❞ التقدير .. ان يقدر الطرف الآخر مميزاتك وصفاتك ، فلا ينظر اليك بفوقيه ، لانك انثى يجب عليها أن تتبع الرجل دون تفكير .. أن يحترم خياراتك ويساندك في مشاريعك الخاصه .. ويثق في رايك ويستشيرك في أموره كلها ، لانك لا يراك مجرد تحفه تزين منزله ، بل كيانا مستقلا بذاته يكمله ولا يذوب فيه !. ❝ ⏤خولة حمدى
❞ التقدير . ان يقدر الطرف الآخر مميزاتك وصفاتك ، فلا ينظر اليك بفوقيه ، لانك انثى يجب عليها أن تتبع الرجل دون تفكير . أن يحترم خياراتك ويساندك في مشاريعك الخاصه . ويثق في رايك ويستشيرك في أموره كلها ، لانك لا يراك مجرد تحفه تزين منزله ، بل كيانا مستقلا بذاته يكمله ولا يذوب فيه !. ❝
❞ خِصلة الرجال :
على اختلاف طبائع الرجال تجمعهم خِصلة واحدة وهي حب الذات والأنانية المُفرِطة فعادةً ما يلجأ الكثير منهم إلى الهرب من مشكلاته الشخصية وتبرير أخطائه وسلوكياته الغير منضبطة التي تصدر عنه في بعض المواقف ، ويُوضع هذا العبء بالكامل على كاهل المرأة فهي تحاول التأقلم على تلك الطبائع ولكنها رويداً رويداً تفقد أعصابها وقدرتها على التَحمُّل أيضاً خاصةً إنْ تمادى الرجل في اتباع تلك التصرفات والعادات السيئة التي لا تَنُم سوى عن شخص سفيه غير مكترث بالإبقاء على سلامة تلك العلاقة وخلُّوها من النزاعات المتكررة لنفس الأسباب ، فعلى الرجل أنْ يدرك عيوبه محاولاً إصلاحها بقدر الإمكان علَّه يساهم في تسيير الأمور مع زوجته قبل أنْ تصل لحائط مسدود وكأنه وضع حائلاً يفصله عنها بإصراره على الاستمرار في تلك الأخطاء دون تفادي الوقوع فيها وكأنها صارت مُتعمَدة من أجل اجترار وجَلب المشكلات من العدم ، فتلك الطبيعة المختلفة لكلا الجنسين لا بد لها من وقفة حازمة حتى نصل لنقطة تلاقي تُمكِّن الزوجين من ممارسة الحياة بشكل طبيعي سلس دون أنْ يقعوا في فخ المشكلات التي لا حصر لها بفعل تجنب الطرفين اكتشاف عيوبه والعمل على إجلائها بقدر المستطاع وبخاصةً الرجل فهو مَنْ يساهم في المقام الأول في اندلاع تلك المشاحنات فتتحول الحياة لساحة معركة بفعل التغافل عن ترك تلك المساوئ والعيوب التي تملأ شخصيته وكأنها جزءٌ لا يتجزأ منها يصعب عليه التخلي عنه معتقداً أن المرأة عليها تَحمُّل ما يفوق طاقتها وبهذا إتيان على حقوقها ، فلكل منا متطلبات في تلك العلاقة وإنْ كانت زهيدة فهذا لا يُقلِّل من أهميتها وأهمها الشعور بالأمان والتقدير والحرص على مشاعر الطرف الآخر وإغماره بالاحتواء والتفاهم والقدرة على تَحمُّل تلك المسئوليات التي تتزايد بالفعل بمرور السنوات وتحتاج لجو صافٍ خالٍ من المشكلات وإلا تفاقمت وقَضَت على الأسرة بأسرها وبالأخص على نفسية الأبناء في المستقبل ، لذا على كل منهما بذل قصارى جهوده للحفاظ على استقرار تلك العلاقة وعدم الجنوح بها لمسار غير مرغوب من كليهما حتى لا يندم على هدم تلك المنظومة بفعل تلك الهوجائية التي يتعامل بها معها وكأنه غير مهتم بوجودها من الأساس ، فإنْ منح الطرفان الأولوية لهذه العلاقة ستستمر دون أنْ يُصيبها أي خلل أو فجوات تُبعِدهم عن بعضهم البعض وتتسبب في الفراق على المدى البعيد بفعل تشبث الرجال بتلك الخصال المشينة دون الرغبة في التَغيُّر تماماً وهذا ما يساهم بشكل كبير في ضياع تلك الشراكة التي جمعته بتلك المرأة ذات يوم ، فهي على أتم الاستعداد لتقديم المزيد من التنازلات بخلافه فهو لا يفكر حتى في تبديل بعض الخصائص السلبية التي يتسم بها من أجل إثبات قدرها لديه أو الحفاظ على استمرارية الحياة بينهما وبين هذا التصرف وذاك تضيع المزيد من الحقوق والعلاقات دون أي سبب واضح بفعل العِناد والكِبر والغرور وغيرها من السمات الشنيعة التي لا تُرضي امرئ قط سواء أكان ذكراً أو أنثى ولكننا في مجتمع ذكوري دوماً ما ينحاز لحال الرجل الذي ندَّعي بأنه مظلوم ، مقهور طيلة الوقت دون عناء النظر للأنثى وما تمر به من ضغوط بدايةً مع الرجل وتبعات العيش معه لحين الوصول لواجبات الأبناء التي لا تنتهي ، فرفقاً بنا يا معشر الرجال فلكل الإناث طاقة مثلكم إنْ نفدت هُدَمت الأسرة بلا شك ، فلا تُثقِلوا علينا الحِمل أكثر مما هو عليه بتلك التصرفات الصبيانية الحمقاء التي لا يتصف بها سوى صِغار العقول فحَسب ....
#خلود_أيمن #مقالات #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ خِصلة الرجال :
على اختلاف طبائع الرجال تجمعهم خِصلة واحدة وهي حب الذات والأنانية المُفرِطة فعادةً ما يلجأ الكثير منهم إلى الهرب من مشكلاته الشخصية وتبرير أخطائه وسلوكياته الغير منضبطة التي تصدر عنه في بعض المواقف ، ويُوضع هذا العبء بالكامل على كاهل المرأة فهي تحاول التأقلم على تلك الطبائع ولكنها رويداً رويداً تفقد أعصابها وقدرتها على التَحمُّل أيضاً خاصةً إنْ تمادى الرجل في اتباع تلك التصرفات والعادات السيئة التي لا تَنُم سوى عن شخص سفيه غير مكترث بالإبقاء على سلامة تلك العلاقة وخلُّوها من النزاعات المتكررة لنفس الأسباب ، فعلى الرجل أنْ يدرك عيوبه محاولاً إصلاحها بقدر الإمكان علَّه يساهم في تسيير الأمور مع زوجته قبل أنْ تصل لحائط مسدود وكأنه وضع حائلاً يفصله عنها بإصراره على الاستمرار في تلك الأخطاء دون تفادي الوقوع فيها وكأنها صارت مُتعمَدة من أجل اجترار وجَلب المشكلات من العدم ، فتلك الطبيعة المختلفة لكلا الجنسين لا بد لها من وقفة حازمة حتى نصل لنقطة تلاقي تُمكِّن الزوجين من ممارسة الحياة بشكل طبيعي سلس دون أنْ يقعوا في فخ المشكلات التي لا حصر لها بفعل تجنب الطرفين اكتشاف عيوبه والعمل على إجلائها بقدر المستطاع وبخاصةً الرجل فهو مَنْ يساهم في المقام الأول في اندلاع تلك المشاحنات فتتحول الحياة لساحة معركة بفعل التغافل عن ترك تلك المساوئ والعيوب التي تملأ شخصيته وكأنها جزءٌ لا يتجزأ منها يصعب عليه التخلي عنه معتقداً أن المرأة عليها تَحمُّل ما يفوق طاقتها وبهذا إتيان على حقوقها ، فلكل منا متطلبات في تلك العلاقة وإنْ كانت زهيدة فهذا لا يُقلِّل من أهميتها وأهمها الشعور بالأمان والتقدير والحرص على مشاعر الطرف الآخر وإغماره بالاحتواء والتفاهم والقدرة على تَحمُّل تلك المسئوليات التي تتزايد بالفعل بمرور السنوات وتحتاج لجو صافٍ خالٍ من المشكلات وإلا تفاقمت وقَضَت على الأسرة بأسرها وبالأخص على نفسية الأبناء في المستقبل ، لذا على كل منهما بذل قصارى جهوده للحفاظ على استقرار تلك العلاقة وعدم الجنوح بها لمسار غير مرغوب من كليهما حتى لا يندم على هدم تلك المنظومة بفعل تلك الهوجائية التي يتعامل بها معها وكأنه غير مهتم بوجودها من الأساس ، فإنْ منح الطرفان الأولوية لهذه العلاقة ستستمر دون أنْ يُصيبها أي خلل أو فجوات تُبعِدهم عن بعضهم البعض وتتسبب في الفراق على المدى البعيد بفعل تشبث الرجال بتلك الخصال المشينة دون الرغبة في التَغيُّر تماماً وهذا ما يساهم بشكل كبير في ضياع تلك الشراكة التي جمعته بتلك المرأة ذات يوم ، فهي على أتم الاستعداد لتقديم المزيد من التنازلات بخلافه فهو لا يفكر حتى في تبديل بعض الخصائص السلبية التي يتسم بها من أجل إثبات قدرها لديه أو الحفاظ على استمرارية الحياة بينهما وبين هذا التصرف وذاك تضيع المزيد من الحقوق والعلاقات دون أي سبب واضح بفعل العِناد والكِبر والغرور وغيرها من السمات الشنيعة التي لا تُرضي امرئ قط سواء أكان ذكراً أو أنثى ولكننا في مجتمع ذكوري دوماً ما ينحاز لحال الرجل الذي ندَّعي بأنه مظلوم ، مقهور طيلة الوقت دون عناء النظر للأنثى وما تمر به من ضغوط بدايةً مع الرجل وتبعات العيش معه لحين الوصول لواجبات الأبناء التي لا تنتهي ، فرفقاً بنا يا معشر الرجال فلكل الإناث طاقة مثلكم إنْ نفدت هُدَمت الأسرة بلا شك ، فلا تُثقِلوا علينا الحِمل أكثر مما هو عليه بتلك التصرفات الصبيانية الحمقاء التي لا يتصف بها سوى صِغار العقول فحَسب ..
#خلود_أيمن#مقالات#KH. ❝
❞ \"إن رواية \"مراكب الليل\" للكاتب والروائي محمد العون تعتبر عملًا فنيًا استثنائيًا يستحق الاهتمام والتقدير. تتميز البصوتها الشديد الواقعية والتشويقي، وتعكس صورة واقعية للمجتمع المصري بكل تعقيداته وتحدياته. إنها رواية تأخذ القارئ في رحلة مشوقة ومثيرة عبر أعماق البحر ونفوس الشخصيات، وتعرض قضايا اجتماعية هامة بشكل مؤثر.\"
فاطمة حسن - حسوب. ❝ ⏤محمد العون
❞ ˝إن رواية ˝مراكب الليل˝ للكاتب والروائي محمد العون تعتبر عملًا فنيًا استثنائيًا يستحق الاهتمام والتقدير. تتميز البصوتها الشديد الواقعية والتشويقي، وتعكس صورة واقعية للمجتمع المصري بكل تعقيداته وتحدياته. إنها رواية تأخذ القارئ في رحلة مشوقة ومثيرة عبر أعماق البحر ونفوس الشخصيات، وتعرض قضايا اجتماعية هامة بشكل مؤثر.˝
فاطمة حسن - حسوب. ❝
❞ الأستاذ الصديق الكاتب المبدع سفيان العلالي يقدم قراءة في المجموعة القصصية عروس تيفريت. كل الشكر والتقدير.
ثيمة التقاليد والأعراف في المجموعة القصصية \"عروس تيفريت\"
للكاتب الأستاذ: مصطفى الخراز
سفيان العلالي
على سبيل التقديم: أضحت القصة القصيرة، باعتبارها جنسا نثريا أدبيا حديثا له خصائصه ومقوماته، تفرض نفسها في الساحة الأدبية، فهي التقاط للحيظات قصيرة من لحظات الوجود الإنساني في بيئة زمكانية محددة، عن طريق تكثيف الأحداث وتضمينها دلالات وتأويلات متعددة.
احتفاءً بالهامش، يطل علينا المبدع القاص مصطفى الخراز بمجموعة قصصية جميلة ممتعة، يعالج فيها مجموعة من القضايا الاجتماعية والنفسية التي تعيشها ساكنة زاݣورة خاصة ودرعة على وجه العموم، والتي يمكن القول إن الساكنة تكون ملزمة بأن تتعايش معها حبّا أو إكراها...
إن الخراز باعتباره قاصا جنوبيا زاكوريا، قد سلّط الضوء على الحياة البسيطة التي تمتاز بها المنطقة، وعلى الطيبة التي يتمتع بها الأهالي هناك، حيث الرفق واللين يطغى على أجواء المدينة.
وسنحاول في هذه الدراسة، أن نلامس تقاليد وأعراف مدينة زاݣورة، بل نرصد رمزية الطقوس والعادات في درعة، في المجموعة القصصية المعنونة ب \"عروس تيفريت\"، للقاص مصطفى الخراز، والصادرة سنة 2024 في طبعتها الأولى، عن جامعة المبدعين المغاربة بدولة المغرب ، والتي تتكون من عشرة قصص تتأرجح بين حجم صغير وكبير، وردت في خمسين صفحة.
1. العنوان:
\"عروس تيفريت\". إن الحالة التي جاء عليها العنوان وهي التنكير، لكفيلة بإظهار مدى براعة الكاتب في اختيار ما يلائم بوحه وإعرابه، فالجميع يعرف معنى لفظة العروس التي هي زوج العريس، لما للأعراس من طابع خاص في المنطقة يجعل الزائرين كلهم شوقا للحضور إلى عرس بطقوسه وتقاليده، أما لفظة \"تيفريت\" هي اسم لقرية هناك بالجنوب الشرقي، بالقرب من جبل صغير.
2. دراسة في صورة الغلاف:
إن المتمعن في صورة الغلاف سيجد نفسه أمام صورة تشكيلية للفنان محمد سعود، الذي أبدع فأتقن إبداعه، حيث حاول أن يرسم عروسين بزي تقليدي محض، لا نشوب فيه ولا إبهام، صونا لرمزية الأعراس هنا بكل ما لها من طقوس وتقاليد وأعراف وعادات ...
3. رمزية الطقوس والعاديات الزاگورية:
ما معنى كلمة عادات وتقاليد؟
العادات والتقاليد الاجتماعية هي أنماط سلوكية تخص جماعة ما، حيث تتعلمها شفهياً من الجماعة السابقة مثل تقليد أو احتفال بعيد معين. قد تصبح بعض العادات في مجتمع معين جزءاً من القانون الرسمي، أو قد تؤثر على الدستور المنظم للمنطقة، مثل عادة إقامة الأفراح والمناسبات التي يتعين على الناس اتباعها.
و في هذا السياق نجد أن الطقوس في المجموعة القصصية \"عروس تيفريت\" تختلف باختلاف الأحاسيس التي عاشتها او تعيشها شخصيات القصص، بين فرح وقرح، بين حزن وسعادة، بين شقاء وهناء....
ففي القصة الأولى عروس تيفريت، حيث كان من المنتظر أن تتزوج *زينب* من الرجل الذي يكبرها وأباها سنا، اختارت طريقا لم تكن ذات خيار في سلكه، فأودى بحياتها وأدى بها إلى التهلكة، حيث فارقت الحياة في ذلك الجبل بلسعة أفعى...
نستحضر هنا عادات أهل المدينة بين الحاضر والماضي، حيث كانت موافقة الآباء على تزويج الأبناء والبنات كفيل بإقامة المراسيم دون نقاش أو أخذ ورد، الشيء الذي لم تستسغه زينب ففضلت الفرار عسى أن تنجو من شبح كهذا، فغادرت إلى حيث ستلقى حتفها.
الشيء نفسه في القصة الثانية \"في المدينة\" ذلك الرجل الذي اقتفى أثر من سبقوه بالذهاب إلى مدينة من المدن الغربية للملكة، قصد البحث عن لقمة عيش وظروف أفضل من التي تركها خلفه، وهنا أيضا نسطر على تقاليد أهل المدينة، لا نجزم أن الكل يهاجر لكن الأغلبية الساحقة، يتركون وراءهم الأبناء والأزواج و الآباء، بل أحيانا يتركون الحياة حتى. فخرقت القصة أفق انتظار القراء بالنهاية الأليمة التي كتبها السارد على الشخصية البطلة، وهي الموت إثر صدمة سيارة كبيرة.
في قصة *أحمد والقط الأسود* نجد أن أكاتب قد تفنن في إبراز عادات وتقاليد المدينة بدقة عالية الجودة، حيث اختار شخصية الطفل \"أحمد\" الذي عاش على نغمات طقوس اليوم الأول الذي يدخلونه التلاميذ المؤسسة، وكله فرح وسرور بولوج ذلك المكان الذي يعني الكثير لأهل المدينة، إذ به وفيه وعبره يستطيع العديد من الأبناء والبنات النجاة من شبح الفقر والتقهقر بين عيش سعيد وموت بطيئ...
وفي قصة \"غيوم ودموع\" هذه القصة التي مزج فيها الكاتب بين الفرح بلقاء المطر الغزير، وبينه وبين الحزن الشديد على فقدان الساكنة بسبب انهيار المنازل الطينية، فقد وظف الكاتب تقنية التأرجح بين المشاعر السعيدة ونظيرتها الحزينة، حيث فرح الأهل فيها باستقبال قطرات المطر التي تجعل الأرض فواحة لعطر التراب الذي لا مثيل له ولا نظير، لكن الفرحة لم تدم سوى وقتا وجيزا إذ سقطت بعض المنازل وتخربت أخرى بفعل غزارة الأمطار.
وتبقى مشاعر الفرح وأحاسيسه مبتوثة في القصص التالية أسماؤها (رسالة من مجهول _ على شجرة الرمان _ جزء من الذاكرة )
حيث تظهر ثيمة التقاليد الاجتماعية والأعراف جلية في كون مشاعر الحب والود بين السكان لا تنقضي بفعل عوامل كثيرة، كالبعد والغياب الطويل، بل تبقى الوصال والمشاعر الرفيعة كالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وتبقى مترابطة بحبل متين يستعصي على الزمن أن يؤاكله مهما تكالبت الظروف وادلهمّت الحياة، لأن ما هو مكنون في الصدور والأفئدة أكثر من مجرد حب ومحبة، بل الأكثر من ذلك، الحياة التي تنبض بقلب روح التآخي والتآزر هناك في الجنوب الشرقي، حيث وصال المودة مترامية بين الناس بلا قيود ...
في الختم:
يمكنني القول إن الكاتب والقاص الزاكوري مصطفى الخراز، قد استطاع إلى حد بعيد أن يرسم تضاريس الطقوس والعادات الزاكورية بحبكة وسرد جميلين ممتعين، إذ سعى إلى تصوير الحياة البسيطة التي تعيشها ساكنة المنطقة، بمختلف تقلباتها الظرفية، بين السعد والشقاء ... وبين اليسر أحيانا والعسر في أحايين ...
إن هذه الأقصوصات التي خطتها أنامل مصطفى الخراز، قد جسدت المقولة بامتياز، *معا لنبني جسرا من الأمل فوق بحر من الألم.. ❝ ⏤مصطفى الخراز
❞ الأستاذ الصديق الكاتب المبدع سفيان العلالي يقدم قراءة في المجموعة القصصية عروس تيفريت. كل الشكر والتقدير.
ثيمة التقاليد والأعراف في المجموعة القصصية ˝عروس تيفريت˝
للكاتب الأستاذ: مصطفى الخراز
سفيان العلالي
على سبيل التقديم: أضحت القصة القصيرة، باعتبارها جنسا نثريا أدبيا حديثا له خصائصه ومقوماته، تفرض نفسها في الساحة الأدبية، فهي التقاط للحيظات قصيرة من لحظات الوجود الإنساني في بيئة زمكانية محددة، عن طريق تكثيف الأحداث وتضمينها دلالات وتأويلات متعددة.
احتفاءً بالهامش، يطل علينا المبدع القاص مصطفى الخراز بمجموعة قصصية جميلة ممتعة، يعالج فيها مجموعة من القضايا الاجتماعية والنفسية التي تعيشها ساكنة زاݣورة خاصة ودرعة على وجه العموم، والتي يمكن القول إن الساكنة تكون ملزمة بأن تتعايش معها حبّا أو إكراها..
إن الخراز باعتباره قاصا جنوبيا زاكوريا، قد سلّط الضوء على الحياة البسيطة التي تمتاز بها المنطقة، وعلى الطيبة التي يتمتع بها الأهالي هناك، حيث الرفق واللين يطغى على أجواء المدينة.
وسنحاول في هذه الدراسة، أن نلامس تقاليد وأعراف مدينة زاݣورة، بل نرصد رمزية الطقوس والعادات في درعة، في المجموعة القصصية المعنونة ب ˝عروس تيفريت˝، للقاص مصطفى الخراز، والصادرة سنة 2024 في طبعتها الأولى، عن جامعة المبدعين المغاربة بدولة المغرب ، والتي تتكون من عشرة قصص تتأرجح بين حجم صغير وكبير، وردت في خمسين صفحة.
1. العنوان:
˝عروس تيفريت˝. إن الحالة التي جاء عليها العنوان وهي التنكير، لكفيلة بإظهار مدى براعة الكاتب في اختيار ما يلائم بوحه وإعرابه، فالجميع يعرف معنى لفظة العروس التي هي زوج العريس، لما للأعراس من طابع خاص في المنطقة يجعل الزائرين كلهم شوقا للحضور إلى عرس بطقوسه وتقاليده، أما لفظة ˝تيفريت˝ هي اسم لقرية هناك بالجنوب الشرقي، بالقرب من جبل صغير.
2. دراسة في صورة الغلاف:
إن المتمعن في صورة الغلاف سيجد نفسه أمام صورة تشكيلية للفنان محمد سعود، الذي أبدع فأتقن إبداعه، حيث حاول أن يرسم عروسين بزي تقليدي محض، لا نشوب فيه ولا إبهام، صونا لرمزية الأعراس هنا بكل ما لها من طقوس وتقاليد وأعراف وعادات ..
3. رمزية الطقوس والعاديات الزاگورية:
ما معنى كلمة عادات وتقاليد؟
العادات والتقاليد الاجتماعية هي أنماط سلوكية تخص جماعة ما، حيث تتعلمها شفهياً من الجماعة السابقة مثل تقليد أو احتفال بعيد معين. قد تصبح بعض العادات في مجتمع معين جزءاً من القانون الرسمي، أو قد تؤثر على الدستور المنظم للمنطقة، مثل عادة إقامة الأفراح والمناسبات التي يتعين على الناس اتباعها.
و في هذا السياق نجد أن الطقوس في المجموعة القصصية ˝عروس تيفريت˝ تختلف باختلاف الأحاسيس التي عاشتها او تعيشها شخصيات القصص، بين فرح وقرح، بين حزن وسعادة، بين شقاء وهناء..
ففي القصة الأولى عروس تيفريت، حيث كان من المنتظر أن تتزوج *زينب* من الرجل الذي يكبرها وأباها سنا، اختارت طريقا لم تكن ذات خيار في سلكه، فأودى بحياتها وأدى بها إلى التهلكة، حيث فارقت الحياة في ذلك الجبل بلسعة أفعى..
نستحضر هنا عادات أهل المدينة بين الحاضر والماضي، حيث كانت موافقة الآباء على تزويج الأبناء والبنات كفيل بإقامة المراسيم دون نقاش أو أخذ ورد، الشيء الذي لم تستسغه زينب ففضلت الفرار عسى أن تنجو من شبح كهذا، فغادرت إلى حيث ستلقى حتفها.
الشيء نفسه في القصة الثانية ˝في المدينة˝ ذلك الرجل الذي اقتفى أثر من سبقوه بالذهاب إلى مدينة من المدن الغربية للملكة، قصد البحث عن لقمة عيش وظروف أفضل من التي تركها خلفه، وهنا أيضا نسطر على تقاليد أهل المدينة، لا نجزم أن الكل يهاجر لكن الأغلبية الساحقة، يتركون وراءهم الأبناء والأزواج و الآباء، بل أحيانا يتركون الحياة حتى. فخرقت القصة أفق انتظار القراء بالنهاية الأليمة التي كتبها السارد على الشخصية البطلة، وهي الموت إثر صدمة سيارة كبيرة.
في قصة *أحمد والقط الأسود* نجد أن أكاتب قد تفنن في إبراز عادات وتقاليد المدينة بدقة عالية الجودة، حيث اختار شخصية الطفل ˝أحمد˝ الذي عاش على نغمات طقوس اليوم الأول الذي يدخلونه التلاميذ المؤسسة، وكله فرح وسرور بولوج ذلك المكان الذي يعني الكثير لأهل المدينة، إذ به وفيه وعبره يستطيع العديد من الأبناء والبنات النجاة من شبح الفقر والتقهقر بين عيش سعيد وموت بطيئ..
وفي قصة ˝غيوم ودموع˝ هذه القصة التي مزج فيها الكاتب بين الفرح بلقاء المطر الغزير، وبينه وبين الحزن الشديد على فقدان الساكنة بسبب انهيار المنازل الطينية، فقد وظف الكاتب تقنية التأرجح بين المشاعر السعيدة ونظيرتها الحزينة، حيث فرح الأهل فيها باستقبال قطرات المطر التي تجعل الأرض فواحة لعطر التراب الذي لا مثيل له ولا نظير، لكن الفرحة لم تدم سوى وقتا وجيزا إذ سقطت بعض المنازل وتخربت أخرى بفعل غزارة الأمطار.
وتبقى مشاعر الفرح وأحاسيسه مبتوثة في القصص التالية أسماؤها (رسالة من مجهول على شجرة الرمان __ جزء من الذاكرة )
حيث تظهر ثيمة التقاليد الاجتماعية والأعراف جلية في كون مشاعر الحب والود بين السكان لا تنقضي بفعل عوامل كثيرة، كالبعد والغياب الطويل، بل تبقى الوصال والمشاعر الرفيعة كالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وتبقى مترابطة بحبل متين يستعصي على الزمن أن يؤاكله مهما تكالبت الظروف وادلهمّت الحياة، لأن ما هو مكنون في الصدور والأفئدة أكثر من مجرد حب ومحبة، بل الأكثر من ذلك، الحياة التي تنبض بقلب روح التآخي والتآزر هناك في الجنوب الشرقي، حيث وصال المودة مترامية بين الناس بلا قيود ..
في الختم:
يمكنني القول إن الكاتب والقاص الزاكوري مصطفى الخراز، قد استطاع إلى حد بعيد أن يرسم تضاريس الطقوس والعادات الزاكورية بحبكة وسرد جميلين ممتعين، إذ سعى إلى تصوير الحياة البسيطة التي تعيشها ساكنة المنطقة، بمختلف تقلباتها الظرفية، بين السعد والشقاء .. وبين اليسر أحيانا والعسر في أحايين ..
إن هذه الأقصوصات التي خطتها أنامل مصطفى الخراز، قد جسدت المقولة بامتياز، *معا لنبني جسرا من الأمل فوق بحر من الألم. ❝