❞ ((ترااك ... تراك تراك ... تراااك
كفوف ناس البلد، ناس الجنوب، ناسنا ياصالحة، فى رقصة الكف يصفقون بقوة وحماس، الترااك منغمة تطرقع فى الساحة الرملية المنارة بشفق الكلوبات ولجين القمر. ترااك ... تراك تراك ... تراااك. كل ناس البلد هنا، رجال، نساء، أطفال، شيوخ، مرضى. فلا تفوت ليلة العرس من جنوبى أبدا، أرواح الأجداد تطل علينا راضية من تل الجبانة، تهبط إلينا مع اشتعال الرقص. يخالطوننا فى شوق. ليلة العرس تجذب ناس البلد؛ وحتى ناس النهر ساكنو القاع اللدن يخرجون من الماء مبللين زرافات ووحدانا. نحس بهم تحتنا على الضفتين يركبون الغصون والسعف. صغارهم على الشواشى فترقص بهم نشوى وهى تنثر قطرات الندى لآلئ .. ي ي ش ش ش ... ي ي ش ش ش ... نصيح بهم.. (مرهبا آمون نتُّو) مرحبا يا ناس النهر. يشتد الرقص اشتعالا فننجذب فى حالة وجد منظوم نشط غارق فى دوىّ وهدير الدفوف تووم - تك ... توم - تاك. وفرقعة الكفوف ترااك ... تراك تراك ... تراااك ... نربك أهل التيار ، أهل العالم السفلى يا حفيظ يارب! ينفلتون من أسفل قاع الجبل منطلقين كالقذائف الشيطانية من فوهات القمم العالية، يدورون فى الأركان النجومية، ثم ينتظمون على دائرة الأفق راقصين مغنين فى شعوذة. يغطينا محيط صداهم المرتد من الآفاق اللانهائية. ونحن فى رهبة ووجل نغنى أغنية الدعاء .. يا الله يا ساتر. اجعل بيننا وبينهم ساتراً.. ❝ ⏤حجاج حسن محمد
❞ ((ترااك .. تراك تراك .. تراااك
كفوف ناس البلد، ناس الجنوب، ناسنا ياصالحة، فى رقصة الكف يصفقون بقوة وحماس، الترااك منغمة تطرقع فى الساحة الرملية المنارة بشفق الكلوبات ولجين القمر. ترااك .. تراك تراك .. تراااك. كل ناس البلد هنا، رجال، نساء، أطفال، شيوخ، مرضى. فلا تفوت ليلة العرس من جنوبى أبدا، أرواح الأجداد تطل علينا راضية من تل الجبانة، تهبط إلينا مع اشتعال الرقص. يخالطوننا فى شوق. ليلة العرس تجذب ناس البلد؛ وحتى ناس النهر ساكنو القاع اللدن يخرجون من الماء مبللين زرافات ووحدانا. نحس بهم تحتنا على الضفتين يركبون الغصون والسعف. صغارهم على الشواشى فترقص بهم نشوى وهى تنثر قطرات الندى لآلئ . ي ي ش ش ش .. ي ي ش ش ش .. نصيح بهم. (مرهبا آمون نتُّو) مرحبا يا ناس النهر. يشتد الرقص اشتعالا فننجذب فى حالة وجد منظوم نشط غارق فى دوىّ وهدير الدفوف تووم - تك .. توم - تاك. وفرقعة الكفوف ترااك .. تراك تراك .. تراااك .. نربك أهل التيار ، أهل العالم السفلى يا حفيظ يارب! ينفلتون من أسفل قاع الجبل منطلقين كالقذائف الشيطانية من فوهات القمم العالية، يدورون فى الأركان النجومية، ثم ينتظمون على دائرة الأفق راقصين مغنين فى شعوذة. يغطينا محيط صداهم المرتد من الآفاق اللانهائية. ونحن فى رهبة ووجل نغنى أغنية الدعاء . يا الله يا ساتر. اجعل بيننا وبينهم ساتراً. ❝
❞ ((يا سلـ ااام ... يا سلـ ااام ... يا سلـ ااام
وفى العشيات المقمرة، أكون وسط أترابى. صبيان مفتونون باخضرار شواربهم. تحت شجرتى الدوم نجلس. نغنى مووايل (أسمر اللونا) نتغزل فى سماحة وجه الحبيبة السمراء التى لا نسميها. وأنت وسطهن على قرب تحت الجميزة الباسقة. عذارى متشوقات هائمات مع دقات الدف الحانى. كل منكن تفهم أن الموال لها .. وحدها. الوجد فى بحة صوت مغنينا الذى يبدأ كما يبدأ كل موال جنوبى الجندل: يا سلـ ااام . ينتشى كل سامع. ولم لا? والسلام اسم من أسماء إلهانا? الحرارة المنسابة منَّا ونحن بعد كل مقطع نردد: يا سلـ ااام، فى حرفنة. حرف النداء يأخذ جذوعنا للأمام بميل ناحيتكن. السين من السلسبيل. واللام مشعبة من الأفواه الرطبة. الألف الممدودة صاعدة موازية لصعود أيادينا حتى الأصداغ بجوار العيون المسدلة الجفون. تتهدل أكمام جلابيبنا مع ارتخاء حرف المد المنغم وقد حمل معه الكثير من سخونة الحشا فيخفف عنا. ومع الميم القاطعة، تهبط الأيادي سريعاً لتبين كمْ .. كم طربنا. نأسر قلوبكن فتفيض بينابيع العطاء المكنون. تهتز أجسادكن يمنة ويسرة. تصفقن بالكفوف المخضبة بالحناء مع إيقاع نداء دُفنا. تتجاوبن معنا. ورغم مساحة الرمال الفاصلة بين الدوم والجميز، نكون جمعاً واحداً سابحاً فى بحر الليل الجياش. نذوب. نترقرق صبابة، نتشوق إلى الحلال فى يوم علَّة قريب المنال.
جداتنا على بعد قريب. يرون أشباحنا واضحة. يبتسمن، يهمسن لبعضهن على أيامهن التى ولت كحلم لذيذ رحل قمره وتبخر إثر نهار مشمس واحد. ينظرن إلى الأجيال النامية الزاهية. وبتجاربهن القديمة وحنكتهن يتوقعن ما سيكون بيننا يوما قائلات: فووزية لبنيامين. نبرة - تارى لحسين ابن العمدة. هوّا لسليمتو. صالحة لابن زبيدة ...
يا سلـ ااام ... يا سلـ ااام ... يا سلـ ااام
وااااء ... وااااء ... وااااء ...
يا بشرى. ألقيت سيجارة البانجو وقفزت صارخاً.. العاطى هو. الرازق هو. والحميد هو. ضحك عمى بلال أبو صالحة. قال: ألم أقل لك اصبر ? عانقنى باكياً. خرجت أختى (مسكا) من الحجرة مبللة بالعرق. ارتمت على تقبلنى.. مبروك علينا ابنتك زبيدة.
واااء ... واااء ... واااء)). ❝ ⏤حجاج حسن محمد
❞ ((يا سلـ ااام .. يا سلـ ااام .. يا سلـ ااام
وفى العشيات المقمرة، أكون وسط أترابى. صبيان مفتونون باخضرار شواربهم. تحت شجرتى الدوم نجلس. نغنى مووايل (أسمر اللونا) نتغزل فى سماحة وجه الحبيبة السمراء التى لا نسميها. وأنت وسطهن على قرب تحت الجميزة الباسقة. عذارى متشوقات هائمات مع دقات الدف الحانى. كل منكن تفهم أن الموال لها . وحدها. الوجد فى بحة صوت مغنينا الذى يبدأ كما يبدأ كل موال جنوبى الجندل: يا سلـ ااام . ينتشى كل سامع. ولم لا? والسلام اسم من أسماء إلهانا? الحرارة المنسابة منَّا ونحن بعد كل مقطع نردد: يا سلـ ااام، فى حرفنة. حرف النداء يأخذ جذوعنا للأمام بميل ناحيتكن. السين من السلسبيل. واللام مشعبة من الأفواه الرطبة. الألف الممدودة صاعدة موازية لصعود أيادينا حتى الأصداغ بجوار العيون المسدلة الجفون. تتهدل أكمام جلابيبنا مع ارتخاء حرف المد المنغم وقد حمل معه الكثير من سخونة الحشا فيخفف عنا. ومع الميم القاطعة، تهبط الأيادي سريعاً لتبين كمْ . كم طربنا. نأسر قلوبكن فتفيض بينابيع العطاء المكنون. تهتز أجسادكن يمنة ويسرة. تصفقن بالكفوف المخضبة بالحناء مع إيقاع نداء دُفنا. تتجاوبن معنا. ورغم مساحة الرمال الفاصلة بين الدوم والجميز، نكون جمعاً واحداً سابحاً فى بحر الليل الجياش. نذوب. نترقرق صبابة، نتشوق إلى الحلال فى يوم علَّة قريب المنال.
جداتنا على بعد قريب. يرون أشباحنا واضحة. يبتسمن، يهمسن لبعضهن على أيامهن التى ولت كحلم لذيذ رحل قمره وتبخر إثر نهار مشمس واحد. ينظرن إلى الأجيال النامية الزاهية. وبتجاربهن القديمة وحنكتهن يتوقعن ما سيكون بيننا يوما قائلات: فووزية لبنيامين. نبرة - تارى لحسين ابن العمدة. هوّا لسليمتو. صالحة لابن زبيدة ..
يا سلـ ااام .. يا سلـ ااام .. يا سلـ ااام
وااااء .. وااااء .. وااااء ..
يا بشرى. ألقيت سيجارة البانجو وقفزت صارخاً. العاطى هو. الرازق هو. والحميد هو. ضحك عمى بلال أبو صالحة. قال: ألم أقل لك اصبر ? عانقنى باكياً. خرجت أختى (مسكا) من الحجرة مبللة بالعرق. ارتمت على تقبلنى. مبروك علينا ابنتك زبيدة.
واااء .. واااء .. واااء)). ❝
❞ ((أنت أهنتَ قبيلتنا بين القبائل، ولم تنتقم الانتقام الكافي الذي وعدتَ شكاكيت به، بل أهنتها إهانة خاصة، بوقوعك في براثن فتنة المرأة التي قتلتْ ابنتها. - يا زعيمنا المفدَّى، أعترف بخطئي، ولم أستكمل الانتقام بعدما تسببت في مقتل ابنة تلك المرأة، لكن ألا تفكرون بأنني فعلت فعلة في صالح قبيلتنا، بل في صالح قبائل الشياطين الخمس؟ - كيف؟ - ما ستنجبه عَصْفة... دَوّت صرخة غضب من شكاكيت ثم وجَّهت كلامها إلى زلنبح: - أيها الخائن الوضيع، أيها الحقير، تعشق من قَتَلت حفيدتك؟ إن عُدت إلى قبيلتنا سأطلّق ابنك هذا الخائر الضعيف مثلك، ابنك الذي يرفض التبرؤ منك أيها الوضيع، أبو الوضيع. زوجها سلايس يحني رأسه خجلًا، أشار الزعيم إلى شكاكيت لتهدأ وواصل حواره: - لا تصرح باسمها، فاسمها يضايقنا. - أمرك، ما ستنجبه تلك المرأة، سواء كان ذكرًا أم أنثى، سوف يكون شيطانًا وسط البشر، أي سيتمكن من طعن البشر بوسوسته من داخلهم، إنه حربة مسنونة منّا في ظهر البشر. - كلامك مُبالَغ فيه. - بل هو ما سيكون.)). ❝ ⏤حجاج حسن محمد
❞ ((أنت أهنتَ قبيلتنا بين القبائل، ولم تنتقم الانتقام الكافي الذي وعدتَ شكاكيت به، بل أهنتها إهانة خاصة، بوقوعك في براثن فتنة المرأة التي قتلتْ ابنتها. - يا زعيمنا المفدَّى، أعترف بخطئي، ولم أستكمل الانتقام بعدما تسببت في مقتل ابنة تلك المرأة، لكن ألا تفكرون بأنني فعلت فعلة في صالح قبيلتنا، بل في صالح قبائل الشياطين الخمس؟ - كيف؟ - ما ستنجبه عَصْفة.. دَوّت صرخة غضب من شكاكيت ثم وجَّهت كلامها إلى زلنبح: - أيها الخائن الوضيع، أيها الحقير، تعشق من قَتَلت حفيدتك؟ إن عُدت إلى قبيلتنا سأطلّق ابنك هذا الخائر الضعيف مثلك، ابنك الذي يرفض التبرؤ منك أيها الوضيع، أبو الوضيع. زوجها سلايس يحني رأسه خجلًا، أشار الزعيم إلى شكاكيت لتهدأ وواصل حواره: - لا تصرح باسمها، فاسمها يضايقنا. - أمرك، ما ستنجبه تلك المرأة، سواء كان ذكرًا أم أنثى، سوف يكون شيطانًا وسط البشر، أي سيتمكن من طعن البشر بوسوسته من داخلهم، إنه حربة مسنونة منّا في ظهر البشر. - كلامك مُبالَغ فيه. - بل هو ما سيكون.)). ❝
❞ تلعب المرأة دوراً محورياً في الأحداث، فهي الأم التي تضحي بنفسها وتطلق لدى الابن \"ضرغام الأول\" شرارة الثورة والانتقام، وهي الزوجة التي تعمل جنباً إلى جنب مع زوجها لبناء وإعمار الربوة، وهي جزء من المقاومة التي تصدّت للشياطين ودحرتهم بزغاريدها المؤلمة. هي الأخت التي تستمع لبوح أخيها، والأم التي تستميت في إعلاء الجانب البشري على نزعات الشيطنة وهي العاشقة التي تسامح وتعفو وتصلح مفاسد النفس وتدرأ آثامها. ومن خلال هذا النموذج، مرّر الكاتب فلسفته التي ترسّخ مفهوم الحب وقدرته على تهذيب النفس واستعادة إنسانيتها والانتصار على نوازع الشر فيها.. ❝ ⏤حجاج حسن محمد
❞ تلعب المرأة دوراً محورياً في الأحداث، فهي الأم التي تضحي بنفسها وتطلق لدى الابن ˝ضرغام الأول˝ شرارة الثورة والانتقام، وهي الزوجة التي تعمل جنباً إلى جنب مع زوجها لبناء وإعمار الربوة، وهي جزء من المقاومة التي تصدّت للشياطين ودحرتهم بزغاريدها المؤلمة. هي الأخت التي تستمع لبوح أخيها، والأم التي تستميت في إعلاء الجانب البشري على نزعات الشيطنة وهي العاشقة التي تسامح وتعفو وتصلح مفاسد النفس وتدرأ آثامها. ومن خلال هذا النموذج، مرّر الكاتب فلسفته التي ترسّخ مفهوم الحب وقدرته على تهذيب النفس واستعادة إنسانيتها والانتصار على نوازع الشر فيها. ❝
❞ ((نظراتها فيها رجاء له بأن يعود إليها، أبعد طفلته وقام وجلس بجوارها، أحاط كتفها بذراعة، فلانت له عسى أن تجد عنده أمانًا مفتقدًا، زلنبح ينفخ غيظًا، ويتأثر بكل ما يحدث تحته، أمالت عصفة رأسها أسفلها باكية، لم تقل له حقيقة ما حدث، فقط تبكي، بعد إلحاح كان تصريحها الغامض: \"البيت صار مسكونًا بشيطان\".)). ❝ ⏤حجاج حسن محمد
❞ ((نظراتها فيها رجاء له بأن يعود إليها، أبعد طفلته وقام وجلس بجوارها، أحاط كتفها بذراعة، فلانت له عسى أن تجد عنده أمانًا مفتقدًا، زلنبح ينفخ غيظًا، ويتأثر بكل ما يحدث تحته، أمالت عصفة رأسها أسفلها باكية، لم تقل له حقيقة ما حدث، فقط تبكي، بعد إلحاح كان تصريحها الغامض: ˝البيت صار مسكونًا بشيطان˝.)). ❝