█ _ حجاج حسن محمد 2020 حصريا رواية زلنبح عن دار بدائل للنشر والتوزيع 2024 زلنبح: تدور الرواية حول "عصفة" زوجة العمدة الفاتنة وطاسة الزيت المغلي التي سكبتها برعونة شجرة الشياطين فكان ما كان من هذه الحكاية المحورية يعود أدول إلى أحداث تعاقبت عليها السنوات مجسّداً معاناة الإنسان المكررة دائرة مغلقة من الظلم الاجتماعي والقمع والبطش يستمر السرد نطاق زمني ممتد عبر أجيالٍ متعاقبة حتى يصل ذاتها "عصفة المغلي" ليتمم أركان وتبلغ العقدة ذروتها ثم تتوالد منها وتتناسل الحكايات ويكون "زلنبح" (ابن عصفة الشيطان) قاسماً مشتركاً وبطلاً محورياً فيها جميعها تبدأ الرحلة الغرائبية بقتل الفتى الطيب الضخم يموت "الأصفهاني" المخنث وتابعه القواد حرقاً وعبر هاتين الحكايتين وغيرهما يطأ الكاتب قروح الواقع ويُظهر وجهه القبيح الذي تطلّ منه الجريمة بشتى صورها سلسلة روايات فانتازيا مجاناً PDF اونلاين فانتـازيا تأليف د أحمد خالد توفيق بدأ إصدارها عام 1995 وهي ثاني له وتلعب دور البطولة الأساسي بها شخصية عبير عبد الرحمن نموذج آخر للبطل يحمل مواصفات ضد البطل البطلة (عبير الرحمن) لما يُسمى بـ"نقيض البطل" أو "البطل المخالف للعرف" (بالإنجليزية: بطل مخالف للعرف) يقول عنها المقدمة (مقدمة العدد 46): "(عبير عادية حد غير مسبوق يخطف الأبصار إنها الشخص نتمنى ألا نكونه حين نتحدث أنفسنا لا يتفوق الجمال القوة البراعة الذكاء [ ] ثمة أبطال قصص يمتازون بالقوة بالذكاء الخارق بالحظ العاثر بأنهم بشيء ويبدو أن الفئة الأخيرة" ونقتبس الآن مقدمة 16: "لقد قابلتْ (عبير) (شريف) خبير الكمبيوتر الثري الوسيم والأهم هذا العبقري وكان وقتها يبحث فتاة جدًا ولا تملك أي ذكاء الفتاة ستخضع لاختبار جهاز (صانع الأحلام) ابتكره وهو قادر استرجاع ثقافة المرء وإعادة برمجتها صوة مغامرات متكاملة ولأن تقرأ كثيرًأ ولأن عقلها مزدحم بأبطال القصص ومواقف القصص؛ صار خامة صالحة لخلق مئات المثيرة (عبير) سترى عشقتها ولكن مع تحوير بسيط: ستكون جزءًا متفاعلًا كل قصة! ستطير (سوبر مان) وتتسلق الأشجارمع (طرزان) وتغوص أعماق المحيط كابتن (نيمو)" ارتادتْ عوالمَ مختلفة والتقت بشخصيات خيالية وحقيقية سبيل المثال التقت (بجيمس بوند) و(طرزان) و(سوبر و(باتمان) و(أدهم صبري) و(رفعت إسماعيل) و(نور) ورفاقه (في الأعداد (3) (14) (29) (31) (35) (40) بالترتيب) كما (بشكسبير) و(دوستويفسكي) و(سيبويه) و(تشي جيفارا) و(أحمد بن ماجد) و(المتنبي) (10) (30) (44) (45 و46) (53) (54) والتقت أخرى كثيرة نقتبس مجددًا "وتزوج ربما لانه أحبها حقًّا وربما لأنه بحاجة إبقاء فأر تجاربه معه للأبد ونعرف حامل" وأنجبت طفلةً فيما بعد الجدير بالذكر لم تُكوَّن جيدًا بتعبيرِ آخر: تُشَكَّل أدبيًا نحو جيد ولقد أشار (ألمؤلف) نفسُه فيلمٍ تسجيلي بعنوان (اللغز وراء السطور) قال: "عبير مش مِتْشَكِّلة أوي الناس بتقرأ أول أربع صفح بعدين بتتحول لشخصية تانية" عندما تنتقل عالم الأحلام بواسطة سابق الذكر "فمفيش وقت أنك تعاشر الشخصية وتعرفها وتعرف أعماقها وتفاصيلها زي حصل رفعت الكتاب أوله لآخره أنت عايش عقل وأفكاره" ورفعت هو الرئيسي الطبيعة (وهي كتبها أحمد) ولقد استوحى فتاةٍ كانت تعمل نادي فيديو قرب بيتِه يقول الخاص 30 (30 عنوان ترتيبه بين الأعداد): "رأيت فتاةً بيتنا تمضي الوقت القراءة بنهم بتوحش واضحًا أنها فقيرة ناحية المال والجمال والتعليم لكن نهمها يمنحها عوالم محدودة تزورها جالسة ذلك المكان الضيق وسط شرائط الفيديو هكذا ولدت مشهدًا طريفًا دخلت يومًا فوجدت تطالع نهم عددًا بالطبع تجهل أنني! كيف لو عرفت هي بطلة الكتيب تطالعه!" هل السلسلة مقتبسة؟ اتهم البعضُ (المؤلف) باقتباس فكرة مسلسل الخيال العلمي الأمريكي "القفزة الكمية Quantum Leap" وبينما يزعم البعض أنَّ مقتبسة آخرون أنَّه يوجد وجهَ شبه حقيقي والمسلسل المذكور الجديرِ اتُهِمَ أكثر مرة بالاقتباس الأفلام الأجنبية أثارت المذيعة ريهام السهلي الموضوع لقاء برنامج 90 دقيقة بتاريخ 24 3 2009 قالت: "كتير يا دكتور بيتهموا حضرتك بأنك بتقتبس الأفكار ممكن أدِّي مثل واحد اللي سالم وسلمى" وسلمى شخصيتان تأليفه وكانا يتنقلان العوالم اتُهِم بسرقة الفكرة sliders "فيه ناس بتقول دا اتقدم أكتر ردك أيه بيقولوا كدا؟" رَدَ أحمد: "أصل الأمثلة كذا مثال وكل برد رد مقنع ظهر القصة بتاعتي بخمس سنين ست سنين!" المذيعة: "دا هُم بقى مقتبسين منك!" د "مش هجرؤ أقول كدا هوليود بتسرق مني! مقدرش أنهم سرقوا مني بس أنا مسرقتش منهم" وأضاف: "الحقيقة إن قاري الأدب العالمي وشايف أفلام أجنبية بكثرة يمكن تصورها فلو حبيت أسرق لن يكتشف أحد السرقة محدش هيشك! بتاتًا!" وهذا ردٌ كافٍ يتهمونه عالم فانتازيا عالم مكون مخيلة الرقيقة الهشة الحالمة والتي قرأت كمًّا الكتب والقصص والروايات يصعب يلم شخص وفي العالم العديد المدن والجسور والقرى والسهول والقلاع والحصون والأبراج والأسوار تحيط بمختلف أنواع والخيال بداخلها تطوف بمساعدة المرشد مرشد فانتازيا الوصول فانتازيا عادة يتم بجهاز الحاسوب ذي الأقطاب المسمى دي جي 1 والإصدارة الثانية 2 ونادرًا تدخله بمجرد النوم أبطال السلسلة شريف إبراهيم : زوج السابق ومخترع (دي 2) صفوت صديق ورئيس سابقاً حينما مكتب الكمبييوتر المرشد فانتازيــا والذي يشبه وجه مدرس اللغة العربية لـ(عبير)
❞ ((أنت أهنتَ قبيلتنا بين القبائل، ولم تنتقم الانتقام الكافي الذي وعدتَ شكاكيت به، بل أهنتها إهانة خاصة، بوقوعك في براثن فتنة المرأة التي قتلتْ ابنتها. - يا زعيمنا المفدَّى، أعترف بخطئي، ولم أستكمل الانتقام بعدما تسببت في مقتل ابنة تلك المرأة، لكن ألا تفكرون بأنني فعلت فعلة في صالح قبيلتنا، بل في صالح قبائل الشياطين الخمس؟ - كيف؟ - ما ستنجبه عَصْفة... دَوّت صرخة غضب من شكاكيت ثم وجَّهت كلامها إلى زلنبح: - أيها الخائن الوضيع، أيها الحقير، تعشق من قَتَلت حفيدتك؟ إن عُدت إلى قبيلتنا سأطلّق ابنك هذا الخائر الضعيف مثلك، ابنك الذي يرفض التبرؤ منك أيها الوضيع، أبو الوضيع. زوجها سلايس يحني رأسه خجلًا، أشار الزعيم إلى شكاكيت لتهدأ وواصل حواره: - لا تصرح باسمها، فاسمها يضايقنا. - أمرك، ما ستنجبه تلك المرأة، سواء كان ذكرًا أم أنثى، سوف يكون شيطانًا وسط البشر، أي سيتمكن من طعن البشر بوسوسته من داخلهم، إنه حربة مسنونة منّا في ظهر البشر. - كلامك مُبالَغ فيه. - بل هو ما سيكون.)) . ❝
❞ ((تخرج عصفة من البيت وتسير هائمة حول بيتها، لا تجيب من يلقي عليها التحية، وإن حاولت امرأة أن تمسك بكتفها أو ذراعها لتعيدها، تبعد اليد في إصرار وتستمر في سيرها ناظرة إلى لا شيء، حين تتعب تعود صامتة كما بدأت سيرها اليومي الليلي صامتة، لم يكن ما تفعله عصفة غريبًا عند أهل قرية الربوة، فهي عندهم امرأة ممسوسة بالشيطان الذي لبسها وسكن فيها، فذهب بعقلها، وأفسد حياتها.)) . ❝
❞ تلعب المرأة دوراً محورياً في الأحداث، فهي الأم التي تضحي بنفسها وتطلق لدى الابن ˝ضرغام الأول˝ شرارة الثورة والانتقام، وهي الزوجة التي تعمل جنباً إلى جنب مع زوجها لبناء وإعمار الربوة، وهي جزء من المقاومة التي تصدّت للشياطين ودحرتهم بزغاريدها المؤلمة. هي الأخت التي تستمع لبوح أخيها، والأم التي تستميت في إعلاء الجانب البشري على نزعات الشيطنة وهي العاشقة التي تسامح وتعفو وتصلح مفاسد النفس وتدرأ آثامها. ومن خلال هذا النموذج، مرّر الكاتب فلسفته التي ترسّخ مفهوم الحب وقدرته على تهذيب النفس واستعادة إنسانيتها والانتصار على نوازع الشر فيها . ❝
❞ استمرت الثقافة النوبية تطلّ في رواية ˝زلنبح˝ برأسها بشكل ضمني غير مباشر، إذ تخلّل النسيج الروائي بعض الطقوس التي طالما اهتم واحتفى بها المجتمع النوبي، مثل الرقص والأعياد والمهرجانات والأعراس. أما اللغة التي اعتمدها الكاتب، فكانت الفصحى السلسة شديدة العذوبة كثيفة الدلالة، كما كانت دائماً في كل نصوص حجاج أدول وكان يبرز دوماً خلالها ارتفاع الحس الإنساني الذي يعبّر بصورة أو بأخرى عن المجتمع النوبي ويميّز أهله بشكل خاص . ❝
❞ اختار الكاتب لشخوصه أسماء تتصل بالطبيعة الخيالية للنص مثل ˝زلنبح˝، ˝شينكا˝، ˝حوحو˝، ˝تايرو˝، ˝خنزب˝، ˝كروب˝ و˝سفساف˝، وفي مواضع أخرى من السرد كان فيها الواقع أكثر حضوراً، تخيَّر الكاتب لشخوصه أسماء لها دلالات حية، جاء بعضها متّسقاً مع معناه مثل ˝عصفة˝ الفاتنة التي سلبت فتنتها عقل الشيطان وعصفت به، ˝محفوظة˝ التي حافظت الأم على حياتها بالتضحيات الثمينة، ˝ظريفة˝ المرأة السمحة التي لا تحمل حقداً ولا ضغينة. بينما حملت أسماء أخرى دلالات عكسية مثل ˝حلالي˝ الماجنة و˝مكين˝ الضعيف. واستمراراً لاستخدام الدلالة، لجأ الكاتب إلى الأحلام والكوابيس ليبرز من خلالها الجانب الإنساني من شخصية ˝زلنبح˝ وجلده لذاته ورفض عقله الباطن لكل سلوك يحرّضه عليه عقله الواعي. ولم تبثّ أحلام الشخصية المحورية في النص الدلالات وحسب، وإنما عزَّزت الجانب الخرافي من الأحداث الذي ينسجم مع الخط العام للسرد وأضفت عليه مزيداً من المتعة والتشويق. الألوان أيضاً كانت إحدى أدوات الكاتب الرمزية التي أجاد توظيفها داخل النص، فشخوصه الشيطانية ترتدي اللون الأحمر ذا الدلالة النارية لتؤكد طاقة الشر والهيمنة، و˝زلنبح˝ حين يركن إلى نصفه الشيطاني لا يرتدي سوى الأحمر، وفي طريقه لاستعادة إنسانيته، يتخلّى عن هذا اللون . ❝
❞ ((اسمع يا فتى يا غبي، ستفعل ما أريده منك.
وإن لم أفعل؟
ستجد نفسك قتيلًا مدفونًا في حديقة بيتي هذا، دفنت ثلاثة قبلك أصرّوا على قول لا، الجثث الآدمية أفضل سماد للزرع)) . ❝
❞ يجسّد النص جوهر الصراع بين متناقضات العالم وأيضاً متناقضات النفس الواحدة، فيطرح زحاماً من هذه المتناقضات، بدا بعضها في البيئية المكانية للنص التي كانت تحمل في طياتها الثراء الفاحش والفقر المدقع، الشجاعة والاستكانة، المروءة والخسة، ثم ينقل السرد حالة الصراع التي تحدث داخل النفس البشرية ذاتها، بين نوازعها الدنيئة وضميرها الحي. ويبلغ الصراع ذروته عبر الشخصية المحورية ˝زلنبح˝ المنقسمة إلى نصفين: أحدهما شيطاني بانتمائه إلى ˝زلنبح˝ الشيطان الأب، والآخر إنساني ينتمي إلى ˝عصفة˝ الأم، ليكابد ويلات هذا الانقسام الذي يسفر عن شتاتٍ يضيع في دواماته عند محاولة كل قسم منه الانتصار على الآخر. وعلى الرغم من الطبيعة الغرائبية للشخصية وانتمائها إلى عوالم الخيال، فإنها ليست بعيدة تماماً من جوهر الإنسان المتأرجح بين الخير والشر، بين نزعاته الناقصة ولومه لتلك النزعات محاولاً التسامي عنها . ❝
❞ ((أحنى زلنبح رأسه ثم قفز في الفضاء ليطير بعيدًا، وقبيلة الشياطين تتابعه، وعلى علو شاهق يتوقف ويلتفت ناظرًا إلى قبيلته التي صارت بعيدة جدًا كأنها مجموعات من النمل، وقطرات من الدموع تتساقط من عينيه.)) . ❝
❞ ((نظراتها فيها رجاء له بأن يعود إليها، أبعد طفلته وقام وجلس بجوارها، أحاط كتفها بذراعة، فلانت له عسى أن تجد عنده أمانًا مفتقدًا، زلنبح ينفخ غيظًا، ويتأثر بكل ما يحدث تحته، أمالت عصفة رأسها أسفلها باكية، لم تقل له حقيقة ما حدث، فقط تبكي، بعد إلحاح كان تصريحها الغامض: ˝البيت صار مسكونًا بشيطان˝.)) . ❝
❞ ((ترااك ... تراك تراك ... تراااك
كفوف ناس البلد، ناس الجنوب، ناسنا ياصالحة، فى رقصة الكف يصفقون بقوة وحماس، الترااك منغمة تطرقع فى الساحة الرملية المنارة بشفق الكلوبات ولجين القمر. ترااك ... تراك تراك ... تراااك. كل ناس البلد هنا، رجال، نساء، أطفال، شيوخ، مرضى. فلا تفوت ليلة العرس من جنوبى أبدا، أرواح الأجداد تطل علينا راضية من تل الجبانة، تهبط إلينا مع اشتعال الرقص. يخالطوننا فى شوق. ليلة العرس تجذب ناس البلد؛ وحتى ناس النهر ساكنو القاع اللدن يخرجون من الماء مبللين زرافات ووحدانا. نحس بهم تحتنا على الضفتين يركبون الغصون والسعف. صغارهم على الشواشى فترقص بهم نشوى وهى تنثر قطرات الندى لآلئ .. ي ي ش ش ش ... ي ي ش ش ش ... نصيح بهم.. (مرهبا آمون نتُّو) مرحبا يا ناس النهر. يشتد الرقص اشتعالا فننجذب فى حالة وجد منظوم نشط غارق فى دوىّ وهدير الدفوف تووم - تك ... توم - تاك. وفرقعة الكفوف ترااك ... تراك تراك ... تراااك ... نربك أهل التيار ، أهل العالم السفلى يا حفيظ يارب! ينفلتون من أسفل قاع الجبل منطلقين كالقذائف الشيطانية من فوهات القمم العالية، يدورون فى الأركان النجومية، ثم ينتظمون على دائرة الأفق راقصين مغنين فى شعوذة. يغطينا محيط صداهم المرتد من الآفاق اللانهائية. ونحن فى رهبة ووجل نغنى أغنية الدعاء .. يا الله يا ساتر. اجعل بيننا وبينهم ساتراً . ❝
❞ ((فى ليلة كهذه، كانت ليلتنا يا صالحة، أمك العجوز وأختى وسط النساء تنثران الملح وماء عطر بنت السودان أصيل. يرقصن رقصة البلطى فى جمع النساء المغطى بالحلى. الذهب أشكال وأنواع. يبرق ويشوْشو .. شاو .. شاو .. شاو. والخلاخيل الفضية فى الأقدام رنينها صاف .. كلين كلين .. كلين كلين ...
لا يوجد جسد هامد، لا يوجد قلب خامد، لايوجد بدن لا يشارك، لا يوجد لسان لا يبارك، لا توجد روح ثقيلة. رقص الجميع مع الجميع.. للجميع.
زفونا ياصالحة الصدر. عريس وعروسة. زغاريد النساء أغاريد نحاسية تجلجل..
لى للى للى للى للى للى)) . ❝
❞ ((يا سلـ ااام ... يا سلـ ااام ... يا سلـ ااام
وفى العشيات المقمرة، أكون وسط أترابى. صبيان مفتونون باخضرار شواربهم. تحت شجرتى الدوم نجلس. نغنى مووايل (أسمر اللونا) نتغزل فى سماحة وجه الحبيبة السمراء التى لا نسميها. وأنت وسطهن على قرب تحت الجميزة الباسقة. عذارى متشوقات هائمات مع دقات الدف الحانى. كل منكن تفهم أن الموال لها .. وحدها. الوجد فى بحة صوت مغنينا الذى يبدأ كما يبدأ كل موال جنوبى الجندل: يا سلـ ااام . ينتشى كل سامع. ولم لا? والسلام اسم من أسماء إلهانا? الحرارة المنسابة منَّا ونحن بعد كل مقطع نردد: يا سلـ ااام، فى حرفنة. حرف النداء يأخذ جذوعنا للأمام بميل ناحيتكن. السين من السلسبيل. واللام مشعبة من الأفواه الرطبة. الألف الممدودة صاعدة موازية لصعود أيادينا حتى الأصداغ بجوار العيون المسدلة الجفون. تتهدل أكمام جلابيبنا مع ارتخاء حرف المد المنغم وقد حمل معه الكثير من سخونة الحشا فيخفف عنا. ومع الميم القاطعة، تهبط الأيادي سريعاً لتبين كمْ .. كم طربنا. نأسر قلوبكن فتفيض بينابيع العطاء المكنون. تهتز أجسادكن يمنة ويسرة. تصفقن بالكفوف المخضبة بالحناء مع إيقاع نداء دُفنا. تتجاوبن معنا. ورغم مساحة الرمال الفاصلة بين الدوم والجميز، نكون جمعاً واحداً سابحاً فى بحر الليل الجياش. نذوب. نترقرق صبابة، نتشوق إلى الحلال فى يوم علَّة قريب المنال.
جداتنا على بعد قريب. يرون أشباحنا واضحة. يبتسمن، يهمسن لبعضهن على أيامهن التى ولت كحلم لذيذ رحل قمره وتبخر إثر نهار مشمس واحد. ينظرن إلى الأجيال النامية الزاهية. وبتجاربهن القديمة وحنكتهن يتوقعن ما سيكون بيننا يوما قائلات: فووزية لبنيامين. نبرة - تارى لحسين ابن العمدة. هوّا لسليمتو. صالحة لابن زبيدة ...
يا سلـ ااام ... يا سلـ ااام ... يا سلـ ااام
وااااء ... وااااء ... وااااء ...
يا بشرى. ألقيت سيجارة البانجو وقفزت صارخاً.. العاطى هو. الرازق هو. والحميد هو. ضحك عمى بلال أبو صالحة. قال: ألم أقل لك اصبر ? عانقنى باكياً. خرجت أختى (مسكا) من الحجرة مبللة بالعرق. ارتمت على تقبلنى.. مبروك علينا ابنتك زبيدة.
واااء ... واااء ... واااء)) . ❝
❞ ((˝القمر بوبا˝ أشهر قلادة عند النوبيين: ذهبية ثقيلة، تتدلى من أعناق النساء على الصدر، كل صبية تتطلع شوقًا وتسأل الأيام في لهفة: متى أنمو فتاة محددة التضاريس، فتعطيني أمي قلادة ˝القمر بوبا˝ أحس بثقلها على صدرى، أنزل حلبة الرقص، وأرقص مشاركة في كل الرقصات فتتواثب الحلية الثقيلة على صدري، تشاغبه وتقلبه، أزداد نشوة ولهفة فأعطي الفن الراقص الناطق)) . ❝
❞ ((المكلفان أساسا بالتعذيب جلادان ضخمان هما توأم متشابه، أما رئيسهما فهو أبو هما عشماوي وكانه توأم ثالث لهما لولا كبر السن والسمنة الزائدة، الثلاثة كل منهم عاري الرأس يرتدي سروالا أسود ونصفه العلوي عارٍ ومليء بالشعر الغزير، الأب الشعر الأبيض في بداية الانتشار في شعر رأسه وصدره، أوثقا يدي الأخوين خلف ظهريهما، والصباح بدأ ينير المدينة، موكب الشنق يخترق الطرقات، الحرس السلطاني على الخيول يتقدم وخلفهم حماران او على ظهريهما المتهمان ورأسهما ناحية مؤخرة الحمارين إذلالًا! خلف الحمارين عدد من حرس السجن على الأقدام يسيرون يرهبون الناس بالسيوف والبُلط المشهرة وبالقسوة المنحوتة على سحناتهم وبأجسادهم المنفوخة بالشحم واللحم، الناس متجهون لجلب رزقهم بالعمل الشاق، وقفوا رجالا ونساء وأطفال على الجانبين يتابعون مسيرة الإعدام في حسرة، فهذا هو مصير من يثور على السلطان بوهان أو ينطق بحرف معترضا على دوام الذل والهوان.)) . ❝
❞ ((˝فتح باب كهف، تراجع المسجونون جميعًا، وتراصو على الجدران وكل واحد يحاول الاختباء في الآخر، خمسة من الجنود بكروش ومؤخرات ضخمة يتقدمون شاهرين سيوفهم يحمل شعلة متوهجة تبث النار والدخان، يجذبون مسجونين شابين كانا متجاورين.
يعودون بالسجنين وكل منهما مزنوق بين حارسين ضخمين يمسكان بساعديه المكبلين بالسلاسل، المصير واضح هذه آخر ساعات لهم في هذه الدنيا، هما ابنا الرامبيزي زعيم قبائل الجنوب التي تثور دائمًا على السلطان بوهان)) . ❝
❞ ((كان الفيلم الغنائي الراقص والذي نجح نجاحًا ساحقًا ˝خلي بالك من زوزو˝ هذا الفيلم لم يتخطاه نجاحًا أي فيلم آخر من وقتها وحتى الآن، رغم أن بطلته سعاد حسني ليست مطربة أساسًا، ولا أساسها هو الرقص، لكنها ممثلة متعددة المواهب عابرة للتصنيفات، غنت بما يناسبها فأبدعت، ورقصت وتفوقت على أشهر الراقصات، فإذا كان لكل راقصة أسلوب خاص، فسعاد حسني ليس لها أسلوب خاص، سعاد تُخضِع الرقص لمتطلبات الشخصية الدرامية، وموقفها من المشهد والفيلم إجمالاً . ❝
❞ ˝بدا الكتاب، أيضاً، كأنه رسالة اعتذار إلى سعاد حسني، فلم يهتم الكاتب بتقديم دراسة نقدية بالمعنى المعروف، بل قدم انطباعه المتحيز للفيلم، وأفكاره حول الظروف المحيطة بإنتاجه وعرضه، لكن العنصر الأساسي الذي كان يدور حوله هو حالة معشوقته ˝السندريلا˝ ذاتها، التي مثلتها في الفيلم ˝زوزو˝ ابنة ˝نعيمة ألماظية . ❝
❞ ويلمح المتلقى تماسّ أسطورة المساخيط مع عددٍ من الأساطير والحكايات الشعبية: العماليق فى الأساطير الإغريقية، ومفهوم المساخيط فى الوجدان الشعبى المصرى عند الإشارة قديمًا إلى تماثيل القدماء وإرجاء سبب التسمية إلى ارتكاب أصحاب هذه التماثيل لكثير من الآثام العظيمة فاستحقوا العذاب الأبدى بمسخهم وسخطهم إلى تماثيل حجرية، وهذا ما استند إليه الكاتب جزئيًا فى تأثيثه لتلك الأسطورة. يقول الدليل: «مخلوقات كُتب عليها ألّا تموت وألّا تحيا إلا من تدركه رحمة من الله . ❝
❞ بعضهم حلّت عليهم اللعنة من أزمان سحيقة وبعضهم كُتب عليهم الغضب الشنيع والسخط المرعب». ومن ثمّ، يرتبط اسم تلك المخلوقات بارتكاب أحقر وأقبح الأعمال وتعمير الأرض بطريقة شريرة حتى غضب الله عليهم وجعلهم من فئة لا مساس – أى بين الحياة والموت . ❝