❞ خاطرة: \"تحت أعباء الحزن\"
كلما زادت الجروح في قلبي، ازداد العجز عن الشفاء،
كلما حاولت أن أكون قادرة على الوقوف، كانت الأرض تبتلعني،
أنتِ لا تعرفين كم كان هذا الألم ثقيلًا على نفسي،
كم كانت الكلمات السامة تنغرس في أعماق روحي،
كلما وضعتُ يدي على قلبي، وجدتُه أكثر هوانًا من قبل،
وكلما حاولت أن أرتفع عن الأرض، سحبتني الحياة إلى حيث لا أستطيع التنفس.
كم من مرة ابتسمتُ لأخفي دموعي، لكنكِ كنتِ هناك،
تدفعينني إلى الحافة حتى أصبح لا أستطيع العودة.
حاولتُ أن أكون قوية أمامكِ، ولكن لم يكن في يدي سوى الاعتراف بالضعف.
من أين لي بالقوة في هذا العالم الذي يكسرني يومًا بعد يوم؟
أحاول أن أقاوم ولكن في كل مرة تنهار أجزائي،
أريد أن أصرخ في وجه كل من جرحني، ولكن الصوت خافت،
أريد أن أكون بخير، ولكن الحزن أصبح صديقي،
والألم هو من يبقى في حضني حينما يختفي الجميع.
تظنين أنني سأنسى ما حدث؟
لكن الحقيقة أنني لا أستطيع أن أضع قلبي في مكانٍ آخر،
لقد كسرتني الأوقات التي مرت،
لكن رغم كل شيء، سأظل أبحث عن الأمل، حتى وإن كان ضئيلًا،
لأنني أؤمن أن الضعف لا يعني النهاية.
عاشقه الظلام دعاء ثابت. ❝ ⏤الكاتبه دعاء ثابت العرابي
❞ خاطرة: ˝تحت أعباء الحزن˝
كلما زادت الجروح في قلبي، ازداد العجز عن الشفاء،
كلما حاولت أن أكون قادرة على الوقوف، كانت الأرض تبتلعني،
أنتِ لا تعرفين كم كان هذا الألم ثقيلًا على نفسي،
كم كانت الكلمات السامة تنغرس في أعماق روحي،
كلما وضعتُ يدي على قلبي، وجدتُه أكثر هوانًا من قبل،
وكلما حاولت أن أرتفع عن الأرض، سحبتني الحياة إلى حيث لا أستطيع التنفس.
كم من مرة ابتسمتُ لأخفي دموعي، لكنكِ كنتِ هناك،
تدفعينني إلى الحافة حتى أصبح لا أستطيع العودة.
حاولتُ أن أكون قوية أمامكِ، ولكن لم يكن في يدي سوى الاعتراف بالضعف.
من أين لي بالقوة في هذا العالم الذي يكسرني يومًا بعد يوم؟
أحاول أن أقاوم ولكن في كل مرة تنهار أجزائي،
أريد أن أصرخ في وجه كل من جرحني، ولكن الصوت خافت،
أريد أن أكون بخير، ولكن الحزن أصبح صديقي،
والألم هو من يبقى في حضني حينما يختفي الجميع.
تظنين أنني سأنسى ما حدث؟
لكن الحقيقة أنني لا أستطيع أن أضع قلبي في مكانٍ آخر،
لقد كسرتني الأوقات التي مرت،
لكن رغم كل شيء، سأظل أبحث عن الأمل، حتى وإن كان ضئيلًا،
لأنني أؤمن أن الضعف لا يعني النهاية.
عاشقه الظلام دعاء ثابت. ❝
❞ عيبي الوحيد إني حبيت راجل الغدر والقسوة في دمه
أصل أنا يا دكتور قبل ما أحب، أهلي كانوا قاسيين عليا جامد، مكنش فيه حنية نهائي اللي هو بتخدمينا وتاكلي وبتشربي وخلاص كدا عايزة ايه تاني؟ ولما دخلت شخص حياتي لأول مرة ولقيت بيحب يسمع ليا واحكيلة وغصب عني اتعلقت بيه و حبيته بس مرضتش أعترف بدا، ولقيت الاعتراف يا دكتور جه منه هو وأنا زي الهبلة صدقت حبه صدقت كل كدبة قالهالي، بنيت في خيالي حياتنا مع بعض في المستقبل، وانا لو كان اتقدملي مكنتش هقبل شاب بموصفاته نهائي بس قبلته علشان حبيته بجد كنت هقبل حتي لو أوضه معاه مكنش هاممني غيره والله و هو السبب إني اوصل للحاله دي بعد ما قولتله متكسرنيش زيهم متأذنيش لإني مش هستحمل
حدثت الدكتور عن كل ما حدث وكل من يؤلمني فأنا أعاني كثيراً من فقدانه ولكن لا أستطيع البوح له بذلك تذكرت كل ما جرى في ذلك اليوم مع ذلك الشخص
حسن: أنا عايز أتكلم معاكي
أمنية: ماشي بس حصل ايه يا حسن؟
حسن: أنا مش هينفع أكمل معاكي يا أمنية
أمنية: أنا عملت ايه يا حسن بس؟!
حسن: إنتِ مش فاهمة حاجة بجد
أمنية: مش فاهمة ايه يا حسن قول إنك بتهزر علشان قعدت يوم قافلة أنا معملتش حاجة وكان غصب عني بلاش تسيبني بلاش تكسرني في حد يكسر بنته حبيبته!
حسن: لازم أسيبك علشان تقدري تنسي وتعدي أحسن ما أسيبك بعد كام سنة ويبقى وجعك أكبر
أمنية: طب لو علشان الفلوس هشتغل وأساعدك ومش هسيبك و اخطبني بدبلة بس حتى أنا راضية مش هعترض
حسن: قولتلك كفاية بقا إنتِ مش فاهمه حاجة
أمنية: طالما كنت عارف إنك بتلعب بيا ليه كدبت وقولت إنك حبتني؟ ليه علقتني بيك وأنا كنت زي الهبلة وصدقت مكنتش أعرف إن العالم مؤذي كدا روح يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل فيك بكرة ترجعلي وتترجاني أرجع ليك بس علشان الوجع اللي خليتني فيه وكسرتني لا هرده ليك وهخليك تتمنى بس ابصلك ودا هيكون في أحلامك بس وساعتها هكسرك وهنتقم منك زي ما عملت فيا الأيام جايه وبكرة هتشوف أمنية شخصية تانية خالص وهتكون أنت السبب في الشخصية دي
طالعت أمنية سقف الغرفة تتذكر ما جرى والدموع تتساقط على خديها من شدة الالم الذي سببه لها ولا تعلم لماذا فعل هذا بها هل ينقصها شيئاً هل فعلت شيئاً ليفعل ذلك بها ولكن لا يوجد إجابة لكل تلك الأسئلة التي تدور في عقلها.
آهٍ يا قلبي لماذا فعلت بك هذا وسلمتك لشخص خائن لا يقدر، لشخص لا يحبني كل تلك بسبب قلبي الغبي الذي صدقه ولكني المذنبة لكي اصدقه أخطأت عندما صدقته أكرهني وبشدة
مسحت أمنية دموعها وفتحت الهاتف وفتحت الفيسبوك
ظهر أمامها منشور ديني
وكان مضمونه نصيحة لكل فتاة في علاقة محرمة
يا جميلتي إنتِ جوهرة فلا تخسري تلك الجوهرة في الإرتباط والتعلق بشخص ليس حلالك فالرسول صل الله عليه وسلم وصفك بالمؤنسات الغاليات ودين الإسلام كرمك في أعلى شأن يا عزيزتي دينك دينك دينك ثم أهلك فلا تخسري دينك وأهلك والله يغفر الذنوب جميعا افيقي يا عرض ابيكِ قبل فوات الأوان
أمنية شعرت أن هذا المنشور إشارة لها فقامت من الفراش لكي تتوضأ وتصلي وتطلب الغفران من ربها ، وصلت بخشوع وبكاء شديد على ما فعلته وأنها نادمة على تلك العلاقة وطلبت من الله أن يزيل حب حسن من قلبها
بعد شهر
أمنية تغيرت تماماً وبقت شخصية أفضل من الأول وتعلمت من أخطائها وحذفت رقم حسن
تلقت أمنية بعد شهر إشعار من الواتساب رسالة من حسن
حسن: ممكن بس أسألك سؤال ؟ هو مش من حقي بس استحمليني
أمنية: اتفضل
حسن: مين الشخص دا
أمنية: دا شيخ ومتابع عندي ومتفتكرش إني بعد اللي حصل هكرره تاني لا أنا مش هتجوز غير الشخص اللي يجي البيت من بابه وأظن أنا مبقتش في حياتك ولا أنت ابويا ولا اخويا ولا جوزي علشان تقولي كدا وأنا عمري ما هعيد غلطتي تاني واللي حصل كان درس ليا وتعلمت الحمد لله وقربت من ربنا وياريت متبعتليش تاني
حسن :حاضر آسف
بعد يومين
الهاتف يرن برقم الدكتور
أحمد: مجتيش الجلسه ليه بقالك أسبوعين يا أمنية
أمنية: الحمد لله بفضل ربنا يا دكتور بقيت أحسن ومبقتش محتاجة لأي جلسة
أحمد: تمام يا رب تكوني أفضل دايماً سلام
أمنية: سلام
صباح يوم جديد استيقظت أمنية على الساعة الواحدة لكي تذهب للمحاضرة الدينية
أمنية:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخه اسماء: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
وراكي انهاردة تسميع أول جزء من سورة يوسف يلا ابدئي قراءة
أمنية: بسم الله الرحمن الرحيم
﴿الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ المُبينِ إِنّا أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلونَ نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هـذَا القُرآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلينَ إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ وَكَذلِكَ يَجتَبيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَيُتِمُّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَعَلى آلِ يَعقوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيكَ مِن قَبلُ إِبراهيمَ وَإِسحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَليمٌ حَكيمٌ لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ إِذ قالوا لَيوسُفُ وَأَخوهُ أَحَبُّ إِلى أَبينا مِنّا وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ اقتُلوا يوسُفَ أَوِ اطرَحوهُ أَرضًا يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبيكُم وَتَكونوا مِن بَعدِهِ قَومًا صالِحينَ)
وأثناء ما كانت أمنية تتلو القرآن عليهم ابن المحفظة أسماء انحنى ليقبل يديها فهو واصل من السعودية قريباً
أسماء: ابني وحشتني جداً يا حبيبي
آدم: وانتي والله يا امي اليوم مكنش بيبقى يوم من غيرك حابب أقولك إني هسمع لشباب في الأوضه اللي جنبك وأهو لأنك عارفة إني مش بقدر أقعد من غير ما أعمل حاجة
أسماء: اللي تشوفه يا آدم واهو تاخد ثواب
وعندما ذهب آدم للمنزل تذكر أمنية وهيا تتلو القرآن بصوتها العذب فظل هكذا إلى ثلاثة أسابيع
استيقظت أمنية لكي تذهب لمحفظة أسماء
أمنية: صباح الخير ياست الكل
أمل: صباح النور على أجمل بنوتة صليتي الظهر قبل ما تروحي للمحفظة؟
أمنية: أكيد ياست الكل ما أنتِ عارفني مبقتش أسيب فرض
إبراهيم: عال العال بإذن الله بكرة نشوفك بتكريم وشهادة إنك حفظتي القرآن كامل
أمنية: كدا بس؟ من عيوني يا أجمل بابا سلام بقا علشان متأخرش
ذهبت أمنية للمحفظة سريعاً وعندما وصلت
أمنية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسماء: وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته يا جميلة يلا انهاردة هنسمع سورة ايه؟
أمنية: أول جزء في يس
أسماء: جميل يلا ابدئي
أمنية: بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾.
كان آدم ذاهب لجهة الشباب ولكن أوقفه صوت أمنية يا الله ايه الصوت الجميل دا؟ سبحانك يا عظيم
وفضل واقف ليستمع لصوتها لغاية ما أمنية خلصت التلاوة
وعندما ذهبت أسماء للمنزل تحدث إليها ابنها آدم
آدم: بقولك يا امي
أسماء: معاك يا آدم قول
آدم: أنا عايز اتقدم لبنت عندك
أسماء: عارفة مين من غير ما تقول
آدم: عارفة؟! ما شاء الله هي مين بقااا
أسماء: أيوا أمنية
آدم: بالظبط يا أمي
قالتله ايوا ما أنا شوفتك وأنت واقف بره وكنت بتسمع صوتها ويا زين ما اخترت هيا كويسة جداً ومحترمة وبنت ناس
آدم: خلاص يا أمي أطلبيها من أهلها ولعله خير
أسماء: ماشي يا حبيبي هروح ليهم بكرا اكلمهم
تاني يوم فعلاً راحت أسماء لبيت أمنية واتفجأت أمنية بوجودها ورحبت بيها
أسما: أنا عارفة إني جيت من غير ميعاد بس بصراحة الموضوع اللي جاية ليكم فيه مقدرتش أأجله أكتر
أم أمنية: خير هي أمنية عملت حاجة؟
أسماء: كل الخير ومتقلقيش مفيش حاجة أنا جيالكم بصفتي أم مش المحفظة بتاعت أمنية
أم أمنية: أكيد يا حبيبتي اتفضلي
أسماء: أنا طالبة أمنية لإبني آدم، وجاية برغبة منه وهو حابب أمنية تكون زوجته وأنا بصراحة مش هلاقي أحسن منها
فرحت أم أمنية وقالتلها لما باباها يجي من شغله هكلمه في الموضوع وهنبقى نرد عليكم
كانت أمنية واقفة ورا الستارة وسامعة كلام المحفظة وحست بالفرح أخيراً
وبعد مرور أيام راح آدم علشان يتقدم لأمنية والكل مشي وسابوا أمنية وآدم لوحدهم علشان يتناقشوا مع بعض
وكان الجو بينهم كله توتر وقلق، أمنية باصة في الأرض مكسوفة وآدم مش عارف يبدأ ازاي
وفجأة قرر آدم يكسر التوتر وسأل أمنية
آدم: بصراحة مش عارف أقول ايه بس ازيك
أمنية ابتسمت وقالتله الله يسلمك وأنت ازيك
ضحك آدم ورد بالحمد لله أنا كويس وكمل وقالها أنتِ أكيد عارفة إني جاي اتقدملك وعايزك زوجة ليا وقبل ما نبدأ في أي حاجة عندي كام نقطة حابب أوضحهم
أمنية: اتفضل طبعاً
آدم: بصي أولاً أنا مش حابب أعمل فرح وعايز نروح أنا وأنتِ نعمل عمرة إحنا بصراحة مش قد الذنوب بتاع الفرح
وتاني حاجة حابب برضو تلبسي النقاب لأن مش عايز حد يشوف زوجتي غيري
وناخد كدا بإيد بعض للجنة مفيش اغاني طبعاً ولما تتعبي هساعدك عادي زي ما كان بيعمل رسولنا الكريم فا هسيبك تفكري كدا براحتك واتمتى يكون قرارك صح
ابتسمت وقالتله: مش محتاجة تفكير أنا موافقة على كل دا ومعاك فيه
آدم: الله وأكبر أنادي على الحج بقا علشان تكون على سنة الله ورسوله ...
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
آدم: أوعدك إني هصونك وهحافظ عليكي في عيوني يا أجمل صدفة
أمنية: لاحظ إني بتحرج
آدم: لاحظي إنك بقيتي مراتي
أمنية اتكسفت جداً
آدم: أنا بجد مبسوط بقا البنت اللي طلبتها كل سجدة من ربنا بقت حلالي! أنتِ هتكوني كل حاجة ليا حبيبتي ومراتي وصديقتي وبنتي وأمي
أمنية: ربنا يقدرني يا آدم وأكون زي ما بتتمنى
قام آدم وقف وحضنها وباس راسها.
النهاية
اسكريبت:القرب من الله جنة
بقلمي:اماني احمد فكري. ❝ ⏤Wr Amany Ahmed
❞ عيبي الوحيد إني حبيت راجل الغدر والقسوة في دمه
أصل أنا يا دكتور قبل ما أحب، أهلي كانوا قاسيين عليا جامد، مكنش فيه حنية نهائي اللي هو بتخدمينا وتاكلي وبتشربي وخلاص كدا عايزة ايه تاني؟ ولما دخلت شخص حياتي لأول مرة ولقيت بيحب يسمع ليا واحكيلة وغصب عني اتعلقت بيه و حبيته بس مرضتش أعترف بدا، ولقيت الاعتراف يا دكتور جه منه هو وأنا زي الهبلة صدقت حبه صدقت كل كدبة قالهالي، بنيت في خيالي حياتنا مع بعض في المستقبل، وانا لو كان اتقدملي مكنتش هقبل شاب بموصفاته نهائي بس قبلته علشان حبيته بجد كنت هقبل حتي لو أوضه معاه مكنش هاممني غيره والله و هو السبب إني اوصل للحاله دي بعد ما قولتله متكسرنيش زيهم متأذنيش لإني مش هستحمل
حدثت الدكتور عن كل ما حدث وكل من يؤلمني فأنا أعاني كثيراً من فقدانه ولكن لا أستطيع البوح له بذلك تذكرت كل ما جرى في ذلك اليوم مع ذلك الشخص
حسن: أنا عايز أتكلم معاكي
أمنية: ماشي بس حصل ايه يا حسن؟
حسن: أنا مش هينفع أكمل معاكي يا أمنية
أمنية: أنا عملت ايه يا حسن بس؟!
حسن: إنتِ مش فاهمة حاجة بجد
أمنية: مش فاهمة ايه يا حسن قول إنك بتهزر علشان قعدت يوم قافلة أنا معملتش حاجة وكان غصب عني بلاش تسيبني بلاش تكسرني في حد يكسر بنته حبيبته!
حسن: لازم أسيبك علشان تقدري تنسي وتعدي أحسن ما أسيبك بعد كام سنة ويبقى وجعك أكبر
أمنية: طب لو علشان الفلوس هشتغل وأساعدك ومش هسيبك و اخطبني بدبلة بس حتى أنا راضية مش هعترض
حسن: قولتلك كفاية بقا إنتِ مش فاهمه حاجة
أمنية: طالما كنت عارف إنك بتلعب بيا ليه كدبت وقولت إنك حبتني؟ ليه علقتني بيك وأنا كنت زي الهبلة وصدقت مكنتش أعرف إن العالم مؤذي كدا روح يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل فيك بكرة ترجعلي وتترجاني أرجع ليك بس علشان الوجع اللي خليتني فيه وكسرتني لا هرده ليك وهخليك تتمنى بس ابصلك ودا هيكون في أحلامك بس وساعتها هكسرك وهنتقم منك زي ما عملت فيا الأيام جايه وبكرة هتشوف أمنية شخصية تانية خالص وهتكون أنت السبب في الشخصية دي
طالعت أمنية سقف الغرفة تتذكر ما جرى والدموع تتساقط على خديها من شدة الالم الذي سببه لها ولا تعلم لماذا فعل هذا بها هل ينقصها شيئاً هل فعلت شيئاً ليفعل ذلك بها ولكن لا يوجد إجابة لكل تلك الأسئلة التي تدور في عقلها.
آهٍ يا قلبي لماذا فعلت بك هذا وسلمتك لشخص خائن لا يقدر، لشخص لا يحبني كل تلك بسبب قلبي الغبي الذي صدقه ولكني المذنبة لكي اصدقه أخطأت عندما صدقته أكرهني وبشدة
مسحت أمنية دموعها وفتحت الهاتف وفتحت الفيسبوك
ظهر أمامها منشور ديني
وكان مضمونه نصيحة لكل فتاة في علاقة محرمة
يا جميلتي إنتِ جوهرة فلا تخسري تلك الجوهرة في الإرتباط والتعلق بشخص ليس حلالك فالرسول صل الله عليه وسلم وصفك بالمؤنسات الغاليات ودين الإسلام كرمك في أعلى شأن يا عزيزتي دينك دينك دينك ثم أهلك فلا تخسري دينك وأهلك والله يغفر الذنوب جميعا افيقي يا عرض ابيكِ قبل فوات الأوان
أمنية شعرت أن هذا المنشور إشارة لها فقامت من الفراش لكي تتوضأ وتصلي وتطلب الغفران من ربها ، وصلت بخشوع وبكاء شديد على ما فعلته وأنها نادمة على تلك العلاقة وطلبت من الله أن يزيل حب حسن من قلبها
بعد شهر
أمنية تغيرت تماماً وبقت شخصية أفضل من الأول وتعلمت من أخطائها وحذفت رقم حسن
تلقت أمنية بعد شهر إشعار من الواتساب رسالة من حسن
حسن: ممكن بس أسألك سؤال ؟ هو مش من حقي بس استحمليني
أمنية: اتفضل
حسن: مين الشخص دا
أمنية: دا شيخ ومتابع عندي ومتفتكرش إني بعد اللي حصل هكرره تاني لا أنا مش هتجوز غير الشخص اللي يجي البيت من بابه وأظن أنا مبقتش في حياتك ولا أنت ابويا ولا اخويا ولا جوزي علشان تقولي كدا وأنا عمري ما هعيد غلطتي تاني واللي حصل كان درس ليا وتعلمت الحمد لله وقربت من ربنا وياريت متبعتليش تاني
حسن :حاضر آسف
بعد يومين
الهاتف يرن برقم الدكتور
أحمد: مجتيش الجلسه ليه بقالك أسبوعين يا أمنية
أمنية: الحمد لله بفضل ربنا يا دكتور بقيت أحسن ومبقتش محتاجة لأي جلسة
أحمد: تمام يا رب تكوني أفضل دايماً سلام
أمنية: سلام
صباح يوم جديد استيقظت أمنية على الساعة الواحدة لكي تذهب للمحاضرة الدينية
أمنية:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخه اسماء: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
وراكي انهاردة تسميع أول جزء من سورة يوسف يلا ابدئي قراءة
أمنية: بسم الله الرحمن الرحيم
{الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ المُبينِ إِنّا أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلونَ نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هـذَا القُرآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلينَ إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ وَكَذلِكَ يَجتَبيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَيُتِمُّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَعَلى آلِ يَعقوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيكَ مِن قَبلُ إِبراهيمَ وَإِسحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَليمٌ حَكيمٌ لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ إِذ قالوا لَيوسُفُ وَأَخوهُ أَحَبُّ إِلى أَبينا مِنّا وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ اقتُلوا يوسُفَ أَوِ اطرَحوهُ أَرضًا يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبيكُم وَتَكونوا مِن بَعدِهِ قَومًا صالِحينَ)
وأثناء ما كانت أمنية تتلو القرآن عليهم ابن المحفظة أسماء انحنى ليقبل يديها فهو واصل من السعودية قريباً
أسماء: ابني وحشتني جداً يا حبيبي
آدم: وانتي والله يا امي اليوم مكنش بيبقى يوم من غيرك حابب أقولك إني هسمع لشباب في الأوضه اللي جنبك وأهو لأنك عارفة إني مش بقدر أقعد من غير ما أعمل حاجة
أسماء: اللي تشوفه يا آدم واهو تاخد ثواب
وعندما ذهب آدم للمنزل تذكر أمنية وهيا تتلو القرآن بصوتها العذب فظل هكذا إلى ثلاثة أسابيع
استيقظت أمنية لكي تذهب لمحفظة أسماء
أمنية: صباح الخير ياست الكل
أمل: صباح النور على أجمل بنوتة صليتي الظهر قبل ما تروحي للمحفظة؟
أمنية: أكيد ياست الكل ما أنتِ عارفني مبقتش أسيب فرض
إبراهيم: عال العال بإذن الله بكرة نشوفك بتكريم وشهادة إنك حفظتي القرآن كامل
أمنية: كدا بس؟ من عيوني يا أجمل بابا سلام بقا علشان متأخرش
ذهبت أمنية للمحفظة سريعاً وعندما وصلت
أمنية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسماء: وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته يا جميلة يلا انهاردة هنسمع سورة ايه؟
كان آدم ذاهب لجهة الشباب ولكن أوقفه صوت أمنية يا الله ايه الصوت الجميل دا؟ سبحانك يا عظيم
وفضل واقف ليستمع لصوتها لغاية ما أمنية خلصت التلاوة
وعندما ذهبت أسماء للمنزل تحدث إليها ابنها آدم
آدم: بقولك يا امي
أسماء: معاك يا آدم قول
آدم: أنا عايز اتقدم لبنت عندك
أسماء: عارفة مين من غير ما تقول
آدم: عارفة؟! ما شاء الله هي مين بقااا
أسماء: أيوا أمنية
آدم: بالظبط يا أمي
قالتله ايوا ما أنا شوفتك وأنت واقف بره وكنت بتسمع صوتها ويا زين ما اخترت هيا كويسة جداً ومحترمة وبنت ناس
آدم: خلاص يا أمي أطلبيها من أهلها ولعله خير
أسماء: ماشي يا حبيبي هروح ليهم بكرا اكلمهم
تاني يوم فعلاً راحت أسماء لبيت أمنية واتفجأت أمنية بوجودها ورحبت بيها
أسما: أنا عارفة إني جيت من غير ميعاد بس بصراحة الموضوع اللي جاية ليكم فيه مقدرتش أأجله أكتر
أم أمنية: خير هي أمنية عملت حاجة؟
أسماء: كل الخير ومتقلقيش مفيش حاجة أنا جيالكم بصفتي أم مش المحفظة بتاعت أمنية
أم أمنية: أكيد يا حبيبتي اتفضلي
أسماء: أنا طالبة أمنية لإبني آدم، وجاية برغبة منه وهو حابب أمنية تكون زوجته وأنا بصراحة مش هلاقي أحسن منها
فرحت أم أمنية وقالتلها لما باباها يجي من شغله هكلمه في الموضوع وهنبقى نرد عليكم
كانت أمنية واقفة ورا الستارة وسامعة كلام المحفظة وحست بالفرح أخيراً
وبعد مرور أيام راح آدم علشان يتقدم لأمنية والكل مشي وسابوا أمنية وآدم لوحدهم علشان يتناقشوا مع بعض
وكان الجو بينهم كله توتر وقلق، أمنية باصة في الأرض مكسوفة وآدم مش عارف يبدأ ازاي
وفجأة قرر آدم يكسر التوتر وسأل أمنية
آدم: بصراحة مش عارف أقول ايه بس ازيك
أمنية ابتسمت وقالتله الله يسلمك وأنت ازيك
ضحك آدم ورد بالحمد لله أنا كويس وكمل وقالها أنتِ أكيد عارفة إني جاي اتقدملك وعايزك زوجة ليا وقبل ما نبدأ في أي حاجة عندي كام نقطة حابب أوضحهم
أمنية: اتفضل طبعاً
آدم: بصي أولاً أنا مش حابب أعمل فرح وعايز نروح أنا وأنتِ نعمل عمرة إحنا بصراحة مش قد الذنوب بتاع الفرح
وتاني حاجة حابب برضو تلبسي النقاب لأن مش عايز حد يشوف زوجتي غيري
وناخد كدا بإيد بعض للجنة مفيش اغاني طبعاً ولما تتعبي هساعدك عادي زي ما كان بيعمل رسولنا الكريم فا هسيبك تفكري كدا براحتك واتمتى يكون قرارك صح
ابتسمت وقالتله: مش محتاجة تفكير أنا موافقة على كل دا ومعاك فيه
آدم: الله وأكبر أنادي على الحج بقا علشان تكون على سنة الله ورسوله ..
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
آدم: أوعدك إني هصونك وهحافظ عليكي في عيوني يا أجمل صدفة
أمنية: لاحظ إني بتحرج
آدم: لاحظي إنك بقيتي مراتي
أمنية اتكسفت جداً
آدم: أنا بجد مبسوط بقا البنت اللي طلبتها كل سجدة من ربنا بقت حلالي! أنتِ هتكوني كل حاجة ليا حبيبتي ومراتي وصديقتي وبنتي وأمي
أمنية: ربنا يقدرني يا آدم وأكون زي ما بتتمنى
قام آدم وقف وحضنها وباس راسها.
النهاية
اسكريبت:القرب من الله جنة
بقلمي:اماني احمد فكري. ❝
❞ ماهي التوبة وكيف نتوب؟
كثيرًا ما تتردد على أسماعنا عبارة “التوبة النصوح”، وقد عرفها العلماء بأنها هي التي تتضمن الإقلاع عن الذنوب كلها، والندم عليها، والعزم على عدم العودة إليها، ورد المظالم إلى أهلها، وأن تكون طلبًا لثواب الله ورحمته، وهربًا من عذابه وعقوبته، يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ويُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}. فماهي التوبة وكيف نتوب؟ نحن نحتاج للتوبة دائمًا، في كل وقت وفي كل حين، فالتوبة لازمة لجميع المؤمنين، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتوبة، فقال: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } وقال عز وجل: { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا }، وقال عز وجل: { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ }
أي هذه الصور صورتك؟
حتى نعرف ماهي التوبة وكيف نتوب؟ نقول أن للتائبين صور متعددة، فانظر أين تجد نفسك في هذه الصور.. الصورة الأولى: عبد مستقيم على التوبة والإنابة، لا يحدث نفسه بالعودة إلى معصية طيلة حياته، يستبدل بسيئاته الحسنات، وهذا سابق بالخيرات، نفسه مطمئنة، راضية مرضية. الصورة الثانية: عبد عاقد على التوبة، وفي نيته الاستقامة، ولا يسعى في المعصية، ولا يقصدها، ولا يهتم بها، ولكنه قد يُبتلَى بدخولها عليه من غير قصد منه، ويُمتَحَن بالهم واللمم، فهو مؤمن تُرجَى له الاستقامة؛ لأنه في طريقها، ونفسه نفس لوامة، تلومه إن عصى، وتلومه إن قصَّر في الطاعة. الصورة الثالثة: عبد يعصي ثم يتوب، ثم يعود للمعصية، ثم يحزن على فعله لها وسعيه إليها، إلا أنه يُسَوِّف بالتوبة، ويحدث نفسه بالاستقامة، ويحب منازل التوابين، ويرتاح قلبه إلى مقام الصديقين؛ لكن الهوى يغلبه، والعادة تجذبه، فهو ترجى له الاستقامة لمحاسن عمله، وتكفيرها السالف من سيئاته، وقد يُخشَى عليه الانتكاس والانقلاب، لمداومة خطئه. ونفس هذا العبد نفس مُسَوِّلة، وهو ممن خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا، عسى الله أن يتوب عليه فيستقيم ويلحق بالسابقين. الصورة الرابعة: إنه أسوأ العبيد حالاً، وأعظمهم على نفسه وبالاً، وأقلهم من الله نوالاً، يعصي ثم يتبع المعصية بمثلها أو أعظم، يقيم على الإصرار، ويحدث نفسه بفعل المعاصي إذا قدر عليها، لا ينوي توبة، ولا يعزم استقامة، لا يرجو من الله وعدًا، ولا يخشى منه وعيدًا. ونفس هذا نفس أمَّارة، وروحه من الخير فرارة، ويُخشى عليه سوء الخاتمة لسلوكه طريقها.
انظر لثلاثة أشياء
قالوا بشأن السؤال: ماهي التوبة وكيف نتوب؟ يجب عند توبتك من الذنب أن تنظر إلى ثلاثة أشياء: انخلاعك من العصمة حين إتيانه، وفرحك عند الظفر به، والإصرار عليه وقعودك عن تداركه، مع تيقنك نظر الله عز وجل إليك. انخلاعك من العصمة حين إتيانه: فإن الله عز وجل ما خلى بينك وبين الذنب إلا بعد أن خذلك وخلى بينك وبين نفسك، ولو عصمك ووفقك لما وجد الذنب إليك سبيلاً، فقد أجمع العارفون بالله على أن الخذلان أن يكلك الله إلى نفسك ويخلي بينك وبينها. فرحك عند الظفر به: إن فرحك عند الظفر بالمعصية دليل على شدة الرغبة فيها والجهل بقدر من عصيته، والجهل بسوء عاقبتها وعظم خطرها، ففرحك بها غطى على ذلك كله، وفرحك بها أشد ضررا عليك من مواقعتها. والمؤمن لا تتم له لذة بمعصية أبدًا، ولا يكمل بها فرحه، بل لا يباشرها إلا والحزن مخالط لقلبه، ولكن سُكْر الشهوة يحجبه عن الشعور به، ومتى خلا قلبه من هذا الحزن واشتدت غبطته وسروره، فليتَّهِمْ إيمانه، وليبكِ على موت قلبه. الإصرار عليه وقعودك عن تداركه: الإصرار هو الاستقرار على المخالفة، والعزم على المعاودة، وذلك ذنب آخر لعله أعظم من الذنب الأول بكثير. وهذا من عقوبة الذنب، فإنه يوجب ذنبًا أكبر منه، ثم الثاني كذلك، ثم الثالث كذلك، حتى يحدث الهلاك، فالإصرار على المعصية معصية أخرى، والقعود عن تدارك ما فاتك من الخير بسبب المعصية يعتبر إصرارًا ورضا بها وطمأنينة إليها، وذلك علامة الهلاك. قال سهل بن عبد الله: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصرُّ هالك، والإصرار هو التسويف، والتسويف أن يقول: أتوب غدًا؛ وهذا دعوى النفس، كيف يتوب غدًا لا يملكه!. وعلى هذا فالتوبة من المعصية مع بقاء لذتها في القلب، وتمني ارتكابها إن وجد إليها السبيل، وحديث النفس الدائم بلذتها، هذه التوبة تسمى توبة الكذابين، وهي التي وصف أبو هريرة صاحبها بأنه كالمستهزئ بربه، فهي توبة غير مقبولة، فضلاً عن الإثم الذي يلحق بصاحبها من مخادعته لله عز وجل.
من شروط التوبة
1- أن تكون التوبة لله: فلا بد أن يكون الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم على عدم معاودتها. لا بد أن يكون هذا كله من أجل الله عز وجل، رغبة في ثوابه، وخشية من عقابه. فمن أقلع عن شرب الخمر؛ لأن الطبيب حذره من شربها، وأنها ستودي بصحته، فتركها من أجل ذلك، لا يُعَد تائبًا، ولا يكون تركه لهذه النية توبة. ومن أقلع عن الزنى؛ لإصابته بمرض (الإيدز) مثلاً، أو خشي الإصابة به، أو بغيره من الأمراض التناسلية، فخاف على نفسه وهجر الزنى، لم يكن فعله ذلك توبة شرعية. ومن أقلع عن الاتجار بالمخدرات، خوفًا من مطاردة الشرطة، ومن العقوبة التي تنتظره، لم يكن تائبًا، ولا إقلاعه توبة. ومن أقلع عن القمار؛ لأنه خسر ماله فيه، وأفلس وضاعت ثروته، لم يكن ذلك توبة منه، ولم يدخل في زمرة التائبين. ولكن إذا حركت مصائب الدنيا وخسائرها بواعث الإيمان في قلب الإنسان، وجعلته يراجع نفسه ويتذكر آخرته، فتاب عند ذلك، فهو من المقبولين إن شاء الله 2- الندم: فحقيقة التوبة هي الندم على ما سلف منك في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن تفعله في المستقبل. ولا تتحقق التوبة إلا بذلك، فعدم الندم على القبيح دليل على الرضا به، والإصرار عليه. 3- الإقلاع: فالتوبة تستحيل مع مباشرة الذنب. 4- الاعتذار: والمقصود بالاعتذار: إظهار الضعف والمسكنة لله عز وجل، وأنك لم تفعل الذنب عن استهانة بحقه سبحانه وتعالى، ولا جهلاً به، ولا إنكارًا لاطلاعه، ولا استهانة بوعيده، وإنما كان ذلك من غلبة الهوى، وضعف القوة عن مقاومة الشهوة، وطمعًا في مغفرته سبحانه وتعالى، واتكالاً على عفوه، وحسن ظن به، ورجاء لكرمه، وطمعًا في سعة حلمه ورحمته. وما فعلت ذلك الذنب إلا بسبب ما غرَّك به الغَرور، والنفس الأمارة بالسوء، وستره سبحانه وتعالى المرخَى عليك، وأعانك على ذلك جهلك، ولا سبيل إلى الاعتصام لك إلا به عز وجل، ولا معونة على طاعته إلا بتوفيقه. ونحو هذا من الكلام المتضمن للاستعطاف والتذلل والافتقار إليه عز وجل، والاعتراف بالعجز والإقرار بالعبودية، فهذا من تمام التوبة. 5- الاستدراك ورد الحقوق: أولاً: حقوق الله عز وجل: وهي إما أوامر وطاعات قد قصَّرت فيها، أو مناهي ومعاصي ارتكبتها. أما الطاعات، فإن كنت قد تركت صلاة، أو صليتها فاقدة شرطًا من شروط صحتها، فيجب عليك أن تقضيها كلها إذا كنت تعلم عددها، فإن كنت لا تعلم عددها أو تشك فيه، فخُذ بغالب الظن بعد الاجتهاد والتحري. ثم لتكثر بعد ذلك من صلوات النوافل، كالسنن الراتبة وقيام الليل. وإن كنت تركت صيام يوم أو أيام من صيام الفريضة، فأحصِ عددها واقضها، ثم زد بعد ذلك من صوم النافلة، كالإثنين والخميس والأيام البيض. وأما إن كان فرَّط في الزكاة، فيحسب ما كان يجب عليه إخراجه ويخرجه على حسب غلبة ظنه. وإن كان تيسر له سبيل الحج واستطاع ولم يحج، فعليه أن يبادر بالحج، وأن يسعى لأداء الفريضة قبل أن يدركه الموت. وأما المعاصي، فيجب أن يحصيها، بأن ينظر في أيامه وساعاته، ويفتش في جوارحه، ويسجل كل معاصيه، من صغائر وكبائر، ثم يسعى في تكفيرها كلها. ثانيًا: حقوق ومظالم الناس: شدد الشرع في حقوق ومظالم العباد ما لم يشدده في حقوق الله عز وجل، فقد ألزم الشرع التائب أن يرد الحقوق إلى أصحابها إن كانوا أحياء، أو إلى ورثتهم إن ماتوا. فإن لم يستطع ردها فليستحل منه بعد إعلامه بها، إن كان حقًّا ماليًّا أو جناية على بدنه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ)) . فإن لم يسامحه صاحب الحق ويتحلل له فعليه أن يسعى ما استطاع في تحصيل هذا الحق ورده إلى صاحبه. فإن لم يجد أصحاب الحقوق ولا ورثتهم، فعليه أن يتصدق بهذه الحقوق عن أصحابها، ويدفعها إلى الفقراء والمحتاجين، أو إلى جهات الخير ومصالح المسلمين. أما المظالم الأدبية، كالغيبة والسب والسخرية والاستهزاء، فقد اختلف العلماء في كيفية التوبة منها، فقال بعضهم: يجب على التائب إعلام من اغتابه أو سبه، والتحلل منه، وقال البعض الآخر: يتوب بينه وبين الله، ولا يشترط إعلام من قذفه أو اغتابه. والقول الوسط بينهما هو: إن لم يترتب على إخباره وإعلامه مفسدة وضرر، فيجب إخباره والتحلل منه، وإن ترتب على إخباره مفسدة أو ضرر، فتُدفَع المفسدة، ويتوب بينه وبين الله ولا يخبره، ويدعو له. عندما نتحدث عن ماهي التوبة وكيف نتوب؟ يجب أن نعرف أن التوبة ليست قولاً باللسان، كما يفهم كثير من العوام، حين يذهب أحدهم إلى بعض المشايخ، فيقول له: “تَوِّبني يا سيدنا الشيخ” !! فيقول الشيخ: ردد ورائي، أو قل معي: “تبت إلى الله، ورجعت إلى الله، وندمت على ما فعلت…” إلى آخر الصيغة المعروفة. فإذا ردد هذه الكلمات وراء الشيخ، خرج من عنده، وظن أنه قد تاب!!. وهذا جهل من الطرفين، فالتوبة ليست مجرد كلام يلوكه اللسان، ولو كانت كذلك ما كان أسهلها. التوبة أمر أكبر من ذلك وأعمق وأصعب، ومعرفة ماهي التوبة وكيف نتوب؟رأمر ليس بالسهل. إن عمل اللسان مطلوب فيها بعد أن تتحقق وتتأكد، ليعترف بالذنب ويسأل الله المغفرة، أما مجرد الاستغفار، أو إعلان التوبة باللسان – دون عقد القلب – فهو توبة الكذابين، كما قال ذو النون المصري، وهو ما قالته السيدة رابعة: “إن استغفارنا يحتاج إلى استغفار!!” حتى قال بعضهم: “أستغفر الله من قولي: أستغفر الله” أي باللسان من غير توبة وندم بالقلب
علامات التوبة المقبولة
1- أن يكون بعد التوبة خيرًا مما كان قبلها. 2- أن لا يزال الخوف مصاحبًا له لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر إلى أن تفيض روحه إلى بارئها. 3- رقة قلبه وانخلاعه وتقطعه ندمًا وخوفًا، ولا ريب أن الخوف الشديد من العقوبة العظيمة يوجب انصداع القلب وانخلاعه حسرة على ما فرط منه، وخوفًا من سوء عاقبته. وقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال: اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق أفئدة. 4- أن تتمكن مرارة تلك الذنوب في قلبه بدلا عن حلاوتها، فيستبدل بالميل كراهية وبالرغبة نفرة.. 5- كسرة خاصة تحصل للقلب، بين يدي الرب، كسرة تامة قد أحاطت به من جميع جهاته، وألقته بين يدي ربه طريحًا ذليلاً خاشعًا. فمن لم يجد ذلك في قلبه، فليتَّهم توبته، وليرجع إلى تصحيحها، فما أصعب التوبة الصحيحة بالقلب، وما أسهلها باللسان.
المصادر
https://www.startimes.com
https://islamonline.net/. ❝ ⏤لا حول ولا قوة الا بالله
❞ ماهي التوبة وكيف نتوب؟
كثيرًا ما تتردد على أسماعنا عبارة “التوبة النصوح”، وقد عرفها العلماء بأنها هي التي تتضمن الإقلاع عن الذنوب كلها، والندم عليها، والعزم على عدم العودة إليها، ورد المظالم إلى أهلها، وأن تكون طلبًا لثواب الله ورحمته، وهربًا من عذابه وعقوبته، يقول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ويُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾. فماهي التوبة وكيف نتوب؟ نحن نحتاج للتوبة دائمًا، في كل وقت وفي كل حين، فالتوبة لازمة لجميع المؤمنين، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتوبة، فقال: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ وقال عز وجل: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ﴾، وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ﴾ أي هذه الصور صورتك؟
حتى نعرف ماهي التوبة وكيف نتوب؟ نقول أن للتائبين صور متعددة، فانظر أين تجد نفسك في هذه الصور. الصورة الأولى: عبد مستقيم على التوبة والإنابة، لا يحدث نفسه بالعودة إلى معصية طيلة حياته، يستبدل بسيئاته الحسنات، وهذا سابق بالخيرات، نفسه مطمئنة، راضية مرضية. الصورة الثانية: عبد عاقد على التوبة، وفي نيته الاستقامة، ولا يسعى في المعصية، ولا يقصدها، ولا يهتم بها، ولكنه قد يُبتلَى بدخولها عليه من غير قصد منه، ويُمتَحَن بالهم واللمم، فهو مؤمن تُرجَى له الاستقامة؛ لأنه في طريقها، ونفسه نفس لوامة، تلومه إن عصى، وتلومه إن قصَّر في الطاعة. الصورة الثالثة: عبد يعصي ثم يتوب، ثم يعود للمعصية، ثم يحزن على فعله لها وسعيه إليها، إلا أنه يُسَوِّف بالتوبة، ويحدث نفسه بالاستقامة، ويحب منازل التوابين، ويرتاح قلبه إلى مقام الصديقين؛ لكن الهوى يغلبه، والعادة تجذبه، فهو ترجى له الاستقامة لمحاسن عمله، وتكفيرها السالف من سيئاته، وقد يُخشَى عليه الانتكاس والانقلاب، لمداومة خطئه. ونفس هذا العبد نفس مُسَوِّلة، وهو ممن خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا، عسى الله أن يتوب عليه فيستقيم ويلحق بالسابقين. الصورة الرابعة: إنه أسوأ العبيد حالاً، وأعظمهم على نفسه وبالاً، وأقلهم من الله نوالاً، يعصي ثم يتبع المعصية بمثلها أو أعظم، يقيم على الإصرار، ويحدث نفسه بفعل المعاصي إذا قدر عليها، لا ينوي توبة، ولا يعزم استقامة، لا يرجو من الله وعدًا، ولا يخشى منه وعيدًا. ونفس هذا نفس أمَّارة، وروحه من الخير فرارة، ويُخشى عليه سوء الخاتمة لسلوكه طريقها.
انظر لثلاثة أشياء
قالوا بشأن السؤال: ماهي التوبة وكيف نتوب؟ يجب عند توبتك من الذنب أن تنظر إلى ثلاثة أشياء: انخلاعك من العصمة حين إتيانه، وفرحك عند الظفر به، والإصرار عليه وقعودك عن تداركه، مع تيقنك نظر الله عز وجل إليك. انخلاعك من العصمة حين إتيانه: فإن الله عز وجل ما خلى بينك وبين الذنب إلا بعد أن خذلك وخلى بينك وبين نفسك، ولو عصمك ووفقك لما وجد الذنب إليك سبيلاً، فقد أجمع العارفون بالله على أن الخذلان أن يكلك الله إلى نفسك ويخلي بينك وبينها. فرحك عند الظفر به: إن فرحك عند الظفر بالمعصية دليل على شدة الرغبة فيها والجهل بقدر من عصيته، والجهل بسوء عاقبتها وعظم خطرها، ففرحك بها غطى على ذلك كله، وفرحك بها أشد ضررا عليك من مواقعتها. والمؤمن لا تتم له لذة بمعصية أبدًا، ولا يكمل بها فرحه، بل لا يباشرها إلا والحزن مخالط لقلبه، ولكن سُكْر الشهوة يحجبه عن الشعور به، ومتى خلا قلبه من هذا الحزن واشتدت غبطته وسروره، فليتَّهِمْ إيمانه، وليبكِ على موت قلبه. الإصرار عليه وقعودك عن تداركه: الإصرار هو الاستقرار على المخالفة، والعزم على المعاودة، وذلك ذنب آخر لعله أعظم من الذنب الأول بكثير. وهذا من عقوبة الذنب، فإنه يوجب ذنبًا أكبر منه، ثم الثاني كذلك، ثم الثالث كذلك، حتى يحدث الهلاك، فالإصرار على المعصية معصية أخرى، والقعود عن تدارك ما فاتك من الخير بسبب المعصية يعتبر إصرارًا ورضا بها وطمأنينة إليها، وذلك علامة الهلاك. قال سهل بن عبد الله: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصرُّ هالك، والإصرار هو التسويف، والتسويف أن يقول: أتوب غدًا؛ وهذا دعوى النفس، كيف يتوب غدًا لا يملكه!. وعلى هذا فالتوبة من المعصية مع بقاء لذتها في القلب، وتمني ارتكابها إن وجد إليها السبيل، وحديث النفس الدائم بلذتها، هذه التوبة تسمى توبة الكذابين، وهي التي وصف أبو هريرة صاحبها بأنه كالمستهزئ بربه، فهي توبة غير مقبولة، فضلاً عن الإثم الذي يلحق بصاحبها من مخادعته لله عز وجل.
من شروط التوبة
1- أن تكون التوبة لله: فلا بد أن يكون الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم على عدم معاودتها. لا بد أن يكون هذا كله من أجل الله عز وجل، رغبة في ثوابه، وخشية من عقابه. فمن أقلع عن شرب الخمر؛ لأن الطبيب حذره من شربها، وأنها ستودي بصحته، فتركها من أجل ذلك، لا يُعَد تائبًا، ولا يكون تركه لهذه النية توبة. ومن أقلع عن الزنى؛ لإصابته بمرض (الإيدز) مثلاً، أو خشي الإصابة به، أو بغيره من الأمراض التناسلية، فخاف على نفسه وهجر الزنى، لم يكن فعله ذلك توبة شرعية. ومن أقلع عن الاتجار بالمخدرات، خوفًا من مطاردة الشرطة، ومن العقوبة التي تنتظره، لم يكن تائبًا، ولا إقلاعه توبة. ومن أقلع عن القمار؛ لأنه خسر ماله فيه، وأفلس وضاعت ثروته، لم يكن ذلك توبة منه، ولم يدخل في زمرة التائبين. ولكن إذا حركت مصائب الدنيا وخسائرها بواعث الإيمان في قلب الإنسان، وجعلته يراجع نفسه ويتذكر آخرته، فتاب عند ذلك، فهو من المقبولين إن شاء الله 2- الندم: فحقيقة التوبة هي الندم على ما سلف منك في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن تفعله في المستقبل. ولا تتحقق التوبة إلا بذلك، فعدم الندم على القبيح دليل على الرضا به، والإصرار عليه. 3- الإقلاع: فالتوبة تستحيل مع مباشرة الذنب. 4- الاعتذار: والمقصود بالاعتذار: إظهار الضعف والمسكنة لله عز وجل، وأنك لم تفعل الذنب عن استهانة بحقه سبحانه وتعالى، ولا جهلاً به، ولا إنكارًا لاطلاعه، ولا استهانة بوعيده، وإنما كان ذلك من غلبة الهوى، وضعف القوة عن مقاومة الشهوة، وطمعًا في مغفرته سبحانه وتعالى، واتكالاً على عفوه، وحسن ظن به، ورجاء لكرمه، وطمعًا في سعة حلمه ورحمته. وما فعلت ذلك الذنب إلا بسبب ما غرَّك به الغَرور، والنفس الأمارة بالسوء، وستره سبحانه وتعالى المرخَى عليك، وأعانك على ذلك جهلك، ولا سبيل إلى الاعتصام لك إلا به عز وجل، ولا معونة على طاعته إلا بتوفيقه. ونحو هذا من الكلام المتضمن للاستعطاف والتذلل والافتقار إليه عز وجل، والاعتراف بالعجز والإقرار بالعبودية، فهذا من تمام التوبة. 5- الاستدراك ورد الحقوق: أولاً: حقوق الله عز وجل: وهي إما أوامر وطاعات قد قصَّرت فيها، أو مناهي ومعاصي ارتكبتها. أما الطاعات، فإن كنت قد تركت صلاة، أو صليتها فاقدة شرطًا من شروط صحتها، فيجب عليك أن تقضيها كلها إذا كنت تعلم عددها، فإن كنت لا تعلم عددها أو تشك فيه، فخُذ بغالب الظن بعد الاجتهاد والتحري. ثم لتكثر بعد ذلك من صلوات النوافل، كالسنن الراتبة وقيام الليل. وإن كنت تركت صيام يوم أو أيام من صيام الفريضة، فأحصِ عددها واقضها، ثم زد بعد ذلك من صوم النافلة، كالإثنين والخميس والأيام البيض. وأما إن كان فرَّط في الزكاة، فيحسب ما كان يجب عليه إخراجه ويخرجه على حسب غلبة ظنه. وإن كان تيسر له سبيل الحج واستطاع ولم يحج، فعليه أن يبادر بالحج، وأن يسعى لأداء الفريضة قبل أن يدركه الموت. وأما المعاصي، فيجب أن يحصيها، بأن ينظر في أيامه وساعاته، ويفتش في جوارحه، ويسجل كل معاصيه، من صغائر وكبائر، ثم يسعى في تكفيرها كلها. ثانيًا: حقوق ومظالم الناس: شدد الشرع في حقوق ومظالم العباد ما لم يشدده في حقوق الله عز وجل، فقد ألزم الشرع التائب أن يرد الحقوق إلى أصحابها إن كانوا أحياء، أو إلى ورثتهم إن ماتوا. فإن لم يستطع ردها فليستحل منه بعد إعلامه بها، إن كان حقًّا ماليًّا أو جناية على بدنه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ)) . فإن لم يسامحه صاحب الحق ويتحلل له فعليه أن يسعى ما استطاع في تحصيل هذا الحق ورده إلى صاحبه. فإن لم يجد أصحاب الحقوق ولا ورثتهم، فعليه أن يتصدق بهذه الحقوق عن أصحابها، ويدفعها إلى الفقراء والمحتاجين، أو إلى جهات الخير ومصالح المسلمين. أما المظالم الأدبية، كالغيبة والسب والسخرية والاستهزاء، فقد اختلف العلماء في كيفية التوبة منها، فقال بعضهم: يجب على التائب إعلام من اغتابه أو سبه، والتحلل منه، وقال البعض الآخر: يتوب بينه وبين الله، ولا يشترط إعلام من قذفه أو اغتابه. والقول الوسط بينهما هو: إن لم يترتب على إخباره وإعلامه مفسدة وضرر، فيجب إخباره والتحلل منه، وإن ترتب على إخباره مفسدة أو ضرر، فتُدفَع المفسدة، ويتوب بينه وبين الله ولا يخبره، ويدعو له. عندما نتحدث عن ماهي التوبة وكيف نتوب؟ يجب أن نعرف أن التوبة ليست قولاً باللسان، كما يفهم كثير من العوام، حين يذهب أحدهم إلى بعض المشايخ، فيقول له: “تَوِّبني يا سيدنا الشيخ” !! فيقول الشيخ: ردد ورائي، أو قل معي: “تبت إلى الله، ورجعت إلى الله، وندمت على ما فعلت…” إلى آخر الصيغة المعروفة. فإذا ردد هذه الكلمات وراء الشيخ، خرج من عنده، وظن أنه قد تاب!!. وهذا جهل من الطرفين، فالتوبة ليست مجرد كلام يلوكه اللسان، ولو كانت كذلك ما كان أسهلها. التوبة أمر أكبر من ذلك وأعمق وأصعب، ومعرفة ماهي التوبة وكيف نتوب؟رأمر ليس بالسهل. إن عمل اللسان مطلوب فيها بعد أن تتحقق وتتأكد، ليعترف بالذنب ويسأل الله المغفرة، أما مجرد الاستغفار، أو إعلان التوبة باللسان – دون عقد القلب – فهو توبة الكذابين، كما قال ذو النون المصري، وهو ما قالته السيدة رابعة: “إن استغفارنا يحتاج إلى استغفار!!” حتى قال بعضهم: “أستغفر الله من قولي: أستغفر الله” أي باللسان من غير توبة وندم بالقلب
علامات التوبة المقبولة
1- أن يكون بعد التوبة خيرًا مما كان قبلها. 2- أن لا يزال الخوف مصاحبًا له لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر إلى أن تفيض روحه إلى بارئها. 3- رقة قلبه وانخلاعه وتقطعه ندمًا وخوفًا، ولا ريب أن الخوف الشديد من العقوبة العظيمة يوجب انصداع القلب وانخلاعه حسرة على ما فرط منه، وخوفًا من سوء عاقبته. وقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال: اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق أفئدة. 4- أن تتمكن مرارة تلك الذنوب في قلبه بدلا عن حلاوتها، فيستبدل بالميل كراهية وبالرغبة نفرة. 5- كسرة خاصة تحصل للقلب، بين يدي الرب، كسرة تامة قد أحاطت به من جميع جهاته، وألقته بين يدي ربه طريحًا ذليلاً خاشعًا. فمن لم يجد ذلك في قلبه، فليتَّهم توبته، وليرجع إلى تصحيحها، فما أصعب التوبة الصحيحة بالقلب، وما أسهلها باللسان.
المصادر
https://www.startimes.com
https://islamonline.net/. ❝