█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ كواليس ميلاد فرح ١٤
هي تستحق .. التقدير
وبعد تسلمي الرواية بالتدقيق والتنسيق لم يتبقى سوى الغلاف، لا أخفيكم سرًا كنت أشعر بالقلق قد تكون كاتب رواية رائعة ويكون الغلاف رديء يجعل كل من يراه لا ينجذب لقرائتها وخاصًة أن لا أحد يعرفني ليشتري روايتي لمجرد اسمي عليها فإذا كان المحتوى عليه دور خمسين بالمائة فالغلاف في هذه المرحلة عليه الخمسين بالمائة الأخرى وأوقاتًا كثيرة يكون تأثيره أكثر من ذلك، لم أتمكن من التواصل مع مصممة الغلاف والإدارة من تتواصل معها بسبب بعض الكُتاب تسببوا في مشاكل مع المصممين، فلم يعد متاح التواصل المباشر مع المصممة، أنتظرت كإنتظار المزارع بتفتح أزهاره ليقطفها ويحصد نتاج تعبه لشهور بدون راحة، وفي يوم استيقظت وجدت رسالة من الإدارة بصورة الغلاف، وكان مبهر وفوق كل التوقعات، سعادة قلبي ودقاته الغير منتظمة من فرط السعادة لا توصف لقد أحببته كثيرًا، تخيلت غلاف ولكن ما فعلته المصممة كالحلم فكان تصميمه بالنسبة لي السهل الممتنع يظهر أنه سهل ناعم أنيق ولكنه بدرجة من العمق والتشويق يصل إلى ما لا نهاية، وقعت بحبه كما يقع العاشق بمحبوبته الأبدية من أول نظرة، تمنيت في البداية أن اتواصل مع المصممة حتى ترسم ملامح الغلاف كما أتمنى ولكن الآن فرحت كثيرًا أني لم أتواصل معها فيه كل شيء وعكسه القوة والنعومة، الضعف والتحدي، الأنبهار والضياع لا تستطيع التوقف عن النظر إليه من شدة جماله وكان واجبي هنا أن أطلب من الإدارة التواصل مع المصممة شعرت من كل قلبي أن واجب عليَّ شكرها فالتقدير شيء جميل وكما أحب أن يعاملني الناس ويتم تقديري على مجهودي أنا أيضًا أشعر بالسعادة عند تقدير مجهود وتعب الآخرين وبالفعل تواصلت معها وكانت من أجمل المحادثات وألطفها فهي ليست مجتهدة وجميله كمصممة فقط ولكن كشخص داخلي أيضًا رغم لم أتكلم معها كثيرًا فقلبي شعر بذلك . ❝
❞ حلم شيخ
*يا لو أعود إلي شبابي مرةُ آخرى كنت سأغتنم* *أن لي موهبة الكتابة كنت سأكتب* ولا *أرهب من مقام أحد كنت سوف* *أصبح كاتباً مشهور كمحمود درويش* *كنت سأعبر علي كل ما في داخلي* *من غبط وسرور وكل شيء لكٌن في* *أوقاتي لم يوجد أهمية للكاتبين وكان* *من الأهم فقط أن لا تكون أميٌ أن* *تقرأ وتكتب فقط ولكن عندما عرضت الكتابة* *علي المجتمع سموني بالتافة والملل* *والمجنون ياليتني كتبت وقتها ولا* *سمعت لكلام أحد والآن علمت بجدارة جملة* *أن لا أحد يفيد الآخر ياليتني كتبت* *ليسريح قلبي لكن قلبي مجروح ووصل إلي* *حد أن يبتسم وهو مجروح ياليته سمع* *لفؤده ولا رهب من أحد يا ليتني أعود* *لشبابي .*
( *إسراء محمد*) . ❝
❞ فيصبح يقرأ الأشياء على ضوء سؤال:هل تقرب من الله وتنفع في اليوم الآخر أم لا؟ وهذا السؤال القلق المشفق منذ أن يسيطر على التفكير تنقلب شخصيه المرء رأساً على عقب,ويصبح نظره أبعد من مظاهر الأمور , ومسافاتها القصيره . ❝
❞ الحـــب مـا هــو ؟
لو سألني أحدكم .. ما هي علامات الحب ؟؟ و ما شواهده ؟؟
لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف
في يوم شديد الحرارة
و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد ..لقلت هي الألفة و رفع الكلفة
و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب .. و أن يُرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها .. و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت ، و أن
يتكلم أحدكما .. فيحلو الإصغاء .. و أن تكون الحياة معا هى مطلب كل منكما قبل النوم معاً .. و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة .. و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة فى التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر .. و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هى الحالة النفسية كلما التقيتما . .يس ثمر
و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، و إنما تكون السماحة و العفو و حُسن الفهم هى القاعدة .. و ألا تُشبِع أيكما قبلة أو عناق أو أى مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا فى الحياة معاً و المسيرة معاً و كفاح العمر معاً .
ذلــك هو الحــب حقـاً .
و لو سألتم .. أهو موجود ذلك الحب .. و كيف نعثر عليه ؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر .. و هو ثمرة توفيق إلهى و لة اجتهاد شخصى .
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة .
و شرط حدوثه أن تكون النفوس خيِّرة أصلا جميلة أصلا .
و الجمال النفسى و الخير هو المشكاة التى يخرج منها هذا الحب .
و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطى فهى أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه .
و لا يجتمع الحب و الجريمة أبداً إلا فى الأفلام العربية السخيفة المفتعلة .. و ما يسمونه الحب فى تلك الأفلام هو غى حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها .
أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة ، أما الذى نراه فى الأفلام فهو نفث الجحيم .
و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شئ فى حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلاً فالطيور على أشكالها تقع ، و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته ..
و عدل الله لا يتخلَّف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ و إنما لوكوا أنفسكم .
و قد يمتحن الله الرجال الأبرار بالنساء الشريرات أو العكس و ذلك باب آخر له حكمته و أسراره .
و قد سلّط الله الجرمين و القتلة على أنبيائه و امتحن بالمرض أيوب و بالفتنة يوسف و بالفراعين الغلاظ موسى و بالزوجات الخائنات نوحاً و لوطاً .
و أسرار الفشل و التوفيق عند الله .. و ليس كل فشل نقمة من الله .
و قد قطع الملك هيرودوس رأس النبى يوحنا المعمدان و قدمها مهراً لِبَغىّ عاهرة .
و لم يكن هذا انتقاصاً من قدر يوحنا عند الله .. و إنما هو البلاء .
فنرجو أن يكون فشلنا و فشلكم هو فشل كريم من هذا النوع من البلاء الذى يمتحن النفوس و يفجر فيها الخير و الحكمة و النور و ليس فشل النفوس المظلمة التى لا حظ لها و لا قدرة على حب أو عطاء .
و نفوسنا قد تخفى أشياء تغيب عنّا نحن أصحابها . و قد لا تنسجم امرأة و رجل لأن نفسيهما مثل الماء و الزيت متنافرتان بالطبيعة ، و لو كانا مثل الماء و السكر لذابا و امتزجا و لو كانا مثل العطر و الزيت لذابا و امتزجا .. و المشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة .
و ذلك هو الحب فى كلمة واحدة : التناســـب .
تناسب النفوس و الطبائع قبل تناسب الأجسام و الأعمار و الثقافات .
و قد يطغى عامل الخير حتى على عامل التناسب فنرى الرسول محمداً عليه الصلاة و السلام يتزوج بمن تكبره بخمسة و عشرين عاماً و يتزوج بمن تصغره بأربعين عاماً فتحبه الاثنتان خديجة و عائشة كل الحب و لا تناسب فى العمر و لا فى الثقافة بينهما ، فهو النبى الذى يوحى إليه و هما من عامة الناس .
و نراه يتزوج باليهودية صفية صبيحة اليوم الذى قتل فيه جيشه زوجها و أباها و أخاها و شباب قومها و زهرة رجالهم واحداً واحداً على النطع فى خيبر .. و يتزوجها بعد هذه المذبحة فنراها تأوى إلى بيته و تسلم له قلبها مشغوفةً مؤمنةً و لم تكد دماء قومها تجف .. فكيف حدث هذا و لا تناسب و إنما أحقاد و أضغان و ثارات ..
إنه الخير و الخلق الأسمى فى نفس الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، هو الذى قهر الظلمة و هو الذى حقق المعجزة دون شروط ..
إنه النور الذى خرج من مشكاة هذا القلب المعجز فصنع السحر و أسر القلوب و طوَّع النفوس حتى مع الفوارق الظاهرة و عدم التناسب و مع الأضغان و الأحقاد و الثارات ..
إنما نتكلم نحن العاديين عن التناسب ..
أما فى مستوى الأنبياء فذلك مستوى الخوارق و المعجزات ..
و ما زالت القلوب الخيّرة و النفوس الكاملة التى لها حظ من هذا المستوى قادرة على بلوغ الحب و تحقيق الإنسجام فى بيوتها برغم الفروق الظاهرة فى السن و الثقافة ..
ذلك أن الحب الذى هو تناسب و انسجام بالنسبة لنا نحن العاديين .. هو فى المستوى الأعلى من البشر نفحة و هِبة إلهية ..
و من ذا الذى يستطيع أن يقيد على الله نفحاته أو يشترط عليه فى هباته ..
و إذا شاء الله أن يرحم أحداً فمن ذا الذى يستطيع أن يمنع رحمته ..
و الحب سر من أعمق أسرار رحمتــه ..
و لا ينتهى فى الحـــب كــلام ..
مقال للــ د. مصطفى محمود رحمه الله ..
من كتاب : أناشيد الإثم و البراءة . ❝