❞ اهتزازات سريعة وطنين مزعج أحتل مسامعي أثناء الإستحمام لأجدني واقفة على قارعة طريق ضبابي ملئ بأناس هائمين وجوههم شاحبة أجسادهم هزيلة
أسرى ذلك الفراغ الأبدي كل منهم لا يري الآخر فقط هم رفقاء طريق ليس له نهاية... أخخخخ رأسيييي. ❝ ⏤منى عبد اللطيف
❞ اهتزازات سريعة وطنين مزعج أحتل مسامعي أثناء الإستحمام لأجدني واقفة على قارعة طريق ضبابي ملئ بأناس هائمين وجوههم شاحبة أجسادهم هزيلة
أسرى ذلك الفراغ الأبدي كل منهم لا يري الآخر فقط هم رفقاء طريق ليس له نهاية.. أخخخخ رأسيييي. ❝
❞ دوائر تدور حولهم حياة الإنسان
من الضروري للإنسان معرفته للأشياء التي يجب الاهتمام بها والعمل على تحقيقها، بغض النظر عن أهميتها وقيمتها بالنسبة للآخرين.
فكل إنسان يعيش حياته ويومه لهدف يسعى من أجله سواء كان يعرفه ويدركه أو كان يفعله بالفطرة وحكم العادة. ولا يقل أهمية أيضًا أن يعرف الإنسان الأشياء التي لا يجب الاهتمام بها؛ لذلك قيل إن ثلثي راحة البال في التغافل.
ولن يتحقق التغافل إلا بمعرفة الأشياء التي يجب الاهتمام بها من الأشياء التي يجب أن نتركها؛ لذلك فتحديد أولويات المرء يعد الهدف الأسمى الذي يسعى إليه المرء؛ لذلك يجب أن تعرف أن حياة الإنسان تدور في سبع دوائر.
وقصدت مصطلح دوائر؛ لأن هذه الأشياء تدوم ببقاء الإنسان طوال حياته، وإليك الدوائر السبع:
الأولى: الدائرة الروحية، وتتعلق بعلاقتك بربك وعبادتك.
الثانية: الدائرة الذاتية، وتتعلق بعقلك وثقافتك ومبادئك وأفكارك.
الثالثة: الدائرة الجسدية، وتتعلق بصحتك ومرضك.
الرابعة: الدائرة العائلية، وتتعلق بعلاقتك بوالديك وأخوتك وزوجتك وأولادك.
الخامسة: الدائرة الاجتماعية، وتتعلق بعلاقتك بأصدقائك وجيرانك وكل أفراد المجتمع.
السادسة: الدائرة المالية، وتتعلق بدخلك المالي وكيفية استغلاله ومنافذ إنفاقه.
السابعة: الدائرة العملية، وتتعلق بعملك ونجاحك وتطورك فيه.
وكل من هذه الدوائر لا بد لك من تحديد الأولويات فيها، ولن يتأتى ذلك إلا بمعرفتك بأهمية كل دائرة وقيمتها عندك، لكن الصعوبة تأتي في هذا الزمن ليس في تحديد الأولويات وإنما في تحديد ضرورياتنا واحتياجاتنا الحقيقية.
أصبحنا الآن نعاني من فقدان المعرفة باحتياجاتنا ، لقد توافر لهذا الجيل ما لم يتوافر لمن سبقوه ورغم ذلك انتشر فيهم ما لم يكن في سابقيهم من اليأس والإحباط وغياب الرغبة والرؤية الواضحة والغاية.
وهذا لأن هذا الجيل نشأ على الميديا المزيفة الممتلئة بالضوضاء المرئي والمسموع وضباب يخيم على كل شيء في أحداثه اليومية؛ لذلك أرى أن أفضل علاج لهذا المرض الاجتماعي الخبيث هو (اللامبالاة) !!
انتظر عزيزي القارئ لا تُسئ فهمي، لا أقصد باللامبالاة عدم الاهتمام بكل شيء، بل أعني عدم الاهتمام الزائد والتفحص الدقيق لكل أحداث العالم، الإفراط في تتبع أحداث العالم واهتمامك بمعرفة أحداث العالم والمجتمع لن يجعلك منقذًا لهذا العالم، لا بد أن تؤمن بأن العالم مكان سيئ لأنه هكذا على الدوام وسيظل هكذا.
وأولوياتك هي أن تبني عالمك الخاص وترمم جدران دوائر حياتك، وعليه فإن سعى كل فرد منا في ترميم وبناء دوائر عالمه الخاص، سيصبح العالم مكانًا للخير والسلام والسعادة والمحبة. ❝ ⏤دكتور عمرو محمد السيد عبد الرحمن
❞ دوائر تدور حولهم حياة الإنسان
من الضروري للإنسان معرفته للأشياء التي يجب الاهتمام بها والعمل على تحقيقها، بغض النظر عن أهميتها وقيمتها بالنسبة للآخرين.
فكل إنسان يعيش حياته ويومه لهدف يسعى من أجله سواء كان يعرفه ويدركه أو كان يفعله بالفطرة وحكم العادة. ولا يقل أهمية أيضًا أن يعرف الإنسان الأشياء التي لا يجب الاهتمام بها؛ لذلك قيل إن ثلثي راحة البال في التغافل.
ولن يتحقق التغافل إلا بمعرفة الأشياء التي يجب الاهتمام بها من الأشياء التي يجب أن نتركها؛ لذلك فتحديد أولويات المرء يعد الهدف الأسمى الذي يسعى إليه المرء؛ لذلك يجب أن تعرف أن حياة الإنسان تدور في سبع دوائر.
وقصدت مصطلح دوائر؛ لأن هذه الأشياء تدوم ببقاء الإنسان طوال حياته، وإليك الدوائر السبع:
الأولى: الدائرة الروحية، وتتعلق بعلاقتك بربك وعبادتك.
الثانية: الدائرة الذاتية، وتتعلق بعقلك وثقافتك ومبادئك وأفكارك.
الثالثة: الدائرة الجسدية، وتتعلق بصحتك ومرضك.
الرابعة: الدائرة العائلية، وتتعلق بعلاقتك بوالديك وأخوتك وزوجتك وأولادك.
الخامسة: الدائرة الاجتماعية، وتتعلق بعلاقتك بأصدقائك وجيرانك وكل أفراد المجتمع.
السادسة: الدائرة المالية، وتتعلق بدخلك المالي وكيفية استغلاله ومنافذ إنفاقه.
السابعة: الدائرة العملية، وتتعلق بعملك ونجاحك وتطورك فيه.
وكل من هذه الدوائر لا بد لك من تحديد الأولويات فيها، ولن يتأتى ذلك إلا بمعرفتك بأهمية كل دائرة وقيمتها عندك، لكن الصعوبة تأتي في هذا الزمن ليس في تحديد الأولويات وإنما في تحديد ضرورياتنا واحتياجاتنا الحقيقية.
أصبحنا الآن نعاني من فقدان المعرفة باحتياجاتنا ، لقد توافر لهذا الجيل ما لم يتوافر لمن سبقوه ورغم ذلك انتشر فيهم ما لم يكن في سابقيهم من اليأس والإحباط وغياب الرغبة والرؤية الواضحة والغاية.
وهذا لأن هذا الجيل نشأ على الميديا المزيفة الممتلئة بالضوضاء المرئي والمسموع وضباب يخيم على كل شيء في أحداثه اليومية؛ لذلك أرى أن أفضل علاج لهذا المرض الاجتماعي الخبيث هو (اللامبالاة) !!
انتظر عزيزي القارئ لا تُسئ فهمي، لا أقصد باللامبالاة عدم الاهتمام بكل شيء، بل أعني عدم الاهتمام الزائد والتفحص الدقيق لكل أحداث العالم، الإفراط في تتبع أحداث العالم واهتمامك بمعرفة أحداث العالم والمجتمع لن يجعلك منقذًا لهذا العالم، لا بد أن تؤمن بأن العالم مكان سيئ لأنه هكذا على الدوام وسيظل هكذا.
وأولوياتك هي أن تبني عالمك الخاص وترمم جدران دوائر حياتك، وعليه فإن سعى كل فرد منا في ترميم وبناء دوائر عالمه الخاص، سيصبح العالم مكانًا للخير والسلام والسعادة والمحبة. ❝
❞ 🜂 الفصل الرابع: حافظة النار
\"ليست كل النيران للعقاب… بعضها يُشعل الذاكرة.\"
كانت السماء ساكنة فوق القاهرة، لكنها لم تكن كما يراها الناس. كانت مرآة معلّقة بين العوالم، تنعكس عليها الصراعات القديمة التي لا يعلم عنها أحد.
في هذه الليلة، كانت المرآة قد تصدّعت.
داخل غرفتها، جلست روح على الأرض، عيناها مغمضتان، ويدان متشابكتان فوق قلبها. كانت لا تُصلي، ولا تتأمل… بل تنتظر.
شيء ما في داخلها كان يصرخ…
نداء يأتي من أبعد من النجوم، من أقدم من الزمن.
وفجأة، تهتز الأرض تحتها — ليس بالحقيقة، بل في قلبها.
ثم تشعر بسحبها إلى مكانٍ آخر، لا بالجسد، بل بالروح.
حين فتحت عينيها، وجدت نفسها في معبدٍ غارق في الضوء والرماد.
أعمدة شاهقة ترتفع نحو سماء لا تُرى، وتماثيل لآلهة قديمة تنظر إليها بعين واحدة. وفي منتصف المعبد… نار.
ليست نارًا تحرق، بل نارٌ تُضيء الحقيقة.
كانت امرأة تقف بجانبها. ليست غريبة.
كانت هي.
لكن بزمنٍ آخر، بثوبٍ آخر، وعيونٍ تعرف أكثر مما يجب.
\"مَن أنتِ؟\"
همست روح، وقلبها كأنه يدقّ على أبواب الأسرار.
\"أنا أنتِ. لكن قبل أن تنسي.\"
اقتربت المرأة، ووضعت يدها على صدرها، تمامًا فوق الندبة.
\"اسمك كان: نِت-سِت رع — حافظة النار.
كُنتِ كاهنة العهد، وحاملة السرّ. حين خان الآخرون، صمدتِ. وحين احترق المعبد، اخترتِ أن تُولدي من الرماد… لا أن تندثري.\"
تراجعت روح خطوة للخلف.
\"كل هذا… أنا؟ أنا كنتُ كاهنة في زمن الفراعنة؟\"
\"كنتي أكثر من كاهنة. كنتِ مرآة بين عالم الجن والإنس.
حين أحبتك الأرواح، وكرهك الملوك، وطارَدك جنيٌّ لا يسجد…\"
تجمدت روح.
\"يعقوب.\"
\"نعم. كان أول من رأى فيكِ الندبة… لا كلعنة، بل كبوّابة.
وقد أحبك… ليس كأنثى، بل كـسرّ.\"
وفي ذات الوقت، في قصرٍ مصنوع من الزجاج الأسود تحت جبل الجن، كان يعقوب يسير وحده في قاعة طويلة، تعكس جدرانها كل لحظة من ماضيه.
كلّما خطا، رأى مشاهد:
– هو يحارب جنيًا متمرّدًا.
– هو ينقذ إنسية من فخ الجنّ الناري.
– هو، لأول مرة، يرى روح.
توقف.
ثم ظهر خادمه:
\"مولاي… إنسيٌّ يُفتّش. وروح تُستدعى من الذاكرة. والعهد… يهتز.\"
تنفّس يعقوب بصوتٍ كأن البرق خرج من فمه.
\"هي تقترب من الحقيقة. سيحاولون أخذها مني.
لكن النار… تعرف صاحبها.\"
ثم أغلق يده، فاشتعلت فيها نار بيضاء، ليس لها دخان.
في قلب المعبد، مدت الملكة نِت-سِت رع يدها، وأخرجت شيئًا من داخل لهبٍ لا يحرق.
مرآة سوداء من حجر الأوبسيديان.
\"انظري فيها، إن أردتِ أن تتذكري… وإن كنتِ مستعدة لدفع الثمن.\"
حين نظرت روح… تغيرت العوالم.
رأت آدم، يركض في شوارع القاهرة، يبحث عن معنى الرمز الذي على عنقه.
رأت يعقوب، يصرخ في وجه سبعة ملوك، يتحدّاهم جميعًا.
رأت نفسها… على رُكبتيها، تبكي، وتُصلّي… بينما سبعة أنصال نار تحيط بها.
ثم قالت الملكة:
\"العلامة ستُكمل. والبوابة ستُفتح.
والسؤال هو:
هل ستكونين جسرًا بين العالمين؟
أم شَرارة لحرب لا تنتهي؟\"
وفي اللحظة الأخيرة، امتد اللهب إلى الندبة… واشتعل قلب روح.
في شقته، قفز آدم من نومه، يصرخ.
الرمز على عنقه بدأ يتوهّج بشدة، كأن روحه تحترق.
ثم سمع اسمها… مجددًا.
\"روح.\"
لكن هذه المرة، لم يكن الصوت من حلم.
كان من المرآة أمامه.
ومن داخلها، لمح وجهًا لا يُنسى.
يعقوب.
🜂. ❝ ⏤نانسي عاشور القاضي
❞ 🜂 الفصل الرابع: حافظة النار
˝ليست كل النيران للعقاب… بعضها يُشعل الذاكرة.˝
كانت السماء ساكنة فوق القاهرة، لكنها لم تكن كما يراها الناس. كانت مرآة معلّقة بين العوالم، تنعكس عليها الصراعات القديمة التي لا يعلم عنها أحد.
في هذه الليلة، كانت المرآة قد تصدّعت.
داخل غرفتها، جلست روح على الأرض، عيناها مغمضتان، ويدان متشابكتان فوق قلبها. كانت لا تُصلي، ولا تتأمل… بل تنتظر.
شيء ما في داخلها كان يصرخ…
نداء يأتي من أبعد من النجوم، من أقدم من الزمن.
وفجأة، تهتز الأرض تحتها — ليس بالحقيقة، بل في قلبها.
ثم تشعر بسحبها إلى مكانٍ آخر، لا بالجسد، بل بالروح.
حين فتحت عينيها، وجدت نفسها في معبدٍ غارق في الضوء والرماد.
أعمدة شاهقة ترتفع نحو سماء لا تُرى، وتماثيل لآلهة قديمة تنظر إليها بعين واحدة. وفي منتصف المعبد… نار.
ليست نارًا تحرق، بل نارٌ تُضيء الحقيقة.
كانت امرأة تقف بجانبها. ليست غريبة.
كانت هي.
لكن بزمنٍ آخر، بثوبٍ آخر، وعيونٍ تعرف أكثر مما يجب.
˝مَن أنتِ؟˝
همست روح، وقلبها كأنه يدقّ على أبواب الأسرار.
˝أنا أنتِ. لكن قبل أن تنسي.˝
اقتربت المرأة، ووضعت يدها على صدرها، تمامًا فوق الندبة.
˝اسمك كان: نِت-سِت رع — حافظة النار.
كُنتِ كاهنة العهد، وحاملة السرّ. حين خان الآخرون، صمدتِ. وحين احترق المعبد، اخترتِ أن تُولدي من الرماد… لا أن تندثري.˝
تراجعت روح خطوة للخلف.
˝كل هذا… أنا؟ أنا كنتُ كاهنة في زمن الفراعنة؟˝
˝كنتي أكثر من كاهنة. كنتِ مرآة بين عالم الجن والإنس.
حين أحبتك الأرواح، وكرهك الملوك، وطارَدك جنيٌّ لا يسجد…˝
تجمدت روح.
˝يعقوب.˝
˝نعم. كان أول من رأى فيكِ الندبة… لا كلعنة، بل كبوّابة.
وقد أحبك… ليس كأنثى، بل كـسرّ.˝
وفي ذات الوقت، في قصرٍ مصنوع من الزجاج الأسود تحت جبل الجن، كان يعقوب يسير وحده في قاعة طويلة، تعكس جدرانها كل لحظة من ماضيه.
كلّما خطا، رأى مشاهد:
– هو يحارب جنيًا متمرّدًا.
– هو ينقذ إنسية من فخ الجنّ الناري.
– هو، لأول مرة، يرى روح.
توقف.
ثم ظهر خادمه:
˝مولاي… إنسيٌّ يُفتّش. وروح تُستدعى من الذاكرة. والعهد… يهتز.˝
تنفّس يعقوب بصوتٍ كأن البرق خرج من فمه.
˝هي تقترب من الحقيقة. سيحاولون أخذها مني.
لكن النار… تعرف صاحبها.˝
ثم أغلق يده، فاشتعلت فيها نار بيضاء، ليس لها دخان.
في قلب المعبد، مدت الملكة نِت-سِت رع يدها، وأخرجت شيئًا من داخل لهبٍ لا يحرق.
مرآة سوداء من حجر الأوبسيديان.
˝انظري فيها، إن أردتِ أن تتذكري… وإن كنتِ مستعدة لدفع الثمن.˝
حين نظرت روح… تغيرت العوالم.
رأت آدم، يركض في شوارع القاهرة، يبحث عن معنى الرمز الذي على عنقه.
رأت يعقوب، يصرخ في وجه سبعة ملوك، يتحدّاهم جميعًا.
رأت نفسها… على رُكبتيها، تبكي، وتُصلّي… بينما سبعة أنصال نار تحيط بها.
ثم قالت الملكة:
˝العلامة ستُكمل. والبوابة ستُفتح.
والسؤال هو:
هل ستكونين جسرًا بين العالمين؟
أم شَرارة لحرب لا تنتهي؟˝
وفي اللحظة الأخيرة، امتد اللهب إلى الندبة… واشتعل قلب روح.
في شقته، قفز آدم من نومه، يصرخ.
الرمز على عنقه بدأ يتوهّج بشدة، كأن روحه تحترق.
ثم سمع اسمها… مجددًا.
˝روح.˝
لكن هذه المرة، لم يكن الصوت من حلم.
كان من المرآة أمامه.
ومن داخلها، لمح وجهًا لا يُنسى.
❞ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)
قوله تعالى : فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين
قوله تعالى : فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز أي الممتنع .
مسنا وأهلنا الضر هذه المرة الثالثة من عودهم إلى مصر ; وفي الكلام حذف ، أي فخرجوا إلى مصر ، فلما دخلوا على يوسف قالوا : مسنا أي أصابنا وأهلنا الضر أي الجوع والحاجة ; وفي هذا دليل على جواز الشكوى عند الضر ، أي الجوع ; بل واجب عليه إذا خاف على نفسه الضر من الفقر وغيره أن يبدي حالته إلى من يرجو منه النفع ; كما هو واجب عليه أن يشكو ما به من الألم إلى الطبيب ليعالجه ; ولا يكون ذلك قدحا في التوكل ، وهذا ما لم يكن التشكي على سبيل التسخط ; والصبر والتجلد في النوائب أحسن ، والتعفف عن المسألة أفضل ; وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى ; وذلك قول يعقوب : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون أي من جميل صنعه ، وغريب لطفه ، وعائدته على عباده ; فأما الشكوى على غير مشك فهو السفه ، إلا أن يكون على وجه البث والتسلي ; كما قال ابن دريد :
لا تحسبن يا دهر أني ضارع لنكبة تعرقني عرق المدى مارست ما لو هوت الأفلاك من
جوانب الجو عليه ما شكا لكنها نفثة مصدور إذا
جاش لغام من نواحيها غما
قوله تعالى : وجئنا ببضاعة البضاعة القطعة من المال يقصد بها شراء شيء ; تقول : أبضعت الشيء واستبضعته أي جعلته بضاعة ; وفي المثل : كمستبضع التمر إلى هجر .
قوله تعالى : " مزجاة " صفة لبضاعة ; والإزجاء السوق بدفع ; ومنه قوله تعالى : ألم تر أن الله يزجي سحابا والمعنى أنها بضاعة تدفع ; ولا يقبلها كل أحد . قال ثعلب : البضاعة المزجاة الناقصة غير التامة . اختلف في تعيينها هنا ; فقيل : كانت قديدا وحيسا ; ذكره الواقدي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - . وقيل : خلق الغرائر والحبال ; روي عن ابن عباس . وقيل : متاع الأعراب صوف وسمن ; قاله عبد الله بن الحارث . وقيل : الحبة الخضراء والصنوبر وهو البطم ، حب شجر بالشام ; يؤكل ويعصر الزيت منه لعمل الصابون ، قاله أبو صالح ; فباعوها بدراهم لا تنفق في الطعام ، وتنفق فيما بين الناس ; فقالوا : خذها منا بحساب جياد تنفق من الطعام . وقيل : دراهم رديئة ; قاله ابن عباس أيضا . وقيل : ليس عليها صورة يوسف ، وكانت دراهم مصر عليهم صورة يوسف . وقال الضحاك : النعال والأدم ; وعنه : كانت سويقا منخلا . والله أعلم .
قوله تعالى : فأوف لنا الكيل وتصدق فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : فأوف لنا الكيل يريدون كما تبيع بالدراهم الجياد لا تنقصنا بمكان دراهمنا ; هذا قول أكثر المفسرين . وقال ابن جريج . فأوف لنا الكيل يريدون الكيل الذي كان قد كاله لأخيهم . وتصدق علينا أي تفضل علينا بما بين سعر الجياد والرديئة . قاله سعيد بن جبير والسدي والحسن : لأن الصدقة تحرم على الأنبياء . وقيل المعنى : تصدق علينا بالزيادة على حقنا ; قاله سفيان بن عيينة . قال مجاهد : ولم تحرم الصدقة إلا على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - . وقال ابن جريج : المعنى تصدق علينا برد أخينا إلينا . وقال ابن شجرة : تصدق علينا تجوز عنا ; استشهد بقول الشاعر :
تصدق علينا يا ابن عفان واحتسب وأمر علينا الأشعري لياليا
إن الله يجزي المتصدقين يعني في الآخرة ; يقال : هذا من معاريض الكلام ; لأنه لم يكن عندهم أنه على دينهم ، فلذلك لم يقولوا : إن الله يجزيك بصدقتك ، فقالوا لفظا يوهمه أنهم أرادوه ، وهم يصح لهم إخراجه بالتأويل ; قاله النقاش وفي الحديث : ( إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ) .
الثانية : استدل مالك وغيره من العلماء على أن أجرة الكيال على البائع ; قال ابن القاسم وابن نافع قال مالك : قالوا ليوسف فأوف لنا الكيل فكان يوسف هو الذي يكيل ، وكذلك الوزان والعداد وغيرهم ، لأن الرجل إذا باع عدة معلومة من طعامه ، وأوجب العقد عليه ، وجب عليه أن يبرزها ويميز حق المشتري من حقه ، إلا أن يبيع منه معينا - صبرة أو ما لا حق توفية فيه - فخلى ما بينه وبينه ، فما جرى على المبيع فهو على المبتاع ; وليس كذلك ما فيه حق توفية من كيل أو وزن ، ألا ترى أنه لا يستحق البائع الثمن إلا بعد التوفية ، وإن تلف فهو منه قبل التوفية .
الثالثة : وأما أجرة النقد فعلى البائع أيضا ; لأن المبتاع الدافع لدراهمه يقول : إنها طيبة ، فأنت الذي تدعي الرداءة فانظر لنفسك ; وأيضا فإن النفع يقع له فصار الأجر عليه ، وكذلك لا يجب على الذي يجب عليه القصاص ; لأنه لا يجب عليه أن يقطع يد نفسه ، إلا أن يمكن من ذلك طائعا ; ألا ترى أن فرضا عليه أن يفدي يده ، ويصالح عليه إذا طلب المقتص ذلك منه ، فأجر القطاع على المقتص . وقال الشافعي في المشهور عنه : إنها على المقتص منه كالبائع .
الرابعة : يكره للرجل أن يقول في دعائه : اللهم تصدق علي ; لأن الصدقة إنما تكون ممن يبتغي الثواب ، والله تعالى متفضل بالثواب بجميع النعم لا رب غيره ; وسمع الحسن رجلا يقول : اللهم تصدق علي ; فقال الحسن : يا هذا ! إن الله لا يتصدق إنما يتصدق من يبتغي الثواب ; أما سمعت قول الله تعالى : إن الله يجزي المتصدقين قل : اللهم أعطني وتفضل علي .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)
قوله تعالى : فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين
قوله تعالى : فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز أي الممتنع .
مسنا وأهلنا الضر هذه المرة الثالثة من عودهم إلى مصر ; وفي الكلام حذف ، أي فخرجوا إلى مصر ، فلما دخلوا على يوسف قالوا : مسنا أي أصابنا وأهلنا الضر أي الجوع والحاجة ; وفي هذا دليل على جواز الشكوى عند الضر ، أي الجوع ; بل واجب عليه إذا خاف على نفسه الضر من الفقر وغيره أن يبدي حالته إلى من يرجو منه النفع ; كما هو واجب عليه أن يشكو ما به من الألم إلى الطبيب ليعالجه ; ولا يكون ذلك قدحا في التوكل ، وهذا ما لم يكن التشكي على سبيل التسخط ; والصبر والتجلد في النوائب أحسن ، والتعفف عن المسألة أفضل ; وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى ; وذلك قول يعقوب : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون أي من جميل صنعه ، وغريب لطفه ، وعائدته على عباده ; فأما الشكوى على غير مشك فهو السفه ، إلا أن يكون على وجه البث والتسلي ; كما قال ابن دريد :
لا تحسبن يا دهر أني ضارع لنكبة تعرقني عرق المدى مارست ما لو هوت الأفلاك من
جوانب الجو عليه ما شكا لكنها نفثة مصدور إذا
جاش لغام من نواحيها غما
قوله تعالى : وجئنا ببضاعة البضاعة القطعة من المال يقصد بها شراء شيء ; تقول : أبضعت الشيء واستبضعته أي جعلته بضاعة ; وفي المثل : كمستبضع التمر إلى هجر .
قوله تعالى : ˝ مزجاة ˝ صفة لبضاعة ; والإزجاء السوق بدفع ; ومنه قوله تعالى : ألم تر أن الله يزجي سحابا والمعنى أنها بضاعة تدفع ; ولا يقبلها كل أحد . قال ثعلب : البضاعة المزجاة الناقصة غير التامة . اختلف في تعيينها هنا ; فقيل : كانت قديدا وحيسا ; ذكره الواقدي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - . وقيل : خلق الغرائر والحبال ; روي عن ابن عباس . وقيل : متاع الأعراب صوف وسمن ; قاله عبد الله بن الحارث . وقيل : الحبة الخضراء والصنوبر وهو البطم ، حب شجر بالشام ; يؤكل ويعصر الزيت منه لعمل الصابون ، قاله أبو صالح ; فباعوها بدراهم لا تنفق في الطعام ، وتنفق فيما بين الناس ; فقالوا : خذها منا بحساب جياد تنفق من الطعام . وقيل : دراهم رديئة ; قاله ابن عباس أيضا . وقيل : ليس عليها صورة يوسف ، وكانت دراهم مصر عليهم صورة يوسف . وقال الضحاك : النعال والأدم ; وعنه : كانت سويقا منخلا . والله أعلم .
قوله تعالى : فأوف لنا الكيل وتصدق فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : فأوف لنا الكيل يريدون كما تبيع بالدراهم الجياد لا تنقصنا بمكان دراهمنا ; هذا قول أكثر المفسرين . وقال ابن جريج . فأوف لنا الكيل يريدون الكيل الذي كان قد كاله لأخيهم . وتصدق علينا أي تفضل علينا بما بين سعر الجياد والرديئة . قاله سعيد بن جبير والسدي والحسن : لأن الصدقة تحرم على الأنبياء . وقيل المعنى : تصدق علينا بالزيادة على حقنا ; قاله سفيان بن عيينة . قال مجاهد : ولم تحرم الصدقة إلا على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - . وقال ابن جريج : المعنى تصدق علينا برد أخينا إلينا . وقال ابن شجرة : تصدق علينا تجوز عنا ; استشهد بقول الشاعر :
تصدق علينا يا ابن عفان واحتسب وأمر علينا الأشعري لياليا
إن الله يجزي المتصدقين يعني في الآخرة ; يقال : هذا من معاريض الكلام ; لأنه لم يكن عندهم أنه على دينهم ، فلذلك لم يقولوا : إن الله يجزيك بصدقتك ، فقالوا لفظا يوهمه أنهم أرادوه ، وهم يصح لهم إخراجه بالتأويل ; قاله النقاش وفي الحديث : ( إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ) .
الثانية : استدل مالك وغيره من العلماء على أن أجرة الكيال على البائع ; قال ابن القاسم وابن نافع قال مالك : قالوا ليوسف فأوف لنا الكيل فكان يوسف هو الذي يكيل ، وكذلك الوزان والعداد وغيرهم ، لأن الرجل إذا باع عدة معلومة من طعامه ، وأوجب العقد عليه ، وجب عليه أن يبرزها ويميز حق المشتري من حقه ، إلا أن يبيع منه معينا - صبرة أو ما لا حق توفية فيه - فخلى ما بينه وبينه ، فما جرى على المبيع فهو على المبتاع ; وليس كذلك ما فيه حق توفية من كيل أو وزن ، ألا ترى أنه لا يستحق البائع الثمن إلا بعد التوفية ، وإن تلف فهو منه قبل التوفية .
الثالثة : وأما أجرة النقد فعلى البائع أيضا ; لأن المبتاع الدافع لدراهمه يقول : إنها طيبة ، فأنت الذي تدعي الرداءة فانظر لنفسك ; وأيضا فإن النفع يقع له فصار الأجر عليه ، وكذلك لا يجب على الذي يجب عليه القصاص ; لأنه لا يجب عليه أن يقطع يد نفسه ، إلا أن يمكن من ذلك طائعا ; ألا ترى أن فرضا عليه أن يفدي يده ، ويصالح عليه إذا طلب المقتص ذلك منه ، فأجر القطاع على المقتص . وقال الشافعي في المشهور عنه : إنها على المقتص منه كالبائع .
الرابعة : يكره للرجل أن يقول في دعائه : اللهم تصدق علي ; لأن الصدقة إنما تكون ممن يبتغي الثواب ، والله تعالى متفضل بالثواب بجميع النعم لا رب غيره ; وسمع الحسن رجلا يقول : اللهم تصدق علي ; فقال الحسن : يا هذا ! إن الله لا يتصدق إنما يتصدق من يبتغي الثواب ; أما سمعت قول الله تعالى : إن الله يجزي المتصدقين قل : اللهم أعطني وتفضل علي. ❝