█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)
قوله تعالى : قالوا أئنك لأنت يوسف لما دخلوا عليه فقالوا : مسنا وأهلنا الضر فخضعوا له وتواضعوا رق لهم ، وعرفهم بنفسه ، فقال : هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه فتنبهوا فقالوا : أئنك لأنت يوسف قاله ابن إسحاق . وقيل : إن يوسف تبسم فشبهوه بيوسف واستفهموا قال ابن عباس لما قال لهم : هل علمتم ما فعلتم بيوسف الآية ، ثم تبسم يوسف - وكان إذا تبسم كأن ثناياه اللؤلؤ المنظوم - فشبهوه بيوسف ، فقالوا له على جهة الاستفهام : أئنك لأنت يوسف . وعن ابن عباس أيضا : أن إخوته لم يعرفوه حتى وضع التاج عنه ، وكان في قرنه علامة ، وكان ليعقوب مثلها شبه الشامة ، فلما قال لهم : هل علمتم ما فعلتم بيوسف رفع التاج عنه فعرفوه ، فقالوا : أئنك لأنت يوسف . وقال ابن عباس : كتب يعقوب إليه يطلب رد ابنه ، وفي الكتاب : من يعقوب صفي الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر - أما بعد - فإنا أهل بيت بلاء ومحن ، ابتلى الله جدي إبراهيم بنمروذ وناره ، ثم ابتلى أبي إسحاق بالذبح ، ثم ابتلاني بولد كان لي أحب أولادي إلي حتى كف بصري من البكاء ، وإني لم أسرق ولم ألد سارقا والسلام . فلما قرأ يوسف الكتاب ارتعدت مفاصله ، واقشعر جلده ، وأرخى عينيه بالبكاء ، وعيل صبره فباح بالسر . وقرأ ابن كثير " إنك " على الخبر ، ويجوز أن تكون هذه القراءة استفهاما كقوله : وتلك نعمة .
قال أنا يوسف أي أنا المظلوم والمراد قتله ، ولم يقل أنا هو تعظيما للقصة .
قد من الله علينا أي بالنجاة والملك .
إنه من يتق ويصبر أي يتق الله ويصبر على المصائب ، وعن المعاصي .
فإن الله لا يضيع أجر المحسنين أي الصابرين في بلائه ، القائمين بطاعته . وقرأ ابن كثير : " إنه من يتقي " بإثبات الياء ; والقراءة بها جائزة على أن تجعل " من " بمعنى الذي ، وتدخل يتقي في الصلة ، فتثبت الياء لا غير ، وترفع " ويصبر " . وقد يجوز أن تجزم " ويصبر " على أن تجعل " يتقي " في موضع جزم و " من " للشرط ، وتثبت الياء ، وتجعل علامة الجزم حذف الضمة التي كانت في الياء على الأصل ; كما قال :
ثم نادي إذا دخلت دمشقا يا يزيد بن خالد بن يزيد
وقال آخر :
ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد
وقراءة الجماعة ظاهرة ، والهاء في " إنه " كناية عن الحديث ، والجملة الخبر . ❝
❞ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)
قوله تعالى : ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين
قوله تعالى : ودخل معه السجن فتيان ˝ فتيان ˝ تثنية فتى ; وهو من ذوات الياء ، وقولهم : الفتو شاذ . قال وهب وغيره : حمل يوسف إلى السجن مقيدا على حمار ، وطيف به ˝ هذا جزاء من يعصي سيدته ˝ وهو يقول : هذا أيسر من مقطعات النيران ، وسرابيل القطران ، وشراب الحميم ، وأكل الزقوم . فلما انتهى يوسف إلى السجن وجد فيه قوما قد انقطع رجاؤهم ، واشتد بلاؤهم ; فجعل يقول لهم : اصبروا وأبشروا تؤجروا ; فقالوا له : يا فتى ! ما أحسن حديثك ! لقد بورك لنا في جوارك ، من أنت يا فتى ؟ قال : أنا يوسف ابن صفي الله يعقوب ، ابن ذبيح الله إسحاق ، ابن خليل الله إبراهيم . وقال ابن عباس : لما قالت المرأة لزوجها إن هذا العبد العبراني قد فضحني ، وأنا أريد أن تسجنه ، فسجنه في السجن ; فكان يعزي فيه الحزين ، ويعود فيه المريض ، ويداوي فيه الجريح ، ويصلي الليل كله ، ويبكي حتى تبكي معه جدر البيوت وسقفها والأبواب ، وطهر به السجن ، واستأنس به أهل السجن ; فكان إذا خرج الرجل من السجن رجع حتى يجلس في السجن مع يوسف ، وأحبه صاحب السجن فوسع عليه فيه ; ثم قال له : يا يوسف ! لقد أحببتك حبا لم أحب شيئا حبك ; فقال : أعوذ بالله من حبك ، قال : ولم ذلك ؟ فقال : أحبني أبي ففعل بي إخوتي ما فعلوه ، وأحبتني سيدتي فنزل بي ما ترى ، فكان في حبسه حتى غضب الملك على خبازه وصاحب شرابه ، وذلك أن الملك عمر فيهم فملوه ، فدسوا إلى خبازه وصاحب شرابه أن يسماه جميعا ، فأجاب الخباز وأبى صاحب الشراب ، فانطلق صاحب الشراب فأخبر الملك بذلك ، فأمر الملك بحبسهما ، فاستأنسا بيوسف ، فذلك قوله : ودخل معه السجن فتيان وقد قيل : إن الخباز وضع السم في الطعام ، فلما حضر الطعام قال الساقي : أيها الملك ! لا تأكل فإن الطعام مسموم . وقال الخباز : أيها الملك لا تشرب ! فإن الشراب مسموم ; فقال الملك للساقي : اشرب ! فشرب فلم يضره ، وقال للخباز : كل ; فأبى ، فجرب الطعام على حيوان فنفق مكانه ، فحبسهما سنة ، وبقيا في السجن تلك المدة مع يوسف . واسم الساقي منجا ، والآخر مجلث ; ذكره الثعلبي عن كعب . وقال النقاش : اسم أحدهما شرهم ، والآخر سرهم ; الأول ، بالشين المعجمة . والآخر بالسين المهملة . وقال الطبري : الذي رأى أنه يعصر خمرا هو نبو ، قال السهيلي : وذكر اسم الآخر ولم أقيده . وقال فتيان لأنهما كانا عبدين ، والعبد يسمى فتى ، صغيرا كان أو كبيرا ; ذكره الماوردي . وقال القشيري : ولعل الفتى كان اسما للعبد في عرفهم ; ولهذا قال : تراود فتاها عن نفسه . ويحتمل أن يكون الفتى اسما للخادم وإن لم يكن مملوكا . ويمكن أن يكون حبسهما مع حبس يوسف أو بعده أو قبله ، غير أنهما دخلا معه البيت الذي كان فيه .
قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا أي عنبا ; كان يوسف قال لأهل السجن : إني أعبر الأحلام ; فقال أحد الفتيين لصاحبه : تعال حتى نجرب هذا العبد العبراني ; فسألاه من غير أن يكونا رأيا شيئا ; قاله ابن مسعود . وحكى الطبري أنهما سألاه عن علمه فقال : إني أعبر الرؤيا ; فسألاه عن رؤياهما . قال ابن عباس ومجاهد : كانت رؤيا صدق رأياها وسألاه عنها ; ولذلك صدق تأويلها . وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا . وقيل : إنها كانت رؤيا كذب سألاه عنها تجريبا ; وهذا قول ابن مسعود والسدي . وقيل : إن المصلوب منهما كان كاذبا ، والآخر صادقا ; قاله أبو مجلز . وروى الترمذي عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : قال : من تحلم كاذبا كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين ولن يعقد بينهما . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح وعن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من كذب في حلمه كلف يوم القيامة عقد شعيرة . قال : حديث حسن . قال ابن عباس : لما رأيا رؤياهما أصبحا مكروبين ; فقال لهما يوسف : ما لي أراكما مكروبين ؟ قالا : يا سيدنا ! إنا رأينا ما كرهنا ; قال : فقصا علي ، فقصا عليه ; قالا : نبئنا بتأويل ما رأينا ; وهذا يدل على أنها كانت رؤيا منام إنا نراك من المحسنين فإحسانه ، أنه كان يعود المرضى ويداويهم ، ويعزي الحزانى ; قال الضحاك : كان إذا مرض الرجل من أهل السجن قام به ، وإذا ضاق وسع له ، وإذا احتاج جمع له ، وسأل له . وقيل : من المحسنين أي العالمين الذين أحسنوا العلم ، قاله الفراء . وقال ابن إسحاق : من المحسنين لنا إن فسرته ، كما يقول : افعل كذا وأنت محسن .
. قال : فما رأيتما ؟ قال الخباز : رأيت كأني اختبزت في ثلاثة تنانير ، وجعلته في ثلاث سلال ، فوضعته على رأسي فجاء الطير فأكل منه . وقال الآخر : رأيت كأني أخذت ثلاثة عناقيد من عنب أبيض ، فعصرتهن في ثلاث أوان ، ثم صفيته فسقيت الملك كعادتي فيما مضى ، فذلك قوله : إني أراني أعصر خمرا أي عنبا ، بلغة عمان ، قاله الضحاك . وقرأ ابن مسعود : ˝ إني أراني أعصر عنبا ˝ . وقال الأصمعي : أخبرني المعتمر بن سليمان أنه لقي أعرابيا ومعه عنب فقال له : ما معك ؟ قال : خمر . وقيل : معنى . أعصر خمرا أي عنب خمر ، فحذف المضاف . ويقال : خمرة وخمر وخمور ، مثل تمرة وتمر وتمور . ❝
❞ _ مساء الخير حضرت النقيب
= حضرت النقيب مين؟!
_ يسعد صباحك بكل خير، بصي والله لسه فاتح من ساعة ما بعت لحضرتك، ألا تقولي مطنشك ومش برد عليكي
= اوكي، أصلًا معرفش حضرتك؛ عشان أقولك مطنشني!
_ حبيت أوضحلك بس
= تمام
_ على فكرة، أنا اللي حبيت اكلمك امبارح؛ لإني كنت سهران، فلقيت حضرتك قدامي، قولت ارخم عليكي، بس شكلك نمتي قبل ما تردي
= ااه مشفتش المسدج
_ ولا يهمك يا سعت المستشار، كنت في فرح بنت خالتي امبارح عقبالك
= شكرًا، أقدر أفيدك بحاجة؟!
_ لا كفاية إني كلمتك، وأنك رديتي عليا، أجمل حاجة في الدنيا ومافيها، ربنا يوفقك يارب، أهم حاجة صلي وإن شاء الله تعبك مش هيروح على الفاضي
=شكرًا على زوقك وكلامك، لكن أنت تعرفني؟! أصلك بتنصحني وكأنك عارفني، مستغربة بالصراحة
_ لا لا والله، لكن ده طبع فيا بحب البنات الناجحة اللي بتكون شايفه حلمها ونفسها وتحققه
= وأنت شوفت إني ناجحة فين؟!
_ بيكون إحساس وباين من طريقة كلامك، وكمان قرأت كلامك اللي كاتبه على بروفايلك
= ممممم
_ حاسك مصدومة اوي
= الحقيقة ااه
_ اضحكي اضحكي، زمانك بتقولي اي الرخامة دي، الله يخربيتك طلعتلي منين
= عرفت منين؟!!
_ إحساس يا بنتي
= ماشي ياعم الإحساس
انتهى الحديث إلى هنا، وبدأت في مهام حياتي اليومية، إلا أن جاء يوم، وكان أول بداية قصتي.
_أهلًا بحضرتك، أنا الصحفي المستجد
= أهلًا بيك وبمكانك، نورت جريدتنا
_ تسلمي على استقبالك الجميل، بلغوني إني هدرب مع حضرتك، ممكن تفاصيل الشغل؟
= أولًا بلاش حضرتك دي، أنا اسمي رؤي
_ اوكي، وأنا يوسف
= اهلًا بيك تاني مرة
_ شكرًا، هنبدأ امتي؟!
= أنت جد اوي لي كده، احنا لسه بنتعرف، هتشتغل كتير لحد ما تزهق
= اي وشك قلب ألوان ليه كده، بهزر معاك، الشغل هنا لطيف وفريق العمل متحد ومتعاون هتحب الشغل معانا
_ إن شاء الله، خلتيني متحمس
= تعال معايا اشرحلك تفاصيل شغلك وخطة العمل بتاعتنا
وبالفعل قد أخبرته من الألف إلى الياء خطة وأهداف المجلة.
_ تصدقي
= اي
_ انتي المفروض تكوني مُدرسة
= ليه بقى؟!
_ أصلك ماشاء الله شاطورة اوي وشرحك مبسط وقمة في البساطة، بتعرفي توصلي معلوماتك بطريقة سلسة ومميزة
= قولتلهم كده، محدش صدقني إني المفروض أكون بين طلابي في المدارس، فنانة أنا عارفه
_ دمك خفيف اوي
= شكرًا شكرًا، المهم اي حاجة محتاجها أنا موجودة، أنا مدربتك في الجريدة فلا تقلق
_حقيقي أنا حبيت الشغل من طريقة شرحك
= ولسه لسه أنت في البداية
_ بس صحيح مش معايا رقمك
= ااه خده 010678...
_ اي ده؟!
= هو أنت بتاع حضرت النقيب؟!
_ ااه اي الصدفة دي حقيقي جميلة جدًا، المهم في حاجة بفكر أعملها وعايز أعرض فكرتها عليكي
= طيب معاك قول
_ لا ده الموضوع كبير كبير اوي يا بنتي
= ممممم
_ مممم اي؟! بقولك اي لو معندكيش مشكلة في كافي قريب من الجريدة، نطلع بدري ساعة أشرحلك الفكرة ونروح على المجلة سوا، ومتخافيش القهوة عليا
= بما أنك هتعزمني، فمضطره أوافق على العرض ده
_اتفقنا
وبعدما عرض عليه فكرته، فكانت من أجمل الأفكار، وبالفعل تم تنفذها على أرض الواقع، وعملنا عليها بجد سويًا، إلا أن حققت ربح للجريدة ما بين جميع الجرائد، وكانت أول نقطة لنجاح لنا.
_ تعرفي يا رؤي
= اي يا حضرت المستشار
_ أنتِ هتفضلي ماسكهالي ولا اي
= ماهو في حد يدخل لحد يقوله كده
_ هي جات كده بقى، المهم
= هو فيه أهم من كده؟!
_ أنتِ هتفضلي كده يا رؤي على طول بتحبي تهزري في كل حاجة
= خالص خالص معاك
_ أنا حقيقي مبسوط اوي يا رؤي بالنجاح ده، بس مش عشان النجاح نفسه، لا لأنك جزء من النجاح ده يا رؤي
= وقتها ماكنتش عارفه اقوله اي، بصيت في عيونه وصابني السكوت، بس شعرت بشعور وقتها مش عارفه أحدده، بس كل اللي أعرفه أنه شعور جميل اوي، وكأني أملك سعادة العالم بجواري.
ومنذ هذه الخروجة، ولم أعلم عنه شيئًا، ولم أراه في الجريدة قط، جن جنوني، فكل شئ كان جميل للغاية، وقد اختفى كل هذا في يوم وليلة فقط، قد قررت الذهاب إلي بيته، ولكني لم أعلم ماذا أفعل وكيف أذهب وحدي؟! فأخذت أصدقاء المجلة وذهبنا زيارة له، فهو لم يجيب على مكالمتي أو ربما هاتفه قد أغلقه، أخذنا عنوانه من cv الجريدة، وذهبنا موجهًا لبيته، قد بلغنا عامل النظافة أنه من تلك الليلة نقل إلى بيت آخر، رجعت وأنا مليئة باليأس، وكأني فقدت نفسي بعدما وجدها معه، مرت الأيام وكأني مقيدة بين أجنحة الحب الغريب هذا، فنعم إني أحبه كثيرًا، أخذت من الوقت الكثير عندما علمت بما في قلبي له، ولكنه تركني دون أن أخبره، كم أنا أحب وجوده، وكم أسعد برؤيته كل يوم، كنت أريد أن أخبره بأشياء عديدة، تقف عنده فقط، مر شهرين ومازال يكمن بين تفاصيل حياتي وأيامي، فكنت أذهب إلى الكافي، على أملًا أن أراه يومًا، وفي يوم من الأيام جئت إلى الكافي كالمعتاد، ولكن كان يختلف هذا اليوم؛ لأنه عيد مولودي، قررت الإحتفال بمفردي مثلما السنوات الماضية، كنت أظن أن هذا العام ربما يكون مختلف بعض الشئ، ولكني أخطأت هذه المرة، تناولت الكعكة وبينما أردت الذهاب، رأيت أمام طاولتي، طاولة أخري غاية في الجمآل، كان هناك شاب وسيم يزين الطاولة بكل حب، لم أراه جيدًا، فكان مستديل ظهره لي، وهناك كعكة تشبه ما أكلتها، فربما محبوبته عيد مولودها اليوم مثلي، نظرت بعين حزن وتمنيت لهم السعادة، وتلفت لإذهب، ولكن فجأة، اصدمتُ بصندوق ضخم للغاية ولكنه جميل، أخبرني مدير الكافي أنه لي، لم أصدق ولم أستوعب ماذا يحدث؟! اقتربت من الصندوق، كان هناك رسالة موجهه لي، ˝ أهلًا عزيزتي رؤي، اليوم عيد مولودك التي لطالما أنتظرته كثيرًا، لرؤيتك بشوق والإحتفال بقربك، تلك الهدية لا أعلم ثمنها لديك، ولكن أرجو أن تعجبك.˝
= كانت الكلمات مكتوبة بحب شديد، لدرجة أنها وصلت بي للبكاء.
= فتحت هذا الصندوق الضخم، فوجدت عزيزي يوسف، نعم أنه مستشاري يوسف!!
لا أصدق عيناي، حينها بكيت كثيرًا على جميع المرات التي أشتقت له فيها، وبعد ذلك غضبت منه، وبعدته عني، ولكنه نظره لي بحب وأخبرني
_ عارف أنك انتظرتني كتير، وأنك زعلانه مني وحقكك تزعلي، وأن في أسئلة كتيرة عايزه تسأليها، بس قبل كل ده
_ تتجوزيني
= لا، عشان أنت مستشار مش لطيف
_ بصيلي وعيناه فيها دموع، وضحك وقالي وحشني تفاصيل أيامك يقلب المستشار
_ حقكك على قلبي يا رؤي، هصلحك بشعر عمرو حسن، عارف أنه شاعرك المفضل، ˝حقكك على عيني يا نور عيني، يا رفيقة مشواري الدايمة، حقكك يا نجومي اللي بشوفها، يا مركبي اللي بحسك عايمة، بتسأفلك وانتي لوحدك اللي إنا في الدنيا أتاسفله، حصلت أيامي الفاضية مافيهاش غيرك، أنتي حبيبتي وأمي وبنتي وميراثي وتاجي ورأسي مالي˝
كفاية كده ولا اي
= بصيلته، بحب وغضب، وقلتله براحتك
_ أنا آسف يا رؤي، بس اضطرت أسافر، لأن والدتي تعبت ودخلت في غيبوبة فجأة، ماكنتش عارف اتصرف يا رؤي، والدكاترة قالولي حالتها صعبة وميأوس منها، الدنيا اسودت في عينا، وماكنتش عارف اكلم مين، لحد ما كلمت دكتور صحبي في باريس وشرحلته حالة والدتي، وسافرنا على أول طايرة نزلت على باريس، قضيت أصعب الأيام يا رؤي، ماكنتش بنام من قلقي وخوفي من خسارتها، أصلك متعرفيش يوسف والدته بنسباله اي!!
= اي كل ده؟! طيب ليه يا يوسف مقولتليش، كنت هبقى جنبك ونعدي كل حاجة سوا
= وماما عامله اي دلوقت
_ كويسه الحمد لله، وهتبقى أفضل لما تشوف خطيبت أبنها
ونزل على الأرض، واتقدملي وقالي أنا بحبك تقبلي أكونلك أب
=ماكنتش مصدقه من فرحتي، ونزلت بركبتي، قولتله موافقه يا مستشاري يوسف
وبعدما انتهينا سألني
_عجبتك المفاجأت دي كلها يا رؤي ؟!
= الحقيقة عجبتني اوي يا يوسف، وبالذات حركة الأفلام دي
_ بصيلي وضحك وقالي، متغيرتيش يا رؤي دمك خفيف وعفوايه وروحك جميلة، أنتِ لطيفة اوي يا أميرة قلبي.
= علمت في قصتي هذه، أن الصدف أفضل مائة مرة من التخطيط، وأن شعور الحب لا وصف له، فإن جميع ما يدعى الإبداع، لن ولم يكفي في وصفه، لكل منا شريك قد خلق له، ولكن في مكان ما، مثلما تلقيت بقصتي.
ماشي . ❝