❞ الله لا يضع امام المرء مشكلة صعبة لا يستطيع حلها
ربما يعتقد من يناضل انه غير قادر على تحمل العبءلكن الله يعلم ان العبء مناسب له تماما. ❝ ⏤ريوهو أوكاوا
❞ الله لا يضع امام المرء مشكلة صعبة لا يستطيع حلها
ربما يعتقد من يناضل انه غير قادر على تحمل العبءلكن الله يعلم ان العبء مناسب له تماما. ❝
❞ الذي رأى قطة تتلصص على مائدة في خلسة من أصحابها ثم تمد فمها لتلقف قطعة سمك. الذي رأى مثل تلك القطة ونظر إلى عينيها وهي تسرق لن ينسى أبداً تلك النظرة التي تملؤها الإحساس بالذنب.
إن القطة وهي الحيوان الأعجم تشعر شعوراً مبهماً أنها ترتكب إثماً .. فإذا لحقها العقاب ونالت ضربة على رأسها فإنها تغض من رأسها وتطأطئ بصرها ، وكأنها تدرك إدراكاً مبهماً أنها نالت ما تستحق.
هو إحساس الفطرة الأولى الذي ركبه الخالق في بنية المخلوق .. إنه الحاسة الأخلاقية البدائية نجد أثرها حتى في الحيوان الأعجم.
والقط إذ يتبرز ثم ينثني علي ما فعل ويهيل عليه التراب حتى يخفيه عن الأنظار.
ذلك الفعل الغريزي يدل على إحساس بالقبح وعلى المبادرة بستر هذا القبح.
وذلك الفعل هو أيضاً فطرة أخلاقية لم تكتسب بالتعلم .. وإنما بهذه الفطرة وُلِد كل القطط.
وبالمثل غضبة الجمل بعد تكرار الإهانة من صاحبه وبعد طول الصبر والتحمل .. وكبرياء الأسد وترفعه عن أن يهاجم فريسته غدراً من الخلف وإنما دائماً من الأمام ومواجهة .. ولا يفترس إلا ليأكل .. ولا يفكر في أكل أو افتراس إلّا إذا جاع.
كل هذه أخلاق مفطورة في الحشوة الحية وفي الحيوان.
ثم الوفاء الزوجي عند الحمام.
والولاء للجماعة في الحيوانات التي تتحرك في قطعان.
نحن أمام الأسس الأولى للضمير .. نكتشفها تحت الجلد وفي الدم لم يعلمها معلم وإنما هي في الخلقة.
ونحن إذ نتردد قبل الفعل نتيجة إحساس فطري بالمسئولية .. ثم نشعر بالعبء أثناء الفعل نتيجة تحري الصواب .. ونشعر بالندم بعد الفعل نتيجة الخطأ.
هذه المشاعر الفطرية التي يشترك فيها المثقف والبدائي والطفل هي دليل على شعور باطن بالقانون والنظام وأن هناك محاسبة .. وأن هناك عدالة .. وإن كل واحد فينا مُطَالب بالعدالة كما أن له الحق في أن يطلبها .. وإن هذا شعور مفطور فينا منذ الميلاد جاءنا من الخالق الذي خلقنا ومن طبيعتنا ذاتها.
فإذا نظرنا إلى العالم المادي من الذرات المتناهية في الصغر إلى المجرات المتناهية في العظم وجدنا كل شيء يجري بقوانين و بحساب و انضباط .
حتى الإلكترون لا ينتقل من مدار إلى مدار في فلك النواة إلّا إذا أعطى أو أخذ حزماً من الطاقة تساوي مقادير انتقاله و كأنه راكب في قطار لا يستطيع أن يستقل القطار إلّا إذا دفع ثمن التذكرة .
و ميلاد النجوم و موتها له قوانين و أسباب.
و حركة الكواكب في دولاب الجاذبية لها معادلة .
و تحول المادة إلى طاقة و تحول جسم الشمس إلى نور له معادلة .
و انتقال النور له سرعة .
و كل موجة لها طول و لها ذبذبة و لها سرعة .
كما أن كل معدن له طيف و له خطوط امتصاص مميزة يُعرَف بها في جهاز المطياف .
و كل معدن يتمدد بمقدار و يتقلص بمقدار بالحرارة و البرودة .. و كل معدن له كتلة و كثافة و وزن ذري جزيئي و ثوابت و خواص .
و أينشتين أثبت لنا أن هناك علاقة بين كتلة الجسم و سرعته .. و بين الزمن و نظام الحركة داخل مجموعة متحركة .. و بين الزمان و المكان .
و الذي يفرق المواد إلى جوامد و سوائل و غازات هو معدل السرعة بين جزيئاتها .
و لأن الحرارة تعجّل من هذه السرعة فإنها تستطيع أن تصهر الجوامد و تحولها إلى سوائل ثم تبخر السوائل و تحولها إلى غازات .
كما أن الكهرباء تتولد بقوانين .. كما يتحرك التيار الكهربائي و يفعل و يؤثرعلى أساس من فرق الجهد و الشدة .
كما تتوقف جاذبية كل نجم على مقدار جرمه و كتلته .
و الزلازل التي تبدو أنواعاً من الفوضى لها هي الأخرى نظام و أحزمة و
خطوط تحدث فيها و يمكن رسم و تتبع الأحزمة الزلزالية بطول الكرة
الأرضية و عرضها .
و الكون كله جدول من القوانين المنضبطة الصريحة التي لا غش فيها و لا خداع .
سوف يرتفع صوت ليقول : و ما رأيك فيما نحن فيه من الغش و الخداع و الحروب و المظالم و قتل بعضنا البعض بغياً و عدواناً .. أين النظام هنا ؟ و سوف أقول له : هذا شيء آخر .. فإن ما يحدث بيننا نحن دولة بني آدم يحدث لأن الله أخلفنا في الأرض و أقامنا ملوكاً نحكم و أعطانا الحرية .. و عرض علينا الأمانة فقبلناها .
و كان معنى إعطائنا الحرية أن تصبح لنا إمكانية الخطأ و الصواب .
و كان كل ما نرى حولنا في دنيانا البشرية هو نتيجة هذه الحرية التي
أسأنا استعمالها .
إن الفوضى هي فعلنا نحن و هي النتيجة المترتبة على حريتنا ، أما العالم فهو بالغ الذروة في الانضباط و النظام .
و لو شاء الله لأخضعنا نحن أيضاً للنظام قهراً كما أخضع الجبال و البحار و النجوم و الفضاء .. و لكنه شاء أن يفني عنّا القهر لتكتمل بذلك عدالته .. و ليكون لكل منا فعله الخاص الحر الذي هو من جنس دخيلته .
أراد بذلك عدلاً ليكون بعثنا بعد ذلك على مقامات و درجات هو إحقاق الحق و وضع كل شيء في نصابه .
و الحياة مستمرة .
و ليس ما نحياه من الحياة في دنيانا هو كل الحياة .
و معنى هذا أن الفترة الاعتراضية من المظالم و الفوضى هي فترة لها حِكمتها و أسبابها و أنها عين العدالة من حيث هي امتحان لما يلي من حياة مستمرة أبداً .
إن دنيانا هي فترة موضوعة بين قوسين بالنسبة لما بعدها و ما قبلها ، و هي ليست كل الحقيقة و لا كل القصة .. و إنما هي فصل صغير من رواية سوف تتعدد فصولاً .
وقد أدرك الإنسان حقيقة البعث بالفطرة.
أدركها الإنسان البدائي.
وقال بها الأنبياء إخباراً عن الغيب.
وقال بها العقل والعلم الذي أدرك أن الإنسان جسد وروح كما ذكرنا في فصول سابقة .. وإن الإنسان يستشعر بروحه من إحساسه الداخلي العميق المستمر بالحضور رغم شلال التغيرات الزمنية من حوله ، وهو إحساس ينبئ بأنه يملك وجوداً داخلياً متعالياً على التغيرات مجاوزاً للزمن والفناء والموت.
وفلاسفة مثل عمانويل كانت وبرجسون وكيركجارد ، لهم وزنهم في الفكر قالوا بحقيقة الروح والبعث.
وفي كتاب «جمهورية أفلاطون».. فصل رائع عن خلود الروح.
هي حقيقة كانت تفرض نفسها إذن على أكبر العقول وعلى أصغر العقول وكانت تقوم كبداهة يصعب إنكارها.
ولكن أهم برهان على البعث في نظري هو ذلك الإحساس الباطني العميق الفطري الذي نولد به جميعا ونتصرف على أساسه ، أن هناك نظاماً مُحكَماً وقانوناً وعدلاً.
ونحن نطالب أنفسنا ونطالب غيرنا فطرياً وغريزياً بهذا العدل.
وتحترق صدورنا إذا لم يتحقق هذا العدل.
ونحارب لنرسي دعائم ذلك العدل.
ونموت في سبيل العدل.
وفي النهاية لا نحقق أبداً ذلك العدل.
وهذا يعني أنه سوف يتحقق بصورة ما لاشك فيها .. لأنه حقيقة مطلقة فرضت نفسها على عقولنا وضمائرنا طول الوقت.
وإذا كنا لا نرى ذلك العدل يتحقق في دنيانا فلأننا لا نرى كل الصورة ولأن دنيانا الظاهرة ليست هي كل الحقيقة.
وإلّا فلماذا تحترق صدورنا لرؤية الظلم ولماذا نطالب غيرنا دائما بأن يكون عادلاً .. لماذا نحرص كل هذا الحرص ونشتعل غضباً على ما لا وجود له.
يقول لنا المفكر الهندي وحيد الدين خان :
إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء فكذلك الظمأ إلى العدل لابد أنه يدل على وجود العدل .. ولأنه لا عدل في الدنيا .. فهو دليل على وجود الآخرة مستقر العدل الحقيقي.
إن شعورنا الداخلي الفطري هو الدليل القطعي على أن العدل حق .. وإن كنا لا نراه اليوم .. فإننا سوف نراه غداً .. هذا توكيد يأتينا دائما من داخلنا .. وهو الصدق لأنه وحي البداهة..
والبداهة والفطرة جزء من الطبيعة المحكمة الخالية من الغش وهي قانون من ضمن القوانين العديدة التي ينضبط بها الوجود.
سوف يرتفع صوت ليقول : لندع عالم الآدميين ونسأل : لماذا خلق الله الخنزير خنزيراً والكلب كلباً .. والحشرة حشرة .. ما ذنب هذه الكائنات لتخلق على تلك الصورة المنحطة .. وأين العدل هنا ؟
وإذا كان الله سوف يبعث كل ذي روح فلماذا لا يبعث القرد والكلب والخنزير؟
والسؤال وجيه ولكن يلقيه عقل لا يعرف إلّا نصف القضية .. أو سطراً واحداً من ملف التحقيق .. ومع ذلك يتعجل معرفة الحكم وحيثياته.
والواقع أن كل الكائنات الحيوانية نفوس.
والله قد اختار لكل نفس القالب المادي الذي تستحقه.
والله قد خلق الخنزير خنزيراً لأنه خنزير..
ونحن لا نعلم شيئا عن تلك النفوس الخنزيرية قبل أن يودعها الله في قالبها المادي الخنزيري..
ولا نعلم لماذا وكيف كان الميلاد على تلك الصورة .. وما قبل الميلاد محجوب.
كما أن ما بعد الموت محجوب.
ولكن أهل المشاهدة يقولون كما يقول القرآن إننا كنا قبل الميلاد في عالم ( يسمونه عالم الذر ) ونكون بعد الموت في عالم. والحياة أبدية ولا موت وإنما انتقال وارتقاء في معراج لا ينتهي . صعوداً وتطوراً وتسامياً وكدحاً إلى الله.
وهذا الاستمرار يقول به العقل أيضاً.
والعدل هو الحقيقة الأزلية التي وقرها الله في الفطرة وفي الحشوة الآدمية.. وحتي في الحشوة الحيوانية كما قدمت في بداية مقالي.
هذا العدل حقيقة مطلقة سوف تقول لنا أن جميع القوالب المادية والحيوانية هي استحقاقات مؤكدة لا ندري شيئا عن تفاصيلها ولا كيف كانت ، ولكننا نستطيع أن نقول بداهة أنها استحقاقات .. وأن الله خلق الخنزير خنزيراً لأن نفسه كانت نفسا خنزيرية فكان هذا ثوبها وقالبها الملائم.
أما بعث الحيوانات فالقرآن يقول به :
( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) (الأنعام – 38).
هي أمم من الأنفس يقول لنا القرآن أنها تُحشَر كما نُحشَر.. أما ما يجري عليها بعد ذلك وأين تكون وما مصيرها .. فهو غيب .. وتطلع إلى محجوبات .. وفضول لن نجد له جواباً شافياً.
والعلم بكل شيء في داخل اللحظة المحدودة وفي عمرنا الدنيوي هو طمع في مستحيل.
ولكن إذا كان نصيبنا من العلم وإذا كان ما غنمناه بالتأمل هو أن العدل حقيقة أزلية وأن الله وقرها وأودعها في الفطرة فقد علمنا الكثير وأدركنا كفايتنا.
وبالصورة التي أدركنا بها الله في مقالنا الأول على أنه العقل الكلي المحيط وأنه القادر المبدع الملهم المعني بمخلوقاته ، بهذه الصورة سوف نفهم كيف أودع الله هذه الفطرة الهادية المرشدة في مخلوقاته فهذا مقتضي عنايته وعدله .. أن يخلق مخلوقاته ويخلق لها النور الذي تهتدي به. وسوف نصدق أيضا أن الله أرسل الأنبياء وأوحي بالكتب .. فإن الله لا يكون رباً ولا إلهاً ملهماً مدبراً بغير ذلك.
وسوف يكون دليلا على صدق الكتب السماوية وهو ما تأتينا به من علم وغيب وحكمة وتشريع وحق مما لا يتأتي لجهد فردي أن يهتدي إليه بالمحاولة الشخصية.
إن الله الخالق العادل الملهم الذي خلق مخلوقاته وألهمها الطريق.. (وهو لباب الأديان كلها)..
هو مبدأ أولي يصل إليه العقل دون إجهاد. وتوحي به الفطرة بداهة.
وإنما الافتعال كل الافتعال.. هو القول بغير ذلك.
والإنكار يحتاج إلى الجهد كل الجهد وإلى الالتفاف والدوران واللجاجة والجدل العقيم ثم نهايته إلى التهافت .. لأنه لا يقوم على أساس .. ولأنه يدخل في باب المكابرة والعناد أكثر مما يدخل في باب التأمل المحايد النزيه والفطرة السوية.
وهذا هو ما قالته لي رحلتي الفكرية الطويلة .. من بدايتها المزهوة في كتاب ( الله والإنسان ) إلى وقفتها الخاشعة على أبواب القرآن والتوراة والإنجيل وليس متديناً في نظري من تعصب وتحزب وتصور أن نبيه هو النبي الوحيد وأن الله لم يأت بغيره .. فإن هذا التصور لله هو تصور طفولي متخلف يظن أن الله أشبه بشيخ قبيلة .. ومثل هذا الإحساس هو عنصرية وليس تديناً.
وإنما التصور الحق لله .. أنه الكريم الذي يعطي الكل ويرسل الرسل للكل.
( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )
(فاطر – 24)
و( لقد بعثنا في كل أمة رسولاً )
(النحل – 36)
( وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً )
( القصص – 59)
( ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك )
( النساء – 164)
ومعنى هذه الآية أن بوذا يمكن أن يكون رسولا وإن لم يرد ذكره في القرآن.
وإخناتون يمكن أن يكون رسولاً .. ويمكن أن يكون ما وصلنا من تعاليمهم قد خضع للتحريف .. والله يريد بهذا أن يوحي بالإيمان المنفتح الذي يحتضن كل الرسالات وكل الأنبياء وكل الكتب بلا تعصب وبلا تحيز.
وأصدق مثل للوعي الديني المتفتح هو وعي رجل مثل غاندي .. هندوسي ومع ذلك يقرأ في صلاته فقرات من القرآن والتوراة والإنجيل وكتاب ( الدامابادا ) لبوذا .. في خشوع ومحبة.. مؤمناً بكل الكتب وكل الرسل .. وبالخالق الواحد الذي أرسلها.
وهو رجل حياته مثل كلامه أنفقها في الحب والسلام.
والدين واحد من الناحية العقائدية وإن اختلفت الشرائع في الأديان المتعددة . كما أن الرب واحد.
والفضلاء من جميع الأديان هم على دين واحد.
لأن المتدين الفاضل لا يتصور الله خالقاً له وحده وهادياً له وحده أو لفئة وحدها .. وإنما هو نور السموات والأرض .. المتاح لكل من يجهد باحثا عنه .. الرحمن الرحيم المرسل للهداة المنزل للوحي في جميع الأعصر والدهور .. وهذا مقتضى عدله الأزلي .. وهذا هو المعنى الجدير بالمقام الإلهي .. وبدون هذا الإيمان المنفتح لا يكون المتدين متديناً.
أما الأديان التي تنقسم شيعاً يحارب بعضها بعضاً باسم الدين فإنها ترفع راية الدين كذباً .. وما الراية المرفوعة إلا راية العنصر والعرق والجنس وهي مازالت في جاهلية الأوس والخزرج وحماسيات عنترة .. تحارب للغرور .. وإن ظنت أنها تحارب لله .. وهي هالكة ، الغالب فيها والمغلوب .. مشركة .. كل منها عابد لتمثاله ولذاته ولتصوره الشخصي وليس عابداً لله.
وإنما تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى . وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى.
وهذا هو الطريق .. والصراط .. والمعراج الذي يبدأ منه عروج السالكين في هجرتهم الكبرى إلى الحق.
مقال : العدل الأزلي .
من كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان .
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الذي رأى قطة تتلصص على مائدة في خلسة من أصحابها ثم تمد فمها لتلقف قطعة سمك. الذي رأى مثل تلك القطة ونظر إلى عينيها وهي تسرق لن ينسى أبداً تلك النظرة التي تملؤها الإحساس بالذنب.
إن القطة وهي الحيوان الأعجم تشعر شعوراً مبهماً أنها ترتكب إثماً . فإذا لحقها العقاب ونالت ضربة على رأسها فإنها تغض من رأسها وتطأطئ بصرها ، وكأنها تدرك إدراكاً مبهماً أنها نالت ما تستحق.
هو إحساس الفطرة الأولى الذي ركبه الخالق في بنية المخلوق . إنه الحاسة الأخلاقية البدائية نجد أثرها حتى في الحيوان الأعجم.
والقط إذ يتبرز ثم ينثني علي ما فعل ويهيل عليه التراب حتى يخفيه عن الأنظار.
ذلك الفعل الغريزي يدل على إحساس بالقبح وعلى المبادرة بستر هذا القبح.
وذلك الفعل هو أيضاً فطرة أخلاقية لم تكتسب بالتعلم . وإنما بهذه الفطرة وُلِد كل القطط.
وبالمثل غضبة الجمل بعد تكرار الإهانة من صاحبه وبعد طول الصبر والتحمل . وكبرياء الأسد وترفعه عن أن يهاجم فريسته غدراً من الخلف وإنما دائماً من الأمام ومواجهة . ولا يفترس إلا ليأكل . ولا يفكر في أكل أو افتراس إلّا إذا جاع.
كل هذه أخلاق مفطورة في الحشوة الحية وفي الحيوان.
ثم الوفاء الزوجي عند الحمام.
والولاء للجماعة في الحيوانات التي تتحرك في قطعان.
نحن أمام الأسس الأولى للضمير . نكتشفها تحت الجلد وفي الدم لم يعلمها معلم وإنما هي في الخلقة.
ونحن إذ نتردد قبل الفعل نتيجة إحساس فطري بالمسئولية . ثم نشعر بالعبء أثناء الفعل نتيجة تحري الصواب . ونشعر بالندم بعد الفعل نتيجة الخطأ.
هذه المشاعر الفطرية التي يشترك فيها المثقف والبدائي والطفل هي دليل على شعور باطن بالقانون والنظام وأن هناك محاسبة . وأن هناك عدالة . وإن كل واحد فينا مُطَالب بالعدالة كما أن له الحق في أن يطلبها . وإن هذا شعور مفطور فينا منذ الميلاد جاءنا من الخالق الذي خلقنا ومن طبيعتنا ذاتها.
فإذا نظرنا إلى العالم المادي من الذرات المتناهية في الصغر إلى المجرات المتناهية في العظم وجدنا كل شيء يجري بقوانين و بحساب و انضباط .
حتى الإلكترون لا ينتقل من مدار إلى مدار في فلك النواة إلّا إذا أعطى أو أخذ حزماً من الطاقة تساوي مقادير انتقاله و كأنه راكب في قطار لا يستطيع أن يستقل القطار إلّا إذا دفع ثمن التذكرة .
و ميلاد النجوم و موتها له قوانين و أسباب.
و حركة الكواكب في دولاب الجاذبية لها معادلة .
و تحول المادة إلى طاقة و تحول جسم الشمس إلى نور له معادلة .
و انتقال النور له سرعة .
و كل موجة لها طول و لها ذبذبة و لها سرعة .
كما أن كل معدن له طيف و له خطوط امتصاص مميزة يُعرَف بها في جهاز المطياف .
و كل معدن يتمدد بمقدار و يتقلص بمقدار بالحرارة و البرودة . و كل معدن له كتلة و كثافة و وزن ذري جزيئي و ثوابت و خواص .
و أينشتين أثبت لنا أن هناك علاقة بين كتلة الجسم و سرعته . و بين الزمن و نظام الحركة داخل مجموعة متحركة . و بين الزمان و المكان .
و الذي يفرق المواد إلى جوامد و سوائل و غازات هو معدل السرعة بين جزيئاتها .
و لأن الحرارة تعجّل من هذه السرعة فإنها تستطيع أن تصهر الجوامد و تحولها إلى سوائل ثم تبخر السوائل و تحولها إلى غازات .
كما أن الكهرباء تتولد بقوانين . كما يتحرك التيار الكهربائي و يفعل و يؤثرعلى أساس من فرق الجهد و الشدة .
كما تتوقف جاذبية كل نجم على مقدار جرمه و كتلته .
و الزلازل التي تبدو أنواعاً من الفوضى لها هي الأخرى نظام و أحزمة و
خطوط تحدث فيها و يمكن رسم و تتبع الأحزمة الزلزالية بطول الكرة
الأرضية و عرضها .
و الكون كله جدول من القوانين المنضبطة الصريحة التي لا غش فيها و لا خداع .
سوف يرتفع صوت ليقول : و ما رأيك فيما نحن فيه من الغش و الخداع و الحروب و المظالم و قتل بعضنا البعض بغياً و عدواناً . أين النظام هنا ؟ و سوف أقول له : هذا شيء آخر . فإن ما يحدث بيننا نحن دولة بني آدم يحدث لأن الله أخلفنا في الأرض و أقامنا ملوكاً نحكم و أعطانا الحرية . و عرض علينا الأمانة فقبلناها .
و كان معنى إعطائنا الحرية أن تصبح لنا إمكانية الخطأ و الصواب .
و كان كل ما نرى حولنا في دنيانا البشرية هو نتيجة هذه الحرية التي
أسأنا استعمالها .
إن الفوضى هي فعلنا نحن و هي النتيجة المترتبة على حريتنا ، أما العالم فهو بالغ الذروة في الانضباط و النظام .
و لو شاء الله لأخضعنا نحن أيضاً للنظام قهراً كما أخضع الجبال و البحار و النجوم و الفضاء . و لكنه شاء أن يفني عنّا القهر لتكتمل بذلك عدالته . و ليكون لكل منا فعله الخاص الحر الذي هو من جنس دخيلته .
أراد بذلك عدلاً ليكون بعثنا بعد ذلك على مقامات و درجات هو إحقاق الحق و وضع كل شيء في نصابه .
و الحياة مستمرة .
و ليس ما نحياه من الحياة في دنيانا هو كل الحياة .
و معنى هذا أن الفترة الاعتراضية من المظالم و الفوضى هي فترة لها حِكمتها و أسبابها و أنها عين العدالة من حيث هي امتحان لما يلي من حياة مستمرة أبداً .
إن دنيانا هي فترة موضوعة بين قوسين بالنسبة لما بعدها و ما قبلها ، و هي ليست كل الحقيقة و لا كل القصة . و إنما هي فصل صغير من رواية سوف تتعدد فصولاً .
وقد أدرك الإنسان حقيقة البعث بالفطرة.
أدركها الإنسان البدائي.
وقال بها الأنبياء إخباراً عن الغيب.
وقال بها العقل والعلم الذي أدرك أن الإنسان جسد وروح كما ذكرنا في فصول سابقة . وإن الإنسان يستشعر بروحه من إحساسه الداخلي العميق المستمر بالحضور رغم شلال التغيرات الزمنية من حوله ، وهو إحساس ينبئ بأنه يملك وجوداً داخلياً متعالياً على التغيرات مجاوزاً للزمن والفناء والموت.
وفلاسفة مثل عمانويل كانت وبرجسون وكيركجارد ، لهم وزنهم في الفكر قالوا بحقيقة الروح والبعث.
وفي كتاب «جمهورية أفلاطون». فصل رائع عن خلود الروح.
هي حقيقة كانت تفرض نفسها إذن على أكبر العقول وعلى أصغر العقول وكانت تقوم كبداهة يصعب إنكارها.
ولكن أهم برهان على البعث في نظري هو ذلك الإحساس الباطني العميق الفطري الذي نولد به جميعا ونتصرف على أساسه ، أن هناك نظاماً مُحكَماً وقانوناً وعدلاً.
ونحن نطالب أنفسنا ونطالب غيرنا فطرياً وغريزياً بهذا العدل.
وتحترق صدورنا إذا لم يتحقق هذا العدل.
ونحارب لنرسي دعائم ذلك العدل.
ونموت في سبيل العدل.
وفي النهاية لا نحقق أبداً ذلك العدل.
وهذا يعني أنه سوف يتحقق بصورة ما لاشك فيها . لأنه حقيقة مطلقة فرضت نفسها على عقولنا وضمائرنا طول الوقت.
وإذا كنا لا نرى ذلك العدل يتحقق في دنيانا فلأننا لا نرى كل الصورة ولأن دنيانا الظاهرة ليست هي كل الحقيقة.
وإلّا فلماذا تحترق صدورنا لرؤية الظلم ولماذا نطالب غيرنا دائما بأن يكون عادلاً . لماذا نحرص كل هذا الحرص ونشتعل غضباً على ما لا وجود له.
يقول لنا المفكر الهندي وحيد الدين خان :
إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء فكذلك الظمأ إلى العدل لابد أنه يدل على وجود العدل . ولأنه لا عدل في الدنيا . فهو دليل على وجود الآخرة مستقر العدل الحقيقي.
إن شعورنا الداخلي الفطري هو الدليل القطعي على أن العدل حق . وإن كنا لا نراه اليوم . فإننا سوف نراه غداً . هذا توكيد يأتينا دائما من داخلنا . وهو الصدق لأنه وحي البداهة.
والبداهة والفطرة جزء من الطبيعة المحكمة الخالية من الغش وهي قانون من ضمن القوانين العديدة التي ينضبط بها الوجود.
سوف يرتفع صوت ليقول : لندع عالم الآدميين ونسأل : لماذا خلق الله الخنزير خنزيراً والكلب كلباً . والحشرة حشرة . ما ذنب هذه الكائنات لتخلق على تلك الصورة المنحطة . وأين العدل هنا ؟
وإذا كان الله سوف يبعث كل ذي روح فلماذا لا يبعث القرد والكلب والخنزير؟
والسؤال وجيه ولكن يلقيه عقل لا يعرف إلّا نصف القضية . أو سطراً واحداً من ملف التحقيق . ومع ذلك يتعجل معرفة الحكم وحيثياته.
والواقع أن كل الكائنات الحيوانية نفوس.
والله قد اختار لكل نفس القالب المادي الذي تستحقه.
والله قد خلق الخنزير خنزيراً لأنه خنزير.
ونحن لا نعلم شيئا عن تلك النفوس الخنزيرية قبل أن يودعها الله في قالبها المادي الخنزيري.
ولا نعلم لماذا وكيف كان الميلاد على تلك الصورة . وما قبل الميلاد محجوب.
كما أن ما بعد الموت محجوب.
ولكن أهل المشاهدة يقولون كما يقول القرآن إننا كنا قبل الميلاد في عالم ( يسمونه عالم الذر ) ونكون بعد الموت في عالم. والحياة أبدية ولا موت وإنما انتقال وارتقاء في معراج لا ينتهي . صعوداً وتطوراً وتسامياً وكدحاً إلى الله.
وهذا الاستمرار يقول به العقل أيضاً.
والعدل هو الحقيقة الأزلية التي وقرها الله في الفطرة وفي الحشوة الآدمية. وحتي في الحشوة الحيوانية كما قدمت في بداية مقالي.
هذا العدل حقيقة مطلقة سوف تقول لنا أن جميع القوالب المادية والحيوانية هي استحقاقات مؤكدة لا ندري شيئا عن تفاصيلها ولا كيف كانت ، ولكننا نستطيع أن نقول بداهة أنها استحقاقات . وأن الله خلق الخنزير خنزيراً لأن نفسه كانت نفسا خنزيرية فكان هذا ثوبها وقالبها الملائم.
أما بعث الحيوانات فالقرآن يقول به :
( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) (الأنعام – 38).
هي أمم من الأنفس يقول لنا القرآن أنها تُحشَر كما نُحشَر. أما ما يجري عليها بعد ذلك وأين تكون وما مصيرها . فهو غيب . وتطلع إلى محجوبات . وفضول لن نجد له جواباً شافياً.
والعلم بكل شيء في داخل اللحظة المحدودة وفي عمرنا الدنيوي هو طمع في مستحيل.
ولكن إذا كان نصيبنا من العلم وإذا كان ما غنمناه بالتأمل هو أن العدل حقيقة أزلية وأن الله وقرها وأودعها في الفطرة فقد علمنا الكثير وأدركنا كفايتنا.
وبالصورة التي أدركنا بها الله في مقالنا الأول على أنه العقل الكلي المحيط وأنه القادر المبدع الملهم المعني بمخلوقاته ، بهذه الصورة سوف نفهم كيف أودع الله هذه الفطرة الهادية المرشدة في مخلوقاته فهذا مقتضي عنايته وعدله . أن يخلق مخلوقاته ويخلق لها النور الذي تهتدي به. وسوف نصدق أيضا أن الله أرسل الأنبياء وأوحي بالكتب . فإن الله لا يكون رباً ولا إلهاً ملهماً مدبراً بغير ذلك.
وسوف يكون دليلا على صدق الكتب السماوية وهو ما تأتينا به من علم وغيب وحكمة وتشريع وحق مما لا يتأتي لجهد فردي أن يهتدي إليه بالمحاولة الشخصية.
إن الله الخالق العادل الملهم الذي خلق مخلوقاته وألهمها الطريق. (وهو لباب الأديان كلها).
هو مبدأ أولي يصل إليه العقل دون إجهاد. وتوحي به الفطرة بداهة.
وإنما الافتعال كل الافتعال. هو القول بغير ذلك.
والإنكار يحتاج إلى الجهد كل الجهد وإلى الالتفاف والدوران واللجاجة والجدل العقيم ثم نهايته إلى التهافت . لأنه لا يقوم على أساس . ولأنه يدخل في باب المكابرة والعناد أكثر مما يدخل في باب التأمل المحايد النزيه والفطرة السوية.
وهذا هو ما قالته لي رحلتي الفكرية الطويلة . من بدايتها المزهوة في كتاب ( الله والإنسان ) إلى وقفتها الخاشعة على أبواب القرآن والتوراة والإنجيل وليس متديناً في نظري من تعصب وتحزب وتصور أن نبيه هو النبي الوحيد وأن الله لم يأت بغيره . فإن هذا التصور لله هو تصور طفولي متخلف يظن أن الله أشبه بشيخ قبيلة . ومثل هذا الإحساس هو عنصرية وليس تديناً.
وإنما التصور الحق لله . أنه الكريم الذي يعطي الكل ويرسل الرسل للكل.
( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )
(فاطر – 24)
و( لقد بعثنا في كل أمة رسولاً )
(النحل – 36)
( وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً )
( القصص – 59)
( ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك )
( النساء – 164)
ومعنى هذه الآية أن بوذا يمكن أن يكون رسولا وإن لم يرد ذكره في القرآن.
وإخناتون يمكن أن يكون رسولاً . ويمكن أن يكون ما وصلنا من تعاليمهم قد خضع للتحريف . والله يريد بهذا أن يوحي بالإيمان المنفتح الذي يحتضن كل الرسالات وكل الأنبياء وكل الكتب بلا تعصب وبلا تحيز.
وأصدق مثل للوعي الديني المتفتح هو وعي رجل مثل غاندي . هندوسي ومع ذلك يقرأ في صلاته فقرات من القرآن والتوراة والإنجيل وكتاب ( الدامابادا ) لبوذا . في خشوع ومحبة. مؤمناً بكل الكتب وكل الرسل . وبالخالق الواحد الذي أرسلها.
وهو رجل حياته مثل كلامه أنفقها في الحب والسلام.
والدين واحد من الناحية العقائدية وإن اختلفت الشرائع في الأديان المتعددة . كما أن الرب واحد.
والفضلاء من جميع الأديان هم على دين واحد.
لأن المتدين الفاضل لا يتصور الله خالقاً له وحده وهادياً له وحده أو لفئة وحدها . وإنما هو نور السموات والأرض . المتاح لكل من يجهد باحثا عنه . الرحمن الرحيم المرسل للهداة المنزل للوحي في جميع الأعصر والدهور . وهذا مقتضى عدله الأزلي . وهذا هو المعنى الجدير بالمقام الإلهي . وبدون هذا الإيمان المنفتح لا يكون المتدين متديناً.
أما الأديان التي تنقسم شيعاً يحارب بعضها بعضاً باسم الدين فإنها ترفع راية الدين كذباً . وما الراية المرفوعة إلا راية العنصر والعرق والجنس وهي مازالت في جاهلية الأوس والخزرج وحماسيات عنترة . تحارب للغرور . وإن ظنت أنها تحارب لله . وهي هالكة ، الغالب فيها والمغلوب . مشركة . كل منها عابد لتمثاله ولذاته ولتصوره الشخصي وليس عابداً لله.
وإنما تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى . وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى.
وهذا هو الطريق . والصراط . والمعراج الذي يبدأ منه عروج السالكين في هجرتهم الكبرى إلى الحق.
مقال : العدل الأزلي .
من كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان .
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ \"قسوة العالم\"
اليوم الاول..
ها نحن الان في نهاية الزمن و نهاية السعادة علي وجه الارض، لا يوجد سعادة ولا يوجد اي شئ ممتع على الاطلاق، يوجد فقط الحزن في كل مكان و ايضا المشاجرة بين معظم هؤلاء الناس، و لكن اين ذهبت السعادة؟!
هل ذهبت الى الفضاء ام نحن نبحث في المكان الخطأ؟
عندما نسرح في عالمنا الافتراضي نفكر في الاجابة لا نجد أي جواب، ها هو الزمن قاسي على هذا الجيل و لكن مع ذلك نحن نستطيع أن نحمل العبء و نحلق بعيد، و لكن هنا تأتي التساؤلات، هل ستتغير قسوة الزمن ام ستزيد قسوة على اكتافنا؟ نعم يا صديقي نحن نحلق من عالم لآخر و نتعامل مع جميع الكائنات يوميا لكي نتخلص من هذا الحزن، و لكن هناك شئ مشترك بين كل الكائنات و هي الرغبة في وجود السعادة و هنا تأتي المشكلة الاكبر كل كائن مننا يبحث عن سعادته و لكنه يبحث عنها بقسوته على الكائن الاخر، على سبيل المثال انت تبحث عن سعادتك بقسوتك عليا، و انا ابحث عن سعادتي بقسوتي على غيري، و غيري يبحث عن سعادته بقسوته عليك.. هذه هي دوامة القسوة يا صديقي التي نصنعها بأيدينا دون علمنا بها..
و من هنا أدركت ان الكائنات هي من تصنع الحزن و القسوة ليس الزمن!!
اليوم الثاني..
نحن الان في حالة شديدة من الحزن و لا نستطيع ان نفرح من جديد، و لكن لماذا نفرح على حٍساب الاخرين؟ ولماذا نقسوا على الاخرين لنسعد؟ و لكن هاا نحن نظهر بنفس الصورة العتماء التي نأتي بها كل يوم،
و لا اظن اننا سوف ننتصر على الحزن في هذه الأيام، لأن البشر قد دمروا السعادة و القلب لا يستطيع أن يفرح من جديد. السعادة اين السعادة؟! لقد انهارت من جديد ولا نستطيع أن نسعد سوي على حٍساب الاخرين، لماذا نفعل كل هذا؟ لماذا ندمر السعادة؟ لماذا نريد الحزن؟ كيف تشعر الان و انت حزين؟ ما هو احساسك الان بعدما دمرت السعادة بنفسك؟ نحن نريد التفكير من جديد لماذا دمرنا السعادة، و لكن يجب علينا أن نأخذ بعض الوقت في التفكير في هذا الأمر لإيجاد الحل المناسب، و إلا لن يتغير هذا العالم..
اليوم الثالث.
هناك مقولة شهيرة تقول: (إن الحقيقة مؤلمة، و لكن علينا أن نعترف بها). هذه المقولة تنطبق جيدا على هذا العالم. من المؤلم ان نجد أن %75 من البشر تتوقف سعادتهم على يد بشر مثلهم، بمعنى أن يأتي شخص الي حياتك و تصبح تعتبره مصدر سعادتك الرئيسي.. و لكن هؤلاء البشر ليس كلهم مثل بعض لأنهم ينقسمون إلي ثلاث أنواع، ابسطهم أن يكون على سبيل المثال شخصين كل منهم تتوقف سعادته على يد الاخر و هذا النوع من البشر يعود عليهم هذا التفكير بأثر إيجابي في البداية، و لكنهم لا يفكرون في الأمر جيدا، و لم يسألوا أنفسهم ماذا سيفعلوا عندما تنتهي حياة شخص منهم؟ هل ستتوقف السعادة و يستطيع الشخص الاخر اكمال حياته بدون سعادة؟ و من هنا نجد أن هذا النوع له أثر إيجابي في البداية و لكن النهاية اثرها سلبي و مؤلم للغاية.. و من هنا ننتقل للنوع الاخر و هذا يعتبر اكثر صعوبة مقارنة بالنوع الأول، عندما وجدنا مجموعة من الأشخاص مكونة من 4 اشخاص 2 من كل جنس، دعنا نتخيل أننا في لعبة لكي نبسط الشرح، و نسمي كل شخص منهم برقم، على سبيل المثال الرقم الزوجي يشير لرجل و الرقم الفردي يشير لأنثي، وجدنا أن هذه المجموعة كل شخص منهم يسعى لأيجاد سعادته عن طريق طرف اخر، و سنوضح هذا من خلال اللعبة.. لك أن تتخيل أننا وجدنا الشخص رقم 2 تتوقف سعادته على يد الشخص رقم 3، و الشخص رقم 4 تتوقف سعادته على يد الشخص رقم 1، و الشخص رقم 3 تتوقف سعادته على يد الشخص 4، و الشخص رقم 1 تتوقف سعادته على يد الشخص رقم 2.. ها هو بالفعل انت عندما تخيلت هذا الموقف وجدت صعبوة في فهمه، لذلك لك أن تتخيل مدي الصعوبة التي سيجدها كل شخص من هؤلاء ال 4 لإيجاد سعادته، هذا النوع من البشر يكون له أثر سلبي و مؤلم في البداية و لكن من الممكن أن يتحول لأثر ايجابي في النهاية.. و الأن يأتي السؤال الأهم، يا ترى ما هو النوع الثالث و الأكثر صعوبة؟!
اليوم الرابع..
الكثير يتسائل ما هو النوع الثالث من هؤلاء البشر، كما تعلمون ان النوع الثالث هو أكثرهم صعوبة، لذلك هيا لنبدأ التحدث عن النوع الثالث و الاخير، عليك أن تتخيل معي ان هناك شخص جعل سعادته متوقفة بيد شخص اخر و هاذا الشخص الاخر لم يعطيه أي اهتمام بل يعطيه كل شر، هل تعتقدون ان هذا الشخص سيجد سعادته ام سيظل تعيس يبحث عنها للأبد؟ حقا نعم هذه هي الاجابة الصحيحة بالتأكيد لم يجد سعادته، نعم نحن نعلم ان لا يوجد مستحيل و لكن هذا من الصعب جدا بالتأكيد، و من هنا يتضح لنا أن هذا النوع في البداية له أثر سلبي و أيضا في النهاية له أثر سلبي لذلك هذا النوع من الأشخاص يعتبر أكثرهم صعوبة..
ولكن الان السؤال الذي يدور ف عقلي و عقلك ايضا لماذا نفعل كل هذا؟ لماذا لانعيش حياة طبيعية لماذا نسعد علي حٍساب الاخرين؟ نعم اعلم اني قولت هذا السؤال اكثر من مره ولكن اعذروني هذا السؤال لايخرج من عقلي ع الاطلاق كل يوم اقول لنفسي ولكم ولعقلي علي هذا السؤال ولا يوجد اجابه واحدهه ولكن هناك اكتر من إجابه واعتقد أن انا وانت لا نريد السعادة علي حٍساب الاخرين ولكن مره آخري معظم هؤلاء الناس يريدون السعادة علي حٍساب شخص اخر.. لماذا كل هذه القسوه و لماذا لانريد السعادة للاخرين.. ولكن من الأن سوف نسعد ولكن هذه المره ليس علي حٍساب الاخرين ولكن علي حٍساب الحزن نعم علي حٍساب الحزن سوف ندمر الحزن
اليوم الخامس..
اعلم أن الان الكثير مننا يتسائل كيف يتدمر الحزن؟ و لكن هنا يأتي السؤال الاهم، كيف لنا أن ندمر الحزن و كل منا هو من يجلب الحزن للآخر؟ و من هنا نعلم أن السعادة لن تأتي من جديد إلا بعد اصلاح انفسنا اولآ، لذلك يجب علينا أن نبدأ بأنفسنا و لكن يجب أن نتسابق مع الزمن قبل أن يفوت الاوان و يسيطر الحزن على العالم بأكمله. عندما افكر في سيطرة الحزن على العالم بأكمله اتذكر مقولة لن تخرج من بالي ابدا و هي (النفس تبكي على نفسها من نفسها) هذه المقولة اعمق من ما نتخيل، لك أن تتخيل ان الحزن بالفعل قد سيطر على العالم بأكمله و نحن السبب في ذلك و لكن لا نستطيع تغييره لأن الوقت قد فات، و عندما تتخيل هذا الشئ ستشعر حقا بقسوة و عمق هذه المقولة. لذلك يجب علينا أن نبدأ من الآن و نتسابق مع الزمن قبل ان نندم على فوات الاوان، هيا بنا لنبحث عن السعادة من جديد!!
اليوم السادس...
ها لقد اقترب الوقت و نحن نتسارع لكي نصل الي السعادة قبل فوات الأوان، و لكن الجميع يتسائل كيف سنجد السعادة؟ هل سنجدها بالقضاء على الحزن؟ ام سنجدها بالبحث عنها في مكان آخر غير عالمنا؟ ام سنجدها عن طريق آخر؟ الكثير من التساؤلات بداخلنا و هذا ما يجعل الأمر اكثر صعوبة، كثرة الأفكار تشتت عقلنا، و ذلك ما يجعلنا نخسر بعض الوقت. لذلك لا يوجد أمامنا غير حل واحد، و هو استبعاد الأفكار الخاطئة و البعيدة لكي يقل عدد الأفكار و نستطيع تحديد أي طريق منهم هو الصحيح.. نعم انا اعلم ان هذا الحل سوف يأخذ بعض الوقت، و لكن هناك مقولة شهيرة تقول الأهم في أي معركة هو الخروج بأقل خساير!. عندما بدأنا بتطبيق هذا الحل، تعمدنا ان نتعامل بواقعية لكي نجد افضل طريق لكي لا يحدث اي خطأ بعد ذلك، و هذا ما جعلنا نأخذ موقف واقعي في الحياة و نطبقه على هذا الحل لكي نرى النتايج بأكثر دقة ممكنة. عندما سألنا أنفسنا ما العوامل المؤثرة على حدوث عمليات السرقة؟ وجدنا عاملين فقط، العامل الأول هو ان السارق يجد مكانا سهل عليه القيام بسرقته، و العامل الثاني هو وجود السارق نفسه في الحياة. و من هنا وجدنا سؤال اهم، ما هو العامل الذي اذا تم اختفائه ستختفي عمليات السرقة؟ وجدنا أن اذا تم اختفاء السارق، من الممكن أن يأتي سارق غيره و تستمر الدوامة هكذا، و هذا ما يجعل اختفاء العامل الثاني لا يؤثر على اختفاء عمليات السرقة. لذلك ذهبنا الي العامل الاول، وجدنا أن اذا تم حماية المكان بالطريقة الصحيحة، لم يستطيع السارق القيام بسرقته. و من هنا اتضح ان هذا العامل هو الذي سيجعل عمليات السرقة تختفي. و وجدنا ان عندما قمنا بنفس التجربة على العديد من المواقف وجدنا نفس النتيجة. لذلك أدركنا ان تدمير الحزن و اختفائه لن يجعل السعادة تأتي، و لكن اذا بحثنا على أفضل الطرق لإيجاد السعادة، بالتأكيد سنجد السعادة ترفرف حولنا بكل مكان. و من هنا قد بدأ تفوقنا في التسارع مع الزمن لأننا عبرنا نصف الطريق الأصعب و هو اختيار الطريق الصحيح و لن يتبقى إلا النصف الاخر و هو أن نجد أفضل طرق إيجاد السعادة؟!
اليوم السابع..
في بداية يوم مليئ بالحماس، بدأنا البحث عن أفضل طرق للسعادة دون أي قسوة، و لكي نصل لأفضل طريق في الوقت المناسب، قررنا أن كل شخص مننا يبحث في طريق مختلف لكي نختصر بعض الوقت. كنا مجموعة مكونة من 3 اشخاص، كل شخص مننا ذهب للبحث عن سعادته في طريق اخر لكي نجمع كل الطرق ببعض و نستخرج منهم افضل طريق. بدأ كل مننا مهمته و استغرقنا يوم كامل دون تواصل مع بعض، و في اليوم التالي اجتمعنا مجددا لكي نربط جميع الطرق ببعض و نستخرج منهم أفضل طريق، وجدنا ان شخصين كل منهم قام بالبحث في 3 طرق، و الشخص الثالث قام بالبحث في طريقين فقط. كان الاتفاق بيننا أن كل شخص يبحث في أكثر من طريق و يحدد افضل طريق بينهم و يقوم بعرض هذا الطريق على الشخصين الآخرين، و كل شخص مننا فعل ذلك، و استخرجنا 3 طرق من أصل 8 طرق، و عندما أتى الوقت الذي سيعرض فيه كل شخص مننا طريقه على الاخر. أتت معه صدمة لن تخطر على بال أي شخص مننا!! وجدنا ان نحن الثلاثة قمنا بأختيار نفس الطريق و قمنا بتقييمه كأفضل طريق لإيجاد السعادة، بالرغم ان كل مننا قام بالتفكير بمفرده، و توقعنا ان كل شخص مننا سيقوم بأختيار طريق مختلف، و لكن هذه هي الصدمة التي جعلت عقولنا تكاد ان تصاب بالذهول و الجنون، و لكن بالرغم من انها كانت صدمة عظيمة لكن كان لها أثر إيجابي غاية في الأهمية، و هو أن اختيارنا لنفس الطريق أثبت لنا انا هذا هو الطريق الافضل بنسبة %100.. و لكن يجب أن نوضح شئ مهم، نعلم ان سيأتي اكثر من شخص و يعترض مع هذا الطريق و سيقول انه يستطيع أن يجد سعادته بطريقة افضل، و نعلم ان هذا صحيح، و لكن نحن نقول ان هذا الطريق هو الأفضل بنسبة %100 لأغلب الأشخاص و ليس لجميع الأشخاص (أي ما يقارب %95 من الأشخاص سيتفقون مع كلامنا). اعلم ان الجميع الآن يتسائل ما هو هذا الطريق الذي يدور حوله كل هذا الحكي، و هو أن تجد سعادتك في ممارسة هواياتك. لك ان تأخذ جزء من وقتك لكي تفكر في هذا الحل، و بالتأكيد ستجد ان هذا هو أفضل طريق و ليس فيه أي قسوة على أي شخص آخر بل العكس، احيانا تكون هوايتنا فيها خير لبعض الأشخاص. الآن سوف اثبت لكم ان هذا الطريق هو الأفضل. لكن قبل أن ابدأ أود أن اطلب منك أن تتعمق في هذا الشرح و أن تعتبر نفسك تتحدث معي الآن أو أننا نتشارك مع بعض في لعبة لكي يكون الشرح ممتع. هل سألت نفسك لماذا اقوم بكتابة هذه الرواية الآن؟ هل سألت نفسك لماذا أشارك هذه الرواية معك؟ هل سألت نفسك هل الشخص الذي يقوم بكتابة هذه الرواية سعيد أم حزين؟ دعني أجب على هذه الأسئلة مكانك، اقوم بكتابة هذي الرواية لأني شخص يحب الكتابة. أشارك هذه الرواية معك لأن هذا الكلام يدور بعقلي بمفردي و من التأكيد يجب أن الكثير من الأشخاص يعلموا هذا الكلام. بالتأكيد انا سعيد لأني اقوم بشئ احبه. و من هنا يتضح ان الكتابة هي هوايتي و هي التي جعلتني سعيد وسط عالم مليئ بالحزن، و هذا ما يؤكد ان هذا أفضل طريق لإيجاد السعادة.. هيا يا صديقي، ماذا تنتظر؟ عليك الآن ان تبحث عن هواياتك و تمارسها لكي تجعل السعادة ترفرف حولك...
و بعد أن بدأ الجميع بالبحث عن هواياتهم و ممارستها، أصبحنا الآن في عالم بدأت تٌبحر فيه السعادة في كل مكان وليس في الفضاء كا المعتاد، و بدأت القسوة و الحزن في الذهاب بعيد عن هذا العالم، و لكن يجب علينا أن نحافظ على هذا الوضع و إلا سنخسر سعادتنا جميعا بأيدينا مرة آخرى.
دامت السعادة في عالمنا!!
النهاية..
عليـﮯ/ح ـوكاا✨. ❝ ⏤علي نور
❞ ˝قسوة العالم˝
اليوم الاول.
ها نحن الان في نهاية الزمن و نهاية السعادة علي وجه الارض، لا يوجد سعادة ولا يوجد اي شئ ممتع على الاطلاق، يوجد فقط الحزن في كل مكان و ايضا المشاجرة بين معظم هؤلاء الناس، و لكن اين ذهبت السعادة؟!
هل ذهبت الى الفضاء ام نحن نبحث في المكان الخطأ؟
عندما نسرح في عالمنا الافتراضي نفكر في الاجابة لا نجد أي جواب، ها هو الزمن قاسي على هذا الجيل و لكن مع ذلك نحن نستطيع أن نحمل العبء و نحلق بعيد، و لكن هنا تأتي التساؤلات، هل ستتغير قسوة الزمن ام ستزيد قسوة على اكتافنا؟ نعم يا صديقي نحن نحلق من عالم لآخر و نتعامل مع جميع الكائنات يوميا لكي نتخلص من هذا الحزن، و لكن هناك شئ مشترك بين كل الكائنات و هي الرغبة في وجود السعادة و هنا تأتي المشكلة الاكبر كل كائن مننا يبحث عن سعادته و لكنه يبحث عنها بقسوته على الكائن الاخر، على سبيل المثال انت تبحث عن سعادتك بقسوتك عليا، و انا ابحث عن سعادتي بقسوتي على غيري، و غيري يبحث عن سعادته بقسوته عليك. هذه هي دوامة القسوة يا صديقي التي نصنعها بأيدينا دون علمنا بها.
و من هنا أدركت ان الكائنات هي من تصنع الحزن و القسوة ليس الزمن!!
اليوم الثاني.
نحن الان في حالة شديدة من الحزن و لا نستطيع ان نفرح من جديد، و لكن لماذا نفرح على حٍساب الاخرين؟ ولماذا نقسوا على الاخرين لنسعد؟ و لكن هاا نحن نظهر بنفس الصورة العتماء التي نأتي بها كل يوم،
و لا اظن اننا سوف ننتصر على الحزن في هذه الأيام، لأن البشر قد دمروا السعادة و القلب لا يستطيع أن يفرح من جديد. السعادة اين السعادة؟! لقد انهارت من جديد ولا نستطيع أن نسعد سوي على حٍساب الاخرين، لماذا نفعل كل هذا؟ لماذا ندمر السعادة؟ لماذا نريد الحزن؟ كيف تشعر الان و انت حزين؟ ما هو احساسك الان بعدما دمرت السعادة بنفسك؟ نحن نريد التفكير من جديد لماذا دمرنا السعادة، و لكن يجب علينا أن نأخذ بعض الوقت في التفكير في هذا الأمر لإيجاد الحل المناسب، و إلا لن يتغير هذا العالم.
اليوم الثالث.
هناك مقولة شهيرة تقول: (إن الحقيقة مؤلمة، و لكن علينا أن نعترف بها). هذه المقولة تنطبق جيدا على هذا العالم. من المؤلم ان نجد أن %75 من البشر تتوقف سعادتهم على يد بشر مثلهم، بمعنى أن يأتي شخص الي حياتك و تصبح تعتبره مصدر سعادتك الرئيسي. و لكن هؤلاء البشر ليس كلهم مثل بعض لأنهم ينقسمون إلي ثلاث أنواع، ابسطهم أن يكون على سبيل المثال شخصين كل منهم تتوقف سعادته على يد الاخر و هذا النوع من البشر يعود عليهم هذا التفكير بأثر إيجابي في البداية، و لكنهم لا يفكرون في الأمر جيدا، و لم يسألوا أنفسهم ماذا سيفعلوا عندما تنتهي حياة شخص منهم؟ هل ستتوقف السعادة و يستطيع الشخص الاخر اكمال حياته بدون سعادة؟ و من هنا نجد أن هذا النوع له أثر إيجابي في البداية و لكن النهاية اثرها سلبي و مؤلم للغاية. و من هنا ننتقل للنوع الاخر و هذا يعتبر اكثر صعوبة مقارنة بالنوع الأول، عندما وجدنا مجموعة من الأشخاص مكونة من 4 اشخاص 2 من كل جنس، دعنا نتخيل أننا في لعبة لكي نبسط الشرح، و نسمي كل شخص منهم برقم، على سبيل المثال الرقم الزوجي يشير لرجل و الرقم الفردي يشير لأنثي، وجدنا أن هذه المجموعة كل شخص منهم يسعى لأيجاد سعادته عن طريق طرف اخر، و سنوضح هذا من خلال اللعبة. لك أن تتخيل أننا وجدنا الشخص رقم 2 تتوقف سعادته على يد الشخص رقم 3، و الشخص رقم 4 تتوقف سعادته على يد الشخص رقم 1، و الشخص رقم 3 تتوقف سعادته على يد الشخص 4، و الشخص رقم 1 تتوقف سعادته على يد الشخص رقم 2. ها هو بالفعل انت عندما تخيلت هذا الموقف وجدت صعبوة في فهمه، لذلك لك أن تتخيل مدي الصعوبة التي سيجدها كل شخص من هؤلاء ال 4 لإيجاد سعادته، هذا النوع من البشر يكون له أثر سلبي و مؤلم في البداية و لكن من الممكن أن يتحول لأثر ايجابي في النهاية. و الأن يأتي السؤال الأهم، يا ترى ما هو النوع الثالث و الأكثر صعوبة؟!
اليوم الرابع.
الكثير يتسائل ما هو النوع الثالث من هؤلاء البشر، كما تعلمون ان النوع الثالث هو أكثرهم صعوبة، لذلك هيا لنبدأ التحدث عن النوع الثالث و الاخير، عليك أن تتخيل معي ان هناك شخص جعل سعادته متوقفة بيد شخص اخر و هاذا الشخص الاخر لم يعطيه أي اهتمام بل يعطيه كل شر، هل تعتقدون ان هذا الشخص سيجد سعادته ام سيظل تعيس يبحث عنها للأبد؟ حقا نعم هذه هي الاجابة الصحيحة بالتأكيد لم يجد سعادته، نعم نحن نعلم ان لا يوجد مستحيل و لكن هذا من الصعب جدا بالتأكيد، و من هنا يتضح لنا أن هذا النوع في البداية له أثر سلبي و أيضا في النهاية له أثر سلبي لذلك هذا النوع من الأشخاص يعتبر أكثرهم صعوبة.
ولكن الان السؤال الذي يدور ف عقلي و عقلك ايضا لماذا نفعل كل هذا؟ لماذا لانعيش حياة طبيعية لماذا نسعد علي حٍساب الاخرين؟ نعم اعلم اني قولت هذا السؤال اكثر من مره ولكن اعذروني هذا السؤال لايخرج من عقلي ع الاطلاق كل يوم اقول لنفسي ولكم ولعقلي علي هذا السؤال ولا يوجد اجابه واحدهه ولكن هناك اكتر من إجابه واعتقد أن انا وانت لا نريد السعادة علي حٍساب الاخرين ولكن مره آخري معظم هؤلاء الناس يريدون السعادة علي حٍساب شخص اخر. لماذا كل هذه القسوه و لماذا لانريد السعادة للاخرين. ولكن من الأن سوف نسعد ولكن هذه المره ليس علي حٍساب الاخرين ولكن علي حٍساب الحزن نعم علي حٍساب الحزن سوف ندمر الحزن
اليوم الخامس.
اعلم أن الان الكثير مننا يتسائل كيف يتدمر الحزن؟ و لكن هنا يأتي السؤال الاهم، كيف لنا أن ندمر الحزن و كل منا هو من يجلب الحزن للآخر؟ و من هنا نعلم أن السعادة لن تأتي من جديد إلا بعد اصلاح انفسنا اولآ، لذلك يجب علينا أن نبدأ بأنفسنا و لكن يجب أن نتسابق مع الزمن قبل أن يفوت الاوان و يسيطر الحزن على العالم بأكمله. عندما افكر في سيطرة الحزن على العالم بأكمله اتذكر مقولة لن تخرج من بالي ابدا و هي (النفس تبكي على نفسها من نفسها) هذه المقولة اعمق من ما نتخيل، لك أن تتخيل ان الحزن بالفعل قد سيطر على العالم بأكمله و نحن السبب في ذلك و لكن لا نستطيع تغييره لأن الوقت قد فات، و عندما تتخيل هذا الشئ ستشعر حقا بقسوة و عمق هذه المقولة. لذلك يجب علينا أن نبدأ من الآن و نتسابق مع الزمن قبل ان نندم على فوات الاوان، هيا بنا لنبحث عن السعادة من جديد!!
اليوم السادس..
ها لقد اقترب الوقت و نحن نتسارع لكي نصل الي السعادة قبل فوات الأوان، و لكن الجميع يتسائل كيف سنجد السعادة؟ هل سنجدها بالقضاء على الحزن؟ ام سنجدها بالبحث عنها في مكان آخر غير عالمنا؟ ام سنجدها عن طريق آخر؟ الكثير من التساؤلات بداخلنا و هذا ما يجعل الأمر اكثر صعوبة، كثرة الأفكار تشتت عقلنا، و ذلك ما يجعلنا نخسر بعض الوقت. لذلك لا يوجد أمامنا غير حل واحد، و هو استبعاد الأفكار الخاطئة و البعيدة لكي يقل عدد الأفكار و نستطيع تحديد أي طريق منهم هو الصحيح. نعم انا اعلم ان هذا الحل سوف يأخذ بعض الوقت، و لكن هناك مقولة شهيرة تقول الأهم في أي معركة هو الخروج بأقل خساير!. عندما بدأنا بتطبيق هذا الحل، تعمدنا ان نتعامل بواقعية لكي نجد افضل طريق لكي لا يحدث اي خطأ بعد ذلك، و هذا ما جعلنا نأخذ موقف واقعي في الحياة و نطبقه على هذا الحل لكي نرى النتايج بأكثر دقة ممكنة. عندما سألنا أنفسنا ما العوامل المؤثرة على حدوث عمليات السرقة؟ وجدنا عاملين فقط، العامل الأول هو ان السارق يجد مكانا سهل عليه القيام بسرقته، و العامل الثاني هو وجود السارق نفسه في الحياة. و من هنا وجدنا سؤال اهم، ما هو العامل الذي اذا تم اختفائه ستختفي عمليات السرقة؟ وجدنا أن اذا تم اختفاء السارق، من الممكن أن يأتي سارق غيره و تستمر الدوامة هكذا، و هذا ما يجعل اختفاء العامل الثاني لا يؤثر على اختفاء عمليات السرقة. لذلك ذهبنا الي العامل الاول، وجدنا أن اذا تم حماية المكان بالطريقة الصحيحة، لم يستطيع السارق القيام بسرقته. و من هنا اتضح ان هذا العامل هو الذي سيجعل عمليات السرقة تختفي. و وجدنا ان عندما قمنا بنفس التجربة على العديد من المواقف وجدنا نفس النتيجة. لذلك أدركنا ان تدمير الحزن و اختفائه لن يجعل السعادة تأتي، و لكن اذا بحثنا على أفضل الطرق لإيجاد السعادة، بالتأكيد سنجد السعادة ترفرف حولنا بكل مكان. و من هنا قد بدأ تفوقنا في التسارع مع الزمن لأننا عبرنا نصف الطريق الأصعب و هو اختيار الطريق الصحيح و لن يتبقى إلا النصف الاخر و هو أن نجد أفضل طرق إيجاد السعادة؟!
اليوم السابع.
في بداية يوم مليئ بالحماس، بدأنا البحث عن أفضل طرق للسعادة دون أي قسوة، و لكي نصل لأفضل طريق في الوقت المناسب، قررنا أن كل شخص مننا يبحث في طريق مختلف لكي نختصر بعض الوقت. كنا مجموعة مكونة من 3 اشخاص، كل شخص مننا ذهب للبحث عن سعادته في طريق اخر لكي نجمع كل الطرق ببعض و نستخرج منهم افضل طريق. بدأ كل مننا مهمته و استغرقنا يوم كامل دون تواصل مع بعض، و في اليوم التالي اجتمعنا مجددا لكي نربط جميع الطرق ببعض و نستخرج منهم أفضل طريق، وجدنا ان شخصين كل منهم قام بالبحث في 3 طرق، و الشخص الثالث قام بالبحث في طريقين فقط. كان الاتفاق بيننا أن كل شخص يبحث في أكثر من طريق و يحدد افضل طريق بينهم و يقوم بعرض هذا الطريق على الشخصين الآخرين، و كل شخص مننا فعل ذلك، و استخرجنا 3 طرق من أصل 8 طرق، و عندما أتى الوقت الذي سيعرض فيه كل شخص مننا طريقه على الاخر. أتت معه صدمة لن تخطر على بال أي شخص مننا!! وجدنا ان نحن الثلاثة قمنا بأختيار نفس الطريق و قمنا بتقييمه كأفضل طريق لإيجاد السعادة، بالرغم ان كل مننا قام بالتفكير بمفرده، و توقعنا ان كل شخص مننا سيقوم بأختيار طريق مختلف، و لكن هذه هي الصدمة التي جعلت عقولنا تكاد ان تصاب بالذهول و الجنون، و لكن بالرغم من انها كانت صدمة عظيمة لكن كان لها أثر إيجابي غاية في الأهمية، و هو أن اختيارنا لنفس الطريق أثبت لنا انا هذا هو الطريق الافضل بنسبة %100. و لكن يجب أن نوضح شئ مهم، نعلم ان سيأتي اكثر من شخص و يعترض مع هذا الطريق و سيقول انه يستطيع أن يجد سعادته بطريقة افضل، و نعلم ان هذا صحيح، و لكن نحن نقول ان هذا الطريق هو الأفضل بنسبة %100 لأغلب الأشخاص و ليس لجميع الأشخاص (أي ما يقارب %95 من الأشخاص سيتفقون مع كلامنا). اعلم ان الجميع الآن يتسائل ما هو هذا الطريق الذي يدور حوله كل هذا الحكي، و هو أن تجد سعادتك في ممارسة هواياتك. لك ان تأخذ جزء من وقتك لكي تفكر في هذا الحل، و بالتأكيد ستجد ان هذا هو أفضل طريق و ليس فيه أي قسوة على أي شخص آخر بل العكس، احيانا تكون هوايتنا فيها خير لبعض الأشخاص. الآن سوف اثبت لكم ان هذا الطريق هو الأفضل. لكن قبل أن ابدأ أود أن اطلب منك أن تتعمق في هذا الشرح و أن تعتبر نفسك تتحدث معي الآن أو أننا نتشارك مع بعض في لعبة لكي يكون الشرح ممتع. هل سألت نفسك لماذا اقوم بكتابة هذه الرواية الآن؟ هل سألت نفسك لماذا أشارك هذه الرواية معك؟ هل سألت نفسك هل الشخص الذي يقوم بكتابة هذه الرواية سعيد أم حزين؟ دعني أجب على هذه الأسئلة مكانك، اقوم بكتابة هذي الرواية لأني شخص يحب الكتابة. أشارك هذه الرواية معك لأن هذا الكلام يدور بعقلي بمفردي و من التأكيد يجب أن الكثير من الأشخاص يعلموا هذا الكلام. بالتأكيد انا سعيد لأني اقوم بشئ احبه. و من هنا يتضح ان الكتابة هي هوايتي و هي التي جعلتني سعيد وسط عالم مليئ بالحزن، و هذا ما يؤكد ان هذا أفضل طريق لإيجاد السعادة. هيا يا صديقي، ماذا تنتظر؟ عليك الآن ان تبحث عن هواياتك و تمارسها لكي تجعل السعادة ترفرف حولك..
و بعد أن بدأ الجميع بالبحث عن هواياتهم و ممارستها، أصبحنا الآن في عالم بدأت تٌبحر فيه السعادة في كل مكان وليس في الفضاء كا المعتاد، و بدأت القسوة و الحزن في الذهاب بعيد عن هذا العالم، و لكن يجب علينا أن نحافظ على هذا الوضع و إلا سنخسر سعادتنا جميعا بأيدينا مرة آخرى.
دامت السعادة في عالمنا!!
النهاية.
عليـﮯ/ح ـوكاا✨. ❝
❞ “ربما لا تمضي أيامك كما تتمنى وتُخطط لها، ولكنك تصبر وترضى، تصبر لأنك تعلم أن عاقبة الصبر حلوة وإن كان مريراً، وترضى لأنك تؤمن بالله الذي يُدبر الأمر لك، وأن أمر المؤمن كله خير..
\"سيعوّضك الله عن كل هذا العبء الذي حملتهُ وحدك في هذه الحياة، سيعوّضك عن كل ألم قاومتهُ دون أن تتكلم، سيعوّضك عن كل الأشياء التي لم تخبر أحدًا عنها\".
گ/سلمي سيد. ❝ ⏤Salma sayed
❞ ربما لا تمضي أيامك كما تتمنى وتُخطط لها، ولكنك تصبر وترضى، تصبر لأنك تعلم أن عاقبة الصبر حلوة وإن كان مريراً، وترضى لأنك تؤمن بالله الذي يُدبر الأمر لك، وأن أمر المؤمن كله خير.
˝˝سيعوّضك الله عن كل هذا العبء الذي حملتهُ وحدك في هذه الحياة، سيعوّضك عن كل ألم قاومتهُ دون أن تتكلم، سيعوّضك عن كل الأشياء التي لم تخبر أحدًا عنها˝.
گ/سلمي سيد. ❝