█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)
تفسير سورة التين
مكية في قول الأكثر
وقال ابن عباس وقتادة : هي مدنية ، وهي ثماني آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
والتين والزيتون
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : والتين والزيتون قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وجابر بن زيد ومقاتل والكلبي : هو تينكم الذي تأكلون ، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت قال الله تعالى : وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين . وقال أبو ذر : أهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - سل تين فقال : ˝ كلوا ˝ وأكل منه . ثم قال : ˝ لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه ; لأن فاكهة الجنة بلا عجم ، فكلوها فإنها تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس ˝ . وعن معاذ : أنه استاك بقضيب زيتون ، وقال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ˝ نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة ، يطيب الفم ، ويذهب بالحفر ، وهي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي ˝ .
وروي عن ابن عباس أيضا : التين : مسجد نوح - عليه السلام - الذي بني على الجودي ، والزيتون : مسجد بيت المقدس . وقال الضحاك : التين : المسجد الحرام ، والزيتون المسجد الأقصى .
ابن زيد : التين : مسجد دمشق ، والزيتون : مسجد بيت المقدس . قتادة : التين : الجبل الذي عليه دمشق : والزيتون : الجبل الذي عليه بيت المقدس . وقال محمد بن كعب : التين : مسجد أصحاب الكهف ، والزيتون : مسجد إيلياء . وقال كعب الأحبار وقتادة أيضا وعكرمة وابن زيد : التين : دمشق ، والزيتون : بيت المقدس . وهذا اختيار الطبري . وقال الفراء : سمعت رجلا من أهل الشام يقول : التين : جبال ما بين حلوان إلى همذان ، والزيتون : جبال الشام . وقيل : هما جبلان بالشام ، يقال لهما طور زيتا وطور تينا بالسريانية سميا بذلك ; لأنهما ينبتانهما . وكذا روى أبو مكين عن عكرمة ، قال : التين والزيتون : جبلان بالشام . وقال النابغة :
صهب الظلال أتين التين عن عرض يزجين غيما قليلا ماؤه شبما
وهذا اسم موضع . ويجوز أن يكون ذلك على حذف مضاف أي ومنابت التين والزيتون . ولكن لا دليل على ذلك من ظاهر التنزيل ، ولا من قول من لا يجوز خلافه قاله النحاس .
وأصح هذه الأقوال الأول ; لأنه الحقيقة ، ولا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا بدليل . وإنما أقسم الله بالتين ; لأنه كان ستر آدم في الجنة لقوله تعالى : يخصفان عليهما من ورق الجنة وكان ورق التين . وقيل : أقسم به ليبين وجه المنة العظمى فيه فإنه جميل المنظر ، طيب المخبر ، نشر الرائحة ، سهل الجني ، على قدر المضغة . وقد أحسن القائل فيه :
انظر إلى التين في الغصون ضحى ممزق الجلد مائل العنق
كأنه رب نعمة سلبت فعاد بعد الجديد في الخلق
أصغر ما في النهود أكبره لكن ينادى عليه في الطرق
وقال آخر :
التين يعدل عندي كل فاكهة إذا انثنى مائلا في غصنه الزاهي
مخمش الوجه قد سالت حلاوته كأنه راكع من خشية الله
وأقسم بالزيتون ; لأنه مثل به إبراهيم في قوله تعالى : يوقد من شجرة مباركة زيتونة . وهو أكثر أدم أهل الشام والمغرب يصطبغون به ، ويستعملونه في طبيخهم ، ويستصبحون به ، ويداوى به أدواء الجوف والقروح والجراحات ، وفيه منافع كثيرة . وقال - عليه السلام - : كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة . وقد مضى في سورة ( المؤمنون ) القول فيه .
الثالثة : قال ابن العربي ولامتنان البارئ سبحانه ، وتعظيم المنة في التين ، وأنه مقتات مدخر فلذلك قلنا بوجوب الزكاة فيه . وإنما فر كثير من العلماء من التصريح بوجوب الزكاة فيه ، تقية جور الولاة فإنهم يتحاملون في الأموال الزكاتية ، فيأخذونها مغرما ، حسب ما أنذر به الصادق - صلى الله عليه وسلم - فكره العلماء أن يجعلوا لهم سبيلا إلى مال آخر يتشططون فيه ، ولكن ينبغي للمرء أن يخرج عن نعمة ربه ، بأداء حقه . وقد قال الشافعي لهذه العلة وغيرها : لا زكاة في الزيتون . والصحيح وجوب الزكاة فيهما . ❝
❞ لا شك أنّ رائحةَ الفم تعطي انطباعاً خاصاً عن نظافة الشخص وعنايته بفمه.. وقد يتجنب الناسُ مَنْ كانت رائحةُ فمه كريهةً .. ويهربون منه إذا تحدث .. أو يديرون رؤوسهم عنه . وقد يكون لذلك أثرٌ سلبي على العلاقات الزوجية ،
و˝البخْر - كما جاء في لسان العرب - هو الرائحة المتغيرة من الفم˝ .
وقيل : إن عبد الملك ابن مروان كان أبْخرَ (أي له رائحة فم غير طيبة) ..فعضَّ يوماً على تفاحة ورمى بها إلى زوجته.. فدعتْ بسكّينٍ.. فقال : ما تصنعين بها ؟
قالت : أميطُ الأذى عنها !.. فشقّ عليه ذلك منها فطلّقها!..
فمن كان مصاباً بذلك فليحرص على السواك وفرشاة الأسنان.. إضافة إلى الغسولات الفموية ..واستشارة طبيب الأسنان لمعالجة السبب..
ويصف صفيُّ الدين الحلي شخصاً يُدعى ˝ أبا عليّ ˝ له رائحة كريهة في الفم فيقول :
لو أنَّ لريحِ نكهتهِ هـُبوبُ لأوشكت الجبالُ لها تذوبُ
إذا ما عابَ ضرس أبي عليٍّ فليس يُطيقُ يقلعهُ الطبيبُ
ولا شك أن أطباء الأسنان الذين يعالجون أمثال ˝أبي علي˝.. يستحقون الشكر والتقدير على مساعدتهم لهؤلاء المرضى . ❝
❞ أبي بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي، ويقدم لنا عددًا من الأبواب، مثل باب ما جاء في أول من جمع بالناس، باب ما جاء في أن في الجمعة ساعة يستجاب فيها الدعاء، وباب ما جاء في هذه الساعة أنها بعد العصر، وباب من قال الساعة التي ترجى في الجمعة عند خروج الإمام، وباب ما جاء في من مات يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة، وباب ما جاء أن النبي قال أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة، وباب ما جاء في غسل يوم الجمعة، وباب من قال: ألغسل ليس بواجب، وباب من جاء في الطيب والسواك يوم الجمعة، وباب من جاء في حسن اللباس يوم الجمعة، وباب من كان يبكر إلى الجمعة ومن أمر به، وباب ما جاء في المشي إلى الجمعة، وباب قوله ˝ وذروا البيع ˝ فيه يحرم البيع، وباب ما جاء في أن الله هدانا للجمعة وأضل عنها من كان قبلنا، وغير ذلك من الأبواب الهامة . ❝
❞ وكان ﷺ يحب السواك ، وكان يستاك مفطراً وصائماً ، ويستاك عند الانتباه من النوم ، وعند الوضوء ، وعند الصلاة ، وعند دخول المنزل ، وكان يستاك بعود الأراك . ❝
❞ وكان من هديه ﷺ تعظيم يوم الجمعة وتشريفه ، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره ، 🔸️وكان من خواص هذا اليوم أن يقرأ ﷺ في فجره بسورتي السجدة والإنسان ، لانهما تظمنتا ماكان ويكون في هذا اليوم فإنهما إشتملتا على خلق آدم ، وعلى ذكر المعاد ، وحشر العباد ، وقراءتهما فيه تذكير للأمة ، 🔸️والخاصة الثانية : إستحباب كُثرة الصلاة على النبي ﷺ فيه وفي ليلته ، لقوله ﷺ ( إكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة ، ورسول الله ﷺ سيد الأنام ، ويوم الجمعة سيد الأيام ، فللصلاة عليه في اليوم مزيةٌ ليست لغيره مع حكمة أخرى ، وهي أن كل خير والآخرة نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده ، فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة ، فأعظمُ كرامة تحصل لهم فإنما تحصل يوم الجمعة فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنَّة ، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة ، وهو يوم عيد لهم في الدنيا ، ويوم فيه يُسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم ، ولا يَرُدُّ سائلهم ، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده ، فمِن شكره وحمده ، وأداء القليل من حقه أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته . 🔸️والخاصة الثالثة : صلاة الجمعة ، التي هي من آكد فروض الإسلام ، ومن أعظم مجامع المسلمين ، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضُه سوى مجمع عرفة ، ومن تركها تهاوناً بها طبع الله على قلبه ، وقُربُ أهل الجنة يوم القيامة وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام يوم الجمعة وتبكيرهم . 🔸️والخاصة الرابعة : الأمر بالاغتسال في يومها ، وهو أمر مؤكد جداً . 🔸️الخاصة الخامسة : التطيب فيه ، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع . 🔸️الخاصة السادسة : السواك فيه وله مزية على السواك في غيره .🔸️الخاصة السابعة : التبكير للصلاة .🔸️الخاصة الثامنة : أن يشتغل بالصلاة ، والذكر ، والقراءة حتى يخرج الإمام . 🔸️الخاصة التاسعة: الإنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في أصح القولين ، فإن تركه ، كان لاغياً ، ومن لغا ، فلا جمعة له ، وفي «المسند» مرفوعاً ( والذي يقول لصاحبه : أنصِتُ، فَلا جُمُعَةَ لَهُ ) . 🔸️ الخاصة العاشرة : قراءة سورة الكهف في يومها ، فقد روي عن النبي ﷺ ( مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الكَهْفِ يَوْمَ الجُمُعَةِ ، سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلى عَنَانِ السَّمَاء يُضيء بِه يَوْمَ القِيامَةِ ، وغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ ) . ❝