❞ ما دعاني لأن أفرد كتابا خاصا لإدارة الحوار مع قرائي ما تعلمته بمجال الجودة من ضرورة التواصل (communication) وتقديم تفسيرات وتوصيات ( feedback) كاملة وكافية ووافية نحو أي استفسار مهما كان ..
وتعلمت أيضا أن احترم الاستفسارات مهما كانت بساطة أطروحاتها أو أصحابها وتأكدت أن عبارة \" آن للشافعي (في روايات أبوحنيفة) أن يمد رجله\" لا حقيقة لها ولا ينبغي أن تكون بين سائل ومسؤول ..
بالتأكيد أنا لست موسوعيا وبعض الأسئلة لا أخفيكم سرا أنها تضعني في كثير من الأحيان في حيرة وفي مأزق البحث عن إجابة منطقية وشافية ومقنعة بعيدا عن التابوهات المحفوظة ..
كثيرا ما وضعت نفسي مكان صاحب السؤال وأخذت أعس بين أوراق الماضي ودروب خباياه بحثا عما اقتنع به أولا ليتسنى لي أن أقدمه لقرائي عن طيب خاطر ..
ذات يوم قررت الالتحاق بمعهد اسلامي بنظام الدراسة عن بعد يزعم أن موطنه الأصلي أمريكا ..الصراحة لم يعنيني في الأمر سواء أكان صدقا أو كذبا إلا أن أستمر على عهد قطعته على نفسي في الانتظام بالدراسات الإسلامية إذ أحسست بأمان داخلي واطمئنان مع الدبلوم الأول الذي حصلت عليه من المعهد العالي للدراسات الإسلامية واستشعرت أن التزود بالدين يبعث في النفس راحة لا تضاهى فقررت أن أستمر رغم سفري للخارج ..سرعان ما ضقت ذرعا بنظام المعهد الذي يشترط الحضور اليومي على برنامج زووم (Zoom)لمدة تتجاوز الساعتين وهذا محال مع ظروف عملي فاقترحت عليهم أن تسجل المحاضرات وتترك مسألة الحضور لمن استطاع لذلك سبيلا وأوضحت أن بعض الدراسين يضطرون للكذب فيشعلون زر الزووم لمجرد إثبات الحضور وينصرفوا لأشغالهم في الحقيقة ..وإذا بمسؤول إحدى المواد وكأنني أشعلت زناد فكره المنغلق منذ ولادته فبدلا من أن يستمع ويناقش ويدرس الموضوع من جوانبه تجاهل كلامي بالكلية واستحدث نظاما جديدا وهو مناداة الطلبة أثناء بث المحاضرة وتسجيل المنتبهين معه فعليا ووضع لائحة غياب كنت على رأسها ...استغربت سلوكه وداخلتني الريبة وسألته عن مؤهلاته العلمية فكتب ردا علي : \"وهل يسأل الطالب عن مؤهلات استاذه ومعلمه؟\" فرددت عليه : بالطبع من حق الطالب أن يقف على مؤهلات الاستاذ وإن كانت متوافقة مع تخصصه ..فكتب في برود ترسمه الكلمات : وهل كان لدى البخاري أو الشافعي مؤهلات أكاديمية قبل تصديهم للحديث والفقه ؟!..ونالني الحجب والفصل من المعهد ..طبعا عرفت أن هذا الاستاذ والذي من المفترض أنه موكل له الاشراف ومناقشة رسائل ماجستير ودكتوراه \"أون لاين\" هو مقرىء بأحد المساجد لا أكثر ولا أقل ..
ما فائدة ما سردت ؟! أريد أن أوضح لك عزيزي القارىء التعريف المثالي والجلي لغياب مفهوم التواصل الفعال وانعدام ثقافة الحوار وتبادل الآراء داخل مجتمعاتنا ...
ولن أكون مبالغا أو لدي استشعار زائد بالذات أو حتى على بعض عتبات درج الغرور إن قلت أني بهذا الكتاب الذي أضعه بين أيديكم به اكون أول كاتب مصري وعربي يتخذ هذه الخطوة ويفرد هذه المساحة الكبيرة لقرائه بحثا عن قواسم مشتركة وفهم متبادل من أجل واقع أفضل وغد مشرق عمادهما تاريخ حقيقي أو قاب قوسين أو أدنى منه .... ❝ ⏤محمد فتحي عبدالعال
❞ ما دعاني لأن أفرد كتابا خاصا لإدارة الحوار مع قرائي ما تعلمته بمجال الجودة من ضرورة التواصل (communication) وتقديم تفسيرات وتوصيات ( feedback) كاملة وكافية ووافية نحو أي استفسار مهما كان .
وتعلمت أيضا أن احترم الاستفسارات مهما كانت بساطة أطروحاتها أو أصحابها وتأكدت أن عبارة ˝ آن للشافعي (في روايات أبوحنيفة) أن يمد رجله˝ لا حقيقة لها ولا ينبغي أن تكون بين سائل ومسؤول .
بالتأكيد أنا لست موسوعيا وبعض الأسئلة لا أخفيكم سرا أنها تضعني في كثير من الأحيان في حيرة وفي مأزق البحث عن إجابة منطقية وشافية ومقنعة بعيدا عن التابوهات المحفوظة .
كثيرا ما وضعت نفسي مكان صاحب السؤال وأخذت أعس بين أوراق الماضي ودروب خباياه بحثا عما اقتنع به أولا ليتسنى لي أن أقدمه لقرائي عن طيب خاطر .
ذات يوم قررت الالتحاق بمعهد اسلامي بنظام الدراسة عن بعد يزعم أن موطنه الأصلي أمريكا .الصراحة لم يعنيني في الأمر سواء أكان صدقا أو كذبا إلا أن أستمر على عهد قطعته على نفسي في الانتظام بالدراسات الإسلامية إذ أحسست بأمان داخلي واطمئنان مع الدبلوم الأول الذي حصلت عليه من المعهد العالي للدراسات الإسلامية واستشعرت أن التزود بالدين يبعث في النفس راحة لا تضاهى فقررت أن أستمر رغم سفري للخارج .سرعان ما ضقت ذرعا بنظام المعهد الذي يشترط الحضور اليومي على برنامج زووم (Zoom)لمدة تتجاوز الساعتين وهذا محال مع ظروف عملي فاقترحت عليهم أن تسجل المحاضرات وتترك مسألة الحضور لمن استطاع لذلك سبيلا وأوضحت أن بعض الدراسين يضطرون للكذب فيشعلون زر الزووم لمجرد إثبات الحضور وينصرفوا لأشغالهم في الحقيقة .وإذا بمسؤول إحدى المواد وكأنني أشعلت زناد فكره المنغلق منذ ولادته فبدلا من أن يستمع ويناقش ويدرس الموضوع من جوانبه تجاهل كلامي بالكلية واستحدث نظاما جديدا وهو مناداة الطلبة أثناء بث المحاضرة وتسجيل المنتبهين معه فعليا ووضع لائحة غياب كنت على رأسها ..استغربت سلوكه وداخلتني الريبة وسألته عن مؤهلاته العلمية فكتب ردا علي : ˝وهل يسأل الطالب عن مؤهلات استاذه ومعلمه؟˝ فرددت عليه : بالطبع من حق الطالب أن يقف على مؤهلات الاستاذ وإن كانت متوافقة مع تخصصه .فكتب في برود ترسمه الكلمات : وهل كان لدى البخاري أو الشافعي مؤهلات أكاديمية قبل تصديهم للحديث والفقه ؟!.ونالني الحجب والفصل من المعهد .طبعا عرفت أن هذا الاستاذ والذي من المفترض أنه موكل له الاشراف ومناقشة رسائل ماجستير ودكتوراه ˝أون لاين˝ هو مقرىء بأحد المساجد لا أكثر ولا أقل .
ما فائدة ما سردت ؟! أريد أن أوضح لك عزيزي القارىء التعريف المثالي والجلي لغياب مفهوم التواصل الفعال وانعدام ثقافة الحوار وتبادل الآراء داخل مجتمعاتنا ..
ولن أكون مبالغا أو لدي استشعار زائد بالذات أو حتى على بعض عتبات درج الغرور إن قلت أني بهذا الكتاب الذي أضعه بين أيديكم به اكون أول كاتب مصري وعربي يتخذ هذه الخطوة ويفرد هذه المساحة الكبيرة لقرائه بحثا عن قواسم مشتركة وفهم متبادل من أجل واقع أفضل وغد مشرق عمادهما تاريخ حقيقي أو قاب قوسين أو أدنى منه. ❝
❞ وكانت معظم الوقت تشير إلى نانيس وتخبر والدتها بأمرها، إلا أن أنجي كانت لا تعير للأمر أهمية، أو أنها تحاول الظهور بأنها لا تهتم حتى لا تخاف أو تخيف ابنتها، وأنها لم تنسى أبدًا ما قاله ذلك الكاهن في ذلك اليوم، ودائما ما كانت تتهرب من ابنتها عندما تخبرها بشيء عن نانيس
وعندما بدأ يزداد الأمر على آنجى ويزيد من قلقها، غضبت على ابنتها
وقالت وهي تصرخ في وجه ابنتها توقفى عن مشاهدة البرامج التلفزيونية، إذا تحدثتي مثلهم مرة أخرى . سأعاقبك وسأحرمك من مشاهدتها
: قالت أريانا
. لماذا لا تصدقيني يا أمي ؟! أنا لدي صديقة جميلة ها هي هناك
! انظري
أغمضت الأم عينيها وقلبها يرتجف وهى تشعر بوجودها حقا، وقالت : وهي تصرخ في وجه ابنتها مجددا
هذه ليست حقيقية أنت صنعتيها؛ لأن ليس لديك أصدقاء، غدا سأشترك
لك في أكاديمية الأطفال حتى تتسامرين وتلعبين مع أطفال مثلك وفي
. نفس عمرك
فبكت أريانا وقالت
لماذا لا تصدقيني ؟
. أنا أقول لك الحقيقة، أنا لا أكذب يا أمي
والتفتت نحو نانيس وهى تبكي
لماذا لا تخبريها ؟ بكل شيء ؟ ألست صديقتى ؟! لماذا لا أحد يراكي
إغيري ؟
فصمتت نانيس ، ولم تجب
فغضبت أريانا وصرخت في نانيس
ا هيا
ارحلي من هنا : لا أريدك أنت لست صديقتي، أنا أكرهك
فخرجت نانيس ولأول مرة منذ عقود تبكي وتأثرت كما يتأثر البشر
وقالت في نفسها
! سأرحل يا أريانا
. لكن سأعود، عندما أستطيع أن أشرح لك الأمر يا صديقتي. ❝ ⏤ندا محمود عبد اللطيف
❞ وكانت معظم الوقت تشير إلى نانيس وتخبر والدتها بأمرها، إلا أن أنجي كانت لا تعير للأمر أهمية، أو أنها تحاول الظهور بأنها لا تهتم حتى لا تخاف أو تخيف ابنتها، وأنها لم تنسى أبدًا ما قاله ذلك الكاهن في ذلك اليوم، ودائما ما كانت تتهرب من ابنتها عندما تخبرها بشيء عن نانيس
وعندما بدأ يزداد الأمر على آنجى ويزيد من قلقها، غضبت على ابنتها
وقالت وهي تصرخ في وجه ابنتها توقفى عن مشاهدة البرامج التلفزيونية، إذا تحدثتي مثلهم مرة أخرى . سأعاقبك وسأحرمك من مشاهدتها
: قالت أريانا
. لماذا لا تصدقيني يا أمي ؟! أنا لدي صديقة جميلة ها هي هناك
! انظري
أغمضت الأم عينيها وقلبها يرتجف وهى تشعر بوجودها حقا، وقالت : وهي تصرخ في وجه ابنتها مجددا
هذه ليست حقيقية أنت صنعتيها؛ لأن ليس لديك أصدقاء، غدا سأشترك
لك في أكاديمية الأطفال حتى تتسامرين وتلعبين مع أطفال مثلك وفي
. نفس عمرك
فبكت أريانا وقالت
لماذا لا تصدقيني ؟
. أنا أقول لك الحقيقة، أنا لا أكذب يا أمي
والتفتت نحو نانيس وهى تبكي
لماذا لا تخبريها ؟ بكل شيء ؟ ألست صديقتى ؟! لماذا لا أحد يراكي
إغيري ؟
فصمتت نانيس ، ولم تجب
فغضبت أريانا وصرخت في نانيس
ا هيا
ارحلي من هنا : لا أريدك أنت لست صديقتي، أنا أكرهك
فخرجت نانيس ولأول مرة منذ عقود تبكي وتأثرت كما يتأثر البشر
وقالت في نفسها
! سأرحل يا أريانا
. لكن سأعود، عندما أستطيع أن أشرح لك الأمر يا صديقتي. ❝
❞ مسكينة \"رينا\" لم تسلم أبدًا مِنْ أمي، لطالما عنفتها ونقدتها أمام الجميع؛ لم تكن \"رينا\" مِمَّنْ يردون الإساءة بالإساءة، ولطالما كانتْ صامتة وحزينة، ولها تلك النظرة الزجاجية، وكأنَّها ستبكي في أيّ وقتٍ, رُبَّمَا الوحيدة التي سلمتْ مِنْ أمي هي: \"نيورا\" أختنا الكبرى، والأقرب إلى \"رينا\"، ربما تخلِّي \"نيورا\" عن \"رينا\" هو ما قتلها حَقًّا،\"نيورا\" إنَّها حَقًّا ابنة أمها؛ كانت الفتاة الذهبية للعائلة، ربما في الشبه كانت الأقرب إِلَىَّ؛ ولَكِنَّها في الشخصية هي الأقربُ إلى أمي . \"رينا\" لا أعلمُ لِمَ لا أتوقفُ عن التفكير بِكِ في الفترة الأخيرةِ ؟!
هَلْ هِيَ الآنتخاباتُ، أَمِ التخرجُ، أَمِ المعلمُ \"أيروان\"، أو رُبَّمَا تلك الأقاويلُ عن تضحية العائلة بـ\"رينا\"؛ في سبيلِ فوزِ عَمِّي؛ نَعَمْ؛ فقد تزامن تخرج \"رينا\"، وظهور الطاقة السوداء لديها مع انتخابات عَمِّي؛ فمُنْذُ عشرةِ أعوامٍ كانتِ الأسرةُ في أَوَّجِ عصرِها، وكذلك تجارةُ أَبِي؛ كُنَّا نتمتعُ بمساندةِ القصرِ أيضًا، القصر الذي ابتعد عَنَّا مُنْذُ سنواتٍ طويلةٍ؛ بَعْدَ حادثةِ موت \"رينا\"!! والشيءُ الغريبُ إنَّهُ لم يبتعد؛ عندما تخرجتُ إلى الجانبِ المظلمِ, شيءٌ غريبٌ حَقًّا؛ فوقتًها كان القصرُ داعمًا للنورِ في العَلَنِ والخَفَاءِ, وأصحابُ الجانبِ المظلمِ عاشوا على أطرافِ المملكةِ في القرى البعيدة؛ مُطَارَدُون مِنْ قِبَلِ الحرسِ المَلَكِيّ؛ أو رُبَّمَا لأنَّ وَلِي العَهْدِ كان مع \"رينا\" في الأكاديميةِ وقتها؛ حَقًّا لا أعرفُ الكثيرَ مِن الأسئلةِ والقليلَ مِن الأشخاصِ الصادقينَ ؟!!
انتقيت مكان أسفل نافذة المطبخ وسط الحديقة؛ وجلستُ؛ وإِذْ بي أسمعُ صوت صراخ أمي من داخل المنزل ؛ضممت ساقي إلى صدري، وكأنني أحمي نفسي من صوتها ،أمي إنَّها حقًا ليست بذلك السوء؛ رُبَّمَا أنا أتحاملُ عليها كثيرًا؛ ففي النهايةِ هي أُمٌّ فقدت ابنتها؛ دَعَكَ مَنْ كان سببًا في فقدِها؛ ولكنها ضاعتْ إلى الأبدِ ...أُمِّي الحبيبة؛ كانت أمي ذات وجه مثلث حاد الملامح، سوداء الشعر والعينين، ربما أقربُ إلى \"رينا\" باستثناء أنَّ أمي ذات شعر دهني ناعم, لم تكن من عائلة ملكية مثل أبي؛ ولَكِنَّ جِدَّها كان تاجرًا غنيًا جدًّا؛ وهو الذي دفع بابنه إلى المعتركِ السِّيَاسِيّ؛ وهكذا أصبحتْ أمي مِنْ سيدات المجتمع؛ وتَمَكَّنَ جَدِّي مِنْ إدخالِها الأكاديمية؛ نَاهِيكَ أنَّها عند التخرجِ لَمْ تَشِعّْ بأيّ لونٍ على الإطلاقِ؛ كانتْ مِمَّنْ يُطْلَق عليهم (الخاليين)، أيّ تخلُو مِنْ أيّ طاقةٍ !!. ❝ ⏤مها آدم
❞ مسكينة ˝رينا˝ لم تسلم أبدًا مِنْ أمي، لطالما عنفتها ونقدتها أمام الجميع؛ لم تكن ˝رينا˝ مِمَّنْ يردون الإساءة بالإساءة، ولطالما كانتْ صامتة وحزينة، ولها تلك النظرة الزجاجية، وكأنَّها ستبكي في أيّ وقتٍ, رُبَّمَا الوحيدة التي سلمتْ مِنْ أمي هي: ˝نيورا˝ أختنا الكبرى، والأقرب إلى ˝رينا˝، ربما تخلِّي ˝نيورا˝ عن ˝رينا˝ هو ما قتلها حَقًّا،˝نيورا˝ إنَّها حَقًّا ابنة أمها؛ كانت الفتاة الذهبية للعائلة، ربما في الشبه كانت الأقرب إِلَىَّ؛ ولَكِنَّها في الشخصية هي الأقربُ إلى أمي . ˝رينا˝ لا أعلمُ لِمَ لا أتوقفُ عن التفكير بِكِ في الفترة الأخيرةِ ؟!
هَلْ هِيَ الآنتخاباتُ، أَمِ التخرجُ، أَمِ المعلمُ ˝أيروان˝، أو رُبَّمَا تلك الأقاويلُ عن تضحية العائلة بـ˝رينا˝؛ في سبيلِ فوزِ عَمِّي؛ نَعَمْ؛ فقد تزامن تخرج ˝رينا˝، وظهور الطاقة السوداء لديها مع انتخابات عَمِّي؛ فمُنْذُ عشرةِ أعوامٍ كانتِ الأسرةُ في أَوَّجِ عصرِها، وكذلك تجارةُ أَبِي؛ كُنَّا نتمتعُ بمساندةِ القصرِ أيضًا، القصر الذي ابتعد عَنَّا مُنْذُ سنواتٍ طويلةٍ؛ بَعْدَ حادثةِ موت ˝رينا˝!! والشيءُ الغريبُ إنَّهُ لم يبتعد؛ عندما تخرجتُ إلى الجانبِ المظلمِ, شيءٌ غريبٌ حَقًّا؛ فوقتًها كان القصرُ داعمًا للنورِ في العَلَنِ والخَفَاءِ, وأصحابُ الجانبِ المظلمِ عاشوا على أطرافِ المملكةِ في القرى البعيدة؛ مُطَارَدُون مِنْ قِبَلِ الحرسِ المَلَكِيّ؛ أو رُبَّمَا لأنَّ وَلِي العَهْدِ كان مع ˝رينا˝ في الأكاديميةِ وقتها؛ حَقًّا لا أعرفُ الكثيرَ مِن الأسئلةِ والقليلَ مِن الأشخاصِ الصادقينَ ؟!!
انتقيت مكان أسفل نافذة المطبخ وسط الحديقة؛ وجلستُ؛ وإِذْ بي أسمعُ صوت صراخ أمي من داخل المنزل ؛ضممت ساقي إلى صدري، وكأنني أحمي نفسي من صوتها ،أمي إنَّها حقًا ليست بذلك السوء؛ رُبَّمَا أنا أتحاملُ عليها كثيرًا؛ ففي النهايةِ هي أُمٌّ فقدت ابنتها؛ دَعَكَ مَنْ كان سببًا في فقدِها؛ ولكنها ضاعتْ إلى الأبدِ ..أُمِّي الحبيبة؛ كانت أمي ذات وجه مثلث حاد الملامح، سوداء الشعر والعينين، ربما أقربُ إلى ˝رينا˝ باستثناء أنَّ أمي ذات شعر دهني ناعم, لم تكن من عائلة ملكية مثل أبي؛ ولَكِنَّ جِدَّها كان تاجرًا غنيًا جدًّا؛ وهو الذي دفع بابنه إلى المعتركِ السِّيَاسِيّ؛ وهكذا أصبحتْ أمي مِنْ سيدات المجتمع؛ وتَمَكَّنَ جَدِّي مِنْ إدخالِها الأكاديمية؛ نَاهِيكَ أنَّها عند التخرجِ لَمْ تَشِعّْ بأيّ لونٍ على الإطلاقِ؛ كانتْ مِمَّنْ يُطْلَق عليهم (الخاليين)، أيّ تخلُو مِنْ أيّ طاقةٍ !!. ❝