❞ 5- الإعجاب أو المحبة
يلعب الإعجاب أو المحبة دورًا كبيرًا في التأثير على الآخرين، إذ أنَّ هناك بعض الأشخاص يميلون إلى الاقتناع فورًا بجميع أقوال الأشخاص الذين يحبونهم، وتوجد عوامل عدة رئيسية تجعل الناس ينجذبون ويتأثرون بالآخرين وهي: التشابه،. ❝ ⏤روبرت بينو سيالديني
❞ 5- الإعجاب أو المحبة
يلعب الإعجاب أو المحبة دورًا كبيرًا في التأثير على الآخرين، إذ أنَّ هناك بعض الأشخاص يميلون إلى الاقتناع فورًا بجميع أقوال الأشخاص الذين يحبونهم، وتوجد عوامل عدة رئيسية تجعل الناس ينجذبون ويتأثرون بالآخرين وهي: التشابه،. ❝
❞ قصة قصيرة بعنوان (نحنُ عرب أتمنى) للكاتبة المُبدعة: حبيبة ثروت.
الأضواء منتشرة في كل مكان، والضحكات تملأ الأركان، السعادة مرسومة على كل الوجوه، أصوات صاخبة وأضواء عالية، أصدقائي جميعهم هنا، قد يكون لدي البعض ممن يضايقونني لكن لا بأس؛ إنه حفل يضم الجميع،
كعادتي أحب مراقبة الأشياء من الأعلى، جلست على مبنى مرتفع بحيث أرى كل ما يحدث أمامي،يداعب الهواء خصلاتي السوداء بلطف، مرسومة أسفل عيني اليمنى رمز خاص بي، يميزني عن غيري، كنت أبتسم..لكن شيء بداخلي ليس مرتاحًا، هناك شيء خاطئ..شيء ناقص، نظرت خلفي كان المكان مظلمًا بشكل مرعب، واكتشفت أنني أجلس على أعلى مبني هنا، وهو نفسه المبني الذي يفصل بين الحقيقة و...بين ما نعيشه، سمعت صوتًا خافتًا جدًا قادم من بعيد \" النجدة \"
نظرت لأصدقائي لم ينتبهوا من الأساس، قلت ربما أنا أتخيل، لكن تكرر الصوت عدة مرات، هبطت من المبني سريعًا متجهةً إلى أصدقائي بخطوات \" هل سمعتم شيئًا؟ \"
أجابت إحداهن بتعجب \" لا، لم أسمع أي شيء \"
كانت هذه إجابة كل من كان في الحفل، ابتسمت لهم بهدوء وأومأت وابتعدت عن المكان، والصوت ما زال يتردد في أذني، وقفت في المنطقة بين النور والظلام، أدخلت قدماي وانا مغمضة العينين، وما إن فتحتهما حتى وجدت نفسي في مكان يختلف تماما عن الذي كنت به منذ ثوان، مكان هادئ..بل مدمر، حطام...رماد...دماء، ارتفع الصوت فركضت ناحية مصدره بسرعة
توقفت بصدمة عندما وجدتها تتأوه وتصرخ بألم وجسدها مليء بالدماء، وهناك أربعة رجال ملتفين حولها، يضربونها بعنف شديد، ركضت ناحيتها بسرعة وأنا أصرخ بهم بغضب \" ابتعدوا عنها أيها الأوغاد، لا تلمسوها \"
اصطدمت بشيء فجأة جعلني أتراجع للخلف، كان جدارًا منيعًا غير مرئي، حاولت ضربه بقبضتي عدة مرات لكن لا فائدة، كنت أصرخ بغضب شديد وأنا أراها تعاني أمامي \" اتركوها الآن، توقفوا \"
اقترب أحدهم من ناحيتي وكان أكبرهم، ويبدو أنه زعيمهم، همس بخبث وفحيح كالأفاعي \" أنقذيها إذا استطعتِ \"
كنت سأنقض عليه أفتك به، لكن شعرت بسلاسل حديدية تقيد يداي، حاولت ازالتها لكنها تضيق على يداي أكثر، تحدثت بغضب جحيمي وقد برزت عروق رقبتي \" أقسم بالذي خلق السماوات والأرض أن نهايتك ستكون على يدي\"
سمعت صرخة خرجت منها مزقت طيات قلبي، صرخت بغضب وقد بدأت دموعي بالهطول \" كل شيء إلا هي، كل شيء إلا شقيقتي \"
سحبت القيود بقوة شديدة، ونجحت في كسرها ويداي تنزفان بشدة، اقتربت من الجدار وعيناي تشتعلان من الغضب قائلة \" لا أحد ..لا أحد تجرأ على فعل هذا بها وبقي على قيد الحياة \"
أضاء الرمز أسفل عيني بألوانه المميزة، الأحمر..الأبيض...الأسود...ويتوسطهم ذلك النسر الذهبي، في ثوان كنت قد اخترقت الجدار المخفي، ركضت ناحيتهم بسرعة مخيفة كالصاروخ ولكمت أحدهم في وجهه تسببت في سقوطه ارضًا ووجهه ينزف، جلست على ركبتاي أمامها، وهي نهضت بتعب والدموع تملأ عينيها البريئتين زيتونيتي اللون، عانقتها بقوة وأنا أضمها بقوة وأحاول منع دموعي من الهطول، همست في أذنها بندم \" أنا آسفة، آسفة جدا، أنا معكِ الآن لا تخافي أبدا \"
شعرت بأحدهم يقترب من الخلف بغضب، فالتفت له ولكمته في وجهه هو الآخر، وقفت أمامهم بكامل غضبي وقوتي \" هيا من التالي ؟! \"
وقف الثلاثة أمامي بنظرات خبيثة، وخلفهم يقف زعيمهم يراقب ببرود، كانت عيناي منصبة نحوه، رفعت اصبعي ناحيته بشر \" استمتع بهذه الدقائق القادمة لأنها ستكون الأخيرة بالنسبة لك \"
ابتسم باستمتاع \" أرني ما لديكِ يا ..أم الدنيا \"
ابتسمت بسخرية وأنا أرجع شعري للخلف \" لم يطلقوا علي هذا الاسم هباء \"
هجمت على الثلاثة بغضب، وأنا أضربهم بعنف كلما أتذكر ما فعلوه بها، من الحين للآخر كنت انظر إليها لأطمئن، فأجدها تقاتل معي، ابتسمت بهدوء قائلة في نفسي \" لن تتغير صغيرتي أبدًا \"
هزمت اثنين منهما، وكنت سأقضي على الثالث، لولا أنني شعرت بشيء حاد يخترق جسدي من الخلف، نظرت بطرف عيني وابتسمت بسخرية \" ماذا كنتُ أتوقع من قذرٍ مثلك؟ \"
تحدث بخبث وهو يدخل السيف في جسدي أكثر \" لقد حذرتكِ عدة مرات من العبث معي، لكنك لم تستمعي لي يا جميلة، والآن ستواجهين غضبي مثل شقيقتك \"
فتحت عينى بصدمة مصطنعة \" حقا؟ وهل أنت تغضب من الأساس؟! لقد ظننت أنك تجلس في زاوية وتبكي على الأطلال \"
أنهيت كلماتي بضحكات ساخرة فظهر الغضب على معالم وجهه، وجذب شعري للخلف بعنف، وما زال السيف داخل جسدي، صاح بغضب وهو يرفعني لأعلى من شعري \" أنتِ لا تتعلمين أبدًا، لا تتعلمين \"
تحدثت محاولة استفزازه متجاهلة الألم الذي أشعر به \" كيف عرفت؟! \"
سحب السيف من جسدي بعنف شديد، منعت صرخة كادت أن تفلت من فمي بصعوبة، ألقى بي بقوة، فسقطت على الأرض بجانبها، أتت إلي بسرعة ودموعها سبقتها، أسندت جسدي كي تساعدني على الجلوس، تحدثت بابتسامة هادئة \" اهدئي أنا بخير، مجرد جرح بسيط\"
كان يراقبنا وقد وصل غضبه لأقصى درجة، وأخرج سلاحه او كما يسميه \' سلاحه الفتاك \' ، مجرد رشاش مياه بالنسبة لي، وجهه ناحيتنا، نهضت بصعوبة ووقفت أمامه بثقة \" هيا يمكنك التخلص مني الآن يا سيد ... أمريكا\"
استعد للإطلاق وأنا ابتسم بهدوء وأغلقت عيناي، سمعت صوت الضربة لكن لم أشعر بشيء، فتحت عيناي ببطء وعندما رايتها أمامي برمزها المميز الذي ظهرت ألوانه ...الاخضر ....يتخلله كلمات بالأبيض، تنهدت براحة، قالت بابتسامتها المعهودة \" أهلا مِصر، كيف حالك ؟! \"
ابتسمت بسخرية \" بخير كما ترين، تأخرتِ كثيرًا يا فتاة \"
فقدت الشعور بساقاي وأنا اشعر بجسدي يتهاوى، ظهرت أمامي بلمح البصر وحملتني على ظهرها، أسندت رأسي على كتفها، نظرت إلي برمزها ...الأبيض الذي يتداخل مع البنفسجي، تحدثت بمشاكسة كعادتها \" أهلا يا صغيرة \"
قهقهت بخفة وأنا أشعر بالألم يكاد يقتلني \" قَطر أنتِ الصغيرة هنا \"
لوت فمها بتذمر \" لا تذكريني \"
نظرت ناحية من جئتُ لأجلها، وجدت الفتاة _ذات الرمز باللون الاحمر يتوسطه نجمة خضراء _تعتني بها، ناديت عليها بتعب \" تونس كيف حالها ؟ \"
التفتت إلي بقلق \" بخير..أتمنى \"
وضعتني قطر على الارض ببطء، وبدأت في علاج جراحي، بعد دقائق عدت إلى طبيعتي كأن شيئًا لم يكن، ناديت بصوت عال \" سعودية هل انتهيتِ منه ؟! \"
أجابت بنبرة مستمتعة \" لا أنا ما زلت في البداية\"
ضحكت بصخب وأنا أشاركها القتال، وانضمت باقي الفتيات لنا، وأخيرًا أسقطناه، كان على الأرض يحاول النهوض، وضعت قدمي فوق رقبته \" لا عزيزي مكانك هنا تحت قدمي مثل تابعيك تماما ، جزائر \"
تقدمت وهي تمسك بعنق أحدهم، تحدثت بسخرية \" أهلا مسيو فرنسا \"
نظر لي بحقد، فأردفت بحقد مشابه \" أكره اللغة الفرنسية \"
تركت الذي تحت قدمي لقطر، واتجهت للذي أمقته بشدة، أمسكته من عنقه \" أنت أيها القمامة، فلسطين تعالِ أميرتي \"
تقدمت بهدوء وملامحها حادة وغاضبة بشكل كبير، ابتسمت بسعادة، اقتربت منا فألقيته أمامها \" إنه لكِ \"
برق رمزها بألوانه الفريدة من نوعها ....الأسود...الأبيض .... الأخضر....الأحمر، أخرجت خنجرًا مليئًا بالدماء، دماؤها هي، طعنته في قلبه عدة مرات وهي تصرخ بقوة، تشفي جروح سنوات بل قرون، تصرخ لمعاناة قضتها بمفردها، لألم عاشته وتذوقته في كؤوس، كنا ننظر لها بألم وندم لتأخرنا، توقفت عن طعنه وهي تتنفس بعنف ودموعها تهطل بغزارة، اتجهت لها وألقيت نفسي داخل حضنها وبكيت بقوة شديدة، صُدمت من فعلي هذا وعانقتني بقلق، وتحدثت بحنانها المعهود\" ماذا حدث ؟ ما الأمر ؟ \"
ازداد بكائي من نبرتها \" أنا آسفة، سامحيني...لا لا لا تسامحيني، أنا لا أستحق هذا، أنا مجرد فاشلة، أنا .... \"
صمتت أكمل بكائي بشهقات أعلى، ضمتني لصدرها أكثر \" من قال أنني غاضبة منكِ يا حمقاء؟ أنتِ قلتيها نحن شقيقتان، كيف سأغضب منك إذن؟ \"
خرجت من حضنها ببطء، ووضعت يدي على قلبي وتحدثت بصوت تردد صداه فكان كأنما يتحدث معي .. مئة مليون شخص \" أنا أسفة، سامحيني \"
ابتسمت بلطف ومسحت دموعي بأناملها \" أسامحك \"
تفاجئت بالباقي ينقضون عليها معانقين إياها ببكاء، ضحكت بقوة عليهم، ومنظرها وهي تحاول مراضاتهم جميعًا
انتبهت لذلك الذي يحاول الهرب، أخرجت سلاحي، ووجهته ناحيته ببرود وأنا أتثاءب، فأصبت الهدف كالعادة..في منتصف الرأس تمامًا
حملني الأصدقاء على أكتافهم وهم يهللون بسعادة \" هيا يا رفاق سنقضي اليوم عند زيتونتنا، أليس كذلك فلسطين ؟ \"
ابتسمت بلطف \" بالطبع، سأكون سعيدة بهذا \"
ونحن في طريقنا للرحيل اوقفني صوت فضولية المجموعة \' سوريا \' \" بالمناسبة يا مِصر، لدي سؤال \"
نظرت لها بترقب، فأكملت بتفكير عميق \" إذا كنتِ أنتِ أم الدنيا، فمن والدها ؟ \"
كنت أنظر لها ببلاهة شديدة، وتحولت إلى توتر عندما توجهت كل الأنظار إلي \" ا..اا..إنه بالمنزل يعتني بالدنيا \"
سبقتهم في السير، فتحدثت المغرب بفضول أكثر وحماس \" أريد أن أراه \"
نفيت برأسي بسرعة \" لا يا عزيزتي، هذا غير مسموح، فأنا أغار على حبيبي، وأنتم تعلمون أنني غيورة بطبعي \"
هزوا رؤوسهم باقتناع ولا وعي، وأنا ركضت للخارج بضحك صاخب عندما زجروني بغضب في وقت واحد \" مهلا كيف تتزوجين من الأساس ؟! \"
لحقوا بي و رحلنا معًا من عالم الظلام نحو النور...ممسكين بأيدي بعضنا البعض أبد الدهر.
# حبيبة ثروت
#قصةقصيرة
#جريدة ورد. ❝ ⏤حساب محذوف
❞ قصة قصيرة بعنوان (نحنُ عرب أتمنى) للكاتبة المُبدعة: حبيبة ثروت.
الأضواء منتشرة في كل مكان، والضحكات تملأ الأركان، السعادة مرسومة على كل الوجوه، أصوات صاخبة وأضواء عالية، أصدقائي جميعهم هنا، قد يكون لدي البعض ممن يضايقونني لكن لا بأس؛ إنه حفل يضم الجميع،
كعادتي أحب مراقبة الأشياء من الأعلى، جلست على مبنى مرتفع بحيث أرى كل ما يحدث أمامي،يداعب الهواء خصلاتي السوداء بلطف، مرسومة أسفل عيني اليمنى رمز خاص بي، يميزني عن غيري، كنت أبتسم.لكن شيء بداخلي ليس مرتاحًا، هناك شيء خاطئ.شيء ناقص، نظرت خلفي كان المكان مظلمًا بشكل مرعب، واكتشفت أنني أجلس على أعلى مبني هنا، وهو نفسه المبني الذي يفصل بين الحقيقة و..بين ما نعيشه، سمعت صوتًا خافتًا جدًا قادم من بعيد ˝ النجدة ˝
نظرت لأصدقائي لم ينتبهوا من الأساس، قلت ربما أنا أتخيل، لكن تكرر الصوت عدة مرات، هبطت من المبني سريعًا متجهةً إلى أصدقائي بخطوات ˝ هل سمعتم شيئًا؟ ˝
أجابت إحداهن بتعجب ˝ لا، لم أسمع أي شيء ˝
كانت هذه إجابة كل من كان في الحفل، ابتسمت لهم بهدوء وأومأت وابتعدت عن المكان، والصوت ما زال يتردد في أذني، وقفت في المنطقة بين النور والظلام، أدخلت قدماي وانا مغمضة العينين، وما إن فتحتهما حتى وجدت نفسي في مكان يختلف تماما عن الذي كنت به منذ ثوان، مكان هادئ.بل مدمر، حطام..رماد..دماء، ارتفع الصوت فركضت ناحية مصدره بسرعة
توقفت بصدمة عندما وجدتها تتأوه وتصرخ بألم وجسدها مليء بالدماء، وهناك أربعة رجال ملتفين حولها، يضربونها بعنف شديد، ركضت ناحيتها بسرعة وأنا أصرخ بهم بغضب ˝ ابتعدوا عنها أيها الأوغاد، لا تلمسوها ˝
اصطدمت بشيء فجأة جعلني أتراجع للخلف، كان جدارًا منيعًا غير مرئي، حاولت ضربه بقبضتي عدة مرات لكن لا فائدة، كنت أصرخ بغضب شديد وأنا أراها تعاني أمامي ˝ اتركوها الآن، توقفوا ˝
اقترب أحدهم من ناحيتي وكان أكبرهم، ويبدو أنه زعيمهم، همس بخبث وفحيح كالأفاعي ˝ أنقذيها إذا استطعتِ ˝
كنت سأنقض عليه أفتك به، لكن شعرت بسلاسل حديدية تقيد يداي، حاولت ازالتها لكنها تضيق على يداي أكثر، تحدثت بغضب جحيمي وقد برزت عروق رقبتي ˝ أقسم بالذي خلق السماوات والأرض أن نهايتك ستكون على يدي˝
سمعت صرخة خرجت منها مزقت طيات قلبي، صرخت بغضب وقد بدأت دموعي بالهطول ˝ كل شيء إلا هي، كل شيء إلا شقيقتي ˝
سحبت القيود بقوة شديدة، ونجحت في كسرها ويداي تنزفان بشدة، اقتربت من الجدار وعيناي تشتعلان من الغضب قائلة ˝ لا أحد .لا أحد تجرأ على فعل هذا بها وبقي على قيد الحياة ˝
أضاء الرمز أسفل عيني بألوانه المميزة، الأحمر.الأبيض..الأسود..ويتوسطهم ذلك النسر الذهبي، في ثوان كنت قد اخترقت الجدار المخفي، ركضت ناحيتهم بسرعة مخيفة كالصاروخ ولكمت أحدهم في وجهه تسببت في سقوطه ارضًا ووجهه ينزف، جلست على ركبتاي أمامها، وهي نهضت بتعب والدموع تملأ عينيها البريئتين زيتونيتي اللون، عانقتها بقوة وأنا أضمها بقوة وأحاول منع دموعي من الهطول، همست في أذنها بندم ˝ أنا آسفة، آسفة جدا، أنا معكِ الآن لا تخافي أبدا ˝
شعرت بأحدهم يقترب من الخلف بغضب، فالتفت له ولكمته في وجهه هو الآخر، وقفت أمامهم بكامل غضبي وقوتي ˝ هيا من التالي ؟! ˝
وقف الثلاثة أمامي بنظرات خبيثة، وخلفهم يقف زعيمهم يراقب ببرود، كانت عيناي منصبة نحوه، رفعت اصبعي ناحيته بشر ˝ استمتع بهذه الدقائق القادمة لأنها ستكون الأخيرة بالنسبة لك ˝
ابتسم باستمتاع ˝ أرني ما لديكِ يا .أم الدنيا ˝
ابتسمت بسخرية وأنا أرجع شعري للخلف ˝ لم يطلقوا علي هذا الاسم هباء ˝
هجمت على الثلاثة بغضب، وأنا أضربهم بعنف كلما أتذكر ما فعلوه بها، من الحين للآخر كنت انظر إليها لأطمئن، فأجدها تقاتل معي، ابتسمت بهدوء قائلة في نفسي ˝ لن تتغير صغيرتي أبدًا ˝
هزمت اثنين منهما، وكنت سأقضي على الثالث، لولا أنني شعرت بشيء حاد يخترق جسدي من الخلف، نظرت بطرف عيني وابتسمت بسخرية ˝ ماذا كنتُ أتوقع من قذرٍ مثلك؟ ˝
تحدث بخبث وهو يدخل السيف في جسدي أكثر ˝ لقد حذرتكِ عدة مرات من العبث معي، لكنك لم تستمعي لي يا جميلة، والآن ستواجهين غضبي مثل شقيقتك ˝
فتحت عينى بصدمة مصطنعة ˝ حقا؟ وهل أنت تغضب من الأساس؟! لقد ظننت أنك تجلس في زاوية وتبكي على الأطلال ˝
أنهيت كلماتي بضحكات ساخرة فظهر الغضب على معالم وجهه، وجذب شعري للخلف بعنف، وما زال السيف داخل جسدي، صاح بغضب وهو يرفعني لأعلى من شعري ˝ أنتِ لا تتعلمين أبدًا، لا تتعلمين ˝
تحدثت محاولة استفزازه متجاهلة الألم الذي أشعر به ˝ كيف عرفت؟! ˝
سحب السيف من جسدي بعنف شديد، منعت صرخة كادت أن تفلت من فمي بصعوبة، ألقى بي بقوة، فسقطت على الأرض بجانبها، أتت إلي بسرعة ودموعها سبقتها، أسندت جسدي كي تساعدني على الجلوس، تحدثت بابتسامة هادئة ˝ اهدئي أنا بخير، مجرد جرح بسيط˝
كان يراقبنا وقد وصل غضبه لأقصى درجة، وأخرج سلاحه او كما يسميه ˝ سلاحه الفتاك ˝ ، مجرد رشاش مياه بالنسبة لي، وجهه ناحيتنا، نهضت بصعوبة ووقفت أمامه بثقة ˝ هيا يمكنك التخلص مني الآن يا سيد .. أمريكا˝
استعد للإطلاق وأنا ابتسم بهدوء وأغلقت عيناي، سمعت صوت الضربة لكن لم أشعر بشيء، فتحت عيناي ببطء وعندما رايتها أمامي برمزها المميز الذي ظهرت ألوانه ..الاخضر ..يتخلله كلمات بالأبيض، تنهدت براحة، قالت بابتسامتها المعهودة ˝ أهلا مِصر، كيف حالك ؟! ˝
ابتسمت بسخرية ˝ بخير كما ترين، تأخرتِ كثيرًا يا فتاة ˝
فقدت الشعور بساقاي وأنا اشعر بجسدي يتهاوى، ظهرت أمامي بلمح البصر وحملتني على ظهرها، أسندت رأسي على كتفها، نظرت إلي برمزها ..الأبيض الذي يتداخل مع البنفسجي، تحدثت بمشاكسة كعادتها ˝ أهلا يا صغيرة ˝
قهقهت بخفة وأنا أشعر بالألم يكاد يقتلني ˝ قَطر أنتِ الصغيرة هنا ˝
لوت فمها بتذمر ˝ لا تذكريني ˝
نظرت ناحية من جئتُ لأجلها، وجدت الفتاة _ذات الرمز باللون الاحمر يتوسطه نجمة خضراء _تعتني بها، ناديت عليها بتعب ˝ تونس كيف حالها ؟ ˝
التفتت إلي بقلق ˝ بخير.أتمنى ˝
وضعتني قطر على الارض ببطء، وبدأت في علاج جراحي، بعد دقائق عدت إلى طبيعتي كأن شيئًا لم يكن، ناديت بصوت عال ˝ سعودية هل انتهيتِ منه ؟! ˝
أجابت بنبرة مستمتعة ˝ لا أنا ما زلت في البداية˝
ضحكت بصخب وأنا أشاركها القتال، وانضمت باقي الفتيات لنا، وأخيرًا أسقطناه، كان على الأرض يحاول النهوض، وضعت قدمي فوق رقبته ˝ لا عزيزي مكانك هنا تحت قدمي مثل تابعيك تماما ، جزائر ˝
تقدمت وهي تمسك بعنق أحدهم، تحدثت بسخرية ˝ أهلا مسيو فرنسا ˝
نظر لي بحقد، فأردفت بحقد مشابه ˝ أكره اللغة الفرنسية ˝
تركت الذي تحت قدمي لقطر، واتجهت للذي أمقته بشدة، أمسكته من عنقه ˝ أنت أيها القمامة، فلسطين تعالِ أميرتي ˝
تقدمت بهدوء وملامحها حادة وغاضبة بشكل كبير، ابتسمت بسعادة، اقتربت منا فألقيته أمامها ˝ إنه لكِ ˝
برق رمزها بألوانه الفريدة من نوعها ..الأسود..الأبيض .. الأخضر..الأحمر، أخرجت خنجرًا مليئًا بالدماء، دماؤها هي، طعنته في قلبه عدة مرات وهي تصرخ بقوة، تشفي جروح سنوات بل قرون، تصرخ لمعاناة قضتها بمفردها، لألم عاشته وتذوقته في كؤوس، كنا ننظر لها بألم وندم لتأخرنا، توقفت عن طعنه وهي تتنفس بعنف ودموعها تهطل بغزارة، اتجهت لها وألقيت نفسي داخل حضنها وبكيت بقوة شديدة، صُدمت من فعلي هذا وعانقتني بقلق، وتحدثت بحنانها المعهود˝ ماذا حدث ؟ ما الأمر ؟ ˝
ازداد بكائي من نبرتها ˝ أنا آسفة، سامحيني..لا لا لا تسامحيني، أنا لا أستحق هذا، أنا مجرد فاشلة، أنا .. ˝
صمتت أكمل بكائي بشهقات أعلى، ضمتني لصدرها أكثر ˝ من قال أنني غاضبة منكِ يا حمقاء؟ أنتِ قلتيها نحن شقيقتان، كيف سأغضب منك إذن؟ ˝
خرجت من حضنها ببطء، ووضعت يدي على قلبي وتحدثت بصوت تردد صداه فكان كأنما يتحدث معي . مئة مليون شخص ˝ أنا أسفة، سامحيني ˝
ابتسمت بلطف ومسحت دموعي بأناملها ˝ أسامحك ˝
تفاجئت بالباقي ينقضون عليها معانقين إياها ببكاء، ضحكت بقوة عليهم، ومنظرها وهي تحاول مراضاتهم جميعًا
انتبهت لذلك الذي يحاول الهرب، أخرجت سلاحي، ووجهته ناحيته ببرود وأنا أتثاءب، فأصبت الهدف كالعادة.في منتصف الرأس تمامًا
حملني الأصدقاء على أكتافهم وهم يهللون بسعادة ˝ هيا يا رفاق سنقضي اليوم عند زيتونتنا، أليس كذلك فلسطين ؟ ˝
ابتسمت بلطف ˝ بالطبع، سأكون سعيدة بهذا ˝
ونحن في طريقنا للرحيل اوقفني صوت فضولية المجموعة ˝ سوريا ˝ ˝ بالمناسبة يا مِصر، لدي سؤال ˝
نظرت لها بترقب، فأكملت بتفكير عميق ˝ إذا كنتِ أنتِ أم الدنيا، فمن والدها ؟ ˝
كنت أنظر لها ببلاهة شديدة، وتحولت إلى توتر عندما توجهت كل الأنظار إلي ˝ ا.اا.إنه بالمنزل يعتني بالدنيا ˝
سبقتهم في السير، فتحدثت المغرب بفضول أكثر وحماس ˝ أريد أن أراه ˝
نفيت برأسي بسرعة ˝ لا يا عزيزتي، هذا غير مسموح، فأنا أغار على حبيبي، وأنتم تعلمون أنني غيورة بطبعي ˝
هزوا رؤوسهم باقتناع ولا وعي، وأنا ركضت للخارج بضحك صاخب عندما زجروني بغضب في وقت واحد ˝ مهلا كيف تتزوجين من الأساس ؟! ˝
لحقوا بي و رحلنا معًا من عالم الظلام نحو النور..ممسكين بأيدي بعضنا البعض أبد الدهر.
❞ في كل لحظة منذ ميلاد الإنسان حتى موته منذ يقظته في أول ساعات الصباح حتى دخوله في الفراش لينام و هو يتعرض لامتحان تلو امتحان.
و لا حقيقة لحال إلا إذا شهد عليه عمل، و لهذا يقلبك الله بين المواقف بين لحظة و أخرى من لحظة تصحو إلى لحظة تنام، و كل لحظة تضعك في موقف.
و كل موقف يتطلب منك اختيارا بين بديلات، و لا يعفيك من الامتحان ألا تختار لأن عدم الاختيار هو في ذاته نوع من الاختيار و معناه أنك ارتضيت لنفسك ما اختارته لك الظروف أو ما اختاره أبوك، أو ما اختارته شلة أصحابك الذين أسلمت نفسك لهم.
و معنى هذا أن الحياة تعريك في كل لحظة، و تكشف حقيقتك و تنزع عنك قشرتك لتخرج مكنونك و مكتومك.
و المكر الإلهي هنا هو أن يضعك في موقف بعد موقف، و مشكلة بعد مشكلة و كل مشكلة تتطلب حلا و كل حل يتطلب اختيارا و كل اختيار يكشف عن حقيقتك رغما عنك مهما حاولت الاستخفاء.
و بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم بقدر ما تتمزق عن وجهك الأقنعة و يظهر و يفتضح أمرك و ينتهك سرك.
و الله يعلم حقيقتك و سرك من البداية و لكنك أنت لا تعلم و لا تريد أن تعلم لأنك مدع و كل منا مدع .
كل منا يتصور أنه رجل طيب و أنه مستحق لكل خير، حتى الجبارون الذين شنقوا و سجنوا، و عذبوا شعوبهم تصوروا أنهم مصلحون كل منا جاء إلى الحياة و معه دعوى عريضة مزعومة بأنه رجل صالح و طيب.
و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا، حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس في الآخرة حسب درجاتهم و حتى يكون التصنيف على حسب الحقائق، و ليس على حسب المزاعم و الدعاوى.
و لهذا خلق الله الدنيا
خلقها لتنكشف الحقائق على ما هي عليه و يعرف كل واحد نفسه و يعرف مقدار خيره و شره ثم ليعرف الأبرار خالقهم و ربهم، و ليذوقوا رحمته قبل لقائه.
ثم خلق الآخرة لتنكشف فيها حقائق الربوبية، و عالم الملكوت و الجبروت و الغيب و الله لا يخلق أي شيء إلا بالحق و للحق، لأنه سبحانه هو الحق
إننا جميعا شجعان حتى يدعو داعي الحرب، فيبدي كل واحد عذرا و يختلق كل واحد ظروفا تمنعه و لا يثبت ساعة الضرب إلا القليل و لولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها، و نحن جميعا كرماء حتى يدعو داعي البذل، فتنكمش الأيدي التي كانت ممدودة بدعوى السخاء، و لا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة و ما كنا لنعرف صلابة الصلب لولا اختباره .
و لهذا خلق الله الدنيا ليعرف الضعيف ضعفه، و ليعرف القوي قوته و لتفتضح الدعاوى الكاذبة، و يتم العدل باقتناع كل نفس باستحقاقها، و بعدالة مصيرها النهائي في أعلى عليين أو أسفل سافلين.
خلق الله الدنيا ليحق الحق و يبطل الباطل و يصدق أيضا الكلام الذي يقول إن الله خلقنا ليعطينا فهو كلام يؤدي بنا إلى نفس المعنى.
فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولا ليكون العطاء حقا!!!؟؟؟؟
إن معرفتنا لأنفسنا أيضا مطلوبة، لتكون قناعة كل واحد بعطائه قناعة حقيقية و لينتفي الإعتراض ،فمعرفة النفوس لحقائقها و معرفة الإنسان لخالقه هي الحكمة من خلق الدنيا.
( خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [ الملك ]
مقال / لماذا خلقنا الله ؟؟
كتاب / القرآن كائن حي. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ في كل لحظة منذ ميلاد الإنسان حتى موته منذ يقظته في أول ساعات الصباح حتى دخوله في الفراش لينام و هو يتعرض لامتحان تلو امتحان.
و لا حقيقة لحال إلا إذا شهد عليه عمل، و لهذا يقلبك الله بين المواقف بين لحظة و أخرى من لحظة تصحو إلى لحظة تنام، و كل لحظة تضعك في موقف.
و كل موقف يتطلب منك اختيارا بين بديلات، و لا يعفيك من الامتحان ألا تختار لأن عدم الاختيار هو في ذاته نوع من الاختيار و معناه أنك ارتضيت لنفسك ما اختارته لك الظروف أو ما اختاره أبوك، أو ما اختارته شلة أصحابك الذين أسلمت نفسك لهم.
و معنى هذا أن الحياة تعريك في كل لحظة، و تكشف حقيقتك و تنزع عنك قشرتك لتخرج مكنونك و مكتومك.
و المكر الإلهي هنا هو أن يضعك في موقف بعد موقف، و مشكلة بعد مشكلة و كل مشكلة تتطلب حلا و كل حل يتطلب اختيارا و كل اختيار يكشف عن حقيقتك رغما عنك مهما حاولت الاستخفاء.
و بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم بقدر ما تتمزق عن وجهك الأقنعة و يظهر و يفتضح أمرك و ينتهك سرك.
و الله يعلم حقيقتك و سرك من البداية و لكنك أنت لا تعلم و لا تريد أن تعلم لأنك مدع و كل منا مدع .
كل منا يتصور أنه رجل طيب و أنه مستحق لكل خير، حتى الجبارون الذين شنقوا و سجنوا، و عذبوا شعوبهم تصوروا أنهم مصلحون كل منا جاء إلى الحياة و معه دعوى عريضة مزعومة بأنه رجل صالح و طيب.
و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا، حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس في الآخرة حسب درجاتهم و حتى يكون التصنيف على حسب الحقائق، و ليس على حسب المزاعم و الدعاوى.
و لهذا خلق الله الدنيا
خلقها لتنكشف الحقائق على ما هي عليه و يعرف كل واحد نفسه و يعرف مقدار خيره و شره ثم ليعرف الأبرار خالقهم و ربهم، و ليذوقوا رحمته قبل لقائه.
ثم خلق الآخرة لتنكشف فيها حقائق الربوبية، و عالم الملكوت و الجبروت و الغيب و الله لا يخلق أي شيء إلا بالحق و للحق، لأنه سبحانه هو الحق
إننا جميعا شجعان حتى يدعو داعي الحرب، فيبدي كل واحد عذرا و يختلق كل واحد ظروفا تمنعه و لا يثبت ساعة الضرب إلا القليل و لولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها، و نحن جميعا كرماء حتى يدعو داعي البذل، فتنكمش الأيدي التي كانت ممدودة بدعوى السخاء، و لا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة و ما كنا لنعرف صلابة الصلب لولا اختباره .
و لهذا خلق الله الدنيا ليعرف الضعيف ضعفه، و ليعرف القوي قوته و لتفتضح الدعاوى الكاذبة، و يتم العدل باقتناع كل نفس باستحقاقها، و بعدالة مصيرها النهائي في أعلى عليين أو أسفل سافلين.
خلق الله الدنيا ليحق الحق و يبطل الباطل و يصدق أيضا الكلام الذي يقول إن الله خلقنا ليعطينا فهو كلام يؤدي بنا إلى نفس المعنى.
فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولا ليكون العطاء حقا!!!؟؟؟؟
إن معرفتنا لأنفسنا أيضا مطلوبة، لتكون قناعة كل واحد بعطائه قناعة حقيقية و لينتفي الإعتراض ،فمعرفة النفوس لحقائقها و معرفة الإنسان لخالقه هي الحكمة من خلق الدنيا.
❞ كان هناك فتاة تدعى \"وعد\" في القاهرة، هذه الفتاة كانت تتميز بالجمال والتدين ومعرفة الله تعالىٰ حق المعرفة، والالتزام بأوامر الله جلا وعلا والالتزام بكل ما ينهاه الله ولا تفعله ابدًا، كانت حقًا فتاة مطيعة لوالديها، ولم تغضبهم قط كانت تعيش في منزل يتميز بتقوى الله في كل قول وفعل.
وكانت تدرس في المرحلة الابتدائية حيث من السنة الاولي لها وهي تريد أن تلبس الحجاب، ولكن والدها رفض ذلك لصغر سنها ولا يريد أن تلبس الحجاب في هذا السن الصغير، حيث انه رأى أن تعيش طفولتها، كباقي الاطفال بدون حجاب حتىٰ تنتهي من السنة السادسة من المرحلة الإبتدائية، وبعد اصرار منها واقتناع والدها بما تقوله وبما تفعله واخيرًا قد وافق علي لبسها للحجاب، وكانت كالبدر يوم كماله، حينما أطلت لهم بوجهها البريء وهذا الحجاب الذي هو ستره وعفاف للفتيات، وقد اتفق معها والدها عندما تتفوق في دراستها سوف يفتح لها مكتبه داخل المنزل يضع لها كل ما يخص الدين الإسلامي؛ لكي يشجعها أكثر وأكثر، كانت لا تترك فرض رغم هذا السن الصغير وتعلمت القرآن الكريم، وجاهدت نفسها البريئة الصغيرة أن تحفظ من كتاب الله، وعندما جاءت المرحلة الإعدادية كانت اوشكت علىٰ حفظ القرآن الكريم كاملًا، وفتح لها المكتبة الدينية التي وعدها بها، وكانت فخر لجميع عائلتها انه القرآن يرفع من شأن صاحبه أمام جميع الخلائق، وإذ بالعلم الشرعي بدأت أن تتعلمه بجانب دراستها، وتفوقت فيه أيضًا، وتفقهت في الدين أكثر وأكثر إن الله إذا أراد خيرا للعبد فقهه في الدين، وعندما أتت المرحلة الثانوية بدأت أن تلبس النقاب، وكان اهلها فرحين بما تفعله ابنتهما حيث انها تصون نفسها وتستعففها بلبس الملابس الشرعية الفضفاضة، فقد قال الله تعالي يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الأحزاب: 59]
حيث أنهم في مجتمع مليء بالكاسيات العاريات، جعلت دينها هو اهم وأفضل من اي شيء، واي شيء أفضل من الدين او أهم منه، وفي هذه الفترة لم تجعل إلا القرآن هو صديقها فلم يكن لها أصدقاء، حتىٰ إذ تحدثت معها والدتها، بأنها تجعل فتاة أخرى صديقته؛ا لكي تعينها وتساعدها، وتكن معها؛ لأنها ليس لها أي اخوات، فهي فقط الابنة الوحيدة لهم في هذا الوقت كانت قد بلغت ودخلت الجامعة، فهي للمرة الاولي التي تجعل صديقة لها فقد جعلت من مروه صديقة لها.
هذه الفتاه فتاة متبرجة لا تعلم ولا تفقه شيئًا في الدين؛
فقالت إن تجعل من مروه صديقه لها، وتعمل علي الدعوه إلى الله، وان تصلح منها، ولكن حدث ما لم تتوقعه ابدًا،
وبدلًا من ان تهديها وان تعلمها أمور الدين، فقد جعلت منها نسخة منها، وتركت صلاتها وتركت صيامها وتوقفت عن مراجعة القرآن الكريم، حتىٰ أوشكت إلى الضياع، وأي ضياع انه ضياع في الدين الذي هو عصبة آلامه وقوتها.
الدين الذي دافع عنه كل الأنبياء والرسل حتىٰ يصل إلينا
لم تكن راضة عما تفعله، ولكن غواها الشيطان والصحبة السيئة، فالصديق هو الطريق لو كان الصديق على حق رفع بشأن صاحبه، ولو علىٰ باطل يخسف الارض بصاحبه،
وفي السنه الثانية من الجامعه رزقها الله سبحانه وتعالى بصديقه أخرى تهديها وترجعها عما هي فيه.
وعندما كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض إذ بسيارة اصطدمت بهم فأصيبت، وظلت تبكي أنها لو كانت ماتت في هذه اللحظة وهي متبرجة هكذا وظلت صديقتها الجديدة معها وتقرأ لها القرآن بصوت عذب جعلها تتذكر أيام ما كانت تحفظ القرآن، ولكنها بكت كثيرًا علىٰ حالتها هذه، وعندما خرجت من المستشفى، وذهبت إلى البيت ظلت تبكي وتبكي، وطلبت من والدتها أن تحضر لها ماء للوضوء وان تأتي لها بمصحف، وقد دعت لله كثيرًا أن يثبتها على الدين، وإن لا يحدث ما كانت فيه مرة أخرى.
وتابت إلى الله توبة نصوح، وإذ بصديقتها تأتي لها كل يوم لتراجع لها ما فاتها من محاضرات الجامعة، وتحفظ معها من جديد القرآن التي نسيته؛ لأنها تركت القرآن سنة كامله فنسيت بها كل ما حفظته، وعادت مرة أخرى إلى الله، وذلك بفضل الله تعالى وبفضل الصحبة الحسنة.
فقد قال رسولنا الكريم عن الصحبة الصالحة إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة.\"
لان الصحبه السيئه تؤدي إلى الدمار الكلي، وجاء لخطبتها رجل صالح تقي يعرف الله حق المعرفة، وصلت استخاره وتم التوفيق في زواجها وانجبت اطفال جعلتهم اتقياء وعلى حب الله ورسوله ٠
للكاتبه /ايه محمد بدوي(بنت المنيا )
المصححه/جني حسام. ❝ ⏤أية محمد بدوي
❞ كان هناك فتاة تدعى ˝وعد˝ في القاهرة، هذه الفتاة كانت تتميز بالجمال والتدين ومعرفة الله تعالىٰ حق المعرفة، والالتزام بأوامر الله جلا وعلا والالتزام بكل ما ينهاه الله ولا تفعله ابدًا، كانت حقًا فتاة مطيعة لوالديها، ولم تغضبهم قط كانت تعيش في منزل يتميز بتقوى الله في كل قول وفعل.
وكانت تدرس في المرحلة الابتدائية حيث من السنة الاولي لها وهي تريد أن تلبس الحجاب، ولكن والدها رفض ذلك لصغر سنها ولا يريد أن تلبس الحجاب في هذا السن الصغير، حيث انه رأى أن تعيش طفولتها، كباقي الاطفال بدون حجاب حتىٰ تنتهي من السنة السادسة من المرحلة الإبتدائية، وبعد اصرار منها واقتناع والدها بما تقوله وبما تفعله واخيرًا قد وافق علي لبسها للحجاب، وكانت كالبدر يوم كماله، حينما أطلت لهم بوجهها البريء وهذا الحجاب الذي هو ستره وعفاف للفتيات، وقد اتفق معها والدها عندما تتفوق في دراستها سوف يفتح لها مكتبه داخل المنزل يضع لها كل ما يخص الدين الإسلامي؛ لكي يشجعها أكثر وأكثر، كانت لا تترك فرض رغم هذا السن الصغير وتعلمت القرآن الكريم، وجاهدت نفسها البريئة الصغيرة أن تحفظ من كتاب الله، وعندما جاءت المرحلة الإعدادية كانت اوشكت علىٰ حفظ القرآن الكريم كاملًا، وفتح لها المكتبة الدينية التي وعدها بها، وكانت فخر لجميع عائلتها انه القرآن يرفع من شأن صاحبه أمام جميع الخلائق، وإذ بالعلم الشرعي بدأت أن تتعلمه بجانب دراستها، وتفوقت فيه أيضًا، وتفقهت في الدين أكثر وأكثر إن الله إذا أراد خيرا للعبد فقهه في الدين، وعندما أتت المرحلة الثانوية بدأت أن تلبس النقاب، وكان اهلها فرحين بما تفعله ابنتهما حيث انها تصون نفسها وتستعففها بلبس الملابس الشرعية الفضفاضة، فقد قال الله تعالي يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الأحزاب: 59]
حيث أنهم في مجتمع مليء بالكاسيات العاريات، جعلت دينها هو اهم وأفضل من اي شيء، واي شيء أفضل من الدين او أهم منه، وفي هذه الفترة لم تجعل إلا القرآن هو صديقها فلم يكن لها أصدقاء، حتىٰ إذ تحدثت معها والدتها، بأنها تجعل فتاة أخرى صديقته؛ا لكي تعينها وتساعدها، وتكن معها؛ لأنها ليس لها أي اخوات، فهي فقط الابنة الوحيدة لهم في هذا الوقت كانت قد بلغت ودخلت الجامعة، فهي للمرة الاولي التي تجعل صديقة لها فقد جعلت من مروه صديقة لها.
هذه الفتاه فتاة متبرجة لا تعلم ولا تفقه شيئًا في الدين؛
فقالت إن تجعل من مروه صديقه لها، وتعمل علي الدعوه إلى الله، وان تصلح منها، ولكن حدث ما لم تتوقعه ابدًا،
وبدلًا من ان تهديها وان تعلمها أمور الدين، فقد جعلت منها نسخة منها، وتركت صلاتها وتركت صيامها وتوقفت عن مراجعة القرآن الكريم، حتىٰ أوشكت إلى الضياع، وأي ضياع انه ضياع في الدين الذي هو عصبة آلامه وقوتها.
الدين الذي دافع عنه كل الأنبياء والرسل حتىٰ يصل إلينا
لم تكن راضة عما تفعله، ولكن غواها الشيطان والصحبة السيئة، فالصديق هو الطريق لو كان الصديق على حق رفع بشأن صاحبه، ولو علىٰ باطل يخسف الارض بصاحبه،
وفي السنه الثانية من الجامعه رزقها الله سبحانه وتعالى بصديقه أخرى تهديها وترجعها عما هي فيه.
وعندما كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض إذ بسيارة اصطدمت بهم فأصيبت، وظلت تبكي أنها لو كانت ماتت في هذه اللحظة وهي متبرجة هكذا وظلت صديقتها الجديدة معها وتقرأ لها القرآن بصوت عذب جعلها تتذكر أيام ما كانت تحفظ القرآن، ولكنها بكت كثيرًا علىٰ حالتها هذه، وعندما خرجت من المستشفى، وذهبت إلى البيت ظلت تبكي وتبكي، وطلبت من والدتها أن تحضر لها ماء للوضوء وان تأتي لها بمصحف، وقد دعت لله كثيرًا أن يثبتها على الدين، وإن لا يحدث ما كانت فيه مرة أخرى.
وتابت إلى الله توبة نصوح، وإذ بصديقتها تأتي لها كل يوم لتراجع لها ما فاتها من محاضرات الجامعة، وتحفظ معها من جديد القرآن التي نسيته؛ لأنها تركت القرآن سنة كامله فنسيت بها كل ما حفظته، وعادت مرة أخرى إلى الله، وذلك بفضل الله تعالى وبفضل الصحبة الحسنة.
فقد قال رسولنا الكريم عن الصحبة الصالحة إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة.˝
لان الصحبه السيئه تؤدي إلى الدمار الكلي، وجاء لخطبتها رجل صالح تقي يعرف الله حق المعرفة، وصلت استخاره وتم التوفيق في زواجها وانجبت اطفال جعلتهم اتقياء وعلى حب الله ورسوله ٠
للكاتبه /ايه محمد بدوي(بنت المنيا )
المصححه/جني حسام. ❝
❞ «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون » 115- المؤمنون
لا عبثية ولا عبث..
وما نرى حولنا من تداول الأحوال على الناس من فقر إلى غني إلى مرض إلى عز إلى ذل إلى حوادث مفاجئة إلى مصائب إلى كوارث إلى نجاح إلى فشل، ليست أمورًا عبثية ولا مصادفات عشوائية، إنما هي ملابسات محكمة تدبير المدير الحكيم يريد أن يفض مكنون النفوس ويخرج مكتومها.
« والله مخرج ما كنتم تكتمون » 72 - البقرة
إننا جميعا شجعان حتى يدعو داعی الحرب فيبدي كل واحد عذرة ويختلق كل واحد ظروفًا تمنعه ولا يثبت ساعة الضرب إلا القليل.
ولولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها.
ونحن جميعًا كرماء حتى يدعو داعی البذل، فتنكمش الأيدي التي كانت ممدودة بدعوى السخاء ولا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة.
وكما قال المتبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والإقدام قتال
فالمشقة هي التي كشفت النفوس وفضحت دعاويها، ومن هنا جاءت ضرورتها.
وما كنا لنعرف صلابة الصلب لولا اختباره.
ولهذا خلق الله الدنيا ليعرف الضعيف ضعفه، وليعرف القوى قوته ولتفتضح الدعاوى الكاذبة، ويتم العدل باقتناع كل نفس باستحقاقها وبعدالة مصيرها النهائي في أعلى عليين أو أسفل سافلين.
خلق الله الدنيا ليحق الحق ويبطل الباطل.
ويصدق أيضا الكلام الذي يقول .. إن الله خلقنا ليعطينا.
فهو كلام يؤدي بنا إلى نفس المعنى
فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولًا ليكون العطاء حقًا.. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞«أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون » 115- المؤمنون
لا عبثية ولا عبث.
وما نرى حولنا من تداول الأحوال على الناس من فقر إلى غني إلى مرض إلى عز إلى ذل إلى حوادث مفاجئة إلى مصائب إلى كوارث إلى نجاح إلى فشل، ليست أمورًا عبثية ولا مصادفات عشوائية، إنما هي ملابسات محكمة تدبير المدير الحكيم يريد أن يفض مكنون النفوس ويخرج مكتومها.
« والله مخرج ما كنتم تكتمون » 72 - البقرة
إننا جميعا شجعان حتى يدعو داعی الحرب فيبدي كل واحد عذرة ويختلق كل واحد ظروفًا تمنعه ولا يثبت ساعة الضرب إلا القليل.
ولولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها.
ونحن جميعًا كرماء حتى يدعو داعی البذل، فتنكمش الأيدي التي كانت ممدودة بدعوى السخاء ولا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة.
وكما قال المتبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والإقدام قتال
فالمشقة هي التي كشفت النفوس وفضحت دعاويها، ومن هنا جاءت ضرورتها.
وما كنا لنعرف صلابة الصلب لولا اختباره.
ولهذا خلق الله الدنيا ليعرف الضعيف ضعفه، وليعرف القوى قوته ولتفتضح الدعاوى الكاذبة، ويتم العدل باقتناع كل نفس باستحقاقها وبعدالة مصيرها النهائي في أعلى عليين أو أسفل سافلين.
خلق الله الدنيا ليحق الحق ويبطل الباطل.
ويصدق أيضا الكلام الذي يقول . إن الله خلقنا ليعطينا.
فهو كلام يؤدي بنا إلى نفس المعنى
فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولًا ليكون العطاء حقًا. ❝