█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ كان عمر بن عبد العزيز يخطب ، فيقول : أيها الناس ! من ألَمَّ بذنب فليستغفر الله ، عز وجل ، وليتُب فإن عاد فليستغفر ، وليتُب . فإن عاد فليستغفر ، وليتب . فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال ، وأن الهلاك ، كل الهلاك ، الإصرار عليها . ❝
❞ حدثنا عبد الرحمن ، عن مالك ، قال : قال عمر بن عبد العزيز لما خرج من المدينة : يا مزاحم ! نخشى أن نكون ممن نفت المدينة ، قال الشيخ أبو الفرج المصنف : إنما أشار إلى قول النبي في صفة المدينة : « تنفي خبثها » . ❝
❞ وفي هذا الشهر ، بعينه وهو صفر من السنة الرابعة ، كانت وقعة بئر مَعُونة ، وملخصها أن أبا براء عامر بن مالك المدعو ملاعب الأسِنَّة ، قَدِمَ على رسول الله ﷺ المدينة ، فدعاه إلى الإسلام ، فلم يسلم ولم يبعد فقال يا رسول الله ، لو بعثت أصحابك إلى أهلِ نَجْدٍ يدعونهم إلى دينك ، لرجوتُ أن يُجيبُوهم ، فقال ﷺ ( إِني أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْدِ ) ، فقال أبو براء : أنا جارٌ لهم فبعث معه أربعين رجلاً في قول ابن إسحاق ، وفي الصحيح أنهم كانُوا سبعين ، والذي في الصحيح هو الصحيح ، وأمَّرَ عليهم المنذر بن عمرو - أحد بني ساعدة الملقب بالمُعْنِقِ ليموت - وكانوا من خيار المسلمين ، وفضلائهم ، وساداتهم ، وقرائهم ، فساروا حتى نزلوا بئر مَعُونة ، وهي بين أرض بني عامر ، وحرة بني سليم ، فنزلوا هناك ، ثم بعثوا حرام بن ملحان أخا أم سليم بكتاب رسول الله ﷺ إلى عدو الله عامر بن الطفيل ، فلم ينظر فيه ، وأمر رجلاً ، فطعنه بالحربة من خلفه ، فلما أنفذها فيه ، ورأى الدَّمَ ، قال: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ ، ثم استَنفَرَ عدو الله لفوره بني عامر إلى قتال الباقين ، فلم يُجيبُوه لأجل جوار أبي براء ، فاستنفر بني سليم ، فأجابته عُصَيَّةُ وَرِعْلٌ وذَكْوَانُ ، فجاؤوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله ، فقاتلوا حتى قُتِلُوا عن آخرهم إلَّا كعب بن زيد بن النجار ، فإنه ارتُثُ بين القتلى ، فعاش حتَّى قُتِلَ يومَ الخندق ، وكان عمرو بن أمية الضمري ، والمنذر بن عقبة بن عامر في سَرْح المسلمين ، فرأيا الطير تحومُ على موضع الوقعة ، فنزل المنذر بن محمد ، فقاتل المشركين حتى قُتِلَ مَعَ أصحابه ، وأُسِرَ عَمرُو بن أمية الضمْرِي ، فلما أخبر أنه من مضر جَزَّ عامِرٌ ناصيته ، وأعتقه عن رقبة كانت على أمه ، ورجع عمرو بن أمية ، فلما كان بالقَرْقَرَةِ مِن صدر قناة نزل في ظل شجرة ، وجاء رجلان من بني كلاب فنزلا معه فلما ناما فتك بهما عمرو ، وهو يرى أنه قد أصاب ثأراً من أصحابه ، وإذا معهما عهد مِنْ رسول الله ﷺ لم يشعُر به ، فلما قَدِمَ أخبر رسول الله ﷺ بما فعل ، فقال ﷺ ( لَقَدْ قَتَلْتَ قَتِيلَينِ لا دِيَّنَهُمَا ) ، وقنت رسول الله ﷺ شَهْرَا يَدْعُو عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا القُرَّاء أَصْحَابَ بِثْرِ مَعُونَةَ بَعْدَ الرُّكُوعِ ، ثم تَرَكَهُ لَمَّا جَاؤُوا تَائِبِينَ مُسْلِمِينَ . ❝