يولد الإنسان كما يُلقى حجر صغير في نهر عميق، لا يعرف من أين أتى، ولا إلى أين سينجرف. يُفتح له باب الحياة دون أن يُستشار، فيجد نفسه بين جدران بيت قديم أو جديد، رحب أو ضيّق، لا يملك إلا أن يتنفس ويصرخ، فيُعلن للعالم أنّه حاضر، حاضر رغمًا عنه، وأنّ البداية قد كُتبت باسمه وإن لم يوقّع عليها.
البدايات التي لا نختارها تشبه خطوطًا أولى على ورقة بيضاء؛ قد يرسمها غيرنا، لكننا سنظل نعيد فوقها ألواننا الخاصة. يولد الطفل في حضن أمٍ لا يعرف قلبها إلا من إيقاع دقاته، وفي يد أبٍ قد يكون حنونًا أو قاسيًا، لكنه يظل أول ظلٍّ يحميه من برد الحياة. ثم يبدأ الصراع المبكر: كيف نُفسّر ما وُضعنا فيه؟ أهو نعمة أم نقمة؟ وكيف نحمل على أكتافنا إرثًا لم نطلبه؟
ما أصعب أن تكتشف بعد سنوات، أنّ أوّل ما كُتب في سطور حياتك لم يكن بخط يدك. أنت ثمرة لقرار لم تُستشر فيه، وكأنّ الحياة أرادت أن تضعك أمام امتحانٍ صعب: أن تصوغ سيرتك بيديك، رغم أنّ أول حرف فيها قد خطّه آخرون.
حين يتقدّم بنا العمر قليلًا، نبدأ في إدراك أنّ تلك البدايات لم تكن محايدة كما نظن. فبيت الطفولة ليس مجرد جدران وأثاث، بل هو مصنع سريّ للذاكرة، يُعيد تشكيلنا كل يوم دون أن نشعر. أصوات الأمهات وهنّ ينادين أبناءهنّ، رائحة الخبز الخارج من التنور، بكاء يوقظ الليل في سرير خشبي صغير، أو ضحكات تتردد في فناء واسع؛ كلها تفاصيل تصير خيوطًا أولى في نسيج الشخصية.
لكن، ليس الجميع يولد تحت ذات السقف. هناك من يبدأ حياته في ضيق الفقر، يفتح عينيه على عالم لا يمنحه سوى كسرة خبز، وهناك من يولد في بحبوحة ووفرة، فيرى الأشياء وكأنها حقٌ مكتسب. المفارقة أنّ كليهما لم يختر شيئًا من هذا. البدايات إذن ليست سوى أوراق قُسّمت بغير عدالة، وأُلقيت بين أيدينا، وعلى كل واحد منا أن يلعب لعبته بما أوتي من ورق.
ومع ذلك، تبقى تلك البدايات أقرب إلى بذورٍ كامنة في تربة مجهولة. قد تنبت وتثمر، وقد تذبل وتتعفن. الفارق الوحيد هو ما نفعله نحن بعد أن ندرك وجودها. فليس للمرء أن يُحاسَب على لحظة ميلاده، لكن يُسأل عمّا صنعه بما تلاها.
هنا يبدأ الوعي في التشكل: هل سأظل أسير ما فُرض عليّ؟ أم سأحاول، قدر المستطاع، أن أُعيد صياغة النص الذي كُتب دون علمي؟
حين يفتح الطفل عينيه أكثر على العالم، يبدأ في مقارنة نفسه بغيره، ويكتشف أنّ البدايات لم تكن سواسية. يلمح صديقه يرتدي ثوبًا جديدًا بينما ثوبه مرقّع، يرى بيتًا آخر تتلألأ نوافذه بالأنوار بينما نافذته لا تضيئها إلا شمعة باهتة، يسمع أصوات الضحك في أفنية الآخرين بينما بيته صامت كالمقابر. عندها، تبدأ أولى الأسئلة في التكوّن داخله: لماذا أنا هنا؟ ولماذا لم أكن هناك؟
هذه الأسئلة، وإن بدت بريئة في طفولتها، هي بذور الفلسفة الأولى. فمن لا يطرح على نفسه سؤال البداية، سيظل أسير ما وُضع فيه دون مقاومة. لكن من يجرؤ على التساؤل، يضع قدمه على أول طريق الوعي. فالإدراك أنّنا لم نبدأ كما نريد، يمنحنا دافعًا خفيًا لأن نحاول إنهاء الحكاية كما نريد.
غير أنّ الوعي لا يأتي دون ثمن. فكلما زاد إدراك المرء لاختلاف بدايته عن بدايات الآخرين، زادت حدة شعوره بالظلم أو الغبن، وربما بالتمرد. هنا تتشكل شخصية الإنسان بين خيارين: إما الاستسلام والتكيف، أو التحدي وإعادة البناء. وكلا الخيارين يولد من رحم البداية، التي لم يخترها أحد.
هكذا، تصبح البدايات مثل قيدٍ على معصمٍ، لا يمكنك نزعه، لكن يمكنك أن تقرر: هل تجعله قيدًا يجرّك إلى الخلف، أم علامةً تذكّرك بأنك قادر على الانطلاق رغم ثقله؟
البدايات أشبه بمرافئ لا خيار لنا في النزول إليها. قد تكون المرافئ مزدحمة بالخير والوفرة، وقد تكون مهجورة لا يسمع فيها المرء سوى صدى الريح. لكنّ السفينة الحقيقية ليست المرفأ الذي استقبلنا، بل هي ما نصنعه نحن من شراعٍ ودفة بعد أن ندرك أنّ الرحلة ملكٌ لنا وحدنا.
في لحظةٍ ما، يلتفت الإنسان إلى الوراء، إلى كل ما مرّ به منذ ولادته حتى اللحظة الحاضرة، فيكتشف أنّ خيوط حياته نُسجت على نولٍ لم يكن هو صانعه. ومع ذلك، فإنّه هو من أضاف الألوان، وهو من قرر أن يُخفي عيوب النسيج أو يُحوّلها إلى زخارف. هنا يتجلّى سرّ البدايات التي لا نختارها: أنّها تمنحنا المادة الخام، لكنّ الصياغة النهائية تبقى لنا.
وما الحياة إلا حوار طويل بين ما فُرض علينا وما اخترناه. نحن نولد على أرضٍ لم نرسمها، لكننا نترك عليها آثار أقدامنا الخاصة. نخرج من رحمٍ لم نطلبه، لكننا نزرع في الأرض أولادنا كما نشاء. نُسلَب حق البداية، لكننا نُعطى حرية أن نخطّ النهاية.
وفي هذا التناقض يكمن جمال السيرة الإنسانية. فلا أحد مسؤول عن ميلاده، لكن كل إنسان مسؤول عن قصته. والسيرة ليست ما كُتب في البداية، بل ما صنعناه بأيدينا في النهاية.
هكذا، حين ننظر إلى بداياتنا التي لم نخترها، ندرك أنّها لم تكن قيدًا أبديًا، بل كانت امتحانًا أوليًا: أن نتعلم كيف نصنع من القيود أجنحة، ومن الفرض حرية، ومن الاضطرار اختيارًا.
يتبع الفصل الثاني
#سيرتك_كما_صنعتها
#هانى_الميهى. ❝ ⏤هاني الميهي
❞ 📖 اسم الكتاب
سيرتك كما صنعتها
✍️ اسم الكاتب
هانى الميهى
📝 الفصل الأول
البدايات التي لا نختارها
-
يولد الإنسان كما يُلقى حجر صغير في نهر عميق، لا يعرف من أين أتى، ولا إلى أين سينجرف. يُفتح له باب الحياة دون أن يُستشار، فيجد نفسه بين جدران بيت قديم أو جديد، رحب أو ضيّق، لا يملك إلا أن يتنفس ويصرخ، فيُعلن للعالم أنّه حاضر، حاضر رغمًا عنه، وأنّ البداية قد كُتبت باسمه وإن لم يوقّع عليها.
البدايات التي لا نختارها تشبه خطوطًا أولى على ورقة بيضاء؛ قد يرسمها غيرنا، لكننا سنظل نعيد فوقها ألواننا الخاصة. يولد الطفل في حضن أمٍ لا يعرف قلبها إلا من إيقاع دقاته، وفي يد أبٍ قد يكون حنونًا أو قاسيًا، لكنه يظل أول ظلٍّ يحميه من برد الحياة. ثم يبدأ الصراع المبكر: كيف نُفسّر ما وُضعنا فيه؟ أهو نعمة أم نقمة؟ وكيف نحمل على أكتافنا إرثًا لم نطلبه؟
ما أصعب أن تكتشف بعد سنوات، أنّ أوّل ما كُتب في سطور حياتك لم يكن بخط يدك. أنت ثمرة لقرار لم تُستشر فيه، وكأنّ الحياة أرادت أن تضعك أمام امتحانٍ صعب: أن تصوغ سيرتك بيديك، رغم أنّ أول حرف فيها قد خطّه آخرون.
حين يتقدّم بنا العمر قليلًا، نبدأ في إدراك أنّ تلك البدايات لم تكن محايدة كما نظن. فبيت الطفولة ليس مجرد جدران وأثاث، بل هو مصنع سريّ للذاكرة، يُعيد تشكيلنا كل يوم دون أن نشعر. أصوات الأمهات وهنّ ينادين أبناءهنّ، رائحة الخبز الخارج من التنور، بكاء يوقظ الليل في سرير خشبي صغير، أو ضحكات تتردد في فناء واسع؛ كلها تفاصيل تصير خيوطًا أولى في نسيج الشخصية.
لكن، ليس الجميع يولد تحت ذات السقف. هناك من يبدأ حياته في ضيق الفقر، يفتح عينيه على عالم لا يمنحه سوى كسرة خبز، وهناك من يولد في بحبوحة ووفرة، فيرى الأشياء وكأنها حقٌ مكتسب. المفارقة أنّ كليهما لم يختر شيئًا من هذا. البدايات إذن ليست سوى أوراق قُسّمت بغير عدالة، وأُلقيت بين أيدينا، وعلى كل واحد منا أن يلعب لعبته بما أوتي من ورق.
ومع ذلك، تبقى تلك البدايات أقرب إلى بذورٍ كامنة في تربة مجهولة. قد تنبت وتثمر، وقد تذبل وتتعفن. الفارق الوحيد هو ما نفعله نحن بعد أن ندرك وجودها. فليس للمرء أن يُحاسَب على لحظة ميلاده، لكن يُسأل عمّا صنعه بما تلاها.
هنا يبدأ الوعي في التشكل: هل سأظل أسير ما فُرض عليّ؟ أم سأحاول، قدر المستطاع، أن أُعيد صياغة النص الذي كُتب دون علمي؟
حين يفتح الطفل عينيه أكثر على العالم، يبدأ في مقارنة نفسه بغيره، ويكتشف أنّ البدايات لم تكن سواسية. يلمح صديقه يرتدي ثوبًا جديدًا بينما ثوبه مرقّع، يرى بيتًا آخر تتلألأ نوافذه بالأنوار بينما نافذته لا تضيئها إلا شمعة باهتة، يسمع أصوات الضحك في أفنية الآخرين بينما بيته صامت كالمقابر. عندها، تبدأ أولى الأسئلة في التكوّن داخله: لماذا أنا هنا؟ ولماذا لم أكن هناك؟
هذه الأسئلة، وإن بدت بريئة في طفولتها، هي بذور الفلسفة الأولى. فمن لا يطرح على نفسه سؤال البداية، سيظل أسير ما وُضع فيه دون مقاومة. لكن من يجرؤ على التساؤل، يضع قدمه على أول طريق الوعي. فالإدراك أنّنا لم نبدأ كما نريد، يمنحنا دافعًا خفيًا لأن نحاول إنهاء الحكاية كما نريد.
غير أنّ الوعي لا يأتي دون ثمن. فكلما زاد إدراك المرء لاختلاف بدايته عن بدايات الآخرين، زادت حدة شعوره بالظلم أو الغبن، وربما بالتمرد. هنا تتشكل شخصية الإنسان بين خيارين: إما الاستسلام والتكيف، أو التحدي وإعادة البناء. وكلا الخيارين يولد من رحم البداية، التي لم يخترها أحد.
هكذا، تصبح البدايات مثل قيدٍ على معصمٍ، لا يمكنك نزعه، لكن يمكنك أن تقرر: هل تجعله قيدًا يجرّك إلى الخلف، أم علامةً تذكّرك بأنك قادر على الانطلاق رغم ثقله؟
البدايات أشبه بمرافئ لا خيار لنا في النزول إليها. قد تكون المرافئ مزدحمة بالخير والوفرة، وقد تكون مهجورة لا يسمع فيها المرء سوى صدى الريح. لكنّ السفينة الحقيقية ليست المرفأ الذي استقبلنا، بل هي ما نصنعه نحن من شراعٍ ودفة بعد أن ندرك أنّ الرحلة ملكٌ لنا وحدنا.
في لحظةٍ ما، يلتفت الإنسان إلى الوراء، إلى كل ما مرّ به منذ ولادته حتى اللحظة الحاضرة، فيكتشف أنّ خيوط حياته نُسجت على نولٍ لم يكن هو صانعه. ومع ذلك، فإنّه هو من أضاف الألوان، وهو من قرر أن يُخفي عيوب النسيج أو يُحوّلها إلى زخارف. هنا يتجلّى سرّ البدايات التي لا نختارها: أنّها تمنحنا المادة الخام، لكنّ الصياغة النهائية تبقى لنا.
وما الحياة إلا حوار طويل بين ما فُرض علينا وما اخترناه. نحن نولد على أرضٍ لم نرسمها، لكننا نترك عليها آثار أقدامنا الخاصة. نخرج من رحمٍ لم نطلبه، لكننا نزرع في الأرض أولادنا كما نشاء. نُسلَب حق البداية، لكننا نُعطى حرية أن نخطّ النهاية.
وفي هذا التناقض يكمن جمال السيرة الإنسانية. فلا أحد مسؤول عن ميلاده، لكن كل إنسان مسؤول عن قصته. والسيرة ليست ما كُتب في البداية، بل ما صنعناه بأيدينا في النهاية.
هكذا، حين ننظر إلى بداياتنا التي لم نخترها، ندرك أنّها لم تكن قيدًا أبديًا، بل كانت امتحانًا أوليًا: أن نتعلم كيف نصنع من القيود أجنحة، ومن الفرض حرية، ومن الاضطرار اختيارًا.
يُعد مبدأ الشرعية الجنائية أحد أعمدة النظام القانوني في الدولة الحديثة، وهو يعني في جوهره أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص مكتوب، صادر عن سلطة تشريعية مختصة، وسابق في وجوده على الفعل المعاقب عليه. ويقوم هذا المبدأ على فكرة مركزية مفادها أن الإنسان لا يُسأل جنائيًا عن فعل إلا إذا كان هذا الفعل مجرمًا صراحة بموجب نص قانوني مكتوب، معروف، وواضح. ومن هنا، تُعد الكتابة في المجال الجنائي ضرورة لا غنى عنها، وضمانة لا يمكن التفريط فيها. إذ ليست القواعد الجنائية مجالًا للاجتهادات الارتجالية أو الأعراف المتغيرة، وإنما هي أحكام صارمة، يُبنى عليها التجريم وتُرتب بموجبها العقوبات التي تمس الحرية وتمتد أحيانًا إلى الحق في الحياة ذاته. ولئن كان العرف مصدرًا من مصادر التشريع في بعض فروع القانون كالقانون المدني أو التجاري، فإنه لا محل له في القانون الجنائي، لأن العرف، بطبيعته المتغيرة والغامضة، لا يحقق مقتضيات الوضوح والتحديد التي تتطلبها النصوص الجنائية. كما أن الركون إلى العرف في التجريم والعقاب يُفضي إلى نتائج في غاية الخطورة، إذ يُفقد القاعدة الجنائية طابعها الإلزامي العلني، ويُعطي مساحة واسعة للتقدير الشخصي، ما يؤدي إلى المساس بمبدأ المساواة أمام القانون، ويُضعف من الضمانات المقررة للمتهمين. إن اشتراط الكتابة ليس مجرد مسألة شكلية أو تقنية تشريعية، بل هو مبدأ جوهري يحقق عدة وظائف: فهو وسيلة لإعلام المخاطبين بأحكام القانون، وأداة للرقابة على سلطة التجريم، وضمانة أساسية ضد التعسف، كما أنه يُكرّس مبدأ الأمن القانوني الذي يقتضي أن يكون الفرد على بيّنة من الأفعال المحظورة والجزاءات المقررة لها. إن النصوص الجنائية المكتوبة تمثل في واقع الأمر صوت العدالة الرسمي، ولسان الدولة في ضبط سلوك الأفراد، وهي التي تُحاط بضوابط الصياغة والتقنين والإعلان، حتى تكون صالحة لأن تبني عليها المحاكم أحكامها، وتُقيم بها الدولة مسؤوليتها العقابية. ومن ثم، فإن أي محاولة لإضفاء الطابع الإلزامي على أعراف أو تقاليد اجتماعية لم تُدوّن في نصوص قانونية مكتوبة، تُعد خروجًا على مبدأ الشرعية، وتفريطًا في إحدى ركائز دولة القانون. لذلك، فإن الأصل أن تُستمد القواعد الجنائية من نصوص مكتوبة، تُصدرها السلطة المختصة وفق الإجراءات المقررة، وتُعلن للجمهور بشكل رسمي، ولا يجوز الركون في ذلك إلى مصادر غير مكتوبة مهما بلغ رسوخها أو انتشارها. فالعدالة لا تُقام إلا على أساس من اليقين، واليقين لا يتأتى إلا من نص مكتوب، واضح، معلوم. وفي ضوء ما تقدم، يتأكد أن الكتابة ليست مجرد وسيلة تعبير، بل هي ضرورة قانونية تفرضها طبيعة القاعدة الجنائية، ووظيفة القانون ذاته في صيانة الحقوق والحريات. ولا جرم أن يُعد النص الجنائي المكتوب السد المنيع في وجه الاستبداد، والضمانة الحقيقية لعدم العقاب إلا وفقًا لقانون سبق وجوده، وقاعدة سابقة على الفعل، ومعلومه للمخاطب بها. ومن ثم، فإن كل خروج على شرط الكتابة في مجال التجريم والعقاب يُعد مساسًا بجوهر الشرعية الجنائية، وتفريطًا في الضمانات الدستورية التي لا يستقيم بنيان العدالة بدونها.
دكتور محمد رمضان عيد محمود جمعه غريب. ❝ ⏤Dr. Mohamed Ramadan Eid Mahmoud Gomaa
❞ الكتابة كضمانة لمبدأ الشرعية الجنائية
يُعد مبدأ الشرعية الجنائية أحد أعمدة النظام القانوني في الدولة الحديثة، وهو يعني في جوهره أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص مكتوب، صادر عن سلطة تشريعية مختصة، وسابق في وجوده على الفعل المعاقب عليه. ويقوم هذا المبدأ على فكرة مركزية مفادها أن الإنسان لا يُسأل جنائيًا عن فعل إلا إذا كان هذا الفعل مجرمًا صراحة بموجب نص قانوني مكتوب، معروف، وواضح. ومن هنا، تُعد الكتابة في المجال الجنائي ضرورة لا غنى عنها، وضمانة لا يمكن التفريط فيها. إذ ليست القواعد الجنائية مجالًا للاجتهادات الارتجالية أو الأعراف المتغيرة، وإنما هي أحكام صارمة، يُبنى عليها التجريم وتُرتب بموجبها العقوبات التي تمس الحرية وتمتد أحيانًا إلى الحق في الحياة ذاته. ولئن كان العرف مصدرًا من مصادر التشريع في بعض فروع القانون كالقانون المدني أو التجاري، فإنه لا محل له في القانون الجنائي، لأن العرف، بطبيعته المتغيرة والغامضة، لا يحقق مقتضيات الوضوح والتحديد التي تتطلبها النصوص الجنائية. كما أن الركون إلى العرف في التجريم والعقاب يُفضي إلى نتائج في غاية الخطورة، إذ يُفقد القاعدة الجنائية طابعها الإلزامي العلني، ويُعطي مساحة واسعة للتقدير الشخصي، ما يؤدي إلى المساس بمبدأ المساواة أمام القانون، ويُضعف من الضمانات المقررة للمتهمين. إن اشتراط الكتابة ليس مجرد مسألة شكلية أو تقنية تشريعية، بل هو مبدأ جوهري يحقق عدة وظائف: فهو وسيلة لإعلام المخاطبين بأحكام القانون، وأداة للرقابة على سلطة التجريم، وضمانة أساسية ضد التعسف، كما أنه يُكرّس مبدأ الأمن القانوني الذي يقتضي أن يكون الفرد على بيّنة من الأفعال المحظورة والجزاءات المقررة لها. إن النصوص الجنائية المكتوبة تمثل في واقع الأمر صوت العدالة الرسمي، ولسان الدولة في ضبط سلوك الأفراد، وهي التي تُحاط بضوابط الصياغة والتقنين والإعلان، حتى تكون صالحة لأن تبني عليها المحاكم أحكامها، وتُقيم بها الدولة مسؤوليتها العقابية. ومن ثم، فإن أي محاولة لإضفاء الطابع الإلزامي على أعراف أو تقاليد اجتماعية لم تُدوّن في نصوص قانونية مكتوبة، تُعد خروجًا على مبدأ الشرعية، وتفريطًا في إحدى ركائز دولة القانون. لذلك، فإن الأصل أن تُستمد القواعد الجنائية من نصوص مكتوبة، تُصدرها السلطة المختصة وفق الإجراءات المقررة، وتُعلن للجمهور بشكل رسمي، ولا يجوز الركون في ذلك إلى مصادر غير مكتوبة مهما بلغ رسوخها أو انتشارها. فالعدالة لا تُقام إلا على أساس من اليقين، واليقين لا يتأتى إلا من نص مكتوب، واضح، معلوم. وفي ضوء ما تقدم، يتأكد أن الكتابة ليست مجرد وسيلة تعبير، بل هي ضرورة قانونية تفرضها طبيعة القاعدة الجنائية، ووظيفة القانون ذاته في صيانة الحقوق والحريات. ولا جرم أن يُعد النص الجنائي المكتوب السد المنيع في وجه الاستبداد، والضمانة الحقيقية لعدم العقاب إلا وفقًا لقانون سبق وجوده، وقاعدة سابقة على الفعل، ومعلومه للمخاطب بها. ومن ثم، فإن كل خروج على شرط الكتابة في مجال التجريم والعقاب يُعد مساسًا بجوهر الشرعية الجنائية، وتفريطًا في الضمانات الدستورية التي لا يستقيم بنيان العدالة بدونها.
❞ فالأمر، في نحوه هذا، يحقق للسلطة غايتين/هدفين في آن واحد:
فأولاً: أن هذا \"السؤال\" الذي يصوغه \"المثقف التبعي\" إنما يصوغه على أساس القبول والامتثال الثقافي للسلطة.
وثانياً: إن المثقف، بالصياغة التي ينجزها بنفسه لسؤال السلطة، أو للسؤال الذي تريده السلطة، وهو ما تسعى إليه السلطة التي لا تريد له أن يبني لنفسه طوجوداً مستقلاً\" عنها.. ❝ ⏤ماجد صالح السامرائي
❞ فالأمر، في نحوه هذا، يحقق للسلطة غايتين/هدفين في آن واحد:
فأولاً: أن هذا ˝السؤال˝ الذي يصوغه ˝المثقف التبعي˝ إنما يصوغه على أساس القبول والامتثال الثقافي للسلطة.
وثانياً: إن المثقف، بالصياغة التي ينجزها بنفسه لسؤال السلطة، أو للسؤال الذي تريده السلطة، وهو ما تسعى إليه السلطة التي لا تريد له أن يبني لنفسه طوجوداً مستقلاً˝ عنها. ❝
❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في \" جريدة أحرفنا المنيرة \" بشخصيات أبدعت في مجالها ♥️
س/ هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟
ج/باالطبع اسمي ثرياء علي محمد بلادي اليمن السعيد صعده بالتحديد مواليد 2006 احب الكتابه، أغلب كتاباتي تكون من مخيليتي والبعض من واقعي الذي اعيشه.
س/ متى بدأت الكتابة؟
ج/ تقريباً من عـــام2023
س/ من الذي شجعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟
ج/ لاأحد او بالاصح نفسي هي من شجعتني
س/ هل لديك أعمال منشورة ورقيًا؟
ج/ عمل واحــــد مشترك \"كتاب تناقض خيال\"
س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟
ج/
- الإبداع والابتكار في الكتابة
- القدرة على التعبير بوضوح ودقة
- الإلمام باللغة والقواعد النحوية
- القدرة على التحليل والتفكير النقدي
- الإبداع في استخدام اللغة والصياغة
- القدرة على الكتابة بلهجة واضحة ومشوقة
- القدرة على التفاعل مع القارئ والتواصل معه
- الإخلاص والالتزام بالكتابة بصدق وامانة
، ولكن يجب أن نلاحظ أن الكتابة هي فن يختلف من شخص لآخر.
س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطيتها؟
ج/ هي صعوبات كثيرة ولكن ابرزها التثبيط من أغلب النــاس او بالاصح الجميع،امـا كيف تخطيتها لم أصغي الى كل من حاول الاستهزاء بي او بموهبتي او حتى بكتاباتي
س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟
ج/ الجهد هو سبيلك للنجاح فلا تنتظر الفرص بل اصنعها بنفسك
س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثرت فيك في مجال الكتابة؟
ج/ نجيب محفوض،خليل مطرآن
س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟
ج/ انجازاتاي خارج الكتابه: هي انني انهيت الثانويه وتخطيت كل الصعوبات الحمدالله
اما بالنسبه للكتابه ف أنــــا مازلت مبتدئه وليس لدي انجازات كبيره ولكن ب إذن الله سيكون لدي انجازات في المستقبل عظيمه
س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟
ج/ ب النسبه لي انا اراها موهبه وهوايه لأنهـا تتطلب خصائص ومهارآت معينه،ونستطيع أن نتعلمها من خلال التجارب وهي ايظاً فطره لدى البعض منذ الولاده
س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟
ج/ مثلي الاعلى من ناحيه الكتابه هناك اشخاص كثر عظماء ومبدعين فليس ب استطاعتي تحديد منهم اما خارج الكتابه فلا أحد
س/ هل لديك مواهب أخرى؟
ج/ أجل الرسـم والانشاد والإلقـــاء
س/ حدثنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ صراحتاالى الآن لم احدد مااذا ساافعل في المستقبل ولكن انشاءالله أن تكون اعمال ومستقبل مرضي ل الله اولا وأهلي واحبابي ثانياً
س/ ما هو حلمك الذي تسعى لتحقيقه؟
ج/ إكمال دراستي وأن أسجل ب إذن الله في المجال الذي طالما احلم به
س/ ماذا تنصح من يرغب في دخول مجال الكتابة؟
ج/ إستمر وأكتب كل مابداخلك لاتستمع للآخرين البتا فكلهم سيحاولان احباطك ولكن امشي في الدرب
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم
تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد. ❝ ⏤دار نشر أحرفنا المنيرة
❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في ˝ جريدة أحرفنا المنيرة ˝ بشخصيات أبدعت في مجالها ♥️
س/ هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟
ج/باالطبع اسمي ثرياء علي محمد بلادي اليمن السعيد صعده بالتحديد مواليد 2006 احب الكتابه، أغلب كتاباتي تكون من مخيليتي والبعض من واقعي الذي اعيشه.
س/ متى بدأت الكتابة؟
ج/ تقريباً من عـــام2023
س/ من الذي شجعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟
ج/ لاأحد او بالاصح نفسي هي من شجعتني
س/ هل لديك أعمال منشورة ورقيًا؟
ج/ عمل واحــــد مشترك ˝كتاب تناقض خيال˝
س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟
ج/
- الإبداع والابتكار في الكتابة
- القدرة على التعبير بوضوح ودقة
- الإلمام باللغة والقواعد النحوية
- القدرة على التحليل والتفكير النقدي
- الإبداع في استخدام اللغة والصياغة
- القدرة على الكتابة بلهجة واضحة ومشوقة
- القدرة على التفاعل مع القارئ والتواصل معه
- الإخلاص والالتزام بالكتابة بصدق وامانة
، ولكن يجب أن نلاحظ أن الكتابة هي فن يختلف من شخص لآخر.
س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطيتها؟
ج/ هي صعوبات كثيرة ولكن ابرزها التثبيط من أغلب النــاس او بالاصح الجميع،امـا كيف تخطيتها لم أصغي الى كل من حاول الاستهزاء بي او بموهبتي او حتى بكتاباتي
س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟
ج/ الجهد هو سبيلك للنجاح فلا تنتظر الفرص بل اصنعها بنفسك
س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثرت فيك في مجال الكتابة؟
ج/ نجيب محفوض،خليل مطرآن
س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟
ج/ انجازاتاي خارج الكتابه: هي انني انهيت الثانويه وتخطيت كل الصعوبات الحمدالله
اما بالنسبه للكتابه ف أنــــا مازلت مبتدئه وليس لدي انجازات كبيره ولكن ب إذن الله سيكون لدي انجازات في المستقبل عظيمه
س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟
ج/ ب النسبه لي انا اراها موهبه وهوايه لأنهـا تتطلب خصائص ومهارآت معينه،ونستطيع أن نتعلمها من خلال التجارب وهي ايظاً فطره لدى البعض منذ الولاده
س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟
ج/ مثلي الاعلى من ناحيه الكتابه هناك اشخاص كثر عظماء ومبدعين فليس ب استطاعتي تحديد منهم اما خارج الكتابه فلا أحد
س/ هل لديك مواهب أخرى؟
ج/ أجل الرسـم والانشاد والإلقـــاء
س/ حدثنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ صراحتاالى الآن لم احدد مااذا ساافعل في المستقبل ولكن انشاءالله أن تكون اعمال ومستقبل مرضي ل الله اولا وأهلي واحبابي ثانياً
س/ ما هو حلمك الذي تسعى لتحقيقه؟
ج/ إكمال دراستي وأن أسجل ب إذن الله في المجال الذي طالما احلم به
س/ ماذا تنصح من يرغب في دخول مجال الكتابة؟
ج/ إستمر وأكتب كل مابداخلك لاتستمع للآخرين البتا فكلهم سيحاولان احباطك ولكن امشي في الدرب
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم
تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد. ❝