❞ فِتنٌ وعواصف تُكورُ الليل على النهار.. تسحقُ الربيعُ.. تُفزعُ الرضيعُ.. تحملنا على محمل الجدِ ونحنُ لا حولٌ لنا ولا قوة.. تحسبنا الخصم.. والخصم في غرفة المرجل.. يقذف بكتب الشعر.. بخواطر الألم.. بنثرٍ لحروفٍ من وجع الغربة بين أحضان الوطن..
ما كُنا صغاراً يوماً.. من ذاك اليوم الذي ولدنا فيه بدأت قوافل الهم تغزوا تفاصيلنا..
لا الوقتُ يُسعفنا ولا تضاريس المكان تعطفُ على مكامن الحنين لدينا..
شاطئٌ في غزةٍ.. فقط وبعضُ اشلاءٍ لجائعٍ أراد سمكةً تُطفئ بعض جوعه من ذاك البحر الذي تلاطمت أمواجه فأشتد الألم.. وغاب من فراغات الحياة..
في شوارع مدينتي صورٌ متراكمةٌ..وجداول ماءٍ آسنٍ.. وفِتنٌ تثملُ من فم الزجاجة..
ما بين زفيري والشهيقُ.. تُولدُ غصةً بلا سبب..
هناك في الطرف الآخر يختلف نسيج البشر.. يبتسمون.. يرسمون لوحاتٍ من زهور النرجس والإقحوان..
يتسابقون في مضمارٍ لإثبات الذات في ذات المكان..
الكلُ يرسمُ طريقه.. يُهرولُ بحدود الأرض..
وكأن الأرض فُصِلت.. هنا في جذور الأرض ينبُتُ الشوك.. وهناك يُزهرُ الياسمين..
سأنوي التيمم اذا جف البحر..
سأتجرد من صمتي.. سأقود عالمي الذي أحكمه.. قلمي وانا والمداد.. وتلك الدفاتر التي أهدتني إياها مدينتي..
سأعتزلُ شُرب القهوة.. أنتظر البقاء مُستيقضاً دون منبهات.. بلا أزيزٍ لطائراتٍ.. ولا ضربٍ لمدافع.. لا أرغب بالحرب ورحاها.. مؤلمةٌ جراحٌ أصابت عُزل.. نساءٌ بلا مواقد نارٍ لخُبزٍ من رماد..
سأفكرُ بالهروب من عالمي.. من ليلي.. من نهاري.. من دموع الخوف على حاضرٍ يموت.. أو من قادمٍ لا يحمل بين كفيه أمل..
طاعنٌ في السن.. رغم حداثتي.. الشيبُ لا يعني الهرم.. الشيب تارةً هم.. وتارةً وقار.. وأكثره هم نوىٰ أن يستقر..
أقسم أن لا يتركنا نحتضن الفرح..
قبرٌ.. وجُثمانٌ بِلا كفن.. الوقت يمضي..
أطفأوا شمعةً كنت أظنها ليوم ميلادي.. علمت يومها انهم خلقوا عتم مدينتي..
ذهبوا جميعاً تاركين خلفهم وفوداً من الألم.. وتعاويذ سحرةٍ أسقطو الضحكات..
#خالد_الخطيب. ❝ ⏤خالد الخطيب
❞ فِتنٌ وعواصف تُكورُ الليل على النهار. تسحقُ الربيعُ. تُفزعُ الرضيعُ. تحملنا على محمل الجدِ ونحنُ لا حولٌ لنا ولا قوة. تحسبنا الخصم. والخصم في غرفة المرجل. يقذف بكتب الشعر. بخواطر الألم. بنثرٍ لحروفٍ من وجع الغربة بين أحضان الوطن.
ما كُنا صغاراً يوماً. من ذاك اليوم الذي ولدنا فيه بدأت قوافل الهم تغزوا تفاصيلنا.
لا الوقتُ يُسعفنا ولا تضاريس المكان تعطفُ على مكامن الحنين لدينا.
شاطئٌ في غزةٍ. فقط وبعضُ اشلاءٍ لجائعٍ أراد سمكةً تُطفئ بعض جوعه من ذاك البحر الذي تلاطمت أمواجه فأشتد الألم. وغاب من فراغات الحياة.
في شوارع مدينتي صورٌ متراكمةٌ.وجداول ماءٍ آسنٍ. وفِتنٌ تثملُ من فم الزجاجة.
ما بين زفيري والشهيقُ. تُولدُ غصةً بلا سبب.
هناك في الطرف الآخر يختلف نسيج البشر. يبتسمون. يرسمون لوحاتٍ من زهور النرجس والإقحوان.
يتسابقون في مضمارٍ لإثبات الذات في ذات المكان.
الكلُ يرسمُ طريقه. يُهرولُ بحدود الأرض.
وكأن الأرض فُصِلت. هنا في جذور الأرض ينبُتُ الشوك. وهناك يُزهرُ الياسمين.
سأنوي التيمم اذا جف البحر.
سأتجرد من صمتي. سأقود عالمي الذي أحكمه. قلمي وانا والمداد. وتلك الدفاتر التي أهدتني إياها مدينتي.
سأعتزلُ شُرب القهوة. أنتظر البقاء مُستيقضاً دون منبهات. بلا أزيزٍ لطائراتٍ. ولا ضربٍ لمدافع. لا أرغب بالحرب ورحاها. مؤلمةٌ جراحٌ أصابت عُزل. نساءٌ بلا مواقد نارٍ لخُبزٍ من رماد.
سأفكرُ بالهروب من عالمي. من ليلي. من نهاري. من دموع الخوف على حاضرٍ يموت. أو من قادمٍ لا يحمل بين كفيه أمل.
طاعنٌ في السن. رغم حداثتي. الشيبُ لا يعني الهرم. الشيب تارةً هم. وتارةً وقار. وأكثره هم نوىٰ أن يستقر.
أقسم أن لا يتركنا نحتضن الفرح.
قبرٌ. وجُثمانٌ بِلا كفن. الوقت يمضي.
أطفأوا شمعةً كنت أظنها ليوم ميلادي. علمت يومها انهم خلقوا عتم مدينتي.
ذهبوا جميعاً تاركين خلفهم وفوداً من الألم. وتعاويذ سحرةٍ أسقطو الضحكات.
❞ يا الله، إن النخيل يموت واقفا شامخا لا يرضى السقوطَ رُغم سكرة الموت، والتي تجعل قلبه حطبا لكل سكان القرية. والشيوخ يموتون عطشا، والصغار يصرخون ملء الحناجر، والجدات يواسين القلوب العطشى، كلنا نهتف: العطش.
أثناء هذه اللحظات، أتى الشيخ عبد القادر المصون، وهو يتكئ على عكازه الذي يتكون من شجر العرعار، ولحيتُه بيضاءُ تنم عن الوقار الذي يحظى
به عندنا، نحن الصغار والكبار. فمنذ أن فتحنا أعيننا على القرية، وآباؤنا يصبون على رؤوسنا المواعظ والإرشادات؛ كأن يقولوا لنا: احترموا الكبارَ كلَّهم، ولا تتحدثوا في حضرتهم وهم يرددون إذا حضر الماء يرفع التيمم، وأن الحديث في حضرة الشيوخ يعد من قلة الآداب والحلم، لهذا كان الشيخ يثق في نفسه كل الثقة، إلا أن انعدام الماء في القرية لأيام عديدة، جعل منه حكيما لأجل الحسم في هذا الوباء الذي انتشر فيها، كما تنتشر النار في الهشيم. وبعد أنِ استقر به المقامُ وسط الساحة التي تعد ساحةَ الأغورة عندنا، فيها نبث في أمورنا، ونناقش مشاكلنا الصغيرة والكبيرة، شرع يقول ولعابُه يتطايرُ كشرارة النار. ❝ ⏤محمد الورداشي
❞ يا الله، إن النخيل يموت واقفا شامخا لا يرضى السقوطَ رُغم سكرة الموت، والتي تجعل قلبه حطبا لكل سكان القرية. والشيوخ يموتون عطشا، والصغار يصرخون ملء الحناجر، والجدات يواسين القلوب العطشى، كلنا نهتف: العطش.
أثناء هذه اللحظات، أتى الشيخ عبد القادر المصون، وهو يتكئ على عكازه الذي يتكون من شجر العرعار، ولحيتُه بيضاءُ تنم عن الوقار الذي يحظى
به عندنا، نحن الصغار والكبار. فمنذ أن فتحنا أعيننا على القرية، وآباؤنا يصبون على رؤوسنا المواعظ والإرشادات؛ كأن يقولوا لنا: احترموا الكبارَ كلَّهم، ولا تتحدثوا في حضرتهم وهم يرددون إذا حضر الماء يرفع التيمم، وأن الحديث في حضرة الشيوخ يعد من قلة الآداب والحلم، لهذا كان الشيخ يثق في نفسه كل الثقة، إلا أن انعدام الماء في القرية لأيام عديدة، جعل منه حكيما لأجل الحسم في هذا الوباء الذي انتشر فيها، كما تنتشر النار في الهشيم. وبعد أنِ استقر به المقامُ وسط الساحة التي تعد ساحةَ الأغورة عندنا، فيها نبث في أمورنا، ونناقش مشاكلنا الصغيرة والكبيرة، شرع يقول ولعابُه يتطايرُ كشرارة النار. ❝
❞ في صدري فجوة لا يملؤها إلا رأسك، ولو اجتمعت نسوة العالم وألقين رؤوسهن على صدري دفعة واحدة لن يملأنه. بي عطش لا يرويه إلا أنت، أنت ماء قلبي والقلوب لا تعرف التيمم يا نبض، إما أن ترتوي بمن تحب، أو تعطش حتى الجفاف. بي جوع لا يسده إلا أنت، ما أسهل الجوع الذي يسده رغيف خبز، أما الجوع الذي لا تسده إلا امرأة واحدة، ولن تزيده النساء الأخريات إلا تضوراً هو الذي أخشاه يا نبض. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ في صدري فجوة لا يملؤها إلا رأسك، ولو اجتمعت نسوة العالم وألقين رؤوسهن على صدري دفعة واحدة لن يملأنه. بي عطش لا يرويه إلا أنت، أنت ماء قلبي والقلوب لا تعرف التيمم يا نبض، إما أن ترتوي بمن تحب، أو تعطش حتى الجفاف. بي جوع لا يسده إلا أنت، ما أسهل الجوع الذي يسده رغيف خبز، أما الجوع الذي لا تسده إلا امرأة واحدة، ولن تزيده النساء الأخريات إلا تضوراً هو الذي أخشاه يا نبض. ❝