❞ في عالم لم يعد يؤمن بالمعجزات، لا أزال أؤمن بقدرة الكلمة على صنع المعجزات.. بل إني أؤمن أن اختياره -عز وجل- للكلمة لتكون وعاء المعجزة الأخيرة للرسالة الخاتمة، يحوي دلالة عميقة على ما أؤمن به من قوّة الكلمات. ❝ ⏤احمد خيرى العمرى
❞ في عالم لم يعد يؤمن بالمعجزات، لا أزال أؤمن بقدرة الكلمة على صنع المعجزات. بل إني أؤمن أن اختياره -عز وجل- للكلمة لتكون وعاء المعجزة الأخيرة للرسالة الخاتمة، يحوي دلالة عميقة على ما أؤمن به من قوّة الكلمات. ❝
❞ المفهوم من الرواية
تروي هذه الرواية قصة فتاة واجهت ظروفًا صحية ونفسية صعبة منذ ولادتها، تعرضت للتنمر وعدم التفهم من من حولها، لكنها لم تستسلم لليأس.
تُظهر الرواية أهمية الثقة بالله والتوكل عليه، وأن النجاح لا يأتي إلا بالإصرار والاجتهاد، حتى في أصعب الأوقات. كما تسلط الضوء على دور الدعم العائلي والمحبة الحقيقية في بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة التحديات.
الرسالة الأهم هي أن كل طالب أو طالبة يمرون بصعوبات يجب أن يؤمنوا بقدراتهم، ويكملوا طريقهم بثبات حتى يحققوا أحلامهم ويجعلوا أهلهم وأحباءهم فخورين بهم.
بقلم: گ مي عبد العليم بدر
المقدمة
في عالم مليء بالتحديات، وُلدت هالة وهي تحمل في قلبها ضعفا لا يراه أحد، وثقب في جسدها أضعف بصيلات شعرها، لكن إرادتها كانت أقوى من كل الظروف. لم تكن حياة هالة سهلة، فقد واجهت التنمر، والتحديات الصحية، وضغوط الحياة، لكنها لم تستسلم أبداً. منذ الطفولة كانت تحلم بأن تثبت لنفسها ولمن حولها أنها ليست مجرد فتاة ضعيفة، بل هي قادرة على تحقيق أحلامها الكبيرة. بدأت طريقها بخطوات صغيرة، لكنها كانت ثابتة ومليئة بالإيمان بالله والدعم من والديها وخالها رمضان، الذي كان سندها وكلماته تشجعها دائمًا على المضي قدمًا.
هذه الرواية تحكي قصة كفاح هالة منذ ولادتها وحتى تحقيق حلمها في أن تصبح دكتورة كبيرة تفخر بها عائلتها، وكيف استطاعت أن تواجه الإحباطات والتحديات بثقة وأمل. لكل من يشعر بالضعف أو الإحباط، تذكري أن الإصرار واليقين بالله يمكن أن يصنع المعجزات.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الأول: بداية الطريق
عندما وُلدت هالة، كانت بداية صعبة. لم تكن الولادة طبيعية كما توقّع الجميع، إذ اكتشف الأطباء وجود ثقب في قلبها أثر على بصيلات شعرها، فكان شعرها وحواجبها أضعف من المعتاد. بالرغم من هذا، كانت عيون والديها تملأها المحبة والأمل. في أيام الحضانة، كان على هالة أن تتأقلم مع وضعها الصحي، ومع ضعف بصيلات شعرها التي تسببت لها في بعض التنمر من الأطفال الآخرين.
بدأت هالة دراستها في المدرسة الابتدائية، حيث لم تكن الحياة سهلة، لكنها صمدت رغم قسوة التنمر وأصوات السخرية التي كانت تسمعها أحيانًا. كان قلبها الصغير يئن، لكنها كانت تعلم أن هذا ليس نهاية الطريق. كانت تحلم بأن تثبت للجميع أنها أقوى من كل كلمة جارحة.
كان خالها رمضان هو الدعم الأكبر لها، رغم أنه يعيش في مكان آخر. كان يتصل بها بانتظام ليشجعها بكلمات بسيطة وملهمة تقول لها دائمًا:
\"هالة، ربنا معاك، وكل خطوة بتخطيها هي قرب ليك من حلمك.\"
هذا الدعم البسيط كان الوقود الذي يحرك قلب هالة نحو الأمام.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الثاني: حفظ القرآن والتحدي الجديد
في أولى إعدادي، أثبتت هالة قوة إرادتها بتحدي كل الصعاب التي واجهتها. كانت تحفظ القرآن الكريم بتفانٍ، وقد ختمته في تلك السنة رغم كل ما عانته من تعب ومشقة. لم يكن هذا مجرد إنجاز دراسي، بل كان انتصارًا روحيًا يجعلها تشعر بأنها أقرب إلى ربها، وأنها تسير في الطريق الصحيح.
عندما انتقلت هالة إلى الإعدادي الأزهري في تانية إعدادي، بدأ فصل جديد في حياتها. في هذا المكان، لم يكن الجميع يحبها بسهولة، لكنها كانت تحب أصدقائها الذين كانوا جزءًا من رحلة كفاحها. رغم أن مشاعرهم لم تكن كلها متبادلة، إلا أن هالة حاولت دائمًا أن تقترب منهم من قلبها الصادق.
كانت بداية المرحلة الثانوية مليئة بالتحديات الجديدة، خصوصًا عندما قررت هالة أن تنقّب، ليس بسبب شكلي أو ضغط المجتمع، بل رغبة منها في تقوية علاقتها بالله، والإحساس بالطمأنينة الداخلية التي كانت تبحث عنها.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الثالث: بداية الثانوية وإيمان لا يتزعزع
دخلت هالة الصف الأول الثانوي بقلب مفعم بالأمل والإصرار. كانت تعلم أن الطريق أمامها طويل وصعب، لكنها كانت مستعدة لتحدي كل شيء من أجل تحقيق حلمها. لم تكن التنقّب مجرد مظهر خارجي، بل كانت بداية لرحلة جديدة مع نفسها وربها، رحلة تعهدت فيها أن تكون أفضل مما يتوقعه الجميع.
مع بداية الدراسة، واجهت هالة الكثير من التوتر والقلق، خصوصًا مع المسؤوليات الكبيرة التي تنتظرها. كانت تخشى أن تخيب أمل أهلها وخالها رمضان الذي كان يرسل لها دائمًا كلمات تشجيعية بسيطة لكنها تعني لها الكثير. كانت تتلقى هذه الكلمات وتضعها في قلبها كوقود يدفعها للاستمرار رغم الصعوبات.
كانت تدعو الله كثيرًا في كل ليلة، تتوسل له أن يثبت خطاها ويقوي عزيمتها، حتى في اللحظات التي كانت تشعر فيها بالخوف والضعف. هالة كانت تعلم أن نجاحها لا يعتمد فقط على جهدها، بل على توكلها على الله وعلى ثقة من يحبونها.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الرابع: مرحلة ثالثة ثانوي والتوتر والتمسك بالأمل
وصلت هالة إلى ثالثة ثانوي، المرحلة التي كانت تخاف منها كثيرًا، لكنها كانت مفعمة بالعزيمة والإيمان. في داخلها، كان هناك صوت صغير يخبرها: \"لا تخافي، هذه هي فرصتك لتظهري للجميع أنك قوية.\" رغم توترها الكبير، بدأت هالة تستجمع قواها وتعمل كل ما بوسعها.
كانت تشعر بثقل المسؤولية على كتفيها، لكنها لم تسمح للخوف أن يسيطر عليها. كانت تستيقظ كل صباح بهدف واحد: أن تجعل أهلها وفخرها الحقيقي، خالها رمضان، فخورين بها وبإنجازاتها. كانت تحاول التركيز في دراستها، مع ممارسة ذكر الله والدعاء لتقويتها.
كل يوم امتحان كان اختبارًا لإرادتها، ومصدر قلق لكنها كانت تعتمد على الله في كل لحظة. كانت تدعو بصمت داخل قاعة الامتحان، تتلو آيات قرآنية تذكرها بأنها ليست وحدها، وأن الله معها في كل خطوة.
كانت تعلم أن طريق النجاح ليس سهلاً، لكنه يستحق كل تعب وكل دمعة. هذه المرحلة كانت مفتاح حلمها الكبير: أن تصبح طبيبة جراحة عظيمة، ترفع اسم عائلتها عاليًا.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الخامس: فترة الامتحانات والتوتر
بدأت فترة الامتحانات على هالة، ومع كل يوم كان التوتر يزداد في قلبها، لكنها كانت تحاول تهدئة نفسها بالدعاء والذكر. كانت تستيقظ باكرًا لتراجع دروسها، وفي كل لحظة كانت تقول لنفسها: \"ثقي بالله، هو معك ولن يخذلك.\"
كل يوم كانت تدخل امتحانها وهي تحمد الله على نعمة الصحة والقوة، وتطلب منه أن يسهل عليها طريقها ويعينها على النجاح. كانت تتنفس بعمق وتحاول أن تركز على الأسئلة، رغم أن القلق كان يختبئ في قلبها.
عندما تنتهي من كل امتحان، كانت تشعر بالراحة لأنها فعلت ما عليها، وتبدأ بالاستعداد للامتحان التالي بنفس العزيمة. كانت تدرك أن النجاح يحتاج إلى صبر واجتهاد مستمر.
كانت تكتب في دفترها:
\"كل لحظة تعب وكل دمعة في هذه الأيام ستكون طريقًا لتحقيق حلمي، لأجعل أهلي يفتخرون بي، ولكي أثبت لنفسي أنني قادرة على الوصول.\"
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل السادس: إعلان النتيجة وفرحة النجاح
حان وقت إعلان النتيجة، وجلست هالة وحدها في غرفتها تنتظر النتيجة وهي تشعر بمزيج من القلق والأمل. والدتها كانت جالسة معها، وخالها رمضان كان على الهاتف ينتظر خبرها بفارغ الصبر رغم أنه بعيد عنها، يرسل لها كلمات دعم وتشجيع دائمًا.
عندما ظهرت النتيجة، وجدت هالة أنها حققت نسبة 98.5% في الثانوية العامة، وكانت من الأوائل على دفعتها، وبهذا النجاح تأهلت بكل فخر لكلية الطب قسم الجراحة، حلم عمرها.
انهمرت دموع الفرح على وجهها، وركعت سجدة شكر لله على نعمه، ثم صاحت فرحة وهي تنادي والدتها وخالها: \"أنا عملت اللي عليا، أنا وصلت لحلمي!\"
نزلت إلى الصالة حيث كانت عائلتها وأقاربها يحتفلون بها، وعمت الفرحة الجميع. عمها وزوجته كانا فخورين جدًا، وأصدقاء العائلة جاؤوا ليباركوا لها، وكانت كلمات التهاني تملأ المكان.
خالد، والدها، لم يتمالك نفسه من الفرح، وعانقها بحرارة وقال:
\"يا بنتي، أنتِ فخر العيلة، والله رافع راسنا بيكي.\"
هذه الليلة كانت ليلة لا تُنسى، حيث أعدت العائلة حفلًا صغيرًا في البيت، احتفالًا بنجاح هالة وبداية مشوارها الجديد.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل السابع: تجهيزات الكلية والسكن وبداية حياة جديدة
بدأت هالة ترتب نفسها لتجهيزات الكلية، فهي على مشارف بداية مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص. كانت تحزم حقيبتها بعناية، تختار ملابسها بعناية، وتستعد للسكن الجامعي الذي سيكون أول تجربة لها بعيدًا عن عائلتها.
في لحظة الوداع، وقف خالها رمضان يحتضنها بقوة ويهمس لها:
\"أنا دايمًا معاكِ يا بنتي، مهما بعدت المسافات، إيدي في إيدك وربنا معاك.\"
دموع الوداع لم تمنع هالة من الشعور بقوة الإصرار، وودعت والدتها وعمها وزوجته، وكانت لحظة مؤثرة للجميع، خاصة بعدما وعدتهم أن تبذل كل جهدها لتصبح طبيبة جراحة ناجحة.
في السكن الجامعي، تعرفت هالة على زميلاتها، وتكونت صداقات جديدة. رغم شعورها بالغرابة في البداية، إلا أن دعمهن وتفهمهن ساعدها كثيرًا على التأقلم مع الحياة الجديدة.
في أول يوم لها في الكلية، وقفت هالة أمام لوحة كلية الطب، ودموع الفرح تغمر عينيها، وهمست لنفسها:
\"هذه أول خطوة على طريق تحقيق حلمي... هذا هو بداية مستقبلي.\"
كانت هذه اللحظة تعبيرًا عن كل ما مرت به من صعوبات، وكانت بداية لقصة نجاح جديدة تكتبها بإرادتها وإيمانها.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الثامن: أيام الامتحانات والتحدي
مع اقتراب امتحانات ثالثة ثانوي، بدأت هالة تشعر بوزن المسؤولية على كتفيها بشكل أكبر. لم تكن تخلو مشاعرها من التوتر والقلق، فهي تعلم أن هذه المرحلة تحدد مصيرها ومستقبلها. رغم ذلك، كانت مؤمنة بأن الله معها، ودائمًا ما تردد في قلبها: \"لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس\".
كل صباح كانت تستيقظ مبكرًا، تراجع دروسها بتركيز عالٍ، وتحاول أن تنظم وقتها بين المذاكرة والراحة لتبقى نشيطة. في كل لحظة شعرت فيها بالتعب أو الرغبة في الاستسلام، كانت تتذكر ابتسامة والدها وعيون والدتها التي تملؤها الفخر.
في الليالي التي سبقت الامتحانات، كانت ترفع يديها بالدعاء إلى الله، تطلب منه القوة والنجاح. لم تكن تترك فرصة إلا وتطلب فيها العون، مؤمنة بأن الدعاء هو مفتاح كل باب مغلق.
خلال الامتحانات، كانت تلتزم بالصلاة والذكر قبل كل امتحان، تحمد الله على النعمة، وتحاول أن تبقى هادئة. رغم التوتر، كانت تثق في نفسها وفي كل مجهود بذلته طوال السنوات الماضية.
كانت تلك الأيام صعبة لكنها مليئة بالأمل، وكانت هالة تعرف أن هذه المرحلة هي خطوة نحو تحقيق حلمها الكبير بأن تصبح طبيبة جراحة تفتخر بها عائلتها.
---
بقلم گ مي عبد العليم بدر
الفصل التاسع: لحظة النتيجة وفرحة النجاح
جلست هالة وحيدة في غرفتها، تنتظر بفارغ الصبر ظهور نتيجة امتحاناتها. قلبها ينبض بسرعة، ويدها ترتجف قليلاً وهي تفتح الصفحة الإلكترونية للنتائج. لحظة الحقيقة كانت أمامها، وكانت تعلم أن كل تعبها وجهدها كله في هذه اللحظة.
عندما ظهرت النتيجة، كانت النسبة 98.5% في ثالثة ثانوي، وبذلك تمكنت من تحقيق حلمها بدخول كلية الطب – قسم جراحة. لم تصدق هالة عينيها، وامتلأت عيناها بالدموع من الفرح والامتنان.
ركعت سجدة شكر لله، وقررت أن تخبر والدتها وخالها رمضان بهذا الخبر السعيد. نزلت مسرعة إلى غرفة والدتها، التي كانت جالسة مع عمها ومراته. عندما أخبرتهم، امتلأت الغرفة بالفرح، وتبادلوا التهاني والاحتفال بهذا النجاح العظيم.
اتصلت هالة بوالدها، وكانت دموع الفرح في صوتها واضحة، وأخبرته أنها وصلت إلى ما كانوا يحلمون به جميعًا. كانت لحظة مميزة، حيث لم يقتصر الفرح على هالة فقط، بل شاركها الجميع – عائلتها، أصدقاؤها، وكل من كان يؤمن بها.
أقامت العائلة ليلة احتفال كبيرة في المنزل، حضرها الأقارب والأصدقاء، وكان ذلك تكريمًا لتعبها وجهدها الذي جعل كل من حولها يشعر بالفخر.
---
بقلم گ مي عبد العليم بدر
الفصل العاشر: بداية جديدة وطموح لا ينتهي
بدأت هالة تستعد للخطوة الأكبر في حياتها، بداية مرحلة الكلية. كانت تحزم حقيبتها بعناية، تختار ملابسها، وتفكر في السكن الجديد الذي سيحتضنها طوال سنوات دراستها في كلية الطب – قسم الجراحة.
في يوم الوداع، وقفت أمام عائلتها، ودموع الفرح والحزن مختلطة في عينيها. خالها رمضان حضنها بقوة وقبل رأسها، وكأنّه يمنحها كل الدعم والقوة التي تحتاجها في طريقها.
وصلت إلى السكن الجامعي، حيث تعرفت على زميلاتها الجدد وكونت صداقات بدأت تشرق معها أفقًا جديدًا في حياتها. ومع بداية الدراسة، كانت أول خطوة تخطوها إلى مبنى الكلية، واقفة أمام لافتتها الكبيرة.
نظرت إليها بدموع فرح تغمر عينيها، وهمست بصوت مليء بالأمل:
\"هذه ليست نهاية الطريق، بل بداية حلم طالما انتظرته… أنا هالة، وسأثبت أن الإصرار والإيمان هما مفتاح النجاح.\"
---
بقلم گ مي عبد العليم بدر
الخاتمة: رسالتنا ليك
ربما كنت تقرأ الآن، وفي قلبك غصة، في عينك دمعة، أو يمكن تكون مشوش ومش عارف تبدأ منين.
لكن خلي \"هالة\" تبقى مش بس بطلة رواية، لأ… تكون صوتك اللي محدش سمعه، حلمك اللي اتدفن، صبرك اللي بيزيد في السرّ، وشجاعتك اللي لسه بتتكوّن.
هالة كانت بنت عادية جدًا… عندها ضعف، دموع، إحباط، وناس كسّروها بكلمة وسكتوا. لكن عندها كمان: يقين، أم، أب، خال، و\"نفس مؤمنة\" إن ربنا مش بيضيع تعب حد.
ما كانتش أقوى من غيرها، لكن قررت تتقوى بالله. ما كانتش أذكى الكوكب، لكنها اجتهدت لحد ما ربنا بارك اجتهادها.
رسالتنا ليك:
متسمحش لكلمة تحبطك.
متقارنش نفسك بحد، قارن بين \"نسختك القديمة والجديدة\".
مفيش حلم بعيد على رب كريم، بس لازم تبذل وتثبت إنك تستحق.
اتمسك بدعم أهلك، وافتكر كل حد شاف فيك خير.
خلّي فشلك بداية، مش نهاية.
افتح قلبك لله، واجتهد… وهتوصل.
ولما توصل؟
افرح، وافتكر كل دمعة نزلت وأنت بتقاوم…
وساعتها، ابص لنفسك في المراية وقول بكل فخر:
\"أنا بطل حكايتي.\"
مؤسسة الدار: الكاتبه دنيا اكرم الرمادي
اسم الكاتبه: مي عبد العليم بدر
الروايه: ضد الريح. ❝ ⏤مي عبد العليم عبد الحميد بدر
❞ المفهوم من الرواية
تروي هذه الرواية قصة فتاة واجهت ظروفًا صحية ونفسية صعبة منذ ولادتها، تعرضت للتنمر وعدم التفهم من من حولها، لكنها لم تستسلم لليأس.
تُظهر الرواية أهمية الثقة بالله والتوكل عليه، وأن النجاح لا يأتي إلا بالإصرار والاجتهاد، حتى في أصعب الأوقات. كما تسلط الضوء على دور الدعم العائلي والمحبة الحقيقية في بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة التحديات.
الرسالة الأهم هي أن كل طالب أو طالبة يمرون بصعوبات يجب أن يؤمنوا بقدراتهم، ويكملوا طريقهم بثبات حتى يحققوا أحلامهم ويجعلوا أهلهم وأحباءهم فخورين بهم.
بقلم: گ مي عبد العليم بدر
المقدمة
في عالم مليء بالتحديات، وُلدت هالة وهي تحمل في قلبها ضعفا لا يراه أحد، وثقب في جسدها أضعف بصيلات شعرها، لكن إرادتها كانت أقوى من كل الظروف. لم تكن حياة هالة سهلة، فقد واجهت التنمر، والتحديات الصحية، وضغوط الحياة، لكنها لم تستسلم أبداً. منذ الطفولة كانت تحلم بأن تثبت لنفسها ولمن حولها أنها ليست مجرد فتاة ضعيفة، بل هي قادرة على تحقيق أحلامها الكبيرة. بدأت طريقها بخطوات صغيرة، لكنها كانت ثابتة ومليئة بالإيمان بالله والدعم من والديها وخالها رمضان، الذي كان سندها وكلماته تشجعها دائمًا على المضي قدمًا.
هذه الرواية تحكي قصة كفاح هالة منذ ولادتها وحتى تحقيق حلمها في أن تصبح دكتورة كبيرة تفخر بها عائلتها، وكيف استطاعت أن تواجه الإحباطات والتحديات بثقة وأمل. لكل من يشعر بالضعف أو الإحباط، تذكري أن الإصرار واليقين بالله يمكن أن يصنع المعجزات.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الأول: بداية الطريق
عندما وُلدت هالة، كانت بداية صعبة. لم تكن الولادة طبيعية كما توقّع الجميع، إذ اكتشف الأطباء وجود ثقب في قلبها أثر على بصيلات شعرها، فكان شعرها وحواجبها أضعف من المعتاد. بالرغم من هذا، كانت عيون والديها تملأها المحبة والأمل. في أيام الحضانة، كان على هالة أن تتأقلم مع وضعها الصحي، ومع ضعف بصيلات شعرها التي تسببت لها في بعض التنمر من الأطفال الآخرين.
بدأت هالة دراستها في المدرسة الابتدائية، حيث لم تكن الحياة سهلة، لكنها صمدت رغم قسوة التنمر وأصوات السخرية التي كانت تسمعها أحيانًا. كان قلبها الصغير يئن، لكنها كانت تعلم أن هذا ليس نهاية الطريق. كانت تحلم بأن تثبت للجميع أنها أقوى من كل كلمة جارحة.
كان خالها رمضان هو الدعم الأكبر لها، رغم أنه يعيش في مكان آخر. كان يتصل بها بانتظام ليشجعها بكلمات بسيطة وملهمة تقول لها دائمًا:
˝هالة، ربنا معاك، وكل خطوة بتخطيها هي قرب ليك من حلمك.˝
هذا الدعم البسيط كان الوقود الذي يحرك قلب هالة نحو الأمام.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الثاني: حفظ القرآن والتحدي الجديد
في أولى إعدادي، أثبتت هالة قوة إرادتها بتحدي كل الصعاب التي واجهتها. كانت تحفظ القرآن الكريم بتفانٍ، وقد ختمته في تلك السنة رغم كل ما عانته من تعب ومشقة. لم يكن هذا مجرد إنجاز دراسي، بل كان انتصارًا روحيًا يجعلها تشعر بأنها أقرب إلى ربها، وأنها تسير في الطريق الصحيح.
عندما انتقلت هالة إلى الإعدادي الأزهري في تانية إعدادي، بدأ فصل جديد في حياتها. في هذا المكان، لم يكن الجميع يحبها بسهولة، لكنها كانت تحب أصدقائها الذين كانوا جزءًا من رحلة كفاحها. رغم أن مشاعرهم لم تكن كلها متبادلة، إلا أن هالة حاولت دائمًا أن تقترب منهم من قلبها الصادق.
كانت بداية المرحلة الثانوية مليئة بالتحديات الجديدة، خصوصًا عندما قررت هالة أن تنقّب، ليس بسبب شكلي أو ضغط المجتمع، بل رغبة منها في تقوية علاقتها بالله، والإحساس بالطمأنينة الداخلية التي كانت تبحث عنها.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الثالث: بداية الثانوية وإيمان لا يتزعزع
دخلت هالة الصف الأول الثانوي بقلب مفعم بالأمل والإصرار. كانت تعلم أن الطريق أمامها طويل وصعب، لكنها كانت مستعدة لتحدي كل شيء من أجل تحقيق حلمها. لم تكن التنقّب مجرد مظهر خارجي، بل كانت بداية لرحلة جديدة مع نفسها وربها، رحلة تعهدت فيها أن تكون أفضل مما يتوقعه الجميع.
مع بداية الدراسة، واجهت هالة الكثير من التوتر والقلق، خصوصًا مع المسؤوليات الكبيرة التي تنتظرها. كانت تخشى أن تخيب أمل أهلها وخالها رمضان الذي كان يرسل لها دائمًا كلمات تشجيعية بسيطة لكنها تعني لها الكثير. كانت تتلقى هذه الكلمات وتضعها في قلبها كوقود يدفعها للاستمرار رغم الصعوبات.
كانت تدعو الله كثيرًا في كل ليلة، تتوسل له أن يثبت خطاها ويقوي عزيمتها، حتى في اللحظات التي كانت تشعر فيها بالخوف والضعف. هالة كانت تعلم أن نجاحها لا يعتمد فقط على جهدها، بل على توكلها على الله وعلى ثقة من يحبونها.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الرابع: مرحلة ثالثة ثانوي والتوتر والتمسك بالأمل
وصلت هالة إلى ثالثة ثانوي، المرحلة التي كانت تخاف منها كثيرًا، لكنها كانت مفعمة بالعزيمة والإيمان. في داخلها، كان هناك صوت صغير يخبرها: ˝لا تخافي، هذه هي فرصتك لتظهري للجميع أنك قوية.˝ رغم توترها الكبير، بدأت هالة تستجمع قواها وتعمل كل ما بوسعها.
كانت تشعر بثقل المسؤولية على كتفيها، لكنها لم تسمح للخوف أن يسيطر عليها. كانت تستيقظ كل صباح بهدف واحد: أن تجعل أهلها وفخرها الحقيقي، خالها رمضان، فخورين بها وبإنجازاتها. كانت تحاول التركيز في دراستها، مع ممارسة ذكر الله والدعاء لتقويتها.
كل يوم امتحان كان اختبارًا لإرادتها، ومصدر قلق لكنها كانت تعتمد على الله في كل لحظة. كانت تدعو بصمت داخل قاعة الامتحان، تتلو آيات قرآنية تذكرها بأنها ليست وحدها، وأن الله معها في كل خطوة.
كانت تعلم أن طريق النجاح ليس سهلاً، لكنه يستحق كل تعب وكل دمعة. هذه المرحلة كانت مفتاح حلمها الكبير: أن تصبح طبيبة جراحة عظيمة، ترفع اسم عائلتها عاليًا.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الخامس: فترة الامتحانات والتوتر
بدأت فترة الامتحانات على هالة، ومع كل يوم كان التوتر يزداد في قلبها، لكنها كانت تحاول تهدئة نفسها بالدعاء والذكر. كانت تستيقظ باكرًا لتراجع دروسها، وفي كل لحظة كانت تقول لنفسها: ˝ثقي بالله، هو معك ولن يخذلك.˝
كل يوم كانت تدخل امتحانها وهي تحمد الله على نعمة الصحة والقوة، وتطلب منه أن يسهل عليها طريقها ويعينها على النجاح. كانت تتنفس بعمق وتحاول أن تركز على الأسئلة، رغم أن القلق كان يختبئ في قلبها.
عندما تنتهي من كل امتحان، كانت تشعر بالراحة لأنها فعلت ما عليها، وتبدأ بالاستعداد للامتحان التالي بنفس العزيمة. كانت تدرك أن النجاح يحتاج إلى صبر واجتهاد مستمر.
كانت تكتب في دفترها:
˝كل لحظة تعب وكل دمعة في هذه الأيام ستكون طريقًا لتحقيق حلمي، لأجعل أهلي يفتخرون بي، ولكي أثبت لنفسي أنني قادرة على الوصول.˝
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل السادس: إعلان النتيجة وفرحة النجاح
حان وقت إعلان النتيجة، وجلست هالة وحدها في غرفتها تنتظر النتيجة وهي تشعر بمزيج من القلق والأمل. والدتها كانت جالسة معها، وخالها رمضان كان على الهاتف ينتظر خبرها بفارغ الصبر رغم أنه بعيد عنها، يرسل لها كلمات دعم وتشجيع دائمًا.
عندما ظهرت النتيجة، وجدت هالة أنها حققت نسبة 98.5% في الثانوية العامة، وكانت من الأوائل على دفعتها، وبهذا النجاح تأهلت بكل فخر لكلية الطب قسم الجراحة، حلم عمرها.
انهمرت دموع الفرح على وجهها، وركعت سجدة شكر لله على نعمه، ثم صاحت فرحة وهي تنادي والدتها وخالها: ˝أنا عملت اللي عليا، أنا وصلت لحلمي!˝
نزلت إلى الصالة حيث كانت عائلتها وأقاربها يحتفلون بها، وعمت الفرحة الجميع. عمها وزوجته كانا فخورين جدًا، وأصدقاء العائلة جاؤوا ليباركوا لها، وكانت كلمات التهاني تملأ المكان.
خالد، والدها، لم يتمالك نفسه من الفرح، وعانقها بحرارة وقال:
˝يا بنتي، أنتِ فخر العيلة، والله رافع راسنا بيكي.˝
هذه الليلة كانت ليلة لا تُنسى، حيث أعدت العائلة حفلًا صغيرًا في البيت، احتفالًا بنجاح هالة وبداية مشوارها الجديد.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل السابع: تجهيزات الكلية والسكن وبداية حياة جديدة
بدأت هالة ترتب نفسها لتجهيزات الكلية، فهي على مشارف بداية مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص. كانت تحزم حقيبتها بعناية، تختار ملابسها بعناية، وتستعد للسكن الجامعي الذي سيكون أول تجربة لها بعيدًا عن عائلتها.
في لحظة الوداع، وقف خالها رمضان يحتضنها بقوة ويهمس لها:
˝أنا دايمًا معاكِ يا بنتي، مهما بعدت المسافات، إيدي في إيدك وربنا معاك.˝
دموع الوداع لم تمنع هالة من الشعور بقوة الإصرار، وودعت والدتها وعمها وزوجته، وكانت لحظة مؤثرة للجميع، خاصة بعدما وعدتهم أن تبذل كل جهدها لتصبح طبيبة جراحة ناجحة.
في السكن الجامعي، تعرفت هالة على زميلاتها، وتكونت صداقات جديدة. رغم شعورها بالغرابة في البداية، إلا أن دعمهن وتفهمهن ساعدها كثيرًا على التأقلم مع الحياة الجديدة.
في أول يوم لها في الكلية، وقفت هالة أمام لوحة كلية الطب، ودموع الفرح تغمر عينيها، وهمست لنفسها:
˝هذه أول خطوة على طريق تحقيق حلمي.. هذا هو بداية مستقبلي.˝
كانت هذه اللحظة تعبيرًا عن كل ما مرت به من صعوبات، وكانت بداية لقصة نجاح جديدة تكتبها بإرادتها وإيمانها.
بقلم:
گ مي عبد العليم بدر
الفصل الثامن: أيام الامتحانات والتحدي
مع اقتراب امتحانات ثالثة ثانوي، بدأت هالة تشعر بوزن المسؤولية على كتفيها بشكل أكبر. لم تكن تخلو مشاعرها من التوتر والقلق، فهي تعلم أن هذه المرحلة تحدد مصيرها ومستقبلها. رغم ذلك، كانت مؤمنة بأن الله معها، ودائمًا ما تردد في قلبها: ˝لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس˝.
كل صباح كانت تستيقظ مبكرًا، تراجع دروسها بتركيز عالٍ، وتحاول أن تنظم وقتها بين المذاكرة والراحة لتبقى نشيطة. في كل لحظة شعرت فيها بالتعب أو الرغبة في الاستسلام، كانت تتذكر ابتسامة والدها وعيون والدتها التي تملؤها الفخر.
في الليالي التي سبقت الامتحانات، كانت ترفع يديها بالدعاء إلى الله، تطلب منه القوة والنجاح. لم تكن تترك فرصة إلا وتطلب فيها العون، مؤمنة بأن الدعاء هو مفتاح كل باب مغلق.
خلال الامتحانات، كانت تلتزم بالصلاة والذكر قبل كل امتحان، تحمد الله على النعمة، وتحاول أن تبقى هادئة. رغم التوتر، كانت تثق في نفسها وفي كل مجهود بذلته طوال السنوات الماضية.
كانت تلك الأيام صعبة لكنها مليئة بالأمل، وكانت هالة تعرف أن هذه المرحلة هي خطوة نحو تحقيق حلمها الكبير بأن تصبح طبيبة جراحة تفتخر بها عائلتها.
-
بقلم گ مي عبد العليم بدر
الفصل التاسع: لحظة النتيجة وفرحة النجاح
جلست هالة وحيدة في غرفتها، تنتظر بفارغ الصبر ظهور نتيجة امتحاناتها. قلبها ينبض بسرعة، ويدها ترتجف قليلاً وهي تفتح الصفحة الإلكترونية للنتائج. لحظة الحقيقة كانت أمامها، وكانت تعلم أن كل تعبها وجهدها كله في هذه اللحظة.
عندما ظهرت النتيجة، كانت النسبة 98.5% في ثالثة ثانوي، وبذلك تمكنت من تحقيق حلمها بدخول كلية الطب – قسم جراحة. لم تصدق هالة عينيها، وامتلأت عيناها بالدموع من الفرح والامتنان.
ركعت سجدة شكر لله، وقررت أن تخبر والدتها وخالها رمضان بهذا الخبر السعيد. نزلت مسرعة إلى غرفة والدتها، التي كانت جالسة مع عمها ومراته. عندما أخبرتهم، امتلأت الغرفة بالفرح، وتبادلوا التهاني والاحتفال بهذا النجاح العظيم.
اتصلت هالة بوالدها، وكانت دموع الفرح في صوتها واضحة، وأخبرته أنها وصلت إلى ما كانوا يحلمون به جميعًا. كانت لحظة مميزة، حيث لم يقتصر الفرح على هالة فقط، بل شاركها الجميع – عائلتها، أصدقاؤها، وكل من كان يؤمن بها.
أقامت العائلة ليلة احتفال كبيرة في المنزل، حضرها الأقارب والأصدقاء، وكان ذلك تكريمًا لتعبها وجهدها الذي جعل كل من حولها يشعر بالفخر.
-
بقلم گ مي عبد العليم بدر
الفصل العاشر: بداية جديدة وطموح لا ينتهي
بدأت هالة تستعد للخطوة الأكبر في حياتها، بداية مرحلة الكلية. كانت تحزم حقيبتها بعناية، تختار ملابسها، وتفكر في السكن الجديد الذي سيحتضنها طوال سنوات دراستها في كلية الطب – قسم الجراحة.
في يوم الوداع، وقفت أمام عائلتها، ودموع الفرح والحزن مختلطة في عينيها. خالها رمضان حضنها بقوة وقبل رأسها، وكأنّه يمنحها كل الدعم والقوة التي تحتاجها في طريقها.
وصلت إلى السكن الجامعي، حيث تعرفت على زميلاتها الجدد وكونت صداقات بدأت تشرق معها أفقًا جديدًا في حياتها. ومع بداية الدراسة، كانت أول خطوة تخطوها إلى مبنى الكلية، واقفة أمام لافتتها الكبيرة.
نظرت إليها بدموع فرح تغمر عينيها، وهمست بصوت مليء بالأمل:
˝هذه ليست نهاية الطريق، بل بداية حلم طالما انتظرته… أنا هالة، وسأثبت أن الإصرار والإيمان هما مفتاح النجاح.˝
-
بقلم گ مي عبد العليم بدر
الخاتمة: رسالتنا ليك
ربما كنت تقرأ الآن، وفي قلبك غصة، في عينك دمعة، أو يمكن تكون مشوش ومش عارف تبدأ منين.
لكن خلي ˝هالة˝ تبقى مش بس بطلة رواية، لأ… تكون صوتك اللي محدش سمعه، حلمك اللي اتدفن، صبرك اللي بيزيد في السرّ، وشجاعتك اللي لسه بتتكوّن.
هالة كانت بنت عادية جدًا… عندها ضعف، دموع، إحباط، وناس كسّروها بكلمة وسكتوا. لكن عندها كمان: يقين، أم، أب، خال، و˝نفس مؤمنة˝ إن ربنا مش بيضيع تعب حد.
ما كانتش أقوى من غيرها، لكن قررت تتقوى بالله. ما كانتش أذكى الكوكب، لكنها اجتهدت لحد ما ربنا بارك اجتهادها.
رسالتنا ليك:
متسمحش لكلمة تحبطك.
متقارنش نفسك بحد، قارن بين ˝نسختك القديمة والجديدة˝.
مفيش حلم بعيد على رب كريم، بس لازم تبذل وتثبت إنك تستحق.
اتمسك بدعم أهلك، وافتكر كل حد شاف فيك خير.
خلّي فشلك بداية، مش نهاية.
افتح قلبك لله، واجتهد… وهتوصل.
ولما توصل؟
افرح، وافتكر كل دمعة نزلت وأنت بتقاوم…
وساعتها، ابص لنفسك في المراية وقول بكل فخر:
˝أنا بطل حكايتي.˝
مؤسسة الدار: الكاتبه دنيا اكرم الرمادي
اسم الكاتبه: مي عبد العليم بدر
الروايه: ضد الريح. ❝
❞ الله أن یختم لنا بخاتمة السعادة، وأن یرزقنا الجنة والزیادة.
معنى حسن الخاتمة
وهو أن یوفق العبد قبل موته إلى َّ الإقلاع عما یغضب الله ،والتوبة والندم من الذنوب والمعاصي،
والإقبال على الطاعات وأعمال الخیر، والاستقامة علیه حتى یأتیه الموت وهو على هذا الحال.. ❝ ⏤ندا أبو أحمد
❞ الله أن یختم لنا بخاتمة السعادة، وأن یرزقنا الجنة والزیادة.
معنى حسن الخاتمة
وهو أن یوفق العبد قبل موته إلى َّ الإقلاع عما یغضب الله ،والتوبة والندم من الذنوب والمعاصي،
والإقبال على الطاعات وأعمال الخیر، والاستقامة علیه حتى یأتیه الموت وهو على هذا الحال. ❝
❞ ماهي التوبة وكيف نتوب؟
كثيرًا ما تتردد على أسماعنا عبارة “التوبة النصوح”، وقد عرفها العلماء بأنها هي التي تتضمن الإقلاع عن الذنوب كلها، والندم عليها، والعزم على عدم العودة إليها، ورد المظالم إلى أهلها، وأن تكون طلبًا لثواب الله ورحمته، وهربًا من عذابه وعقوبته، يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ويُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}. فماهي التوبة وكيف نتوب؟ نحن نحتاج للتوبة دائمًا، في كل وقت وفي كل حين، فالتوبة لازمة لجميع المؤمنين، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتوبة، فقال: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } وقال عز وجل: { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا }، وقال عز وجل: { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ }
أي هذه الصور صورتك؟
حتى نعرف ماهي التوبة وكيف نتوب؟ نقول أن للتائبين صور متعددة، فانظر أين تجد نفسك في هذه الصور.. الصورة الأولى: عبد مستقيم على التوبة والإنابة، لا يحدث نفسه بالعودة إلى معصية طيلة حياته، يستبدل بسيئاته الحسنات، وهذا سابق بالخيرات، نفسه مطمئنة، راضية مرضية. الصورة الثانية: عبد عاقد على التوبة، وفي نيته الاستقامة، ولا يسعى في المعصية، ولا يقصدها، ولا يهتم بها، ولكنه قد يُبتلَى بدخولها عليه من غير قصد منه، ويُمتَحَن بالهم واللمم، فهو مؤمن تُرجَى له الاستقامة؛ لأنه في طريقها، ونفسه نفس لوامة، تلومه إن عصى، وتلومه إن قصَّر في الطاعة. الصورة الثالثة: عبد يعصي ثم يتوب، ثم يعود للمعصية، ثم يحزن على فعله لها وسعيه إليها، إلا أنه يُسَوِّف بالتوبة، ويحدث نفسه بالاستقامة، ويحب منازل التوابين، ويرتاح قلبه إلى مقام الصديقين؛ لكن الهوى يغلبه، والعادة تجذبه، فهو ترجى له الاستقامة لمحاسن عمله، وتكفيرها السالف من سيئاته، وقد يُخشَى عليه الانتكاس والانقلاب، لمداومة خطئه. ونفس هذا العبد نفس مُسَوِّلة، وهو ممن خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا، عسى الله أن يتوب عليه فيستقيم ويلحق بالسابقين. الصورة الرابعة: إنه أسوأ العبيد حالاً، وأعظمهم على نفسه وبالاً، وأقلهم من الله نوالاً، يعصي ثم يتبع المعصية بمثلها أو أعظم، يقيم على الإصرار، ويحدث نفسه بفعل المعاصي إذا قدر عليها، لا ينوي توبة، ولا يعزم استقامة، لا يرجو من الله وعدًا، ولا يخشى منه وعيدًا. ونفس هذا نفس أمَّارة، وروحه من الخير فرارة، ويُخشى عليه سوء الخاتمة لسلوكه طريقها.
انظر لثلاثة أشياء
قالوا بشأن السؤال: ماهي التوبة وكيف نتوب؟ يجب عند توبتك من الذنب أن تنظر إلى ثلاثة أشياء: انخلاعك من العصمة حين إتيانه، وفرحك عند الظفر به، والإصرار عليه وقعودك عن تداركه، مع تيقنك نظر الله عز وجل إليك. انخلاعك من العصمة حين إتيانه: فإن الله عز وجل ما خلى بينك وبين الذنب إلا بعد أن خذلك وخلى بينك وبين نفسك، ولو عصمك ووفقك لما وجد الذنب إليك سبيلاً، فقد أجمع العارفون بالله على أن الخذلان أن يكلك الله إلى نفسك ويخلي بينك وبينها. فرحك عند الظفر به: إن فرحك عند الظفر بالمعصية دليل على شدة الرغبة فيها والجهل بقدر من عصيته، والجهل بسوء عاقبتها وعظم خطرها، ففرحك بها غطى على ذلك كله، وفرحك بها أشد ضررا عليك من مواقعتها. والمؤمن لا تتم له لذة بمعصية أبدًا، ولا يكمل بها فرحه، بل لا يباشرها إلا والحزن مخالط لقلبه، ولكن سُكْر الشهوة يحجبه عن الشعور به، ومتى خلا قلبه من هذا الحزن واشتدت غبطته وسروره، فليتَّهِمْ إيمانه، وليبكِ على موت قلبه. الإصرار عليه وقعودك عن تداركه: الإصرار هو الاستقرار على المخالفة، والعزم على المعاودة، وذلك ذنب آخر لعله أعظم من الذنب الأول بكثير. وهذا من عقوبة الذنب، فإنه يوجب ذنبًا أكبر منه، ثم الثاني كذلك، ثم الثالث كذلك، حتى يحدث الهلاك، فالإصرار على المعصية معصية أخرى، والقعود عن تدارك ما فاتك من الخير بسبب المعصية يعتبر إصرارًا ورضا بها وطمأنينة إليها، وذلك علامة الهلاك. قال سهل بن عبد الله: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصرُّ هالك، والإصرار هو التسويف، والتسويف أن يقول: أتوب غدًا؛ وهذا دعوى النفس، كيف يتوب غدًا لا يملكه!. وعلى هذا فالتوبة من المعصية مع بقاء لذتها في القلب، وتمني ارتكابها إن وجد إليها السبيل، وحديث النفس الدائم بلذتها، هذه التوبة تسمى توبة الكذابين، وهي التي وصف أبو هريرة صاحبها بأنه كالمستهزئ بربه، فهي توبة غير مقبولة، فضلاً عن الإثم الذي يلحق بصاحبها من مخادعته لله عز وجل.
من شروط التوبة
1- أن تكون التوبة لله: فلا بد أن يكون الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم على عدم معاودتها. لا بد أن يكون هذا كله من أجل الله عز وجل، رغبة في ثوابه، وخشية من عقابه. فمن أقلع عن شرب الخمر؛ لأن الطبيب حذره من شربها، وأنها ستودي بصحته، فتركها من أجل ذلك، لا يُعَد تائبًا، ولا يكون تركه لهذه النية توبة. ومن أقلع عن الزنى؛ لإصابته بمرض (الإيدز) مثلاً، أو خشي الإصابة به، أو بغيره من الأمراض التناسلية، فخاف على نفسه وهجر الزنى، لم يكن فعله ذلك توبة شرعية. ومن أقلع عن الاتجار بالمخدرات، خوفًا من مطاردة الشرطة، ومن العقوبة التي تنتظره، لم يكن تائبًا، ولا إقلاعه توبة. ومن أقلع عن القمار؛ لأنه خسر ماله فيه، وأفلس وضاعت ثروته، لم يكن ذلك توبة منه، ولم يدخل في زمرة التائبين. ولكن إذا حركت مصائب الدنيا وخسائرها بواعث الإيمان في قلب الإنسان، وجعلته يراجع نفسه ويتذكر آخرته، فتاب عند ذلك، فهو من المقبولين إن شاء الله 2- الندم: فحقيقة التوبة هي الندم على ما سلف منك في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن تفعله في المستقبل. ولا تتحقق التوبة إلا بذلك، فعدم الندم على القبيح دليل على الرضا به، والإصرار عليه. 3- الإقلاع: فالتوبة تستحيل مع مباشرة الذنب. 4- الاعتذار: والمقصود بالاعتذار: إظهار الضعف والمسكنة لله عز وجل، وأنك لم تفعل الذنب عن استهانة بحقه سبحانه وتعالى، ولا جهلاً به، ولا إنكارًا لاطلاعه، ولا استهانة بوعيده، وإنما كان ذلك من غلبة الهوى، وضعف القوة عن مقاومة الشهوة، وطمعًا في مغفرته سبحانه وتعالى، واتكالاً على عفوه، وحسن ظن به، ورجاء لكرمه، وطمعًا في سعة حلمه ورحمته. وما فعلت ذلك الذنب إلا بسبب ما غرَّك به الغَرور، والنفس الأمارة بالسوء، وستره سبحانه وتعالى المرخَى عليك، وأعانك على ذلك جهلك، ولا سبيل إلى الاعتصام لك إلا به عز وجل، ولا معونة على طاعته إلا بتوفيقه. ونحو هذا من الكلام المتضمن للاستعطاف والتذلل والافتقار إليه عز وجل، والاعتراف بالعجز والإقرار بالعبودية، فهذا من تمام التوبة. 5- الاستدراك ورد الحقوق: أولاً: حقوق الله عز وجل: وهي إما أوامر وطاعات قد قصَّرت فيها، أو مناهي ومعاصي ارتكبتها. أما الطاعات، فإن كنت قد تركت صلاة، أو صليتها فاقدة شرطًا من شروط صحتها، فيجب عليك أن تقضيها كلها إذا كنت تعلم عددها، فإن كنت لا تعلم عددها أو تشك فيه، فخُذ بغالب الظن بعد الاجتهاد والتحري. ثم لتكثر بعد ذلك من صلوات النوافل، كالسنن الراتبة وقيام الليل. وإن كنت تركت صيام يوم أو أيام من صيام الفريضة، فأحصِ عددها واقضها، ثم زد بعد ذلك من صوم النافلة، كالإثنين والخميس والأيام البيض. وأما إن كان فرَّط في الزكاة، فيحسب ما كان يجب عليه إخراجه ويخرجه على حسب غلبة ظنه. وإن كان تيسر له سبيل الحج واستطاع ولم يحج، فعليه أن يبادر بالحج، وأن يسعى لأداء الفريضة قبل أن يدركه الموت. وأما المعاصي، فيجب أن يحصيها، بأن ينظر في أيامه وساعاته، ويفتش في جوارحه، ويسجل كل معاصيه، من صغائر وكبائر، ثم يسعى في تكفيرها كلها. ثانيًا: حقوق ومظالم الناس: شدد الشرع في حقوق ومظالم العباد ما لم يشدده في حقوق الله عز وجل، فقد ألزم الشرع التائب أن يرد الحقوق إلى أصحابها إن كانوا أحياء، أو إلى ورثتهم إن ماتوا. فإن لم يستطع ردها فليستحل منه بعد إعلامه بها، إن كان حقًّا ماليًّا أو جناية على بدنه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ)) . فإن لم يسامحه صاحب الحق ويتحلل له فعليه أن يسعى ما استطاع في تحصيل هذا الحق ورده إلى صاحبه. فإن لم يجد أصحاب الحقوق ولا ورثتهم، فعليه أن يتصدق بهذه الحقوق عن أصحابها، ويدفعها إلى الفقراء والمحتاجين، أو إلى جهات الخير ومصالح المسلمين. أما المظالم الأدبية، كالغيبة والسب والسخرية والاستهزاء، فقد اختلف العلماء في كيفية التوبة منها، فقال بعضهم: يجب على التائب إعلام من اغتابه أو سبه، والتحلل منه، وقال البعض الآخر: يتوب بينه وبين الله، ولا يشترط إعلام من قذفه أو اغتابه. والقول الوسط بينهما هو: إن لم يترتب على إخباره وإعلامه مفسدة وضرر، فيجب إخباره والتحلل منه، وإن ترتب على إخباره مفسدة أو ضرر، فتُدفَع المفسدة، ويتوب بينه وبين الله ولا يخبره، ويدعو له. عندما نتحدث عن ماهي التوبة وكيف نتوب؟ يجب أن نعرف أن التوبة ليست قولاً باللسان، كما يفهم كثير من العوام، حين يذهب أحدهم إلى بعض المشايخ، فيقول له: “تَوِّبني يا سيدنا الشيخ” !! فيقول الشيخ: ردد ورائي، أو قل معي: “تبت إلى الله، ورجعت إلى الله، وندمت على ما فعلت…” إلى آخر الصيغة المعروفة. فإذا ردد هذه الكلمات وراء الشيخ، خرج من عنده، وظن أنه قد تاب!!. وهذا جهل من الطرفين، فالتوبة ليست مجرد كلام يلوكه اللسان، ولو كانت كذلك ما كان أسهلها. التوبة أمر أكبر من ذلك وأعمق وأصعب، ومعرفة ماهي التوبة وكيف نتوب؟رأمر ليس بالسهل. إن عمل اللسان مطلوب فيها بعد أن تتحقق وتتأكد، ليعترف بالذنب ويسأل الله المغفرة، أما مجرد الاستغفار، أو إعلان التوبة باللسان – دون عقد القلب – فهو توبة الكذابين، كما قال ذو النون المصري، وهو ما قالته السيدة رابعة: “إن استغفارنا يحتاج إلى استغفار!!” حتى قال بعضهم: “أستغفر الله من قولي: أستغفر الله” أي باللسان من غير توبة وندم بالقلب
علامات التوبة المقبولة
1- أن يكون بعد التوبة خيرًا مما كان قبلها. 2- أن لا يزال الخوف مصاحبًا له لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر إلى أن تفيض روحه إلى بارئها. 3- رقة قلبه وانخلاعه وتقطعه ندمًا وخوفًا، ولا ريب أن الخوف الشديد من العقوبة العظيمة يوجب انصداع القلب وانخلاعه حسرة على ما فرط منه، وخوفًا من سوء عاقبته. وقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال: اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق أفئدة. 4- أن تتمكن مرارة تلك الذنوب في قلبه بدلا عن حلاوتها، فيستبدل بالميل كراهية وبالرغبة نفرة.. 5- كسرة خاصة تحصل للقلب، بين يدي الرب، كسرة تامة قد أحاطت به من جميع جهاته، وألقته بين يدي ربه طريحًا ذليلاً خاشعًا. فمن لم يجد ذلك في قلبه، فليتَّهم توبته، وليرجع إلى تصحيحها، فما أصعب التوبة الصحيحة بالقلب، وما أسهلها باللسان.
المصادر
https://www.startimes.com
https://islamonline.net/. ❝ ⏤لا حول ولا قوة الا بالله
❞ ماهي التوبة وكيف نتوب؟
كثيرًا ما تتردد على أسماعنا عبارة “التوبة النصوح”، وقد عرفها العلماء بأنها هي التي تتضمن الإقلاع عن الذنوب كلها، والندم عليها، والعزم على عدم العودة إليها، ورد المظالم إلى أهلها، وأن تكون طلبًا لثواب الله ورحمته، وهربًا من عذابه وعقوبته، يقول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ويُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾. فماهي التوبة وكيف نتوب؟ نحن نحتاج للتوبة دائمًا، في كل وقت وفي كل حين، فالتوبة لازمة لجميع المؤمنين، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتوبة، فقال: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ وقال عز وجل: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ﴾، وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ﴾ أي هذه الصور صورتك؟
حتى نعرف ماهي التوبة وكيف نتوب؟ نقول أن للتائبين صور متعددة، فانظر أين تجد نفسك في هذه الصور. الصورة الأولى: عبد مستقيم على التوبة والإنابة، لا يحدث نفسه بالعودة إلى معصية طيلة حياته، يستبدل بسيئاته الحسنات، وهذا سابق بالخيرات، نفسه مطمئنة، راضية مرضية. الصورة الثانية: عبد عاقد على التوبة، وفي نيته الاستقامة، ولا يسعى في المعصية، ولا يقصدها، ولا يهتم بها، ولكنه قد يُبتلَى بدخولها عليه من غير قصد منه، ويُمتَحَن بالهم واللمم، فهو مؤمن تُرجَى له الاستقامة؛ لأنه في طريقها، ونفسه نفس لوامة، تلومه إن عصى، وتلومه إن قصَّر في الطاعة. الصورة الثالثة: عبد يعصي ثم يتوب، ثم يعود للمعصية، ثم يحزن على فعله لها وسعيه إليها، إلا أنه يُسَوِّف بالتوبة، ويحدث نفسه بالاستقامة، ويحب منازل التوابين، ويرتاح قلبه إلى مقام الصديقين؛ لكن الهوى يغلبه، والعادة تجذبه، فهو ترجى له الاستقامة لمحاسن عمله، وتكفيرها السالف من سيئاته، وقد يُخشَى عليه الانتكاس والانقلاب، لمداومة خطئه. ونفس هذا العبد نفس مُسَوِّلة، وهو ممن خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا، عسى الله أن يتوب عليه فيستقيم ويلحق بالسابقين. الصورة الرابعة: إنه أسوأ العبيد حالاً، وأعظمهم على نفسه وبالاً، وأقلهم من الله نوالاً، يعصي ثم يتبع المعصية بمثلها أو أعظم، يقيم على الإصرار، ويحدث نفسه بفعل المعاصي إذا قدر عليها، لا ينوي توبة، ولا يعزم استقامة، لا يرجو من الله وعدًا، ولا يخشى منه وعيدًا. ونفس هذا نفس أمَّارة، وروحه من الخير فرارة، ويُخشى عليه سوء الخاتمة لسلوكه طريقها.
انظر لثلاثة أشياء
قالوا بشأن السؤال: ماهي التوبة وكيف نتوب؟ يجب عند توبتك من الذنب أن تنظر إلى ثلاثة أشياء: انخلاعك من العصمة حين إتيانه، وفرحك عند الظفر به، والإصرار عليه وقعودك عن تداركه، مع تيقنك نظر الله عز وجل إليك. انخلاعك من العصمة حين إتيانه: فإن الله عز وجل ما خلى بينك وبين الذنب إلا بعد أن خذلك وخلى بينك وبين نفسك، ولو عصمك ووفقك لما وجد الذنب إليك سبيلاً، فقد أجمع العارفون بالله على أن الخذلان أن يكلك الله إلى نفسك ويخلي بينك وبينها. فرحك عند الظفر به: إن فرحك عند الظفر بالمعصية دليل على شدة الرغبة فيها والجهل بقدر من عصيته، والجهل بسوء عاقبتها وعظم خطرها، ففرحك بها غطى على ذلك كله، وفرحك بها أشد ضررا عليك من مواقعتها. والمؤمن لا تتم له لذة بمعصية أبدًا، ولا يكمل بها فرحه، بل لا يباشرها إلا والحزن مخالط لقلبه، ولكن سُكْر الشهوة يحجبه عن الشعور به، ومتى خلا قلبه من هذا الحزن واشتدت غبطته وسروره، فليتَّهِمْ إيمانه، وليبكِ على موت قلبه. الإصرار عليه وقعودك عن تداركه: الإصرار هو الاستقرار على المخالفة، والعزم على المعاودة، وذلك ذنب آخر لعله أعظم من الذنب الأول بكثير. وهذا من عقوبة الذنب، فإنه يوجب ذنبًا أكبر منه، ثم الثاني كذلك، ثم الثالث كذلك، حتى يحدث الهلاك، فالإصرار على المعصية معصية أخرى، والقعود عن تدارك ما فاتك من الخير بسبب المعصية يعتبر إصرارًا ورضا بها وطمأنينة إليها، وذلك علامة الهلاك. قال سهل بن عبد الله: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصرُّ هالك، والإصرار هو التسويف، والتسويف أن يقول: أتوب غدًا؛ وهذا دعوى النفس، كيف يتوب غدًا لا يملكه!. وعلى هذا فالتوبة من المعصية مع بقاء لذتها في القلب، وتمني ارتكابها إن وجد إليها السبيل، وحديث النفس الدائم بلذتها، هذه التوبة تسمى توبة الكذابين، وهي التي وصف أبو هريرة صاحبها بأنه كالمستهزئ بربه، فهي توبة غير مقبولة، فضلاً عن الإثم الذي يلحق بصاحبها من مخادعته لله عز وجل.
من شروط التوبة
1- أن تكون التوبة لله: فلا بد أن يكون الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم على عدم معاودتها. لا بد أن يكون هذا كله من أجل الله عز وجل، رغبة في ثوابه، وخشية من عقابه. فمن أقلع عن شرب الخمر؛ لأن الطبيب حذره من شربها، وأنها ستودي بصحته، فتركها من أجل ذلك، لا يُعَد تائبًا، ولا يكون تركه لهذه النية توبة. ومن أقلع عن الزنى؛ لإصابته بمرض (الإيدز) مثلاً، أو خشي الإصابة به، أو بغيره من الأمراض التناسلية، فخاف على نفسه وهجر الزنى، لم يكن فعله ذلك توبة شرعية. ومن أقلع عن الاتجار بالمخدرات، خوفًا من مطاردة الشرطة، ومن العقوبة التي تنتظره، لم يكن تائبًا، ولا إقلاعه توبة. ومن أقلع عن القمار؛ لأنه خسر ماله فيه، وأفلس وضاعت ثروته، لم يكن ذلك توبة منه، ولم يدخل في زمرة التائبين. ولكن إذا حركت مصائب الدنيا وخسائرها بواعث الإيمان في قلب الإنسان، وجعلته يراجع نفسه ويتذكر آخرته، فتاب عند ذلك، فهو من المقبولين إن شاء الله 2- الندم: فحقيقة التوبة هي الندم على ما سلف منك في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن تفعله في المستقبل. ولا تتحقق التوبة إلا بذلك، فعدم الندم على القبيح دليل على الرضا به، والإصرار عليه. 3- الإقلاع: فالتوبة تستحيل مع مباشرة الذنب. 4- الاعتذار: والمقصود بالاعتذار: إظهار الضعف والمسكنة لله عز وجل، وأنك لم تفعل الذنب عن استهانة بحقه سبحانه وتعالى، ولا جهلاً به، ولا إنكارًا لاطلاعه، ولا استهانة بوعيده، وإنما كان ذلك من غلبة الهوى، وضعف القوة عن مقاومة الشهوة، وطمعًا في مغفرته سبحانه وتعالى، واتكالاً على عفوه، وحسن ظن به، ورجاء لكرمه، وطمعًا في سعة حلمه ورحمته. وما فعلت ذلك الذنب إلا بسبب ما غرَّك به الغَرور، والنفس الأمارة بالسوء، وستره سبحانه وتعالى المرخَى عليك، وأعانك على ذلك جهلك، ولا سبيل إلى الاعتصام لك إلا به عز وجل، ولا معونة على طاعته إلا بتوفيقه. ونحو هذا من الكلام المتضمن للاستعطاف والتذلل والافتقار إليه عز وجل، والاعتراف بالعجز والإقرار بالعبودية، فهذا من تمام التوبة. 5- الاستدراك ورد الحقوق: أولاً: حقوق الله عز وجل: وهي إما أوامر وطاعات قد قصَّرت فيها، أو مناهي ومعاصي ارتكبتها. أما الطاعات، فإن كنت قد تركت صلاة، أو صليتها فاقدة شرطًا من شروط صحتها، فيجب عليك أن تقضيها كلها إذا كنت تعلم عددها، فإن كنت لا تعلم عددها أو تشك فيه، فخُذ بغالب الظن بعد الاجتهاد والتحري. ثم لتكثر بعد ذلك من صلوات النوافل، كالسنن الراتبة وقيام الليل. وإن كنت تركت صيام يوم أو أيام من صيام الفريضة، فأحصِ عددها واقضها، ثم زد بعد ذلك من صوم النافلة، كالإثنين والخميس والأيام البيض. وأما إن كان فرَّط في الزكاة، فيحسب ما كان يجب عليه إخراجه ويخرجه على حسب غلبة ظنه. وإن كان تيسر له سبيل الحج واستطاع ولم يحج، فعليه أن يبادر بالحج، وأن يسعى لأداء الفريضة قبل أن يدركه الموت. وأما المعاصي، فيجب أن يحصيها، بأن ينظر في أيامه وساعاته، ويفتش في جوارحه، ويسجل كل معاصيه، من صغائر وكبائر، ثم يسعى في تكفيرها كلها. ثانيًا: حقوق ومظالم الناس: شدد الشرع في حقوق ومظالم العباد ما لم يشدده في حقوق الله عز وجل، فقد ألزم الشرع التائب أن يرد الحقوق إلى أصحابها إن كانوا أحياء، أو إلى ورثتهم إن ماتوا. فإن لم يستطع ردها فليستحل منه بعد إعلامه بها، إن كان حقًّا ماليًّا أو جناية على بدنه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ)) . فإن لم يسامحه صاحب الحق ويتحلل له فعليه أن يسعى ما استطاع في تحصيل هذا الحق ورده إلى صاحبه. فإن لم يجد أصحاب الحقوق ولا ورثتهم، فعليه أن يتصدق بهذه الحقوق عن أصحابها، ويدفعها إلى الفقراء والمحتاجين، أو إلى جهات الخير ومصالح المسلمين. أما المظالم الأدبية، كالغيبة والسب والسخرية والاستهزاء، فقد اختلف العلماء في كيفية التوبة منها، فقال بعضهم: يجب على التائب إعلام من اغتابه أو سبه، والتحلل منه، وقال البعض الآخر: يتوب بينه وبين الله، ولا يشترط إعلام من قذفه أو اغتابه. والقول الوسط بينهما هو: إن لم يترتب على إخباره وإعلامه مفسدة وضرر، فيجب إخباره والتحلل منه، وإن ترتب على إخباره مفسدة أو ضرر، فتُدفَع المفسدة، ويتوب بينه وبين الله ولا يخبره، ويدعو له. عندما نتحدث عن ماهي التوبة وكيف نتوب؟ يجب أن نعرف أن التوبة ليست قولاً باللسان، كما يفهم كثير من العوام، حين يذهب أحدهم إلى بعض المشايخ، فيقول له: “تَوِّبني يا سيدنا الشيخ” !! فيقول الشيخ: ردد ورائي، أو قل معي: “تبت إلى الله، ورجعت إلى الله، وندمت على ما فعلت…” إلى آخر الصيغة المعروفة. فإذا ردد هذه الكلمات وراء الشيخ، خرج من عنده، وظن أنه قد تاب!!. وهذا جهل من الطرفين، فالتوبة ليست مجرد كلام يلوكه اللسان، ولو كانت كذلك ما كان أسهلها. التوبة أمر أكبر من ذلك وأعمق وأصعب، ومعرفة ماهي التوبة وكيف نتوب؟رأمر ليس بالسهل. إن عمل اللسان مطلوب فيها بعد أن تتحقق وتتأكد، ليعترف بالذنب ويسأل الله المغفرة، أما مجرد الاستغفار، أو إعلان التوبة باللسان – دون عقد القلب – فهو توبة الكذابين، كما قال ذو النون المصري، وهو ما قالته السيدة رابعة: “إن استغفارنا يحتاج إلى استغفار!!” حتى قال بعضهم: “أستغفر الله من قولي: أستغفر الله” أي باللسان من غير توبة وندم بالقلب
علامات التوبة المقبولة
1- أن يكون بعد التوبة خيرًا مما كان قبلها. 2- أن لا يزال الخوف مصاحبًا له لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر إلى أن تفيض روحه إلى بارئها. 3- رقة قلبه وانخلاعه وتقطعه ندمًا وخوفًا، ولا ريب أن الخوف الشديد من العقوبة العظيمة يوجب انصداع القلب وانخلاعه حسرة على ما فرط منه، وخوفًا من سوء عاقبته. وقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال: اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق أفئدة. 4- أن تتمكن مرارة تلك الذنوب في قلبه بدلا عن حلاوتها، فيستبدل بالميل كراهية وبالرغبة نفرة. 5- كسرة خاصة تحصل للقلب، بين يدي الرب، كسرة تامة قد أحاطت به من جميع جهاته، وألقته بين يدي ربه طريحًا ذليلاً خاشعًا. فمن لم يجد ذلك في قلبه، فليتَّهم توبته، وليرجع إلى تصحيحها، فما أصعب التوبة الصحيحة بالقلب، وما أسهلها باللسان.
المصادر
https://www.startimes.com
https://islamonline.net/. ❝