❞ لقد اعتدت أن أجد عالمى الحقيقى فى الكتب وفى أحلام اليقظة.
فقط فى أحلام اليقظة خاطبت الجماهير بلسان فصيح, وتقربت لأجمل بنات الأرض قائلا شعرا لا يقدر (امرؤ القيس) على نظمه . كنت فاكهة الحفلات , وعندما حاصرنى قطاع الطريق مع فتاتى امتشقت سيفى وجندلتهم ... ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ لقد اعتدت أن أجد عالمى الحقيقى فى الكتب وفى أحلام اليقظة.
فقط فى أحلام اليقظة خاطبت الجماهير بلسان فصيح, وتقربت لأجمل بنات الأرض قائلا شعرا لا يقدر (امرؤ القيس) على نظمه . كنت فاكهة الحفلات , وعندما حاصرنى قطاع الطريق مع فتاتى امتشقت سيفى وجندلتهم. ❝
❞ الفن وسنينه ( 3)
ما بين عامي 1993 و 1998 كنت شبه مقيم في مدينة أسيوط نظرا لالتحاقي بكلية الطب البيطري بجامعة أسيوط والتي تعد اول جامعة إقليمية بعد جامعة الملك فؤاد الاول ( جامعة القاهرة حاليا . وسميت أسيوط تحريفا لكلمة سوت وباللغة الهيروغليفية حارس أي حارس الصعيد . وكنت أذهب الي مدينتي طهطا بمحافظة سوهاج كل يوم خميس عقب اليوم الدراسي وارجع الي اسيوط محملا بالمؤن يوم الجمعة ليلا في قطار الساعة العاشرة مساءا . وكانت عادتي الاسبوعية انزل من المحطة الي بائع الجرائد امام مكتب بريد اسيوط ( البوسطة ) لا شتري بع الجرائد وبعض الكتب الصادرة عن هيئة قصور الثقافة ثم اعرج علي محل حلويات لاشتري بعض من البسبوسة التي أعشقها منذ الصغر . وأدلف الي سكني ولا انم الا بعد القضاء علي البسبوسة وتصفح عناوين الجرائد وقراءة احد الكتب التي معي . وعند الثانية ليلا أخلد الي النوم . ولكن لم تكن كل تلك القراءات تشبع شغفي بالثقافة العامة فكنت كل شهر أذهب الي السينما وهذا هو عشقي الاكبر منذ الصغر . وفي مدينة أسيوط يوجد دورين للسينما أحدهما يسمي الصيفي أو سينما خشبة وخشبة عائلة كبيرة في أسيوط منها مستشارين وضباط ومنها لاعب الكرة المشهور في وقته هادي خشبة . وكانت بدون سقف لذا سميت بالصيفي , والسينما الأخرى تدعي السينما الشتوي لانها ذات سقف وكراسي وثيرة تدفئك في ليالي الشتاء وأنت تشاهد الافلام العربي والاجنبي وكانت الحفلة تضم فيلم عربي وأخر اجنبي واحيانا ثلاثة أفلام . واتذكر انني كنت مداوم علي هذا المنوال كل شهر حتي وقت الامتحانات كنت اخرج من الامتحان علي السينما كانت شيء مقدس بالنسبة لي ليست كوسيلة ترفيهية فقط ولكن تثقيفية بصرية . من ضمن الافلام التي شاهدتها وتركت علامة في ذهني فيلم ( خمسة باب ) والذى كان ممنوعا من العرض لأسباب أخلاقية وكان وزير الثقافة آنذاك سنة 1983 الوزير عبد الحميد رضوان ابن محافظة سوهاج . وتم رفع قضية من المنتج محمد مختار وكسبها بعد ثماني اعوام في المحاكم وصدر الحكم بعرض الفيلم مرة اخرى . وبغض النظر ان الفيلم يؤرخ لفترة واقعية تاريخية في المجتمع المصري وقت الاحتلال الانجليزي وكانت هناك بيوت للدعارة مرخصة وكان يتم الكشف علي السيدات العاملة في مهنة الدعارة وهي اقدم مهنة في التاريخ . كان يتم الكشف عليهم في مستشفي تدعي الحوض المرصود بحي الدرب الاحمر وموجودة الي الان للكشف عن الامراض الجلدية والتناسلية . وكانت التي يثبت اصابتها بأحد الامراض التناسلية مثل الزهري والسيلان تسحب منها الرخصة ويتم حجزها للعلاج وذلك حرصا علي العملاء من اصابتهم بأحد الامراض الجنسية . ولكن كل هذا لم يعنيني
يعنيني قصة الحب التي نشبت بين البطلة العاملة في الدعارة والتي تقوم بدورها نادية الجندي وبين عسكري الدورية عادل امام والذي اخذ علي عاتقه حمايتها والصرف عليها حتي تمتنع من ممارسة مهنة البغاء ورغم المشقة والمعاناة التي واجهها من اجل ذلك الا انه اصر حتي النهاية الوقوف بجانب محبوبته .
ونترك تلك المعمعة الفنية ونتجه الي بطل اخر وفيلم أخر وهو فيلم
(الرقص مع الشيطان ) للفنان محمد جابر والمشهور فنيا باسم نور الشريف الفيلم من انتاج يوليو 1993 ميلادية والذي تدور قصته من خلال اطار درامي خيال علمي . حيث عالم مصري يعود من بعثته في موسكو حاملا معه شهادة الدكتوراه والقي خلف ظهره كل المعتقدات الدينية ومتشبع بالعلوم الدنيوية شبه الملحدة ودخل في تجارب لاستخدام عقارا طبيا يجعله يسافر عبر الزمن ويقابل اجداده وتظهر مفارقات غريبة وعجيبة من خلال احداث الفيلم ويعتبر هذا الفيلم اول فيلم خيال علمي يحتك مباشرة في فكرة السفر عبر الزمن والتي كنت قد قرأتها في عدة كتب وروايات وهنا يلتقي امامي الادب القصصي بالفن السينمائي في تلك النقطة التي كانت تستهويني . وحتي انتهيت من دراستي الجامعية بأسيوط لا يمر شهر الا واكون قد شاهدت احدي الحفلات السينمائية في اسيوط .. ❝ ⏤أحمد أبو تليح
❞ الفن وسنينه ( 3)
ما بين عامي 1993 و 1998 كنت شبه مقيم في مدينة أسيوط نظرا لالتحاقي بكلية الطب البيطري بجامعة أسيوط والتي تعد اول جامعة إقليمية بعد جامعة الملك فؤاد الاول ( جامعة القاهرة حاليا . وسميت أسيوط تحريفا لكلمة سوت وباللغة الهيروغليفية حارس أي حارس الصعيد . وكنت أذهب الي مدينتي طهطا بمحافظة سوهاج كل يوم خميس عقب اليوم الدراسي وارجع الي اسيوط محملا بالمؤن يوم الجمعة ليلا في قطار الساعة العاشرة مساءا . وكانت عادتي الاسبوعية انزل من المحطة الي بائع الجرائد امام مكتب بريد اسيوط ( البوسطة ) لا شتري بع الجرائد وبعض الكتب الصادرة عن هيئة قصور الثقافة ثم اعرج علي محل حلويات لاشتري بعض من البسبوسة التي أعشقها منذ الصغر . وأدلف الي سكني ولا انم الا بعد القضاء علي البسبوسة وتصفح عناوين الجرائد وقراءة احد الكتب التي معي . وعند الثانية ليلا أخلد الي النوم . ولكن لم تكن كل تلك القراءات تشبع شغفي بالثقافة العامة فكنت كل شهر أذهب الي السينما وهذا هو عشقي الاكبر منذ الصغر . وفي مدينة أسيوط يوجد دورين للسينما أحدهما يسمي الصيفي أو سينما خشبة وخشبة عائلة كبيرة في أسيوط منها مستشارين وضباط ومنها لاعب الكرة المشهور في وقته هادي خشبة . وكانت بدون سقف لذا سميت بالصيفي , والسينما الأخرى تدعي السينما الشتوي لانها ذات سقف وكراسي وثيرة تدفئك في ليالي الشتاء وأنت تشاهد الافلام العربي والاجنبي وكانت الحفلة تضم فيلم عربي وأخر اجنبي واحيانا ثلاثة أفلام . واتذكر انني كنت مداوم علي هذا المنوال كل شهر حتي وقت الامتحانات كنت اخرج من الامتحان علي السينما كانت شيء مقدس بالنسبة لي ليست كوسيلة ترفيهية فقط ولكن تثقيفية بصرية . من ضمن الافلام التي شاهدتها وتركت علامة في ذهني فيلم ( خمسة باب ) والذى كان ممنوعا من العرض لأسباب أخلاقية وكان وزير الثقافة آنذاك سنة 1983 الوزير عبد الحميد رضوان ابن محافظة سوهاج . وتم رفع قضية من المنتج محمد مختار وكسبها بعد ثماني اعوام في المحاكم وصدر الحكم بعرض الفيلم مرة اخرى . وبغض النظر ان الفيلم يؤرخ لفترة واقعية تاريخية في المجتمع المصري وقت الاحتلال الانجليزي وكانت هناك بيوت للدعارة مرخصة وكان يتم الكشف علي السيدات العاملة في مهنة الدعارة وهي اقدم مهنة في التاريخ . كان يتم الكشف عليهم في مستشفي تدعي الحوض المرصود بحي الدرب الاحمر وموجودة الي الان للكشف عن الامراض الجلدية والتناسلية . وكانت التي يثبت اصابتها بأحد الامراض التناسلية مثل الزهري والسيلان تسحب منها الرخصة ويتم حجزها للعلاج وذلك حرصا علي العملاء من اصابتهم بأحد الامراض الجنسية . ولكن كل هذا لم يعنيني
يعنيني قصة الحب التي نشبت بين البطلة العاملة في الدعارة والتي تقوم بدورها نادية الجندي وبين عسكري الدورية عادل امام والذي اخذ علي عاتقه حمايتها والصرف عليها حتي تمتنع من ممارسة مهنة البغاء ورغم المشقة والمعاناة التي واجهها من اجل ذلك الا انه اصر حتي النهاية الوقوف بجانب محبوبته .
ونترك تلك المعمعة الفنية ونتجه الي بطل اخر وفيلم أخر وهو فيلم
(الرقص مع الشيطان ) للفنان محمد جابر والمشهور فنيا باسم نور الشريف الفيلم من انتاج يوليو 1993 ميلادية والذي تدور قصته من خلال اطار درامي خيال علمي . حيث عالم مصري يعود من بعثته في موسكو حاملا معه شهادة الدكتوراه والقي خلف ظهره كل المعتقدات الدينية ومتشبع بالعلوم الدنيوية شبه الملحدة ودخل في تجارب لاستخدام عقارا طبيا يجعله يسافر عبر الزمن ويقابل اجداده وتظهر مفارقات غريبة وعجيبة من خلال احداث الفيلم ويعتبر هذا الفيلم اول فيلم خيال علمي يحتك مباشرة في فكرة السفر عبر الزمن والتي كنت قد قرأتها في عدة كتب وروايات وهنا يلتقي امامي الادب القصصي بالفن السينمائي في تلك النقطة التي كانت تستهويني . وحتي انتهيت من دراستي الجامعية بأسيوط لا يمر شهر الا واكون قد شاهدت احدي الحفلات السينمائية في اسيوط. ❝
❞ الأفراد الذين لا يشعرون بالراحة أو المهارة بالطقوس يتهربون منها أحيانًا عن طريق استبدال الإجراءات. يمكن العثور عليها ، على سبيل المثال ، بين الأشخاص الذين يرغبون في مساعدة المضيفة في إعداد أو تقديم الطعام والشراب في الحفلات. ". ❝ ⏤إيريك بيرن
❞ الأفراد الذين لا يشعرون بالراحة أو المهارة بالطقوس يتهربون منها أحيانًا عن طريق استبدال الإجراءات. يمكن العثور عليها ، على سبيل المثال ، بين الأشخاص الذين يرغبون في مساعدة المضيفة في إعداد أو تقديم الطعام والشراب في الحفلات. ˝. ❝
❞ الفصل الأول
في محافظةِ الإسكندريةِ السّاحرةِ، عروسُ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ، وفي أحدِ أطرافِها المتراميَة، في مدينةٍ صغيرةٍ ساحرةٍ، موقعُها خرافيٌّ، تتوسّطُ ثلاثَ محافظاتٍ، تُطّلُ على النّيلِ والبحرِ المتوسّطِ معًا منظرٌ ساحرٌ، وطبيعةٌ مبهرَةٌ، حيثُ الحدائق والأزهار، والجّوُ المعتدلُ، والمناظرُ الخلابةٌ، هنَا يقعُ منزلٌ هادئ جميلٌ، حيثُ يعيشُ الأَخَوَان: عبد الله وعبد القادر، وأسرتيهما الصغيرتان: سناء زوجة عبد الله، وابنهما أحمد، وسميحة زوجة عبد القادر، الّتي وهبها الله تعالى طفلة أسمتها {سمر} بعد خمس سنوات من الزواج. اليوم موعد حفلة استقبال المولودة الجديدة{سمر}، ستكونُ أجملَ الحفلاتِ، ستُذبحُ الذبّائحُ، وتُعلقُ الزينّاتُ، وتُوزعُ الهدايَا، فرحًا بالصّغيرةِ الّتي وُلدتْ، بعد صبرِ سنينَ عجافَ. الكلُّ يستعدُ بفرحٍ وسرورٍ، أمّا أحمد فقدْ كانتِ فرحتُه وشغفُه يفوقان الجميع، فقدْ طال به الانتظار خمسَ سنواتٍ حيث احتلتْه الوحدةُ، هناكَ في منزلِهم الكبيرِ، وأخيرًا سيكونُ له رفيقةٌ و صديقةٌ تفهمُه، وتشاركُه اللّعبَ والحياةَ. تلهف أحمد لرؤية الصغيرة وطلب من والدته مرافقتها للغرفة، ولكنها رفضت بشدّة، وذلك لأن سمر أُصيبت بمرض الصفراء، ومنَع عنها الطبيب الزيارة وحَظر الإضاءة، ليتم تعافيها سريعا. لم يعِ أحمدُ كلّ هذا، مازال صغيرا، ورغبته في رؤية سمر، كانت مُلّحة، وأقوى من أي أعذار، اغتاظ أحمد من رد فعل والدته، وهمَّ يفكرُ في طريقةٍ لرؤيةِ سمر دونَ أن ينتبِه له أحدٌ طالتْ جلسةُ التفكيرِ الخاصةِ به وبعدَ مدٍ وجزرٍ قرّرَ النزولَ للشارعِ، وراحَ ينفذُ خطتَه المبتكرَة ظنًّا منه أنّهَا ستنجحُ لكن وا أسفاه خابَ ظنّهُ وخانَه عقلُه المدبرُ، حيثُ أنّه قدْ استندَ على قامةِ كرسي وثبّتَه أسفلَ نافذةِ سمر الّتي كانَ جزءٌ منها مفتوحٌ وأخذَ يتحركُ على الكرسي ذاتِ اليمينِ والشّمالِ محاولًا بثَ نظراتِه التّفحصيةِ داخلَ الغرفةِ وإرسالِ جنودَ العينِ منْ وراءِ فتحةٍ صغيرةٍ بالنّافذةِ، في هذه الأثناء انزلقتْ رجلُه وراحَ طريحًا على الأرضِ، بعدهَا صدرتْ أصواتُ التأوهِ والألمِ منه فهرولَ إليه والدُه وحملَه للداخلِ وهو يتألمُ من شّدةِ الوقعةِ الّتي وقعَها، في هذه الأثناء استبدلَ أحمد ملامحَ الإصرارِ والسّعادة والأمل لرؤية سمر بملامح كئيبةٍ اعتلتْ وجهَه المصّفرِ الّذي حملَ مزيجًا من خيبةِ أملٍ في تحقيقِ الرغبةِ، وخجل من الموجودين حوله، كأنّهُ ارتكبَ جريمةً وكُشِفَ أمرُه قبلَ أن تكتملَ خطتَه. كانتْ إصابةُ أحمد بليغة جدًا راحَ ضحيتَها قدمه ممَا استدعَى مراجعةً طبيّةً له ولفَ القدمْ بالجبسِ، لم يسعدْ أحمدُ لهذَا الأمرْ إطلاقًا لأنّه من هذَا اليوم أصبحَ رهينةً بالبيتِ ولا يسعُه الخروجُ ولا المشي، الآن كيف له أن يحققَ رغبتَه في رؤية سمر؟. بعد فترةٍ من الزمنِ قد تكونُ أسبوعًا كاملًا استوطنَ المللُ على أحمد وخيمتْ الكآبةُ والوحدةُ داخلَه نتيجةَ ملازمتِه الفراشَ طولَ هذه المدة، في يومِ من أيّامِ خيبتِه دقَّ جرسُ البابِ، فتحتْ والدةُ أحمد، وكانتْ المفاجأة حضرتْ سميحَة زوجةُ عمّهِ ومعهَا سمر ليطمئنُوا على أحمد. مَا إن رأى أحمد سمرَ حتَّى فتحَ فاههُ دهشةً وفرحًا، وراحتْ سميحة تضعُها بين يديه؛ فرح فرحةً كبيرةً لا توصفُ واحمرَ خجلًا ما إنْ رددتْ سميحة قولَها: - ها هي عروسُك بين يديك متلهفةٌ لك مثلمَا أنتَ متلهفٌ لرؤيتِها. قالتْ قولَها هذا محاولةً التحسينَ من مزاجِه ومواساة آلامِه. تفحصَ أحمد بنظراتِه البريئة الّتي حملتْ كمًا هائلًا من الفرحِ والسّعادةِ والأملِ لا تصفُه الكلماتُ ولَا تعيه الحروفُ فإنّها المؤنسُ الّذي سيكسرُ روتين الوحدةِ داخلَه ويؤنسُ روحَه الظّليلة هنا وهناك، إنّها الملاكُ الّذي سيلفُه بعباءةِ الطمأنينة في كل ابتسامة ونظرة، والنورُ الّذي سينيرُ حياتَه المظلمةَ، بعدمَا كان يشعرُ بالمللِ ساعات طويلةٍ؛ لا يجدُ من يشاركُه حياتَه، إنّها الحياةُ الجديدة والحياة الأجملُ الّتي طالمَا تمناهَا وبحثَ عنهَا في رحلاتِه الطّويلةِ. توالتْ الأيّامُ واللّيالي وسابقَنا الزمنُ فمرتْ سنواتٌ عديدةٌ وكبرُ كلٌّ من سمر وأحمد وكانَا لا يفترقَان البتة دائمًا ما تخطفُك أصواتُ ضحكاتِهما المتّعاليةِ في الأرجاءِ وهمَا يتواثبانِ هنا وهناك يتشاركان اللّعبَ ولحظات السّعادةِ والمرحِ، وما زاد قوةَ علاقتهِما هو تلكَ الشّجارات الّتي تنشبُ بينهُما من فترةٍ لأخرَى بسببِ اختلاف رأيٍ أو ما شابهَ، مثالٌ للبراءةٍ هما تعلمَا الحبوَ على بساطِ الطّفولةِ معًا ولم يتركَا يدَ بعضهِما أبدًا، كلّ هذا كانَ في كنفِ عائلةِ محبةٍ ولطيفةٍ تحبُ العطاءَ والاحترامَ أفرادُها طيبُوا القلوب. بعد فترةٍ من الزّمنِ حملتْ سميحة والدةَ سمر مرة أخرى، ووضعتْ في حملِها هذا توأم { حسن وحسين} لكن لسوءِ الحظِ قد أصابتْها مضاعفاتٍ بعد الولادةِ وتعبتْ تعبًا شديدًا، وتعبَ معهَا المولودَان الجديدَان أيضًا، في هذه الأثناءِ شمرتْ الأحزانُ عن صاعديْها لتنهشَ من لحمِ هذه العائلةِ، وعمَ الخوفُ والقلقُ الشّديدُ على سميحة والولدين، لم تسلمْ سمر من جندِ الخوفِ وشيطانِه بلْ أنّه قد أكلَ من قلبِها الطيّبِ نصيبًا وافرًا واعتلتْ وجههَا صفرةٌ شديدةٌ وامتنعتْ عن الأكلِ؛ ذلكَ من شدةِ خوفِها وقلقِها على والدتِها وإخوتِها الصّغار. وبعدَ فترةٍ من الزمنِ تلوى فيهَا الجميعُ علىَ بساطِ القلقِ والخوفِ، عادتْ سميحةُ والأطفالُ للمنزلِ بعدمَا تماثلُوا للشفاءِ، ولكن سميحة لم تتعافَ تمامًا فهي لازالتْ تشعرُ بالتّعبِ؛ هذا ما دفعَ الطبيبَ إلى إخضاعِها لمجموعةٍ من التّحاليل الطّبية والأشعةِ وللأسفِ هذه الأخيرة أظهرتْ أنّهَا قد أصيبتْ بمرضِ بالقلبِ، ونتيجةَ هذا خرتْ قواهَا وضَعُفَ جسمُها ووهنتْ فلم تعدْ تقوَى على أداءِ أشغالِ البيتِ ولا رعايةِ الأطفالِ، فَهّمَ الجميعُ لمساعدتِها دونَ ترددٍ خاصّةً سناء أمّ أحمد الّتي كانتْ تقومُ بأعمالِ البيتِ عنهَا وترعَى الأطفالَ دونَ مللٍ ولا كللٍ. حاولتْ سميحةُ الانتظامَ في أخذِ العلاجِ والأدويةِ دونَ تهاونٍ في ذلك، لكنْ هذَا لمْ يخففْ من خوفِ سمر على والدتِها فهيَ كانتْ تخافُ فكرةَ أن تفقدَ والدتَها على حينِ غرةٍ فكانتْ تدعُو لهَا بالشّفاءِ أناءَ الّليلِ وأطرافَ النّهار، فهي لا تقوَى علَى أن تعيشَ دونَها. كبرتْ سمر وحانَ موعدُ التحاقِها بالمدرسةِ، أخيرًا ستلتحقُ بالصّف الأوّل لكنَها لم تكنْ سعيدةً بهذَا فاعتلتْ وجهَها ملامحُ الشحوبِ والاصفرارِ وضاقتْ عينيهَا ممَّا يدلُ على استيائِها لدخولِ المدرسةِ، وكانَ حزنُها لأسبابٍ أولّها مرضُ والدتِها وتعذر مرافقتِها للمدرسةِ أمّا السببُ الثّاني فهو سفرُ والدِها خارجَ البلدةِ ممّا يمنعُه من مرافقتِها كمَا كانتْ تحلمُ دائمًا؛ بدأتْ هستيريَا البكاءِ عندَ سمر ورفضتْ التّوقفَ عن ذلك ممَا مزّقَ قلبَ أحمد عليهَا وجعلًه يشعرُ بالسوءْ لحالِها. لمْ يتخلَ أحمد عنْ سمر لحظةً واحدةً ولمْ يتركْ يدهَا بل أنّه تشبثَ بها بقوةٍ واصطحبَها معه إلى المدرسةِ وحاولَ بطرقٍ جهيدةٍ طيلةَ الطّريقِ على أن يرسمَ الضحكةَ على وجههِا ويمسحَ الدموعَ من عينيها. لكن هذا لمْ يجدِ نفعًا حيثُ ما إنْ وطأتْ أقدامُ سمر بوابةَ المدرسةِ حتّى رأتْ كلّ التّلاميذ مع أبائهم يتبادلُون الحديثَ ويتمازحُون ويودعُون بعضَهم عندَ البابِ؛ هنا عادتْ سمر لحالتِها الأولى وباشرتْ البكاءَ من جديد لأنّها وجدتْ نفسَها وحيدةً في غيابِ والديهَا. توالتْ الأيّام وتعاقبتْ السنين ولازالَ الحالُ على ما هوَ عليه، فعّمَ الهدوءُ المنزلَ طيلةَ هذه المدةِ لكنَ مرضُ سميحة لازالَ يزدادُ يومًا بعدَ يومٍ وحالتِها في استياءٍ من يومٍ لأخر؛ ممَّا دفعَها لمراجعةِ طبيّةٍ عندَ مختلفِ الأطباءِ لكن ذهبَت هذه الجهودُ في مهبِ الرّيحِ. اختلسَ أحمدُ السمعَ لجلسةِ والدِه ووالدتِه وهمَا يتحدثَان عن حالةِ سميحة وعنْ الأطّباءِ الّذين زارتْهم، وأنهَت حديثَها بالتّأسفِ والبكاءِ ممّا دفعَ أحمدُ للبكاءِ أيضًا خوفًا على فراقِ سميحة وعلى سمر ومَا ستؤولُ إليه بعدَ هذا، لكنْ ما جالَ بخاطرِه وزادَ من خوفِه، قلقَه على سمر منْ أن تُصابَ بالمرضِ نفسِه ذاتَ يومٍ. طَالَ به الحالُ وهو يفكرُ في حالةِ سمر ولمْ ينتبِه حتّى سمعَ آذانَ الصّلاة، فقامَ يجرُ قدميه بتثاقلٍ شديدٍ كمنْ يحملُ ثقلَ أسفارٍ طالَ بها المرتحلُ، توضَأَ ونزلَ للمسجدِ معَ والدِه و تقابلَا معَ عمّه وحسنَ وحسين وأصرّت سمر أن تذهبَ أيضًا معهم، كانتْ المساجدُ في أبهَى زينتِها استعدادًا لشهر رمضان المبارك وما يميز هذه الأيّام ويزيدُها جمالًا هو لعب الأطفالِ وهم يتواثبُون هنا وهناكَ وصوتُ الشعائرِ الدينيةِ الّتي تريحُ النفس وتطمئنُ لها القلوبُ، وزينةُ الشوارعِ والمساجدِ الّتي جعلتْها تبدُو بأحلَى حلةٍ كأنّها عروسٌ زينَتْ ليلةَ حِنَتِهَا. أدَى الجميعُ صلاتَهم بالمسجدِ ثمّ عادُوا فرحينَ إلى البيتِ، ما إن وصلُوا دقَ حسنُ جرسَ البابِ مراتٍ ومراتِ لكنْ لمْ يفتحْ أحد ظنُوا أنَّ سميحةَ قد غفتْ، لكن عمّه قد نسّيَ حملَ المفاتيح معهُ فاضطرُوا لكسرِ البابِ وما إنْ ولجُوا البيتَ حتّى وجدُوا سميحة ملقاة علَى الأرضِ، فاقدةً الوعيَ بمنظرٍ مرعبٍ؛ ما إنْ رأتْها سمر حتّى راحتْ تعلِي صرخاتِها ونواحَها من شّدةِ الفزعِ والهلعِ على والدتِها.
رواية الوفاء في زمن الخيانة. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ الفصل الأول
في محافظةِ الإسكندريةِ السّاحرةِ، عروسُ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ، وفي أحدِ أطرافِها المتراميَة، في مدينةٍ صغيرةٍ ساحرةٍ، موقعُها خرافيٌّ، تتوسّطُ ثلاثَ محافظاتٍ، تُطّلُ على النّيلِ والبحرِ المتوسّطِ معًا منظرٌ ساحرٌ، وطبيعةٌ مبهرَةٌ، حيثُ الحدائق والأزهار، والجّوُ المعتدلُ، والمناظرُ الخلابةٌ، هنَا يقعُ منزلٌ هادئ جميلٌ، حيثُ يعيشُ الأَخَوَان: عبد الله وعبد القادر، وأسرتيهما الصغيرتان: سناء زوجة عبد الله، وابنهما أحمد، وسميحة زوجة عبد القادر، الّتي وهبها الله تعالى طفلة أسمتها ﴿سمر﴾ بعد خمس سنوات من الزواج. اليوم موعد حفلة استقبال المولودة الجديدة﴿سمر﴾، ستكونُ أجملَ الحفلاتِ، ستُذبحُ الذبّائحُ، وتُعلقُ الزينّاتُ، وتُوزعُ الهدايَا، فرحًا بالصّغيرةِ الّتي وُلدتْ، بعد صبرِ سنينَ عجافَ. الكلُّ يستعدُ بفرحٍ وسرورٍ، أمّا أحمد فقدْ كانتِ فرحتُه وشغفُه يفوقان الجميع، فقدْ طال به الانتظار خمسَ سنواتٍ حيث احتلتْه الوحدةُ، هناكَ في منزلِهم الكبيرِ، وأخيرًا سيكونُ له رفيقةٌ و صديقةٌ تفهمُه، وتشاركُه اللّعبَ والحياةَ. تلهف أحمد لرؤية الصغيرة وطلب من والدته مرافقتها للغرفة، ولكنها رفضت بشدّة، وذلك لأن سمر أُصيبت بمرض الصفراء، ومنَع عنها الطبيب الزيارة وحَظر الإضاءة، ليتم تعافيها سريعا. لم يعِ أحمدُ كلّ هذا، مازال صغيرا، ورغبته في رؤية سمر، كانت مُلّحة، وأقوى من أي أعذار، اغتاظ أحمد من رد فعل والدته، وهمَّ يفكرُ في طريقةٍ لرؤيةِ سمر دونَ أن ينتبِه له أحدٌ طالتْ جلسةُ التفكيرِ الخاصةِ به وبعدَ مدٍ وجزرٍ قرّرَ النزولَ للشارعِ، وراحَ ينفذُ خطتَه المبتكرَة ظنًّا منه أنّهَا ستنجحُ لكن وا أسفاه خابَ ظنّهُ وخانَه عقلُه المدبرُ، حيثُ أنّه قدْ استندَ على قامةِ كرسي وثبّتَه أسفلَ نافذةِ سمر الّتي كانَ جزءٌ منها مفتوحٌ وأخذَ يتحركُ على الكرسي ذاتِ اليمينِ والشّمالِ محاولًا بثَ نظراتِه التّفحصيةِ داخلَ الغرفةِ وإرسالِ جنودَ العينِ منْ وراءِ فتحةٍ صغيرةٍ بالنّافذةِ، في هذه الأثناء انزلقتْ رجلُه وراحَ طريحًا على الأرضِ، بعدهَا صدرتْ أصواتُ التأوهِ والألمِ منه فهرولَ إليه والدُه وحملَه للداخلِ وهو يتألمُ من شّدةِ الوقعةِ الّتي وقعَها، في هذه الأثناء استبدلَ أحمد ملامحَ الإصرارِ والسّعادة والأمل لرؤية سمر بملامح كئيبةٍ اعتلتْ وجهَه المصّفرِ الّذي حملَ مزيجًا من خيبةِ أملٍ في تحقيقِ الرغبةِ، وخجل من الموجودين حوله، كأنّهُ ارتكبَ جريمةً وكُشِفَ أمرُه قبلَ أن تكتملَ خطتَه. كانتْ إصابةُ أحمد بليغة جدًا راحَ ضحيتَها قدمه ممَا استدعَى مراجعةً طبيّةً له ولفَ القدمْ بالجبسِ، لم يسعدْ أحمدُ لهذَا الأمرْ إطلاقًا لأنّه من هذَا اليوم أصبحَ رهينةً بالبيتِ ولا يسعُه الخروجُ ولا المشي، الآن كيف له أن يحققَ رغبتَه في رؤية سمر؟. بعد فترةٍ من الزمنِ قد تكونُ أسبوعًا كاملًا استوطنَ المللُ على أحمد وخيمتْ الكآبةُ والوحدةُ داخلَه نتيجةَ ملازمتِه الفراشَ طولَ هذه المدة، في يومِ من أيّامِ خيبتِه دقَّ جرسُ البابِ، فتحتْ والدةُ أحمد، وكانتْ المفاجأة حضرتْ سميحَة زوجةُ عمّهِ ومعهَا سمر ليطمئنُوا على أحمد. مَا إن رأى أحمد سمرَ حتَّى فتحَ فاههُ دهشةً وفرحًا، وراحتْ سميحة تضعُها بين يديه؛ فرح فرحةً كبيرةً لا توصفُ واحمرَ خجلًا ما إنْ رددتْ سميحة قولَها: - ها هي عروسُك بين يديك متلهفةٌ لك مثلمَا أنتَ متلهفٌ لرؤيتِها. قالتْ قولَها هذا محاولةً التحسينَ من مزاجِه ومواساة آلامِه. تفحصَ أحمد بنظراتِه البريئة الّتي حملتْ كمًا هائلًا من الفرحِ والسّعادةِ والأملِ لا تصفُه الكلماتُ ولَا تعيه الحروفُ فإنّها المؤنسُ الّذي سيكسرُ روتين الوحدةِ داخلَه ويؤنسُ روحَه الظّليلة هنا وهناك، إنّها الملاكُ الّذي سيلفُه بعباءةِ الطمأنينة في كل ابتسامة ونظرة، والنورُ الّذي سينيرُ حياتَه المظلمةَ، بعدمَا كان يشعرُ بالمللِ ساعات طويلةٍ؛ لا يجدُ من يشاركُه حياتَه، إنّها الحياةُ الجديدة والحياة الأجملُ الّتي طالمَا تمناهَا وبحثَ عنهَا في رحلاتِه الطّويلةِ. توالتْ الأيّامُ واللّيالي وسابقَنا الزمنُ فمرتْ سنواتٌ عديدةٌ وكبرُ كلٌّ من سمر وأحمد وكانَا لا يفترقَان البتة دائمًا ما تخطفُك أصواتُ ضحكاتِهما المتّعاليةِ في الأرجاءِ وهمَا يتواثبانِ هنا وهناك يتشاركان اللّعبَ ولحظات السّعادةِ والمرحِ، وما زاد قوةَ علاقتهِما هو تلكَ الشّجارات الّتي تنشبُ بينهُما من فترةٍ لأخرَى بسببِ اختلاف رأيٍ أو ما شابهَ، مثالٌ للبراءةٍ هما تعلمَا الحبوَ على بساطِ الطّفولةِ معًا ولم يتركَا يدَ بعضهِما أبدًا، كلّ هذا كانَ في كنفِ عائلةِ محبةٍ ولطيفةٍ تحبُ العطاءَ والاحترامَ أفرادُها طيبُوا القلوب. بعد فترةٍ من الزّمنِ حملتْ سميحة والدةَ سمر مرة أخرى، ووضعتْ في حملِها هذا توأم ﴿ حسن وحسين﴾ لكن لسوءِ الحظِ قد أصابتْها مضاعفاتٍ بعد الولادةِ وتعبتْ تعبًا شديدًا، وتعبَ معهَا المولودَان الجديدَان أيضًا، في هذه الأثناءِ شمرتْ الأحزانُ عن صاعديْها لتنهشَ من لحمِ هذه العائلةِ، وعمَ الخوفُ والقلقُ الشّديدُ على سميحة والولدين، لم تسلمْ سمر من جندِ الخوفِ وشيطانِه بلْ أنّه قد أكلَ من قلبِها الطيّبِ نصيبًا وافرًا واعتلتْ وجههَا صفرةٌ شديدةٌ وامتنعتْ عن الأكلِ؛ ذلكَ من شدةِ خوفِها وقلقِها على والدتِها وإخوتِها الصّغار. وبعدَ فترةٍ من الزمنِ تلوى فيهَا الجميعُ علىَ بساطِ القلقِ والخوفِ، عادتْ سميحةُ والأطفالُ للمنزلِ بعدمَا تماثلُوا للشفاءِ، ولكن سميحة لم تتعافَ تمامًا فهي لازالتْ تشعرُ بالتّعبِ؛ هذا ما دفعَ الطبيبَ إلى إخضاعِها لمجموعةٍ من التّحاليل الطّبية والأشعةِ وللأسفِ هذه الأخيرة أظهرتْ أنّهَا قد أصيبتْ بمرضِ بالقلبِ، ونتيجةَ هذا خرتْ قواهَا وضَعُفَ جسمُها ووهنتْ فلم تعدْ تقوَى على أداءِ أشغالِ البيتِ ولا رعايةِ الأطفالِ، فَهّمَ الجميعُ لمساعدتِها دونَ ترددٍ خاصّةً سناء أمّ أحمد الّتي كانتْ تقومُ بأعمالِ البيتِ عنهَا وترعَى الأطفالَ دونَ مللٍ ولا كللٍ. حاولتْ سميحةُ الانتظامَ في أخذِ العلاجِ والأدويةِ دونَ تهاونٍ في ذلك، لكنْ هذَا لمْ يخففْ من خوفِ سمر على والدتِها فهيَ كانتْ تخافُ فكرةَ أن تفقدَ والدتَها على حينِ غرةٍ فكانتْ تدعُو لهَا بالشّفاءِ أناءَ الّليلِ وأطرافَ النّهار، فهي لا تقوَى علَى أن تعيشَ دونَها. كبرتْ سمر وحانَ موعدُ التحاقِها بالمدرسةِ، أخيرًا ستلتحقُ بالصّف الأوّل لكنَها لم تكنْ سعيدةً بهذَا فاعتلتْ وجهَها ملامحُ الشحوبِ والاصفرارِ وضاقتْ عينيهَا ممَّا يدلُ على استيائِها لدخولِ المدرسةِ، وكانَ حزنُها لأسبابٍ أولّها مرضُ والدتِها وتعذر مرافقتِها للمدرسةِ أمّا السببُ الثّاني فهو سفرُ والدِها خارجَ البلدةِ ممّا يمنعُه من مرافقتِها كمَا كانتْ تحلمُ دائمًا؛ بدأتْ هستيريَا البكاءِ عندَ سمر ورفضتْ التّوقفَ عن ذلك ممَا مزّقَ قلبَ أحمد عليهَا وجعلًه يشعرُ بالسوءْ لحالِها. لمْ يتخلَ أحمد عنْ سمر لحظةً واحدةً ولمْ يتركْ يدهَا بل أنّه تشبثَ بها بقوةٍ واصطحبَها معه إلى المدرسةِ وحاولَ بطرقٍ جهيدةٍ طيلةَ الطّريقِ على أن يرسمَ الضحكةَ على وجههِا ويمسحَ الدموعَ من عينيها. لكن هذا لمْ يجدِ نفعًا حيثُ ما إنْ وطأتْ أقدامُ سمر بوابةَ المدرسةِ حتّى رأتْ كلّ التّلاميذ مع أبائهم يتبادلُون الحديثَ ويتمازحُون ويودعُون بعضَهم عندَ البابِ؛ هنا عادتْ سمر لحالتِها الأولى وباشرتْ البكاءَ من جديد لأنّها وجدتْ نفسَها وحيدةً في غيابِ والديهَا. توالتْ الأيّام وتعاقبتْ السنين ولازالَ الحالُ على ما هوَ عليه، فعّمَ الهدوءُ المنزلَ طيلةَ هذه المدةِ لكنَ مرضُ سميحة لازالَ يزدادُ يومًا بعدَ يومٍ وحالتِها في استياءٍ من يومٍ لأخر؛ ممَّا دفعَها لمراجعةِ طبيّةٍ عندَ مختلفِ الأطباءِ لكن ذهبَت هذه الجهودُ في مهبِ الرّيحِ. اختلسَ أحمدُ السمعَ لجلسةِ والدِه ووالدتِه وهمَا يتحدثَان عن حالةِ سميحة وعنْ الأطّباءِ الّذين زارتْهم، وأنهَت حديثَها بالتّأسفِ والبكاءِ ممّا دفعَ أحمدُ للبكاءِ أيضًا خوفًا على فراقِ سميحة وعلى سمر ومَا ستؤولُ إليه بعدَ هذا، لكنْ ما جالَ بخاطرِه وزادَ من خوفِه، قلقَه على سمر منْ أن تُصابَ بالمرضِ نفسِه ذاتَ يومٍ. طَالَ به الحالُ وهو يفكرُ في حالةِ سمر ولمْ ينتبِه حتّى سمعَ آذانَ الصّلاة، فقامَ يجرُ قدميه بتثاقلٍ شديدٍ كمنْ يحملُ ثقلَ أسفارٍ طالَ بها المرتحلُ، توضَأَ ونزلَ للمسجدِ معَ والدِه و تقابلَا معَ عمّه وحسنَ وحسين وأصرّت سمر أن تذهبَ أيضًا معهم، كانتْ المساجدُ في أبهَى زينتِها استعدادًا لشهر رمضان المبارك وما يميز هذه الأيّام ويزيدُها جمالًا هو لعب الأطفالِ وهم يتواثبُون هنا وهناكَ وصوتُ الشعائرِ الدينيةِ الّتي تريحُ النفس وتطمئنُ لها القلوبُ، وزينةُ الشوارعِ والمساجدِ الّتي جعلتْها تبدُو بأحلَى حلةٍ كأنّها عروسٌ زينَتْ ليلةَ حِنَتِهَا. أدَى الجميعُ صلاتَهم بالمسجدِ ثمّ عادُوا فرحينَ إلى البيتِ، ما إن وصلُوا دقَ حسنُ جرسَ البابِ مراتٍ ومراتِ لكنْ لمْ يفتحْ أحد ظنُوا أنَّ سميحةَ قد غفتْ، لكن عمّه قد نسّيَ حملَ المفاتيح معهُ فاضطرُوا لكسرِ البابِ وما إنْ ولجُوا البيتَ حتّى وجدُوا سميحة ملقاة علَى الأرضِ، فاقدةً الوعيَ بمنظرٍ مرعبٍ؛ ما إنْ رأتْها سمر حتّى راحتْ تعلِي صرخاتِها ونواحَها من شّدةِ الفزعِ والهلعِ على والدتِها.
❞ 📢|[《 ⚠ عورة المرأة أمام النساء ⚠ .. 》]|📩
🔻 مسألة خطيرة جدا إستهان بها نساء المسلمين ، عورة المرأة أمام النساء....!! 🔻
-
-
🔻 فنظرا للتساهل الخطير في التعري و لباس النساء لألبسة فاضحة جدا ، و ذلك في الحفلات والأعراس والاجتماعات، والصالونات النسائية ، بحجة أنهن كلهن نساء، وتلبية منهن و متابعة لموضة أصدرتها نساء الغرب والكافرات، وتشبهاً بهن، نقلنا لكم هذا الكلام المهم ، للشيخ الالباني رحمه الله ، نصحا و تحذيرا و تنبيها و توجيها .
🔖#سئــل العلامة الألباني رحمه الله تعالى :
ماذا يحل للمرأة المسلمة أن تظهر من زينتها وجسدها أمام المرأة المسلمة أو الكتابية ؟
🔖#فأجــاب :
《 هذا سؤال مهم جدا لأن عامة نساء المسلمين وأزواجهن في غفلة شديدة خطيرة جدا عن هذه الحقيقة والسبب يعود إلى انحراف فقهي وقع فيه بعض الفقهاء وسطر هذا الانحراف وتلقي بالقبول من المنتمين إلى ذلك المذهب ولاسيما إذا كان لذلك المذهب سلطة معنوية على البلد أو سكان البلد الذي يعيشون فيه ففي كثير من كتب فقهيه يقال : \" وهذا باطل يقينا \"يقال : عورة المرأة بالنسبة للمرأة كعورة الرجل بالنسبة للرجل آى مابين السرة آلى الركبة
هذا أولا قولا لا دليل له لا في الكتاب ولا في السنة لا السنة الصحيحة ولا السنة الضعيفة بل ولا السنة الموضوعة إنما هو رأي ثم هذا الرأي باطل لأنه يخالف القرآن الكريم وكلنا نقرأ لكن مع الأسف قل ما نتوجه بتوجيه الله عز وجل ونأتمر بأمره القائل : \" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها \" محمد.
فنحن نقرأ مثلا في قوله تبارك وتعالى : \" ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها \" . هذا ليس موضع الشاهد موضع الشاهد في قوله : \"ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن \" .
لفهم دلالة هذه الآية أنها تحدد عورة المرأة مع المرأة لابد أن نتذكر حقيقة شرعية ألا وهي قوله عليه الصلاة والسلام : \" المرأة عورة \"معنى هذا الإطلاق.
المرأة . كلها عورة فلا يجوز مع هذا الإطلاق أن ندخل عليه قيدا من عند أنفسنا إلا بنص من كتاب ربنا أو سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ؟! فهل هنآك نص في آن عورة المرأة مع المرأة من السرة آلى الركبة
إذا كان الرسول عليه عرض الصلاة والسلام قال:\"المرأة عورة \" لكن الآية وضحت قال : \" ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن ....\"
فما عورة البنت مع أبيها ؟ هل هو من السرة إلى الركبة ؟
الجواب : لا أصل لهذا ولكن الآية تؤكد أن عورتها أوسع من ذلك بكثير وهذا يتبين فيما إذا عرفنا معنى قوله : \"ولا يبدين زينتهن \"
؟ ما المقصود بزينتهن آى مواضع الزينة ليس المقصود عين الزينة وإنما مواضع الزينة مثلا هذا القرط الذي يعلق في الأذن عند النساء ..
فما هي مواضع الزينة .. ما فوق السرة هل هو موضع زينة يوما ولو في الجاهلية..؟ الجواب : لا
ما تحت الإبطين هل هو موضع زينة..؟!! الخاصرتين هل هو موضع زينة..؟! الظهر هل هو موضع زينة..؟ لا هذا عورة بنص الحديث السابق \" المرأة عورة \"
إذا الآية تقول : لا يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر شيئا من بدنها إلا مواضع زينتها .
مواضع الزينة : الرأس وما حوى الأقراط الطوق في العنق السوار في المعصم والدملج في العضد الخلخال في القدمين.- أي مواضع الوضوء - مواضع الوضوء هذه مواضع الزينة التي يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر بها أمام أختها المسلمة 》.
📘المصدر :⏬
[[من شريط تحية المسجد الهجرة عورة المرأة أمام النساء
• السلسلة 641]].
:: يرجى مشاركة المنشور لإيصال الموضوع لأكبر عدد ممكن من المسلمين لتعم الفائدة جزاكم الله خيرا ::.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃. ❝ ⏤لا حول ولا قوة الا بالله
❞ 📢|[《 ⚠ عورة المرأة أمام النساء ⚠ . 》]|📩
🔻 مسألة خطيرة جدا إستهان بها نساء المسلمين ، عورة المرأة أمام النساء..!! 🔻
-
-
🔻 فنظرا للتساهل الخطير في التعري و لباس النساء لألبسة فاضحة جدا ، و ذلك في الحفلات والأعراس والاجتماعات، والصالونات النسائية ، بحجة أنهن كلهن نساء، وتلبية منهن و متابعة لموضة أصدرتها نساء الغرب والكافرات، وتشبهاً بهن، نقلنا لكم هذا الكلام المهم ، للشيخ الالباني رحمه الله ، نصحا و تحذيرا و تنبيها و توجيها .
🔖#سئــل العلامة الألباني رحمه الله تعالى :
ماذا يحل للمرأة المسلمة أن تظهر من زينتها وجسدها أمام المرأة المسلمة أو الكتابية ؟
《 هذا سؤال مهم جدا لأن عامة نساء المسلمين وأزواجهن في غفلة شديدة خطيرة جدا عن هذه الحقيقة والسبب يعود إلى انحراف فقهي وقع فيه بعض الفقهاء وسطر هذا الانحراف وتلقي بالقبول من المنتمين إلى ذلك المذهب ولاسيما إذا كان لذلك المذهب سلطة معنوية على البلد أو سكان البلد الذي يعيشون فيه ففي كثير من كتب فقهيه يقال : ˝ وهذا باطل يقينا ˝يقال : عورة المرأة بالنسبة للمرأة كعورة الرجل بالنسبة للرجل آى مابين السرة آلى الركبة
هذا أولا قولا لا دليل له لا في الكتاب ولا في السنة لا السنة الصحيحة ولا السنة الضعيفة بل ولا السنة الموضوعة إنما هو رأي ثم هذا الرأي باطل لأنه يخالف القرآن الكريم وكلنا نقرأ لكن مع الأسف قل ما نتوجه بتوجيه الله عز وجل ونأتمر بأمره القائل : ˝ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ˝ محمد.
فنحن نقرأ مثلا في قوله تبارك وتعالى : ˝ ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ˝ . هذا ليس موضع الشاهد موضع الشاهد في قوله : ˝ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن ˝ .
لفهم دلالة هذه الآية أنها تحدد عورة المرأة مع المرأة لابد أن نتذكر حقيقة شرعية ألا وهي قوله عليه الصلاة والسلام : ˝ المرأة عورة ˝معنى هذا الإطلاق.
المرأة . كلها عورة فلا يجوز مع هذا الإطلاق أن ندخل عليه قيدا من عند أنفسنا إلا بنص من كتاب ربنا أو سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ؟! فهل هنآك نص في آن عورة المرأة مع المرأة من السرة آلى الركبة
إذا كان الرسول عليه عرض الصلاة والسلام قال:˝المرأة عورة ˝ لكن الآية وضحت قال : ˝ ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن ..˝
فما عورة البنت مع أبيها ؟ هل هو من السرة إلى الركبة ؟
الجواب : لا أصل لهذا ولكن الآية تؤكد أن عورتها أوسع من ذلك بكثير وهذا يتبين فيما إذا عرفنا معنى قوله : ˝ولا يبدين زينتهن ˝
؟ ما المقصود بزينتهن آى مواضع الزينة ليس المقصود عين الزينة وإنما مواضع الزينة مثلا هذا القرط الذي يعلق في الأذن عند النساء .
فما هي مواضع الزينة . ما فوق السرة هل هو موضع زينة يوما ولو في الجاهلية.؟ الجواب : لا
ما تحت الإبطين هل هو موضع زينة.؟!! الخاصرتين هل هو موضع زينة.؟! الظهر هل هو موضع زينة.؟ لا هذا عورة بنص الحديث السابق ˝ المرأة عورة ˝
إذا الآية تقول : لا يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر شيئا من بدنها إلا مواضع زينتها .
مواضع الزينة : الرأس وما حوى الأقراط الطوق في العنق السوار في المعصم والدملج في العضد الخلخال في القدمين.- أي مواضع الوضوء - مواضع الوضوء هذه مواضع الزينة التي يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر بها أمام أختها المسلمة 》.
📘المصدر :⏬
[[من شريط تحية المسجد الهجرة عورة المرأة أمام النساء
• السلسلة 641]].
:: يرجى مشاركة المنشور لإيصال الموضوع لأكبر عدد ممكن من المسلمين لتعم الفائدة جزاكم الله خيرا ::.