█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ˝تملَّكني الاهتمامُ بمراقبة أسلوبه المنمق؛ فقد كان واضحًا أن الرجل يتناول عشاءه باهتمام. ومن أسلوب النادل والطاولة المحجوزة بكرسي واحد، خمَّنتُ أنه عميل منتظم أيضًا، ولكن الرجل نفسه أثار فضولي؛ فقد كان رجلًا غير عادي وكان مظهره ينمُّ عن شخصية ربما تشوبها مسحةٌ من الغرابة. بدا عليه أنه يقارب الستين من عمره، وله جسم صغير ونحيل، ووجه تكسوه التجاعيد ومتقلب التعابير وغريب الأطوار، وتعلو رأسَه خصلاتٌ من الشعر الأبيض المنتصب. ومن جيب صدريته تبرز أطرافُ قلم حبر وقلم رصاص وكشاف كهربائي صغير يُشبه ذلك الذي يستخدمه الجراحون؛ رأيت عدسة كودينجتون مكبرة محاطة بإطار فضي معلقة في سلسلة الساعة، ويرتدي في إصبعه الأوسط بيده اليسرى أكبرَ خاتم رأيتُه في حياتي˝ . ❝
❞ ˝لا أتذكر أيُّ مناسبة تلك التي دعتْني إلى تناوُل العشاء مع ثورندايك في مطعم جيامبوريني في تلك الليلة تحديدًا التي لم تنمحِ بعدُ من ذاكرتي. مما لا شك فيه أن بعض الأعمال المنجَزة كانت قد استدعت حضورَ هذا الاحتفال المتواضع على ما يبدو. على أية حال، دخلنا إلى المطعم وجلسنا على طاولة اختارها ثورندايك في مكان منعزل بعضَ الشيء، جلسنا أمام نافذة كبيرة تتدفق من خلالها أشعةُ الشمس في شهر يونيو. حضرت الترتيبات الأولية وهي زجاجة من نبيذ البارساك، وكنا مترددين بين مجموعة من أطباق المقبلات نصف المطهوة، وعندئذٍ دخل رجل وجلس على طاولة أمام طاولتنا، من الواضح أنها كانت محجوزةً له؛ لأنه سار إليها مباشرةً وسحب الكرسيَّ الوحيد الذي كان موضوعًا بزاوية تجاه الطاولة˝ . ❝
❞ ˝تَفتح الجهات الأمنية تحقيقًا حول اختفاء مجموعةٍ من الحُلي لا تُقدر بثمنٍ في عملية سطوٍ على أحد محالِّ المجوهرات. ونظرًا لأن اللصوص لم يتركوا أثرًا وراءهم، لم تكن مهمة كشف مُلابسات ما حدث أمرًا هيِّنًا. لكن الشرطة تتوصَّل من خلال التحقيقات إلى أن وراء عملية السطو عصابةً صغيرة واسعة الدهاء. تتعقَّد القضية وتلجأ الشرطة إلى الدكتور «ثورندايك» لما عُهد عنه من نفاذ بصيرةٍ وحسٍّ مُتَّقدٍ وعقلٍ يَقِظ. فهل سيتمكن الدكتور «ثورندايك» من كشف مُلابسات الحادث والقبض على اللصوص؟ تعرَّف على إجابة هذا السؤال في قصة «القفل العجيب»، والتي سُميت باسمها هذه المجموعة القصصية المثيرة˝ . ❝
❞ ˝بينما يضع كأسه، علَّق بقوله: «ليس سيئًا.»
وافقتُه الرأي: «لا بأس إطلاقًا بالنسبة إلى نبيذٍ من المطعم.»
قال: «لم أقصد النبيذ، ولكني أقصد صديقنا بادجر.»
قلت متعجبًا: «المفتش! إنه ليس هنا، أليس كذلك؟ فأنا لا أراه.»
قال: «يسرُّني أن أسمعك تقول ذلك يا جيرفيس. بذل الرجل جهدًا أفضل مما توقعت، ولكن بإمكانه التعامل مع متعلقاته بطريقة أفضل قليلًا. فهذه المرة الثانية التي تقع فيها نظارته في الحساء.» . ❝
❞ ˝قال ثورندايك وهو يتابع نظراتي: «حسنًا، ما تقول في الرجل؟»
أجبته: «لا أعرف حقًّا، تُوحي عدسةُ كودينجتون المكبِّرة أنه من أنصار المذهب الطبيعي أو عالم في مجال ما، ولكن هذا الخاتم الكبير يستبعد هذا التخمين. لعله يعمل في جَمْع الأشياء القديمة أو القِطَع النقدية أو حتى الطوابع البريدية. إنه يتعامل مع الأشياء الصغيرة من نوع ما.» . ❝