❞ توقف عن مطاردة السراب
كفى بعقلك تشتتًا، وبذهنك إرهاقًا، وبقلبك تيهًا بين ما كان وما لن يعود.
توقف عن النظر إلى ما تظنه قد فاتك، فتلك الأشياء لم تكن يومًا لك، ولو كانت لك حقًا، لما أفلتتها الأيام من بين يديك.
كفّ عن التعلق بذكريات مضت، لا تترك الباب مواربًا للحنين، أغلقه بإحكام… فالرياح التي تأتي منه لا تحمل إلا وجعًا قديمًا.
كفى منح الفرص لمن لا يستحق، كفى انتظارًا لمن لم يعد، كفى بكاءً على من لم يكن يومًا يشبهك.
الوقت يمضي، والعمر يركض، وأنت ما زلت واقفًا في مكانك، تبكي على أطلالٍ لا يراها سواك، بينما هم ماضون نحو أحلامهم، لا يلتفتون، ولا يذكرون حتى اسمك.
عِش حاضرك، واسعَ نحو مستقبلك، أصلح علاقتك بربك، وبنفسك، واسأل روحك: كيف السبيل إلى النور؟
ابدأ من اليوم، من اللحظة… من هذه الكلمة.
دعك من حنين لا يُطعم قلبًا، ولا يُحيي ميتًا، وانهض، فإن أحلامك لن تنتظرك كثيرًا.
العمر لا ينتظر التائهين… فإما أن تستفيق الآن، أو تُفلت منك الحياة كما أفلتت كل ما كنت تظنه لك.
گ/هند أمين|زهرة الأقحوان|. ❝ ⏤هند أمين
❞ توقف عن مطاردة السراب
كفى بعقلك تشتتًا، وبذهنك إرهاقًا، وبقلبك تيهًا بين ما كان وما لن يعود.
توقف عن النظر إلى ما تظنه قد فاتك، فتلك الأشياء لم تكن يومًا لك، ولو كانت لك حقًا، لما أفلتتها الأيام من بين يديك.
كفّ عن التعلق بذكريات مضت، لا تترك الباب مواربًا للحنين، أغلقه بإحكام… فالرياح التي تأتي منه لا تحمل إلا وجعًا قديمًا.
كفى منح الفرص لمن لا يستحق، كفى انتظارًا لمن لم يعد، كفى بكاءً على من لم يكن يومًا يشبهك.
الوقت يمضي، والعمر يركض، وأنت ما زلت واقفًا في مكانك، تبكي على أطلالٍ لا يراها سواك، بينما هم ماضون نحو أحلامهم، لا يلتفتون، ولا يذكرون حتى اسمك.
عِش حاضرك، واسعَ نحو مستقبلك، أصلح علاقتك بربك، وبنفسك، واسأل روحك: كيف السبيل إلى النور؟
ابدأ من اليوم، من اللحظة… من هذه الكلمة.
دعك من حنين لا يُطعم قلبًا، ولا يُحيي ميتًا، وانهض، فإن أحلامك لن تنتظرك كثيرًا.
العمر لا ينتظر التائهين… فإما أن تستفيق الآن، أو تُفلت منك الحياة كما أفلتت كل ما كنت تظنه لك.
❞ سمعتهم يتحدثون عن الحب..
و يغنون للحب ..
و يحلمون بالحب ..
و يتكلمون عن الشفاه و الخدود و النهود ،و يرتلون التسابيح في جمال لبنى ،و يركعون على أعتاب لمياء ،و يسجدون في محراب ليلى ..
فلما حدثتهم عنك يا إلهي أشاحوا بوجوههم ،و كأني أزعجتهم من حلم .
و ما دروا أنهم ما سجدوا إلا في محرابك ،و ما سبحوا إلا لجمالك ،و ما ركعوا إلا لك .. و إن جهلوك و أنكروك و كفروا بك ..فما ظهرت المحاسن إلا عنك ،و لا بدت الجميلات إلا بجمالك ،و ما أسكرتهم العيون إلا بسرك ..
و ما أذهلم الحق إلا وجهك ..فما ثم إلا وجهك ..تقدس وجهك عن الأسماء ..
و من هي ليلى و لبنى و لمياء ؟!
إن هي إلا أسماء نقشتها رياحك على بحرك ،و غداً تنقش لنا أسماء أخرى و أخرى ..و كلها إلى زوال ،و أنت أبداً أبداً إلى بقاء يا بحر المحبة و الجمال ..و الذين عرفوك و عبدوك و أحبوك و غرقوا فيك وحدك قد أحبوا الحب الجميع المجتمع و رشفوا من البحر كله ،و سبحوا في الباقي ،و اعتصموا بالحي ،و سجدوا للحق ،و ركعوا للموجود دائماً و أبداً.. سبحانك يا من له كل الحب ..
حدثتهم عنك يا إلهي و هم فيك و منك و إليك ،فما عقلوا عني ،و حجبتهم نفوسهم عن نفسك ،و أعماهم ختم اللحظات التي ختمت بها على قلوبهم عن سر أبدك ..فعجلوا إلى نزوة اللحظة .."و ما عجلوا إلا إلى العدم "..
و لو كشفت لهم النقاب لوجدوا الأبد مطلاً بعينيه وراء اللحظات ،و لرأوا جنتك تتألق من خلف السراب و لأنشدوا لوجهك مع العارفين المغرمين ..
و لولا ليل شعرك ما ضللنا
و لولا صبح ثغرك ما اهتدينا
و أثنينا على أوصاف لبنى
و معنى غير حسنك ما عيينا
فما ثمَّ إلا معناك ..
و ما ثمَّ إلا وجهك ..
أنت سبحانك النور الذي تنورت به كل المظاهر ،و لو اكتمل بصر الرائي ما رأى إلا نورك ..و لما زاغت منه العين في الخصور و الصدور و النهود و القدود و الخدود ..
و لما رأى فيها إلا نوافذ و مشارف إقلاع يطير منها إليك ..و لما وقف عندها يلثمها ،كما يلثم الوثني نحاس الأضرحة ،و يسكب دمع العدم ليشربه العدم ..
صدق من قال بحبك ..
و كذب من قال بحب سواك ..
و كذبته روحه يوم القيامة ..
و ندمت يداه و قدماه فما زرع إلا الهواء ،و ما حصد إلا الهواء ..و ما تنور إلا بالظلمة ..و ما تبرد إلا بالنار ..
سيدى .. مولاى ..مليكى ..
ما بيدى شىء ..
ما بملكى شىء ..
ما بوسعى شىء ..
إلا ما أردت وأودعت واستودعت ..
إليك أرد كل الودائع .. لأستثمرها عندك فى خزينة كرمك ..
إليك أرد أبدع ما أبدع قلمى فهو جميلك , وإليك أرد علمى وعملى , واسمى ورسمى فهو عطاؤك , وإليك أسلم روحى وقلبى ونفسى , وجسدى فالكل من خلقك ..
ثم أسلم لك اختيارى ..
ثم أسلم لك سرى ..
ثم أسلم لك حقيقتى .. وهى أنا ..
وحسبى أنت ..
زكنى يارب , وطهرني بإلهامك ورضاك لأكون يوم اللقاء من أهلك وخاصتك وخلانك .. لأكون كاتبك فى الآخرة .. كما جعلتنى كاتبك فى الدنيا .. ولأكون خادمك , وكاتم سرك وحامل أختامك , وعبدك المقرب المتحبب إليك بتضحية نفسه .
مقال / أنشودة حب للذي خلق
من كتاب /عصر القرود .
للدكتور / مصطفى محمود (رحمهُ اللَّه ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ سمعتهم يتحدثون عن الحب.
و يغنون للحب .
و يحلمون بالحب .
و يتكلمون عن الشفاه و الخدود و النهود ،و يرتلون التسابيح في جمال لبنى ،و يركعون على أعتاب لمياء ،و يسجدون في محراب ليلى .
فلما حدثتهم عنك يا إلهي أشاحوا بوجوههم ،و كأني أزعجتهم من حلم .
و ما دروا أنهم ما سجدوا إلا في محرابك ،و ما سبحوا إلا لجمالك ،و ما ركعوا إلا لك . و إن جهلوك و أنكروك و كفروا بك .فما ظهرت المحاسن إلا عنك ،و لا بدت الجميلات إلا بجمالك ،و ما أسكرتهم العيون إلا بسرك .
و ما أذهلم الحق إلا وجهك .فما ثم إلا وجهك .تقدس وجهك عن الأسماء .
و من هي ليلى و لبنى و لمياء ؟!
إن هي إلا أسماء نقشتها رياحك على بحرك ،و غداً تنقش لنا أسماء أخرى و أخرى .و كلها إلى زوال ،و أنت أبداً أبداً إلى بقاء يا بحر المحبة و الجمال .و الذين عرفوك و عبدوك و أحبوك و غرقوا فيك وحدك قد أحبوا الحب الجميع المجتمع و رشفوا من البحر كله ،و سبحوا في الباقي ،و اعتصموا بالحي ،و سجدوا للحق ،و ركعوا للموجود دائماً و أبداً. سبحانك يا من له كل الحب .
حدثتهم عنك يا إلهي و هم فيك و منك و إليك ،فما عقلوا عني ،و حجبتهم نفوسهم عن نفسك ،و أعماهم ختم اللحظات التي ختمت بها على قلوبهم عن سر أبدك .فعجلوا إلى نزوة اللحظة .˝و ما عجلوا إلا إلى العدم ˝.
و لو كشفت لهم النقاب لوجدوا الأبد مطلاً بعينيه وراء اللحظات ،و لرأوا جنتك تتألق من خلف السراب و لأنشدوا لوجهك مع العارفين المغرمين .
و لولا ليل شعرك ما ضللنا
و لولا صبح ثغرك ما اهتدينا
و أثنينا على أوصاف لبنى
و معنى غير حسنك ما عيينا
فما ثمَّ إلا معناك .
و ما ثمَّ إلا وجهك .
أنت سبحانك النور الذي تنورت به كل المظاهر ،و لو اكتمل بصر الرائي ما رأى إلا نورك .و لما زاغت منه العين في الخصور و الصدور و النهود و القدود و الخدود .
و لما رأى فيها إلا نوافذ و مشارف إقلاع يطير منها إليك .و لما وقف عندها يلثمها ،كما يلثم الوثني نحاس الأضرحة ،و يسكب دمع العدم ليشربه العدم .
صدق من قال بحبك .
و كذب من قال بحب سواك .
و كذبته روحه يوم القيامة .
و ندمت يداه و قدماه فما زرع إلا الهواء ،و ما حصد إلا الهواء .و ما تنور إلا بالظلمة .و ما تبرد إلا بالنار .
سيدى . مولاى .مليكى .
ما بيدى شىء .
ما بملكى شىء .
ما بوسعى شىء .
إلا ما أردت وأودعت واستودعت .
إليك أرد كل الودائع . لأستثمرها عندك فى خزينة كرمك .
إليك أرد أبدع ما أبدع قلمى فهو جميلك , وإليك أرد علمى وعملى , واسمى ورسمى فهو عطاؤك , وإليك أسلم روحى وقلبى ونفسى , وجسدى فالكل من خلقك .
ثم أسلم لك اختيارى .
ثم أسلم لك سرى .
ثم أسلم لك حقيقتى . وهى أنا .
وحسبى أنت .
زكنى يارب , وطهرني بإلهامك ورضاك لأكون يوم اللقاء من أهلك وخاصتك وخلانك . لأكون كاتبك فى الآخرة . كما جعلتنى كاتبك فى الدنيا . ولأكون خادمك , وكاتم سرك وحامل أختامك , وعبدك المقرب المتحبب إليك بتضحية نفسه .
مقال / أنشودة حب للذي خلق
من كتاب /عصر القرود .
للدكتور / مصطفى محمود (رحمهُ اللَّه ). ❝
❞ أسيرة السراب
أسمع نداء الشجرة أن نلجأ إليها فوق كفيها، أتسمعها معي؟صوتها يلفنا بدفئه، تعززنا بأذرعها التي تطوقنا، وهمست لي:\"ما بكِ؟\" نظرتُ إلى الدماء المتناثرة على جسدي، وإلى عينيه، فلم أستطع أن أجيب عن سؤالها، فإني لا أدري إن كانت تلك بداية النهاية أو بداية شيء آخر، بينما كنت غارقة في أفكاري، أسرَّ انتباهي بومتان يعكسان ما أود قوله، كأنهما نسخةٌ منا، تبدَّلت الأعين بما يصير، فاشتدَّ شعوري قاطعًا مراقبتي، ضممت نفسي بين يديه، أمنًا لروحي، فشعرت بثقل الهواء، وهمسات الريح، اشتدَّت العواصف، أبرقت السماء، وهطل المطر، كأن الوداع قد حان، أو لعل الدواء قد يكون، لا أدري... نظرات البومتين تحيرني، وثقل جسدي يمزق روحي، بدأ نبضي يتلاشى، فأمسكت بيده، وبصوت هامسٍ قلت:\"أتسمع همس سيدة الرياح؟\" هي دليلك عني، لا أدري... أيلعب السراب بي، أم أن كل ما أشعر به هو الحقيقة؟
لجأتُ إلى كفَّيك، في لحظة لم أعرف إن كانت البداية أم النهاية، حولي... كانت الغابة تتقلص، تُزهر أحجارها وتُبكي أغصانها، أنفاسي تتخبط بين أذرع الضباب، لم أعد أملك صوتًا، كل ما تبقى كان صمتًا يتسرب في صدري، يسرق الألوان من عيني، وكأن الكون كله بدأ يتناثر في الفضاء، سيدة الرياح تمرر أناملها على جبيني، تمشط الدم المتجمد فوق وجهي، تهمس بلغة لا تحوي كلمات، أحاول أن أنطق، أن أرسم ملامح وداعي، لكن الأشجار تجرني إلى جذورها، وتغرس ظلي في الأرض، كان نبضي يرتعش بين يديك، وكان صمتي يُقاس برقة أصابعك، أوصيكَ بروحي لا بالكلمات، بل بأن تترك الباب مواربًا حين ترحل الريح، لا تسأل الغابة عني، فهي تعرف أنني كنتُ بين أوراقها طيفًا تلاشى مع أول دمعة ندى، تداخلت الهمسات من حولي، كأن الأحداث تتلوَّن أم أنني أهذي؟ هل السراب سرق عقلي، وجعلني أسيرةً لدى شجرة الظلام؟ فهزمني وجرَّدني من واقعي، لا أدري… ما أنا عليه الآن.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ أسيرة السراب
أسمع نداء الشجرة أن نلجأ إليها فوق كفيها، أتسمعها معي؟صوتها يلفنا بدفئه، تعززنا بأذرعها التي تطوقنا، وهمست لي:˝ما بكِ؟˝ نظرتُ إلى الدماء المتناثرة على جسدي، وإلى عينيه، فلم أستطع أن أجيب عن سؤالها، فإني لا أدري إن كانت تلك بداية النهاية أو بداية شيء آخر، بينما كنت غارقة في أفكاري، أسرَّ انتباهي بومتان يعكسان ما أود قوله، كأنهما نسخةٌ منا، تبدَّلت الأعين بما يصير، فاشتدَّ شعوري قاطعًا مراقبتي، ضممت نفسي بين يديه، أمنًا لروحي، فشعرت بثقل الهواء، وهمسات الريح، اشتدَّت العواصف، أبرقت السماء، وهطل المطر، كأن الوداع قد حان، أو لعل الدواء قد يكون، لا أدري.. نظرات البومتين تحيرني، وثقل جسدي يمزق روحي، بدأ نبضي يتلاشى، فأمسكت بيده، وبصوت هامسٍ قلت:˝أتسمع همس سيدة الرياح؟˝ هي دليلك عني، لا أدري.. أيلعب السراب بي، أم أن كل ما أشعر به هو الحقيقة؟
لجأتُ إلى كفَّيك، في لحظة لم أعرف إن كانت البداية أم النهاية، حولي.. كانت الغابة تتقلص، تُزهر أحجارها وتُبكي أغصانها، أنفاسي تتخبط بين أذرع الضباب، لم أعد أملك صوتًا، كل ما تبقى كان صمتًا يتسرب في صدري، يسرق الألوان من عيني، وكأن الكون كله بدأ يتناثر في الفضاء، سيدة الرياح تمرر أناملها على جبيني، تمشط الدم المتجمد فوق وجهي، تهمس بلغة لا تحوي كلمات، أحاول أن أنطق، أن أرسم ملامح وداعي، لكن الأشجار تجرني إلى جذورها، وتغرس ظلي في الأرض، كان نبضي يرتعش بين يديك، وكان صمتي يُقاس برقة أصابعك، أوصيكَ بروحي لا بالكلمات، بل بأن تترك الباب مواربًا حين ترحل الريح، لا تسأل الغابة عني، فهي تعرف أنني كنتُ بين أوراقها طيفًا تلاشى مع أول دمعة ندى، تداخلت الهمسات من حولي، كأن الأحداث تتلوَّن أم أنني أهذي؟ هل السراب سرق عقلي، وجعلني أسيرةً لدى شجرة الظلام؟ فهزمني وجرَّدني من واقعي، لا أدري… ما أنا عليه الآن.