█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ مشكلة الناس بوجه عام أنهم يتوقعون من كل إنسان أن يكون مثلهم في عاداته وأفكاره، وعند هذا يسمونه ”عاقلاً“. وهم لا يكادون يلمحون فيه شيئًا من الشذوذ عن مألوفاتهم حتى يسخروا منه ويصفونه بالجنون. إنهم لا يبالون عندئذٍ أن يكون هذا الإنسان مجنونًا حقًا أو عبقريًا. فإذا أتضح لهم أخيرًا أن شذوذه كان من النوع العالي، وأنه كان مبدعًا جبارًا، تحولوا إلى تعظيمه بعدما كانوا يسخرون منه. والناس يفعلون ذلك مرة بعد مرة على توالي الأجيال دون حياء أو ندم . ❝
❞ إن العقل البشري بشبه جبل الجليد العائم في المياه القطبية حيث يختفي منه تحت سطح الماء تسعة أعشاره ، ولا يظهر منه للعيان سوى عشر واحد . ومعنى هذا أن الأجزاء المختفية من العقل هي التي تقرر سلوك الإنسان . أما الجزء الظاهر من العقل فليس سوى برقع يحاول الإنسان أن يغطي به سلوكه الشاذ . ❝
❞ قد كان القدماء يصفون الضمير بأنه "الصوت الإلهي في الإنسان". وهذا وصف غير صحيح. فالضمير يستمد جذوره من العقائد والتقاليد والقيم الاجتماعية التي ينشأ فيها الانسان.
إن الضمير نسبي إذا. وهو يتلون بلون المجتمع. وهو قد يدفع الانسان الى القسوة والظلم احيانا؛ اذا كانت القيم الاجتماعية مؤيدة لهما. ويحدث هذا عادة في الحرب وفي التعصب الديني والقومي والطائفي.
ان الضمير صوت المجتمع لا صوت الله. والفرق بين الصوتين كبير. فالله رب الناس جميعا، وهو رؤوف بهم من غير استثناء. اما المجتمع فهو يفضل ابناءه على غيرهم، وهو لا يبالي بنهب الاموال وسفك الدماء . ❝
❞ ينشأ الإنسان عادة في بيئة ذات عقيدة معينة. فهو لا يكاد يفتح عينه للحياة حتى يرى أمه وأباه وأهل بيته وأقرانه يقدسون صنماً أو قبراً أو رجلاً من رجال التاريخ , وينسبون إليه كل فضيلة. وعقل الإنسان ينمو في هذا الوضع حتى يصبح كأنه في قالب , وهو لا يستطيع أن يفكر إلا في حدود ذلك القالب. إنه مقيَد ويحسب أنه حر. ولهذ نجد كل ذي عقيدة واثقاً من صحة عقيدته وثوقاً تاماً , أما المخالفون له فهم متعصبون – تعساً لهم! . ❝