█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إذا كان الأمل يشبه شاباً لم يفقد حتى الآن اياً من أفراد عائلته، فلابد أن اليأس قد خسر للتو عائلته كلها دفعة واحدة
،لكن العكس أحياناً صحيح. يتهدم البيت، وتظهر من تحت الأنقاض يد الأمل، بينما يشنق اليأس نفسه في سقف القصر
.فلا تدري أيهما المنكوب وأيهما الناجي. لو جلسا جنباً إلى جنب، لما استطعت التفريق بينهما. يبدوان مثل شقيقين بل توأم” . ❝
❞ وإن في الزنا من إباحة الحريم، وإفساد النسل، والتفريق بين الأزواج الذي عظم الله أمره، مالا يهون على ذي عقل أومن له أقل خلاق، ولو لا مكان هذا العنصر من الإنسان وأنه غير مأمون الغلبة لما خفف الله عن البكرين وشدد على المحصنين. وهذا عندنا وفي جميع الشرائع القديمة النازلة من عند الله عز وجل حكما باقياً لم ينسخ ولا أزيل، فيترك الناظر لعباده الذي لم يشغله عظيم ما في خلقه ولا يحيف قدرته كبير ما في عوالمه عن النظر لحقير ما فيها، فهو كما قال عز وجل: (الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم). وقال: (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منا وما ينزل من السماء وما يعرج فيها). وقال: (عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء) . ❝
❞ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)
قوله تعالى : قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون
قوله تعالى : قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف قيل للحسن : أيحسد المؤمن ؟ قال : ما أنساك ببني يعقوب . ولهذا قيل : الأب جلاب والأخ سلاب ; فعند ذلك أجمعوا على التفريق بينه وبين ولده بضرب من الاحتيال . وقالوا ليعقوب : يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وقيل : لما تفاوضوا وافترقوا على رأي المتكلم الثاني عادوا إلى يعقوب - عليه السلام - وقالوا : هذا القول . وفيه دليل على أنهم سألوه قبل ذلك أن يخرج معهم يوسف فأبى على ما يأتي . قرأ يزيد بن القعقاع وعمرو بن عبيد والزهري ˝ لا تأمنا ˝ بالإدغام ، وبغير إشمام وهو القياس ; لأن سبيل ما يدغم أن يكون ساكنا . وقرأ طلحة بن مصرف ˝ لا تأمننا ˝ بنونين ظاهرتين على الأصل . وقرأ يحيى بن وثاب وأبو رزين - وروي عن الأعمش - ˝ ولا تيمنا ˝ بكسر التاء ، وهي لغة تميم ; يقولون : أنت تضرب ; وقد تقدم . وقرأ سائر الناس بالإدغام والإشمام ليدل على حال الحرف قبل إدغامه
وإنا له لناصحون أي في حفظه وحيطته حتى نرده إليك . قال مقاتل : في الكلام تقديم وتأخير ; وذلك أن إخوة يوسف قالوا لأبيهم : أرسله معنا غدا الآية ; فحينئذ قال أبوهم : إني ليحزنني أن تذهبوا به فقالوا حينئذ جوابا لقوله ما لك لا تأمنا على يوسف الآية . ❝
❞ يشير الزركشي إلى السبب العلمي والمنهجي في التفريق بين التفسير والتأويل وجعل كل منهما ذا دلالة محددة وواضحة، ومتميزة ومخالفة لدلالة الآخر، وذلك حيث يقول : " والحق أن علم التفسير منه ما يتوقف على النقل كسبب النزول والنسخ وتعيين المبهم، وتبيين المجمل، ومنه ما لا يتوقف ويكفي في تحصيله التفقه على الوجه المعتبر، وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير والتأويل، التمييز بين المنقول والمستنبط، ليحمل على الإعتماد في المنقول، وعلى النظر في المستنبط، تجويزا له وازديادا، وهذا من الفروع في الدين.
ويفهم من هذا الكلام ومن الذي قبله أن التفسير يتعلق بالرواية، وأما التأويل فمرتبط بالدراية وإعمال النظر، ولكل منهما شروط صحة وقبول . ❝
❞ أحياناً نبحث عن كوننا محبوبين أكثر من أي شئ اخر، ولهذا قد نبحث عن الحب فقط لنحصل على هذه النعمة; بل دعني أذهب أبعد لأخبرك أننا قد نظن أننا نفيض بالمحبة على الغير بينما لا يتعدى الأمر أن نكون مجرد مستقبلين. بداية التفريق بين الأمرين تضبط طريقتنا الفوضوية في الحب، وتدلنا على ما نريده بالضبط . ❝