█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وفي اللحظة التي كانت زوجتي تقترح فيها أن نتغدى معا بهذه المناسبة التاريخية المجيدة، سمعنا طقطقات صادرة من غرفنا وأصوات تنبيهات. أدركنا أن إشارة ˝الواي فاي˝ عادت، والنت أصبح متاحاً. صافحنا بعضنا البعض سريعاً وتوجه كل واحد منا إل غرفته . ❝
❞ وعندما كنت أفتح باب غرفتي، طرأت على ذهني فكرة خاطفة، فاستدرت إليهم وقلت: أنا أفكر بأن نأخذ ولو صورة جماعية بهذه المناسبة العظيمة˝.
لكن ابني قال «مافيش وقت، يا بابا للحاجات دي»، واقترح أن يصور كل منا نفسه صورة «سيلفي» ويرسلها له، لكي يقوم بمعالجتها ببرنامج «الفوتوشوب» ويحولها إلى صورة جماعية ويعيد إرسالها إلينا لننشرها على صفحاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي أغلقتُ باب غرفتي وأنا في قمة السعادة للقائي بهؤلاء الناس المهذبين الطيبين . ❝
❞ بعد خمس دقائق تقريباً، شعرت بملل فظيع. خرجت من غرفتي، فوجدت أن الراوتر وقع بالفعل، فأعدته إلى مكانه وضغطت على زر التشغيل. توجهت إل المطبخ وعملت كنكة هوة ضخمة، وانتقلت لأستمتع بشربها في الصالة التي شعرت بأنني لم أرها منذ سنوات طويلة.
وهي المكان الأليف والمألوف الذي بذلت مجهوداً خرافياً لأحوله إلى واحة من الفن والإبداع والهدوء والإضاءة المتحركة والموسيقى الصادحة دوما بأجمل المقطوعات الكلاسيكية. استمتعت بالفنجان الأول من القهوة. وقبل أن أصب الثاني، فوجئت بابني يخرج منزعجاً من غرفته . ❝
❞ كانت عيوننا دامعة، وكنا نحاول جاهدين إخفاء ملامحنا الحزينة والفرحة في آن واحد.
سألته: ˝أخبارك إيه يا حبيبي، خطبت ولا لسه، وشغال فين دلوقت و.. و...˝. لكنه قاطعني بحب وحنان واشتياق وقال: ˝ سيبك إنت من أخباري، يا بابا! حضرتك عامل إيه، وهل إنت أجازة النهاردة من الشغل ولا مزوغ كالعادة؟˝. قُلت له: ˝لأ، ده أنا طلعت معاش من سنتين، يابني. لكن إنت فين دلوقتي؟˝. قال لي: ˝ أنا أتخرجت وشغال في شركة كبيرة محترمة.. حضرتك وحشتني أوي أوي، يا بابا. بس والله شكلك ما أتغيرش كتير عن زمان هم بس شوية الشعر الأبيض وخلاص˝ . ❝