█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ لم يعد لدىَّ أيضا بيت العائلة الكبير الذي كان يتوسط أوسع أزقة الحارة اختفت ملامح الأجداد والآباء، بينما ظلت حكايات الجدات والأمهات تحيي ملامحنا وملامح الحارة، وتبث أشواق الراحلين وتبعث أرواحهم كل يوم في أحلامي ... أعرف أنني سأهرب اليوم كالعادة . ❝
❞ وكنت أنا، رغم كراهيتي للحرب، أزور المقابر وأجمع الأحذية وأُكفكف الدموع. وكانت تَطربني فكرة الموتى الذين هربوا من الحرب وسكنوا المقابر إل أبد الآبدين، اولئك الذين تركوا احذيتهم الدامية كشاهد على غياب الجسد . ❝
❞ لا أحب الحرب ولا أحب من يحبها. ليس لي أصدقاء محاربين ولا أصدقاء حاربوا أو يحاربون أو سيحاربون. وليس لي أصدقاء ماتوا في الحرب. كل أصدقائي مدمنون، وكلهم ماتوا بفعل الإدمان. منهم من أدمن الحب، ومنهم من أدمن «الوطن»، ومنهم من أدمن الصدق، ومنهم من أدمن الحشيش، ومنهم من أدمن الكحول، ومنهم من أدمن الحياة، ومنهم من أدمن حارته وأبواب بيته ونوافذه وشقوق الأرض. كلهم كانوا صغارا، منهم من بقي صغيرا إلى الأبد، ومنهم من شاب وظل صغيرا يغري الحياة بالحب، ويحتويها بالحنان، وإذا خذلته، يدمنها وينضم إلى قائمة أصدقائي . ❝
❞ حارتنا لها روح تستيقظ عند الفجر، تحلق أعلى شارع الخرنفش وتدور على البيوت والدروب والأزقة تباركها وتأخذ بيد العجائز وتبشر الأطفال وتصل إلينا ضاحكة ومتعبة قليلا فترتاح عند مدخل معبد سيدنا موسى بن ميمون تهشنا خالتنا كأفراخ فراشات دب النبض فيها للتو . ❝