❞ مراجعة رواية ماريو وأبو العباس للكاتبة الجميلة د / ريم بسيوني :
إن للجبن ضريبةً باهظة يظل المرء يدفعها طيلة حياته كما يظل ينتقل من مشكلة لأخرى ويعاني الأمرَّين ويكابد المشقات على مدار الطريق ذلك لأن التخاذل لم يكن يوماً من شِيم الأقوياء وهو المصير الطبيعي لأفعالهم الوضيعة ، فقد تخلَّف عن الدفاع عن بلاده بشجاعة واستبسال وحمايته من يد الطُغاة المستعمرين الذين وضعوا قبضتهم عليه مُصرِّين على البقاء فيه لأبد الآبدين معتقدين أن في هذا حقاً لهم ، فلم تكن إراقة الدماء واستباحة الأراضي وإزهاق الأرواح حقاً لأحد ذات يوم ولكنها الظنون الوهمية التي تمحق البلاد كافة وتطمس تاريخها وتُدمِّر كل شبر فيها بلا التفات من أحد مواطنيها وهذا أكبر عار قد يصدر عن أحد ، هذا ما تبدَّى لنا في بداية الأحداث ورُغم أنه أبلى بلاءً حسناً في بعض الحروب الأخرى وتجلَّت شجاعته وحرصه على نُصرة تلك البلاد وإرجاع الحقوق لأصحابها فكان من الأجدر والأولَى أنْ يدافع عن أرض وطنه التي ينتمي إليها وتربَّى فيها بالفعل بدلاً من الحفاظ على أراضي الغير من أيدي المعتدين ،
فقد غادر بطل الرواية أبو العباس المُرسي أراضيه في الأندلس بعدما احتلها الفرنجة وفَرَّ هارباً مع أسرته قاصداً تونس هو وجميع مَنْ في البلاد ، وحدث ما لم يكن في الحسبان فقَبْل الوصول انشقت السفينة وابتلعهم البحر جميعاً ولم ينجُ من الركاب سوى هو وأخوه الذي ظل يبحث عنه وقتاً طويلاً حتى عثر عليه وحينها استمرا في البحث عن أهلهما ولم يجدا أثراً لهم ، أصابهما الحزن الشديد ومن ثَم قرر محمد أخوه أنْ يلتفت لحياته ويستمر في ممارسة تجارة القمح التي تركها له والده ولم يتمكن أحمد من ممارسة الحياة بسهولة لفترة طويلة إلى أنْ وجد وسيلة للعيش بمرور الوقت فقد التقى بفتاة ساعدها في جلب الماء من البئر فعَمِل لدى والدها الشيخ لفترة ما وتعرَّض للمزيد من المشاكل معه انتهت بزَجِّه في السجن على جُرم لم يقترفه حينما وشاه للوالي فذهب إليه أخوه وأَخرجه ونصحه بألا يفتعل المشكلات مع الآخرين وليتذكر أنه ليس بوطنه كي يحميه أحد أو يُنقذه ولكنه لم يُنصت إليه فلم يكن يحب الظلم أو يرغب في تفشيه على يد أي امرئ ظالم يبطش بكل عبد ضعيف أو ذي حاجة ، ثم انتقل إلى الإسكندرية التي أحبَها كثيراً وكان يتعجب من جمالها وبخاصةً الفنار الذي لفَته وقرر البحث عن طريقة تشييده وكيف تعمل تلك المرآة العاكسة داخله ، ظل ينتقل ويرتحل بين البلدان حتى استقر به الحال في المنصورة التي كانت بداية الحروب حيث هزم التتار في دمياط وكان يشعر أنه من الصعب عليهم الدخول للمنصورة ولكن بمرور الوقت دلَّهم أحد الخونة على معبر يمكِّنهم من استعمار تلك البلاد وقد كان تسلل جيش الأعداء إلى هذا الممر السري وتمكَّنوا من وضع قبضتهم على المنصورة ولكن الجيش قد وضع خُطةً محكمة من أجل القضاء عليهم إذْ أظهروا الهزيمة واختبأوا داخل أزقة البلاد وحينما دخل الفرنجة هاجموهم وأطاحوا بهم وقضوا عليهم جميعاً ولما جاء موعد الملك أشار إليهم أحمد أبو العباس بالابتعاد فلا يَصِح أنْ يتم قتل الملك وأمرهم بأسره وإرساله إلى قصر بن لقمان ليكون عبرة لمَنْ يأتي من بَعْده ، ثم هتف الجميع باسمه وهلَّلوا لهذا النصر العظيم الذي تحقَّق على يده ومن ثم ذهب إلى بيبرس أحد قادة الأمراء المماليك وقتها فكان فخوراً به للغاية حينما أتاه بالملك أسيراً وقد أراد مكافأته فخيَّره بين الولاية والمال فلم يختَر أيهما فكل ما أراده هو العودة لبلاده فوافق بيبرس على الفور ولكنه كان حزيناً لهذا الرحيل ، مشتاقاً لتلك الفتاة المحاربة التي قابلها في بداية الحرب في دمياط ولكنه لم يجدها حينما عثر عليها في المكان الذي أخبرته عنه في دمياط فقرر العودة على ألا يتوقف عن مسيرة البحث عنها ، ولما عاد التقى بأحد الشيوخ الذي اعتمد عليه في كل شيء وكان يحضر دروسه وتقرَّب منه شيئاً فشيئاً حتى أحبَه فكان يشعر به دون أنْ يتكلم ، وفي أحد المرات شعر بأن هناك أمراً يشغله ويؤرقه فلما لم يحكِ عرف من تلقاء نفسه وأخبره أن ما قد يبحث عنه وينتقل من مكان لآخر قاصداً إياه قد يكون صوب عينيه دون أنْ يدري ، لم يفهم كلامه في بادئ الأمر ولكن بالتدريج اتضح الأمر حينما وجدها أمامه وقد كانت ابنة الشيخ ، لم يكن يُصدِّق عينيه ، طلب الزواج منها على الفور فقد أحبَها حباً جماً ، عاش حياته معها في نعيم وسعادة غير مرتقبة النظير ، ورُزقا بالبنين والبنات ، وقد قرر الشيخ أن يُولِّيه بعض المهام فطلب منه إعطاء الدروس في القاهرة ، في البداية لم يكن مُرحِّباً بالأمر ولكن بمرور الوقت قرر الذهاب وأخذ زوجته وأولاده معه إذْ لم يتمكن من فراقها يوماً ، وَفَّر لهم مكاناً آمناً يعيشون فيه كان شيخه قد أخبره عنه قبل السفر مباشرةً وقد بدأ رحلة الوعظ وإلقاء الدروس ودَلْ الناس على طريق الله ، كان خائفاً في البداية من قبول الناس له ولكن الله فتح عليه بالكلمة التي كانت تخرج من قلبه بصِدق فتدخل القلوب وتمسَّها وتؤثر فيها فقد كان الجميع يشعرون بالراحة فور الاستماع إليه ، ظل كذلك إلى أنْ انتهت المدة وعاد للأسكندرية وقد تتابعت تلك الدروس إلى أنْ اعتادها الناس جميعاً وكانوا يشتاقون إليها إلى أنْ حدث أمر جلل أصابه هو وزوجته بالجزع فقررا الرحيل تماماً من هذا المكان المشئوم إذْ وفر لهم أبو العباس مكاناً أكثر سعةً ورحابةً ولكن كان يسكنه شيخٌ لا يَطيق الأطفال فإذا به يدفع بأبنائه من فوق الدرَج فمات أحدهم وقد فجَع هذا الحدث قلبيهما ، رغبت لطيفة في أنْ يُعيد زوجها حقه ولكنه لم يجد الوسيلة المناسبة لذلك ، ظل واجماً حزيناً لفترة لا بأس بها ، وكانت تشعر بالضيق تجاهه لأنه لا يتصرف فكيف يمكنه تجاهل الأمر لتلك الدرجة البغيضة ، تركت له البيت وعادت لأبيها رُغم أنها على علم أنه لا يوجد حل يُعيد المفقود إلى حضنها مرة أخرى ، مرَّت الأيام وقد اعتصرهما الحزن وفتَّت قلبيهما ولكن ما باليد حيلة ، قررت العودة إلى بيت زوجها وكانت تخشى مواجهته بما حدث بينهما من خلاف بفعل عجزه عن إرجاع حق ابنهما ، ثم سافر إلى الحج مع أبيها وفي تلك الرحلة تُوفي والدها وشيخه ولم يكن يعرف كيف سيُخبرها بالأمر عند العودة ، كان قد عَزم أمره على استكمال الرحلة فلم يرجع سوى بعد إتمام الحج وقد لَامه الجميع على ذلك ، وحينما عاد إلى الإسكندرية انقلب عليه الجميع خاصةً حينما حثهم عبد البارئ على ذلك ، فقد كان يضمُر الشر والحقد تجاه أبي العباس حيث غار منه حينما صار خليفة الشيخ لأنه كان يرى عدم أحقيته بهذا الأمر وأنه الأجدر به حيث جاء قبله وحضر دروس الشيخ قبل أنْ يأتي أحمد إلى الإسكندرية من الأساس ، حشد الجميع ضده حتى أن متولي الإسكندرية كان يرغب في طرده وقد هدد الجميع بالعقاب العسير إنْ حضر أحدهم دروس الشيخ أو لمحهم في مجلسه فقد ارتعب الجميع واعتزلوا الشيخ تماماً ، عاني كثيراً من انصراف الناس عنه ولم يَستعِد مكانته سوى بعد مرور وقت طويل حينما رحل المتولي من البلاد تماماً حينها بدأ يسترجع وضعه وبدأت القلة القليلة تحضر دورسه مرة أخرى حتى الصيادون وتجار العبيد ، وكانت المفارقة من هنا فكيف يمكن لشخص أنْ يحبه البشر أجمعين ثم ينصرفوا عنه تماماً وكان هذا بفعل الاتحاد والتكالب الذي حدث ضده من قُبيل زميله عبد البارئ وتقي الدين فقيه الإسكندرية وقتها وهما مَنْ شنَّا الحرب ضده وجعلا متولي الإسكندرية يتخذ هذا الموقف العنيف ضده ، ولكن ما أعجبني بشدة هو براعة الكاتبة في إخراج البطل من قوقعة الإنسان المثالي فقد جذبته الدنيا في بعض المحطات فهو كبقية البشر لا يسلَم من مغرياتها ، فقد تعرَّض لمزيد من الهفوات والكبوات التي لولا تعلُّقه بالله لاجتذبه الدنيا بكل ما فيها من متاع ولكنه كان يتصدى لها ويجتنبها بقدر الإمكان حيث كان رجلاً تقياً زاهداً في الدنيا لا يبغى سوى رضا الله وقربه ، لذا حاول مجاهدة نفسه ومحاربتها من أجل الثبات على مبادئه ومعتقداته التي كان يدعو الناس إليها طوال الوقت فقد كان يستغفر ويتوب إلى الله على الفور ، وقد حدث هذا في موقفين حينما طلب منه السلطان بيبرس أنْ يصير شيخه ويعاونه في كل أموره ولكنه رفض رفضاً قاطعاً باتاً ، كان سيضعف في بادئ الأمر حينما فكَّر أن بهذا قد تسير أمور حياته بمزيد من السلاسة والمرونة ويتمكن من تلبية حاجيات أبنائه بسهولة ولكنه قد يضحي في المقابل بكل ما وصل إليه من عِلم وتاريخه الماضي الذي بذل فيه جهداً مضنياً ، وحينما اغتر بذاته وأصابه بعض الزَهو والكِبر حينما شعر من زوجته أنها تغار عليه من نجمة خاتون ملكة الديار المصرية التي كانت تفوقها جمالاً وجاهاً وسُلطةً وقد تعجَّب من هذا الأمر فكيف تفكر فيه بتلك الطريقة وهو شيخ ؟ ، كيف توقعت منه الغدر والخيانة ونقض العهد ولا يفعل ذلك شخص عادي ؟ ، حينها شعر أنه رأى ذاته في مكانة أعلى من كل البشر وتراجع واعتذر عمَّا بدر منه بالفعل وطلب منها الصَفح والسماح ،
الجدير بالذكر أن أبا العباس حظى بحب الناس حيث التف حوله الجميع وكانوا يعتبرونه عَلماً من أعلام بلادهم ورمزاً لهم حينما وجدوا في كلماته الراحة والسكون ولمست قلوبهم وأثرت فيهم بقدر كبير لأنها خرجت بصِدق من قلبه وقد دعاهم لسبيل الله ودلهم على الطريق السليم ، وبمرور الوقت ذاع صيته في الإسكندرية رغم أنها لم تكن موطنه الأصلي ، كما شُيِّد مسجد باسمه بناه أكبر مهندس معماري قَدِم من إيطاليا وكأنه بُعِث خِصيصاً لبناء هذا المسجد العريق الذي برع في رسم كل ركن من أركانه ليُعبِّر عن هذا الشيخ العظيم الذي بجَّله الجميع ورفعوا اسمه على مرِّ الزمان نظراً لقلبه النادر بين الورى ، وكان يُخيَّل إليه وقت البناء أنه يتحدث إليه أو بالكاد يعرفه عن طريق وصف الناس له كما رسم صورة له أثناء البناء وكأنه يحاول التقرب إليه وتوطيد علاقته به رغم أنه لم يَره وقد انتهى منها مع انتهائه من بناء المسجد بعد ستة عشر عاماً وقد بنى هذا المسجد تخليداً لاسمه وإبقاءً لأثره بعد الممات ، حقاً إن ترك البصمة في قلوب البشر هي غاية كل الخَلْق وما يصبو إليه الجميع بلا استثناء فيظلون يطمحون لهذا طوال أعمارهم وها قد تحقَّقت لهذا الرجل الخلوق الذي أحبه الجميع رغم اختلاف البعض عليه والتشكيك في نواياه في بادئ الأمر فقد تغيَّرت وجهات نظرهم حينما تقربوا إليه وبدأوا في حضور بعض الدورس التي كان يُلقيها لمَنْ يرغب في التقرب من الله والعمل لآخرته ، لم يكن أبو العباس كغيره من البشر ، كان زاهداً في الدنيا بالقَدْر الذي يجعله لا يرغب في نيل أي شيء منها وكل ما كان يتمناه أنْ يظل قريباً من ربه أو يَلقاه في أقرب وقت ممكن وقد كان ، حزنت كثيراً لهذا الحدث المُفجِع فقد تعلَّقت كثيراً بقصة كفاح هذا البطل المغوار الذي ضحى بحياته في سبيل الحفاظ على معتقداته ومبادئه وما كان مؤمناً به ولم يُفرِّط فيه رغم كثرة المغريات من حوله ...
مما أعجبني ؛
لقد سارت الرواية على خط متوازن لم يختل للحظة لدرجة أنك لا تفقد الشخصيات أو تتيه لوهلة كما أنها تصف أحداث حقيقية واقعية ذكَّرتني بالماضي الذي استرجعت بعض أحداثه فور القراءة المُتمعِّنة لتلك السطور البديعة التي أطرَبت القلب وشحنت الفؤاد بالطاقة وملأته بالسعادة التي غمرته على فوهته فقد غيَّرت وجهة نظري في التاريخ بالكامل ...
أبدعتِ أستاذة ريم ولن تكون أول وآخر رواية بمشيئة الله ... ❤️
#خلود_أيمن #مراجعات #روايات .. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ مراجعة رواية ماريو وأبو العباس للكاتبة الجميلة د / ريم بسيوني :
إن للجبن ضريبةً باهظة يظل المرء يدفعها طيلة حياته كما يظل ينتقل من مشكلة لأخرى ويعاني الأمرَّين ويكابد المشقات على مدار الطريق ذلك لأن التخاذل لم يكن يوماً من شِيم الأقوياء وهو المصير الطبيعي لأفعالهم الوضيعة ، فقد تخلَّف عن الدفاع عن بلاده بشجاعة واستبسال وحمايته من يد الطُغاة المستعمرين الذين وضعوا قبضتهم عليه مُصرِّين على البقاء فيه لأبد الآبدين معتقدين أن في هذا حقاً لهم ، فلم تكن إراقة الدماء واستباحة الأراضي وإزهاق الأرواح حقاً لأحد ذات يوم ولكنها الظنون الوهمية التي تمحق البلاد كافة وتطمس تاريخها وتُدمِّر كل شبر فيها بلا التفات من أحد مواطنيها وهذا أكبر عار قد يصدر عن أحد ، هذا ما تبدَّى لنا في بداية الأحداث ورُغم أنه أبلى بلاءً حسناً في بعض الحروب الأخرى وتجلَّت شجاعته وحرصه على نُصرة تلك البلاد وإرجاع الحقوق لأصحابها فكان من الأجدر والأولَى أنْ يدافع عن أرض وطنه التي ينتمي إليها وتربَّى فيها بالفعل بدلاً من الحفاظ على أراضي الغير من أيدي المعتدين ،
فقد غادر بطل الرواية أبو العباس المُرسي أراضيه في الأندلس بعدما احتلها الفرنجة وفَرَّ هارباً مع أسرته قاصداً تونس هو وجميع مَنْ في البلاد ، وحدث ما لم يكن في الحسبان فقَبْل الوصول انشقت السفينة وابتلعهم البحر جميعاً ولم ينجُ من الركاب سوى هو وأخوه الذي ظل يبحث عنه وقتاً طويلاً حتى عثر عليه وحينها استمرا في البحث عن أهلهما ولم يجدا أثراً لهم ، أصابهما الحزن الشديد ومن ثَم قرر محمد أخوه أنْ يلتفت لحياته ويستمر في ممارسة تجارة القمح التي تركها له والده ولم يتمكن أحمد من ممارسة الحياة بسهولة لفترة طويلة إلى أنْ وجد وسيلة للعيش بمرور الوقت فقد التقى بفتاة ساعدها في جلب الماء من البئر فعَمِل لدى والدها الشيخ لفترة ما وتعرَّض للمزيد من المشاكل معه انتهت بزَجِّه في السجن على جُرم لم يقترفه حينما وشاه للوالي فذهب إليه أخوه وأَخرجه ونصحه بألا يفتعل المشكلات مع الآخرين وليتذكر أنه ليس بوطنه كي يحميه أحد أو يُنقذه ولكنه لم يُنصت إليه فلم يكن يحب الظلم أو يرغب في تفشيه على يد أي امرئ ظالم يبطش بكل عبد ضعيف أو ذي حاجة ، ثم انتقل إلى الإسكندرية التي أحبَها كثيراً وكان يتعجب من جمالها وبخاصةً الفنار الذي لفَته وقرر البحث عن طريقة تشييده وكيف تعمل تلك المرآة العاكسة داخله ، ظل ينتقل ويرتحل بين البلدان حتى استقر به الحال في المنصورة التي كانت بداية الحروب حيث هزم التتار في دمياط وكان يشعر أنه من الصعب عليهم الدخول للمنصورة ولكن بمرور الوقت دلَّهم أحد الخونة على معبر يمكِّنهم من استعمار تلك البلاد وقد كان تسلل جيش الأعداء إلى هذا الممر السري وتمكَّنوا من وضع قبضتهم على المنصورة ولكن الجيش قد وضع خُطةً محكمة من أجل القضاء عليهم إذْ أظهروا الهزيمة واختبأوا داخل أزقة البلاد وحينما دخل الفرنجة هاجموهم وأطاحوا بهم وقضوا عليهم جميعاً ولما جاء موعد الملك أشار إليهم أحمد أبو العباس بالابتعاد فلا يَصِح أنْ يتم قتل الملك وأمرهم بأسره وإرساله إلى قصر بن لقمان ليكون عبرة لمَنْ يأتي من بَعْده ، ثم هتف الجميع باسمه وهلَّلوا لهذا النصر العظيم الذي تحقَّق على يده ومن ثم ذهب إلى بيبرس أحد قادة الأمراء المماليك وقتها فكان فخوراً به للغاية حينما أتاه بالملك أسيراً وقد أراد مكافأته فخيَّره بين الولاية والمال فلم يختَر أيهما فكل ما أراده هو العودة لبلاده فوافق بيبرس على الفور ولكنه كان حزيناً لهذا الرحيل ، مشتاقاً لتلك الفتاة المحاربة التي قابلها في بداية الحرب في دمياط ولكنه لم يجدها حينما عثر عليها في المكان الذي أخبرته عنه في دمياط فقرر العودة على ألا يتوقف عن مسيرة البحث عنها ، ولما عاد التقى بأحد الشيوخ الذي اعتمد عليه في كل شيء وكان يحضر دروسه وتقرَّب منه شيئاً فشيئاً حتى أحبَه فكان يشعر به دون أنْ يتكلم ، وفي أحد المرات شعر بأن هناك أمراً يشغله ويؤرقه فلما لم يحكِ عرف من تلقاء نفسه وأخبره أن ما قد يبحث عنه وينتقل من مكان لآخر قاصداً إياه قد يكون صوب عينيه دون أنْ يدري ، لم يفهم كلامه في بادئ الأمر ولكن بالتدريج اتضح الأمر حينما وجدها أمامه وقد كانت ابنة الشيخ ، لم يكن يُصدِّق عينيه ، طلب الزواج منها على الفور فقد أحبَها حباً جماً ، عاش حياته معها في نعيم وسعادة غير مرتقبة النظير ، ورُزقا بالبنين والبنات ، وقد قرر الشيخ أن يُولِّيه بعض المهام فطلب منه إعطاء الدروس في القاهرة ، في البداية لم يكن مُرحِّباً بالأمر ولكن بمرور الوقت قرر الذهاب وأخذ زوجته وأولاده معه إذْ لم يتمكن من فراقها يوماً ، وَفَّر لهم مكاناً آمناً يعيشون فيه كان شيخه قد أخبره عنه قبل السفر مباشرةً وقد بدأ رحلة الوعظ وإلقاء الدروس ودَلْ الناس على طريق الله ، كان خائفاً في البداية من قبول الناس له ولكن الله فتح عليه بالكلمة التي كانت تخرج من قلبه بصِدق فتدخل القلوب وتمسَّها وتؤثر فيها فقد كان الجميع يشعرون بالراحة فور الاستماع إليه ، ظل كذلك إلى أنْ انتهت المدة وعاد للأسكندرية وقد تتابعت تلك الدروس إلى أنْ اعتادها الناس جميعاً وكانوا يشتاقون إليها إلى أنْ حدث أمر جلل أصابه هو وزوجته بالجزع فقررا الرحيل تماماً من هذا المكان المشئوم إذْ وفر لهم أبو العباس مكاناً أكثر سعةً ورحابةً ولكن كان يسكنه شيخٌ لا يَطيق الأطفال فإذا به يدفع بأبنائه من فوق الدرَج فمات أحدهم وقد فجَع هذا الحدث قلبيهما ، رغبت لطيفة في أنْ يُعيد زوجها حقه ولكنه لم يجد الوسيلة المناسبة لذلك ، ظل واجماً حزيناً لفترة لا بأس بها ، وكانت تشعر بالضيق تجاهه لأنه لا يتصرف فكيف يمكنه تجاهل الأمر لتلك الدرجة البغيضة ، تركت له البيت وعادت لأبيها رُغم أنها على علم أنه لا يوجد حل يُعيد المفقود إلى حضنها مرة أخرى ، مرَّت الأيام وقد اعتصرهما الحزن وفتَّت قلبيهما ولكن ما باليد حيلة ، قررت العودة إلى بيت زوجها وكانت تخشى مواجهته بما حدث بينهما من خلاف بفعل عجزه عن إرجاع حق ابنهما ، ثم سافر إلى الحج مع أبيها وفي تلك الرحلة تُوفي والدها وشيخه ولم يكن يعرف كيف سيُخبرها بالأمر عند العودة ، كان قد عَزم أمره على استكمال الرحلة فلم يرجع سوى بعد إتمام الحج وقد لَامه الجميع على ذلك ، وحينما عاد إلى الإسكندرية انقلب عليه الجميع خاصةً حينما حثهم عبد البارئ على ذلك ، فقد كان يضمُر الشر والحقد تجاه أبي العباس حيث غار منه حينما صار خليفة الشيخ لأنه كان يرى عدم أحقيته بهذا الأمر وأنه الأجدر به حيث جاء قبله وحضر دروس الشيخ قبل أنْ يأتي أحمد إلى الإسكندرية من الأساس ، حشد الجميع ضده حتى أن متولي الإسكندرية كان يرغب في طرده وقد هدد الجميع بالعقاب العسير إنْ حضر أحدهم دروس الشيخ أو لمحهم في مجلسه فقد ارتعب الجميع واعتزلوا الشيخ تماماً ، عاني كثيراً من انصراف الناس عنه ولم يَستعِد مكانته سوى بعد مرور وقت طويل حينما رحل المتولي من البلاد تماماً حينها بدأ يسترجع وضعه وبدأت القلة القليلة تحضر دورسه مرة أخرى حتى الصيادون وتجار العبيد ، وكانت المفارقة من هنا فكيف يمكن لشخص أنْ يحبه البشر أجمعين ثم ينصرفوا عنه تماماً وكان هذا بفعل الاتحاد والتكالب الذي حدث ضده من قُبيل زميله عبد البارئ وتقي الدين فقيه الإسكندرية وقتها وهما مَنْ شنَّا الحرب ضده وجعلا متولي الإسكندرية يتخذ هذا الموقف العنيف ضده ، ولكن ما أعجبني بشدة هو براعة الكاتبة في إخراج البطل من قوقعة الإنسان المثالي فقد جذبته الدنيا في بعض المحطات فهو كبقية البشر لا يسلَم من مغرياتها ، فقد تعرَّض لمزيد من الهفوات والكبوات التي لولا تعلُّقه بالله لاجتذبه الدنيا بكل ما فيها من متاع ولكنه كان يتصدى لها ويجتنبها بقدر الإمكان حيث كان رجلاً تقياً زاهداً في الدنيا لا يبغى سوى رضا الله وقربه ، لذا حاول مجاهدة نفسه ومحاربتها من أجل الثبات على مبادئه ومعتقداته التي كان يدعو الناس إليها طوال الوقت فقد كان يستغفر ويتوب إلى الله على الفور ، وقد حدث هذا في موقفين حينما طلب منه السلطان بيبرس أنْ يصير شيخه ويعاونه في كل أموره ولكنه رفض رفضاً قاطعاً باتاً ، كان سيضعف في بادئ الأمر حينما فكَّر أن بهذا قد تسير أمور حياته بمزيد من السلاسة والمرونة ويتمكن من تلبية حاجيات أبنائه بسهولة ولكنه قد يضحي في المقابل بكل ما وصل إليه من عِلم وتاريخه الماضي الذي بذل فيه جهداً مضنياً ، وحينما اغتر بذاته وأصابه بعض الزَهو والكِبر حينما شعر من زوجته أنها تغار عليه من نجمة خاتون ملكة الديار المصرية التي كانت تفوقها جمالاً وجاهاً وسُلطةً وقد تعجَّب من هذا الأمر فكيف تفكر فيه بتلك الطريقة وهو شيخ ؟ ، كيف توقعت منه الغدر والخيانة ونقض العهد ولا يفعل ذلك شخص عادي ؟ ، حينها شعر أنه رأى ذاته في مكانة أعلى من كل البشر وتراجع واعتذر عمَّا بدر منه بالفعل وطلب منها الصَفح والسماح ،
الجدير بالذكر أن أبا العباس حظى بحب الناس حيث التف حوله الجميع وكانوا يعتبرونه عَلماً من أعلام بلادهم ورمزاً لهم حينما وجدوا في كلماته الراحة والسكون ولمست قلوبهم وأثرت فيهم بقدر كبير لأنها خرجت بصِدق من قلبه وقد دعاهم لسبيل الله ودلهم على الطريق السليم ، وبمرور الوقت ذاع صيته في الإسكندرية رغم أنها لم تكن موطنه الأصلي ، كما شُيِّد مسجد باسمه بناه أكبر مهندس معماري قَدِم من إيطاليا وكأنه بُعِث خِصيصاً لبناء هذا المسجد العريق الذي برع في رسم كل ركن من أركانه ليُعبِّر عن هذا الشيخ العظيم الذي بجَّله الجميع ورفعوا اسمه على مرِّ الزمان نظراً لقلبه النادر بين الورى ، وكان يُخيَّل إليه وقت البناء أنه يتحدث إليه أو بالكاد يعرفه عن طريق وصف الناس له كما رسم صورة له أثناء البناء وكأنه يحاول التقرب إليه وتوطيد علاقته به رغم أنه لم يَره وقد انتهى منها مع انتهائه من بناء المسجد بعد ستة عشر عاماً وقد بنى هذا المسجد تخليداً لاسمه وإبقاءً لأثره بعد الممات ، حقاً إن ترك البصمة في قلوب البشر هي غاية كل الخَلْق وما يصبو إليه الجميع بلا استثناء فيظلون يطمحون لهذا طوال أعمارهم وها قد تحقَّقت لهذا الرجل الخلوق الذي أحبه الجميع رغم اختلاف البعض عليه والتشكيك في نواياه في بادئ الأمر فقد تغيَّرت وجهات نظرهم حينما تقربوا إليه وبدأوا في حضور بعض الدورس التي كان يُلقيها لمَنْ يرغب في التقرب من الله والعمل لآخرته ، لم يكن أبو العباس كغيره من البشر ، كان زاهداً في الدنيا بالقَدْر الذي يجعله لا يرغب في نيل أي شيء منها وكل ما كان يتمناه أنْ يظل قريباً من ربه أو يَلقاه في أقرب وقت ممكن وقد كان ، حزنت كثيراً لهذا الحدث المُفجِع فقد تعلَّقت كثيراً بقصة كفاح هذا البطل المغوار الذي ضحى بحياته في سبيل الحفاظ على معتقداته ومبادئه وما كان مؤمناً به ولم يُفرِّط فيه رغم كثرة المغريات من حوله ..
مما أعجبني ؛
لقد سارت الرواية على خط متوازن لم يختل للحظة لدرجة أنك لا تفقد الشخصيات أو تتيه لوهلة كما أنها تصف أحداث حقيقية واقعية ذكَّرتني بالماضي الذي استرجعت بعض أحداثه فور القراءة المُتمعِّنة لتلك السطور البديعة التي أطرَبت القلب وشحنت الفؤاد بالطاقة وملأته بالسعادة التي غمرته على فوهته فقد غيَّرت وجهة نظري في التاريخ بالكامل ..
أبدعتِ أستاذة ريم ولن تكون أول وآخر رواية بمشيئة الله .. ❤️
#خلود_أيمن#مراجعات#روايات. ❝
❞ مراجعة رواية ماريو وأبو العباس للكاتبة الجميلة د / ريم بسيوني :
إن للجبن ضريبةً باهظة يظل المرء يدفعها طيلة حياته كما يظل ينتقل من مشكلة لأخرى ويعاني الأمرَّين ويكابد المشقات على مدار الطريق ذلك لأن التخاذل لم يكن يوماً من شِيم الأقوياء وهو المصير الطبيعي لأفعالهم الوضيعة ، فقد تخلَّف عن الدفاع عن بلاده بشجاعة واستبسال وحمايته من يد الطُغاة المستعمرين الذين وضعوا قبضتهم عليه مُصرِّين على البقاء فيه لأبد الآبدين معتقدين أن في هذا حقاً لهم ، فلم تكن إراقة الدماء واستباحة الأراضي وإزهاق الأرواح حقاً لأحد ذات يوم ولكنها الظنون الوهمية التي تمحق البلاد كافة وتطمس تاريخها وتُدمِّر كل شبر فيها بلا التفات من أحد مواطنيها وهذا أكبر عار قد يصدر عن أحد ، هذا ما تبدَّى لنا في بداية الأحداث ورُغم أنه أبلى بلاءً حسناً في بعض الحروب الأخرى وتجلَّت شجاعته وحرصه على نُصرة تلك البلاد وإرجاع الحقوق لأصحابها فكان من الأجدر والأولَى أنْ يدافع عن أرض وطنه التي ينتمي إليها وتربَّى فيها بالفعل بدلاً من الحفاظ على أراضي الغير من أيدي المعتدين ،
فقد غادر بطل الرواية أبو العباس المُرسي أراضيه في الأندلس بعدما احتلها الفرنجة وفَرَّ هارباً مع أسرته قاصداً تونس هو وجميع مَنْ في البلاد ، وحدث ما لم يكن في الحسبان فقَبْل الوصول انشقت السفينة وابتلعهم البحر جميعاً ولم ينجُ من الركاب سوى هو وأخوه الذي ظل يبحث عنه وقتاً طويلاً حتى عثر عليه وحينها استمرا في البحث عن أهلهما ولم يجدا أثراً لهم ، أصابهما الحزن الشديد ومن ثَم قرر محمد أخوه أنْ يلتفت لحياته ويستمر في ممارسة تجارة القمح التي تركها له والده ولم يتمكن أحمد من ممارسة الحياة بسهولة لفترة طويلة إلى أنْ وجد وسيلة للعيش بمرور الوقت فقد التقى بفتاة ساعدها في جلب الماء من البئر فعَمِل لدى والدها الشيخ لفترة ما وتعرَّض للمزيد من المشاكل معه انتهت بزَجِّه في السجن على جُرم لم يقترفه حينما وشاه للوالي فذهب إليه أخوه وأَخرجه ونصحه بألا يفتعل المشكلات مع الآخرين وليتذكر أنه ليس بوطنه كي يحميه أحد أو يُنقذه ولكنه لم يُنصت إليه فلم يكن يحب الظلم أو يرغب في تفشيه على يد أي امرئ ظالم يبطش بكل عبد ضعيف أو ذي حاجة ، ثم انتقل إلى الإسكندرية التي أحبَها كثيراً وكان يتعجب من جمالها وبخاصةً الفنار الذي لفَته وقرر البحث عن طريقة تشييده وكيف تعمل تلك المرآة العاكسة داخله ، ظل ينتقل ويرتحل بين البلدان حتى استقر به الحال في المنصورة التي كانت بداية الحروب حيث هزم التتار في دمياط وكان يشعر أنه من الصعب عليهم الدخول للمنصورة ولكن بمرور الوقت دلَّهم أحد الخونة على معبر يمكِّنهم من استعمار تلك البلاد وقد كان تسلل جيش الأعداء إلى هذا الممر السري وتمكَّنوا من وضع قبضتهم على المنصورة ولكن الجيش قد وضع خُطةً محكمة من أجل القضاء عليهم إذْ أظهروا الهزيمة واختبأوا داخل أزقة البلاد وحينما دخل الفرنجة هاجموهم وأطاحوا بهم وقضوا عليهم جميعاً ولما جاء موعد الملك أشار إليهم أحمد أبو العباس بالابتعاد فلا يَصِح أنْ يتم قتل الملك وأمرهم بأسره وإرساله إلى قصر بن لقمان ليكون عبرة لمَنْ يأتي من بَعْده ، ثم هتف الجميع باسمه وهلَّلوا لهذا النصر العظيم الذي تحقَّق على يده ومن ثم ذهب إلى بيبرس أحد قادة الأمراء المماليك وقتها فكان فخوراً به للغاية حينما أتاه بالملك أسيراً وقد أراد مكافأته فخيَّره بين الولاية والمال فلم يختَر أيهما فكل ما أراده هو العودة لبلاده فوافق بيبرس على الفور ولكنه كان حزيناً لهذا الرحيل ، مشتاقاً لتلك الفتاة المحاربة التي قابلها في بداية الحرب في دمياط ولكنه لم يجدها حينما عثر عليها في المكان الذي أخبرته عنه في دمياط فقرر العودة على ألا يتوقف عن مسيرة البحث عنها ، ولما عاد التقى بأحد الشيوخ الذي اعتمد عليه في كل شيء وكان يحضر دروسه وتقرَّب منه شيئاً فشيئاً حتى أحبَه فكان يشعر به دون أنْ يتكلم ، وفي أحد المرات شعر بأن هناك أمراً يشغله ويؤرقه فلما لم يحكِ عرف من تلقاء نفسه وأخبره أن ما قد يبحث عنه وينتقل من مكان لآخر قاصداً إياه قد يكون صوب عينيه دون أنْ يدري ، لم يفهم كلامه في بادئ الأمر ولكن بالتدريج اتضح الأمر حينما وجدها أمامه وقد كانت ابنة الشيخ ، لم يكن يُصدِّق عينيه ، طلب الزواج منها على الفور فقد أحبَها حباً جماً ، عاش حياته معها في نعيم وسعادة غير مرتقبة النظير ، ورُزقا بالبنين والبنات ، وقد قرر الشيخ أن يُولِّيه بعض المهام فطلب منه إعطاء الدروس في القاهرة ، في البداية لم يكن مُرحِّباً بالأمر ولكن بمرور الوقت قرر الذهاب وأخذ زوجته وأولاده معه إذْ لم يتمكن من فراقها يوماً ، وَفَّر لهم مكاناً آمناً يعيشون فيه كان شيخه قد أخبره عنه قبل السفر مباشرةً وقد بدأ رحلة الوعظ وإلقاء الدروس ودَلْ الناس على طريق الله ، كان خائفاً في البداية من قبول الناس له ولكن الله فتح عليه بالكلمة التي كانت تخرج من قلبه بصِدق فتدخل القلوب وتمسَّها وتؤثر فيها فقد كان الجميع يشعرون بالراحة فور الاستماع إليه ، ظل كذلك إلى أنْ انتهت المدة وعاد للأسكندرية وقد تتابعت تلك الدروس إلى أنْ اعتادها الناس جميعاً وكانوا يشتاقون إليها إلى أنْ حدث أمر جلل أصابه هو وزوجته بالجزع فقررا الرحيل تماماً من هذا المكان المشئوم إذْ وفر لهم أبو العباس مكاناً أكثر سعةً ورحابةً ولكن كان يسكنه شيخٌ لا يَطيق الأطفال فإذا به يدفع بأبنائه من فوق الدرَج فمات أحدهم وقد فجَع هذا الحدث قلبيهما ، رغبت لطيفة في أنْ يُعيد زوجها حقه ولكنه لم يجد الوسيلة المناسبة لذلك ، ظل واجماً حزيناً لفترة لا بأس بها ، وكانت تشعر بالضيق تجاهه لأنه لا يتصرف فكيف يمكنه تجاهل الأمر لتلك الدرجة البغيضة ، تركت له البيت وعادت لأبيها رُغم أنها على علم أنه لا يوجد حل يُعيد المفقود إلى حضنها مرة أخرى ، مرَّت الأيام وقد اعتصرهما الحزن وفتَّت قلبيهما ولكن ما باليد حيلة ، قررت العودة إلى بيت زوجها وكانت تخشى مواجهته بما حدث بينهما من خلاف بفعل عجزه عن إرجاع حق ابنهما ، ثم سافر إلى الحج مع أبيها وفي تلك الرحلة تُوفي والدها وشيخه ولم يكن يعرف كيف سيُخبرها بالأمر عند العودة ، كان قد عَزم أمره على استكمال الرحلة فلم يرجع سوى بعد إتمام الحج وقد لَامه الجميع على ذلك ، وحينما عاد إلى الإسكندرية انقلب عليه الجميع خاصةً حينما حثهم عبد البارئ على ذلك ، فقد كان يضمُر الشر والحقد تجاه أبي العباس حيث غار منه حينما صار خليفة الشيخ لأنه كان يرى عدم أحقيته بهذا الأمر وأنه الأجدر به حيث جاء قبله وحضر دروس الشيخ قبل أنْ يأتي أحمد إلى الإسكندرية من الأساس ، حشد الجميع ضده حتى أن متولي الإسكندرية كان يرغب في طرده وقد هدد الجميع بالعقاب العسير إنْ حضر أحدهم دروس الشيخ أو لمحهم في مجلسه فقد ارتعب الجميع واعتزلوا الشيخ تماماً ، عاني كثيراً من انصراف الناس عنه ولم يَستعِد مكانته سوى بعد مرور وقت طويل حينما رحل المتولي من البلاد تماماً حينها بدأ يسترجع وضعه وبدأت القلة القليلة تحضر دورسه مرة أخرى حتى الصيادون وتجار العبيد ، وكانت المفارقة من هنا فكيف يمكن لشخص أنْ يحبه البشر أجمعين ثم ينصرفوا عنه تماماً وكان هذا بفعل الاتحاد والتكالب الذي حدث ضده من قُبيل زميله عبد البارئ وتقي الدين فقيه الإسكندرية وقتها وهما مَنْ شنَّا الحرب ضده وجعلا متولي الإسكندرية يتخذ هذا الموقف العنيف ضده ، ولكن ما أعجبني بشدة هو براعة الكاتبة في إخراج البطل من قوقعة الإنسان المثالي فقد جذبته الدنيا في بعض المحطات فهو كبقية البشر لا يسلَم من مغرياتها ، فقد تعرَّض لمزيد من الهفوات والكبوات التي لولا تعلُّقه بالله لاجتذبه الدنيا بكل ما فيها من متاع ولكنه كان يتصدى لها ويجتنبها بقدر الإمكان حيث كان رجلاً تقياً زاهداً في الدنيا لا يبغى سوى رضا الله وقربه ، لذا حاول مجاهدة نفسه ومحاربتها من أجل الثبات على مبادئه ومعتقداته التي كان يدعو الناس إليها طوال الوقت فقد كان يستغفر ويتوب إلى الله على الفور ، وقد حدث هذا في موقفين حينما طلب منه السلطان بيبرس أنْ يصير شيخه ويعاونه في كل أموره ولكنه رفض رفضاً قاطعاً باتاً ، كان سيضعف في بادئ الأمر حينما فكَّر أن بهذا قد تسير أمور حياته بمزيد من السلاسة والمرونة ويتمكن من تلبية حاجيات أبنائه بسهولة ولكنه قد يضحي في المقابل بكل ما وصل إليه من عِلم وتاريخه الماضي الذي بذل فيه جهداً مضنياً ، وحينما اغتر بذاته وأصابه بعض الزَهو والكِبر حينما شعر من زوجته أنها تغار عليه من نجمة خاتون ملكة الديار المصرية التي كانت تفوقها جمالاً وجاهاً وسُلطةً وقد تعجَّب من هذا الأمر فكيف تفكر فيه بتلك الطريقة وهو شيخ ؟ ، كيف توقعت منه الغدر والخيانة ونقض العهد ولا يفعل ذلك شخص عادي ؟ ، حينها شعر أنه رأى ذاته في مكانة أعلى من كل البشر وتراجع واعتذر عمَّا بدر منه بالفعل وطلب منها الصَفح والسماح ،
الجدير بالذكر أن أبا العباس حظى بحب الناس حيث التف حوله الجميع وكانوا يعتبرونه عَلماً من أعلام بلادهم ورمزاً لهم حينما وجدوا في كلماته الراحة والسكون ولمست قلوبهم وأثرت فيهم بقدر كبير لأنها خرجت بصِدق من قلبه وقد دعاهم لسبيل الله ودلهم على الطريق السليم ، وبمرور الوقت ذاع صيته في الإسكندرية رغم أنها لم تكن موطنه الأصلي ، كما شُيِّد مسجد باسمه بناه أكبر مهندس معماري قَدِم من إيطاليا وكأنه بُعِث خِصيصاً لبناء هذا المسجد العريق الذي برع في رسم كل ركن من أركانه ليُعبِّر عن هذا الشيخ العظيم الذي بجَّله الجميع ورفعوا اسمه على مرِّ الزمان نظراً لقلبه النادر بين الورى ، وكان يُخيَّل إليه وقت البناء أنه يتحدث إليه أو بالكاد يعرفه عن طريق وصف الناس له كما رسم صورة له أثناء البناء وكأنه يحاول التقرب إليه وتوطيد علاقته به رغم أنه لم يَره وقد انتهى منها مع انتهائه من بناء المسجد بعد ستة عشر عاماً وقد بنى هذا المسجد تخليداً لاسمه وإبقاءً لأثره بعد الممات ، حقاً إن ترك البصمة في قلوب البشر هي غاية كل الخَلْق وما يصبو إليه الجميع بلا استثناء فيظلون يطمحون لهذا طوال أعمارهم وها قد تحقَّقت لهذا الرجل الخلوق الذي أحبه الجميع رغم اختلاف البعض عليه والتشكيك في نواياه في بادئ الأمر فقد تغيَّرت وجهات نظرهم حينما تقربوا إليه وبدأوا في حضور بعض الدورس التي كان يُلقيها لمَنْ يرغب في التقرب من الله والعمل لآخرته ، لم يكن أبو العباس كغيره من البشر ، كان زاهداً في الدنيا بالقَدْر الذي يجعله لا يرغب في نيل أي شيء منها وكل ما كان يتمناه أنْ يظل قريباً من ربه أو يَلقاه في أقرب وقت ممكن وقد كان ، حزنت كثيراً لهذا الحدث المُفجِع فقد تعلَّقت كثيراً بقصة كفاح هذا البطل المغوار الذي ضحى بحياته في سبيل الحفاظ على معتقداته ومبادئه وما كان مؤمناً به ولم يُفرِّط فيه رغم كثرة المغريات من حوله ...
مما أعجبني ؛
لقد سارت الرواية على خط متوازن لم يختل للحظة لدرجة أنك لا تفقد الشخصيات أو تتيه لوهلة كما أنها تصف أحداث حقيقية واقعية ذكَّرتني بالماضي الذي استرجعت بعض أحداثه فور القراءة المُتمعِّنة لتلك السطور البديعة التي أطرَبت القلب وشحنت الفؤاد بالطاقة وملأته بالسعادة التي غمرته على فوهته فقد غيَّرت وجهة نظري في التاريخ بالكامل ...
أبدعتِ أستاذة ريم ولن تكون أول وآخر رواية بمشيئة الله ... ❤️
#خلود_أيمن #مراجعات #روايات .. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ مراجعة رواية ماريو وأبو العباس للكاتبة الجميلة د / ريم بسيوني :
إن للجبن ضريبةً باهظة يظل المرء يدفعها طيلة حياته كما يظل ينتقل من مشكلة لأخرى ويعاني الأمرَّين ويكابد المشقات على مدار الطريق ذلك لأن التخاذل لم يكن يوماً من شِيم الأقوياء وهو المصير الطبيعي لأفعالهم الوضيعة ، فقد تخلَّف عن الدفاع عن بلاده بشجاعة واستبسال وحمايته من يد الطُغاة المستعمرين الذين وضعوا قبضتهم عليه مُصرِّين على البقاء فيه لأبد الآبدين معتقدين أن في هذا حقاً لهم ، فلم تكن إراقة الدماء واستباحة الأراضي وإزهاق الأرواح حقاً لأحد ذات يوم ولكنها الظنون الوهمية التي تمحق البلاد كافة وتطمس تاريخها وتُدمِّر كل شبر فيها بلا التفات من أحد مواطنيها وهذا أكبر عار قد يصدر عن أحد ، هذا ما تبدَّى لنا في بداية الأحداث ورُغم أنه أبلى بلاءً حسناً في بعض الحروب الأخرى وتجلَّت شجاعته وحرصه على نُصرة تلك البلاد وإرجاع الحقوق لأصحابها فكان من الأجدر والأولَى أنْ يدافع عن أرض وطنه التي ينتمي إليها وتربَّى فيها بالفعل بدلاً من الحفاظ على أراضي الغير من أيدي المعتدين ،
فقد غادر بطل الرواية أبو العباس المُرسي أراضيه في الأندلس بعدما احتلها الفرنجة وفَرَّ هارباً مع أسرته قاصداً تونس هو وجميع مَنْ في البلاد ، وحدث ما لم يكن في الحسبان فقَبْل الوصول انشقت السفينة وابتلعهم البحر جميعاً ولم ينجُ من الركاب سوى هو وأخوه الذي ظل يبحث عنه وقتاً طويلاً حتى عثر عليه وحينها استمرا في البحث عن أهلهما ولم يجدا أثراً لهم ، أصابهما الحزن الشديد ومن ثَم قرر محمد أخوه أنْ يلتفت لحياته ويستمر في ممارسة تجارة القمح التي تركها له والده ولم يتمكن أحمد من ممارسة الحياة بسهولة لفترة طويلة إلى أنْ وجد وسيلة للعيش بمرور الوقت فقد التقى بفتاة ساعدها في جلب الماء من البئر فعَمِل لدى والدها الشيخ لفترة ما وتعرَّض للمزيد من المشاكل معه انتهت بزَجِّه في السجن على جُرم لم يقترفه حينما وشاه للوالي فذهب إليه أخوه وأَخرجه ونصحه بألا يفتعل المشكلات مع الآخرين وليتذكر أنه ليس بوطنه كي يحميه أحد أو يُنقذه ولكنه لم يُنصت إليه فلم يكن يحب الظلم أو يرغب في تفشيه على يد أي امرئ ظالم يبطش بكل عبد ضعيف أو ذي حاجة ، ثم انتقل إلى الإسكندرية التي أحبَها كثيراً وكان يتعجب من جمالها وبخاصةً الفنار الذي لفَته وقرر البحث عن طريقة تشييده وكيف تعمل تلك المرآة العاكسة داخله ، ظل ينتقل ويرتحل بين البلدان حتى استقر به الحال في المنصورة التي كانت بداية الحروب حيث هزم التتار في دمياط وكان يشعر أنه من الصعب عليهم الدخول للمنصورة ولكن بمرور الوقت دلَّهم أحد الخونة على معبر يمكِّنهم من استعمار تلك البلاد وقد كان تسلل جيش الأعداء إلى هذا الممر السري وتمكَّنوا من وضع قبضتهم على المنصورة ولكن الجيش قد وضع خُطةً محكمة من أجل القضاء عليهم إذْ أظهروا الهزيمة واختبأوا داخل أزقة البلاد وحينما دخل الفرنجة هاجموهم وأطاحوا بهم وقضوا عليهم جميعاً ولما جاء موعد الملك أشار إليهم أحمد أبو العباس بالابتعاد فلا يَصِح أنْ يتم قتل الملك وأمرهم بأسره وإرساله إلى قصر بن لقمان ليكون عبرة لمَنْ يأتي من بَعْده ، ثم هتف الجميع باسمه وهلَّلوا لهذا النصر العظيم الذي تحقَّق على يده ومن ثم ذهب إلى بيبرس أحد قادة الأمراء المماليك وقتها فكان فخوراً به للغاية حينما أتاه بالملك أسيراً وقد أراد مكافأته فخيَّره بين الولاية والمال فلم يختَر أيهما فكل ما أراده هو العودة لبلاده فوافق بيبرس على الفور ولكنه كان حزيناً لهذا الرحيل ، مشتاقاً لتلك الفتاة المحاربة التي قابلها في بداية الحرب في دمياط ولكنه لم يجدها حينما عثر عليها في المكان الذي أخبرته عنه في دمياط فقرر العودة على ألا يتوقف عن مسيرة البحث عنها ، ولما عاد التقى بأحد الشيوخ الذي اعتمد عليه في كل شيء وكان يحضر دروسه وتقرَّب منه شيئاً فشيئاً حتى أحبَه فكان يشعر به دون أنْ يتكلم ، وفي أحد المرات شعر بأن هناك أمراً يشغله ويؤرقه فلما لم يحكِ عرف من تلقاء نفسه وأخبره أن ما قد يبحث عنه وينتقل من مكان لآخر قاصداً إياه قد يكون صوب عينيه دون أنْ يدري ، لم يفهم كلامه في بادئ الأمر ولكن بالتدريج اتضح الأمر حينما وجدها أمامه وقد كانت ابنة الشيخ ، لم يكن يُصدِّق عينيه ، طلب الزواج منها على الفور فقد أحبَها حباً جماً ، عاش حياته معها في نعيم وسعادة غير مرتقبة النظير ، ورُزقا بالبنين والبنات ، وقد قرر الشيخ أن يُولِّيه بعض المهام فطلب منه إعطاء الدروس في القاهرة ، في البداية لم يكن مُرحِّباً بالأمر ولكن بمرور الوقت قرر الذهاب وأخذ زوجته وأولاده معه إذْ لم يتمكن من فراقها يوماً ، وَفَّر لهم مكاناً آمناً يعيشون فيه كان شيخه قد أخبره عنه قبل السفر مباشرةً وقد بدأ رحلة الوعظ وإلقاء الدروس ودَلْ الناس على طريق الله ، كان خائفاً في البداية من قبول الناس له ولكن الله فتح عليه بالكلمة التي كانت تخرج من قلبه بصِدق فتدخل القلوب وتمسَّها وتؤثر فيها فقد كان الجميع يشعرون بالراحة فور الاستماع إليه ، ظل كذلك إلى أنْ انتهت المدة وعاد للأسكندرية وقد تتابعت تلك الدروس إلى أنْ اعتادها الناس جميعاً وكانوا يشتاقون إليها إلى أنْ حدث أمر جلل أصابه هو وزوجته بالجزع فقررا الرحيل تماماً من هذا المكان المشئوم إذْ وفر لهم أبو العباس مكاناً أكثر سعةً ورحابةً ولكن كان يسكنه شيخٌ لا يَطيق الأطفال فإذا به يدفع بأبنائه من فوق الدرَج فمات أحدهم وقد فجَع هذا الحدث قلبيهما ، رغبت لطيفة في أنْ يُعيد زوجها حقه ولكنه لم يجد الوسيلة المناسبة لذلك ، ظل واجماً حزيناً لفترة لا بأس بها ، وكانت تشعر بالضيق تجاهه لأنه لا يتصرف فكيف يمكنه تجاهل الأمر لتلك الدرجة البغيضة ، تركت له البيت وعادت لأبيها رُغم أنها على علم أنه لا يوجد حل يُعيد المفقود إلى حضنها مرة أخرى ، مرَّت الأيام وقد اعتصرهما الحزن وفتَّت قلبيهما ولكن ما باليد حيلة ، قررت العودة إلى بيت زوجها وكانت تخشى مواجهته بما حدث بينهما من خلاف بفعل عجزه عن إرجاع حق ابنهما ، ثم سافر إلى الحج مع أبيها وفي تلك الرحلة تُوفي والدها وشيخه ولم يكن يعرف كيف سيُخبرها بالأمر عند العودة ، كان قد عَزم أمره على استكمال الرحلة فلم يرجع سوى بعد إتمام الحج وقد لَامه الجميع على ذلك ، وحينما عاد إلى الإسكندرية انقلب عليه الجميع خاصةً حينما حثهم عبد البارئ على ذلك ، فقد كان يضمُر الشر والحقد تجاه أبي العباس حيث غار منه حينما صار خليفة الشيخ لأنه كان يرى عدم أحقيته بهذا الأمر وأنه الأجدر به حيث جاء قبله وحضر دروس الشيخ قبل أنْ يأتي أحمد إلى الإسكندرية من الأساس ، حشد الجميع ضده حتى أن متولي الإسكندرية كان يرغب في طرده وقد هدد الجميع بالعقاب العسير إنْ حضر أحدهم دروس الشيخ أو لمحهم في مجلسه فقد ارتعب الجميع واعتزلوا الشيخ تماماً ، عاني كثيراً من انصراف الناس عنه ولم يَستعِد مكانته سوى بعد مرور وقت طويل حينما رحل المتولي من البلاد تماماً حينها بدأ يسترجع وضعه وبدأت القلة القليلة تحضر دورسه مرة أخرى حتى الصيادون وتجار العبيد ، وكانت المفارقة من هنا فكيف يمكن لشخص أنْ يحبه البشر أجمعين ثم ينصرفوا عنه تماماً وكان هذا بفعل الاتحاد والتكالب الذي حدث ضده من قُبيل زميله عبد البارئ وتقي الدين فقيه الإسكندرية وقتها وهما مَنْ شنَّا الحرب ضده وجعلا متولي الإسكندرية يتخذ هذا الموقف العنيف ضده ، ولكن ما أعجبني بشدة هو براعة الكاتبة في إخراج البطل من قوقعة الإنسان المثالي فقد جذبته الدنيا في بعض المحطات فهو كبقية البشر لا يسلَم من مغرياتها ، فقد تعرَّض لمزيد من الهفوات والكبوات التي لولا تعلُّقه بالله لاجتذبه الدنيا بكل ما فيها من متاع ولكنه كان يتصدى لها ويجتنبها بقدر الإمكان حيث كان رجلاً تقياً زاهداً في الدنيا لا يبغى سوى رضا الله وقربه ، لذا حاول مجاهدة نفسه ومحاربتها من أجل الثبات على مبادئه ومعتقداته التي كان يدعو الناس إليها طوال الوقت فقد كان يستغفر ويتوب إلى الله على الفور ، وقد حدث هذا في موقفين حينما طلب منه السلطان بيبرس أنْ يصير شيخه ويعاونه في كل أموره ولكنه رفض رفضاً قاطعاً باتاً ، كان سيضعف في بادئ الأمر حينما فكَّر أن بهذا قد تسير أمور حياته بمزيد من السلاسة والمرونة ويتمكن من تلبية حاجيات أبنائه بسهولة ولكنه قد يضحي في المقابل بكل ما وصل إليه من عِلم وتاريخه الماضي الذي بذل فيه جهداً مضنياً ، وحينما اغتر بذاته وأصابه بعض الزَهو والكِبر حينما شعر من زوجته أنها تغار عليه من نجمة خاتون ملكة الديار المصرية التي كانت تفوقها جمالاً وجاهاً وسُلطةً وقد تعجَّب من هذا الأمر فكيف تفكر فيه بتلك الطريقة وهو شيخ ؟ ، كيف توقعت منه الغدر والخيانة ونقض العهد ولا يفعل ذلك شخص عادي ؟ ، حينها شعر أنه رأى ذاته في مكانة أعلى من كل البشر وتراجع واعتذر عمَّا بدر منه بالفعل وطلب منها الصَفح والسماح ،
الجدير بالذكر أن أبا العباس حظى بحب الناس حيث التف حوله الجميع وكانوا يعتبرونه عَلماً من أعلام بلادهم ورمزاً لهم حينما وجدوا في كلماته الراحة والسكون ولمست قلوبهم وأثرت فيهم بقدر كبير لأنها خرجت بصِدق من قلبه وقد دعاهم لسبيل الله ودلهم على الطريق السليم ، وبمرور الوقت ذاع صيته في الإسكندرية رغم أنها لم تكن موطنه الأصلي ، كما شُيِّد مسجد باسمه بناه أكبر مهندس معماري قَدِم من إيطاليا وكأنه بُعِث خِصيصاً لبناء هذا المسجد العريق الذي برع في رسم كل ركن من أركانه ليُعبِّر عن هذا الشيخ العظيم الذي بجَّله الجميع ورفعوا اسمه على مرِّ الزمان نظراً لقلبه النادر بين الورى ، وكان يُخيَّل إليه وقت البناء أنه يتحدث إليه أو بالكاد يعرفه عن طريق وصف الناس له كما رسم صورة له أثناء البناء وكأنه يحاول التقرب إليه وتوطيد علاقته به رغم أنه لم يَره وقد انتهى منها مع انتهائه من بناء المسجد بعد ستة عشر عاماً وقد بنى هذا المسجد تخليداً لاسمه وإبقاءً لأثره بعد الممات ، حقاً إن ترك البصمة في قلوب البشر هي غاية كل الخَلْق وما يصبو إليه الجميع بلا استثناء فيظلون يطمحون لهذا طوال أعمارهم وها قد تحقَّقت لهذا الرجل الخلوق الذي أحبه الجميع رغم اختلاف البعض عليه والتشكيك في نواياه في بادئ الأمر فقد تغيَّرت وجهات نظرهم حينما تقربوا إليه وبدأوا في حضور بعض الدورس التي كان يُلقيها لمَنْ يرغب في التقرب من الله والعمل لآخرته ، لم يكن أبو العباس كغيره من البشر ، كان زاهداً في الدنيا بالقَدْر الذي يجعله لا يرغب في نيل أي شيء منها وكل ما كان يتمناه أنْ يظل قريباً من ربه أو يَلقاه في أقرب وقت ممكن وقد كان ، حزنت كثيراً لهذا الحدث المُفجِع فقد تعلَّقت كثيراً بقصة كفاح هذا البطل المغوار الذي ضحى بحياته في سبيل الحفاظ على معتقداته ومبادئه وما كان مؤمناً به ولم يُفرِّط فيه رغم كثرة المغريات من حوله ..
مما أعجبني ؛
لقد سارت الرواية على خط متوازن لم يختل للحظة لدرجة أنك لا تفقد الشخصيات أو تتيه لوهلة كما أنها تصف أحداث حقيقية واقعية ذكَّرتني بالماضي الذي استرجعت بعض أحداثه فور القراءة المُتمعِّنة لتلك السطور البديعة التي أطرَبت القلب وشحنت الفؤاد بالطاقة وملأته بالسعادة التي غمرته على فوهته فقد غيَّرت وجهة نظري في التاريخ بالكامل ..
أبدعتِ أستاذة ريم ولن تكون أول وآخر رواية بمشيئة الله .. ❤️
#خلود_أيمن#مراجعات#روايات. ❝
❞ وكما عودناكم عزيزي القارئ في \" جريدة أحرفنا المنيرة \" بشخصيات أبدعت في مجالها ♥️
س/ هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟
ج/اسمي \"أسماء عبد الملك الريسي\"، فتاةٌ على أعتابِ عامِها التاسعِ عشَر، كاتبةٌ لمّا ترَ نصوصُها الضوءَ بعد، أو أنّ هذه البادِرةَ هي الشُّعاعُ الأول لإشراقةٍ قريبة، فعساها كذلك، و عسى أن أُوفّقَ في شَحْذِ قلمي حتى ذلك الحين.
س/ متى بدأت الكتابة؟
ج/ الأمر أقدمُ من أن أحدِّدَ بدايتَه، وأعمقُ من أن يتّصلَ بزمنٍ أو يتقيّدَ بميلاد، هو حبٌّ في النفس-منذ ولادتِها- للفصحى، ثم إقبالٌ على القراءة، ثم كتابةُ كلمةٍ هنا وجملةٍ هناك على سبيلِ العبث، ثم مشاعرُ وجدت الوسيلةَ الأنسبَ لتَحرُّرِها، ثم اكتشافٌ للموهبة بعد ذلك، ثم شعورٌ بالمسؤولية تُجاهَ كل قضيةٍ تنقصُها الأفواه، أو عزّت عنها الأقلامُ و الشفاة، بَيْدَ أني أتذكر أقدمَ ما كتبت-وأجزم أنها لم تكن الأولى-، كانت مجموعةُ أوراقٍ تتشبّثُ في أطرافِها بثلاثة دبابيس، و في مقدمتها ورقةٌ شفافةٌ سُرقَت من غلاف أحد الدفاتر، كُتب على أول ورقة:\" قصصٌ و حكايات\" إن لم تخُنّي ذاكرةُ الطفولة، كان ذلك الدفتر المصنوع يدوياً يحمل عالميَ الخياليّ بداخله، و إن كان لا يسَعُهُ في الحقيقة، كتبتُ فيه-بقلمي الرصاصيّ، وبخط طالبةِ الصف الأول الابتدائيّ- حكاياتٍ حلُمتُ دائماً أن أكون بطلتَها!، ثم التفتُّ إلى كتابة الخواطر بجدّيّة في ربيعيَ الحادي عشر تقريباً، و بدأتُ أنظُمُ الشعرَ و أُشغَفُ بهِ حين بلغتُ عاميَ الرابعَ عشر، ولا أزال في مرحلة البداية حتى اللحظة، بل إن الكاتب تكادُ تكونُ كل مَسيرتِهِ بداية، لأن نصوصَهُ تبدأُ تطوراً جديداً في كل مرة، ولا تنتهي إلا بانتهاء صاحبها!
س/ من الذي شجعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟
ج/ تكثر الأسماءُ و تعزُّ عن الحصر، غير أنّ \"عائلتي\" هي الوصفُ الأدقُّ والأكثر إجمالاً لها، وهل ثَمّةَ في الكون من يفخرُ بكل ماتفعلهُ كالعائلة؟! و هل من يصفقُ بحرارةٍ لأبسط إنجازاتِك كما يفعلون؟!
س/ هل لديك أعمال منشورة ورقيًا؟
ج/ لاشيء سوى مشاركتي في كتاب \"خوالجنا تتحدث\"؛ ولم يسبق لي الحصولُ على فرصةٍ كتلك قَبلاً.
س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟
ج/ ثمّةَ العديدُ من الصفات التي يمتلكها من الكُتّاب مَن اقترب من المثالية؛ لأن المثالية بحَدّ ذاتِها غيرُ موجودة، أهمُّها في رأيي أنهم ألبسوا نصوصَهم رداءَ البساطة، و أزالوا الدرع الذي يمنعها من التحرك بسلاسةٍ و يُسر، فجرَت كماءِ النهر لا يوقفهُ حجر، ولا يكتَنِفُهُ كدَر، وهم على ذلك قد اختاروا من المعاني عميقَها، و من الأفكار يتيمَها، فالنهر على سهولةِ جريانِهِ عميقٌ و غائر، و مفعمٌ بالكنوز، من ثُمّ تفرّدوا بأساليبهِم، و ابتكروا طريقتَهُم الخاصة في التعبير، و ابتعدوا عن التقليد المتكلَّف، و جعلوا من سطورهم بصمةً لا يُعرفُ بها سواهم، فيحدثُ أن تعرف قائلَ النص من أول جملةٍ فيه! و ذاك هو ذُروةُ الإبداع، و إخضاعُ الموهبة.
س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطيتها؟
ج/ أهمُّها أنني لم أتلقَّ الفرصةَ لنشرِ أيٍّ من كتاباتي، ولم يتيسّر لي ذلك، بَيْدَ أنه يمكنني القول أنّي بدأتُ بتخطي ذلك إذ تعرّفتُ على\" مؤسسة أحرفنا المنيرة\"، والتي لم تدّخر جُهداً في دعم المواهب الخجولةِ و المَطمورة، فعسى أن تتحقق أحلامُ الكثيرين على أيديهِم!
ثمّ هناك أنني لم أحظَ بلقاء ناقدٍ بنّاءٍ، يستوضحُ أخطائي، و يُعيد حياكةَ خيوطي، ويستثمر أفكاري، فالكاتبُ مهما بلغ لا غنى له عن النقد، ولا بد له من التنقيح والتطوير المستمرَّين، و إلا أصابَهُ الرُّكود، و طغت على سطورِهِ الرَّتابَة، و اكتَنفها السكون، و ساد عليها التكرارُ و قِلّةُ الابتكار، و رُغم كَونِ أبي كاتباً بل و شاعراً رشيقَ الفكر، إلا أنّه لا يُمكنني الاكتفاءُ به ناقداً، لأن من يبرَعُ في الكتابة لا يعني ذلك دائماً إجادَتَه الكاملةَ للنقد، ومع ذلك فقد كان لأبي الدورُ الأكبرُ في تطويري و وصولي إلى هذا الحدّ.
س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟
ج/ تمرُّ بالمرء العديدُ من المقولات التي يقتفي أثرَها في حياته، في حالتي، منها قولُ الحبيب-صلى الله عليه وسلم- \"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه\"، وقولُ المتنبي:
إذا غامرتَ في شرفٍ مَرومٍ
فلا تقـنـع بمـا دون النـجومِ
، و من جميلِ كلامهِم أنْ قالوا \" كن كما أنت، لا كما يريدون\"♡
س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثرت فيك في مجال الكتابة؟
ج/ أما في مجال النثر فـ\"مصطفى الرافعيّ\" أوّلُهُم، ثم الكثير من رموز الأدب بعُد زمانهُم أو قَرُب، كـ\"أدهم شرقاوي\"، وأما في مجال الشعر فـ\" المتنبي\" و \"أحمد شوقي\"، ثم \"أيمن العتوم\" مثالاً في الشعر والنثر، والقائمةُ تطول.
س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟
ج/ ليس لي كتبٌ او منشوراتٌ في جرائدَ كما أسلفتُ، و أما خارج مجال الكتابة فلا أستحضِرُ شيئاً بعَينِه.
س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟
ج/ كلَيهِما، فلا أَخالُ شخصاً رُزق موهبةً ثم لا يستمتعُ بمُمارستِها، أو يهوى القيام بأمرٍ لا يملك الموهبةَ له.
س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟
ج/ لا شكّ أن نبيَّنا الكريم-صلى الله عليه وسلم- هو قدوةُ كلّ مسلم، وأُسوَتُهُ الأسمى، و مِثالُهُ الأعلى، ثم يأتي بعدَهُ أبي و رُكنُ قلبي، أكادُ أراهُ يُشعُّ بكل ما أريدُ أن أكونَه، و لا تكُفُّ عيناي عن البريقِ كلما نظرتُ إليه، لأنه العاقلُ الفَذّ، و الشاعرُ المُجيد، والخَلوقُ ذو المُروءة، و لأنهُ أبي.
س/ هل لديك مواهب أخرى؟
ج/ أحبُ الخطوط العربية و أهوى ممارستَها، و أنظمُ الشعر-إن لم يعُدَّهُ البعضُ مندرِجاً تحت الكتابة، إذْ يُفهَمُ غالباً أنها محصورةٌ على النثر-، و أمارسُ هوايةَ القراءة، و أرسمُ حين يروقُ لي ذلك؛ لا احترافاً بل شغَفاً، و أظنُّني أبرَعُ-بفضل الله-في المجال الأكاديميّ و مِضمار الفهم أكثرَ من غيرِه.
س/ حدثنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ أعتَزِمُ تأليفَ كتابي الخاصِّ قريباً إن شاء الله، و أنوي التفرّغَ لذلك حالياً، ثمّ ستَتلوهُ كتبٌ أخرى إن وفّقَني اللهُ لذلك.
س/ ما هو حلمك الذي تسعى لتحقيقه؟
ج/ حلمي-بطبيعةِ الحال- أن أغدوَ أديبةً حاذِقة، و شاعرةً فذّةً و خنساءَ أخرى، أخوضُ في عقولِ الكثيرين، فأكونُ سبباً لتبَنّي فِكرة، أو إلهامٍ بحُلم، أو تغييرِ موقف، وذلك-لَعَمري- ذُروةُ ما تشتهيهِ النفسُ الكاتبة، والروحُ الأديبة.
س/ ماذا تنصح من يرغب في دخول مجال الكتابة؟
ج/ أن يكونَ صادقاً مع نفسِهِ ومع من يقرؤون له، و أن يثقَ بطريقتِهِ في التعبير ما دام يراعي خُلُوَّهُ من أخطاء النحو و الإملاء، و يعلمَ أن الجمالَ في الابتكار، و الفِتنةَ في البساطة.
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم
تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد. ❝ ⏤دار نشر أحرفنا المنيرة
❞ وكما عودناكم عزيزي القارئ في ˝ جريدة أحرفنا المنيرة ˝ بشخصيات أبدعت في مجالها ♥️
س/ هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟
ج/اسمي ˝أسماء عبد الملك الريسي˝، فتاةٌ على أعتابِ عامِها التاسعِ عشَر، كاتبةٌ لمّا ترَ نصوصُها الضوءَ بعد، أو أنّ هذه البادِرةَ هي الشُّعاعُ الأول لإشراقةٍ قريبة، فعساها كذلك، و عسى أن أُوفّقَ في شَحْذِ قلمي حتى ذلك الحين.
س/ متى بدأت الكتابة؟
ج/ الأمر أقدمُ من أن أحدِّدَ بدايتَه، وأعمقُ من أن يتّصلَ بزمنٍ أو يتقيّدَ بميلاد، هو حبٌّ في النفس-منذ ولادتِها- للفصحى، ثم إقبالٌ على القراءة، ثم كتابةُ كلمةٍ هنا وجملةٍ هناك على سبيلِ العبث، ثم مشاعرُ وجدت الوسيلةَ الأنسبَ لتَحرُّرِها، ثم اكتشافٌ للموهبة بعد ذلك، ثم شعورٌ بالمسؤولية تُجاهَ كل قضيةٍ تنقصُها الأفواه، أو عزّت عنها الأقلامُ و الشفاة، بَيْدَ أني أتذكر أقدمَ ما كتبت-وأجزم أنها لم تكن الأولى-، كانت مجموعةُ أوراقٍ تتشبّثُ في أطرافِها بثلاثة دبابيس، و في مقدمتها ورقةٌ شفافةٌ سُرقَت من غلاف أحد الدفاتر، كُتب على أول ورقة:˝ قصصٌ و حكايات˝ إن لم تخُنّي ذاكرةُ الطفولة، كان ذلك الدفتر المصنوع يدوياً يحمل عالميَ الخياليّ بداخله، و إن كان لا يسَعُهُ في الحقيقة، كتبتُ فيه-بقلمي الرصاصيّ، وبخط طالبةِ الصف الأول الابتدائيّ- حكاياتٍ حلُمتُ دائماً أن أكون بطلتَها!، ثم التفتُّ إلى كتابة الخواطر بجدّيّة في ربيعيَ الحادي عشر تقريباً، و بدأتُ أنظُمُ الشعرَ و أُشغَفُ بهِ حين بلغتُ عاميَ الرابعَ عشر، ولا أزال في مرحلة البداية حتى اللحظة، بل إن الكاتب تكادُ تكونُ كل مَسيرتِهِ بداية، لأن نصوصَهُ تبدأُ تطوراً جديداً في كل مرة، ولا تنتهي إلا بانتهاء صاحبها!
س/ من الذي شجعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟
ج/ تكثر الأسماءُ و تعزُّ عن الحصر، غير أنّ ˝عائلتي˝ هي الوصفُ الأدقُّ والأكثر إجمالاً لها، وهل ثَمّةَ في الكون من يفخرُ بكل ماتفعلهُ كالعائلة؟! و هل من يصفقُ بحرارةٍ لأبسط إنجازاتِك كما يفعلون؟!
س/ هل لديك أعمال منشورة ورقيًا؟
ج/ لاشيء سوى مشاركتي في كتاب ˝خوالجنا تتحدث˝؛ ولم يسبق لي الحصولُ على فرصةٍ كتلك قَبلاً.
س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟
ج/ ثمّةَ العديدُ من الصفات التي يمتلكها من الكُتّاب مَن اقترب من المثالية؛ لأن المثالية بحَدّ ذاتِها غيرُ موجودة، أهمُّها في رأيي أنهم ألبسوا نصوصَهم رداءَ البساطة، و أزالوا الدرع الذي يمنعها من التحرك بسلاسةٍ و يُسر، فجرَت كماءِ النهر لا يوقفهُ حجر، ولا يكتَنِفُهُ كدَر، وهم على ذلك قد اختاروا من المعاني عميقَها، و من الأفكار يتيمَها، فالنهر على سهولةِ جريانِهِ عميقٌ و غائر، و مفعمٌ بالكنوز، من ثُمّ تفرّدوا بأساليبهِم، و ابتكروا طريقتَهُم الخاصة في التعبير، و ابتعدوا عن التقليد المتكلَّف، و جعلوا من سطورهم بصمةً لا يُعرفُ بها سواهم، فيحدثُ أن تعرف قائلَ النص من أول جملةٍ فيه! و ذاك هو ذُروةُ الإبداع، و إخضاعُ الموهبة.
س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطيتها؟
ج/ أهمُّها أنني لم أتلقَّ الفرصةَ لنشرِ أيٍّ من كتاباتي، ولم يتيسّر لي ذلك، بَيْدَ أنه يمكنني القول أنّي بدأتُ بتخطي ذلك إذ تعرّفتُ على˝ مؤسسة أحرفنا المنيرة˝، والتي لم تدّخر جُهداً في دعم المواهب الخجولةِ و المَطمورة، فعسى أن تتحقق أحلامُ الكثيرين على أيديهِم!
ثمّ هناك أنني لم أحظَ بلقاء ناقدٍ بنّاءٍ، يستوضحُ أخطائي، و يُعيد حياكةَ خيوطي، ويستثمر أفكاري، فالكاتبُ مهما بلغ لا غنى له عن النقد، ولا بد له من التنقيح والتطوير المستمرَّين، و إلا أصابَهُ الرُّكود، و طغت على سطورِهِ الرَّتابَة، و اكتَنفها السكون، و ساد عليها التكرارُ و قِلّةُ الابتكار، و رُغم كَونِ أبي كاتباً بل و شاعراً رشيقَ الفكر، إلا أنّه لا يُمكنني الاكتفاءُ به ناقداً، لأن من يبرَعُ في الكتابة لا يعني ذلك دائماً إجادَتَه الكاملةَ للنقد، ومع ذلك فقد كان لأبي الدورُ الأكبرُ في تطويري و وصولي إلى هذا الحدّ.
س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟
ج/ تمرُّ بالمرء العديدُ من المقولات التي يقتفي أثرَها في حياته، في حالتي، منها قولُ الحبيب-صلى الله عليه وسلم- ˝إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه˝، وقولُ المتنبي:
إذا غامرتَ في شرفٍ مَرومٍ
فلا تقـنـع بمـا دون النـجومِ
، و من جميلِ كلامهِم أنْ قالوا ˝ كن كما أنت، لا كما يريدون˝♡
س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثرت فيك في مجال الكتابة؟
ج/ أما في مجال النثر فـ˝مصطفى الرافعيّ˝ أوّلُهُم، ثم الكثير من رموز الأدب بعُد زمانهُم أو قَرُب، كـ˝أدهم شرقاوي˝، وأما في مجال الشعر فـ˝ المتنبي˝ و ˝أحمد شوقي˝، ثم ˝أيمن العتوم˝ مثالاً في الشعر والنثر، والقائمةُ تطول.
س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟
ج/ ليس لي كتبٌ او منشوراتٌ في جرائدَ كما أسلفتُ، و أما خارج مجال الكتابة فلا أستحضِرُ شيئاً بعَينِه.
س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟
ج/ كلَيهِما، فلا أَخالُ شخصاً رُزق موهبةً ثم لا يستمتعُ بمُمارستِها، أو يهوى القيام بأمرٍ لا يملك الموهبةَ له.
س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟
ج/ لا شكّ أن نبيَّنا الكريم-صلى الله عليه وسلم- هو قدوةُ كلّ مسلم، وأُسوَتُهُ الأسمى، و مِثالُهُ الأعلى، ثم يأتي بعدَهُ أبي و رُكنُ قلبي، أكادُ أراهُ يُشعُّ بكل ما أريدُ أن أكونَه، و لا تكُفُّ عيناي عن البريقِ كلما نظرتُ إليه، لأنه العاقلُ الفَذّ، و الشاعرُ المُجيد، والخَلوقُ ذو المُروءة، و لأنهُ أبي.
س/ هل لديك مواهب أخرى؟
ج/ أحبُ الخطوط العربية و أهوى ممارستَها، و أنظمُ الشعر-إن لم يعُدَّهُ البعضُ مندرِجاً تحت الكتابة، إذْ يُفهَمُ غالباً أنها محصورةٌ على النثر-، و أمارسُ هوايةَ القراءة، و أرسمُ حين يروقُ لي ذلك؛ لا احترافاً بل شغَفاً، و أظنُّني أبرَعُ-بفضل الله-في المجال الأكاديميّ و مِضمار الفهم أكثرَ من غيرِه.
س/ حدثنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ أعتَزِمُ تأليفَ كتابي الخاصِّ قريباً إن شاء الله، و أنوي التفرّغَ لذلك حالياً، ثمّ ستَتلوهُ كتبٌ أخرى إن وفّقَني اللهُ لذلك.
س/ ما هو حلمك الذي تسعى لتحقيقه؟
ج/ حلمي-بطبيعةِ الحال- أن أغدوَ أديبةً حاذِقة، و شاعرةً فذّةً و خنساءَ أخرى، أخوضُ في عقولِ الكثيرين، فأكونُ سبباً لتبَنّي فِكرة، أو إلهامٍ بحُلم، أو تغييرِ موقف، وذلك-لَعَمري- ذُروةُ ما تشتهيهِ النفسُ الكاتبة، والروحُ الأديبة.
س/ ماذا تنصح من يرغب في دخول مجال الكتابة؟
ج/ أن يكونَ صادقاً مع نفسِهِ ومع من يقرؤون له، و أن يثقَ بطريقتِهِ في التعبير ما دام يراعي خُلُوَّهُ من أخطاء النحو و الإملاء، و يعلمَ أن الجمالَ في الابتكار، و الفِتنةَ في البساطة.
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم
تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد. ❝
❞ حكايات وروايات
قصة بعنوان فتي الصعيد
للكاتب / هيثم مصطفى عبدالباقى القط
والكاتبه/ شيماء خميس محمد زيتون
1. قصتنا عن شاب ولد بإحدى قري الصعيد وتحديدآ محافظة أسيوط يحكى أن أمراة اسمها مها تزوجت شخص يدعي اسمه عبدالله بعد زوجها محمد وكان لديها طفلا اسمه ياسين من زوجها السابق وكان يبلغ من العمر عام واحد عندما اختفي والده
2. سافر محمد زوجها الاول الي إحدى البلاد خارج مصر بطريقة غير شرعيه وعلم أهل محمد أن العبارة التي سافر بها محمد اختفت تماما ومنهم من تم القبض عليه لأن السفر كان بطريقة غير شرعية مر على غياب محمد 5 سنوات ولا يوجد أي معلومات عنه نهائي وحصلت مها على قرار طلاق من المحكمه بعد انتهاء المده القانونيه لغياب الزوج وبعدها تكون الزوجه مطلقه وفي هذه الفترة تقدم العديد من الشباب ليتزوجو من مها لكنها كانت ترفض أي زواج وفي ذات مره تحدثو معها والدها ووالدتها وطلبو منها أن تفكر في موضوع زواجها لخوفهم عليها ودار الحديث بينهم
3. الاب: يابنتى فكرى زوجك خلاص مات وانتى لسه صغيره وعندك ابن لازم يبقي في حد بيخاف عليه وانا مليش غيرك واخاف عليكي من الناس والشارع فكرى يابنتى في مصلحتك واوعي تظلمي نفسك
4. الام: فعلا كلام ابوكى مظبوط يابنتى واحنا ملناش غيرك ولو موتنا انا وابوكي مين هيحميكي ويخلي باله من ابنك ابنك برضه عايز يبقي ليه سند فكرى وصلي صلاة الاستخارة
5. اولا ربنا يخليكم ليا ويطول بعمركم بصراحه هو بعد محمد انا شايفه انى مش هشوف راجل يحبنى ويخاف عليه زى ما هو كان بيحبنى وابنى هو سندى وظهرى وحمايتى بعد ربنا سبحانه وتعالى وبعديكم وكان كل شوية شباب تتقدم ومن كتر إلحاح ابيها وامها واقناعها وافقت على شاب وسيم وكان قريب ليها من بعيد اتقدم وتم الخطوبه وبعد كدا انتقلت مها إلى منزل زوجها عبدالله مع أبنها ياسين بعد زواجها من عبدالله. وكان غنيا جدا فلم يعترض عبدالله على بقاء الطفل ياسين في منزله مع أمه بعد أن أصبح عمره 6سنوات
6. وبعد مرور عاما أنجبت مها طفلا وقامو بتسميته محمود وشعر الزوج عبدالله بالسعادة ولكن بدأت مشاعر عبدالله تتغير بأتجاه أبنها اليتيم ياسين. حيث توقف عن اللعب معه ولم يعد يهتم به مثل السابق وأصبح لا يطيق وجوده في منزله الواسع وتحدث مع مها في عدة مرات أن يأخذ ابنها ياسين ويضعه بملجا الأيتام لانه لا يعد يضيقه مثل الأول
7. وكان حديث بينهم
8. عبدالله: بقولك اي يا مها مش كفاية عليا كدا مصاريف ابنك ياسين عليا انا خلاص اللي كنت بتمناه من عند ربنا ربنا رزقني بيه انا شايف أن كدا كفاية عليا
9. مها:يا عبدالله دا عيل صغير هيعيش فين حرام عليك وانت ازاى تخليني اوافق على قرار زى دا عبدالله انا هبعته الملجا يعيش مع الأيتام هناك هو هيحب القعده معاهم مها:انت اكيد بتخرف اي اللي بتقوله دا هو ازاى تتجرأ وتطلب منى طلب زى دا
10. عبدالله: ما هو يتختارى ياما هو ياتطلقي وتترمي بالشارع يا الواد دا يروح يمشي في اي داهيه .وفي أحد المرات عاد عبدالله من العمل ومعه دراجة هوائية لأبنه
11. وكانت الأم تتألم بشدة وهيا ترى أبنها اليتيم ..يشاهد أخاه بحزن وهو يلعب ويتجول في المنزل فوق دراجته الجديدة.
12. تحدثت الأم مع زوجها وطلبت منه أن يجيب دراجه تانيه لأبنها اليتيم مثل أخاه ولكنه رفض وأخبرها بأنه ليس مسؤولا عليه وإذا لم تتوقف عن الحديث عن أبنها سوف يقوم بطرده من المنزل شعرت بالخۏف على ابنها وتقبلت بالأمر خوفا على فقدانه
13. قبلت الأم أن ترى أبنها يعيش حياة مريرة وظلما وحزنا وقهـ.ـرا وألـ.ـما أفضل من أن لا ترأه نهائيا
14. مضت الأيام وكبر الأولاد وقام الزوج بتسجيل أبنه في أحدث المدارسة الأهليه ورفض بتسجيل ابن زوجته وقال أنا لست والده لكي أهدر أموالي في تعليمه.
15. وفي النهاية هو لن ينفعني ولن يحمل أسمي أجابت الأم پغضب فقالت نعم ربما لا يكون من لحمك ودمك وليس أبنك ولن يحمل أسمك. ولكن هذا لا يعني أن تحرمه من التعليم وتتركه يعيش في ظلام الجهل اليس في قلبك ذرة رحمة وشفقة انا هاخده بكرا ادخله انضف مدرسه وهروح لشيخ اسلام إمام الجامع وهخلي يتكفل بتعليمه
16. فقال لها لقد طفح الكيل لم أعد أحتمل وجوده هنا ولا أريد رؤيته في منزلي ثم ضرب مها ع خدها وقعت على الأرض وتركها وخرج برا المنزل
17. اقترب الصبي الى أمه ومسح دموعها فنظرت ٳليه فقال لها وهو يبكي لا تحزني يا أمي لا يوجد شيئا يستحق أن تنزلي دمعه من أجله لقد تعبت وأنا أرى ذلك العجوز يقوم بٳهانتك كل يوم من أجلي
18. ومن أجل أن تكوني سعيدة سوف أرحل وأترك المنزل وما تخافيش عليا هحاول كل فين وفين ابعتلك حد يطمئنك عليا
19. الام لا يابنى انا اللي هطلق منه ونروح نعيش مع بعض عند جدك ومش عايزه اى حاجه من الدنيا
20. الابن لا يا امي زى ما قولتلك ما تخافيش عليا وبعد إلحاح الابن لامه وافقت الام بشرط ألا يغيب عنها أكتر من شهر الا وتعرف عنه كل اخباره وعدها الابن ولكن علق بكلمة كل شهر وقال لها صعب جدا لكن كل فترة قصيرة هطمئنك عليا ما تخافيش ودع الصبي أمه وحمل ملابسة وغادر وأصبح قلبها يشعل ڼارا ويوجد أسئلة كثيرة لا تعلم أجوبتها الى أين سيذهب وأين سوف يعيش وأين سوف يأكل. وماذا أن مرض من الذي سيداويه وسيهتم به
21. كل هذي الأسئلة يطرق رأسها ثم رفعت يدها الى السماء وقالت
22. اللهم أستودعتك أبني اليتيم فتكفل به وأحفظه وأعيده لي سالما غانما عاد الزوج من العمل نظر الى زوجتة وجدها سعيدة مطمئنه. تعجب من أمرها كيف تبدو سعيدة ولم يمر الا وقت قليل من المشكله
23. ف سألها يعني انتي مش حزينه وقاعدة عادي ف ردت عليه وقالت عوز تعرف ليه قاعدة عادي ومش حزينه قالها اه قالتلو اهو ابني سابلك البيت ومشي عشان انت ترتاح وانا قلبي يوجعني مش هقولك غير حسبي الله ونعم الوكيل فيك عشان حرقت قلبي ع ابني ووجعت قلبي عليه
24. رد عليها بكل برود يلا في داهيه احسن أنه غار من هنا
25. منك لله يا شيخ
26. عبدالله اخد نفس عميق وعضض شفايفه وأسنانه ورجع للخلف ومشي من قدام مها وخد ابنه وهو ماشي وقعد يلاعب فيه
27. أما ياسين بعد أن خرج من منزل زوج أمه توجه لقرية من القرئ القريبه وقابل عمدة القرية وحكي له قصته لكن عمدة هذه القرية افتكرة كذاب وأنه سارق فنفر فيه العمدة
28. وناداه على الغفر ليأخذوا الطفل ياسين ويخرجو من برا البيت فخرج ياسين وهو حزين واتجه من قرية لقرية حتى راءه أحد المشايخ المعروفين بالادب والأخلاق الكريمة
29. الشيخ ماذا بك يا غلام
30. ياسين قص عليه القصص فقال له الشيخ لا تخاف يابني أن شاء الله اساعدك
31. الشيخ دا كان متزوج اتنين من الزوجات
32. الزوجه الاولى كان معها اولاد وليس معها بنات
33. الزوجه الثانيه كان معها بنت فقط ولم تنجب اولاد
34. الشيخ قال هخليك تعيش مع اخواتك اولادى الصبيان أما التانيه معها بنت مش هينفع تعيش معاها علشان البنت
35. والشيخ دا كان اسمه محمد وراجل معروف بالبلد والخدمات اللي بيقدمها لاهل البلد
36. الشيخ قاله اي رايك
37. ياسين قاله اللي تشوفه يا مولانا بس يريد تعلمنى القراءه والكتابه ودا اهم شي عندى من الاكل والنوم
38. الشيخ بص له باستغراب وقال في نفسه الابن دا شكله ابن ناس وأبوه من الناس الشبعانه علشان كدا اختار التعليم عن اي حاجه
39. ياسين قعد يسال الشيخ شوية استفسارات وأسئلة بأمور الدنيا والدنيا والشيخ منبهر باللبن بالأسئلة اللي بيسالها
40. اول ما وصلو البيت الشيخ محمد اتكلم مع مراته ام الاولاد الصبيان وكان اسمها حليمه
41. الشيخ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
42. حليمه وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
43. الشيخ بصوت كله تفائل وآمال
44. بصي يا حجه دا ياسين ابن محترم وابن ناس وقعد يحكي قصة ياسين لمراته
45. مراته قالت ل ياسين وانت عرفت الشيخ محمد منين🤔
46. ياسين والله يا امي انا اتبهدلت من هنا ل هنا لحد ما وصلت بلدكم والناس قالو لى الشيخ محمد هو اللي هيفيدك ويقف جنبك
47. حليمه لا والله ومين دول أن شاء الله
48. الشيخ محمد مالك يا ام محمود في اى براحه على ياسين
49. حليمه في اي انت شايفنى اي بموته ولا اى انا يسأله
50. الشيخ يا ام محمود انتى عمرك ما اعتراضي معايا على اي حاجه فى اى مالك
51. حليمة والله يا شيخ جايبلي عيل والله اعلم اي حكايته وبتلؤمني انا اللي هو ازاى تقدر تقولى ازاى عيل زى دا ملئ عقلك أنه يتيم ومتبهدل من زوج امه
52. الشيخ يا ام محمود حرام عليكي انتى عمرك ما كنتى كدا في اى ويا ستى ياسين اهو قاعد مع اخواته محمود ومصطفى وأحمد ولو لاحظت منه حاجه كدا ولا كدا هيبقي في تصرف تأنى
53. ياسين واقف صامت ومش متكلم وعمال يستمع للحوار اللي بيدور
54. ومره واحده قال خلاص يا شيخ محمد انا هروح اقعد بالجامع وانا كدا كدا زى ما قولت لحضرتك انا اهم حاجه عندي التعليم
55. حليمه اول ما سمعت كلمة التعليم وعيونها دمعت وافتكرت ابيها لما كان بيحكي ليهم نفس حكاية ياسين
56. وعرفت أن ابيها لما كان بيحكي ليهم الحكايات لم تكن حكايات سابقه بل كانت روايه مستقبله لكل واحد منهم
57. وخافت على مستقبل اولادها
58. لكنها أصرت على ان ياسين لا يستمر معهم في البيت
59. الشيخ محمد رد بصوت زعيق ولاول مره يفعل ذلك اللي انتى شيفاه يا ام محمود حاضر
60. وياسين قعد يبكي بدون ما اى حد ياخد باله من البكاء ووقع مغشي عليه
61. الشيخ محمد اتصل بسرعه وجاب دكتور يكشف على ياسين
62. الدكتور هو الحمد لله بخير بس دا هبوط لأن شكلة ليه فتره ما اكل شي
63. الشيخ محمد قال لمراته شفتي يعني ليه فتره ما ياكلش مش حرام يعني عيل صغير ازاي يبقى بالوضع دا
64. طبعا ام محمود ردت على الشيخ اقوم اظبط له حاجه كويسه ياكلها طبعا الشيخ محمد رد عليها قالها ماشي
65. قامت ام محمود وعملت الاكل ل ياسين
66. اول ما ياسين فاق قام الشيخ محمد وام محمود وقدمو الاكل ل ياسين واكل
67. وقام صلىى وقعد يدعي ربنا
68. ونروح عند محمد والد ياسين
• هو قاعد يتامل الناس الاجانب وهو مش عارف هو فين ولا هو مين فاقد الذاكره ولكن تذكر شي افتكر ان عنده طفل صغير
• وفجاة افتكر كل حاجه قديمة
• وعرف هو مين ومنين وجاي هنا يعمل اى
• وذهب لسفاره المصرية بدولة اليونان 🇬🇷 وحكي لسفاره كل حاجه والسفارة المصريه بعتت كل البينات لوزارة الخارجيه ووزارة الخارجيه بعتت لوزارة الداخليه بمصر وبدات المخابرات تستفسر عنه لحد ما وصلو لمراته والوقت دا كان ابوه اتوفى وامه بلغت الامن بكل حاجه وطبعا زمان ايام ما كان لسه مسافر اتعمل محضر باختفاءه
• ووزارة الخارجيه عرفت توصل لكل المعلومات عنه ونزل مصر
• واول ما راح بيتهم وكان متوقع ان هيشوف ابنه حاجه كبيره ومراته بانتظاره ومكنش يعرف ان في صدمه هتقابله اول ما وصل ومامته كانت مجهز له اكل واول ما اكل وشكر ربنا قال لمامته انا ماشي اروح بيتى زمان مها وياسين بانتظارى مش عارف ليه ياسين مكنش بانتظارى وهنا نظرت ليه امه وهيا بتبكي ومحمد اتكلم بصوت ضعيف جدا في اي يا ماما ياسين حصله حاجه اتكلمى
• مامته معرفتش تتكلم واول ما خدت نفس قالتله مراتك رفعت قضية خلع غيابي بصفتك غائب 4 سنين وبعدين اتجوزت وابنك ياسين محدش يعرف عنه اى حاجه
• ونروح عند مها اللي اول ما عرفت بخبر رجوع محمد من بلاد برا جاتلها ازمه شديده وكان الخبر صاعق على قلبها ومن هنا قعدت تبكى كتير لحد ما زوجها عبدالله شافها قالها مالك بتبكي ليه في اى قالتله عبدالله محمد رجع من بلاد برا وخائفه
• عبدالله اول ما سمع كدا ونزل فيها ضرب واهانه وقعد يقولها انتى ازاى تتجري وتتكلمي معايا عن شخص تانى كدا وهاتك يا ضرب
• اى حنيتى ليه تانى ولا يكنش جايب معاه شي وشويه وطمعانه وعايزه ترجعيله
• مها مش بتتكلم لكن قالت ل عبدالله حسبنا الله ونعم الوكيل
• انت اكتر حد ظلمنى بالدنيا خسرتنى ابنى بعد ما عشمتنى انك هتحافظ عليه منك لله
• محمد ابو ياسين عرف مين اللي اتجوز مها وراح اقابله على كافيه عبدالله متعود يقعد علبه وهنا محمد ساله على ابنه ياسين قاله انا ميهمنيش اتجوزت ولا ما اتجوزت انا كل اللى يهمنى هو ابنى حنيتى انا عايز ابنى
• عبداالله رد عليه وقاله انا معرفش ابنك فين شكل طليقتك قتلته علشاز تصغر في نفسها قدام الناس علشان تتجوز
• محمد مشي من عند عبدالله وهو هيتجن وراح سال امه
• قالتله للاسف يابنى ابنك من وقت ما مراتك مشيت من هنا ومحدش يعرف عنه اى حاجه
• محمد قعد بالليل يبكى ويكلم نفسه
• ونروح عند ياسين اللي كبر خلاص وهيبقي عريس والشيخ محمد اختار له بنته الوحيده
• واتجوز ياسين وربنا كرمه بابن وسماه محمد واهو على اسم والده واسم الشيخ محمد
• وفى مره من الايام الشيخ محمد كان مصتحب اولادة وزوجاته الاتنين وكان معاهم ياسين وابنه ومراته وهما بالطريق بالعربيه والشيخ محمد سائق بيهم فى المقابل عربيه جايه بسرعة البرق وللاسف مفهاش فرامل لان العربيه دى كان معمولها كمين والفرامل متشاله وهنا حصلت الحادثه الكل بغيبوبه الا مرات ياسين هيا الوحيده الي سليمه ولم يمسها سوء ومنتظره رد الدكتور وللاسف الدكتور خرج وقال البقاء لله الكل اتوفي الا شاب والطفل
• وهنا نزل الخبر كالصاعقه على زوجه ياسين وكانها تتمني ان يكون هذا الخبر هو نهايتها لم تتامل من هو على قيد الحياة ولا كانها تاملت ان الجميع مات بما فيهم ابيها وزوجها وظنت ان احد اخواتها مازال على قيد الحياة
• ولكن عندما افاقت والدكتور طلب منها انها تدخل توعد اهلها فعندما دخلت رائيت الجميع ما عدا زوجها فعندما سالت عنه الدكتور قالها هو داخل غرفة العنايه المركزيه تحت الملاحظة وان شاءلله حالته هتبقي مستقرة حمد الله على بقاء زوجها ثم ودعت ابيها وامها وزوجة ابيها وباقي اخواتها وبعد مرور 3 ايام خرج ياسين من المستشفى وكمان خدو اذن وتصاريح دفن جثمان باقي العائلة وتم القبض على المتهم المسبب للحادث لكنه خرج بكفالة نظرا ان ياسين وزوجته علمو ان شخصآ ما وراء هذه الفعله وكاد ان يقتل السائق المسبب للحادث وبعد تحريات تم القبض على المتسبب الرئيسي لفك الفرامل من العربه الاخرى والمسبب للحادث الرئيسي وتم احالة اوراقة لفضيلة مفتى الديار المصريه
• وفى يوم من الايام اتى المحامي الخاص بالشيخ محمد وقال لزوجه ياسين اصبح الان استطيع ان اقري وصية والدك عليكى حتى تطلعي ما بداخلها
• زوجة ياسين قالتله تمام مفيش مشكله وبدا يقرا الوصيه حتى وصل الى اوصي انا الشيخ محمد عياده بترك كل ممتلاكاتى من محلات واراضي وعقارات الى زوج ابنتى الوحيده ياسين محمد وهنا ياسين وقف المحامي وقاله اي الكلام دا مش معقول الكلام ده
• المحامي يا استاذ ياسين انا بقرا زى ما الوصيه مكتوبه
• مرات ياسين قالت تمام يا متر كمل
• قعد مستغرب ياسين وقعد يفكر في ايام زمان مع الشيخ محمد حماه ويفتكر كل حاجه حلوه حصلت ما بينهم ووقف عند كلام الشيخ محمد لما اتقدم لبنت الشيخ محمد قاله
• انت عارف يا ياسين انا شايفك انت حاجه كبيره بنظرى وعلشان كده انا شايلك مفاجاه بس مش هقولك عليها دلوقتي هيجى وقتها وتعرف اي هيا المفاجاه
• ومره واحده ياسين قال بصوت عالي وهو بينادى يا شيخ محمد عرفت اي هيا المفاجاه
• مرات ياسين والمحامي بصوت واحد مفاجاة اي يا ياسين
• ياسين قالهم ان ابوكي كان مبلغنى ان هو عملى مفاجأة بس رفض يقولى اى هيا وبلغنى ان الايام هتعرفنى اي هيا وادينى اهو عرفت اى هيا
• مراته قالت اهم حاجه انت مبسوط
• قالها بصراحه لا
• وقال للمحامي بقولك اي يا متر الغي الوصيه دى واكتب كل الاملاك لمراتى الحاجه دى ملكها هيا مش ملك حد تانى
• مراته قالت بص يا ياسين انا ابويا استامنك عليا وكمان كتبلك كل املاكه وانا مش هقصر كلام والدى والوصيه هتمشي زى ما هيا ماشيه
• ياسين بس انا حاسس انك مضايقه
• وانا والله مش محتاج اى حاجه
• مراته لا يا ياسين هو بس كنت فاكره ان ابويا مكنش بيحب مراتى وكنت متوقعه ان كل املاكه هيكتبها لمراته ام محمود بس لما اتفاجئت ان هو كاتب كل املاكه باسمك وكمان هو اللي اقنعنى اتجوزك عرفت بقيمة امي من ناحية ابويا
• مامتى كانت مفكره نفس تفكيرى وكانت كل ما تكلمنى تقولى ان ام محمود اخدت الشيخ محمد منها وهيا ست صعب جدا بس الحمد لله ربنا ظهر كل حاجه بدرى
• ياسين بالعكس يا ام محمد والدك كان بيحب امك اوى وكان دائما يحكيلي عنها حجات جميله جدا
• مرات ياسين الله يرحمهم هما الاتنين ويجمعهم ببيت من بيوت الله
• طبعا ياسين عاش حياته مع مراته بنت الشيخ محمد والوقت دا اتعين امام جامع بديل الشيخ محمد واصبح من اثري اثرياء البلد وفي يوم من الايام قرر انه يزور امه
• ياسين لمراته اي رايك تيجي نزور امي
• مراته وهو انت تعرف امك ساكنه فين ولا جوزها هيقابلنا كويس ولا لا
• ياسين انا هعمل اللى عليا والباقي على ربنا
• مراته هو والله انا نفسي اشوفها بس اعذرنى محبش حد يهني وانت عارف كدا كويس
• ياسين محدش هيقدر يهينك ما تخافيش والمره نزور جدى وجدتى اكيد هيفرحو بيا لما يشوفو ابنى
• مراته مش هضغط عليك واقولك انا رافضه بس خلى بالك انا لو هروح هروح علشان جدك وجدتك
• ياسين تمام 🤝نتوكل على الله ونسافر بكرا الصبح ان شاء الله
• وفى صباح يوم جديد سافر ياسين ومراته ولاول مره منذ 25 سنه غياب وهنا كانت الصدمة الكبيره على زوج امه
• ياسين طرق باب البيت اللى ساكنه في امه
• خرجت امه
• ياسين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
• مها وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مين حضراتكم
• ياسين احنا تايهين ومش عارفين نروح فين ولا نيجي منين انا اسمى ياسين محمد الهوارى
• وهنا الاسم نزل صاعق على مها
• قولت مين
• ياسين عارف امه بس منتظر يشوف هيا هتعرفه ولا لا
• رد عليها وقالها خلاص يا حجه هنستاذنك نمشي
• ردت مها ابنى ياسين انا مصدقت انك ظهرت مره تانيه كنت فين كل السنين
• تعالى ادخل وعرفنى مين القمر اللى معاك ومين الطفل القمور دا
• ياسين دى مراتى ودا ابنى محمد
• وياسين قعد يحكي لامه كل اللى حصل السنين اللي فاتت بالتفصيل لحد ما عرفت انه صاحب املاك وعقارات واموال وشركات
• فرحت امه وقالتله انت عارف لو كنت قعد معانا عمرك ما كنت عملت حاجه بحياتك بس ربنا كاتب لك يحصلك اللى حصل علشان توصل باللى انت فيه
• ياسين الحمد لله يا امى بس كل الفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالى لشيخ محمد والد ام محمد ربنا يجعل مثواه الجنه يارب
• ام محمد وام ياسين الاتنين بصوت واحد يارب
• مها بس انت وحشتنى اوى يا ياسين انا مش مصدقه نفسي
• ما تجيب اشيل ابنك اكيد شبه ابوه قمور
• ام محمد ههههههههههه 😂 طبعا لازم يبقي شبه ابوه هو في اجمل من ابوه
• مها طيب هاتى ابن ابنى ولا اقولك استنى اقوم اجهزلك لقمه تاكلوها
• ياسين لا يا امى احنا شوية وهنمشي اصل جدى وجدتى وحشنى جدآ
• مها جدك اتوفي من 8 سنين يا ياسين وصحيح نسيت اقولك ابوك رجع من السفر
• ياسين بفرح شديد بجد يا امى
• مها اه والله يابنى زى ما بقولك كدا
• ياسين لمراته يلا بينا نقوم
• ولسه هيمشو دخل عبدالله
• عبدالله اي دا مين دول وراجل هنا بدون اذنى
• ياسين عايز حاجه ياعم عبدالله
• عبدالله انت مين يلا وكمان موقف عربيتك قدام بيتى وداخل بيتى بدون اذنى
• مها وكمان صاحب عقارات واموال وشركات ومحلات وعمده بلد كمان
• عبدالله بصوت واطي طيب اتعرف ب الباشا المحترم الخلوق اتفضل
• ياسين لا انا مش بقعد مع شخص معندوش انسانيه
• وبعد كدا قاله امال اخبار العيل الصغير اللى طرده من بيتك اخباره اي
• عبدالله ياباشا دا عيل مش محترم وكان جعان دائما وعلطول هدومه متسخه مش بيحب النظافه
• ياسين تمام تمام امال فين ابنك محمود
• عبدالله بصوت شهيق محمود اﯾﯾﯾﯾﯾﯾه مش عارف
• مها بالوقت دا قالت لا محمود للاسف الشديد يا باشا اتجه لسكة الشمال زى ما ابوه علمه واتقبض عليه متلبس واتحكم عليه ب 25 سنه
• ياسين وهو ليه كم سنه دلوقتي
• مها 12 سنه
• عبدالله رد وقال هو في اى هو مين دا وانت مالك ومالى
• ياسين رد عليه قالو انا الطفل اللى انت طردنى وقفلت كل البيبان بوشي شوف انا بقيت اى بحكمة ربنا وانت وابنك فين انت عمرك ما اتغيرت والبيت زى ما هو مفهوش اي جديد وابنك اتحبس والظاهر واللى انا شايفه مراتك كمان مش بتحبك يعنى عايش وانت خسران كل حاجه لكن انا ربنا رزقنى بالماا والسلطه وحب الناس ومراتي بتحبنى وانا كمان بحبها 🫶
• عبدالله بصدمة شديدة بقي انت ياسين يااااااه على الزمن
• سامحنى يا ياسين والله انا ما كنت بوعي
• ياسين باستغراب قاله شوفت الدنيا صغيره ازاى وتلى قول الله تعالى
• ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم
• وقول الله تعالى
• واصبر لحكم ربك انا بك باعيننا
• وايضا
• واصبر وما صبرك الا بالله
• دى حكم ربنا سبحانه وتعالى انت طردنى لكن ابو مراتى الشيخ محمد عليه رحمة الله كان بالنسبه لى اكتر من اب وهفضل طول عمرى ادعيله بالرحمة والمغفره
• بس انت عارف كل اللي حصل لابنك بسببي انا كنت كل ركعه وسجده اقول فيك حسبنا الله ونعم الوكيل
• وكل دا بسبب ظلمك ليا
• وع العموم انا هحاول اطلع محمود من القضيه
• مها يريد يا ياسين
• عبدالله مش مصدق نفسه ازاى ياسين اصبح من اثري اثرياء البلد برغم ان تم طرده بلبس واحد فقط
• ومره واحده مها قالت لعبدالله
• انا اسؤا ايام حياتى عيشتها معاك كلها ظلم وقهر وندم ممكن تطلقنى يا عبدالله واهو تبقي عملت حاجه خير بحياتك
• عبدالله بندم شديد
• مادام دا طلبك
• انتى طالق يا مها وقعد يكررها اكتر من مره وبعد كدا قعد يعيط ومره واحده قال ممكن يا ياسين تساعدنى اطلع محمود من السجن وكمان ليا طلب عندك ممكن تشغلنى معاك وتعلمنى امور دينى
• ياسين رد عليه مادام قررت انك تتوب وترجع لربنا سبحانه وتعالى انا هساعدك باذن الله
• يلا استاذنك 👋 سلام وكم يوم وارجع اخدك معايا تشوف شغلك
• ياسين يلا بينا يا امى تعالى معايا انتى دلوقتي مينفعش تقعدى هنا
• مها حاضر يا ياسين هجهز هدومي وحاجتى قامت مرات ياسين تساعد ام ياسين
• وبعد شويه نزلو واخد ياسين امه ومراته وابنه واتجه على منزل جده
• هناك طرق الباب وفتحت جدته الباب واول ما شافت مها
• الجده مها عاملة اي يابنتى كدا ماتساليش عليا
• مها معلش يا امى وادينى جيت اطمئن واقعد معاكي شوية
• الجده تعالو اتفضلو ادخلو من جوا
• اول ما دخلو وقعدو الجده قعدت تتكلم عن ايام زمان وان الايام سرقت الفرحه منها بعد ما اخدت ياسين ومشيت
• وقعدو يتكلمو حوالي اكتر من ساعه مع بعض
• كل دا وياسين عمال يفكر بايام زمان وحب جدته وجده ليه
• ومره واحده الجده سالت مها امال دا اكيد ابنك بسم الله ماشاء الله
• بس صحيح هو خرج امته من السجن
• مها جات تتكلم لكن ياسين قطع كلامها وقال
• انا اخد عفو حسن سير وسلوك
• مها بصت باستغراب وهيا مش فاهمه ليه قال كدا ولا معنى كلامه اى
• الجده بس اي الحلاوة اللي انت فيها والشياكه دى دانت كنت صايع وبلطجي
• ياسين معرفش يرد
• ومره واحده قال ان الله تواب رحيم
• اهو توبت لله يمكن يغفر لي ذنوبي
• الجده ط الحمد لله يابنى انت كان ليك اخ منه لله ابوك اللي خلانا مش عارفين هو فين
• وجات تتكلم مرات ياسين لكن قطعتها مها
• ان شاءلله هنلاقي وانا سمعت ان فى ناس شافته بمكان قريب
• ولسه هتكمل كلامها ودخل عليهم محمد ابو ياسين
• واول ما شاف مها قعد يزعق ويقول اى اللي جاب البنت دى هنا
• دى قتلت ابنى
• الجده استهدى بالله يابني
• محمد اهدي ازاى وهيا قتلت ابنى
• ياسين مستغرب من كلام ابوه
• ومره واحده اتكلم
• هو انا ممكن اتدخل بالموضوع
• محمد هو انت ابنها والله لاقتلك زى ما قتلت ابنى
• ياسين هو ابنك اسمو اى اللي اتقتل
• محمد بصوت عالي هو انت بتحقق معايا يابن الكلب
• ياسين ممكن تحترم نفسك دا احنا ببيتك المفروض تقدر كدا
• الجده. محمد. اهدى يابنى مش كدا
• ياسين ابنى كان زمانه بقي عريس بس انتى منك لله ليه حرام عليكي لو عايزه تتجوزى كنتى اتجوزتى بس بلاش تقتلي ابنى
• هنا ياسين قاطعه بالكلام وقاله يااااااه اول مره احس بحب الاب
• محمد انت هتتمحن يلا
• الجده بصوت عالى ياسين انت ياسين صح اه فعلا انت ياسين قلبي متاكد من كدا
• محمد اي اللي انتى بتقولى دا يا امى
• مها اه فعلا يا امى دا ياسين
• محمد مش مصدق اللي سامعه ياسين ازاى
• مرات ياسين قامت واتكلمت بس يابا وقعدت تحكي قصة ياسين وهنا قعد محمد يدمع ويقول ابنى حبيبي اخيرا شوفتك
• وقعد يحضن فيه وسجد لله سجدة شكر
• وجدته كمان قعدت تحضن فيه
• وقعدو يحكو قصص بعض لحد 🔚النهايات وكل واحد فضفض باللى بقلبه وتانى يوم ياسين قرر انه يمشي هو ومراته
• الاب تمشي ازاى مفيش خروج انا ما صدقت اشوفك
• ياسين معلش يابابا عندى شغل ومشاغل ان شاءلله اجيلك من وقت لتانى
• الاب لا انا محتاجك معايا وما تشيل هم مصاريف انت مسؤول منى
• ياسين عايزنى اوافق
• الاب اه
• ياسين خلاص لو عايزنى انا كمان عايز امي لو محتاجنى اقعد يبقي امي تقعد معانا
• الاب بس دى يابنى متجوزه
• مها ردت وقالت لا انا مطلقه
• محمد طبعا إطلقتى غيابي
• ياسين رد وقال لا يا بابا هو اللي طلقها بإرادته
• محمد بفرح بجد
• مها قالت اه بجد
• فرح محمد ومشي خطوتين وقال لمها ممكن ولسه مكملش كلام ولقي رد مها عليه
• لا اعذرنى انا مش مؤافقه
• محمد ليه
• مها انت اتهمتنى كتير بشرفي وقتل ابنى وثقتك بيا اصبحت قليله
• محمد لا والله هو فعلا انا ظلمتك كتير بس والله لسه بحبك ❤
• مها بجد يا محمد
• مرات ياسين الله اكبر هو دا الحب ولا بلاش
• ياسين وهو بيضحك ههههه انتو كدا بتسخنو مراتى عليا
• محمد لياسين بس يالا يا بكاش
• مها ليه هو ياسين مش رومانسي ولا اي
• مرات ياسين لا رومانسي بس بعد العمر دا كله ولسه كمية الحب موجوده ما بينكم دا رزق كبير
• ربنا يخليكم لبعض وميحرمكوش من بعض ابدا ويخليكم لينا
• ياسين اتصل بصديق ليه ماذون وقص عليه القصه رد الشيخ وقال اول ما والدتك تكمل العده عرفنى وحدد يوم لكتب الكتاب
• ياسين قال لابوه خلاص طول فترة العدة امي هتقعد معايا لحد مدة فترة العدة
• محمد ماشي يا ياسين
• الجده قعدت تزغرت وبصوت عالي الحمد لله لمة عيلتى رجعت تانى والناس كلها بالشارع سمعو صوتها والكل حضر
• محمد للناس الحمد لله انا رجعت لامي بعد غياب دام اكتر من 25 سنه وكمان رجوع ابنى بعد غياب 30 سنه ودلوقتى هيتم عودة مراتى ونرجع لبعض بعد استكمال العده
• الناس كلها قعدت تزغرط ومنهم طبل 🥁واصبح اليوم فرح بالبلد
• بعد كدا ياسين ودع ابوه والجده وخد امه وسافر للبلد اللي هو قاعد فيها وقالهم كل اسبوع هرجعلكم
• ودع ت الجده ومحمد ياسين ومراته وابنه ومها وسافرو
• والجده اتجهت لصورة الجد وقعدت تبكي وتقول يريدك كنت عايش تشوف اليوم ده
• وجا محمد من وراءها يطبطب عليها ويقولها الله يرحمه يا امى هو دلوقتي عارف احنا بنعمل اى
• الجده الله يرحمه وحيات غلاوة النبي عندك يا محمد لو مت ادفنى جنب ابوك
• محمد بعد الشر عليكي ياقلبي ربنا يديكي طولت العمر
• الجدة خلاص يا ابنى انا كده مطمئنه ولو موت هموت وانا مرتاحه
• محمد ط لو موتى عند بيت رسول الله اعمل اي
• الجده ياه لا طبعا ادفنى جنب رسول الله هو في اكرم من كدا
• محمد قعد يضحك ويبوس دماغ امه ويقولها ربنا يديكي الصحه والعافية
• ياسين طول الطريق يتكلم مع امه عن الشيخ محمد ابو مراته
• وازاى شخصيه محترمه جدا وعظيمة وفي اخر الكلام قال كنت اتمنى ان يكون موجود معانا اليوم
• مراته الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته
• الكل اللهم آمين يارب العالمين
• ووصل البيت ومرات ياسين قعدت تفرج مها البيت ونظامه ومها فرحت اوى وقالت ل ياسين
• الحمد لله ربنا اخرج من ضيق لاوسع الفرج
• فاستحكمت حلاقتها حتى فرجت
• ياسين كل الفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالى ل الشيخ محمد عليه رحمة الله
• وابا بمره اخليكي تيجي تشوفي المصانع والمحلات بس لما ترجعي لابويا علشان نبقي كلنا مع بعض
• ومرت الايام وانتهت فترة العدة
• وياسين اخد امه والماذون ورجع ابوه لامه وكان فرح ولا كانه اول مره يتجوزو
• وبعد انتهاء مراسم 📚كتب الكتاب ياسين قالهم بكرا كله تيجو معايا الجوازات نستخرج كل واحد جواز سفر علشان نروح زيارة مقبولة باذن الله ل حج بيت الله الحرام 🕋 وزيارة قبر رسول الله
• الجده بجد يا ياسين دا با اجمل فرح سمعته بحياتى اكتر من خبر رجوعكم
• وكلهم راحو وطلعو جوازات سفر
• وياسين خلص كل الاوراق المطلوبه لسفر وسافرو كلهم الى بيت الله الحرام ووصلو بالسلامه
• وبعد انتهاء مراسم الحج والعمره عن انفسهم
• الجده انا عايزه قبل ما اسافر اعمل حج وعمره لجدك يا ياسين
• ياسين قال وانا كمان هعمل لشيخ محمد
• ومرات ياسين قالت وانا هعمل لامى
• ومحمد قال وانا هعمل لاخويا الله يرحمه
• وكل واحد عمل حج وعمره نيابة عن الشخص وخلاص هيسافرو
• الجده لازم اودع سيدنا محمد
• كلهم بصوت واحد عليه افضل الصلاة والسلام
• ياسين وابوه تعالو يلا نودعه قبل ما نسافر وهنا حصلت المعجزة اللي سبحان الله محمد كان ممكن يحتار بسببها
• الجده توفيت وهيا بتدعو الله امام 🕌قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
• ووقتها محمد قال يا سبحان الله وي كان الله الهمنى اسالها حتى لا نحتار باي مكان ندفنها
• ودفن محمد امه بجوار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
• ثم عادو الى مصر 🇪🇬
• وعملو جنازة واخدو العزاء وبعد انتهاء مراسم العزاء عاد كل واحد الى بيته هو واسرته وعاشو مستقرين وياسين اخد عبدالله يشتغل معاه باحدى المصانع وقدر يخرج اخوه محمود من الحبس بعفو رئاسي وعاد محمود وعبدالله اخده معاه يشتغل معاه باحدى المصانع تبع ياسين وكل واحد تاب ورجع لربنا وعاشو حياة سعيدة ومستقرين واتجوز محمود ورجع لربنا وحياته اصبحت كلها اعمال خير
• وياسين اترشح يكون عضو مجلس نواب وكسب الانتحابات واصبح عضو مجلس نواب
• وعاشو جميعا بهدوى وسلام وحياة مستقرة والجميع عادو الى الله بتوبه لانهم جميعا عرفو من كان مع الله كان الله معه ويرزق الله من يشاء بغير حساب
• وهنا تنتهي قصتنا
• قصة قصيرة باسم
• فتى الصعيد
✍️ هيثم مصطفى عبدالباقى القط
✍️شيماء خميس محمد زيتون. ❝ ⏤هيثم مصطفى عبدالباقى
❞ حكايات وروايات
قصة بعنوان فتي الصعيد
للكاتب / هيثم مصطفى عبدالباقى القط
والكاتبه/ شيماء خميس محمد زيتون
1. قصتنا عن شاب ولد بإحدى قري الصعيد وتحديدآ محافظة أسيوط يحكى أن أمراة اسمها مها تزوجت شخص يدعي اسمه عبدالله بعد زوجها محمد وكان لديها طفلا اسمه ياسين من زوجها السابق وكان يبلغ من العمر عام واحد عندما اختفي والده
2. سافر محمد زوجها الاول الي إحدى البلاد خارج مصر بطريقة غير شرعيه وعلم أهل محمد أن العبارة التي سافر بها محمد اختفت تماما ومنهم من تم القبض عليه لأن السفر كان بطريقة غير شرعية مر على غياب محمد 5 سنوات ولا يوجد أي معلومات عنه نهائي وحصلت مها على قرار طلاق من المحكمه بعد انتهاء المده القانونيه لغياب الزوج وبعدها تكون الزوجه مطلقه وفي هذه الفترة تقدم العديد من الشباب ليتزوجو من مها لكنها كانت ترفض أي زواج وفي ذات مره تحدثو معها والدها ووالدتها وطلبو منها أن تفكر في موضوع زواجها لخوفهم عليها ودار الحديث بينهم
3. الاب: يابنتى فكرى زوجك خلاص مات وانتى لسه صغيره وعندك ابن لازم يبقي في حد بيخاف عليه وانا مليش غيرك واخاف عليكي من الناس والشارع فكرى يابنتى في مصلحتك واوعي تظلمي نفسك
4. الام: فعلا كلام ابوكى مظبوط يابنتى واحنا ملناش غيرك ولو موتنا انا وابوكي مين هيحميكي ويخلي باله من ابنك ابنك برضه عايز يبقي ليه سند فكرى وصلي صلاة الاستخارة
5. اولا ربنا يخليكم ليا ويطول بعمركم بصراحه هو بعد محمد انا شايفه انى مش هشوف راجل يحبنى ويخاف عليه زى ما هو كان بيحبنى وابنى هو سندى وظهرى وحمايتى بعد ربنا سبحانه وتعالى وبعديكم وكان كل شوية شباب تتقدم ومن كتر إلحاح ابيها وامها واقناعها وافقت على شاب وسيم وكان قريب ليها من بعيد اتقدم وتم الخطوبه وبعد كدا انتقلت مها إلى منزل زوجها عبدالله مع أبنها ياسين بعد زواجها من عبدالله. وكان غنيا جدا فلم يعترض عبدالله على بقاء الطفل ياسين في منزله مع أمه بعد أن أصبح عمره 6سنوات
6. وبعد مرور عاما أنجبت مها طفلا وقامو بتسميته محمود وشعر الزوج عبدالله بالسعادة ولكن بدأت مشاعر عبدالله تتغير بأتجاه أبنها اليتيم ياسين. حيث توقف عن اللعب معه ولم يعد يهتم به مثل السابق وأصبح لا يطيق وجوده في منزله الواسع وتحدث مع مها في عدة مرات أن يأخذ ابنها ياسين ويضعه بملجا الأيتام لانه لا يعد يضيقه مثل الأول
7. وكان حديث بينهم
8. عبدالله: بقولك اي يا مها مش كفاية عليا كدا مصاريف ابنك ياسين عليا انا خلاص اللي كنت بتمناه من عند ربنا ربنا رزقني بيه انا شايف أن كدا كفاية عليا
9. مها:يا عبدالله دا عيل صغير هيعيش فين حرام عليك وانت ازاى تخليني اوافق على قرار زى دا عبدالله انا هبعته الملجا يعيش مع الأيتام هناك هو هيحب القعده معاهم مها:انت اكيد بتخرف اي اللي بتقوله دا هو ازاى تتجرأ وتطلب منى طلب زى دا
10. عبدالله: ما هو يتختارى ياما هو ياتطلقي وتترمي بالشارع يا الواد دا يروح يمشي في اي داهيه .وفي أحد المرات عاد عبدالله من العمل ومعه دراجة هوائية لأبنه
11. وكانت الأم تتألم بشدة وهيا ترى أبنها اليتيم .يشاهد أخاه بحزن وهو يلعب ويتجول في المنزل فوق دراجته الجديدة.
12. تحدثت الأم مع زوجها وطلبت منه أن يجيب دراجه تانيه لأبنها اليتيم مثل أخاه ولكنه رفض وأخبرها بأنه ليس مسؤولا عليه وإذا لم تتوقف عن الحديث عن أبنها سوف يقوم بطرده من المنزل شعرت بالخۏف على ابنها وتقبلت بالأمر خوفا على فقدانه
13. قبلت الأم أن ترى أبنها يعيش حياة مريرة وظلما وحزنا وقهـ.ـرا وألـ.ـما أفضل من أن لا ترأه نهائيا
14. مضت الأيام وكبر الأولاد وقام الزوج بتسجيل أبنه في أحدث المدارسة الأهليه ورفض بتسجيل ابن زوجته وقال أنا لست والده لكي أهدر أموالي في تعليمه.
15. وفي النهاية هو لن ينفعني ولن يحمل أسمي أجابت الأم پغضب فقالت نعم ربما لا يكون من لحمك ودمك وليس أبنك ولن يحمل أسمك. ولكن هذا لا يعني أن تحرمه من التعليم وتتركه يعيش في ظلام الجهل اليس في قلبك ذرة رحمة وشفقة انا هاخده بكرا ادخله انضف مدرسه وهروح لشيخ اسلام إمام الجامع وهخلي يتكفل بتعليمه
16. فقال لها لقد طفح الكيل لم أعد أحتمل وجوده هنا ولا أريد رؤيته في منزلي ثم ضرب مها ع خدها وقعت على الأرض وتركها وخرج برا المنزل
17. اقترب الصبي الى أمه ومسح دموعها فنظرت ٳليه فقال لها وهو يبكي لا تحزني يا أمي لا يوجد شيئا يستحق أن تنزلي دمعه من أجله لقد تعبت وأنا أرى ذلك العجوز يقوم بٳهانتك كل يوم من أجلي
18. ومن أجل أن تكوني سعيدة سوف أرحل وأترك المنزل وما تخافيش عليا هحاول كل فين وفين ابعتلك حد يطمئنك عليا
19. الام لا يابنى انا اللي هطلق منه ونروح نعيش مع بعض عند جدك ومش عايزه اى حاجه من الدنيا
20. الابن لا يا امي زى ما قولتلك ما تخافيش عليا وبعد إلحاح الابن لامه وافقت الام بشرط ألا يغيب عنها أكتر من شهر الا وتعرف عنه كل اخباره وعدها الابن ولكن علق بكلمة كل شهر وقال لها صعب جدا لكن كل فترة قصيرة هطمئنك عليا ما تخافيش ودع الصبي أمه وحمل ملابسة وغادر وأصبح قلبها يشعل ڼارا ويوجد أسئلة كثيرة لا تعلم أجوبتها الى أين سيذهب وأين سوف يعيش وأين سوف يأكل. وماذا أن مرض من الذي سيداويه وسيهتم به
21. كل هذي الأسئلة يطرق رأسها ثم رفعت يدها الى السماء وقالت
22. اللهم أستودعتك أبني اليتيم فتكفل به وأحفظه وأعيده لي سالما غانما عاد الزوج من العمل نظر الى زوجتة وجدها سعيدة مطمئنه. تعجب من أمرها كيف تبدو سعيدة ولم يمر الا وقت قليل من المشكله
23. ف سألها يعني انتي مش حزينه وقاعدة عادي ف ردت عليه وقالت عوز تعرف ليه قاعدة عادي ومش حزينه قالها اه قالتلو اهو ابني سابلك البيت ومشي عشان انت ترتاح وانا قلبي يوجعني مش هقولك غير حسبي الله ونعم الوكيل فيك عشان حرقت قلبي ع ابني ووجعت قلبي عليه
24. رد عليها بكل برود يلا في داهيه احسن أنه غار من هنا
25. منك لله يا شيخ
26. عبدالله اخد نفس عميق وعضض شفايفه وأسنانه ورجع للخلف ومشي من قدام مها وخد ابنه وهو ماشي وقعد يلاعب فيه
27. أما ياسين بعد أن خرج من منزل زوج أمه توجه لقرية من القرئ القريبه وقابل عمدة القرية وحكي له قصته لكن عمدة هذه القرية افتكرة كذاب وأنه سارق فنفر فيه العمدة
28. وناداه على الغفر ليأخذوا الطفل ياسين ويخرجو من برا البيت فخرج ياسين وهو حزين واتجه من قرية لقرية حتى راءه أحد المشايخ المعروفين بالادب والأخلاق الكريمة
29. الشيخ ماذا بك يا غلام
30. ياسين قص عليه القصص فقال له الشيخ لا تخاف يابني أن شاء الله اساعدك
31. الشيخ دا كان متزوج اتنين من الزوجات
32. الزوجه الاولى كان معها اولاد وليس معها بنات
33. الزوجه الثانيه كان معها بنت فقط ولم تنجب اولاد
34. الشيخ قال هخليك تعيش مع اخواتك اولادى الصبيان أما التانيه معها بنت مش هينفع تعيش معاها علشان البنت
35. والشيخ دا كان اسمه محمد وراجل معروف بالبلد والخدمات اللي بيقدمها لاهل البلد
36. الشيخ قاله اي رايك
37. ياسين قاله اللي تشوفه يا مولانا بس يريد تعلمنى القراءه والكتابه ودا اهم شي عندى من الاكل والنوم
38. الشيخ بص له باستغراب وقال في نفسه الابن دا شكله ابن ناس وأبوه من الناس الشبعانه علشان كدا اختار التعليم عن اي حاجه
39. ياسين قعد يسال الشيخ شوية استفسارات وأسئلة بأمور الدنيا والدنيا والشيخ منبهر باللبن بالأسئلة اللي بيسالها
40. اول ما وصلو البيت الشيخ محمد اتكلم مع مراته ام الاولاد الصبيان وكان اسمها حليمه
41. الشيخ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
42. حليمه وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
43. الشيخ بصوت كله تفائل وآمال
44. بصي يا حجه دا ياسين ابن محترم وابن ناس وقعد يحكي قصة ياسين لمراته
45. مراته قالت ل ياسين وانت عرفت الشيخ محمد منين🤔
46. ياسين والله يا امي انا اتبهدلت من هنا ل هنا لحد ما وصلت بلدكم والناس قالو لى الشيخ محمد هو اللي هيفيدك ويقف جنبك
47. حليمه لا والله ومين دول أن شاء الله
48. الشيخ محمد مالك يا ام محمود في اى براحه على ياسين
49. حليمه في اي انت شايفنى اي بموته ولا اى انا يسأله
50. الشيخ يا ام محمود انتى عمرك ما اعتراضي معايا على اي حاجه فى اى مالك
51. حليمة والله يا شيخ جايبلي عيل والله اعلم اي حكايته وبتلؤمني انا اللي هو ازاى تقدر تقولى ازاى عيل زى دا ملئ عقلك أنه يتيم ومتبهدل من زوج امه
52. الشيخ يا ام محمود حرام عليكي انتى عمرك ما كنتى كدا في اى ويا ستى ياسين اهو قاعد مع اخواته محمود ومصطفى وأحمد ولو لاحظت منه حاجه كدا ولا كدا هيبقي في تصرف تأنى
53. ياسين واقف صامت ومش متكلم وعمال يستمع للحوار اللي بيدور
54. ومره واحده قال خلاص يا شيخ محمد انا هروح اقعد بالجامع وانا كدا كدا زى ما قولت لحضرتك انا اهم حاجه عندي التعليم
55. حليمه اول ما سمعت كلمة التعليم وعيونها دمعت وافتكرت ابيها لما كان بيحكي ليهم نفس حكاية ياسين
56. وعرفت أن ابيها لما كان بيحكي ليهم الحكايات لم تكن حكايات سابقه بل كانت روايه مستقبله لكل واحد منهم
57. وخافت على مستقبل اولادها
58. لكنها أصرت على ان ياسين لا يستمر معهم في البيت
59. الشيخ محمد رد بصوت زعيق ولاول مره يفعل ذلك اللي انتى شيفاه يا ام محمود حاضر
60. وياسين قعد يبكي بدون ما اى حد ياخد باله من البكاء ووقع مغشي عليه
61. الشيخ محمد اتصل بسرعه وجاب دكتور يكشف على ياسين
62. الدكتور هو الحمد لله بخير بس دا هبوط لأن شكلة ليه فتره ما اكل شي
63. الشيخ محمد قال لمراته شفتي يعني ليه فتره ما ياكلش مش حرام يعني عيل صغير ازاي يبقى بالوضع دا
64. طبعا ام محمود ردت على الشيخ اقوم اظبط له حاجه كويسه ياكلها طبعا الشيخ محمد رد عليها قالها ماشي
65. قامت ام محمود وعملت الاكل ل ياسين
66. اول ما ياسين فاق قام الشيخ محمد وام محمود وقدمو الاكل ل ياسين واكل
67. وقام صلىى وقعد يدعي ربنا
68. ونروح عند محمد والد ياسين
• هو قاعد يتامل الناس الاجانب وهو مش عارف هو فين ولا هو مين فاقد الذاكره ولكن تذكر شي افتكر ان عنده طفل صغير
• وفجاة افتكر كل حاجه قديمة
• وعرف هو مين ومنين وجاي هنا يعمل اى
• وذهب لسفاره المصرية بدولة اليونان 🇬🇷 وحكي لسفاره كل حاجه والسفارة المصريه بعتت كل البينات لوزارة الخارجيه ووزارة الخارجيه بعتت لوزارة الداخليه بمصر وبدات المخابرات تستفسر عنه لحد ما وصلو لمراته والوقت دا كان ابوه اتوفى وامه بلغت الامن بكل حاجه وطبعا زمان ايام ما كان لسه مسافر اتعمل محضر باختفاءه
• ووزارة الخارجيه عرفت توصل لكل المعلومات عنه ونزل مصر
• واول ما راح بيتهم وكان متوقع ان هيشوف ابنه حاجه كبيره ومراته بانتظاره ومكنش يعرف ان في صدمه هتقابله اول ما وصل ومامته كانت مجهز له اكل واول ما اكل وشكر ربنا قال لمامته انا ماشي اروح بيتى زمان مها وياسين بانتظارى مش عارف ليه ياسين مكنش بانتظارى وهنا نظرت ليه امه وهيا بتبكي ومحمد اتكلم بصوت ضعيف جدا في اي يا ماما ياسين حصله حاجه اتكلمى
• مامته معرفتش تتكلم واول ما خدت نفس قالتله مراتك رفعت قضية خلع غيابي بصفتك غائب 4 سنين وبعدين اتجوزت وابنك ياسين محدش يعرف عنه اى حاجه
• ونروح عند مها اللي اول ما عرفت بخبر رجوع محمد من بلاد برا جاتلها ازمه شديده وكان الخبر صاعق على قلبها ومن هنا قعدت تبكى كتير لحد ما زوجها عبدالله شافها قالها مالك بتبكي ليه في اى قالتله عبدالله محمد رجع من بلاد برا وخائفه
• عبدالله اول ما سمع كدا ونزل فيها ضرب واهانه وقعد يقولها انتى ازاى تتجري وتتكلمي معايا عن شخص تانى كدا وهاتك يا ضرب
• اى حنيتى ليه تانى ولا يكنش جايب معاه شي وشويه وطمعانه وعايزه ترجعيله
• مها مش بتتكلم لكن قالت ل عبدالله حسبنا الله ونعم الوكيل
• انت اكتر حد ظلمنى بالدنيا خسرتنى ابنى بعد ما عشمتنى انك هتحافظ عليه منك لله
• محمد ابو ياسين عرف مين اللي اتجوز مها وراح اقابله على كافيه عبدالله متعود يقعد علبه وهنا محمد ساله على ابنه ياسين قاله انا ميهمنيش اتجوزت ولا ما اتجوزت انا كل اللى يهمنى هو ابنى حنيتى انا عايز ابنى
• عبداالله رد عليه وقاله انا معرفش ابنك فين شكل طليقتك قتلته علشاز تصغر في نفسها قدام الناس علشان تتجوز
• محمد مشي من عند عبدالله وهو هيتجن وراح سال امه
• قالتله للاسف يابنى ابنك من وقت ما مراتك مشيت من هنا ومحدش يعرف عنه اى حاجه
• محمد قعد بالليل يبكى ويكلم نفسه
• ونروح عند ياسين اللي كبر خلاص وهيبقي عريس والشيخ محمد اختار له بنته الوحيده
• واتجوز ياسين وربنا كرمه بابن وسماه محمد واهو على اسم والده واسم الشيخ محمد
• وفى مره من الايام الشيخ محمد كان مصتحب اولادة وزوجاته الاتنين وكان معاهم ياسين وابنه ومراته وهما بالطريق بالعربيه والشيخ محمد سائق بيهم فى المقابل عربيه جايه بسرعة البرق وللاسف مفهاش فرامل لان العربيه دى كان معمولها كمين والفرامل متشاله وهنا حصلت الحادثه الكل بغيبوبه الا مرات ياسين هيا الوحيده الي سليمه ولم يمسها سوء ومنتظره رد الدكتور وللاسف الدكتور خرج وقال البقاء لله الكل اتوفي الا شاب والطفل
• وهنا نزل الخبر كالصاعقه على زوجه ياسين وكانها تتمني ان يكون هذا الخبر هو نهايتها لم تتامل من هو على قيد الحياة ولا كانها تاملت ان الجميع مات بما فيهم ابيها وزوجها وظنت ان احد اخواتها مازال على قيد الحياة
• ولكن عندما افاقت والدكتور طلب منها انها تدخل توعد اهلها فعندما دخلت رائيت الجميع ما عدا زوجها فعندما سالت عنه الدكتور قالها هو داخل غرفة العنايه المركزيه تحت الملاحظة وان شاءلله حالته هتبقي مستقرة حمد الله على بقاء زوجها ثم ودعت ابيها وامها وزوجة ابيها وباقي اخواتها وبعد مرور 3 ايام خرج ياسين من المستشفى وكمان خدو اذن وتصاريح دفن جثمان باقي العائلة وتم القبض على المتهم المسبب للحادث لكنه خرج بكفالة نظرا ان ياسين وزوجته علمو ان شخصآ ما وراء هذه الفعله وكاد ان يقتل السائق المسبب للحادث وبعد تحريات تم القبض على المتسبب الرئيسي لفك الفرامل من العربه الاخرى والمسبب للحادث الرئيسي وتم احالة اوراقة لفضيلة مفتى الديار المصريه
• وفى يوم من الايام اتى المحامي الخاص بالشيخ محمد وقال لزوجه ياسين اصبح الان استطيع ان اقري وصية والدك عليكى حتى تطلعي ما بداخلها
• زوجة ياسين قالتله تمام مفيش مشكله وبدا يقرا الوصيه حتى وصل الى اوصي انا الشيخ محمد عياده بترك كل ممتلاكاتى من محلات واراضي وعقارات الى زوج ابنتى الوحيده ياسين محمد وهنا ياسين وقف المحامي وقاله اي الكلام دا مش معقول الكلام ده
• المحامي يا استاذ ياسين انا بقرا زى ما الوصيه مكتوبه
• مرات ياسين قالت تمام يا متر كمل
• قعد مستغرب ياسين وقعد يفكر في ايام زمان مع الشيخ محمد حماه ويفتكر كل حاجه حلوه حصلت ما بينهم ووقف عند كلام الشيخ محمد لما اتقدم لبنت الشيخ محمد قاله
• انت عارف يا ياسين انا شايفك انت حاجه كبيره بنظرى وعلشان كده انا شايلك مفاجاه بس مش هقولك عليها دلوقتي هيجى وقتها وتعرف اي هيا المفاجاه
• ومره واحده ياسين قال بصوت عالي وهو بينادى يا شيخ محمد عرفت اي هيا المفاجاه
• مرات ياسين والمحامي بصوت واحد مفاجاة اي يا ياسين
• ياسين قالهم ان ابوكي كان مبلغنى ان هو عملى مفاجأة بس رفض يقولى اى هيا وبلغنى ان الايام هتعرفنى اي هيا وادينى اهو عرفت اى هيا
• مراته قالت اهم حاجه انت مبسوط
• قالها بصراحه لا
• وقال للمحامي بقولك اي يا متر الغي الوصيه دى واكتب كل الاملاك لمراتى الحاجه دى ملكها هيا مش ملك حد تانى
• مراته قالت بص يا ياسين انا ابويا استامنك عليا وكمان كتبلك كل املاكه وانا مش هقصر كلام والدى والوصيه هتمشي زى ما هيا ماشيه
• ياسين بس انا حاسس انك مضايقه
• وانا والله مش محتاج اى حاجه
• مراته لا يا ياسين هو بس كنت فاكره ان ابويا مكنش بيحب مراتى وكنت متوقعه ان كل املاكه هيكتبها لمراته ام محمود بس لما اتفاجئت ان هو كاتب كل املاكه باسمك وكمان هو اللي اقنعنى اتجوزك عرفت بقيمة امي من ناحية ابويا
• مامتى كانت مفكره نفس تفكيرى وكانت كل ما تكلمنى تقولى ان ام محمود اخدت الشيخ محمد منها وهيا ست صعب جدا بس الحمد لله ربنا ظهر كل حاجه بدرى
• ياسين بالعكس يا ام محمد والدك كان بيحب امك اوى وكان دائما يحكيلي عنها حجات جميله جدا
• مرات ياسين الله يرحمهم هما الاتنين ويجمعهم ببيت من بيوت الله
• طبعا ياسين عاش حياته مع مراته بنت الشيخ محمد والوقت دا اتعين امام جامع بديل الشيخ محمد واصبح من اثري اثرياء البلد وفي يوم من الايام قرر انه يزور امه
• ياسين لمراته اي رايك تيجي نزور امي
• مراته وهو انت تعرف امك ساكنه فين ولا جوزها هيقابلنا كويس ولا لا
• ياسين انا هعمل اللى عليا والباقي على ربنا
• مراته هو والله انا نفسي اشوفها بس اعذرنى محبش حد يهني وانت عارف كدا كويس
• ياسين محدش هيقدر يهينك ما تخافيش والمره نزور جدى وجدتى اكيد هيفرحو بيا لما يشوفو ابنى
• مراته مش هضغط عليك واقولك انا رافضه بس خلى بالك انا لو هروح هروح علشان جدك وجدتك
• ياسين تمام 🤝نتوكل على الله ونسافر بكرا الصبح ان شاء الله
• وفى صباح يوم جديد سافر ياسين ومراته ولاول مره منذ 25 سنه غياب وهنا كانت الصدمة الكبيره على زوج امه
• ياسين طرق باب البيت اللى ساكنه في امه
• خرجت امه
• ياسين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
• مها وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مين حضراتكم
• ياسين احنا تايهين ومش عارفين نروح فين ولا نيجي منين انا اسمى ياسين محمد الهوارى
• وهنا الاسم نزل صاعق على مها
• قولت مين
• ياسين عارف امه بس منتظر يشوف هيا هتعرفه ولا لا
• رد عليها وقالها خلاص يا حجه هنستاذنك نمشي
• ردت مها ابنى ياسين انا مصدقت انك ظهرت مره تانيه كنت فين كل السنين
• تعالى ادخل وعرفنى مين القمر اللى معاك ومين الطفل القمور دا
• ياسين دى مراتى ودا ابنى محمد
• وياسين قعد يحكي لامه كل اللى حصل السنين اللي فاتت بالتفصيل لحد ما عرفت انه صاحب املاك وعقارات واموال وشركات
• فرحت امه وقالتله انت عارف لو كنت قعد معانا عمرك ما كنت عملت حاجه بحياتك بس ربنا كاتب لك يحصلك اللى حصل علشان توصل باللى انت فيه
• ياسين الحمد لله يا امى بس كل الفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالى لشيخ محمد والد ام محمد ربنا يجعل مثواه الجنه يارب
• ام محمد وام ياسين الاتنين بصوت واحد يارب
• مها بس انت وحشتنى اوى يا ياسين انا مش مصدقه نفسي
• ما تجيب اشيل ابنك اكيد شبه ابوه قمور
• ام محمد ههههههههههه 😂 طبعا لازم يبقي شبه ابوه هو في اجمل من ابوه
• مها طيب هاتى ابن ابنى ولا اقولك استنى اقوم اجهزلك لقمه تاكلوها
• ياسين لا يا امى احنا شوية وهنمشي اصل جدى وجدتى وحشنى جدآ
• مها جدك اتوفي من 8 سنين يا ياسين وصحيح نسيت اقولك ابوك رجع من السفر
• ياسين بفرح شديد بجد يا امى
• مها اه والله يابنى زى ما بقولك كدا
• ياسين لمراته يلا بينا نقوم
• ولسه هيمشو دخل عبدالله
• عبدالله اي دا مين دول وراجل هنا بدون اذنى
• ياسين عايز حاجه ياعم عبدالله
• عبدالله انت مين يلا وكمان موقف عربيتك قدام بيتى وداخل بيتى بدون اذنى
• مها وكمان صاحب عقارات واموال وشركات ومحلات وعمده بلد كمان
• عبدالله بصوت واطي طيب اتعرف ب الباشا المحترم الخلوق اتفضل
• ياسين لا انا مش بقعد مع شخص معندوش انسانيه
• وبعد كدا قاله امال اخبار العيل الصغير اللى طرده من بيتك اخباره اي
• عبدالله ياباشا دا عيل مش محترم وكان جعان دائما وعلطول هدومه متسخه مش بيحب النظافه
• ياسين تمام تمام امال فين ابنك محمود
• عبدالله بصوت شهيق محمود اﯾﯾﯾﯾﯾﯾه مش عارف
• مها بالوقت دا قالت لا محمود للاسف الشديد يا باشا اتجه لسكة الشمال زى ما ابوه علمه واتقبض عليه متلبس واتحكم عليه ب 25 سنه
• ياسين وهو ليه كم سنه دلوقتي
• مها 12 سنه
• عبدالله رد وقال هو في اى هو مين دا وانت مالك ومالى
• ياسين رد عليه قالو انا الطفل اللى انت طردنى وقفلت كل البيبان بوشي شوف انا بقيت اى بحكمة ربنا وانت وابنك فين انت عمرك ما اتغيرت والبيت زى ما هو مفهوش اي جديد وابنك اتحبس والظاهر واللى انا شايفه مراتك كمان مش بتحبك يعنى عايش وانت خسران كل حاجه لكن انا ربنا رزقنى بالماا والسلطه وحب الناس ومراتي بتحبنى وانا كمان بحبها 🫶
• عبدالله بصدمة شديدة بقي انت ياسين يااااااه على الزمن
• سامحنى يا ياسين والله انا ما كنت بوعي
• ياسين باستغراب قاله شوفت الدنيا صغيره ازاى وتلى قول الله تعالى
• ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم
• وقول الله تعالى
• واصبر لحكم ربك انا بك باعيننا
• وايضا
• واصبر وما صبرك الا بالله
• دى حكم ربنا سبحانه وتعالى انت طردنى لكن ابو مراتى الشيخ محمد عليه رحمة الله كان بالنسبه لى اكتر من اب وهفضل طول عمرى ادعيله بالرحمة والمغفره
• بس انت عارف كل اللي حصل لابنك بسببي انا كنت كل ركعه وسجده اقول فيك حسبنا الله ونعم الوكيل
• وكل دا بسبب ظلمك ليا
• وع العموم انا هحاول اطلع محمود من القضيه
• مها يريد يا ياسين
• عبدالله مش مصدق نفسه ازاى ياسين اصبح من اثري اثرياء البلد برغم ان تم طرده بلبس واحد فقط
• ومره واحده مها قالت لعبدالله
• انا اسؤا ايام حياتى عيشتها معاك كلها ظلم وقهر وندم ممكن تطلقنى يا عبدالله واهو تبقي عملت حاجه خير بحياتك
• عبدالله بندم شديد
• مادام دا طلبك
• انتى طالق يا مها وقعد يكررها اكتر من مره وبعد كدا قعد يعيط ومره واحده قال ممكن يا ياسين تساعدنى اطلع محمود من السجن وكمان ليا طلب عندك ممكن تشغلنى معاك وتعلمنى امور دينى
• ياسين رد عليه مادام قررت انك تتوب وترجع لربنا سبحانه وتعالى انا هساعدك باذن الله
• يلا استاذنك 👋 سلام وكم يوم وارجع اخدك معايا تشوف شغلك
• ياسين يلا بينا يا امى تعالى معايا انتى دلوقتي مينفعش تقعدى هنا
• مها حاضر يا ياسين هجهز هدومي وحاجتى قامت مرات ياسين تساعد ام ياسين
• وبعد شويه نزلو واخد ياسين امه ومراته وابنه واتجه على منزل جده
• هناك طرق الباب وفتحت جدته الباب واول ما شافت مها
• الجده مها عاملة اي يابنتى كدا ماتساليش عليا
• مها معلش يا امى وادينى جيت اطمئن واقعد معاكي شوية
• الجده تعالو اتفضلو ادخلو من جوا
• اول ما دخلو وقعدو الجده قعدت تتكلم عن ايام زمان وان الايام سرقت الفرحه منها بعد ما اخدت ياسين ومشيت
• وقعدو يتكلمو حوالي اكتر من ساعه مع بعض
• كل دا وياسين عمال يفكر بايام زمان وحب جدته وجده ليه
• ومره واحده الجده سالت مها امال دا اكيد ابنك بسم الله ماشاء الله
• بس صحيح هو خرج امته من السجن
• مها جات تتكلم لكن ياسين قطع كلامها وقال
• انا اخد عفو حسن سير وسلوك
• مها بصت باستغراب وهيا مش فاهمه ليه قال كدا ولا معنى كلامه اى
• الجده بس اي الحلاوة اللي انت فيها والشياكه دى دانت كنت صايع وبلطجي
• ياسين معرفش يرد
• ومره واحده قال ان الله تواب رحيم
• اهو توبت لله يمكن يغفر لي ذنوبي
• الجده ط الحمد لله يابنى انت كان ليك اخ منه لله ابوك اللي خلانا مش عارفين هو فين
• وجات تتكلم مرات ياسين لكن قطعتها مها
• ان شاءلله هنلاقي وانا سمعت ان فى ناس شافته بمكان قريب
• ولسه هتكمل كلامها ودخل عليهم محمد ابو ياسين
• واول ما شاف مها قعد يزعق ويقول اى اللي جاب البنت دى هنا
• دى قتلت ابنى
• الجده استهدى بالله يابني
• محمد اهدي ازاى وهيا قتلت ابنى
• ياسين مستغرب من كلام ابوه
• ومره واحده اتكلم
• هو انا ممكن اتدخل بالموضوع
• محمد هو انت ابنها والله لاقتلك زى ما قتلت ابنى
• ياسين هو ابنك اسمو اى اللي اتقتل
• محمد بصوت عالي هو انت بتحقق معايا يابن الكلب
• ياسين ممكن تحترم نفسك دا احنا ببيتك المفروض تقدر كدا
• الجده. محمد. اهدى يابنى مش كدا
• ياسين ابنى كان زمانه بقي عريس بس انتى منك لله ليه حرام عليكي لو عايزه تتجوزى كنتى اتجوزتى بس بلاش تقتلي ابنى
• هنا ياسين قاطعه بالكلام وقاله يااااااه اول مره احس بحب الاب
• محمد انت هتتمحن يلا
• الجده بصوت عالى ياسين انت ياسين صح اه فعلا انت ياسين قلبي متاكد من كدا
• محمد اي اللي انتى بتقولى دا يا امى
• مها اه فعلا يا امى دا ياسين
• محمد مش مصدق اللي سامعه ياسين ازاى
• مرات ياسين قامت واتكلمت بس يابا وقعدت تحكي قصة ياسين وهنا قعد محمد يدمع ويقول ابنى حبيبي اخيرا شوفتك
• وقعد يحضن فيه وسجد لله سجدة شكر
• وجدته كمان قعدت تحضن فيه
• وقعدو يحكو قصص بعض لحد 🔚النهايات وكل واحد فضفض باللى بقلبه وتانى يوم ياسين قرر انه يمشي هو ومراته
• الاب تمشي ازاى مفيش خروج انا ما صدقت اشوفك
• ياسين معلش يابابا عندى شغل ومشاغل ان شاءلله اجيلك من وقت لتانى
• الاب لا انا محتاجك معايا وما تشيل هم مصاريف انت مسؤول منى
• ياسين عايزنى اوافق
• الاب اه
• ياسين خلاص لو عايزنى انا كمان عايز امي لو محتاجنى اقعد يبقي امي تقعد معانا
• الاب بس دى يابنى متجوزه
• مها ردت وقالت لا انا مطلقه
• محمد طبعا إطلقتى غيابي
• ياسين رد وقال لا يا بابا هو اللي طلقها بإرادته
• محمد بفرح بجد
• مها قالت اه بجد
• فرح محمد ومشي خطوتين وقال لمها ممكن ولسه مكملش كلام ولقي رد مها عليه
• لا اعذرنى انا مش مؤافقه
• محمد ليه
• مها انت اتهمتنى كتير بشرفي وقتل ابنى وثقتك بيا اصبحت قليله
• محمد لا والله هو فعلا انا ظلمتك كتير بس والله لسه بحبك ❤
• مها بجد يا محمد
• مرات ياسين الله اكبر هو دا الحب ولا بلاش
• ياسين وهو بيضحك ههههه انتو كدا بتسخنو مراتى عليا
• محمد لياسين بس يالا يا بكاش
• مها ليه هو ياسين مش رومانسي ولا اي
• مرات ياسين لا رومانسي بس بعد العمر دا كله ولسه كمية الحب موجوده ما بينكم دا رزق كبير
• ربنا يخليكم لبعض وميحرمكوش من بعض ابدا ويخليكم لينا
• ياسين اتصل بصديق ليه ماذون وقص عليه القصه رد الشيخ وقال اول ما والدتك تكمل العده عرفنى وحدد يوم لكتب الكتاب
• ياسين قال لابوه خلاص طول فترة العدة امي هتقعد معايا لحد مدة فترة العدة
• محمد ماشي يا ياسين
• الجده قعدت تزغرت وبصوت عالي الحمد لله لمة عيلتى رجعت تانى والناس كلها بالشارع سمعو صوتها والكل حضر
• محمد للناس الحمد لله انا رجعت لامي بعد غياب دام اكتر من 25 سنه وكمان رجوع ابنى بعد غياب 30 سنه ودلوقتى هيتم عودة مراتى ونرجع لبعض بعد استكمال العده
• الناس كلها قعدت تزغرط ومنهم طبل 🥁واصبح اليوم فرح بالبلد
• بعد كدا ياسين ودع ابوه والجده وخد امه وسافر للبلد اللي هو قاعد فيها وقالهم كل اسبوع هرجعلكم
• ودع ت الجده ومحمد ياسين ومراته وابنه ومها وسافرو
• والجده اتجهت لصورة الجد وقعدت تبكي وتقول يريدك كنت عايش تشوف اليوم ده
• وجا محمد من وراءها يطبطب عليها ويقولها الله يرحمه يا امى هو دلوقتي عارف احنا بنعمل اى
• الجده الله يرحمه وحيات غلاوة النبي عندك يا محمد لو مت ادفنى جنب ابوك
• محمد بعد الشر عليكي ياقلبي ربنا يديكي طولت العمر
• الجدة خلاص يا ابنى انا كده مطمئنه ولو موت هموت وانا مرتاحه
• محمد ط لو موتى عند بيت رسول الله اعمل اي
• الجده ياه لا طبعا ادفنى جنب رسول الله هو في اكرم من كدا
• محمد قعد يضحك ويبوس دماغ امه ويقولها ربنا يديكي الصحه والعافية
• ياسين طول الطريق يتكلم مع امه عن الشيخ محمد ابو مراته
• وازاى شخصيه محترمه جدا وعظيمة وفي اخر الكلام قال كنت اتمنى ان يكون موجود معانا اليوم
• مراته الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته
• الكل اللهم آمين يارب العالمين
• ووصل البيت ومرات ياسين قعدت تفرج مها البيت ونظامه ومها فرحت اوى وقالت ل ياسين
• الحمد لله ربنا اخرج من ضيق لاوسع الفرج
• فاستحكمت حلاقتها حتى فرجت
• ياسين كل الفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالى ل الشيخ محمد عليه رحمة الله
• وابا بمره اخليكي تيجي تشوفي المصانع والمحلات بس لما ترجعي لابويا علشان نبقي كلنا مع بعض
• ومرت الايام وانتهت فترة العدة
• وياسين اخد امه والماذون ورجع ابوه لامه وكان فرح ولا كانه اول مره يتجوزو
• وبعد انتهاء مراسم 📚كتب الكتاب ياسين قالهم بكرا كله تيجو معايا الجوازات نستخرج كل واحد جواز سفر علشان نروح زيارة مقبولة باذن الله ل حج بيت الله الحرام 🕋 وزيارة قبر رسول الله
• الجده بجد يا ياسين دا با اجمل فرح سمعته بحياتى اكتر من خبر رجوعكم
• وكلهم راحو وطلعو جوازات سفر
• وياسين خلص كل الاوراق المطلوبه لسفر وسافرو كلهم الى بيت الله الحرام ووصلو بالسلامه
• وبعد انتهاء مراسم الحج والعمره عن انفسهم
• الجده انا عايزه قبل ما اسافر اعمل حج وعمره لجدك يا ياسين
• ياسين قال وانا كمان هعمل لشيخ محمد
• ومرات ياسين قالت وانا هعمل لامى
• ومحمد قال وانا هعمل لاخويا الله يرحمه
• وكل واحد عمل حج وعمره نيابة عن الشخص وخلاص هيسافرو
• الجده لازم اودع سيدنا محمد
• كلهم بصوت واحد عليه افضل الصلاة والسلام
• ياسين وابوه تعالو يلا نودعه قبل ما نسافر وهنا حصلت المعجزة اللي سبحان الله محمد كان ممكن يحتار بسببها
• الجده توفيت وهيا بتدعو الله امام 🕌قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
• ووقتها محمد قال يا سبحان الله وي كان الله الهمنى اسالها حتى لا نحتار باي مكان ندفنها
• ودفن محمد امه بجوار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
• ثم عادو الى مصر 🇪🇬
• وعملو جنازة واخدو العزاء وبعد انتهاء مراسم العزاء عاد كل واحد الى بيته هو واسرته وعاشو مستقرين وياسين اخد عبدالله يشتغل معاه باحدى المصانع وقدر يخرج اخوه محمود من الحبس بعفو رئاسي وعاد محمود وعبدالله اخده معاه يشتغل معاه باحدى المصانع تبع ياسين وكل واحد تاب ورجع لربنا وعاشو حياة سعيدة ومستقرين واتجوز محمود ورجع لربنا وحياته اصبحت كلها اعمال خير
• وياسين اترشح يكون عضو مجلس نواب وكسب الانتحابات واصبح عضو مجلس نواب
• وعاشو جميعا بهدوى وسلام وحياة مستقرة والجميع عادو الى الله بتوبه لانهم جميعا عرفو من كان مع الله كان الله معه ويرزق الله من يشاء بغير حساب
• وهنا تنتهي قصتنا
• قصة قصيرة باسم
• فتى الصعيد
✍️ هيثم مصطفى عبدالباقى القط
✍️شيماء خميس محمد زيتون. ❝