❞ الأدب في زمن التكنولوجيا
إنّ الأدب بصفة عامة كان ولازال مستمر في مساره العملي ، إِذْ توغل في عدة ساحات وفي عدة مجالات متنوعة ، منها الهادفة والنافعة ومنها ما جعلت الأدب يتقوقع وينحسر في دائرة لاجدوى من الخروج منها ، حيث بدأ الصراع الحقيقي حين ظهرت التكنولوجيا التي جعلت الأدب مرة في الصدارة وذلك من خلال فتح آفاق جديدة والتوسيع نطاقه إلى أبعد الحدود وفتح المجال للمبتدئين من أجل الدخول في فضاءات الأدب والشعر وعالم الكتابة وتعلم اللغة والنحو والبلاغة والعروض بسهولة وتمكين القارئ والمتلقي من تحميل الكتب والمشاركة في المسابقات المتنوعة الإلكترونية في الكتب الجامعة وكتابة مقالات شبه فلسفية محتواها أدبي ،ولكن لطالما كانت حكراً على أهلها الذين يعملون ليل نهار من أجل نشر الثقافة والفنون والآداب في الواقع الكئيب والمظلم ،وهذا راجع للمواقع التي جعلت من الحمقى مشاهير ،ومن السفهاء علماء ،ومن أهل الكلام شيوخ ودعاة وكذلك فلاسفة وأدباء ،والسؤال المطروح
هل يمكن لنا محاربة مثل هذه الظواهر خاصة في هذا الزمن ؟
كيف يمكن لنا الجمع بين الكاتب والقارئ في هذا الفضاء والتفريق بينهما؟
إذا كان هذا هو زمن الإنحطاط الثاني للأدب
لماذا كل هذا الجدل حول ماهية الأدب وتأثيره على العام والخاص ؟
هنا نستطيع القول أننا في عصر المعاصر \"ما بعد الحداثة\" قد بان حال الأدب والشعر عندما أقحمت التكنولوجيا في الساحة الأدبية وتعرض الأدب إلى عملية قيصرية لولادة جديدة للمعارض الوحيد آلا وهو الأديب المنافق الذي يُتَاجر بالأدب ليسترزق منه ويعيش بزعمه حياة الترف
ومنها بدأ النزاع والسباق نحو التنافس بين تُجار الأدب والمتصنعين والمسترزقة ، هنا كشف الزمن أقنعة هؤلاء الفاشلين الذين أحاطوا بقليل من العلم وأصبحوا زعماء الأدب في عصرنا ، بينما الأديب الصادق الذي يدعو إلى الفضيلة وإلى الحق و الخير والجمال صاحب النزعة التفاؤلية والشخصية القوية الإدارية منكبا في قراءة الكتب ومنعزلا في بيته بعيداً عن الأنظار ،ولكن لم نتوقف بعد ,أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي شغل الشاغل عندما أتيحت للجميع وبدأنا لا نفرق بين الرجل والمرأة ،الصغير والكبير، الشقي والسعيد ، بعد فترة من الفترات مرت ظهر ما يسمى بالأمن السيبيراني الذي حافظ على ملكية ونصوص الكاتب والشاعر ليحميه من اللصوص ومواجهة التحديات والصعوبات ومواكبة التطورات التي طرأت على هذا الزمن ، تراجع بعض الإنتهازيين والمتطفلين وقل ما تجد ظهورهم في المواقع بسبب شهادة المنظمات الدولية الآمنة لكل أديب صدوق اللسان والحرف، فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين يُستعمل للبناء والتعمير أو للخراب والتدمير .
بقلم شعلال محمد عبد العزيز. ❝ ⏤abd el aziz chaalal
❞ الأدب في زمن التكنولوجيا
إنّ الأدب بصفة عامة كان ولازال مستمر في مساره العملي ، إِذْ توغل في عدة ساحات وفي عدة مجالات متنوعة ، منها الهادفة والنافعة ومنها ما جعلت الأدب يتقوقع وينحسر في دائرة لاجدوى من الخروج منها ، حيث بدأ الصراع الحقيقي حين ظهرت التكنولوجيا التي جعلت الأدب مرة في الصدارة وذلك من خلال فتح آفاق جديدة والتوسيع نطاقه إلى أبعد الحدود وفتح المجال للمبتدئين من أجل الدخول في فضاءات الأدب والشعر وعالم الكتابة وتعلم اللغة والنحو والبلاغة والعروض بسهولة وتمكين القارئ والمتلقي من تحميل الكتب والمشاركة في المسابقات المتنوعة الإلكترونية في الكتب الجامعة وكتابة مقالات شبه فلسفية محتواها أدبي ،ولكن لطالما كانت حكراً على أهلها الذين يعملون ليل نهار من أجل نشر الثقافة والفنون والآداب في الواقع الكئيب والمظلم ،وهذا راجع للمواقع التي جعلت من الحمقى مشاهير ،ومن السفهاء علماء ،ومن أهل الكلام شيوخ ودعاة وكذلك فلاسفة وأدباء ،والسؤال المطروح
هل يمكن لنا محاربة مثل هذه الظواهر خاصة في هذا الزمن ؟
كيف يمكن لنا الجمع بين الكاتب والقارئ في هذا الفضاء والتفريق بينهما؟
إذا كان هذا هو زمن الإنحطاط الثاني للأدب
لماذا كل هذا الجدل حول ماهية الأدب وتأثيره على العام والخاص ؟
هنا نستطيع القول أننا في عصر المعاصر ˝ما بعد الحداثة˝ قد بان حال الأدب والشعر عندما أقحمت التكنولوجيا في الساحة الأدبية وتعرض الأدب إلى عملية قيصرية لولادة جديدة للمعارض الوحيد آلا وهو الأديب المنافق الذي يُتَاجر بالأدب ليسترزق منه ويعيش بزعمه حياة الترف
ومنها بدأ النزاع والسباق نحو التنافس بين تُجار الأدب والمتصنعين والمسترزقة ، هنا كشف الزمن أقنعة هؤلاء الفاشلين الذين أحاطوا بقليل من العلم وأصبحوا زعماء الأدب في عصرنا ، بينما الأديب الصادق الذي يدعو إلى الفضيلة وإلى الحق و الخير والجمال صاحب النزعة التفاؤلية والشخصية القوية الإدارية منكبا في قراءة الكتب ومنعزلا في بيته بعيداً عن الأنظار ،ولكن لم نتوقف بعد ,أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي شغل الشاغل عندما أتيحت للجميع وبدأنا لا نفرق بين الرجل والمرأة ،الصغير والكبير، الشقي والسعيد ، بعد فترة من الفترات مرت ظهر ما يسمى بالأمن السيبيراني الذي حافظ على ملكية ونصوص الكاتب والشاعر ليحميه من اللصوص ومواجهة التحديات والصعوبات ومواكبة التطورات التي طرأت على هذا الزمن ، تراجع بعض الإنتهازيين والمتطفلين وقل ما تجد ظهورهم في المواقع بسبب شهادة المنظمات الدولية الآمنة لكل أديب صدوق اللسان والحرف، فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين يُستعمل للبناء والتعمير أو للخراب والتدمير .
بقلم شعلال محمد عبد العزيز. ❝
❞ يصعب علينا جميعًا الاعتذار لأشخاص معينين، وفي مواقف معينة، وهناك اعتذارات تكون في تقديمها أكثر سهولة من اعتذارات أخرى؛ فمثلًا نسيانكِ أن تعيدي إلى جارتكِ بعض الأواني البلاستيكية الخاصة بها، يختلف تمامًا عن محاولة التفريق بينها وبين زوجها. وبالنسبة إلى المواقف التي قد لا تنطوي على أكثر من التصرف بشكل فظ، ربما يكون كل ما يتطلبه الأمر هو مجرد عبارة \"أنا آسف\" صادرة من القلب، لكن ليست كل المواقف بهذه البساطة. ❝ ⏤هارييت ليرنر
❞ يصعب علينا جميعًا الاعتذار لأشخاص معينين، وفي مواقف معينة، وهناك اعتذارات تكون في تقديمها أكثر سهولة من اعتذارات أخرى؛ فمثلًا نسيانكِ أن تعيدي إلى جارتكِ بعض الأواني البلاستيكية الخاصة بها، يختلف تمامًا عن محاولة التفريق بينها وبين زوجها. وبالنسبة إلى المواقف التي قد لا تنطوي على أكثر من التصرف بشكل فظ، ربما يكون كل ما يتطلبه الأمر هو مجرد عبارة ˝أنا آسف˝ صادرة من القلب، لكن ليست كل المواقف بهذه البساطة. ❝
❞ شروق وغروب
فرحة عارمة تعم منزل الحاج (عدلي) ، رجل الأعمال المعروف .. الأنوار والزينات تحيل الليل نهارا .. وقد امتلأت الموائد داخل سرادق ضخم بألوان الطعام والحلوى والمشروبات المثلجة .. ووزعت علب (الملبس) المليئة بالحمص واللوز وأغلى أنواع الشيكولاتة ، على كل الحاضرين صغارا وكبارا .. فقد رزقه الله بعد عشر سنين عجاف طفلتين توأم .. ( شمس وقمر) كانتا ريحانتي العائلة كلها .
تمضي السنين وتصبحان فتاتين يافعتين جميلتين .. لا يستطيع أحد التفريق بينهما لتشابهما التام ! ، إلا إن شمس كانت أكثر نشاطا وخفة .. لا تكف عن الضحك والمزاح .. بينما كانت قمر رزينة هادئة ، تهوى القراءة والرسم ، تقضي معظم الوقت في البيت مما جعل (شمس) تطلق عليها (بيوتية) وكانت دائما ما تداعبها وتمازحها قائلة : أنتِ (قمر) .. والقمر لا يظهر إلا ليلًا !! أما أنا فأظهر نهارا لأنير الدنيا لأنني (شمس) !! وتنطلق ضاحكة مرحة .. بينما (قمر) تبتسم ساخرة منها .. ألا إن الحب يجمعهما .. ويتجسد هذا الحب عندما تجتمع الأسرة كلها .. في سعادة وبهجة
كانت شمس تعشق المغامرات ، تتدرب علي (الكونغو فو) وتلعب كرة القدم ، تخرج بصحبة أبيها تمارس هواية صيد السمك .. تركب الخيل .. تجوب بالدراجة أنحاء البلدة .. وتطارد الفراشات في الحدائق ، لا تدع لعبة أو هواية .. إلا مارستها ، وكأنها تسرق من العمر عمرا !! الشيء الوحيد الذي تمنت ممارسته .. هو السباحة ! وأخبرت أبيها بذلك .. لكنه رفض رفضًا تامًا خوفا عليها ، ولعدم وجود مكان مخصص لتعليم الفتيات السباحة بالنادي .
ظل هذا الحلم يراودها .. وأصرت .. في قرارة نفسها أن تحققه .. أثناء تنزهها مع أختها على شاطىء النيل .. غافلتها وأسرعت تتسلق إحدى الشجرات المطلة علي النيل ، مهددة بإلقاء نفسها في الماء ، إن لم يوافق أبوهما على تعلمها السباحة أخذت (قمر) الأمرعلى إنه مزحة لأنها تعرف أن (شمس) تعشق الحياة !! ولن تفعلها أبدا تصعد (قمر) إليها مرددة :ما دمتِ تصرين على ذلك .. فإما أن نموت معا أو نعيش معا !!
لم يتحمل فرع الشجرة ثقلهما فينكسر، وتسقط (قمر) في النيل ، بينما يعلق ثوب (شمس) بالشجرة ، تصرخ (شمس) تستغيث لعل أحدا ينقذهما ! فيهرع بعض المارة إليها .. منهم من ألقى بنفسه في الماء لإنقاذ (قمر) التي كانت تصارع الأمواج .. لكن الأمواج تصرعها وتغرق !! قبل أن يصل إليها أحد .. ويخرجونها جثة هامدة ، ومنهم من تسلق الشجرة لنجدة (شمس) و إنزالها .. وقد انهارت وخارت قواها وظلت تصرخ وتبكي وتولول في هيستريا مفزعة !!
يأتي الأب على صوت الضجيج والصراخ .. مستطلعا .. ليفاجأ بما حدث .. يصرخ دون وعي : ابنتي .. ابنتي !! ويسقط مغشيا عليه من هول الصدمة !
كان موت (قمر) صدمة مفجعة ( لشمس) ، وجميع أفراد الأسرة .. لا يصدقون أن (قمر) ماتت !! إلا إنهم في النهاية يسلمون الأمر لله .. فالموت حق .. ولكن الصدمة قوية .. وظلت (شمس) تعاني من نوبات بكاء وصراخ ، وكلما حاولت النوم يأتيها طيف شقيقتها .. تراها ممدة بجانبها تحاول احتضانها .. فلا تحتضن إلا الفراغ .. تصرخ : \" قمر .. قمر \" ! إلى أين ذهبتِ ..ارجعي يا قمر !! .. وتروح في نوبة بكاء حار !! إلى أن يغلبها النوم !!
خيم الظلام و الحزن علي المنزل ، الذي كان يشع ضوءً و حياة ، فقدغابت (قمر) وانطفأت (شمس) حزنًا عليها ..
تمر سنوات ولا جديد غير إن (شمس) علي قيد الحياة ، لكنها لم تعد (شمس) التي كانت قبل موت أختها ..تلجأ إلى الصمت وتعكف على القراءة كما كانت تفعل ( قمر) .. و دموعها لا تفارقها ليل نهار، تتوقف عن الدراسة .. تنعزل عن المجتمع ..تشعر بالذنب فلولا تهورها ما ماتت (قمر) !!
يحاول والدها التسرية عنها ، وإخراجها من تلك العزلة القاتلة .. لكن الحزن لا يغيب والجراح لا تبرأ !!
هدأت نفسها بعض الشيء .. قررت ان تكمل دراستها ، التحقت بمعهد الفنون لتعلم الرسم ، تتقمص شخصية (قمر) ، الهدوء والرزانة والرسم والقراءة فقط !!
مرت أيام و أيام .. وكل يوم كانت تتحسن حالة (شمس) .. الكل سعيد بعودتها للحياة .. ويدعون لها دائما براحة البال ، ودوام السعادة والاستقرار .
ذات يوم .. قلقت الأم عندما لم تخرج (شمس) من حجرتها لتناول العشاء .. نادتها .. لم تسمع إجابة .. ذهبت إلى الحجرة .. لم تجدها بالغرفة أصابها الخوف .. يطمئنها زوجها فلعلها خرجت للتنزه قليلا ، لا داعي للقلق ويجب ألا تضيقِ عليها بعد أن منَ الله عليها بالخروج من عزلتها ، و دعيها تكتشف الحياة بنفسها ! تنقضي ساعات وتعود (شمس) ، وقد بدا عليها الإجهاد و التعب ، وتحمل في يدها .. حقيبة ملابس .. عللت غيابها بأنها كانت تتسوق .. رفضت الطعام و أخبرت أمها بأنها تناولت بعض الشطائر .. وليست جائعة و توجهت لتستريح في غرفتها . في الصباح تفتح الحقيبة فتعتريها الدهشة .. وتتعجب مما تجده فيها .. ملابس مثيرة و اكسسوارات وأشياء لا تدري كيف وصلت لها !!؟ فهي لا تجرأ علي ارتدائها حتى داخل حجرتها .. فكيف وصلت إليها ؟! ومن أين ؟! ومتى ؟!
تحاول أن تتذكر ما حدث ليلة أمس ، تشعر بصداع رهيب ، تتناول الافطار مع والديها ، تشعر والدتها بحالتها وتعبها .. تسألها عما بها .. وهل تشعر بألم ما ؟! .. تجيبها بالنفي .. إلا إن أمها تعرض عليها الذهاب للطبيب ، ترفض وتطمئن أمها .. رغم أن صداعا شديدا وألما لا يطاق يلازمنها منذ فترة .. كما تعتريها نوبات دوار بين الحين والحين ..
إلى أن يزداد الأمر سوءً عندما سقطت مغشيا عليها ذات صباح .. يفزع والدها ويستدعي الطبيب ، الذى يطلب نقلها فورا للمستشفى ، فهي في حالة وهن شديد ، تحتاج لعلاج ورعاية خاصة لا توجدان بالمنزل ..وقد تحتاج لنقل دم ويجب إدخالها الرعاية المركزة ..
يمر يومان و(شمس) ترقد في الإنعاش غائبة عن الوعي تماما ، تظهر نتيجة التحاليل والأشعة ، لتُصعق الجميع : \" شمس حامل \" !!!؟
يصاب والدها بارتفاع الضغط الدم وأمها تسقط أرضا ، يتم اسعافهما وينصحهما الطبيب بوجوب الهدوء والتعامل بحكمة مع الأمر ! فهي بالإضافة إلى الحمل ، تعاني من انفصام الشخصية ، تجعلها تتقمص شخصيتين معا !
تتذكر والدتها خروجها ليلا .. والألم والصداع الذي كانت تعاني منهما منذ فترة . تستعيد (شمس) وعيها ، يحاول والديها تمالك نفسهما ، والتماسك من أجلها ، فهي لا تتذكر شيئا .
تظل أيامًا بالمستشفى تخضع فيها للعلاج جسديًا .. وبعدما تحسنت حالتها قليلا .. بدأ العلاج النفسي .. تروي (شمس) للطبيبة النفسية ما حدث منذ غرق (قمر) وإحساسها بالذنب ، فهي تتصور إنها القاتلة لذلك تعاقب نفسها بعزلتها عن كل متع الحياة ، وكل ما تحب و تتقمص شخصية (قمر) وتكبت شخصية (شمس) التي هي عكس (قمر) تحب الخروج والانطلاق !! عاشت صراعًا دائمًا وشديدًا داخلها بين (شمس) و(قمر) .. بين الشروق والغروب ، الهدوء والصخب ، بين الموت والحياة ، هذا الكبت سبب انفجارا لديها ، تأتي بتصرفات لا تدري عنها شيئا ..
هدأت الطبيبة من روعها .. وطمأنتها .. فهي في طريقها إلى الشفاء بإذن الله .. تلتقي الطبيبة بوالديها .. تطالبهما بالتروي في معاملتها .. فهي .. نتيجة إحساسها بالذنب .. أصبحت تعيش في النهار قمر وفي الليل شمس . بل إن زيادة إحساسها بهذا الذنب .. وهي لم ترتكبه .. تعاقب نفسها .. فانحرفت وارتادت الملاهي الليلية و اصطياد الرجال ، ممارسة الرذيلة معهم .. لذلك فلابد من التريث والصبر ، وعدم إخبارها بالحمل
ويستمر علاج (شمس) .. ويلجأ الوالدان إلى الله يدعوان لها .. بعدما عرفا إنها غير مسئولة عن تصرفاتها !!
#غربة روح. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ شروق وغروب
فرحة عارمة تعم منزل الحاج (عدلي) ، رجل الأعمال المعروف . الأنوار والزينات تحيل الليل نهارا . وقد امتلأت الموائد داخل سرادق ضخم بألوان الطعام والحلوى والمشروبات المثلجة . ووزعت علب (الملبس) المليئة بالحمص واللوز وأغلى أنواع الشيكولاتة ، على كل الحاضرين صغارا وكبارا . فقد رزقه الله بعد عشر سنين عجاف طفلتين توأم . ( شمس وقمر) كانتا ريحانتي العائلة كلها .
تمضي السنين وتصبحان فتاتين يافعتين جميلتين . لا يستطيع أحد التفريق بينهما لتشابهما التام ! ، إلا إن شمس كانت أكثر نشاطا وخفة . لا تكف عن الضحك والمزاح . بينما كانت قمر رزينة هادئة ، تهوى القراءة والرسم ، تقضي معظم الوقت في البيت مما جعل (شمس) تطلق عليها (بيوتية) وكانت دائما ما تداعبها وتمازحها قائلة : أنتِ (قمر) . والقمر لا يظهر إلا ليلًا !! أما أنا فأظهر نهارا لأنير الدنيا لأنني (شمس) !! وتنطلق ضاحكة مرحة . بينما (قمر) تبتسم ساخرة منها . ألا إن الحب يجمعهما . ويتجسد هذا الحب عندما تجتمع الأسرة كلها . في سعادة وبهجة
كانت شمس تعشق المغامرات ، تتدرب علي (الكونغو فو) وتلعب كرة القدم ، تخرج بصحبة أبيها تمارس هواية صيد السمك . تركب الخيل . تجوب بالدراجة أنحاء البلدة . وتطارد الفراشات في الحدائق ، لا تدع لعبة أو هواية . إلا مارستها ، وكأنها تسرق من العمر عمرا !! الشيء الوحيد الذي تمنت ممارسته . هو السباحة ! وأخبرت أبيها بذلك . لكنه رفض رفضًا تامًا خوفا عليها ، ولعدم وجود مكان مخصص لتعليم الفتيات السباحة بالنادي .
ظل هذا الحلم يراودها . وأصرت . في قرارة نفسها أن تحققه . أثناء تنزهها مع أختها على شاطىء النيل . غافلتها وأسرعت تتسلق إحدى الشجرات المطلة علي النيل ، مهددة بإلقاء نفسها في الماء ، إن لم يوافق أبوهما على تعلمها السباحة أخذت (قمر) الأمرعلى إنه مزحة لأنها تعرف أن (شمس) تعشق الحياة !! ولن تفعلها أبدا تصعد (قمر) إليها مرددة :ما دمتِ تصرين على ذلك . فإما أن نموت معا أو نعيش معا !!
لم يتحمل فرع الشجرة ثقلهما فينكسر، وتسقط (قمر) في النيل ، بينما يعلق ثوب (شمس) بالشجرة ، تصرخ (شمس) تستغيث لعل أحدا ينقذهما ! فيهرع بعض المارة إليها . منهم من ألقى بنفسه في الماء لإنقاذ (قمر) التي كانت تصارع الأمواج . لكن الأمواج تصرعها وتغرق !! قبل أن يصل إليها أحد . ويخرجونها جثة هامدة ، ومنهم من تسلق الشجرة لنجدة (شمس) و إنزالها . وقد انهارت وخارت قواها وظلت تصرخ وتبكي وتولول في هيستريا مفزعة !!
يأتي الأب على صوت الضجيج والصراخ . مستطلعا . ليفاجأ بما حدث . يصرخ دون وعي : ابنتي . ابنتي !! ويسقط مغشيا عليه من هول الصدمة !
كان موت (قمر) صدمة مفجعة ( لشمس) ، وجميع أفراد الأسرة . لا يصدقون أن (قمر) ماتت !! إلا إنهم في النهاية يسلمون الأمر لله . فالموت حق . ولكن الصدمة قوية . وظلت (شمس) تعاني من نوبات بكاء وصراخ ، وكلما حاولت النوم يأتيها طيف شقيقتها . تراها ممدة بجانبها تحاول احتضانها . فلا تحتضن إلا الفراغ . تصرخ : ˝ قمر . قمر ˝ ! إلى أين ذهبتِ .ارجعي يا قمر !! . وتروح في نوبة بكاء حار !! إلى أن يغلبها النوم !!
خيم الظلام و الحزن علي المنزل ، الذي كان يشع ضوءً و حياة ، فقدغابت (قمر) وانطفأت (شمس) حزنًا عليها .
تمر سنوات ولا جديد غير إن (شمس) علي قيد الحياة ، لكنها لم تعد (شمس) التي كانت قبل موت أختها .تلجأ إلى الصمت وتعكف على القراءة كما كانت تفعل ( قمر) . و دموعها لا تفارقها ليل نهار، تتوقف عن الدراسة . تنعزل عن المجتمع .تشعر بالذنب فلولا تهورها ما ماتت (قمر) !!
يحاول والدها التسرية عنها ، وإخراجها من تلك العزلة القاتلة . لكن الحزن لا يغيب والجراح لا تبرأ !!
هدأت نفسها بعض الشيء . قررت ان تكمل دراستها ، التحقت بمعهد الفنون لتعلم الرسم ، تتقمص شخصية (قمر) ، الهدوء والرزانة والرسم والقراءة فقط !!
مرت أيام و أيام . وكل يوم كانت تتحسن حالة (شمس) . الكل سعيد بعودتها للحياة . ويدعون لها دائما براحة البال ، ودوام السعادة والاستقرار .
ذات يوم . قلقت الأم عندما لم تخرج (شمس) من حجرتها لتناول العشاء . نادتها . لم تسمع إجابة . ذهبت إلى الحجرة . لم تجدها بالغرفة أصابها الخوف . يطمئنها زوجها فلعلها خرجت للتنزه قليلا ، لا داعي للقلق ويجب ألا تضيقِ عليها بعد أن منَ الله عليها بالخروج من عزلتها ، و دعيها تكتشف الحياة بنفسها ! تنقضي ساعات وتعود (شمس) ، وقد بدا عليها الإجهاد و التعب ، وتحمل في يدها . حقيبة ملابس . عللت غيابها بأنها كانت تتسوق . رفضت الطعام و أخبرت أمها بأنها تناولت بعض الشطائر . وليست جائعة و توجهت لتستريح في غرفتها . في الصباح تفتح الحقيبة فتعتريها الدهشة . وتتعجب مما تجده فيها . ملابس مثيرة و اكسسوارات وأشياء لا تدري كيف وصلت لها !!؟ فهي لا تجرأ علي ارتدائها حتى داخل حجرتها . فكيف وصلت إليها ؟! ومن أين ؟! ومتى ؟!
تحاول أن تتذكر ما حدث ليلة أمس ، تشعر بصداع رهيب ، تتناول الافطار مع والديها ، تشعر والدتها بحالتها وتعبها . تسألها عما بها . وهل تشعر بألم ما ؟! . تجيبها بالنفي . إلا إن أمها تعرض عليها الذهاب للطبيب ، ترفض وتطمئن أمها . رغم أن صداعا شديدا وألما لا يطاق يلازمنها منذ فترة . كما تعتريها نوبات دوار بين الحين والحين .
إلى أن يزداد الأمر سوءً عندما سقطت مغشيا عليها ذات صباح . يفزع والدها ويستدعي الطبيب ، الذى يطلب نقلها فورا للمستشفى ، فهي في حالة وهن شديد ، تحتاج لعلاج ورعاية خاصة لا توجدان بالمنزل .وقد تحتاج لنقل دم ويجب إدخالها الرعاية المركزة .
يمر يومان و(شمس) ترقد في الإنعاش غائبة عن الوعي تماما ، تظهر نتيجة التحاليل والأشعة ، لتُصعق الجميع : ˝ شمس حامل ˝ !!!؟
يصاب والدها بارتفاع الضغط الدم وأمها تسقط أرضا ، يتم اسعافهما وينصحهما الطبيب بوجوب الهدوء والتعامل بحكمة مع الأمر ! فهي بالإضافة إلى الحمل ، تعاني من انفصام الشخصية ، تجعلها تتقمص شخصيتين معا !
تتذكر والدتها خروجها ليلا . والألم والصداع الذي كانت تعاني منهما منذ فترة . تستعيد (شمس) وعيها ، يحاول والديها تمالك نفسهما ، والتماسك من أجلها ، فهي لا تتذكر شيئا .
تظل أيامًا بالمستشفى تخضع فيها للعلاج جسديًا . وبعدما تحسنت حالتها قليلا . بدأ العلاج النفسي . تروي (شمس) للطبيبة النفسية ما حدث منذ غرق (قمر) وإحساسها بالذنب ، فهي تتصور إنها القاتلة لذلك تعاقب نفسها بعزلتها عن كل متع الحياة ، وكل ما تحب و تتقمص شخصية (قمر) وتكبت شخصية (شمس) التي هي عكس (قمر) تحب الخروج والانطلاق !! عاشت صراعًا دائمًا وشديدًا داخلها بين (شمس) و(قمر) . بين الشروق والغروب ، الهدوء والصخب ، بين الموت والحياة ، هذا الكبت سبب انفجارا لديها ، تأتي بتصرفات لا تدري عنها شيئا .
هدأت الطبيبة من روعها . وطمأنتها . فهي في طريقها إلى الشفاء بإذن الله . تلتقي الطبيبة بوالديها . تطالبهما بالتروي في معاملتها . فهي . نتيجة إحساسها بالذنب . أصبحت تعيش في النهار قمر وفي الليل شمس . بل إن زيادة إحساسها بهذا الذنب . وهي لم ترتكبه . تعاقب نفسها . فانحرفت وارتادت الملاهي الليلية و اصطياد الرجال ، ممارسة الرذيلة معهم . لذلك فلابد من التريث والصبر ، وعدم إخبارها بالحمل
ويستمر علاج (شمس) . ويلجأ الوالدان إلى الله يدعوان لها . بعدما عرفا إنها غير مسئولة عن تصرفاتها !!
❞ .إذا كان الأمل يشبه شاباً لم يفقد حتى الآن اياً من أفراد عائلته، فلابد أن اليأس قد خسر للتو عائلته كلها دفعة واحدة
،لكن العكس أحياناً صحيح. يتهدم البيت، وتظهر من تحت الأنقاض يد الأمل، بينما يشنق اليأس نفسه في سقف القصر
.فلا تدري أيهما المنكوب وأيهما الناجي. لو جلسا جنباً إلى جنب، لما استطعت التفريق بينهما. يبدوان مثل شقيقين بل توأم”. ❝ ⏤أحمد عبداللطيف
❞ إذا كان الأمل يشبه شاباً لم يفقد حتى الآن اياً من أفراد عائلته، فلابد أن اليأس قد خسر للتو عائلته كلها دفعة واحدة
،لكن العكس أحياناً صحيح. يتهدم البيت، وتظهر من تحت الأنقاض يد الأمل، بينما يشنق اليأس نفسه في سقف القصر
.فلا تدري أيهما المنكوب وأيهما الناجي. لو جلسا جنباً إلى جنب، لما استطعت التفريق بينهما. يبدوان مثل شقيقين بل توأم”. ❝
❞ هديه ﷺ في الإِسترقاق
❞ وكان هديه ﷺ أن من أسلم قبل الأسر ، لم يُستَرَق ، وكان يسترق سَبْي العرب ، كما يَسْتَرِقُ غيرهم مِن أهل الكتاب ، وكان عند عائشة سبية منهم فقال ( أعتقيها فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ) ، ولما قسم سبايا بني المُصْطَلِقِ ، وقعت جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحارث في السبي لثابت بن قيس بن شماس ، فكاتبته على نفسها ، فَقَضَى رَسُولُ الله ﷺ كِتَابَتَها وَتَزَوَّجَهَا ، فَاعتَقَ بِتَزَوجِهِ إِيَّاهَا مِئةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ بني المُصْطَلِقِ إكراماً لصهر رسول الله ﷺ ، وهي من صريح العرب ، ولم يكونوا يتوقفون في وطء سبايا العرب على الإسلام ، بل كانوا يطؤونهن بعد الاستبراء ، وأباح الله لهم ذلك ، ولم يشترط الإسلام ، بل قال تعالى { وَالْمُحْصَنَتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُمْ } ، فأباح وطءَ مُلكِ اليمين ، وإن كانت محصنة إذا انقضت عدتها بالاستبراء ، وقال له سلمة بن الأكوع ، لما استوهبه الجارية الفزارية من السبي : والله يا رسول الله ! لقد أعجبتني ، وما كشفت لها ثوباً ، ولو كان وطؤها حراماً قبل الإسلام عندهم ، لم يكن لهذا القول معنى ، ولم تكن قد أسلمت ، لأنه قد فَدَى بها ناساً من المسلمين بمكة ، والمسلم لا يُفادى به ، وبالجملة فلا نعرف في أثر واحد قط اشتراط الإسلام منهم قولاً أو فعلاً في وطء المسبية ، فالصواب الذي كان عليه هديه وهدي أصحابه استرقاق العرب ، ووطء إمائهن المسبيات بملك اليمين من غير اشتراط الإسلام ، وكان ﷺ يمنع التفريق في السبي بين الوالدة وولدِها ، ويقول ( مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا ، فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ القِيَامَة ) ، وكان يؤتى بالسبي ، فيعطي أهل البيت جميعاً كراهية أن يُفرّق بينهم. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ هديه ﷺ في الإِسترقاق
❞ وكان هديه ﷺ أن من أسلم قبل الأسر ، لم يُستَرَق ، وكان يسترق سَبْي العرب ، كما يَسْتَرِقُ غيرهم مِن أهل الكتاب ، وكان عند عائشة سبية منهم فقال ( أعتقيها فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ) ، ولما قسم سبايا بني المُصْطَلِقِ ، وقعت جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحارث في السبي لثابت بن قيس بن شماس ، فكاتبته على نفسها ، فَقَضَى رَسُولُ الله ﷺ كِتَابَتَها وَتَزَوَّجَهَا ، فَاعتَقَ بِتَزَوجِهِ إِيَّاهَا مِئةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ بني المُصْطَلِقِ إكراماً لصهر رسول الله ﷺ ، وهي من صريح العرب ، ولم يكونوا يتوقفون في وطء سبايا العرب على الإسلام ، بل كانوا يطؤونهن بعد الاستبراء ، وأباح الله لهم ذلك ، ولم يشترط الإسلام ، بل قال تعالى ﴿ وَالْمُحْصَنَتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُمْ ﴾ ، فأباح وطءَ مُلكِ اليمين ، وإن كانت محصنة إذا انقضت عدتها بالاستبراء ، وقال له سلمة بن الأكوع ، لما استوهبه الجارية الفزارية من السبي : والله يا رسول الله ! لقد أعجبتني ، وما كشفت لها ثوباً ، ولو كان وطؤها حراماً قبل الإسلام عندهم ، لم يكن لهذا القول معنى ، ولم تكن قد أسلمت ، لأنه قد فَدَى بها ناساً من المسلمين بمكة ، والمسلم لا يُفادى به ، وبالجملة فلا نعرف في أثر واحد قط اشتراط الإسلام منهم قولاً أو فعلاً في وطء المسبية ، فالصواب الذي كان عليه هديه وهدي أصحابه استرقاق العرب ، ووطء إمائهن المسبيات بملك اليمين من غير اشتراط الإسلام ، وكان ﷺ يمنع التفريق في السبي بين الوالدة وولدِها ، ويقول ( مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا ، فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ القِيَامَة ) ، وكان يؤتى بالسبي ، فيعطي أهل البيت جميعاً كراهية أن يُفرّق بينهم. ❝