❞ تميلُ النفوس للشخص السَمح، الهيِّن، الليِّن، ذو الروح المنبسطة الطيّبة، الذي يُحوِّل الأمور الصعبة إلى يسيرة، الذي يبتعد عن العُقَد والتعقيد، ويُشعِر من حوله بأن الحياة أكثر رحابةً واتساعًا وسهولة، إذا سألتم يومًا فاسألوا الله أن يضع من أمثاله الكثير في دروبكم.
- نيلسون مانديلا.. ❝ ⏤Ch Mohammed Emad
❞ تميلُ النفوس للشخص السَمح، الهيِّن، الليِّن، ذو الروح المنبسطة الطيّبة، الذي يُحوِّل الأمور الصعبة إلى يسيرة، الذي يبتعد عن العُقَد والتعقيد، ويُشعِر من حوله بأن الحياة أكثر رحابةً واتساعًا وسهولة، إذا سألتم يومًا فاسألوا الله أن يضع من أمثاله الكثير في دروبكم.
❞ أنكر أينشتين في نظريته إمكان الحركة المطلقة ..
فمن المستحيل أن نعرف أن جسمًا ما في حالة حركة أو في حالة سكون إلا بالرجوع إلى جسم آخر ..
وتاريخنا مع الأرض يؤكد كلام أينشتين .. لقد ظللنا نعتقد قرونًا طويلة بأن الأرض ساكنة حتى اكتشفنا حركتها عن طريق رصد النجوم والكواكب حولها ..
ولو أن أرضنا كانت تدور وحدها في فضاء الكون لما أمكن على الإطلاق معرفة حركتها من سكونها .. لانعدام أي مرجع نقيس به ..
ولكان من المؤكد أننا سوف نظل جاهلين بحالنا .. وكان هناك استثناء واحد ..
أن تبطئ الأرض في حركتها فجأة .. أو تُسرِع فجأة .. أو تضطرب حركتها .. فندرك عن طريق تثاقل أجسامنا وقصورنا الذاتي أننا على جسم متحرك ..
شأننا شأن راكب الطائرة الذي يستطيع أن يكتشف حركتها دون حاجة إلى أن يطل من النافذة، أو يرجع إلى مرجع .. بمجرد أن تغير الطائرة من سرعتها أو اتجاهها أو ارتفاعها ..
ومثل راكب القطار الذي يجلس في مقصورة مغلقة .. جاهلًا بحركة قطاره حتى يبدأ القطار في التباطؤ أو ينحرف عن مسيره .. فيدرك أن قطاره يتحرك ..
وكان معنى هذا الإستثناء أن الحركة يمكن أن تكون مطلقة إذا كانت غير منتظمة ..
فهي في هذه الحالة يمكن إدراكها بالرجوع إلى ذاتها .. وبدون حاجة إلى مرجع خارجي ..
ولهذا وضع أينشتين نظريته الأولى " النسبية الخاصة " وقصرها على الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة ..
وقال فيها : " إن قوانين الكون واحدة لكل الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة " .
ولكن هذا الشذوذ في القاعدة .. ظل يؤرق باله .. فهو لا يعتقد في كون معقّد وإنما يؤمن بكون بسيط .. ويرى أن البساطة أعمق من التعقيد، وأن تعدد القوانين وتناقضها في كون واحد يدل على عقل رياضي سطحي عاجز عن إدراك الحقيقة .
وبعد سنوات من التفكير والحساب وإعادة النظر .. قدم نظريته الجريئة في " النسبية العامة " التي أعلن فيها أن : " قوانين الكون واحدة لكل الأجسام بصرف النظر عن حالات حركتها " .
وبذلك عاد فأكد رفضه لكل ما هو مطلَق .. حتى هذا الإستثناء الواحد .. الحركة غير المنتظمة .. هي الأخرى أصبحت نسبية لا يمكن الجزم بها بدون مرجع خارجي ..
** ** **
ولتقريب هذا الإشكال الجديد إلى الذهن تخيل أينشتين أرجوحة مربوطة بحبال إلى عمود رأسي .. وأن هذه الأرجوحة تدور حول العمود كما تدور أراجيح الأطفال في المولد .. مع فارق واحد : أنها مغلقة تمامًا وأن الجالس بداخلها لا يرى ما يدور خارجها .. وأنها موجودة في الفضاء بعيدًا عن أي جاذبية ..
ماذا سوف يحدث لعدد من العلماء جالسين في تلك الأرجوحة ؟
إنهم سوف يلاحظون أن أجسامهم تتثاقل دائمًا نحو أرضية الأرجوحة، وأنه إذا ألقوا بأي شيء فإنه يسقط دائمًا نحو الأرضية .. وإذا انطلقت رصاصة لتخترق جدار الأرجوحة فإنها سوف تميل نحو أرضيتها على شكل قطع مكافئ .. وسوف يكون تعليلهم لهذه الظاهرة أن هناك قوى جاذبية في هذه الأرضية ..
وهم لن يفطنوا إلى أن الأرضية هي الجدار الخارجي لأرجوحتهم نظرًا لأن الحواس تقرن دائمًا أي تثاقل بأنه اتجاه إلى تحت ( وهو شبيه لما يحدث لنا على الأرض .. فنحن أثناء دوران الأرض تكون رءوسنا إلى أسفل وأقدامنا إلى أعلى .. ومع ذلك يخيل إلينا العكس .. أن أقدامنا إلى أسفل دائمًا نتيجة الإحساس بالتثاقل الناتج عن الجاذبية ) .
وهكذا .. سوف تكون جميع حسابات هؤلاء العلماء مؤكدة بأنهم خاضعون لقوى الجاذبية ..
ولكن من يلاحظ هذه الأرجوحة من الخارج سوف يُخَطّئ كل حساباتهم .. وسوف يرى أنهم خاضعون للقصور الذاتي المعروف بإسم " القوة الطاردة المركزية " .. وهي القوة التي تطرد الأجسام المتحركة في دائرة إلى خارج الدائرة ..
ومعنى هذا أن هناك إمكانية للخلط دائمًا بين الحركة الناتجة من الجاذبية والحركة الناتجة من القصور الذاتي .. وأنه لا يمكن التفرقة بين اثنين بدون مرجع خارجي .
فإذا عدنا إلى الإشكال الأول .. وهو إشكال الحركة غير المنتظمة وتخيلنا الأرض التي تسير وحدها في الفضاء .. وتخيلنا الإستثناء الذي ترتب عليه إدراكنا لهذه الحركة .. وهو أن تبطئ أو تسرع .. أو تضطرب في حركتها .. فإن هذا الإستثناء لا يكون دلالة على أن حركتنا مطلقة .. إذ أن الخلط مازال قائمًا ..
فمن المحتمل أن يكون ما حسبناه حركة أرضية ( نتيجة القصور الذاتي ) هو في الواقع اضطراب في مجال الجاذبية لنجم بعيد غير مرئي .. ( مثل ما يحدث في حركة مياه البحر من مدّ وجزر نتيجة التقلبات في مجال جاذبية القمر ) .
إن التمييز بين الحركة الناتجة عن القصور الذاتي، والحركة الناتجة عن الجاذبية .. مستحيل .. بدون مرجع نهائي .
وبذلك لا تكون هناك وسيلة إلى إدراك الحركة المطلقة حتى من خلال الحركة غير المنتظمة .
وبذلك تصبح نظرية أينشتين نظرية عامة شاملة لكل قوانين الكون .. لا نظرية خاصة بالأجسام ذات الحركة المنتظمة ..
** ** **
والبرهان الثاني يأخذه أينشتين من ظاهرة طبيعية معروفة .. هي سقوط الأجسام نحو الأرض بسرعة واحدة مهما اختلفت كتلاتها ..
كرة من الحديد تسقط نحو الأرض .. بنفس السرعة التي تسقط بها كرة من الخشب مماثلة لها في الحجم .. بنفس السرعة التي تسقط بها قنبلة مدفع ..
وإذا كانت قطعة من الورق تسقط نحو الأرض ببطء فالسبب أن مسطحها كبير ومقاومة الهواء لسقوطها كبير مما يؤدي إلى هذا البطء في سقوطها .. ولكن لو كورناها تمامًا فإنها سوف تسقط نحو الأرض بنفس السرعة التي تسقط بها كرة الحديد .
ولقد كانت هذه السرعة الواحدة التي تسقط بها جميع الأجسام مصدر مشكلة عويصة في الطبيعة ..
إذ أن هذه الظاهرة هي عكس الظاهرة المعروفة في حركة الأجسام الأفقية .. وتفاوت سرعتها تبعًا لكتلتها ..
فالقوة التي تدفع كرة صغيرة عدة أميال إلى الأمام .. لا تكاد تحرك عربة سكة حديد إلا عدة سنتيمترات .. نتيجة أن عربة السكة الحديد تقاوم الحركة بقصورها الذاتي الأكبر بكثير من قصور كرة صغيرة ذات كتلة صغيرة ..
وقد حل نيوتن هذا الإشكال بقانونه الذي قال فيه : إن قوة الجاذبية الواقعة على جسم تزداد كلما ازداد قصوره الذاتي ..
والنتيجة أن الأرض تشد الكرة الحديد بقوة أكبر من الكرة الخشب .. ولذلك تسقط الكرتان بسرعة واحدة .. لأنه ولو أن الكرة الحديد قصورها أكبر ومقاومتها للحركة أكبر إلا أن القوة التي تشدها أكبر ..
وهذا القانون الذي أعلنه نيوتن باسم " تكافؤ الجاذبية والقصور الذاتي " .. هو دليل آخر على إمكانية الخلط بين القوتين .
** ** **
إنتهت نظرية أينشتين الثانية المعروفة " بالنسبية العامة " إلى نفي معرفة كل ما هو مطلق .. وإلى اعتبار الكون خاضعًا لقوانين واحدة برغم اختلاف الحركة في داخله .. وإلى استحالة معرفة الحركة من السكون بدون مرجع خارج عن نطاق الحركة وعن نطاق هذا السكون ..
ولكن أينشتين فتح على نفسه بابًا خطيرًا من الشك ..
فهذا الخلط بين الجاذبية والقصور الذاتي .. فتح بابًا للتساؤل .. من أين نعلم إذًا أن ما نقيسه على الأرض هو ظواهر لقوة جاذبية .. لماذا لا تكون ظواهر قصورية .. !
إن وجود الجاذبية يصبح أمرًا مشكوكًا فيه من أساسه .. وعلى أينشتين أن يملأ هذه الفجوة الرهيبة التي فتحها .. عليه أن يواجه عملاقًا اسمه نيوتن و يرد عليه ..
والإشكال الثاني .. هو هذا التفكك الذي اعترى الحقيقة على يد النسبية .. فانفرطت إلى كلمات خاوية .. المكان، والزمان، والكتلة .. حتى الكتلة انفرطت هي الأخرى فأصبحت حركة .. مجرد خواء .
كيف يعود أينشتين فيبني من هذا الخواء كونًا مأهولًا معقولًا ملموسًا كالكون الذي نراه .. ؟!
وكيف يصبح لهذا الكون شكل .. وأعمدة الشكل .. وهي الصلابة المادية .. قد انهارت وتبخرت .. إلى طاقة وإشعاع غير منظور .. ؟!
إن أينشتين عمد إلى البساطة فانتهى إلى الغموض ..
وهدِفَ إلى الحقيقة فأخذ بيدها إلى هوة من الشكّ .
..
مقال .. الحركة المطلقة .
من كتاب / أينشتين والنسبية
لـلدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ أنكر أينشتين في نظريته إمكان الحركة المطلقة .
فمن المستحيل أن نعرف أن جسمًا ما في حالة حركة أو في حالة سكون إلا بالرجوع إلى جسم آخر .
وتاريخنا مع الأرض يؤكد كلام أينشتين . لقد ظللنا نعتقد قرونًا طويلة بأن الأرض ساكنة حتى اكتشفنا حركتها عن طريق رصد النجوم والكواكب حولها .
ولو أن أرضنا كانت تدور وحدها في فضاء الكون لما أمكن على الإطلاق معرفة حركتها من سكونها . لانعدام أي مرجع نقيس به .
ولكان من المؤكد أننا سوف نظل جاهلين بحالنا . وكان هناك استثناء واحد .
أن تبطئ الأرض في حركتها فجأة . أو تُسرِع فجأة . أو تضطرب حركتها . فندرك عن طريق تثاقل أجسامنا وقصورنا الذاتي أننا على جسم متحرك .
شأننا شأن راكب الطائرة الذي يستطيع أن يكتشف حركتها دون حاجة إلى أن يطل من النافذة، أو يرجع إلى مرجع . بمجرد أن تغير الطائرة من سرعتها أو اتجاهها أو ارتفاعها .
ومثل راكب القطار الذي يجلس في مقصورة مغلقة . جاهلًا بحركة قطاره حتى يبدأ القطار في التباطؤ أو ينحرف عن مسيره . فيدرك أن قطاره يتحرك .
وكان معنى هذا الإستثناء أن الحركة يمكن أن تكون مطلقة إذا كانت غير منتظمة .
فهي في هذه الحالة يمكن إدراكها بالرجوع إلى ذاتها . وبدون حاجة إلى مرجع خارجي .
ولهذا وضع أينشتين نظريته الأولى ˝ النسبية الخاصة ˝ وقصرها على الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة .
وقال فيها : ˝ إن قوانين الكون واحدة لكل الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة ˝ .
ولكن هذا الشذوذ في القاعدة . ظل يؤرق باله . فهو لا يعتقد في كون معقّد وإنما يؤمن بكون بسيط . ويرى أن البساطة أعمق من التعقيد، وأن تعدد القوانين وتناقضها في كون واحد يدل على عقل رياضي سطحي عاجز عن إدراك الحقيقة .
وبعد سنوات من التفكير والحساب وإعادة النظر . قدم نظريته الجريئة في ˝ النسبية العامة ˝ التي أعلن فيها أن : ˝ قوانين الكون واحدة لكل الأجسام بصرف النظر عن حالات حركتها ˝ .
وبذلك عاد فأكد رفضه لكل ما هو مطلَق . حتى هذا الإستثناء الواحد . الحركة غير المنتظمة . هي الأخرى أصبحت نسبية لا يمكن الجزم بها بدون مرجع خارجي .
** *
ولتقريب هذا الإشكال الجديد إلى الذهن تخيل أينشتين أرجوحة مربوطة بحبال إلى عمود رأسي . وأن هذه الأرجوحة تدور حول العمود كما تدور أراجيح الأطفال في المولد . مع فارق واحد : أنها مغلقة تمامًا وأن الجالس بداخلها لا يرى ما يدور خارجها . وأنها موجودة في الفضاء بعيدًا عن أي جاذبية .
ماذا سوف يحدث لعدد من العلماء جالسين في تلك الأرجوحة ؟
إنهم سوف يلاحظون أن أجسامهم تتثاقل دائمًا نحو أرضية الأرجوحة، وأنه إذا ألقوا بأي شيء فإنه يسقط دائمًا نحو الأرضية . وإذا انطلقت رصاصة لتخترق جدار الأرجوحة فإنها سوف تميل نحو أرضيتها على شكل قطع مكافئ . وسوف يكون تعليلهم لهذه الظاهرة أن هناك قوى جاذبية في هذه الأرضية .
وهم لن يفطنوا إلى أن الأرضية هي الجدار الخارجي لأرجوحتهم نظرًا لأن الحواس تقرن دائمًا أي تثاقل بأنه اتجاه إلى تحت ( وهو شبيه لما يحدث لنا على الأرض . فنحن أثناء دوران الأرض تكون رءوسنا إلى أسفل وأقدامنا إلى أعلى . ومع ذلك يخيل إلينا العكس . أن أقدامنا إلى أسفل دائمًا نتيجة الإحساس بالتثاقل الناتج عن الجاذبية ) .
وهكذا . سوف تكون جميع حسابات هؤلاء العلماء مؤكدة بأنهم خاضعون لقوى الجاذبية .
ولكن من يلاحظ هذه الأرجوحة من الخارج سوف يُخَطّئ كل حساباتهم . وسوف يرى أنهم خاضعون للقصور الذاتي المعروف بإسم ˝ القوة الطاردة المركزية ˝ . وهي القوة التي تطرد الأجسام المتحركة في دائرة إلى خارج الدائرة .
ومعنى هذا أن هناك إمكانية للخلط دائمًا بين الحركة الناتجة من الجاذبية والحركة الناتجة من القصور الذاتي . وأنه لا يمكن التفرقة بين اثنين بدون مرجع خارجي .
فإذا عدنا إلى الإشكال الأول . وهو إشكال الحركة غير المنتظمة وتخيلنا الأرض التي تسير وحدها في الفضاء . وتخيلنا الإستثناء الذي ترتب عليه إدراكنا لهذه الحركة . وهو أن تبطئ أو تسرع . أو تضطرب في حركتها . فإن هذا الإستثناء لا يكون دلالة على أن حركتنا مطلقة . إذ أن الخلط مازال قائمًا .
فمن المحتمل أن يكون ما حسبناه حركة أرضية ( نتيجة القصور الذاتي ) هو في الواقع اضطراب في مجال الجاذبية لنجم بعيد غير مرئي . ( مثل ما يحدث في حركة مياه البحر من مدّ وجزر نتيجة التقلبات في مجال جاذبية القمر ) .
إن التمييز بين الحركة الناتجة عن القصور الذاتي، والحركة الناتجة عن الجاذبية . مستحيل . بدون مرجع نهائي .
وبذلك لا تكون هناك وسيلة إلى إدراك الحركة المطلقة حتى من خلال الحركة غير المنتظمة .
وبذلك تصبح نظرية أينشتين نظرية عامة شاملة لكل قوانين الكون . لا نظرية خاصة بالأجسام ذات الحركة المنتظمة .
** *
والبرهان الثاني يأخذه أينشتين من ظاهرة طبيعية معروفة . هي سقوط الأجسام نحو الأرض بسرعة واحدة مهما اختلفت كتلاتها .
كرة من الحديد تسقط نحو الأرض . بنفس السرعة التي تسقط بها كرة من الخشب مماثلة لها في الحجم . بنفس السرعة التي تسقط بها قنبلة مدفع .
وإذا كانت قطعة من الورق تسقط نحو الأرض ببطء فالسبب أن مسطحها كبير ومقاومة الهواء لسقوطها كبير مما يؤدي إلى هذا البطء في سقوطها . ولكن لو كورناها تمامًا فإنها سوف تسقط نحو الأرض بنفس السرعة التي تسقط بها كرة الحديد .
ولقد كانت هذه السرعة الواحدة التي تسقط بها جميع الأجسام مصدر مشكلة عويصة في الطبيعة .
إذ أن هذه الظاهرة هي عكس الظاهرة المعروفة في حركة الأجسام الأفقية . وتفاوت سرعتها تبعًا لكتلتها .
فالقوة التي تدفع كرة صغيرة عدة أميال إلى الأمام . لا تكاد تحرك عربة سكة حديد إلا عدة سنتيمترات . نتيجة أن عربة السكة الحديد تقاوم الحركة بقصورها الذاتي الأكبر بكثير من قصور كرة صغيرة ذات كتلة صغيرة .
وقد حل نيوتن هذا الإشكال بقانونه الذي قال فيه : إن قوة الجاذبية الواقعة على جسم تزداد كلما ازداد قصوره الذاتي .
والنتيجة أن الأرض تشد الكرة الحديد بقوة أكبر من الكرة الخشب . ولذلك تسقط الكرتان بسرعة واحدة . لأنه ولو أن الكرة الحديد قصورها أكبر ومقاومتها للحركة أكبر إلا أن القوة التي تشدها أكبر .
وهذا القانون الذي أعلنه نيوتن باسم ˝ تكافؤ الجاذبية والقصور الذاتي ˝ . هو دليل آخر على إمكانية الخلط بين القوتين .
** *
إنتهت نظرية أينشتين الثانية المعروفة ˝ بالنسبية العامة ˝ إلى نفي معرفة كل ما هو مطلق . وإلى اعتبار الكون خاضعًا لقوانين واحدة برغم اختلاف الحركة في داخله . وإلى استحالة معرفة الحركة من السكون بدون مرجع خارج عن نطاق الحركة وعن نطاق هذا السكون .
ولكن أينشتين فتح على نفسه بابًا خطيرًا من الشك .
فهذا الخلط بين الجاذبية والقصور الذاتي . فتح بابًا للتساؤل . من أين نعلم إذًا أن ما نقيسه على الأرض هو ظواهر لقوة جاذبية . لماذا لا تكون ظواهر قصورية . !
إن وجود الجاذبية يصبح أمرًا مشكوكًا فيه من أساسه . وعلى أينشتين أن يملأ هذه الفجوة الرهيبة التي فتحها . عليه أن يواجه عملاقًا اسمه نيوتن و يرد عليه .
والإشكال الثاني . هو هذا التفكك الذي اعترى الحقيقة على يد النسبية . فانفرطت إلى كلمات خاوية . المكان، والزمان، والكتلة . حتى الكتلة انفرطت هي الأخرى فأصبحت حركة . مجرد خواء .
كيف يعود أينشتين فيبني من هذا الخواء كونًا مأهولًا معقولًا ملموسًا كالكون الذي نراه . ؟!
وكيف يصبح لهذا الكون شكل . وأعمدة الشكل . وهي الصلابة المادية . قد انهارت وتبخرت . إلى طاقة وإشعاع غير منظور . ؟!
إن أينشتين عمد إلى البساطة فانتهى إلى الغموض .
وهدِفَ إلى الحقيقة فأخذ بيدها إلى هوة من الشكّ .
.
مقال . الحركة المطلقة .
من كتاب / أينشتين والنسبية
لـلدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ لن تستطيع حل مشكلة بنفس الأفكار التي بدأتها بها، لأن هذه الأفكار كانت السبب في وجودها لذلك يجب عليك أن تفكر بأسلوب آخر لكي تحل المشكلة. ولكن عليك التركيز فيما تفكر فيه، هل هو الخسائر التي آلمتك نتيجة المشكلة أو المساوئ التي تحيط بك من هذه المشكلة. ما تركز عليه في تفكيرك سيجعل المشكلة تأخذك إلى وضع أسوأ وهو ما نطلق عليه (زيادة التعقيد)، إن الشخص السلبي حين يواجه المشكلة يفقد التوازن فيفكر بطريقة سلبية وعاطفية ويركز تفكيره على المشكلة وعلى أسوأ احتمالاتها فيزداد شعوره السلبي فيتصرف بسلبية مما يؤدي إلى تعقيد المشكلة ناهيك عن عدم رؤيته للحلول الممكنة للمشكلة وبذلك تأخذه المشكلة إلى وضع أسوأ.
أما الشخص الإيجابي فهو يضع تركيزه على تحليل الموقف بطريقة منطقية وبأحاسيس هادئة فيتعلم من المشكلة ويعدل أسلوبه ويبحث عن الإمكانيات والحلول المتاحة له ثم يتصرف بإيجابية وبذلك يقلل من حدة المشكلة وتعقيدها ويتحسن وضعه وتأخذه المشكلة إلى مكان أفضل مما كان عليه.
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب
#محمد_شيبة
#نجاحي
#تنمية_بشرية. ❝ ⏤محمد شيبة
❞ لن تستطيع حل مشكلة بنفس الأفكار التي بدأتها بها، لأن هذه الأفكار كانت السبب في وجودها لذلك يجب عليك أن تفكر بأسلوب آخر لكي تحل المشكلة. ولكن عليك التركيز فيما تفكر فيه، هل هو الخسائر التي آلمتك نتيجة المشكلة أو المساوئ التي تحيط بك من هذه المشكلة. ما تركز عليه في تفكيرك سيجعل المشكلة تأخذك إلى وضع أسوأ وهو ما نطلق عليه (زيادة التعقيد)، إن الشخص السلبي حين يواجه المشكلة يفقد التوازن فيفكر بطريقة سلبية وعاطفية ويركز تفكيره على المشكلة وعلى أسوأ احتمالاتها فيزداد شعوره السلبي فيتصرف بسلبية مما يؤدي إلى تعقيد المشكلة ناهيك عن عدم رؤيته للحلول الممكنة للمشكلة وبذلك تأخذه المشكلة إلى وضع أسوأ.
أما الشخص الإيجابي فهو يضع تركيزه على تحليل الموقف بطريقة منطقية وبأحاسيس هادئة فيتعلم من المشكلة ويعدل أسلوبه ويبحث عن الإمكانيات والحلول المتاحة له ثم يتصرف بإيجابية وبذلك يقلل من حدة المشكلة وتعقيدها ويتحسن وضعه وتأخذه المشكلة إلى مكان أفضل مما كان عليه.
❞ هدف التنمية البشرية :
التنمية البشرية هي علم حديث شأنه شأن بقية العلوم ولكن ما يُميِّزه رغم كل الخائضين فيه هو أنه يغوص في أغوار النفس البشرية من أجل تعزيز الطاقات ، شحذ الهمم ، ملء العقول بالأفكار الإيجابية ، مساعدة البشر على التخلص من المشكلات النفسية المتأزمة طويلة المدى التي لن يستطيعوا الفِكاك من عواقبها بسهولة ، فهو أشبه بعلم النفس في بعض الأوقات وقد يُعالِج الكثير من القضايا التي يمر بها البشر في حالات أخرى فهو يساعدهم على الاندماج مع المجتمع ، اكتشاف ذواتهم ومهاراتهم المتنوعة وصب تركيزهم فيما يُعلي من شأنهم ويرفع قدرهم ويجعلهم منتجين في ذاك المجتمع الذي يعيشون فيه ويتغذون على أفكاره المتشعبة ، تُمكِّنهم أيضاً من تخطي العقبات ، مواجهة الأزمات ، إزاحة المعرقلات التي قد تُعطِّلهم عن إنجاز أمر ما ، تُغيِّر من طريقة تفكيرهم ، تساعدهم على رؤية الأمور من منظور مختلف ربما يكون أكثر إيجابيةً من ذي قَبْل ، تحفزهم من حين لآخر من خلال تلك الموضوعات التي تناقشها وتمنحهم مساحة حرية للجدال والتعبير عن الرأي دون قيود أو حدود ، تُتيح لهم أفقاً أوسع للتفكير الفعال ، تُمكِّنهم من اتخاذ قرار سليم مبني على الحكمة والعقل دون الخضوع لرغبات القلب فحَسب بحيث تجعل الحياة متزنة لا يطغى فيها جانب واحد فقط وكأنه يلغي الآخر أو يُقلِّل من دوره ، تساعد على التطور الفكري فقد تجد ذاتك تتقدم خُطوات للأمام عقب قراءة مقال ما في موضوع شيِّق ، تُشعرك بالانخراط التام في المجتمع وبأنك على تواصل مع كل ما يدور به من تَغيُّرات وكأنك مساهم أو مشارك فيها أو سبب في وجودها ، فهي تُشعِرك بكيانك وقدرتك على إحداث تأثير فعال في البيئة التي تعيش فيها مهما كانت ضآلتها فلا تستهن بدورك أو دورها في تغييرك نحو الأفضل إنْ وضعت جلَّ تركيزك وانتقيت منها ما تقرأ فلسوف تلحظ التَغيُّر الواضح الذي طرأ على شتى جوانب شخصيتك وحياتك بالكامل ولو بعد حين ، فلا تتعجله فهو بحاجة لبعض الصبر لحين أنْ تعتاده ويكون نابعاً من اقتناع تام بقدرة تلك الكلمات التحفيزية على منحك الطاقة الكافية للتغيير ومواصلة الطريق بروح أكثر تفاؤلاً وإشراقاً بغير التي بدأته بها ، فلقد تمكنت من القضاء على ذلك الخمول واليأس الذي أصابك ذات يوم بفعل بِضع كلمات بسيطة ، فهذا العلم يتسم بالسلاسة ويميل إلى التبسيط دون إغمارك في ثِقَل المعنى أو ضحالة الفكر فهو يهدف إلى توصيل الفكرة بأسلوب لبق دون اللجوء إلى التعقيد أو تفخيم الألفاظ التي قد تُخرِجك من الحالة قبل أنْ تندمج فيها وتشرد معها في عالم يَصْلَك بالواقع بأروع صورة ممكنة ...
#خلود_أيمن #مقالات #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ هدف التنمية البشرية :
التنمية البشرية هي علم حديث شأنه شأن بقية العلوم ولكن ما يُميِّزه رغم كل الخائضين فيه هو أنه يغوص في أغوار النفس البشرية من أجل تعزيز الطاقات ، شحذ الهمم ، ملء العقول بالأفكار الإيجابية ، مساعدة البشر على التخلص من المشكلات النفسية المتأزمة طويلة المدى التي لن يستطيعوا الفِكاك من عواقبها بسهولة ، فهو أشبه بعلم النفس في بعض الأوقات وقد يُعالِج الكثير من القضايا التي يمر بها البشر في حالات أخرى فهو يساعدهم على الاندماج مع المجتمع ، اكتشاف ذواتهم ومهاراتهم المتنوعة وصب تركيزهم فيما يُعلي من شأنهم ويرفع قدرهم ويجعلهم منتجين في ذاك المجتمع الذي يعيشون فيه ويتغذون على أفكاره المتشعبة ، تُمكِّنهم أيضاً من تخطي العقبات ، مواجهة الأزمات ، إزاحة المعرقلات التي قد تُعطِّلهم عن إنجاز أمر ما ، تُغيِّر من طريقة تفكيرهم ، تساعدهم على رؤية الأمور من منظور مختلف ربما يكون أكثر إيجابيةً من ذي قَبْل ، تحفزهم من حين لآخر من خلال تلك الموضوعات التي تناقشها وتمنحهم مساحة حرية للجدال والتعبير عن الرأي دون قيود أو حدود ، تُتيح لهم أفقاً أوسع للتفكير الفعال ، تُمكِّنهم من اتخاذ قرار سليم مبني على الحكمة والعقل دون الخضوع لرغبات القلب فحَسب بحيث تجعل الحياة متزنة لا يطغى فيها جانب واحد فقط وكأنه يلغي الآخر أو يُقلِّل من دوره ، تساعد على التطور الفكري فقد تجد ذاتك تتقدم خُطوات للأمام عقب قراءة مقال ما في موضوع شيِّق ، تُشعرك بالانخراط التام في المجتمع وبأنك على تواصل مع كل ما يدور به من تَغيُّرات وكأنك مساهم أو مشارك فيها أو سبب في وجودها ، فهي تُشعِرك بكيانك وقدرتك على إحداث تأثير فعال في البيئة التي تعيش فيها مهما كانت ضآلتها فلا تستهن بدورك أو دورها في تغييرك نحو الأفضل إنْ وضعت جلَّ تركيزك وانتقيت منها ما تقرأ فلسوف تلحظ التَغيُّر الواضح الذي طرأ على شتى جوانب شخصيتك وحياتك بالكامل ولو بعد حين ، فلا تتعجله فهو بحاجة لبعض الصبر لحين أنْ تعتاده ويكون نابعاً من اقتناع تام بقدرة تلك الكلمات التحفيزية على منحك الطاقة الكافية للتغيير ومواصلة الطريق بروح أكثر تفاؤلاً وإشراقاً بغير التي بدأته بها ، فلقد تمكنت من القضاء على ذلك الخمول واليأس الذي أصابك ذات يوم بفعل بِضع كلمات بسيطة ، فهذا العلم يتسم بالسلاسة ويميل إلى التبسيط دون إغمارك في ثِقَل المعنى أو ضحالة الفكر فهو يهدف إلى توصيل الفكرة بأسلوب لبق دون اللجوء إلى التعقيد أو تفخيم الألفاظ التي قد تُخرِجك من الحالة قبل أنْ تندمج فيها وتشرد معها في عالم يَصْلَك بالواقع بأروع صورة ممكنة ..