❞ «الجنينُ رقم 1 يقولُ للجنين رقم 2: هل أنت معارضٌ أم مؤيّد؟
الجنينُ 2: أنا معارضٌ للنظام السوري، وحينَما أبلغُ سنَّ البلوغِ سوف أحاربُهم، لأبيدَهم!
الجنينُ رقم 1: أنا مؤيّدٌ وأكرهُ إخوانَ المسلمين أمثالك، وأحبُّ قائدَنا إلى الأبد (واعْ.. واعْ.. واعْ.. واعْ..).
الجنينُ 2: اسكتْ، وإلا حطّمْتُ زجاجَ حضانتك، انتظرْ كي أنمو قليلاً وسوف ترى ردّةَ فعلي، (واعْ.. واعْ.. واعْ..).
هنا وإذ بقدوم الجنينِ ذو الشعر الأشقر، الأجنّةُ الثلاثةُ الآن بجانب بعضهم البعض، (الوعاويع) في تصاعد.
الجنينُ الأوروبيُّ: من أين أنتم؟
يردُّ الاثنان معاً: نحن سوريون!
الجنينُ الأوروبيُّ: عودوا إلى بلادكم، نحن لا نريدُكم، كنْتُ أسمعُ أبي وأمي والزوّار حينما كنْتُ في بطن أمّي، أنتم ترعبوننا، ونحن لسْنا بصدد العملِ على توسيع آفاقِكم الأدبية والأخلاقية.
يردُّ الجنينُ المعارضُ: أرجوك أيُّها الصديقُ، نحن هنا لأننا نحبُّ السلامَ، ألا ترى ما يفعلُه النظامُ الحاكمُ بالناس هناك؟
الجنينُ المؤيّدُ: نعم أيُّها الصديقُ، نحن لأجل السلامِ، ألا ترى ما يفعلُه الإرهابيون هناك؟
الجنينُ الأوروبيُّ: هذه مشاكلُكم، ولسنا مستعدّين لسماع تأوّهاتكم العنصرية.
وإذ بجنين رابعٍ يوضعُ في القطرميز، إنه جنينٌ كرديٌّ!
(واعْ.. واعْ.. واعْ..)، بدأَ الصراخُ يعلو؛ لأن الجنينَ الكرديَّ شاركَ في المحادثة.
يقولُ الجنينُ الأوروبيُّ: أنتم تحتلّون قسمَ التوليدِ أيُّها اللاجئون، اخرجوا من قطرميزاتنا، وعودوا إلى بلادكم.
وإذ بالجنين الكرديّ يتكلّمُ: أرجوك أيُّها الصديقُ نحن هنا لأننا هربْنا من بطش الإسلاميين المتشدّدين، هؤلاء الذين يدّعون بأنهم معارضة سورية ومن الحكومة السورية، الأوّلُ يهاجمنا برّاً والثاني جوّاً، أرجوك أن تفهمَ سببَ مجيئنا هنا!
الجنينان المعارضُ والمؤيّدُ: اسكتْ أيُّها الانفصالي؟
الجنينُ الكرديُّ: أنا لسْتُ انفصالياً، أنتم الانفصاليون.
الجنينُ الأوروبيُّ: أنتم مجرّدُ أغبياء على هيئة بشر، اخرسوا وعودوا حيث أتيْتم، حينما أكبرُ لن أدعَ أحداً منكم هنا، سوف أدرسُ السياسةَ الديمقراطيةَ، وسوف أدعمُ زملائي السياسيين الديمقراطيين، لفتح فرعٍ جديدٍ للأسلحة الإيديولوجية، لكي تقضوا على بعضكم هناك، لا نريدُكم هنا، ارحلوا، هيّا».. ❝ ⏤رشيد أحمد
❞ ?الجنينُ رقم 1 يقولُ للجنين رقم 2: هل أنت معارضٌ أم مؤيّد؟
الجنينُ 2: أنا معارضٌ للنظام السوري، وحينَما أبلغُ سنَّ البلوغِ سوف أحاربُهم، لأبيدَهم!
الجنينُ رقم 1: أنا مؤيّدٌ وأكرهُ إخوانَ المسلمين أمثالك، وأحبُّ قائدَنا إلى الأبد (واعْ. واعْ. واعْ. واعْ.).
الجنينُ 2: اسكتْ، وإلا حطّمْتُ زجاجَ حضانتك، انتظرْ كي أنمو قليلاً وسوف ترى ردّةَ فعلي، (واعْ. واعْ. واعْ.).
هنا وإذ بقدوم الجنينِ ذو الشعر الأشقر، الأجنّةُ الثلاثةُ الآن بجانب بعضهم البعض، (الوعاويع) في تصاعد.
الجنينُ الأوروبيُّ: من أين أنتم؟
يردُّ الاثنان معاً: نحن سوريون!
الجنينُ الأوروبيُّ: عودوا إلى بلادكم، نحن لا نريدُكم، كنْتُ أسمعُ أبي وأمي والزوّار حينما كنْتُ في بطن أمّي، أنتم ترعبوننا، ونحن لسْنا بصدد العملِ على توسيع آفاقِكم الأدبية والأخلاقية.
يردُّ الجنينُ المعارضُ: أرجوك أيُّها الصديقُ، نحن هنا لأننا نحبُّ السلامَ، ألا ترى ما يفعلُه النظامُ الحاكمُ بالناس هناك؟
الجنينُ المؤيّدُ: نعم أيُّها الصديقُ، نحن لأجل السلامِ، ألا ترى ما يفعلُه الإرهابيون هناك؟
الجنينُ الأوروبيُّ: هذه مشاكلُكم، ولسنا مستعدّين لسماع تأوّهاتكم العنصرية.
وإذ بجنين رابعٍ يوضعُ في القطرميز، إنه جنينٌ كرديٌّ!
(واعْ. واعْ. واعْ.)، بدأَ الصراخُ يعلو؛ لأن الجنينَ الكرديَّ شاركَ في المحادثة.
يقولُ الجنينُ الأوروبيُّ: أنتم تحتلّون قسمَ التوليدِ أيُّها اللاجئون، اخرجوا من قطرميزاتنا، وعودوا إلى بلادكم.
وإذ بالجنين الكرديّ يتكلّمُ: أرجوك أيُّها الصديقُ نحن هنا لأننا هربْنا من بطش الإسلاميين المتشدّدين، هؤلاء الذين يدّعون بأنهم معارضة سورية ومن الحكومة السورية، الأوّلُ يهاجمنا برّاً والثاني جوّاً، أرجوك أن تفهمَ سببَ مجيئنا هنا!
الجنينان المعارضُ والمؤيّدُ: اسكتْ أيُّها الانفصالي؟
الجنينُ الكرديُّ: أنا لسْتُ انفصالياً، أنتم الانفصاليون.
الجنينُ الأوروبيُّ: أنتم مجرّدُ أغبياء على هيئة بشر، اخرسوا وعودوا حيث أتيْتم، حينما أكبرُ لن أدعَ أحداً منكم هنا، سوف أدرسُ السياسةَ الديمقراطيةَ، وسوف أدعمُ زملائي السياسيين الديمقراطيين، لفتح فرعٍ جديدٍ للأسلحة الإيديولوجية، لكي تقضوا على بعضكم هناك، لا نريدُكم هنا، ارحلوا، هيّا». ❝
❞ تعج منطقة قلب ميلانو، وأطرافها بحركةٍ عامة، تنتشر على أطرافها مقاهي الأرصفة، روادها غالبيتهم من كبار السن، ذوي وجوهٍ تغمرها ابتسامات باردة، تجول نظراتهم ببطء وكسل مع كل حدث يجري أمامهم، مهما كان تافهًا وهامشيًا، وأطراف مقابلة تكتظ بمحلات بيع الأزهار والحقائب النسائية وملابس رياضية، لا تتوقف حركة السيارات والمشاة... تبدأ الحركة منذ التاسعة صباحًا وتشتد تدريجيًا، وتبلغ ذروتها مع الظهيرة حتى تتعاظم بنهاية الأسبوع، وإذا صادف يوم مباراة قمة الدوري الإيطالي يغلق الشارع، وتحتدم الزحمة... وتتشح الشوارع بأغانٍ منبعثة من بعض المحلات ومقاهي الرصيف.
بناية اللاجئين، أطلق التسمية عليها كهل إيطالي، عنصري النزعة ثم تغير، يقطن شقة بالدور الثاني، يبلغ التسعين كما يبدو من عروق ونتوء عظام وجهه المتشح بحب الشباب! يقطن البناية مع امرأة، تصغره سنًا، أنيقة المظهر، لا يعرف سكان البناية عنها شيئًا، تكهن البعض بأنها زوجته، وراهن آخرون أنها عشيقته، منذ الحرب الكونية الثانية، أكد بعض السكان من الذين أصابتهم سهامه العنصرية، أنه كان ينتمي لجيش موسوليني...
طويل القامة، مقوس الظهر كغصنٍ شجرةٍ معمرة بخريف الزمن... فقس عن وجهه عينان، واسعتان، ثاقبتان، يكتسح رأسه شعر طفيف تركز بمؤخرة رأسه المفلطح، يقابله أنف جميل يحسده كل من يصادفه، يدعي ماريو فيتالي... قنديل البحر!. ❝ ⏤احمد جمعه
❞ تعج منطقة قلب ميلانو، وأطرافها بحركةٍ عامة، تنتشر على أطرافها مقاهي الأرصفة، روادها غالبيتهم من كبار السن، ذوي وجوهٍ تغمرها ابتسامات باردة، تجول نظراتهم ببطء وكسل مع كل حدث يجري أمامهم، مهما كان تافهًا وهامشيًا، وأطراف مقابلة تكتظ بمحلات بيع الأزهار والحقائب النسائية وملابس رياضية، لا تتوقف حركة السيارات والمشاة.. تبدأ الحركة منذ التاسعة صباحًا وتشتد تدريجيًا، وتبلغ ذروتها مع الظهيرة حتى تتعاظم بنهاية الأسبوع، وإذا صادف يوم مباراة قمة الدوري الإيطالي يغلق الشارع، وتحتدم الزحمة.. وتتشح الشوارع بأغانٍ منبعثة من بعض المحلات ومقاهي الرصيف.
بناية اللاجئين، أطلق التسمية عليها كهل إيطالي، عنصري النزعة ثم تغير، يقطن شقة بالدور الثاني، يبلغ التسعين كما يبدو من عروق ونتوء عظام وجهه المتشح بحب الشباب! يقطن البناية مع امرأة، تصغره سنًا، أنيقة المظهر، لا يعرف سكان البناية عنها شيئًا، تكهن البعض بأنها زوجته، وراهن آخرون أنها عشيقته، منذ الحرب الكونية الثانية، أكد بعض السكان من الذين أصابتهم سهامه العنصرية، أنه كان ينتمي لجيش موسوليني..
طويل القامة، مقوس الظهر كغصنٍ شجرةٍ معمرة بخريف الزمن.. فقس عن وجهه عينان، واسعتان، ثاقبتان، يكتسح رأسه شعر طفيف تركز بمؤخرة رأسه المفلطح، يقابله أنف جميل يحسده كل من يصادفه، يدعي ماريو فيتالي.. قنديل البحر!. ❝