❞ كنت أنصت لسويلم في ذهول، كيف ذلك ومع من تكلمت؟! هل حلم ما رأيت؟! لكن كيف؟ إنه تحدث معي أنا أتذكر جيدا طعم الشاي، كيف ذلك؟ هل أنا أجن؟ وتركت سويلم ودخلت البيت في سلام ولم يظهر أي شيء جديد، وغيرت ملابسي ورأيت السلسال كان شكلها غريب، كنت أول مرة أدقق فيها وأرى شكلها الغريب، عبارة عن طبقتين وثعبانين يلتفان على بعضهما البعض، وقلبتها بالاتجاه الآخر كان مكتوب عليها كلام ليس مفهوما، لم أهتم وارتديتها وخرجت واتجهت إلى القسم، وأمسكت ملف قضية البنت المفقودة، كنت أنظر إلى الملف جيدا وفجأة وقع على الأرض صورة من الملف فانحنيت لكي ألتقت الصورة، وإذا هي صورة البنت التي رأيتها بجانب الترعة ذات الرأس المقطوع من الفزع والخوف ألقيت الملف بعيدا عن يدي على الأرض بعيدا، أيعقل؟! كيف حدث ذلك؟ هل هي ماتت بالفعل؟ كيف لم ألاحظ وأحفظ شكلها؟ يالا غبائي! لم أركز في شكل الضحية، إذن شيماء تم قتلها بطريقة بشعة أم ما رأيته هو وهمي، أنا ماذا يحدث معي؟ وتذكرت كلام سويلم عندما قال لي: أنصت للأرواح إنها ضائعة تحتاج من يرشدها، هل أنا أرى الأرواح مثلما قالت غفران؟ يجب أن أراها؛ هي في يدها حل اللغز الآن.
#السلسال_الملعون
-----------------------------
\"آشماداي & السلسال الملعون\"
للكاتبة أسماء يماني
لاقتناء نسختك راسل اسكرايب عبر رسائل الصفحة الرسمية
أو عبر واتساب: wa.me/201140714600
وتجد إصدارات اسكرايب في فروع مكتبات أخبار اليوم
اعرف عنها من: shorturl.at/ghjzS
#معرض_تونس_الدولي_للكتاب2023
#معرض_سوسة_للكتاب2023
#اسكرايب #اقرأ #جدد_مكتبتك 📚. ❝ ⏤أسماء يماني
❞ كنت أنصت لسويلم في ذهول، كيف ذلك ومع من تكلمت؟! هل حلم ما رأيت؟! لكن كيف؟ إنه تحدث معي أنا أتذكر جيدا طعم الشاي، كيف ذلك؟ هل أنا أجن؟ وتركت سويلم ودخلت البيت في سلام ولم يظهر أي شيء جديد، وغيرت ملابسي ورأيت السلسال كان شكلها غريب، كنت أول مرة أدقق فيها وأرى شكلها الغريب، عبارة عن طبقتين وثعبانين يلتفان على بعضهما البعض، وقلبتها بالاتجاه الآخر كان مكتوب عليها كلام ليس مفهوما، لم أهتم وارتديتها وخرجت واتجهت إلى القسم، وأمسكت ملف قضية البنت المفقودة، كنت أنظر إلى الملف جيدا وفجأة وقع على الأرض صورة من الملف فانحنيت لكي ألتقت الصورة، وإذا هي صورة البنت التي رأيتها بجانب الترعة ذات الرأس المقطوع من الفزع والخوف ألقيت الملف بعيدا عن يدي على الأرض بعيدا، أيعقل؟! كيف حدث ذلك؟ هل هي ماتت بالفعل؟ كيف لم ألاحظ وأحفظ شكلها؟ يالا غبائي! لم أركز في شكل الضحية، إذن شيماء تم قتلها بطريقة بشعة أم ما رأيته هو وهمي، أنا ماذا يحدث معي؟ وتذكرت كلام سويلم عندما قال لي: أنصت للأرواح إنها ضائعة تحتاج من يرشدها، هل أنا أرى الأرواح مثلما قالت غفران؟ يجب أن أراها؛ هي في يدها حل اللغز الآن.
#السلسال_الملعون
-
˝آشماداي & السلسال الملعون˝
للكاتبة أسماء يماني
لاقتناء نسختك راسل اسكرايب عبر رسائل الصفحة الرسمية
أو عبر واتساب: wa.me/201140714600
وتجد إصدارات اسكرايب في فروع مكتبات أخبار اليوم
اعرف عنها من: shorturl.at/ghjzS
❞ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)
ولقد همت به وهم بها الآية ، قال أبو عبيدة : هذا على التقديم والتأخير ; كأنه أراد ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها . وقال أحمد بن يحيى : أي همت زليخاء بالمعصية وكانت مصرة ، وهم يوسف ولم يواقع ما هم به ; فبين الهمتين فرق ، ذكر هذين القولين الهروي في كتابه . قال جميل :
هممت بهم من بثينة لو بدا شفيت غليلات الهوى من فؤاديا
آخر :
هممت ولم أفعل وكدت وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله
فهذا كله حديث نفس من غير عزم . وقيل : هم بها تمنى زوجيتها . وقيل : هم بها أي بضربها ودفعها عن نفسه ، والبرهان كفه عن الضرب ; إذ لو ضربها لأوهم أنه قصدها بالحرام فامتنعت فضربها . وقيل : إن هم يوسف كان معصية ، وأنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته ، وإلى هذا القول ذهب معظم المفسرين وعامتهم ، فيما ذكر القشيري أبو نصر ، وابن الأنباري والنحاس والماوردي وغيرهم . قال ابن عباس : حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن ، وعنه : استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه . وقال سعيد بن جبير : أطلق تكة سراويله . وقال مجاهد : حل السراويل حتى بلغ الأليتين ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته . قال ابن عباس : ولما قال : ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب قال له جبريل : ولا حين هممت بها يا يوسف ؟ ! فقال عند ذلك : وما أبرئ نفسي . قالوا : والانكفاف في مثل هذه الحالة دال على الإخلاص ، وأعظم للثواب .
قلت : وهذا كان سبب ثناء الله تعالى على ذي الكفل حسب ما يأتي بيانه في [ ص ] إن شاء الله تعالى . وجواب لولا على هذا محذوف ; أي لولا أن رأى برهان ربه لأمضى ما هم به ; ومثله كلا لو تعلمون علم اليقين وجوابه لم تتنافسوا ; قال ابن عطية : روي هذا القول عن ابن عباس وجماعة من السلف ، وقالوا : الحكمة في ذلك أن يكون مثلا للمذنبين ليروا أن توبتهم ترجع إلى عفو الله تعالى كما رجعت ممن هو خير منهم ولم يوبقه القرب من الذنب ، وهذا كله على أن هم يوسف بلغ فيما روت هذه الفرقة إلى أن جلس بين رجلي زليخاء وأخذ في حل ثيابه وتكته ونحو ذلك ، وهي قد استلقت له ; حكاه الطبري . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها ، وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه ، وأشد تعظيما للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم . وقال الحسن : إن الله - عز وجل - لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها ; ولكنه ذكرها لكيلا تيأسوا من التوبة . قال الغزنوي : مع أن لزلة الأنبياء حكما : زيادة الوجل ، وشدة الحياء بالخجل ، والتخلي عن عجب العمل ، والتلذذ بنعمة العفو بعد الأمل ، وكونهم أئمة رجاء أهل الزلل . قال القشيري أبو نصر : وقال قوم جرى من يوسف هم ، وكان ذلك الهم حركة طبع من غير تصميم للعقد على الفعل ; وما كان من هذا القبيل لا يؤخذ به العبد ، وقد يخطر بقلب المرء وهو صائم شرب الماء البارد ; وتناول الطعام اللذيذ ; فإذا لم يأكل ولم يشرب ، ولم يصمم عزمه على الأكل والشرب لا يؤاخذ بما هجس في النفس ; والبرهان صرفه عن هذا الهم حتى لم يصر عزما مصمما .
قلت : هذا قول حسن ; وممن قال به الحسن . قال ابن عطية : الذي أقول به في هذه الآية إن كون يوسف نبيا في وقت هذه النازلة لم يصح ، ولا تظاهرت به رواية ; وإذا كان كذلك فهو مؤمن قد أوتي حكما وعلما ، ويجوز عليه الهم الذي هو إرادة الشيء دون مواقعته وأن يستصحب الخاطر الرديء على ما في ذلك من الخطيئة ; وإن فرضناه نبيا في ذلك الوقت فلا يجوز عليه عندي إلا الهم الذي هو خاطر ، ولا يصح عليه شيء مما ذكر من حل تكته ونحوه ; لأن العصمة مع النبوة . وما روي من أنه قيل له : تكون في ديوان الأنبياء وتفعل فعل السفهاء . فإنما معناه العدة بالنبوة فيما بعد .
قلت : ما ذكره من هذا التفصيل صحيح ; لكن قوله تعالى : وأوحينا إليه يدل على أنه كان نبيا على ما ذكرناه ، وهو قول جماعة من العلماء ; وإذا كان نبيا فلم يبق إلا أن يكون الهم الذي هم به ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر ; وهو الذي رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق ، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه ; ويكون قوله : وما أبرئ نفسي - إن كان من قول يوسف - أي من هذا الهم ، أو يكون ذلك منه على طريق التواضع والاعتراف ، لمخالفة النفس لما زكي به قبل وبرئ ; وقد أخبر الله تعالى عن حال يوسف من حين بلوغه فقال : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما على ما تقدم بيانه ; وخبر الله تعالى صدق ، ووصفه صحيح ، وكلامه حق ; فقد عمل يوسف بما علمه الله من تحريم الزنا ومقدماته ; وخيانة السيد والجار والأجنبي في أهله ; فما تعرض لامرأة العزيز ، ولا أجاب إلى المراودة ، بل أدبر عنها وفر منها ; حكمة خص بها ، وعملا بمقتضى ما علمه الله . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي . وقال - عليه السلام - مخبرا عن ربه : إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة . فإن كان ما يهم به العبد من السيئة يكتب له بتركها حسنة فلا ذنب ; وفي الصحيح : إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به وقد تقدم . قال ابن العربي : كان بمدينة السلام إمام من أئمة الصوفية - وأي إمام - يعرف بابن عطاء ! تكلم يوما على يوسف وأخباره حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه ; فقام رجل من آخر مجلسه وهو مشحون بالخليقة من كل طائفة فقال : يا شيخ ! يا سيدنا ! فإذا يوسف هم وما تم ؟ قال : نعم ! لأن العناية من ثم . فانظر إلى حلاوة العالم والمتعلم ، وانظر إلى فطنة العامي في سؤاله ، وجواب العالم في اختصاره واستيفائه ; ولذلك قال علماء الصوفية : إن فائدة قوله : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما إنما أعطاه ذلك إبان غلبة الشهوة لتكون له سببا للعصمة .
قلت : وإذا تقررت عصمته وبراءته بثناء الله تعالى عليه فلا يصح ما قال مصعب بن عثمان : إن سليمان بن يسار كان من أحسن الناس وجها ، فاشتاقته امرأة فسامته نفسها فامتنع عليها وذكرها ، فقالت : إن لم تفعل لأشهرنك ; فخرج وتركها ، فرأى في منامه يوسف الصديق - عليه السلام - جالسا فقال : أنت يوسف ؟ فقال : أنا يوسف الذي هممت ، وأنت سليمان الذي لم تهم ؟ ! فإن هذا يقتضي أن تكون درجة الولاية أرفع من درجة النبوة وهو محال ; ولو قدرنا يوسف غير نبي فدرجته الولاية ، فيكون محفوظا كهو ; ولو غلقت على سليمان الأبواب ، وروجع في المقال والخطاب ، والكلام والجواب مع طول الصحبة لخيف عليه الفتنة ، وعظيم المحنة ، والله أعلم .
قوله تعالى : لولا أن رأى برهان ربه " أن " في موضع رفع أي لولا رؤية برهان ربه والجواب محذوف . لعلم السامع ; أي لكان ما كان . وهذا البرهان غير مذكور في القرآن ; فروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن زليخاء قامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب ، فقال : ما تصنعين ؟ قالت : أستحي من إلهي هذا أن يراني في هذه الصورة ; فقال يوسف : أنا أولى أن أستحي من الله ; وهذا أحسن ما قيل فيه ، لأن فيه إقامة الدليل . وقيل : رأى مكتوبا في سقف البيتولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا . وقال ابن عباس : بدت كف مكتوب عليها وإن عليكم لحافظين وقال قوم : تذكر عهد الله وميثاقه . وقيل : نودي يا يوسف ! أنت مكتوب في ديوان الأنبياء وتعمل عمل السفهاء ؟ ! وقيل : رأى صورة يعقوب على الجدران عاضا على أنملته يتوعده فسكن ، وخرجت شهوته من أنامله ; قاله قتادة ومجاهد والحسن والضحاك . وأبو صالح وسعيد بن جبير . وروى الأعمش عن مجاهد قال : حل سراويله فتمثل له يعقوب ، وقال له : يا يوسف ! فولى هاربا . وروى سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال : مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله ، قال مجاهد : فولد لكل واحد من أولاد يعقوب اثنا عشر ذكرا إلا يوسف لم يولد له إلا غلامان ، ونقص بتلك الشهوة ولده ; وقيل غير هذا . وبالجملة : فذلك البرهان آية من آيات الله أراها الله يوسف حتى قوي إيمانه ، وامتنع عن المعصية .
قوله تعالى : كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء الكاف من كذلك يجوز أن تكون رفعا ، بأن يكون خبر ابتداء محذوف ، التقدير : البراهين كذلك ، ويكون نعتا لمصدر محذوف ; أي أريناه البراهين رؤية كذلك . والسوء الشهوة ، والفحشاء المباشرة . وقيل : السوء الثناء القبيح ، والفحشاء الزنا . وقيل : السوء خيانة صاحبه ، والفحشاء ركوب الفاحشة . وقيل : السوء عقوبة الملك العزيز .
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر " المخلصين " بكسر اللام ; وتأويلها الذين أخلصوا طاعة الله . وقرأ الباقون بفتح اللام ، وتأويلها : الذين أخلصهم الله لرسالته ; وقد كان يوسف - صلى الله عليه وسلم - بهاتين الصفتين ; لأنه كان مخلصا في طاعة الله تعالى ، مستخلصا لرسالة الله تعالى .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)
ولقد همت به وهم بها الآية ، قال أبو عبيدة : هذا على التقديم والتأخير ; كأنه أراد ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها . وقال أحمد بن يحيى : أي همت زليخاء بالمعصية وكانت مصرة ، وهم يوسف ولم يواقع ما هم به ; فبين الهمتين فرق ، ذكر هذين القولين الهروي في كتابه . قال جميل :
هممت بهم من بثينة لو بدا شفيت غليلات الهوى من فؤاديا
آخر :
هممت ولم أفعل وكدت وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله
فهذا كله حديث نفس من غير عزم . وقيل : هم بها تمنى زوجيتها . وقيل : هم بها أي بضربها ودفعها عن نفسه ، والبرهان كفه عن الضرب ; إذ لو ضربها لأوهم أنه قصدها بالحرام فامتنعت فضربها . وقيل : إن هم يوسف كان معصية ، وأنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته ، وإلى هذا القول ذهب معظم المفسرين وعامتهم ، فيما ذكر القشيري أبو نصر ، وابن الأنباري والنحاس والماوردي وغيرهم . قال ابن عباس : حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن ، وعنه : استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه . وقال سعيد بن جبير : أطلق تكة سراويله . وقال مجاهد : حل السراويل حتى بلغ الأليتين ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته . قال ابن عباس : ولما قال : ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب قال له جبريل : ولا حين هممت بها يا يوسف ؟ ! فقال عند ذلك : وما أبرئ نفسي . قالوا : والانكفاف في مثل هذه الحالة دال على الإخلاص ، وأعظم للثواب .
قلت : وهذا كان سبب ثناء الله تعالى على ذي الكفل حسب ما يأتي بيانه في [ ص ] إن شاء الله تعالى . وجواب لولا على هذا محذوف ; أي لولا أن رأى برهان ربه لأمضى ما هم به ; ومثله كلا لو تعلمون علم اليقين وجوابه لم تتنافسوا ; قال ابن عطية : روي هذا القول عن ابن عباس وجماعة من السلف ، وقالوا : الحكمة في ذلك أن يكون مثلا للمذنبين ليروا أن توبتهم ترجع إلى عفو الله تعالى كما رجعت ممن هو خير منهم ولم يوبقه القرب من الذنب ، وهذا كله على أن هم يوسف بلغ فيما روت هذه الفرقة إلى أن جلس بين رجلي زليخاء وأخذ في حل ثيابه وتكته ونحو ذلك ، وهي قد استلقت له ; حكاه الطبري . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها ، وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه ، وأشد تعظيما للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم . وقال الحسن : إن الله - عز وجل - لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها ; ولكنه ذكرها لكيلا تيأسوا من التوبة . قال الغزنوي : مع أن لزلة الأنبياء حكما : زيادة الوجل ، وشدة الحياء بالخجل ، والتخلي عن عجب العمل ، والتلذذ بنعمة العفو بعد الأمل ، وكونهم أئمة رجاء أهل الزلل . قال القشيري أبو نصر : وقال قوم جرى من يوسف هم ، وكان ذلك الهم حركة طبع من غير تصميم للعقد على الفعل ; وما كان من هذا القبيل لا يؤخذ به العبد ، وقد يخطر بقلب المرء وهو صائم شرب الماء البارد ; وتناول الطعام اللذيذ ; فإذا لم يأكل ولم يشرب ، ولم يصمم عزمه على الأكل والشرب لا يؤاخذ بما هجس في النفس ; والبرهان صرفه عن هذا الهم حتى لم يصر عزما مصمما .
قلت : هذا قول حسن ; وممن قال به الحسن . قال ابن عطية : الذي أقول به في هذه الآية إن كون يوسف نبيا في وقت هذه النازلة لم يصح ، ولا تظاهرت به رواية ; وإذا كان كذلك فهو مؤمن قد أوتي حكما وعلما ، ويجوز عليه الهم الذي هو إرادة الشيء دون مواقعته وأن يستصحب الخاطر الرديء على ما في ذلك من الخطيئة ; وإن فرضناه نبيا في ذلك الوقت فلا يجوز عليه عندي إلا الهم الذي هو خاطر ، ولا يصح عليه شيء مما ذكر من حل تكته ونحوه ; لأن العصمة مع النبوة . وما روي من أنه قيل له : تكون في ديوان الأنبياء وتفعل فعل السفهاء . فإنما معناه العدة بالنبوة فيما بعد .
قلت : ما ذكره من هذا التفصيل صحيح ; لكن قوله تعالى : وأوحينا إليه يدل على أنه كان نبيا على ما ذكرناه ، وهو قول جماعة من العلماء ; وإذا كان نبيا فلم يبق إلا أن يكون الهم الذي هم به ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر ; وهو الذي رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق ، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه ; ويكون قوله : وما أبرئ نفسي - إن كان من قول يوسف - أي من هذا الهم ، أو يكون ذلك منه على طريق التواضع والاعتراف ، لمخالفة النفس لما زكي به قبل وبرئ ; وقد أخبر الله تعالى عن حال يوسف من حين بلوغه فقال : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما على ما تقدم بيانه ; وخبر الله تعالى صدق ، ووصفه صحيح ، وكلامه حق ; فقد عمل يوسف بما علمه الله من تحريم الزنا ومقدماته ; وخيانة السيد والجار والأجنبي في أهله ; فما تعرض لامرأة العزيز ، ولا أجاب إلى المراودة ، بل أدبر عنها وفر منها ; حكمة خص بها ، وعملا بمقتضى ما علمه الله . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي . وقال - عليه السلام - مخبرا عن ربه : إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة . فإن كان ما يهم به العبد من السيئة يكتب له بتركها حسنة فلا ذنب ; وفي الصحيح : إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به وقد تقدم . قال ابن العربي : كان بمدينة السلام إمام من أئمة الصوفية - وأي إمام - يعرف بابن عطاء ! تكلم يوما على يوسف وأخباره حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه ; فقام رجل من آخر مجلسه وهو مشحون بالخليقة من كل طائفة فقال : يا شيخ ! يا سيدنا ! فإذا يوسف هم وما تم ؟ قال : نعم ! لأن العناية من ثم . فانظر إلى حلاوة العالم والمتعلم ، وانظر إلى فطنة العامي في سؤاله ، وجواب العالم في اختصاره واستيفائه ; ولذلك قال علماء الصوفية : إن فائدة قوله : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما إنما أعطاه ذلك إبان غلبة الشهوة لتكون له سببا للعصمة .
قلت : وإذا تقررت عصمته وبراءته بثناء الله تعالى عليه فلا يصح ما قال مصعب بن عثمان : إن سليمان بن يسار كان من أحسن الناس وجها ، فاشتاقته امرأة فسامته نفسها فامتنع عليها وذكرها ، فقالت : إن لم تفعل لأشهرنك ; فخرج وتركها ، فرأى في منامه يوسف الصديق - عليه السلام - جالسا فقال : أنت يوسف ؟ فقال : أنا يوسف الذي هممت ، وأنت سليمان الذي لم تهم ؟ ! فإن هذا يقتضي أن تكون درجة الولاية أرفع من درجة النبوة وهو محال ; ولو قدرنا يوسف غير نبي فدرجته الولاية ، فيكون محفوظا كهو ; ولو غلقت على سليمان الأبواب ، وروجع في المقال والخطاب ، والكلام والجواب مع طول الصحبة لخيف عليه الفتنة ، وعظيم المحنة ، والله أعلم .
قوله تعالى : لولا أن رأى برهان ربه ˝ أن ˝ في موضع رفع أي لولا رؤية برهان ربه والجواب محذوف . لعلم السامع ; أي لكان ما كان . وهذا البرهان غير مذكور في القرآن ; فروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن زليخاء قامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب ، فقال : ما تصنعين ؟ قالت : أستحي من إلهي هذا أن يراني في هذه الصورة ; فقال يوسف : أنا أولى أن أستحي من الله ; وهذا أحسن ما قيل فيه ، لأن فيه إقامة الدليل . وقيل : رأى مكتوبا في سقف البيتولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا . وقال ابن عباس : بدت كف مكتوب عليها وإن عليكم لحافظين وقال قوم : تذكر عهد الله وميثاقه . وقيل : نودي يا يوسف ! أنت مكتوب في ديوان الأنبياء وتعمل عمل السفهاء ؟ ! وقيل : رأى صورة يعقوب على الجدران عاضا على أنملته يتوعده فسكن ، وخرجت شهوته من أنامله ; قاله قتادة ومجاهد والحسن والضحاك . وأبو صالح وسعيد بن جبير . وروى الأعمش عن مجاهد قال : حل سراويله فتمثل له يعقوب ، وقال له : يا يوسف ! فولى هاربا . وروى سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال : مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله ، قال مجاهد : فولد لكل واحد من أولاد يعقوب اثنا عشر ذكرا إلا يوسف لم يولد له إلا غلامان ، ونقص بتلك الشهوة ولده ; وقيل غير هذا . وبالجملة : فذلك البرهان آية من آيات الله أراها الله يوسف حتى قوي إيمانه ، وامتنع عن المعصية .
قوله تعالى : كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء الكاف من كذلك يجوز أن تكون رفعا ، بأن يكون خبر ابتداء محذوف ، التقدير : البراهين كذلك ، ويكون نعتا لمصدر محذوف ; أي أريناه البراهين رؤية كذلك . والسوء الشهوة ، والفحشاء المباشرة . وقيل : السوء الثناء القبيح ، والفحشاء الزنا . وقيل : السوء خيانة صاحبه ، والفحشاء ركوب الفاحشة . وقيل : السوء عقوبة الملك العزيز .
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ˝ المخلصين ˝ بكسر اللام ; وتأويلها الذين أخلصوا طاعة الله . وقرأ الباقون بفتح اللام ، وتأويلها : الذين أخلصهم الله لرسالته ; وقد كان يوسف - صلى الله عليه وسلم - بهاتين الصفتين ; لأنه كان مخلصا في طاعة الله تعالى ، مستخلصا لرسالة الله تعالى. ❝
❞ «لقد تعبتُ يا هاني!»
كانت تلك هي الكلمة الوحيدة التي نبست بها شفتاها الشاحبة، التي سلبها المرض بريقها ولونها الكرزي، وأنا أراها تعود إلى الخلف بخطوات ثقيلة، أرهقها الخذلان، وقضى اليأس على آخر ذرة أمل كانت تنبت في قلبها الصغير. رؤيتها بهذا الشكل المنكسر والمنطفئ زعزع حصون الثبات التي لطالما أظهرتها لها، لكي لا تستسلم لذلك الغازي لجسدها الضئيل.
هلع قلبي وتجمد الدم في عروقي وأنا أرى توازنها يختل وتكاد تسقط على الأرض الصلبة، فمددت يدي بسرعة لكي أمسكها قبل أن يصافح جسدها الرخام الأبيض البارد؛ ولكن ولأول مرة أمد لها يدي الخشنة الدافئة وتنفر منها كأنها سم قاتل سيقضي على الباقي من روحها البريئة. خانتني دموعي وخر جسدي على الأرض وأنا أرى نظرتها الخالية من الحياة وهي تقول بنبرة ميتـ ـة:
- هذه هي نهاية رحلتي في الحياة يا هاني! لا مزيد من الألم، لا مزيد من الدموع، لا مزيد من الخذلان، لا مزيد من تلك المادة الحارقـ ـة التي تقتـ ـلني في المرة أكثر من مرة!
صمتت قليلا ثم تابعت وقد تمردت لآلئها على خدودها الباهتة:
- أنا خائفة!
كلمتها أصبتني في مقتل وقضت على ما تبقى من ثباتي فانهرت ببكاء حاد. أردت الاقتراب منها لاحتضنها وأطفأ لهيب الخوف الذي بدأ يشن هجوم كاسح على روحي، فأوقفتني بيدها وهي تكمل بشجن:
- لكن أنا لست خائفة من المـ ـوت؛ فحسن ظني بالله أكبر من كل هذا الألم الذي عانيت منه كل هذه السنوات الغابرة، الله أرحم بي من نفسي، متأكدة أن قبري لن يكون باردًا كهذه الغرفة التي شاركتني كل آلامي.
ثبتت نظراتها الدافئة على عيني الباكية ثم قالت:
- أنا خائفة أن تنساني يا هاني! أن تنسى ياسمينتك!
وفي تلك اللحظة لم أبالي بهروبها مني فهرعت لاحتضانها بقوة كأنه الحضن الأخير... وقد كان! فما أن ناديت على اسمها لأبث في روحها الأمل، وانتشل جذور الاستسلام التي لفت قلبها، شعرت بجسدها يصبح ثقيلًا وباردًا، فأدركت حينها أن ياسمينتي قد غادرت عالمنا الموحش إلى مكان أكثر أنسًا ودفئًا.
بقلمي
#ميمونة_احمد_سلامه 🌸. ❝ ⏤ميمونة احمد سلامه
❞«لقد تعبتُ يا هاني!» كانت تلك هي الكلمة الوحيدة التي نبست بها شفتاها الشاحبة، التي سلبها المرض بريقها ولونها الكرزي، وأنا أراها تعود إلى الخلف بخطوات ثقيلة، أرهقها الخذلان، وقضى اليأس على آخر ذرة أمل كانت تنبت في قلبها الصغير. رؤيتها بهذا الشكل المنكسر والمنطفئ زعزع حصون الثبات التي لطالما أظهرتها لها، لكي لا تستسلم لذلك الغازي لجسدها الضئيل.
هلع قلبي وتجمد الدم في عروقي وأنا أرى توازنها يختل وتكاد تسقط على الأرض الصلبة، فمددت يدي بسرعة لكي أمسكها قبل أن يصافح جسدها الرخام الأبيض البارد؛ ولكن ولأول مرة أمد لها يدي الخشنة الدافئة وتنفر منها كأنها سم قاتل سيقضي على الباقي من روحها البريئة. خانتني دموعي وخر جسدي على الأرض وأنا أرى نظرتها الخالية من الحياة وهي تقول بنبرة ميتـ ـة:
- هذه هي نهاية رحلتي في الحياة يا هاني! لا مزيد من الألم، لا مزيد من الدموع، لا مزيد من الخذلان، لا مزيد من تلك المادة الحارقـ ـة التي تقتـ ـلني في المرة أكثر من مرة!
صمتت قليلا ثم تابعت وقد تمردت لآلئها على خدودها الباهتة:
- أنا خائفة!
كلمتها أصبتني في مقتل وقضت على ما تبقى من ثباتي فانهرت ببكاء حاد. أردت الاقتراب منها لاحتضنها وأطفأ لهيب الخوف الذي بدأ يشن هجوم كاسح على روحي، فأوقفتني بيدها وهي تكمل بشجن:
- لكن أنا لست خائفة من المـ ـوت؛ فحسن ظني بالله أكبر من كل هذا الألم الذي عانيت منه كل هذه السنوات الغابرة، الله أرحم بي من نفسي، متأكدة أن قبري لن يكون باردًا كهذه الغرفة التي شاركتني كل آلامي.
ثبتت نظراتها الدافئة على عيني الباكية ثم قالت:
- أنا خائفة أن تنساني يا هاني! أن تنسى ياسمينتك!
وفي تلك اللحظة لم أبالي بهروبها مني فهرعت لاحتضانها بقوة كأنه الحضن الأخير.. وقد كان! فما أن ناديت على اسمها لأبث في روحها الأمل، وانتشل جذور الاستسلام التي لفت قلبها، شعرت بجسدها يصبح ثقيلًا وباردًا، فأدركت حينها أن ياسمينتي قد غادرت عالمنا الموحش إلى مكان أكثر أنسًا ودفئًا.
❞ أمل والمغنواتي
الاربعاء9 مارس2005
فيلا"ماما خنان"- مصر الجديدة
استيقظت "ماما حنان" التي كانت أشهر مقدمة برامج أطفال منذ عشرين عاما في التليفزيون المصري وكان كل أطفال مصر ينتظروا برنامجها بفروغ الصبر و كان يذاع على القناة الاولى بالتليفزيون المصري والمتزوجة من المطرب المعتزل "أمير" والذي كان في هذا الوقت من اشهر المطربين في مصر والعالم وكان كل الشباب يحفظوا أغانيه عن ظهر قلب...حيث كانا بابا أمير وماما حنان في ساعة القيلولة يرتاحا من عناء طوال اليوم في غرفتهم بعد تناول وجبة الغذاء ....فمنذ خمسة عشر عاما قام مجموعة من الارهابيين من محاولة اغتيال "ماما حنان" وعندما فشلوا قاموا باختطاف طفلتهم وهي رضيعة وكانت في العامين من عمرهاوظلت أيامها ثلاث سنوات معزولة عن العالم ولا تتحدث مع أحد وبعد السنوات الثلاث العجاف وجدت طفلتين يتسولا في الشارع فقررت ان تعطف عليهما وتأخذهما وترعاهما في منزلها والآن هما في سن الثانوية العامة والجامعة حيث يبلغا الآن 17 و18 عاما ...وهما يعودوا للمنزل بعد ان ينهيا دراستهما كل يوم في هذا التوقيتحيث تدرس احداهما في الثانوية العامة في احدى مدارس اللغات والأخرى في كلية الاعلام جامعة السادس من اكتوبر
5:30 عصراً
استيقظت "ماما حنان" على رنة جرس الهاتف المحمول وترد عليه لتجده الظابط "احمد" الذي يعمل كظابط مباحث في قسم مصر الجديدة
مدام حنان...كيف حالك؟
على ما يرام...خير
لا عليكي ..كل خير أريدك تحضري غدا في الصباح الباكر ...الامر ضروري
انشاء الله ما الأمر؟
لا تقلقي عندما تأتي سأخبرك
وأغلقت حنان سماعة الهاتف وهي مترددة وخائفة وتفكر"ماذا هناك؟ ما الذي يريد؟ بعد كل هذه السنين عاد ليتصل بي؟ ..." وكان هذا هو موعد الشاي واستيقظ العم أمير كما يقولوا له البنات وجلسوا يتناولوا الشاي في حديقة الفيللا وظلت البنات يروا ما حدث معهم
الخميس 10 مارس
8:00صباحا
استيقظت ماما حنان وهي خائفة ومترقبة ودخلت وأخذت حمامها واستعدت للزيارة المهمة وقبل ان تنزل من منزلها قابلتها أمل
إلى أين يا والدتي منذ الصباح الباكر
إلى النادي أقابل صديقاتي ثم يأشتري بعض الطلبات للمنزل ...ولكن لا تخبري العم أمير فأنا لن أتأخر
وإن سألني عنك
انتي لم تشاهديني على الاطلاق
وخرجت حنان مستقلة سيارتها "مرسيدس سوداء" و ذهبت باقصى سرعة إلى قسم الشرطة وقابلها الظابط أحمد وهو رجل كبير,طويل القامة ,عريض المنكبين ,شعره ابيض وعينيه زرقاوتين...ودخلت حنان ملهوفة تسأله:ماذا هناك ؟
أحمد ببرود تام:صباح الخير...ماذا تشربي اولا
شكراً لا اريد ولكن ما الخبر
أتذكرين من اختطف ابنتك منذ عشرين عاما؟
نعم ماذا هناك؟
هو الآن في المستشفى على فراش الموت ويريد ان يعترفلك بالحقيقة كاملة لأنه معتقد انه سيقابل ربنا في القريب
هل ممكن الآن؟
نعم سآخذك الأن اليه ولكن أرجو ان تتمالكي اعصابك وتتمكني في انفعالاتك بعض الشيء
سأكون خلفك بسيارتي لأعود لبيتي بعد ذلك
ويأخذها الظابط احمد ويذهبا لمستشفى عين شمس التخصصي حيث يرقد "بلاعيمو" أحد افراد عصابة خطف الاطفال التي تم مداهمتها منذ عشرين عاما وهو على فراش الموت
صباح الخير
اهلا وسهلا تفضلي
قال لي الظابط انك تود مقابلتي
نعم اريد ان اخبرك بالحقيقة كاملة ليرتاج ضميري قبل مواجهة وجه كريم...اشعر ان نهايتي قادمة...أعلم انك أخذتي الطفلتين الصغيرتين اللاتي كانا نائمين على رصيف الشارع الواقع خلف منزلك...الذين هربا بعد مداهمة افراد العصابة لنا...كانت ابنتك التي اختطفتها اسمها أمنية ..شاهدت الاسم على الحائط ليلة عيد ميلادها الثاني....أما البنت الثانية فهي ليست لك وليست ابنتك ...وهنا يلفظ بلاعيمو أنفاسه الاخيرة ويقابل ربه ...وتخرج حنان مذهولة لا تتحدث مع أحد ولم تنطق كلمة واحدة وركبت سيارتها وغادرت لمنزلها...ودخلت منزلها وهي في نفس الحالة وتنظر إلى أمل وهي في حيرة من أمرها وهي تبكي وتفكر فيما سمعته
وعندما قابلها أمير على مائدة الافطار وهي تجلس مذهولة تفكر ..يسألها"ما بك؟"
وهي مذهولة :سأقول لك في غرفة المكتب وحدنا...وتوجهت لبناتها بكل حزم:ارجوكم اذهبوا لغرفتكم واتركونا..ودخلا غرفة المكتب وحكت حنان لأمير كل ماحدث منذ ان خرجت من المنزل في الصباح ثم جلست ووقف أمير في غضب شديد"ماذا تقولي؟
وماذا بعد؟أتستمر معنا هنا في المنزل؟
بالطبع نعم
بالطبع لا...اتركيها لي ...ٍساصرفها من منزلي بطريقتي
نفس اليوم
2:30 بعد منتصف الليل
انتظر أمير في المساء حتى نام كل من في المنزل ماعدا أمير ودخلت أمل غلافتها وأغلقت الباب ونامت في أمان الله وتسحب "أمير" على أطراف اصابعه ودخل غرفة أمل دون ان يدري أحدوكاد ان يغتصبها وحاول أن يلمسها رغما عنها إلى أن أفاقت وضربته بالقلم على وجهه وصرخت واستيقظ من بالمنزل...وصرخ في وجهها وقال لها انه أخذها من الشارع"ارجعي من الشارع التي اتيتي منه"
خرجت امل من المنزل في منتصف الليل حيث كانت ليلة شديدة البرودة تائهة حاشرة تنظر حولها إلى الشارع المظلم لا تفعل ماذا ستفعل ولا أين ستنام وظلت تمشي في الشوارع حتى شعرت بالارهاق الشديد من هول ما مشت وأخيرا استقلت رصيف الشارع المظلم الواقع خلف المنزل وهي تبكي بحرقة"ما هذا؟ ما الذي حدث كي يعاملوني بتلك الطريقة؟يطرد ابنته فجأة الذي احبها وتعب في تربيتها؟وماذا عن دراستي؟"وظلت تبكي وتبكي حتى استغرقت في نومها دون ان تدري
الخميس 18 مارس
8:00صباحا
بعد مرور اسبوع من طرد أمل من المنزل والنوم على الارصفة بدأت ملابس أمل تتسخ وتتمزق وبدأت تعتاد الشحاذة ما بين اشارات المرور كي تأكل وتسد جوعها ...وفي يوم من الايام وهي تمارس مهامها وتسأل الناس ان يعطوها كي تأكل شاهدت على احد الارصفة أحد محلات الملابس يلصق اعلان يطلب فيه عاملة نظافة ..فأسرعت للمحل ووافقوا على الفور وتم تعيينها واستلمت مهام عملها وبدأت في تنظيف المحل وظلت على ذلك وبعد مرور اسبوع من عملها في المحل وفي يوم وهي تنظف بدأت تشمئز من رائحة ملابسها الكريهة وفي ذلك اليوم أعجبها فستان من الفساتين المعروضة على واجهة المحل وأخذته ودخلت ترتديه في ظل غياب اصحاب المحل حيث كانت وحدها في الصباح الباكر تقوم بأعمال النظلفة كالعادة وأخذت تجرب الفستان عليها ولمحها صاحب المحل وهو يدخل من الباب لأن الفستان عليه ورقة السعر ووقفت وجهها في الارض عندما دخل صاحب المحل في ذهول وغضب كبير
ما هذا يا فتاه؟
اسفة يا حاج ..لكن ملابسي تمزقت ورائحتي كريهة وخذت هذا الفستان حتى أنظف ملابسي
بتلك البساطة؟اتعرفين كم يبلغ هذا الفستان؟
لا"وتنظر في الارض بمنتهى الاستحياء"
من والدك؟
انا لا اعرف....كنت اعيش مع "ماما حنان" وكانت تعاملني على اني ابنتها فجأة منذ اسبوع تغيرت معاملتهم لي هي وزوجها واخرجوني من المنزل أشر خروج
إذن ادفعي ثمن هذا الفستان او اخرجي وسأبلغ الشرطة ...
وخرجت امل وهي تنظر في الارض وتبكي لأنها قد عادت إلى عادة السرقة في اشارات المرور
وفي ليلة من ذات الليالي التي جمعت فيها أمل عدد من القروش القليلة والتي اشترت بها رغيف من الخبز وجلست على الرصيف تأكله وهي تشعر بالذل والمهانة وكانت نفسيتها تحت الصفر وكانت مكسورة بعد طردها زوج حنان التي كانت تحنو على الاطفال وكانت معروفة من خلال برنامجها بطيبتها الشديدة وحنيتها وعطفها على الصغار وكانت تتمتع وقتها بوجه طفولي مثل الملاك وابتسامة جميلة من عينيها الرمادية وشعرها اصفر طويل يميل على ظهرها
ففكانت أمل تجلس على الرصيف وتأكل في رغيف الخبز التي اشترته وتتذكر انها كانت تسرق في طفولتها قبل ان تراها حنان فقالت في نفسها"لماذا لا اعود اسرق مثلما كنت في طفولتي؟ لماذا لا يكون لدي ما يجعلني اشتري كل ما يحلو لي؟ لماذا لا يكون لدي ثروة من المال مثل حنان وزوجها؟.....هيا يا أمل انسي كل شيء وفكري في نفسك فقط "وتنهض بعد ان تنتهي من أكلها وتقوم لكي تبدأ في ممارسة اعمال النشل والسرقة من المارة في الشوارع
وظلت لمدة شهرين على هذا الحال تسرق من كل هب ودب حتى اصبحت في عداد المحترفين إلى أن جاء يوم ملبد بالغيوم ,السحاب منخفضة وامطار وبرق ورعد وأمل في الشوارع تسرق من هنا وهناك وبينما كانت تعبر الشوارع لسرقة احد المارة في الطريق صدمتها سيارة"شيفروليه حمراء" تقودها فتاة في العشرينات من عمرها كانت ترتدي فستان اسود"سواريه"وكان معها والدها ووالدتها وكانوا ذاهبين لحفل زفاف أحدى قريباتها في اوتيل في الزمالك على ضفاف النيل...وعندما شاهدها الاستاذ ماجدنزل من السيارة على الفور وحملها داخل السيارة وتوجهوا للمستشفىوأدخلوها ورأسها غارق في الدم وعلى الفور رآها الدكتور مهيب الذي أمر بفتح غرفة العمليات على الفوروعندما انتهة من أجراء العملية لأمل وخرج استوقفه الاستاذ ماجد"كما أنت عارف من ملابسي أنا ذاهب لأحضر حفل زفاف وكان هذا الحادث مفاجئ فأحضر لك كامل المبلغ غداً ولكن على وعد الا تبلغ الشرطة عني ولا عن ابنتي
السبت 28 مارس
9:00 صباحا
بعد مرور عدة ايام من أجراء أمل للعملية جاء الاستاذ ماجد للإطمئنان عليها بعد ان تعافت تماما فقابل الطبيب مهيب وساله عن أمل
صباح الخير يا د مهيب...كيف حال أمل اليوم؟
هي بخير ولو أنني لم أراها اليوم ولكني شاهدتها بالامس ووجدتها أحسن من ذي قبل
أيمكنني رؤيتها؟
نعم تفضل معي
ويصل الدكتور لغرفة أمل بصحبة الاستاذ ماجد ولم يجدها في الغرفة...فيستعجب وينادي كل الاطباء والممرضين الموجودين في الطابق الرابع حيث غرفة أمل"هل شاهدتم الفتاة التي اجريت لها العملية منذ اسبوع؟"والكل في صمت تام ورأسه في الارض...ثم يغضب الدكتور مهيب"انصرفوا من وجهي"
ويأتي الاستاذ ماجد في حالة ذهولعلى وجهه العجوز الشاحب"الم يراها أحد؟"
لا يا استاذ اذهب انت الأن وعندما نجدها سنخبرك
ليلة السبت
2:30بعد منتصف الليل
استيقظت امل من نومها بعد ان خلى الطابق من الاطباء والممرضين وقامت على اطراف اصابعها ذهبت لغرفة الممرضات وارتدت رداء ممرضة وخرجت من السلم الخلفي للمستشفى على اطراف اصابعها وبدأت تصول وتجول وعندما شاهدت الاستاذ ماجد ذات يوم بسيارته في نفس الشارع التي كانت فيه هربت إلى شوارع مدينة السادس من اكتوبر وبالتحديد أمام مدينة الملاهي الكبيرة هناك وفي أثناء ما كانت تمارس عاداتها في النشل والسرقة من المارة في الشارع وجدت اعلان كبير على بوابة الملاهي عن حفل أعياد الربيع ....فذهبت إلى عربة كانت تبيع الكجك واشترت لها كحكة وجلست على الرصيف المقابل لمدينة الملاهي تأكل وتفكر"كيف أدخل الحفل؟سيكون زحام شديد في هذا اليوم وساسرق الكثير وسأشاهد المطرب الذي أحبه...."
الاثنين7ابريل
9:00صباحا
كان يوم أعياد الربيع والمتنزهات ومدينة الملاهي مزدحمين والحدائق مزينة بالورود والاشجار والاطفال التي تلعب وتمرح وسطها وتسمع أغنية"الدنيا ربيع والجو بديع"للسندريللا سعاد حسني...دخلت أمل متسللة بين المارة إلى مدينة الملاهي وظلت تسرق من الناس وتلعب وتمرح أكنها لم تسرق ولم تفعل شيء حتى جاءت الساعة الرابعة موعد انظلاق الحفلوالذي بدأ بفقرات الاطفال والمسابقات وفقرة الدي جي وكانت أخر فقرات الحفل في الثامنة مساءا المطرب"حسام" حيث انه مطرب مغمور في الخامسة والعشرين من عمره قصير القامة شعره اسود أكرت وعينيه زرقاوتين
اقترب موعد ظهور المطرب حسام على المسرح وأمل تسلل بيم المعجبين الملتفين حوله ودخلت للكواليس واقتربت منه وتسللت إلى جيبه الخلفي وسرقت حافظته حيث تتمتع بخفة يد لم يلحظها أحدحتى الحراس الملتفين حوله...وعندما جاء دوره على المسلاح صعد وقدم فقرتهعلى مدار ثلاث ساعات وانتهى في الحادية عشرليلاً ....وعندما ركب سيارته ليذهب لمنزله كان يريد بعض النقود فأخذ يبحث عن حافظته لم يجدها في جيبه..وظل يصرخ.."أين حافظتي؟هل وقعت مني داخل الملاهي؟ودخل ليبحث عنها فلم يجدها...ظل يصرخ أين المدير؟وأخذ الحراس في تفتيش المكان فلم يجدوهاوغادر وهو يتوعد لمدينة الملاهي ومديرها
اليوم التالي
2:30بعد منتصف الليل
رن جرس باب المنزل ففتح حسام فوجد فتاة حسناء في الثامنة عشر من عمرها بفستان متسخ وممزق ورائحتها كريهة غتعجب:من أنت؟
هل تخصك"وتمسك بالحافظة"؟
حسام في لهفة:نعم اين كانت"ويقلب في اوراقه الشخصية يطمئن لوجودها ولم يجد النقود"....
كيف عرفتي عنواني؟
هل تحتاج سؤال؟
عندك حق....
اتتركني على الباب هكذا؟
تفضلي ...ماذا تشربي؟
أريد أن آكل...هل لديك طعام
تفضلي إلى المطبخ من هنا"ويفتح لها الثلاجة ويخرج منها بعض الطعام"...أتعلمي كان من الممكن ان ابلغ عنك الشرطة حالا بل وأجعلهم يقبضوا عليكي متلبسة ولكن انا لم افعل ذلك وأيضاً ستكوني معي هنا في المنزل تطبخي لي وتنظفي لي المنزل...
خادمة؟
شيء مثل ذلك....
سمعاً وطاعة...ودخل حسام يرتب لها غلافة لتنام فيها
صباح اليوم التالي
استيقظ حسام وايقظ امل لكي تحضر له الفطار وبعد ذلك أخذها لمحل ملابس لتشتري بعض الملابس بدلا من ملابسها الممزقة التي ترتديها واستقلا سيارته وذهبا لمحل الملابس الذي كان بالصدفة المحل المشؤوم الذي سرقت منه الفستان الذي ترتديه فعندما دخلت مع حسام المحل كان الحاج حامد هناك وعرفها وأمسك بها وكاد أن يبلغ الشرطة وتدخل حسام لانقاذ الموقف ودفع ثمن الفستان وأخذ بعض الملابس له ولها ...وبعد ذلك وفي طريق عودتهم للمنزل اوقف حسام السيارة عند محل خضراوات وطيور واعطى امل نقود كي تشتري بعض الخضراوات والطيور للغذاء وبعدها نزل ودخل لمحل الكترونيات ليشتري كاميرات مراقبة صعيرة وجهاز توصيلها على اللاب توب...وعاد حسام وترك أمل في المنزل كي تطبخ وذهب لعمله ...دخلت امل للمطبخ محتارة ماذا ستفعل بالفراخ والخضار فظلت تطبخهم كما تعرف بالطبع ليس الطهي الجيد لأنها لم تدخل مطبخ على الاطلاق ووضعت الخضراوات دون تنظيف وظلت على هذا الحال اربع او خمس ساعات حتى عاد حسام من العمل فوجد أمل مازالت بملابسها المتسخة في المطبخ في حيرة كبيرة...فتركها ودخل للحمام يركب الكاميرات واحدة وفي غرفة نومها واحدة وهي محتارة وعندما شاهدها تبكي وشاهد المطبخأخذت تعتذر لحسام على عدم معرفتها لطهي الفراخ والخضراوات:أسفة لا اعرف كيف يكون الطهي
لا عليكي سنأكل خارج البيت...اجهزي لأخذك في المطعم الواقع خلف المنزل...ولكن انتظري سأستعمل الحمام أولا ودخل ليتأكد من تركيب الكاميرا وتسليطها عليها وتوصيلها عن طريق اللاب ثوب الخاص به
استعدت امل للخروج مع حسام فارتدت الملابس الجديدة وخرجت معه دون ان تلاحظ شيء
في نفس اليوم
10:00ليلا
كان حسام يجلس ويتابع الفيلم الاجنبي على قناة ام بي سي 2 وكانت أمل قد انتهت من كافة اعمال المنزل ويتضح عليها اللهفة لمتابعة أحداث الفيلم ووقفت خلف حسام تتابع بشغف ...نادى عليها "اجلسي يا أمل"وجلست بجانبه على الارض وقام وأحضر لها كوب من الشاي ووضع فيه بعض الحبوب المنومة
11:00مساءا
شعرت أمل بالنعاس وكانت مرهقة من اعمال المنزل فدخلت غرفتها بدلت ملابسها وأخلدت إلى النوم العميق من مفعول المنوم التي لا تعرف عنه شيء
في الواحدة بعد منتصف الليل كان حسام يجلس وحده يتابع على اللاب توب ما تم التقاطه لأمل من كاميرا الحمام وكان ينقله على اسطوانات مدمجة ويخبأها في مكان لا يعرفه سواه...وبعد ان اطمأن لظبط اللاب توب على ذر التسجيل وظبط كاميرا غرفتها دخل حسام غرفة أمل على أطراف اصابعه دون ان تدري ونام بجانبها في السرير فحاول ان يلمس جسدها واغتصبها دون ان تدري وفعل ما فعله....واستيقظا من النوم في صباح اليوم التالي وكأن شيء لم يكن
بعد مرور شهرين
استيقظت امل في فجر ذات يوم على آلام شديدة في معدتها ووقتها لم يكن حسام في المنزل فكان يقوم بتصوير فيديو كليب لأغنية جديدة من أغانيه ..فأخذت مسكن وأخذت تنظف المنزل وخاصة غرفة مكتب حسام وبالصدفة عندما دخلت وبدأت تنظفها شاهدت اللاب توب مضبوط على كاميرا الغرفة...فأخذت تبكي وتتذكر ألم معدتها ودخل حسام المنزل فوجدها أمام اللاب توب وهي تنظر له في ذهول وهو غتضب" ماهذا؟ماذا تفعلي هنا؟
أنظف المكتب
لماذا لم تخبريني وما الذي ايقظك في هذا الوقت المبكر؟
كنت أعاني من ألم في معدتي واستيقظت لآخذ مسكن...ولكن ما الذي فعلته أنت؟
اتقوم بتصويري وانا عارية؟
نعم
وفاجأتها آلام معدته فأخذها حسام على الفور وذهب بها للطبيب والذي أكد لها حملها في الشهر الثاني وتنظر لحسام في ذهول"كيف ذلك؟من من؟"
انا لم افعل شيء تذكري من قابلتي وماذا فعل معك؟
انا لم اقابل أحد غيرك...ماذا فعلت بي؟
تسببت لي في هذا الحمل فأنت من دخلت غرفتي...وعليك الآن ان تتزوجني وتعترف بجنينك الذي في بطني وإلا سأودعك السجن
اياكي وإذا تفوهتي بكلمة واحدة سأرفع المقاطع التي صورتها على المواقع المختلفة وعلى اليوتيوب وستكون فضيحتك عالمية
انت جبان...استغليت ضعفي وقلة حيلتي وفقري أسوأ استغلال ...ماذا افعل الآن؟"
ولماذا تقولي هكذا؟لماذا لا تقولي اني أحبك؟ أحب ضعفك وقلة حيلتك وكل ما فيكي؟
أتسمي هذا حب؟أنت كاذب ...تقول هذا الكلام المعسول لكل واحدة كي تكسب اغراضك الدنيئة ثم ترميها في الشارع
وفي صباح اليوم التالي استيقظت امل مبكرا وذهبت لغرفة حسام وسرقت النقود من دولاب ملابسه واسرعت لمستشفى تتعلق بالحمل والولادة ودخلت على الطبيبزهي في قمة ثورتها
اريد أن أتخلص من الجنين في اسرع وقت
كيف يا ابنتي؟
لا اعرفبل تصرف انت...انت طبيب ...خلصني من الجنين بل من حياتي كلها
وطلب منها الطبيب بشير بعض الاشعة والتحاليل اللازمة لاجراء العملية وذهبت أمل لمعمل التحاليل داخل المستشفى وأجرت التحاليل اللازمة وعادت للطبيب بشير في اليوم التالي ومعها نتيجة التحاليل التي أثبتت خطورة إجراء العملية على حياتها ولكنها أصرت بعد ان أخبرها الطبيب ونبهها بخطورة العملية على حياتها ولكنها أصرت وأعطت الطبيب النقود المسروقة من دولاب حسام وعادت للمنزل لتستعد للعملية ...فجمعت ملابسها في حقيبتها وخرجت من البيت دون ان يدري حسام حيث كان نائما وذهبت للمستشفى حيث استقبلها دكتور بشير وفتح لها غرفة العمليات وأجرى لها العملية وفي أثناء ما كانت تجري أمل العملية فاجأها هبوط في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب وكانت حالتها حرجة فدخلت غرفة العناية المركزة يومين وبعدها توفيت في اليوم الثالث للعملية
استيقظ حسام من نومه في الثانية عشر ظهرا وظل ينادي أمل كي تحضر له الافطار وظل يبحث عنها في المنزل ودخل غرفتها وجدها خالية حتى الدولاب ....ظل حسام يبحث عنها في اشارات المرور وفي مدينة الملاهي أيام حتى اتسخت ملابسه واطلق لحيته وشاربه وظل يبحث عنها ويتفقد الوجوه النائمة على الارصفة وظل شهرين على ذلك حتى قابله الدكتور بشير في مساء ذات يوم وشاهده واستعجب:حسام؟ ما الذي اتى بك إلى هنا؟
ابحث عن الفتاة أمل...
أمل التي أتيت لي بها للعيادة منذ شهرين وكانت حامل منك؟
نعم هي...لا اعرف اين هي بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها
ولم تجدها في الدنيا يا بني....
ماذا تقصد يا د بشير؟
توفيت وهي تجري عملية للتخلص من الجنين ونبهتها من خطورتها ولكنها أصرت واعطتني خمسة آلاف جنيه وفي أثناء العملية اصيبت بهبوط في الدورة الدموية وتوقفت عضلة القلبوظلت في العناية المركزة ليومين وفي الثالث فارقت الدنيا كلها
عاد حسام لمنزله وظل حبيس جدران البيت لشهور حتى فقد عمله ونقوده واصبح متشردا في الشوارع.....
تمت بحمد الله. ❝ ⏤Yassmin magdy abdou
❞ أمل والمغنواتي
الاربعاء9 مارس2005
فيلا˝ماما خنان˝- مصر الجديدة
استيقظت ˝ماما حنان˝ التي كانت أشهر مقدمة برامج أطفال منذ عشرين عاما في التليفزيون المصري وكان كل أطفال مصر ينتظروا برنامجها بفروغ الصبر و كان يذاع على القناة الاولى بالتليفزيون المصري والمتزوجة من المطرب المعتزل ˝أمير˝ والذي كان في هذا الوقت من اشهر المطربين في مصر والعالم وكان كل الشباب يحفظوا أغانيه عن ظهر قلب..حيث كانا بابا أمير وماما حنان في ساعة القيلولة يرتاحا من عناء طوال اليوم في غرفتهم بعد تناول وجبة الغذاء ..فمنذ خمسة عشر عاما قام مجموعة من الارهابيين من محاولة اغتيال ˝ماما حنان˝ وعندما فشلوا قاموا باختطاف طفلتهم وهي رضيعة وكانت في العامين من عمرهاوظلت أيامها ثلاث سنوات معزولة عن العالم ولا تتحدث مع أحد وبعد السنوات الثلاث العجاف وجدت طفلتين يتسولا في الشارع فقررت ان تعطف عليهما وتأخذهما وترعاهما في منزلها والآن هما في سن الثانوية العامة والجامعة حيث يبلغا الآن 17 و18 عاما ..وهما يعودوا للمنزل بعد ان ينهيا دراستهما كل يوم في هذا التوقيتحيث تدرس احداهما في الثانوية العامة في احدى مدارس اللغات والأخرى في كلية الاعلام جامعة السادس من اكتوبر
5:30 عصراً
استيقظت ˝ماما حنان˝ على رنة جرس الهاتف المحمول وترد عليه لتجده الظابط ˝احمد˝ الذي يعمل كظابط مباحث في قسم مصر الجديدة
مدام حنان..كيف حالك؟
على ما يرام..خير
لا عليكي .كل خير أريدك تحضري غدا في الصباح الباكر ..الامر ضروري
انشاء الله ما الأمر؟
لا تقلقي عندما تأتي سأخبرك
وأغلقت حنان سماعة الهاتف وهي مترددة وخائفة وتفكر˝ماذا هناك؟ ما الذي يريد؟ بعد كل هذه السنين عاد ليتصل بي؟ ..˝ وكان هذا هو موعد الشاي واستيقظ العم أمير كما يقولوا له البنات وجلسوا يتناولوا الشاي في حديقة الفيللا وظلت البنات يروا ما حدث معهم
الخميس 10 مارس
8:00صباحا
استيقظت ماما حنان وهي خائفة ومترقبة ودخلت وأخذت حمامها واستعدت للزيارة المهمة وقبل ان تنزل من منزلها قابلتها أمل
إلى أين يا والدتي منذ الصباح الباكر
إلى النادي أقابل صديقاتي ثم يأشتري بعض الطلبات للمنزل ..ولكن لا تخبري العم أمير فأنا لن أتأخر
وإن سألني عنك
انتي لم تشاهديني على الاطلاق
وخرجت حنان مستقلة سيارتها ˝مرسيدس سوداء˝ و ذهبت باقصى سرعة إلى قسم الشرطة وقابلها الظابط أحمد وهو رجل كبير,طويل القامة ,عريض المنكبين ,شعره ابيض وعينيه زرقاوتين..ودخلت حنان ملهوفة تسأله:ماذا هناك ؟
أحمد ببرود تام:صباح الخير..ماذا تشربي اولا
شكراً لا اريد ولكن ما الخبر
أتذكرين من اختطف ابنتك منذ عشرين عاما؟
نعم ماذا هناك؟
هو الآن في المستشفى على فراش الموت ويريد ان يعترفلك بالحقيقة كاملة لأنه معتقد انه سيقابل ربنا في القريب
هل ممكن الآن؟
نعم سآخذك الأن اليه ولكن أرجو ان تتمالكي اعصابك وتتمكني في انفعالاتك بعض الشيء
سأكون خلفك بسيارتي لأعود لبيتي بعد ذلك
ويأخذها الظابط احمد ويذهبا لمستشفى عين شمس التخصصي حيث يرقد ˝بلاعيمو˝ أحد افراد عصابة خطف الاطفال التي تم مداهمتها منذ عشرين عاما وهو على فراش الموت
صباح الخير
اهلا وسهلا تفضلي
قال لي الظابط انك تود مقابلتي
نعم اريد ان اخبرك بالحقيقة كاملة ليرتاج ضميري قبل مواجهة وجه كريم..اشعر ان نهايتي قادمة..أعلم انك أخذتي الطفلتين الصغيرتين اللاتي كانا نائمين على رصيف الشارع الواقع خلف منزلك..الذين هربا بعد مداهمة افراد العصابة لنا..كانت ابنتك التي اختطفتها اسمها أمنية .شاهدت الاسم على الحائط ليلة عيد ميلادها الثاني..أما البنت الثانية فهي ليست لك وليست ابنتك ..وهنا يلفظ بلاعيمو أنفاسه الاخيرة ويقابل ربه ..وتخرج حنان مذهولة لا تتحدث مع أحد ولم تنطق كلمة واحدة وركبت سيارتها وغادرت لمنزلها..ودخلت منزلها وهي في نفس الحالة وتنظر إلى أمل وهي في حيرة من أمرها وهي تبكي وتفكر فيما سمعته
وعندما قابلها أمير على مائدة الافطار وهي تجلس مذهولة تفكر .يسألها˝ما بك؟˝
وهي مذهولة :سأقول لك في غرفة المكتب وحدنا..وتوجهت لبناتها بكل حزم:ارجوكم اذهبوا لغرفتكم واتركونا.ودخلا غرفة المكتب وحكت حنان لأمير كل ماحدث منذ ان خرجت من المنزل في الصباح ثم جلست ووقف أمير في غضب شديد˝ماذا تقولي؟
وماذا بعد؟أتستمر معنا هنا في المنزل؟
بالطبع نعم
بالطبع لا..اتركيها لي ..ٍساصرفها من منزلي بطريقتي
نفس اليوم
2:30 بعد منتصف الليل
انتظر أمير في المساء حتى نام كل من في المنزل ماعدا أمير ودخلت أمل غلافتها وأغلقت الباب ونامت في أمان الله وتسحب ˝أمير˝ على أطراف اصابعه ودخل غرفة أمل دون ان يدري أحدوكاد ان يغتصبها وحاول أن يلمسها رغما عنها إلى أن أفاقت وضربته بالقلم على وجهه وصرخت واستيقظ من بالمنزل..وصرخ في وجهها وقال لها انه أخذها من الشارع˝ارجعي من الشارع التي اتيتي منه˝
خرجت امل من المنزل في منتصف الليل حيث كانت ليلة شديدة البرودة تائهة حاشرة تنظر حولها إلى الشارع المظلم لا تفعل ماذا ستفعل ولا أين ستنام وظلت تمشي في الشوارع حتى شعرت بالارهاق الشديد من هول ما مشت وأخيرا استقلت رصيف الشارع المظلم الواقع خلف المنزل وهي تبكي بحرقة˝ما هذا؟ ما الذي حدث كي يعاملوني بتلك الطريقة؟يطرد ابنته فجأة الذي احبها وتعب في تربيتها؟وماذا عن دراستي؟˝وظلت تبكي وتبكي حتى استغرقت في نومها دون ان تدري
الخميس 18 مارس
8:00صباحا
بعد مرور اسبوع من طرد أمل من المنزل والنوم على الارصفة بدأت ملابس أمل تتسخ وتتمزق وبدأت تعتاد الشحاذة ما بين اشارات المرور كي تأكل وتسد جوعها ..وفي يوم من الايام وهي تمارس مهامها وتسأل الناس ان يعطوها كي تأكل شاهدت على احد الارصفة أحد محلات الملابس يلصق اعلان يطلب فيه عاملة نظافة .فأسرعت للمحل ووافقوا على الفور وتم تعيينها واستلمت مهام عملها وبدأت في تنظيف المحل وظلت على ذلك وبعد مرور اسبوع من عملها في المحل وفي يوم وهي تنظف بدأت تشمئز من رائحة ملابسها الكريهة وفي ذلك اليوم أعجبها فستان من الفساتين المعروضة على واجهة المحل وأخذته ودخلت ترتديه في ظل غياب اصحاب المحل حيث كانت وحدها في الصباح الباكر تقوم بأعمال النظلفة كالعادة وأخذت تجرب الفستان عليها ولمحها صاحب المحل وهو يدخل من الباب لأن الفستان عليه ورقة السعر ووقفت وجهها في الارض عندما دخل صاحب المحل في ذهول وغضب كبير
ما هذا يا فتاه؟
اسفة يا حاج .لكن ملابسي تمزقت ورائحتي كريهة وخذت هذا الفستان حتى أنظف ملابسي
بتلك البساطة؟اتعرفين كم يبلغ هذا الفستان؟
لا˝وتنظر في الارض بمنتهى الاستحياء˝
من والدك؟
انا لا اعرف..كنت اعيش مع ˝ماما حنان˝ وكانت تعاملني على اني ابنتها فجأة منذ اسبوع تغيرت معاملتهم لي هي وزوجها واخرجوني من المنزل أشر خروج
إذن ادفعي ثمن هذا الفستان او اخرجي وسأبلغ الشرطة ..
وخرجت امل وهي تنظر في الارض وتبكي لأنها قد عادت إلى عادة السرقة في اشارات المرور
وفي ليلة من ذات الليالي التي جمعت فيها أمل عدد من القروش القليلة والتي اشترت بها رغيف من الخبز وجلست على الرصيف تأكله وهي تشعر بالذل والمهانة وكانت نفسيتها تحت الصفر وكانت مكسورة بعد طردها زوج حنان التي كانت تحنو على الاطفال وكانت معروفة من خلال برنامجها بطيبتها الشديدة وحنيتها وعطفها على الصغار وكانت تتمتع وقتها بوجه طفولي مثل الملاك وابتسامة جميلة من عينيها الرمادية وشعرها اصفر طويل يميل على ظهرها
ففكانت أمل تجلس على الرصيف وتأكل في رغيف الخبز التي اشترته وتتذكر انها كانت تسرق في طفولتها قبل ان تراها حنان فقالت في نفسها˝لماذا لا اعود اسرق مثلما كنت في طفولتي؟ لماذا لا يكون لدي ما يجعلني اشتري كل ما يحلو لي؟ لماذا لا يكون لدي ثروة من المال مثل حنان وزوجها؟...هيا يا أمل انسي كل شيء وفكري في نفسك فقط ˝وتنهض بعد ان تنتهي من أكلها وتقوم لكي تبدأ في ممارسة اعمال النشل والسرقة من المارة في الشوارع
وظلت لمدة شهرين على هذا الحال تسرق من كل هب ودب حتى اصبحت في عداد المحترفين إلى أن جاء يوم ملبد بالغيوم ,السحاب منخفضة وامطار وبرق ورعد وأمل في الشوارع تسرق من هنا وهناك وبينما كانت تعبر الشوارع لسرقة احد المارة في الطريق صدمتها سيارة˝شيفروليه حمراء˝ تقودها فتاة في العشرينات من عمرها كانت ترتدي فستان اسود˝سواريه˝وكان معها والدها ووالدتها وكانوا ذاهبين لحفل زفاف أحدى قريباتها في اوتيل في الزمالك على ضفاف النيل..وعندما شاهدها الاستاذ ماجدنزل من السيارة على الفور وحملها داخل السيارة وتوجهوا للمستشفىوأدخلوها ورأسها غارق في الدم وعلى الفور رآها الدكتور مهيب الذي أمر بفتح غرفة العمليات على الفوروعندما انتهة من أجراء العملية لأمل وخرج استوقفه الاستاذ ماجد˝كما أنت عارف من ملابسي أنا ذاهب لأحضر حفل زفاف وكان هذا الحادث مفاجئ فأحضر لك كامل المبلغ غداً ولكن على وعد الا تبلغ الشرطة عني ولا عن ابنتي
السبت 28 مارس
9:00 صباحا
بعد مرور عدة ايام من أجراء أمل للعملية جاء الاستاذ ماجد للإطمئنان عليها بعد ان تعافت تماما فقابل الطبيب مهيب وساله عن أمل
صباح الخير يا د مهيب..كيف حال أمل اليوم؟
هي بخير ولو أنني لم أراها اليوم ولكني شاهدتها بالامس ووجدتها أحسن من ذي قبل
أيمكنني رؤيتها؟
نعم تفضل معي
ويصل الدكتور لغرفة أمل بصحبة الاستاذ ماجد ولم يجدها في الغرفة..فيستعجب وينادي كل الاطباء والممرضين الموجودين في الطابق الرابع حيث غرفة أمل˝هل شاهدتم الفتاة التي اجريت لها العملية منذ اسبوع؟˝والكل في صمت تام ورأسه في الارض..ثم يغضب الدكتور مهيب˝انصرفوا من وجهي˝
ويأتي الاستاذ ماجد في حالة ذهولعلى وجهه العجوز الشاحب˝الم يراها أحد؟˝
لا يا استاذ اذهب انت الأن وعندما نجدها سنخبرك
ليلة السبت
2:30بعد منتصف الليل
استيقظت امل من نومها بعد ان خلى الطابق من الاطباء والممرضين وقامت على اطراف اصابعها ذهبت لغرفة الممرضات وارتدت رداء ممرضة وخرجت من السلم الخلفي للمستشفى على اطراف اصابعها وبدأت تصول وتجول وعندما شاهدت الاستاذ ماجد ذات يوم بسيارته في نفس الشارع التي كانت فيه هربت إلى شوارع مدينة السادس من اكتوبر وبالتحديد أمام مدينة الملاهي الكبيرة هناك وفي أثناء ما كانت تمارس عاداتها في النشل والسرقة من المارة في الشارع وجدت اعلان كبير على بوابة الملاهي عن حفل أعياد الربيع ..فذهبت إلى عربة كانت تبيع الكجك واشترت لها كحكة وجلست على الرصيف المقابل لمدينة الملاهي تأكل وتفكر˝كيف أدخل الحفل؟سيكون زحام شديد في هذا اليوم وساسرق الكثير وسأشاهد المطرب الذي أحبه..˝
الاثنين7ابريل
9:00صباحا
كان يوم أعياد الربيع والمتنزهات ومدينة الملاهي مزدحمين والحدائق مزينة بالورود والاشجار والاطفال التي تلعب وتمرح وسطها وتسمع أغنية˝الدنيا ربيع والجو بديع˝للسندريللا سعاد حسني..دخلت أمل متسللة بين المارة إلى مدينة الملاهي وظلت تسرق من الناس وتلعب وتمرح أكنها لم تسرق ولم تفعل شيء حتى جاءت الساعة الرابعة موعد انظلاق الحفلوالذي بدأ بفقرات الاطفال والمسابقات وفقرة الدي جي وكانت أخر فقرات الحفل في الثامنة مساءا المطرب˝حسام˝ حيث انه مطرب مغمور في الخامسة والعشرين من عمره قصير القامة شعره اسود أكرت وعينيه زرقاوتين
اقترب موعد ظهور المطرب حسام على المسرح وأمل تسلل بيم المعجبين الملتفين حوله ودخلت للكواليس واقتربت منه وتسللت إلى جيبه الخلفي وسرقت حافظته حيث تتمتع بخفة يد لم يلحظها أحدحتى الحراس الملتفين حوله..وعندما جاء دوره على المسلاح صعد وقدم فقرتهعلى مدار ثلاث ساعات وانتهى في الحادية عشرليلاً ..وعندما ركب سيارته ليذهب لمنزله كان يريد بعض النقود فأخذ يبحث عن حافظته لم يجدها في جيبه.وظل يصرخ.˝أين حافظتي؟هل وقعت مني داخل الملاهي؟ودخل ليبحث عنها فلم يجدها..ظل يصرخ أين المدير؟وأخذ الحراس في تفتيش المكان فلم يجدوهاوغادر وهو يتوعد لمدينة الملاهي ومديرها
اليوم التالي
2:30بعد منتصف الليل
رن جرس باب المنزل ففتح حسام فوجد فتاة حسناء في الثامنة عشر من عمرها بفستان متسخ وممزق ورائحتها كريهة غتعجب:من أنت؟
هل تخصك˝وتمسك بالحافظة˝؟
حسام في لهفة:نعم اين كانت˝ويقلب في اوراقه الشخصية يطمئن لوجودها ولم يجد النقود˝..
كيف عرفتي عنواني؟
هل تحتاج سؤال؟
عندك حق..
اتتركني على الباب هكذا؟
تفضلي ..ماذا تشربي؟
أريد أن آكل..هل لديك طعام
تفضلي إلى المطبخ من هنا˝ويفتح لها الثلاجة ويخرج منها بعض الطعام˝..أتعلمي كان من الممكن ان ابلغ عنك الشرطة حالا بل وأجعلهم يقبضوا عليكي متلبسة ولكن انا لم افعل ذلك وأيضاً ستكوني معي هنا في المنزل تطبخي لي وتنظفي لي المنزل..
خادمة؟
شيء مثل ذلك..
سمعاً وطاعة..ودخل حسام يرتب لها غلافة لتنام فيها
صباح اليوم التالي
استيقظ حسام وايقظ امل لكي تحضر له الفطار وبعد ذلك أخذها لمحل ملابس لتشتري بعض الملابس بدلا من ملابسها الممزقة التي ترتديها واستقلا سيارته وذهبا لمحل الملابس الذي كان بالصدفة المحل المشؤوم الذي سرقت منه الفستان الذي ترتديه فعندما دخلت مع حسام المحل كان الحاج حامد هناك وعرفها وأمسك بها وكاد أن يبلغ الشرطة وتدخل حسام لانقاذ الموقف ودفع ثمن الفستان وأخذ بعض الملابس له ولها ..وبعد ذلك وفي طريق عودتهم للمنزل اوقف حسام السيارة عند محل خضراوات وطيور واعطى امل نقود كي تشتري بعض الخضراوات والطيور للغذاء وبعدها نزل ودخل لمحل الكترونيات ليشتري كاميرات مراقبة صعيرة وجهاز توصيلها على اللاب توب..وعاد حسام وترك أمل في المنزل كي تطبخ وذهب لعمله ..دخلت امل للمطبخ محتارة ماذا ستفعل بالفراخ والخضار فظلت تطبخهم كما تعرف بالطبع ليس الطهي الجيد لأنها لم تدخل مطبخ على الاطلاق ووضعت الخضراوات دون تنظيف وظلت على هذا الحال اربع او خمس ساعات حتى عاد حسام من العمل فوجد أمل مازالت بملابسها المتسخة في المطبخ في حيرة كبيرة..فتركها ودخل للحمام يركب الكاميرات واحدة وفي غرفة نومها واحدة وهي محتارة وعندما شاهدها تبكي وشاهد المطبخأخذت تعتذر لحسام على عدم معرفتها لطهي الفراخ والخضراوات:أسفة لا اعرف كيف يكون الطهي
لا عليكي سنأكل خارج البيت..اجهزي لأخذك في المطعم الواقع خلف المنزل..ولكن انتظري سأستعمل الحمام أولا ودخل ليتأكد من تركيب الكاميرا وتسليطها عليها وتوصيلها عن طريق اللاب ثوب الخاص به
استعدت امل للخروج مع حسام فارتدت الملابس الجديدة وخرجت معه دون ان تلاحظ شيء
في نفس اليوم
10:00ليلا
كان حسام يجلس ويتابع الفيلم الاجنبي على قناة ام بي سي 2 وكانت أمل قد انتهت من كافة اعمال المنزل ويتضح عليها اللهفة لمتابعة أحداث الفيلم ووقفت خلف حسام تتابع بشغف ..نادى عليها ˝اجلسي يا أمل˝وجلست بجانبه على الارض وقام وأحضر لها كوب من الشاي ووضع فيه بعض الحبوب المنومة
11:00مساءا
شعرت أمل بالنعاس وكانت مرهقة من اعمال المنزل فدخلت غرفتها بدلت ملابسها وأخلدت إلى النوم العميق من مفعول المنوم التي لا تعرف عنه شيء
في الواحدة بعد منتصف الليل كان حسام يجلس وحده يتابع على اللاب توب ما تم التقاطه لأمل من كاميرا الحمام وكان ينقله على اسطوانات مدمجة ويخبأها في مكان لا يعرفه سواه..وبعد ان اطمأن لظبط اللاب توب على ذر التسجيل وظبط كاميرا غرفتها دخل حسام غرفة أمل على أطراف اصابعه دون ان تدري ونام بجانبها في السرير فحاول ان يلمس جسدها واغتصبها دون ان تدري وفعل ما فعله..واستيقظا من النوم في صباح اليوم التالي وكأن شيء لم يكن
بعد مرور شهرين
استيقظت امل في فجر ذات يوم على آلام شديدة في معدتها ووقتها لم يكن حسام في المنزل فكان يقوم بتصوير فيديو كليب لأغنية جديدة من أغانيه .فأخذت مسكن وأخذت تنظف المنزل وخاصة غرفة مكتب حسام وبالصدفة عندما دخلت وبدأت تنظفها شاهدت اللاب توب مضبوط على كاميرا الغرفة..فأخذت تبكي وتتذكر ألم معدتها ودخل حسام المنزل فوجدها أمام اللاب توب وهي تنظر له في ذهول وهو غتضب˝ ماهذا؟ماذا تفعلي هنا؟
أنظف المكتب
لماذا لم تخبريني وما الذي ايقظك في هذا الوقت المبكر؟
كنت أعاني من ألم في معدتي واستيقظت لآخذ مسكن..ولكن ما الذي فعلته أنت؟
اتقوم بتصويري وانا عارية؟
نعم
وفاجأتها آلام معدته فأخذها حسام على الفور وذهب بها للطبيب والذي أكد لها حملها في الشهر الثاني وتنظر لحسام في ذهول˝كيف ذلك؟من من؟˝
انا لم افعل شيء تذكري من قابلتي وماذا فعل معك؟
انا لم اقابل أحد غيرك..ماذا فعلت بي؟
تسببت لي في هذا الحمل فأنت من دخلت غرفتي..وعليك الآن ان تتزوجني وتعترف بجنينك الذي في بطني وإلا سأودعك السجن
اياكي وإذا تفوهتي بكلمة واحدة سأرفع المقاطع التي صورتها على المواقع المختلفة وعلى اليوتيوب وستكون فضيحتك عالمية
انت جبان..استغليت ضعفي وقلة حيلتي وفقري أسوأ استغلال ..ماذا افعل الآن؟˝
ولماذا تقولي هكذا؟لماذا لا تقولي اني أحبك؟ أحب ضعفك وقلة حيلتك وكل ما فيكي؟
أتسمي هذا حب؟أنت كاذب ..تقول هذا الكلام المعسول لكل واحدة كي تكسب اغراضك الدنيئة ثم ترميها في الشارع
وفي صباح اليوم التالي استيقظت امل مبكرا وذهبت لغرفة حسام وسرقت النقود من دولاب ملابسه واسرعت لمستشفى تتعلق بالحمل والولادة ودخلت على الطبيبزهي في قمة ثورتها
اريد أن أتخلص من الجنين في اسرع وقت
كيف يا ابنتي؟
لا اعرفبل تصرف انت..انت طبيب ..خلصني من الجنين بل من حياتي كلها
وطلب منها الطبيب بشير بعض الاشعة والتحاليل اللازمة لاجراء العملية وذهبت أمل لمعمل التحاليل داخل المستشفى وأجرت التحاليل اللازمة وعادت للطبيب بشير في اليوم التالي ومعها نتيجة التحاليل التي أثبتت خطورة إجراء العملية على حياتها ولكنها أصرت بعد ان أخبرها الطبيب ونبهها بخطورة العملية على حياتها ولكنها أصرت وأعطت الطبيب النقود المسروقة من دولاب حسام وعادت للمنزل لتستعد للعملية ..فجمعت ملابسها في حقيبتها وخرجت من البيت دون ان يدري حسام حيث كان نائما وذهبت للمستشفى حيث استقبلها دكتور بشير وفتح لها غرفة العمليات وأجرى لها العملية وفي أثناء ما كانت تجري أمل العملية فاجأها هبوط في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب وكانت حالتها حرجة فدخلت غرفة العناية المركزة يومين وبعدها توفيت في اليوم الثالث للعملية
استيقظ حسام من نومه في الثانية عشر ظهرا وظل ينادي أمل كي تحضر له الافطار وظل يبحث عنها في المنزل ودخل غرفتها وجدها خالية حتى الدولاب ..ظل حسام يبحث عنها في اشارات المرور وفي مدينة الملاهي أيام حتى اتسخت ملابسه واطلق لحيته وشاربه وظل يبحث عنها ويتفقد الوجوه النائمة على الارصفة وظل شهرين على ذلك حتى قابله الدكتور بشير في مساء ذات يوم وشاهده واستعجب:حسام؟ ما الذي اتى بك إلى هنا؟
ابحث عن الفتاة أمل..
أمل التي أتيت لي بها للعيادة منذ شهرين وكانت حامل منك؟
نعم هي..لا اعرف اين هي بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها
ولم تجدها في الدنيا يا بني..
ماذا تقصد يا د بشير؟
توفيت وهي تجري عملية للتخلص من الجنين ونبهتها من خطورتها ولكنها أصرت واعطتني خمسة آلاف جنيه وفي أثناء العملية اصيبت بهبوط في الدورة الدموية وتوقفت عضلة القلبوظلت في العناية المركزة ليومين وفي الثالث فارقت الدنيا كلها
عاد حسام لمنزله وظل حبيس جدران البيت لشهور حتى فقد عمله ونقوده واصبح متشردا في الشوارع...