█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ذهب فلانٌ إلى أوروبا وما ننكر من أمره شيئًا، فلبث فيها بضع سنين، ثم عاد وما بقي مما كنا نعرفه منه شيءٌ. ذهب بوجهٍ كوجه العذراء ليلة عرسها، وعاد بوجهٍ كوجه الصخرة الملساء تحت الليلة الماطرة، وذهب بقلبٍ نقيٍّ طاهرٍ يأنس بالعفو ويستريح إلى العذر، وعاد بقلبٍ ملفَّفٍ مدخولٍ لا يفارقه السخط على الأرض وساكنها، والنقمة على السماء وخالقها، وذهب بنفسٍ غضةٍ خاشعة ترى كل نفس فوقها، وعاد بنفس ذهَّابةٍ نزاعة لا ترى شيئًا فوقها، ولا تلقي نظرة واحدة على ما تحتها، وذهب برأس مملوءٍ حكمًا ورأيًا، وعاد برأسٍ كرأس التمثال المثقب لا يملؤه إلا الهواء المتردد، وذهب وما على وجه الأرض أحب إليه من دينه ووطنه، وعاد وما على وجهها أصغر في عينيه منهما.
. ❝
❞ ˝لكل تنهيدة جواب لسؤال قد يطرح علينا نفسه˝
فوحدها هذه التنهيدة قد كشفت عن صوت آنيني الذي باح عن صوتي المُرتجف من حزنٍ رافقني ، و عن عيوني التي أدمعت،فخلف ستارة هذا الوجه يختبئ حكايات منذُ الإزل فلم تكن تلك الحكايات كحكايا عادية قد باتت منسيةً مع مرور الأيام، بل كانت خالدةً كظلي الذي أبى عن الرحيل و الهجران، فكانت لملامح إنتكاساتي جواباً لكل ذلك الإنكار المُجحف في حق نفسي جراء إحتراقي مع صراعاتٍ لم يُحكم عليها بالإنتصار، أبرمتُ وعد مع نفسي خالص بالوفاء ألا أبوح عما يتواردني من أحزان؛ لعلي أبقى أمنة بدون خذلان بشري يستعمرني، و لكن لبرهةٍ قد أتضح لي أنني كنت أحاول جاهدةً أن أجمد تلك المشاعر متحديةً إياها، و لكنها في كل مرة تتصداني منتصرةً عليي، مُوقظةً فيني العبرات المُشتكية عن حالي، فما قوة ذلك الإنسان يصمدُ عند آخر لحظةٍ قد تنهمر فيها الدموع منه، و عن نبرة صوته المجعدة من حزن قد إعتلاه تكاد أن تفصح عن حاله مُفشيةً لسره أمام الآخريين، فهذا بالنسبة لي كحرب هزلية لا خلاص لها مع نفسي، فلكل تنهيدةٍ جواب لسؤال قد يطرح علينا نفسهُ عاجلاً أم آجلاً.
الكاتبة/رينادا عمر . ❝
❞ تخرج للحياة؛ ترسم الضحكة على وجنتيك، تربت على قلوب الآخرين، تحتوي من هو في حاجة لذلك، تطيب خاطر من يوجعه قلبه وأنت في الحقيقة من تحتاج لذلك، ترسم، تكتب و تظهر في أبهى حلهٍ لك، تتراقص مع الأطفال على نغمات الحياة، والكثير والكثير ،ولكن لا أحد يعلم ما بداخلك، لا أحد يشعر بذلك، لا أحد يسمع تشقق قلبك في كل يوم، لا أحد يرى ما يحدث بداخلك من صراع، لا أحد يشعر بما تريد وبما تحلم لا أحد؛ فوحدك تخوض تلك المعارك وتلك العبرات التي كادت أن تهوي بعينيك إلى الجحيم،
وها أنا ذا مثل كل يوم أخرج ولا أحد يتوقع أن تلك العينان لم تكف عن البكاء طيلة الليل؛ شوقًا وحبًا خوفًا وألمًا و حيرة، كم مؤلمة هذه الصلابة! لكم وددت أن أفقد ها يومًا ما؛ وأهيم على وجهي مهرولًا إلى ما أرجوه، فتبًا لكِ أيتها الحياة، وتبًا لكِ أيتها الصلابة
فكم أوديتي بي إلى الهلاك.
#سمر_الترمان
#فلوريندا . ❝