب، وعلاقته بكهلٍ جلاد؟ كانت أفكاره تعود به إلى سجن دياره، فترة الجَمْر، ثم سرعان ما يتَسلّل شريطُ الأحداث ويفْسد عليه خياره بانتقاء ميلانو ملجأ راحة واسترخاء وعمل، ليلاحقه كابوسٌ فرَّ منه في الأصل ليتبعه إلى هنا، تذكّر ليلاف سعيد، وما روَتهُ له في إحدى فضْفضَتها الشجيّة، عن وجود جودت باور ضابط الجيش التركي... الذي يعيش سرًا، تحت اسم مستعار، أنيس أبيك X وهو مُعذِبُها مع آلاف الأكراد خلال غزْو عفرين...
\"ترى تحت أي اسم مستعار، ينام غازي فلاح، هنا في ميلانو؟\"!!
تساءل وهو يُحدّق فيه وقد بدا بصحةٍ وحيوية، ولو تقوّس ظهره قليلاً، وتدلت كتفاه وظهر بسحنةِ النهاية، لكن ما فتِئ َتنبثق من عينيه، جمْرة التعذيب المجنون الذي سقاهُ إياه...
شعر، أنه أفْسَد مساءهُ بهذه المطاردة التي أحسَّ بها هزيلَة، ولن توْصلهُ إلى نتيجة، طالما ظلّ يكتفي بمطاردته كلمّا صادفه...
\"لابد من خطّة لمواجهتهِ\"
إلى متى سيظلّ يكتفي بتسْمِيم حياته حتى وهو هنا، هاربّا من كوابيس دياره، ليجد نفسه، في دوامة الماضي المُعْتم؟
مرّت خمس دقائق ولعلّها أكثر، دون حوار بين الاثنين، لكنه لمح في نهايتها، قيام السائق الشاب بتسليم ورقة صغيرة للجلاد، مقابل أوراق لم يتبيّن ماهيتها، إن كانت أوراقًا مالية، أو شيئًا آخر...عندما غادر السائق المكان، التفَّ فلاح منكفئًا من ذات الطريق...زَفَر القرمزي وتبعه...!
***. ❝ ⏤احمد جمعه
❞ نشرَت جريدة الصنداي تايمز، هذا النهار، خبر تسرب شعاع غامض من مدينة أدرنَّة التركية على الحدود اليونانية، وتكهّن مواطن يوناني الْتقتهُ مراسلة الصحيفة، بأنهم على الحدّ الفاصل لليونان، شاهدوا ليومين متتاليين، أشِعّة أرجوانية اللون، غامضة تومض لدقائق ثم تنْساب على مدَى الأفق وكأنها طيفٌ خيالي، تبعتها رياح مُغْبّرة، وما زادَ الأمر تعقيدًا، إصابة كلّ من صادف تواجدهُ تلك الساعة بالمنطقة، بحكّة جلْدية شرِسة، وتوَسّعت المراسلة الصحفية في الخبر، بالتحقيق مع سكان المنطقتين من كلا الجانبين، ما أفضى بالنهاية، لتوْقيفها من قبل السلطات التركية ومصادرة الكاميرا ولكنها تمكّنت من تسريب صور التحقيق..
لم يلفت ذلك الخبر نظر العالم الذي كان مشغولاً بأخبار الأمير هاري وميغان، وحتى خبر الصنداي حول الشعاع الأرجواني نُشر بصفحةٍ داخلية، وغطى عليه بذات اليوم، خبر اغتيال قاسم سليماني..وحدهُ القرمزي، الذي قرأ الجريدة في المساء، متأخرًا عن عادة قراءتها في الصباح، بينما كان يحتسي قهوته السوداء في رصيف مقهى ميدان الكاتدرائيّة..
قربّ السفارة البحرينية في لندن نهار اليوم التالي، كان ثمّة بضعة عشرات من متظاهرين احتشدوا تحت رذاذ المطر، حملوا يافطات ورقية هزيلة مسَحَت قطرات المطر حِبرها، مطالبين بديمقراطية، بينمّا كان واحدٌ منهم يحمل صورة القتيل قاسم سليماني..كانت فجْوَة غير مُنصفة تلك اللحظة التي ضاع فيها خبر الصنداي، وعلى الضفة الأخرى من الشارع، تدخل البوليس لتفريق مجموعة مُتعرّية، حملت شعاراتٍ بيئية، كان الطقس ضبابيًا وحركة السير مرتبكة..
˝لا أستطيع دخول السفارة هذا اليوم، سوف الْفتُ الأنظار، وأخشى لو سلَمت الجواز لتجديده، تتم مصادرته، ما رأيكِ أوليفيا؟ هل استمر؟˝
وقف ناصر رجب، مرتديًا بدلة سوداء فضفاضة، متخفيًا بجهٍةٍ من الشارع، بجانب ثلاثة أجانب رجل وامرأتين يحاولون جرّ أحد الكلاب، قاوم رغبتهم في السير..كان يتحدّث في الهاتف ويحاول جاهدًا استراق النظر نحو ما يجري قربّ السفارة..
كانت أوليفيا روي على الطرفِ الآخر، من الهاتف تقبع بركنٍ من مطعم صغير، يطلّ على ساحل بُحَيرة، تحتجز بطرفِها عدّة قواربّ صغيرة، بعضها شراعي، وثمّة زبائن آخرين يحلِّقون على موائد الرصيف، وكان هنالك نباح كلب يأتي من مسافة..كانت تتحدّث بالهاتف وسرعان ما أنْهَت المكالمة لدي دخول بسام داوود الأسود..كان يحمل معه حقيبة رجل أعمال ويرتدي قميصًا أبيض ومعطفًا كحلي، مع سروال أسود، أبقى نظارته السوداء رغم الطقس الغائم..جلس مقابلاً لها، وعلت وجههُ ابتسامة صفراء..
˝أوليفيا˝
قال ذلك وهو يشير لنادل صغير السِنّ، أمْهَق البشرة، ضيق العينين، أقتربّ منه حالمّا لمح إشارته..
˝متى وصَلت َلوغانو؟˝
سألته المرأة السويسرية، وهي تُشير للنادل أن ينتظر لحظة..
˝الآن˝
أجابها وعادَ للنادل، طلب نبيذًا أحمر، التفتَ للمرأة يسألها بحِيرةٍ بدت على وجهه.
˝ماذا تأكلين؟˝
˝بيتزا˝
أجابتهُ.
عادَ للنادل وقال وهو يحُكّ ذقنه مفكرًا..
˝لا شيء، فقط نبيذ احمر˝
˝كنت على الهاتف منذ لحظة مع ناصر رجب، يواجه مشكلة انتهاء صلاحية جواز سفره، لهذا تأخر بالمجيء إلى ميلانو˝
بدت عليه العصبية، زفَر بحدّة وقال بنبرةٍ يائِسة..
˝هذا الأحمق لا يعرف كيف يتدَبر أمره بتاتًا، كيف تمكّن من الإثراء؟!
تنهّد ثانية واستدرك وهو ينظر لسيدة مُسِنّة دخلت المطعم وهي تواجه صعوبة في إغلاق مظلة المطر..
˝كيف تثقين به؟ ألا تخشين أن يورّطكِ؟˝
قطع تركيزه اصطدام إحدى النادلات بأحد الزبائن قادم من جهة الحمام كما يبدو، تصاعدَت رائحة شواء من الداخل، نظر الأسود إلى حقيبته بجانبه قربّ عمود الطاولة ثم التفت وراءه، وعاد ينظر للمرأة، كانت تحدّق بكوب القهوة أمامها..
˝أُفضل أن تسوي القضية معهم خارج المحكمة، مُجرّد ذهابكَ للمحاكمة سيشوِّش عليك، أنت تحت الأنظار منذ قضية الورق. اشْتر بعض المساهمين، وأضْمَن أنك ستكْسب أضعافًا لأنّني سأكون حرّة في عقد صفقات خارجية، دون إثارة الرأي العام في بلدك..˝
ارْجَع ظهره للوراء، قهقه بازدراءٍ وقال بنبرةِ مقت..
˝هؤلاء جشعون، لن يرضوا بالقليل، مع أنهم مفلسون ولا أصدق تعنتهم وعدم بيعهم للأسهم˝
وفجأة خرجت مُنفلِتة إحدى النادلات وهي تهرول، ولَحِق بها أحد الزبائن..انتصب بعض الرواد قربّ سياج المكان وراحوا يحدقون من النافذة بفضول ..
˝ماذا يجري في الخارج؟˝
سأل بسام الأسود باهتمام..
˝لوغانو أهدأ مكان على الأرض، لا تهتم˝
في الخارج كان يدور جدَل بين بعض الأفراد، وهناك على بعد مسافة أمتار بمحاذاة البحر طفق تجمعٌ يرْصدُ الأفق، كانت سيارات متنوِّعة تعبُر الشارع البحري من الجهتين، وثمّة أشخاصٌ يحاولون العبور، نحو الحشد الذي كان يتَطلَّع نحو لا شيء! الوقت قبل الغروب، والسماء غائِمة، ونسمات هواء باردة تُحرك أوراق الأشجار التي تساقط بعضها، صفراء على الأرض.
˝مجرّد وميضٍ خريفي من ذلك الذي يسْبقُ فترة تباين الفصول، الناس في المدينة الناعِسة، تهتم بتفاصيل رتيبة لعدمِ وجود ما يثير هنا، أي شيءٍ تافه ولو انتحار نحلة يحرك الناس!˝
قالت أوليفيا ذلك بنغمةٍ لا مبالية لدى انتهاء لقائهما.. وقبل أن ينفصلا عند واجهة رصيف المطعم، سأل الأسود أحد المارَّة، وفي نظرتهِ فضول تجاه بقايا التجمع عند مرفأ البحر، مقابل شارع رئيسي، لم تتوقف عليه حركة السيارات، بكلّا الاتجاهين..
˝يقال وميض شمسي حاد قصَف بعض من كانوا يتنزهون على الساحل˝
أجاب رجل متوسط العمر تبدو عليه ملامح جنوب آسيا..ثم مضى في سبيله.
˝غريب˝
قال الأسود بعدمِ مبالاة
˝ ما وجهُ الغرابة؟˝
سألَت أوليفيا روي وهي تهم بالانصراف وقد تدَلّت حقيبة بيضاء بكتفِها، فيما حمل الأسود حقيبة رجل الأعمال بيده اليسرى.
˝ألم تسمعِ منذ أيام خبر الصنداي تايمز؟˝!!
مطّت شفتيها، بمُجرّد مغادرتهِ، سارَت بتمَهُّلٍ نحو رصيف الشارع، توقفَت عند نافورة مياه، أشعلَت سيجارة، وتلفَّتَت حوْلها، لمحَت زوجين عجوزين، يقبِّلان بعضهما، بينما شابين مراهقين، يتشاجران برتابةٍ مُمِلّة، مقابلهما..بدت حائرة حتى نطَّ فجأة بجانبِها طفلٌ بسنِّ الخامسة أفلَتَ من يدِ والده الخمسيني العمر، الذي انْشغل بتَملُّقِ فتاة تصْغرهُ سنّا ونسي طفلهُ..تعلَّق بأوليفيا وخاطبَها ببراءةٍ ورأسه لفوْق يحدّق بها..
˝تشبهين جدتي˝
مطاردة هزيلة
بداية موْسِم خريفي، زخَرت فيه سماء مدينة ميلانو، بطقْسٍ رمادي اللون، ملأّت أرصفتها وريقاتٌ صفراء، بكثافةٍ، وفاحَت طرقاتها بنكهةِ الأشجار والأزهار، امْتزَجت بروائح عطر المارَّة من سكانها، صادف أحمد القرمزي، مرّة أخرى، غازي فلاح في ساحة ميركاتي تبعه خلال تجوّلهُ بشارع فيا دانتي، حتى حديقة بريرا! كان قد جَمدَ بالبدءِ في مكانه لومضةٍ خاطفة..شعر بأنهُ إن تأخر عن متابعتهِ سوف يتيه الرجل منهُ بزحْمة الشارع بذلك المساء الذي سبق غروب الشمس التي كانت في الأصلِ شحيحة منذ بداية النهار..
خرج القرمزي مرتديًا قميصًا أزرق قطنيًا سميكًا اعتقد أنه سيكْفيه بتلك الأمسية، حتى اصطدم ببرودة الطقس الغائم جزئيًا، كما شعر بضيقِ سرواله الجينز، ممّا زاده ضيقًا، ظنًا منه أنه ثَخُن، حتى تبيّن له أنّهُ بعد الغسْل يختلف ويضيق عن ارتدائه للمرّة الأولى، ما أزاح عنه شعور الاكتئاب المُباغت وصرف نظره عن العودّة للشَقّة، وفيما كان يمضي بالسيّر نحو مقهاه المسائي، في جوْلة قرّر خلالها الاكتفاء بالبطالة والبدء في العمل..فاجأه العقيد غازي فلاح يتمَشّى وقد ارتدي زيًا رياضيًا وبيده قارورة مياه صغيرة..بدا حيويًا نقيض المرّة السابقة التي صادفهُ فيها، ما أوْحَى إليه أن الرجل، لم يتلاشَ ضمير الجلاد منهُ..
كلمّا لمحهُ استيقظَت في رأسهِ صور ومشاهد وحوارات، جميعها مشحونةٌ بإهاناتٍ وإذلال أذاقهُ إياه لسنواتٍ..هل يريد الانتقام منه؟ أم مواجهته فقط والاكتفاء بتذكّيره..
˝لن أُسامحهُ بالطبع، وإلا محوْتُ ذاتي حين أتتني فرصة استعادتها˝
سار خلفه بخطواتٍ مُتلافي الاقتراب منه، كان قلبه يخفق كما في كلّ مرّة يراه، بل ولمُجرّد تذكّره، لا يعْرفُ الهدف من ملاحقتهِ، وإن كان يدفعه فضولٌ قوي، لمعْرفّة أينّ وصلَ الرجل في حياتهِ..كيف يعيش؟ ماذا يفعل؟ هل تغيّر؟ ما الذي يفعله في إيطاليا؟ هل هي صُدفة أن يتواجدا على أرضٍ واحدة بعد سنوات الجمْر؟ أو هو قدَرٌ أن يلقاه لتصفية حسابه معه..؟ لا يمكن للحياة أن تتناهَى بهما عند نقطة المُنْعطَف هذه إلا وقد رسَمَت هدفًا إلهيًا وربّمّا إنسانيًا من ذلك..هكذا فكَّر حين بلغ معه طرف الحديقة حيث توقَف الرجل، وتلفّت حوْلهُ ثم سار نحو البوابة، وهناك توقف..
أدرك القرمزي أنه لم يقْصدَ الحديقة النباتية التي كانت تفتح لفتراتٍ محدّدةٍ، من شهر سبتمبر حتى أكتوبر، برسومٍ أو مجانًا بحسَب الظّروف.. سبق له واستمتع مرّات عدّة بأجوائِها التي تعجُ بأشجارٍ وأزهار خيالية وبأشكالٍ غيْر مسبوقة، وثمّة قصر وتماثيل..ترك تفكّيره في الحديقة وشدّدَ انتباههُ إلى صاحبه الذي كان بالانتظار..
خلال دقائق، وصلت سيارة فولكس واجن صفراء، توَقَّفت عند رصيف الطريق، توجّه غازي فلاح نحوها..فتح الباب ووَلَجَ..لم يتحرك السائق بدا ثمّة حديث بينه وبين سائقها، بعد فترة خرج الاثنان، انتصبا بجانب السيارة وراحا يدخنان بصمتٍ..
برز سائق السيارة، شابٌ ثلاثيني، ذو وجه صغير مستطيل عظْميّ، وأنْف مدبّب يشبه حبّة الّلوْز، بشرته جافَة، لونها نبيذي فاتح، متوسّط القامَة، نحيف لدرجة الضمور ..تساءل في داخله عن هوية الشاب، وعلاقته بكهلٍ جلاد؟ كانت أفكاره تعود به إلى سجن دياره، فترة الجَمْر، ثم سرعان ما يتَسلّل شريطُ الأحداث ويفْسد عليه خياره بانتقاء ميلانو ملجأ راحة واسترخاء وعمل، ليلاحقه كابوسٌ فرَّ منه في الأصل ليتبعه إلى هنا، تذكّر ليلاف سعيد، وما روَتهُ له في إحدى فضْفضَتها الشجيّة، عن وجود جودت باور ضابط الجيش التركي.. الذي يعيش سرًا، تحت اسم مستعار، أنيس أبيك X وهو مُعذِبُها مع آلاف الأكراد خلال غزْو عفرين..
˝ترى تحت أي اسم مستعار، ينام غازي فلاح، هنا في ميلانو؟˝!!
تساءل وهو يُحدّق فيه وقد بدا بصحةٍ وحيوية، ولو تقوّس ظهره قليلاً، وتدلت كتفاه وظهر بسحنةِ النهاية، لكن ما فتِئ َتنبثق من عينيه، جمْرة التعذيب المجنون الذي سقاهُ إياه..
شعر، أنه أفْسَد مساءهُ بهذه المطاردة التي أحسَّ بها هزيلَة، ولن توْصلهُ إلى نتيجة، طالما ظلّ يكتفي بمطاردته كلمّا صادفه..
˝لابد من خطّة لمواجهتهِ˝
إلى متى سيظلّ يكتفي بتسْمِيم حياته حتى وهو هنا، هاربّا من كوابيس دياره، ليجد نفسه، في دوامة الماضي المُعْتم؟
مرّت خمس دقائق ولعلّها أكثر، دون حوار بين الاثنين، لكنه لمح في نهايتها، قيام السائق الشاب بتسليم ورقة صغيرة للجلاد، مقابل أوراق لم يتبيّن ماهيتها، إن كانت أوراقًا مالية، أو شيئًا آخر..عندما غادر السائق المكان، التفَّ فلاح منكفئًا من ذات الطريق..زَفَر القرمزي وتبعه..!
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره).. الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.........
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
.......................................................
قلوب من حجر ....الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.........................................
فلاش باك
مصر .. قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
.............................
الدمام ..المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس... شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله...
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة..
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................................
فلاش باك
مصر....امام قاعه الأفراح ...
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و................
انقلبت السيارة ..سياره العروسين ..وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران....
.......................................................
قلوب من حجر....الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد...
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة...
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر...
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر..
...........................................................
فلاش باك
منزل سها..
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا..
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف..
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها..
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور...
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط..
وهو يقول: احنا السبب.. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا.. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي...
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري..
............................................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة...
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع..
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف..
ألو.. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا..
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه...
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.........................................................
قلوب من حجر....الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر...
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي.. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
.....................................................................
فلاش باك..
منزل سها..
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟.. اه مصمم.. ويارتني كنت قولت لأ من البداية... انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي..
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه.. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره.. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه..
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه....
............................................................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح...
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا..
فجأة خطرت له فكرة...
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل...
...................................................................
وفي الطريق...
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي..
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق...
ولكن..
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال...
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
...........................................................
قلوب من حجر....الجزء الخامس
ألحقيني يانهي..
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين...
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني...
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي..
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها..
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ .. وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي.. تليفون سها..
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا..
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه.. ايوه فعلا...
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك..
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه..
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة.. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص..
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي...
...................................................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم...
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه...
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا...
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب...
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها....
...............................................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟.. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي.. سرقنا تعبه وشقاه.. سرقنا فرحته.. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان.. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس..
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك..
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك.. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي...
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان..
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران...
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه...
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا.. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع...
................................................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها... المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد..
فقالت نرمين يارب...
..........................................................
قلوب من حجر... الجزء السادس ..
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه..
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها..
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق..
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه..
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات...
وصل مجدي اخيرا الي وجهته...
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا..
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها..
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها..
ولكن...
لم يفتح احد...
حاول مرة.. اثنين.. ثلاث...
لم يرد او يفتح احد...
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق...
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب..
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ..
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه..
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد..
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي.. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف..
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها...
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري...
.....................................................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي..
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح..
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و.....
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما...
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة..
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو.. ايوه يامجدي
...........................................................
قلوب من حجر...الجزء السابع..
فلاش باك..
منزل سها...
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين..
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني..
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك..
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك...
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا...
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي...
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة... شقته تلك والشقة القديمة...
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب..
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها...
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه...
.........................................................
ألو.. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين..
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك..
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي...
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي... ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت..
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه...
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي... هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه..
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا...
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف...
فقالت نرمين: مجدي... مجدي... انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها... مافيش جسد بدون روح...
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه... ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي...
فقالت نرمين: ألو... يامجدي... انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي....
مجدي.... يامجدي رد عليا... انت موجود؟
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن..
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز..
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين..
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا..
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد..
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه..
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق....
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك...
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت..
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام...
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات...
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه..
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و......
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي..
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث..
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و.......
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني.. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه...
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها..
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج...
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره...
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه.....
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي...
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره..
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي...
مجدي.. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا.....
مجدي... يامجدي فوق ورد عليااااا.......
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين...
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق..
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك.. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد..
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح..
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم...
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام...
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!... ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين...
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف..
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش..
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا.. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي...
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر...
ثم قالت:...........
............................................................
قلوب من حجر.... الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها...
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان..
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا.. انا مابحبش المستشفيات..
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر..
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب..
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي..
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير..
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة..
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي..
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي..
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري...
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه...
.................................................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة..
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء...
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا...
منغمسا في احزانك.. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما...
مر الوقت...
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف...
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة...
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم..
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع..
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين...
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع...
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة..
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان..
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها...
ثم دقت مرات ومرات..
ولكن...
ما من مجيب....
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم..
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و........
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين...
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث...
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.............
............................................................
قلوب من حجر... الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي..
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك..
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه...
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه...
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر....
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي....
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و................
..........................................................
قلوب من حجر.. الجزء الثاني عشر والأخير...
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها...
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس..
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما...
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح...
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها.. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك..
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب..
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و....
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة..
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري...
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و.....
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا..
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي.....
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا..
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب..
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته....
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!....
....................................... انتهت القصة🌺. ❝ ⏤أحمد عصام أبو قايد
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره). الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.....
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
............................
قلوب من حجر ..الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.....................
فلاش باك
مصر . قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
...............
الدمام .المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس.. شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله..
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة.
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................
فلاش باك
مصر..امام قاعه الأفراح ..
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و........
انقلبت السيارة .سياره العروسين .وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران..
............................
قلوب من حجر..الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد..
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة..
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر..
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر.
..............................
فلاش باك
منزل سها.
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا.
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف.
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها.
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور..
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط.
وهو يقول: احنا السبب. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي..
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري.
......................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة..
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع.
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف.
ألو. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا.
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه..
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي.
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.............................
قلوب من حجر..الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي.
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر..
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
...................................
فلاش باك.
منزل سها.
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟. اه مصمم. ويارتني كنت قولت لأ من البداية.. انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي.
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه.
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه..
..............................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح..
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا.
فجأة خطرت له فكرة..
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل..
..................................
وفي الطريق..
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي.
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق..
ولكن.
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال..
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
..............................
قلوب من حجر..الجزء الخامس
ألحقيني يانهي.
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين..
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني..
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي.
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها.
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ . وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي. تليفون سها.
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا.
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه. ايوه فعلا..
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك.
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه.
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص.
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي..
..................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم..
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه..
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا..
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب..
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها..
................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي. سرقنا تعبه وشقاه. سرقنا فرحته. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس.
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك.
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي..
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان.
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران..
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه..
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع..
........................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها.. المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد.
فقالت نرمين يارب..
.............................
قلوب من حجر.. الجزء السادس .
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه.
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها.
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق.
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه.
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات..
وصل مجدي اخيرا الي وجهته..
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا.
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها.
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها.
ولكن..
لم يفتح احد..
حاول مرة. اثنين. ثلاث..
لم يرد او يفتح احد..
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق..
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب.
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ.
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه.
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد.
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف.
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها..
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري..
...........................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي.
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح.
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و...
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما..
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة.
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو. ايوه يامجدي
..............................
قلوب من حجر..الجزء السابع.
فلاش باك.
منزل سها..
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين.
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني.
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك.
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك..
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا..
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي..
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة.. شقته تلك والشقة القديمة..
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب.
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها..
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه..
.............................
ألو. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين.
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك.
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي..
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي.. ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت.
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه..
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي.. هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه.
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا..
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف..
فقالت نرمين: مجدي.. مجدي.. انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها.. مافيش جسد بدون روح..
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه.. ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي..
فقالت نرمين: ألو.. يامجدي.. انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي..
مجدي.. يامجدي رد عليا.. انت موجود؟
.............................
قلوب من حجر.. الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن.
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز.
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين.
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا.
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد.
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه.
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق..
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك..
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت.
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام..
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات..
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه.
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و...
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي.
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث.
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و....
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه..
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها.
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج..
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره..
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه...
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي..
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره.
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي..
مجدي. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا...
مجدي.. يامجدي فوق ورد عليااااا....
.............................
قلوب من حجر.. الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين..
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق.
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد.
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح.
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم..
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام..
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!.. ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين..
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف.
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش.
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي..
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر..
ثم قالت:......
..............................
قلوب من حجر.. الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها..
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان.
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا. انا مابحبش المستشفيات.
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر.
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب.
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي.
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير.
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة.
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي.
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي.
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري..
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه..
.........................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة.
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء..
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا..
منغمسا في احزانك. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما..
مر الوقت..
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف..
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة..
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم.
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع.
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين..
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع..
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة.
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان.
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها..
ثم دقت مرات ومرات.
ولكن..
ما من مجيب..
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم.
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و....
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين..
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث..
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.......
..............................
قلوب من حجر.. الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي.
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك.
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه..
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه..
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر..
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي..
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و........
.............................
قلوب من حجر. الجزء الثاني عشر والأخير..
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها..
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس.
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما..
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح..
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك.
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب.
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و..
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة.
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري..
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و...
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا.
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي...
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا.
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب.
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته..
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!..
.................... انتهت القصة🌺. ❝
❞ #طائرة
قال : قررت فجأة وبدون مقدمات أن أرحل وابتدأ من جديد لعل كل شئ يتغير رغم أني لا أدري إلي أين أن ذاهب أعلم البلد ولكني لا أعلم عنها شئ ، ولكني سأرحل عن كل شئ هنا أشعر أني سأصبح أفضل هناك ولكن بداخلي يقول وكيف إن لم تنجح هناك وأنت بمفردك كان متبقي علي الطائرة ساعتين وأنا جالس في المطار ولكن بداخلي جزء يقاوم الحقيقة ويريد التجربة وجزء آخر يشعر أنه سيبعد عن كل شئ بدون هدف
ليأتي صوت من المطار أن الطائرة قد اتاجلت إلي ساعتين
فااعتبارتها إشارة وردا علي تلك الأفكار وقررت أن أحاول من جديد في موطني وسط أهلي واصدقائي
#esraa_abdalnabi
#DecWriters
#DecWriters2023
#DecWriters
#DecWriters2023. ❝ ⏤ESRAA ABDALNABI
❞
#طائرة
قال : قررت فجأة وبدون مقدمات أن أرحل وابتدأ من جديد لعل كل شئ يتغير رغم أني لا أدري إلي أين أن ذاهب أعلم البلد ولكني لا أعلم عنها شئ ، ولكني سأرحل عن كل شئ هنا أشعر أني سأصبح أفضل هناك ولكن بداخلي يقول وكيف إن لم تنجح هناك وأنت بمفردك كان متبقي علي الطائرة ساعتين وأنا جالس في المطار ولكن بداخلي جزء يقاوم الحقيقة ويريد التجربة وجزء آخر يشعر أنه سيبعد عن كل شئ بدون هدف
ليأتي صوت من المطار أن الطائرة قد اتاجلت إلي ساعتين
فااعتبارتها إشارة وردا علي تلك الأفكار وقررت أن أحاول من جديد في موطني وسط أهلي واصدقائي