❞ إن أسوأ ورطة نقع فيها هى أن يستحوذ علينا أى شىء جداً .. جداً . حتى الفرح حينما يستحوذ علينا جداً .. جداً .. فإنه يهزنا بما يشبه الحزن .. إننا من فرط خوفنا على هذا الفرح .. و من فرط لهفتنا على أن يطول .. و من فرط ذعرنا من أن ينتهى .. نفرح بحزن .. نفرح بخوف .. نفرح و الدموع تترقرق فى أعيننا .. إن فرحنا جداً .. جداً .. فرح أليم .. فرح يرتجف .. فرح يبكى .. و الحب جداً .. جداً .. هو حب مُر غَيور ملتهب أعمى يبهظ صاحبه لدرجة أنه ينقلب إلى كراهية و عداوة .. المُحِب جداً .. جداً .. يكره حبيبته من فرط حبه لها .. لأن حبه يكلفه و يرهقه و يبهظه و يؤرقه .. فهو يتمنى لو أنها تعذبت و تألمت و سهرت و تشردت مثله .. يتمنى لو أنها كانت على شفا الموت و نادته .. لو أنها كانت تحترق و مدت له يديها لينقذها .. لو أنها كانت تعبده حباً و هو يتمنع عليها .. لو أنها كانت تخلص له و هو يخونها .. إن عذابه يجعل مخيلته تموج بصور العداوة .. و الإنتقام .. و التشفي .. إن الحب جداً .. جداً .. حب طعمه مالح حرّيف لاسع .. إن فيه نفوراً و بغضاً بقدر ما فيه من حب .. إنه لعنة .. و الثراء جداً .. جداً .. هو فقر مدقع فى نفس الوقت .. فقر فى الحواس .. حواس الغَنيّ جداً .. جداً .. المترف جداً .. الشبعان .. المتخم .. الدفيان .. تتبلد و تكسل أشواقه .. و لهفاته تكسل .. و لماذا يشتاق .. و لماذا يتلهف .. و كل شىء بين يديه .. و الجوع جداً يقتل حتى الإحساس بالجوع .. و ينتهي بموت الحواس .. و بشبع الفناء و قناعة الجدث الهامد .. و الفقر جدا .. يؤدى إلى الاستهتار و الاسراف و الاستهانة بالرزق من فرط قلته .. و كما يقول المثل .. ضربوا الأعمى على عينه .. قال خسرانة .. خسرانة و على إيه حانوش إصراف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب .. و الشيخوخة جدا تؤدى إلى انحلال العقل .. و العودة بالتفكير إلى سذاجة الطفولة .. و هذيانها .. و الضعف جدا .. يؤدى الى جبروت الشخصية و قسوتها .. و أصحاب العاهات جبابرة . و القصار جدا .. بهلونات سيرك .. و أدنياء الأصل طمحون طلابون للعلا .. و أبناء الوجهاء عواطلية . و الاستهتار بشدة يؤدى إلى التوبة .. و الرهينة .. و الاغراق فى اللذة يؤدى إلى النفور من اللذة . و الارتداد إلى الدين و الصومعة .. و الاستقامة بشدة تؤدى إلى الضيق بالاستقامة .. و كل شىء يزيد على حده ينقلب إلى ضده .. و جدا .. جدا .. هى الجرس الذى يدق لتنقلب الصفات على رأسها .. البركات تصبح لعنات .. و السيئات تصبح حسنات .. السعادة ليست فى أن يكون عندك الكثير جدا .. و إنما السعادة فى أن تحب الدنيا و الناس .. و أن تواتيك الفرصة لتأخذ بنصيب قليل من خيراتها .. إن القليل الذى تحبه يسعدك أكثر من الكثير الذى لا تحبه . و القليل يحرك الشهية .. بينما الكثير يميتها .. و بلا شهية لا وجود للسعادة .. و القليل يحفز على العمل .. و فى العمل ينسى الانسان نفسه .. و ينسى بحثه عن السعادة و هذا فى الواقع منتهى السعادة . و العمل تشحيم ضرورى للعقل و القلب و المفاصل .. و بدون العمل تصدأ المفاصل و يتعفن القلب و ينطفىء العقل .. و ينخر سوس الفراغ و البطالة فى المخ ..فتبدأ سلسلة من الأوجاع يعرفها أفراد الطبقة الراقية .. و يعرفها أطباء الطبقة الراقية .. و لذلك أعتقد أن أسعد الطبقات هى الطبقة المتوسطة .. لأنها الطبقة التى تملك القليل من كل شىء ، فهى ليست معدمة مفلسة كالطبقة الدنيا ، و ليست متخمة كالطبقة الراقية .. و لهذا فهى طبقة التى تملك الدوافع .. و الآمال .. و المطامع و المثل العليا .. و الأخلاق .. و الامكانيات .. و هى لهذا .. الطبقة التى يخرج منها العلماء و الفنانون و العباقرة و الزعماء و الأنبياء .. و من فضائل الوسطية أنها تضغط الطبقات و تذيبها فى عجينة متوسطة خصبة ..و تشغل جميع الأيدى بالعمل .. إن المليون جنيه شتمه .. و الذى يقول لى .. إلهى يرزقك بمليون جنيه ..كمن يقول لى .. إلهى يرزقك بكارثة .. و تعالوا نفكر معا .. لو أنى وضعت المليون جنيه فى بنك لكنت بهذا أرتكب جريمة بتجميد هذه الامكانية المادية فى رصيد باسمى . و لو أنى أنفقته على نفسى لكنت بهذا أرتكب جريمة أبشع لأن إنفاق مليون جنيه على نفسى معناه أن لأتوقف عن كل عمل منتج .. و أتحول إلى مستهلك ينفق فقط .. و هذا معناه شلل كامل فى قواى الانتاجية .. و لو أنى انتفعت بالمليون جنيه كرأسمال تجارى ، فسيكون معناه استغلال ألف عامل .. و ملايين المستهلكين المساكين .. أتاجر بهم .. و أتاجر عليهم .. و أبتز أموالهم لمجرد أنهم لا يملكون إلا بضاعتى .. بينما أنا أملك كل الخامات التى يحتاجون إليها .. إن المليون جنيه فى يد واحدة هى فى الواقع إمكانية ظلم لا نهائية لآلاف الأيدى التى لا تملك .. و إمكانية ظلم حقيقية لصاحبها لأنها تضعه فى قائمة الذين يملكون كثيرا جدا .. جدا .. و يخسرون من أرواحهم بقدر ما يكسبون لأرصدتهم .. و لهذا فأنا أشعر بالسعادة .. لأنى رجل متوسط .. إيرادى متوسط .. و صحتى متوسطة .. و عيشتى متوسطة .. و عندى القليل من كل شىء .. و هذا معناه أن عندى الكثير من الدوافع .. و الدوافع هى الحياة .. إنها الرصيد الذهبى لكل المكاسب الورق .. إنها المتجمد فى خزينة كل إنسان . إنها المتجمد الذى نفك منه كل يوم الرغبات التى نعيش بها .. و نحن نعود فنفك هذه الرغبات إلى خبطات مادية .. و فرص نكسبها و نخسرها .. و هذه الخبطات هى العملة الورق .. أما الرصيد الحقيقى فهو الدوافع . الدوافع فى قلوبنا هى حرارة حياتنا الحقيقية .. و هى الرصيد الذى يكون به تقييم سعادتنا .. لا تسألنى .. هل عندك صحة .. هل عندك ثروة .. هل عندك شهادة .. هلى عندك فرصة .. هل عندك أملاك .. اسألنى سؤالا واحدا .. هل عندك دوافع .. فهذا أنا .. و هذه حقيقيتى التى بها تعرف حاضرى و مستقبلى و مصيرى و قيمتى ووزنى .. و كل منا يوزن بقدر دوافعه و إرادته .. و عزمه .. و إصراره .. و قواه الحافزة .. إن الذى يملك و فرة من الدوافع مثل الماكينة قوة مائة حصان .. أو العربة ستة سلندر أو الراديو عشرة لمبة أو التيار الكهربائى 200 فولت . أما الذى يفتقر إلى الدوافع .. و يمتلك كثرة من وسائل الترف ووفرة من الصحة و العمر فهو حتى و لو كان مليونيرا لا يزيد عن ماكينة ضعيفة قوتها الدافعة 2 حصان أو عربة صغيرة 2 سلندر أو راديو ترانزستور أو تيار بطارية واحد و نصف فولت . الدوافع هى الترجمة الحرفية لكلمة روح .. عندك دوافع معناها عندك روح .. معناها عندك أمل .. طموح .. حب .. شغف .. شهية .. رغبة .. كل وسائل السعادة .. إنى أدعو الله لقارىء هذه السطور أن يمنحه حياة متوسطة .. و يعطيه القليل من كل شىء .. و هى دعوة طيبة و الله العظيم .. دعوة نصوحة .. مخلصة لوجه الخير و الحب . أدعو الله أن يقيه شر المليون جنيه .. و أن يحفظه من ملكية العمارات الشاهقة .. و الأبعديات العريضة .. و أمى لم تكن تفهم الفلسفة .. و لكنها كانت تملك فطرة نقية تفهم معها كل هذا الكلام دون أن تقرأه .. و كانت تطلق عليه اسما بسيطا فصيحا معبرا .. هو .. الستر .. و الستر معناه فى القاموس الشعبى .. القليل من كل شىء و الكثير من الروح .. و أنا بعد ثلاثين سنة من التفلسف و قراءة المعاجم و المراجع و المصطلحات .. لم أجد أفصح من هذه الكلمة البسيطة .. الستر .. و لهذا فأنا أطلبه لك كما كانت أمى تطلبه لى .. و أعتبر أنى بهذا أكون قد طلبت لك كل شىء .. ملحوظة : أنا متأكد أنك بعد قراءة هذه الكلمات سوف تمصمص شفتيك و تقول .. و إيه يعنى .. ما هو مفهوم الكلام ده .. و مع هذا فإنك فى أول فرصة تقع فيها على كاديلاك 81 فى الشارع سوف تصرخ بلهفة وعيناك تخرجان من رأسك .. يا سلام لو الواحد عنده عربية زى دى .. يا سلام يا ولاد .. يا سلام على كاديلاك و عمارة و مليون جنية .. يا خواتى .. و بحرقة أكثر من حرقة مطربى هذه الأيام سوف تكتشف أن كلامى العادى المفهوم لم يكن مفهوما .. و أنك لم تكن فى أى يوم فاهما لنفسك . و أن حكاية الفهم .. حكاية طويلة و متعبة .. جدا .. جدا .. د. مصطفى محمود . . مقال : جداً .. جداً .. من كتاب / في الحب و الحياة للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ إن أسوأ ورطة نقع فيها هى أن يستحوذ علينا أى شىء جداً . جداً .
حتى الفرح حينما يستحوذ علينا جداً . جداً . فإنه يهزنا بما يشبه الحزن . إننا من فرط خوفنا على هذا الفرح . و من فرط لهفتنا على أن يطول . و من فرط ذعرنا من أن ينتهى . نفرح بحزن . نفرح بخوف . نفرح و الدموع تترقرق فى أعيننا .
إن فرحنا جداً . جداً . فرح أليم . فرح يرتجف . فرح يبكى . و الحب جداً . جداً . هو حب مُر غَيور ملتهب أعمى يبهظ صاحبه لدرجة أنه ينقلب إلى كراهية و عداوة .
المُحِب جداً . جداً . يكره حبيبته من فرط حبه لها . لأن حبه يكلفه و يرهقه و يبهظه و يؤرقه . فهو يتمنى لو أنها تعذبت و تألمت و سهرت و تشردت مثله . يتمنى لو أنها كانت على شفا الموت و نادته . لو أنها كانت تحترق و مدت له يديها لينقذها . لو أنها كانت تعبده حباً و هو يتمنع عليها . لو أنها كانت تخلص له و هو يخونها .
إن عذابه يجعل مخيلته تموج بصور العداوة . و الإنتقام . و التشفي .
إن الحب جداً . جداً . حب طعمه مالح حرّيف لاسع . إن فيه نفوراً و بغضاً بقدر ما فيه من حب . إنه لعنة .
و الثراء جداً . جداً . هو فقر مدقع فى نفس الوقت . فقر فى الحواس .
حواس الغَنيّ جداً . جداً . المترف جداً . الشبعان . المتخم . الدفيان . تتبلد و تكسل أشواقه . و لهفاته تكسل .
و لماذا يشتاق . و لماذا يتلهف . و كل شىء بين يديه .
و الجوع جداً يقتل حتى الإحساس بالجوع . و ينتهي بموت الحواس . و بشبع الفناء و قناعة الجدث الهامد .
و الفقر جدا . يؤدى إلى الاستهتار و الاسراف و الاستهانة بالرزق من فرط قلته . و كما يقول المثل . ضربوا الأعمى على عينه . قال خسرانة . خسرانة و على إيه حانوش إصراف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب .
و الشيخوخة جدا تؤدى إلى انحلال العقل . و العودة بالتفكير إلى سذاجة الطفولة . و هذيانها .
و الضعف جدا . يؤدى الى جبروت الشخصية و قسوتها . و أصحاب العاهات جبابرة .
و القصار جدا . بهلونات سيرك .
و أدنياء الأصل طمحون طلابون للعلا .
و أبناء الوجهاء عواطلية .
و الاستهتار بشدة يؤدى إلى التوبة . و الرهينة .
و الاغراق فى اللذة يؤدى إلى النفور من اللذة . و الارتداد إلى الدين و الصومعة .
و الاستقامة بشدة تؤدى إلى الضيق بالاستقامة .
و كل شىء يزيد على حده ينقلب إلى ضده .
و جدا . جدا . هى الجرس الذى يدق لتنقلب الصفات على رأسها . البركات تصبح لعنات . و السيئات تصبح حسنات .
السعادة ليست فى أن يكون عندك الكثير جدا .
و إنما السعادة فى أن تحب الدنيا و الناس . و أن تواتيك الفرصة لتأخذ بنصيب قليل من خيراتها .
إن القليل الذى تحبه يسعدك أكثر من الكثير الذى لا تحبه .
و القليل يحرك الشهية . بينما الكثير يميتها . و بلا شهية لا وجود للسعادة .
و القليل يحفز على العمل . و فى العمل ينسى الانسان نفسه . و ينسى بحثه عن السعادة و هذا فى الواقع منتهى السعادة .
و العمل تشحيم ضرورى للعقل و القلب و المفاصل . و بدون العمل تصدأ المفاصل و يتعفن القلب و ينطفىء العقل . و ينخر سوس الفراغ و البطالة فى المخ .فتبدأ سلسلة من الأوجاع يعرفها أفراد الطبقة الراقية . و يعرفها أطباء الطبقة الراقية .
و لذلك أعتقد أن أسعد الطبقات هى الطبقة المتوسطة . لأنها الطبقة التى تملك القليل من كل شىء ، فهى ليست معدمة مفلسة كالطبقة الدنيا ، و ليست متخمة كالطبقة الراقية .
و لهذا فهى طبقة التى تملك الدوافع . و الآمال . و المطامع و المثل العليا . و الأخلاق . و الامكانيات .
و هى لهذا . الطبقة التى يخرج منها العلماء و الفنانون و العباقرة و الزعماء و الأنبياء .
و من فضائل الوسطية أنها تضغط الطبقات و تذيبها فى عجينة متوسطة خصبة .و تشغل جميع الأيدى بالعمل .
إن المليون جنيه شتمه .
و الذى يقول لى . إلهى يرزقك بمليون جنيه .كمن يقول لى . إلهى يرزقك بكارثة .
و تعالوا نفكر معا .
لو أنى وضعت المليون جنيه فى بنك لكنت بهذا أرتكب جريمة بتجميد هذه الامكانية المادية فى رصيد باسمى .
و لو أنى أنفقته على نفسى لكنت بهذا أرتكب جريمة أبشع لأن إنفاق مليون جنيه على نفسى معناه أن لأتوقف عن كل عمل منتج . و أتحول إلى مستهلك ينفق فقط . و هذا معناه شلل كامل فى قواى الانتاجية .
و لو أنى انتفعت بالمليون جنيه كرأسمال تجارى ، فسيكون معناه استغلال ألف عامل . و ملايين المستهلكين المساكين . أتاجر بهم . و أتاجر عليهم . و أبتز أموالهم لمجرد أنهم لا يملكون إلا بضاعتى . بينما أنا أملك كل الخامات التى يحتاجون إليها .
إن المليون جنيه فى يد واحدة هى فى الواقع إمكانية ظلم لا نهائية لآلاف الأيدى التى لا تملك . و إمكانية ظلم حقيقية لصاحبها لأنها تضعه فى قائمة الذين يملكون كثيرا جدا . جدا . و يخسرون من أرواحهم بقدر ما يكسبون لأرصدتهم .
و لهذا فأنا أشعر بالسعادة . لأنى رجل متوسط . إيرادى متوسط . و صحتى متوسطة . و عيشتى متوسطة .
و عندى القليل من كل شىء . و هذا معناه أن عندى الكثير من الدوافع .
و الدوافع هى الحياة .
إنها الرصيد الذهبى لكل المكاسب الورق .
إنها المتجمد فى خزينة كل إنسان .
إنها المتجمد الذى نفك منه كل يوم الرغبات التى نعيش بها .
و نحن نعود فنفك هذه الرغبات إلى خبطات مادية . و فرص نكسبها و نخسرها .
و هذه الخبطات هى العملة الورق .
أما الرصيد الحقيقى فهو الدوافع .
الدوافع فى قلوبنا هى حرارة حياتنا الحقيقية . و هى الرصيد الذى يكون به تقييم سعادتنا . لا تسألنى . هل عندك صحة . هل عندك ثروة . هل عندك شهادة . هلى عندك فرصة . هل عندك أملاك .
اسألنى سؤالا واحدا .
هل عندك دوافع .
فهذا أنا . و هذه حقيقيتى التى بها تعرف حاضرى و مستقبلى و مصيرى و قيمتى ووزنى .
و كل منا يوزن بقدر دوافعه و إرادته . و عزمه . و إصراره . و قواه الحافزة .
إن الذى يملك و فرة من الدوافع مثل الماكينة قوة مائة حصان . أو العربة ستة سلندر أو الراديو عشرة لمبة أو التيار الكهربائى 200 فولت .
أما الذى يفتقر إلى الدوافع . و يمتلك كثرة من وسائل الترف ووفرة من الصحة و العمر فهو حتى و لو كان مليونيرا لا يزيد عن ماكينة ضعيفة قوتها الدافعة 2 حصان أو عربة صغيرة 2 سلندر أو راديو ترانزستور أو تيار بطارية واحد و نصف فولت .
الدوافع هى الترجمة الحرفية لكلمة روح .
عندك دوافع معناها عندك روح . معناها عندك أمل . طموح . حب . شغف . شهية . رغبة . كل وسائل السعادة .
إنى أدعو الله لقارىء هذه السطور أن يمنحه حياة متوسطة . و يعطيه القليل من كل شىء . و هى دعوة طيبة و الله العظيم . دعوة نصوحة . مخلصة لوجه الخير و الحب .
أدعو الله أن يقيه شر المليون جنيه . و أن يحفظه من ملكية العمارات الشاهقة . و الأبعديات العريضة .
و أمى لم تكن تفهم الفلسفة . و لكنها كانت تملك فطرة نقية تفهم معها كل هذا الكلام دون أن تقرأه . و كانت تطلق عليه اسما بسيطا فصيحا معبرا . هو . الستر .
و الستر معناه فى القاموس الشعبى . القليل من كل شىء و الكثير من الروح .
و أنا بعد ثلاثين سنة من التفلسف و قراءة المعاجم و المراجع و المصطلحات . لم أجد أفصح من هذه الكلمة البسيطة . الستر .
و لهذا فأنا أطلبه لك كما كانت أمى تطلبه لى . و أعتبر أنى بهذا أكون قد طلبت لك كل شىء .
ملحوظة :
أنا متأكد أنك بعد قراءة هذه الكلمات سوف تمصمص شفتيك و تقول . و إيه يعنى . ما هو مفهوم الكلام ده .
و مع هذا فإنك فى أول فرصة تقع فيها على كاديلاك 81 فى الشارع سوف تصرخ بلهفة وعيناك تخرجان من رأسك .
يا سلام لو الواحد عنده عربية زى دى . يا سلام يا ولاد . يا سلام على كاديلاك و عمارة و مليون جنية . يا خواتى . و بحرقة أكثر من حرقة مطربى هذه الأيام سوف تكتشف أن كلامى العادى المفهوم لم يكن مفهوما . و أنك لم تكن فى أى يوم فاهما لنفسك .
و أن حكاية الفهم . حكاية طويلة و متعبة . جدا . جدا .
د. مصطفى محمود . .
مقال : جداً . جداً . من كتاب / في الحب و الحياة للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ "من هو العارف بالله" معرفة الله خشية طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب المجلدات ودبج المقالات وألف النظريات فى المعرفة الإلهية. ولقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته,وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل , والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون ..ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه. وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهى (ساعة يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الاختيار الصعب ) وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان يحاضر فيه منذ لحظات..نسى مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟؟لبشر من طين وهو المخلوق من نار فر الأمر على الآمر وجادل ربه .كأنه رب مثله. (قال أنا خيرٌ منه خلقتنى من نار وخلقته من طين) (قال أأسجد لمن خلقت طيناً) وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه.. ولم تغن النظريات التى كان يدبجها ولا الحذلقات التى كان يبهر بها الملائكة والتى كان يصور بها لنفسه أنه سيد العارفين. وإبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة فى سلوك وفكر الإنسان العصرى. إبليس هو التعجرف العقلانى فى الفلسفة الغربية. وهو الإرهاب الفكرى الأيدولوجيات المادية. وهو العنصرية عند اليهود وهو سيادة الدم الأزرق النازية. وهو وهم الجنس المختار عند البروليتاريا(صناع التاريخ وطلائع المستقبل) وهو فكرة السوبر مان عند نيتشه. فكل ذلك هو الجهل والكبر وإن تسمى بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة والفكر. والحيوان عنده علم أكثر من علم هؤلاء الناس. القطة تأكل ما تلقيه لها وهى تتمسح عند قدميك فإذا خالستك وسرقت السمكة من طعامك .. أسرعت تأكلها خلف الباب ..إن عندهم علم بالشريعة وبالحلال والحرام أكبر من علم رئيس المافيا الذى يقتل بأشعة الليزر ويفتح الخزائن بأجهزة إلكترونية. والفلاح البسيط الذى يطوف بالكعبة باكيا مبتهلا عنده علم بالله أكبر وأعمق من علم دكتور السوربون المتخصص فى الإلهيات. وأنا ولا شك قد حشوت رأسى بكمية من المعارف الإلهية أكثر بكثير ممكا كانت فى رأس أبى رحمة الله عليه ..ولكنى لا أرتاب لحظة فى أنه عرف الله أكثر مما عرفته وأنه بلغ سماء المعرفة بينما أنا مازلت على أرضها حظى منها شطحات وجدان . وإنما سبقنى .. أبر بالطاعة والتقوى والتزام الأمر. وكما قلت فى بداية مقالى معرفة الله هى خشيته وخشيته طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب مجلدات ودبج المقالات وألف روائع النظريات. وما كان الأنبياء أنبياء بمعجزاتهم وخوارقهم وإنما باستقامتهم واخلاقهم .. ولم يقل الله لمحمد(إنك لعالم عظيم)بل قال(وإنك لعلى خلق عظيم). ولقد كان راسبوتين يشفى المرضى ويتنبأ بالمغيبات ويأتى الخوارق وهو أكبر فساق عصرة. وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا. وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة. وما أكثر الجهال (فى الظاهر)وهم سادة العارفين. وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى تقصيره. ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة)لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية.. فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه. وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم اهل السلوك والخشوع والتقوى وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال..وليس لهم فى الدنيا راية ولا موكب ..وسلوكك هو شاهد علمك وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذى يلمع على صدرك. إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع فى دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق. أما العارفون الذين هم عارفون حقا فهم البسطاء أهل الاستقامة والضمير الذين تراهم دائما فى آخر الصف ..إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا ..وإذا ماتوا لم يمش خلفهم أحد. هؤلاء إذا دفنوا بكت عليهم السموات والأرض وشيعتهم الملائكة. جعلنا الله منهم. فإن لم نكن منهم فخدامهم السائرون خلفهم والطامعون على فتات موائدهم. من كتاب :نار تحت الرماد. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ ˝من هو العارف بالله˝ معرفة الله خشية طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب المجلدات ودبج المقالات وألف النظريات فى المعرفة الإلهية.
ولقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته,وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل , والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون .ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه.
وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهى (ساعة يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الاختيار الصعب ) وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان يحاضر فيه منذ لحظات.نسى مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟؟لبشر من طين وهو المخلوق من نار فر الأمر على الآمر وجادل ربه .كأنه رب مثله.
(قال أنا خيرٌ منه خلقتنى من نار وخلقته من طين) (قال أأسجد لمن خلقت طيناً)
وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه.
ولم تغن النظريات التى كان يدبجها ولا الحذلقات التى كان يبهر بها الملائكة والتى كان يصور بها لنفسه أنه سيد العارفين.
وإبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة فى سلوك وفكر الإنسان العصرى.
إبليس هو التعجرف العقلانى فى الفلسفة الغربية.
وهو الإرهاب الفكرى الأيدولوجيات المادية.
وهو العنصرية عند اليهود
وهو سيادة الدم الأزرق النازية.
وهو وهم الجنس المختار عند البروليتاريا(صناع التاريخ وطلائع المستقبل)
وهو فكرة السوبر مان عند نيتشه.
فكل ذلك هو الجهل والكبر وإن تسمى بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة والفكر.
والحيوان عنده علم أكثر من علم هؤلاء الناس.
القطة تأكل ما تلقيه لها وهى تتمسح عند قدميك فإذا خالستك وسرقت السمكة من طعامك . أسرعت تأكلها خلف الباب .إن عندهم علم بالشريعة وبالحلال والحرام أكبر
من علم رئيس المافيا الذى يقتل بأشعة الليزر ويفتح الخزائن بأجهزة إلكترونية.
والفلاح البسيط الذى يطوف بالكعبة باكيا مبتهلا عنده علم بالله أكبر وأعمق من علم دكتور السوربون المتخصص فى الإلهيات.
وأنا ولا شك قد حشوت رأسى بكمية من المعارف الإلهية أكثر بكثير ممكا كانت فى رأس أبى رحمة الله عليه .ولكنى لا أرتاب لحظة فى أنه عرف الله أكثر مما عرفته وأنه بلغ سماء المعرفة بينما أنا مازلت على أرضها حظى منها شطحات وجدان .
وإنما سبقنى . أبر بالطاعة والتقوى والتزام الأمر.
وكما قلت فى بداية مقالى معرفة الله هى خشيته وخشيته طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب مجلدات ودبج المقالات وألف روائع النظريات.
وما كان الأنبياء أنبياء بمعجزاتهم وخوارقهم وإنما باستقامتهم واخلاقهم .
ولم يقل الله لمحمد(إنك لعالم عظيم)بل قال(وإنك لعلى خلق عظيم).
ولقد كان راسبوتين يشفى المرضى ويتنبأ بالمغيبات ويأتى الخوارق وهو أكبر فساق عصرة.
وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا.
وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة.
وما أكثر الجهال (فى الظاهر)وهم سادة العارفين.
وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى تقصيره.
ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة)لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية.
فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه.
وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم اهل السلوك والخشوع والتقوى وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال.وليس لهم فى الدنيا راية ولا موكب .وسلوكك هو شاهد علمك وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذى يلمع على صدرك.
إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع فى دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق.
أما العارفون الذين هم عارفون حقا فهم البسطاء أهل الاستقامة والضمير الذين تراهم دائما فى آخر الصف .إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا .وإذا ماتوا لم يمش خلفهم أحد.
هؤلاء إذا دفنوا بكت عليهم السموات والأرض وشيعتهم الملائكة.
جعلنا الله منهم.
فإن لم نكن منهم فخدامهم السائرون خلفهم والطامعون على فتات موائدهم.
❞ قوله تعالى: {قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}، يتعارض مع قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. والجواب: إن الله -عز وجل- من نعمه على الإنسان أن جعله مخيرًا فيما يترتب عليه من ثواب وعقاب، وهي الأعمال التي كلف الله بها عباده؛ ولأن الإنسان حر مختار في هذا الجانب، الذي يشمل الحياة كان لا بد من وجود الشر، فالحرية التي يتمتع بها الإنسان تجعله يفعل الأشياء؛ فإن كانت صائبة صحيحة ترتب عليها الخير، وإن كانت خاطئة ترتب عليها الشر. فالشر نتاج للحرية كما أنه نسبي، وليس مطلقًا وموظفًا دائمًا للخير، فاللهُ -عز وجل- لم يأمر الشر بل نهى عنه، وأمر بالخير، والشر لازم لوجود التكليف، وإلا فما فائدته إذا كانت الحياة كلها خيرًا؟ ولمعرفة الخير أيضًا يلزم وجود الشر. يقول الطاهر ابن عاشور: في هذه الآية وصف الله تعالى برب العالمين، وهو مفيد التعليل لارتباط مشيئة من شاء الاستقامة من العالمين لمشيئة الله؛ ذلك لأنه رب العالمين فهو الخالق فيهم دواعي المشيئة، وأسباب حصولها المتسلسلة وهو الذي أرشدهم للاستقامة على الحق، وبهذا الوصف ظهر مزيد الاتصال بين مشيئة الناس الاستقامة بالقرآن، وبين كون القرآن ذكرًا للعالمين. ويقول البغوي: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}؛ أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه، وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله، وفيه إعلام أن أحدًالا يعمل خيرًا إلا بتوفيق الله، ولا شرًا إلا بخذلانه، أي: تركه لنفسه وعدم توفيقه. وهنا ندخل في التوفيق والخذلان؛ فالتوفيق معونة لمن أقبل على الحق وأراده، والخذلان يكون للجاحدين للحق المنكرين له، فمن أناب إلى الحق وطلبه فإن الله {يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ}، ومن زاغوا {أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.. ❝. ❝ ⏤محمد أحمد عبيد
والجواب: إن الله -عز وجل- من نعمه على الإنسان أن جعله مخيرًا فيما يترتب عليه من ثواب وعقاب، وهي الأعمال التي كلف الله بها عباده؛ ولأن الإنسان حر مختار في هذا الجانب، الذي يشمل الحياة كان لا بد من وجود الشر، فالحرية التي يتمتع بها الإنسان تجعله يفعل الأشياء؛ فإن كانت صائبة صحيحة ترتب عليها الخير، وإن كانت خاطئة ترتب عليها الشر.
فالشر نتاج للحرية كما أنه نسبي، وليس مطلقًا وموظفًا دائمًا للخير، فاللهُ -عز وجل- لم يأمر الشر بل نهى عنه، وأمر بالخير، والشر لازم لوجود التكليف، وإلا فما فائدته إذا كانت الحياة كلها خيرًا؟ ولمعرفة الخير أيضًا يلزم وجود الشر. يقول الطاهر ابن عاشور: في هذه الآية وصف الله تعالى برب العالمين، وهو مفيد التعليل لارتباط مشيئة من شاء الاستقامة من العالمين لمشيئة الله؛ ذلك لأنه رب العالمين فهو الخالق فيهم دواعي المشيئة، وأسباب حصولها المتسلسلة وهو الذي أرشدهم للاستقامة على الحق، وبهذا الوصف ظهر مزيد الاتصال بين مشيئة الناس الاستقامة بالقرآن، وبين كون القرآن ذكرًا للعالمين.
ويقول البغوي: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾؛ أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه، وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله، وفيه إعلام أن أحدًالا يعمل خيرًا إلا بتوفيق الله، ولا شرًا إلا بخذلانه، أي: تركه لنفسه وعدم توفيقه.
وهنا ندخل في التوفيق والخذلان؛ فالتوفيق معونة لمن أقبل على الحق وأراده، والخذلان يكون للجاحدين للحق المنكرين له، فمن أناب إلى الحق وطلبه فإن الله ﴿يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾، ومن زاغوا {أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ. ❝