█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ حوار مع صديقي الملحد .
إذا كان الله قدَّر عليّ أفعالي فلماذا يحاسبني؟
قال صديقي في شماتة وقد تصوّر أنه أمسكني من عنقي وأنه لا مهرب لي هذه المرة :
أنتم تقولون إن الله يُجري كل شيء في مملكته بقضاء وقدر، وإن الله قدَّر علينا أفعالنا ، فإذا كان هذا هو حالي ، وأن أفعالي كلها مقدّرة عنده فلماذا يحاسبني عليها ؟
لا تقل لي كعادتك .. أنا مخيـَّر .. فليس هناك فرية أكبر من هذه الفرية ودعني أسألك :
هل خُـيّرتُ في ميلادي وجنسي وطولي وعرضي ولوني ووطني ؟
هل باختياري تشرق الشمس ويغرب القمر ؟
هل باختياري ينزل عليَّ القضاء ويفاجئني الموت وأقع في المأساة فلا أجد مخرجاً إلا الجريمة ..
لماذا يُكرهني الله على فعل ثم يؤاخذني عليه ؟
وإذا قلت إنك حر ، وإن لك مشيئة إلى جوار مشيئة الله ألا تشرك بهذا الكلام وتقع في القول بتعدد المشيئات ؟
ثم ما قولك في حكم البيئة والظروف ، وفي الحتميات التي يقول بها الماديون التاريخيون ؟
أطلق صاحبي هذه الرصاصات ثم راح يتنفس الصعداء في راحة وقد تصوَّر أني توفيت وانتهيت ، ولم يبق أمامه إلا استحضار الكفن..
قلت له في هدوء :
أنت واقع في عدة مغالطات .. فأفعالك معلومة عند الله في كتابه ، ولكنها ليست مقدورة عليك بالإكراه .. إنها مقدَّرة في علمه فقط .. كما تقدِّر أنت بعلمك أن ابنك سوف يزني .. ثم يحدث أن يزني بالفعل .. فهل أكرهته .. أو كان هذا تقديراً في العلم وقد أصاب علمك ..
أما كلامك عن الحرية بأنها فرية ، وتدليلك على ذلك بأنك لم تخيَّر في ميلادك ولا في جنسك ولا في طولك ولا في لونك ولا في موطنك ، وأنك لا تملك نقل الشمس من مكانها .. هو تخليط آخر ..
وسبب التخليط هذه المرة أنك تتصوَّر الحرية بالطريقة غير تلك التي نتصورها نحن المؤمنين ..
أنت تتكلم عن حرية مطلقة .. فتقول .. أكنت أستطيع أن أخلق نفسي أبيض أو أسود أو طويلا أو قصيراً .. هل بإمكاني أن أنقل الشمس من مكانها أو أوقفها في مدارها .. أين حريتي ؟
ونحن نقول له : أنت تسأل عن حرية مطلقة .. حرية التصرف في الكون وهذه ملك لله وحده .. نحن أيضاً لا نقول بهذه الحرية { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ } 68 سورة القصص
ليس لأحد الخيرة في مسألة الخلق ، لأن الله هو الذي يخلق ما يشاء ويختار ..
ولن يحاسبك الله على قِصَرك ولن يعاتبك على طولك ولن يعاقبك لأنك لم توقف الشمس في مدارها ، ولكن مجال المساءلة هو مجال التكليف .. وأنت في هذا المجال حر .. وهذه هي الحدود التي نتكلم فيها ..
أنت حر في أن تقمع شهوتك وتلجم غضبك وتقاوم نفسك وتزجر نياتك الشريرة وتشجع ميولك الخيرة..
أنت تستطيع أن تجود بمالك ونفسك ..
أنت تستطيع أن تصدق وأن تكذب ..
وتستطيع أن تكف يدك عن المال الحرام ..
وتستطيع أن تكف بصرك عن عورات الآخرين ..
وتستطيع أن تمسك لسانك عن السباب والغيبة والنميمة ..
في هذا المجال نحن أحرار ..
وفي هذا المجال نُحاسَب ونُسأل ..
الحرية التي يدور حولها البحث هي الحرية النسبية وليست الحرية المطلقة حرية الإنسان في مجال التكليف..
وهذه الحرية حقيقة ودليلنا عليها هو شعورنا الفطري بها في داخلنا فنحن نشعر بالمسئولية وبالندم على الخطأ ، وبالراحة للعمل الطيب .. ونحن نشعر في كل لحظة أننا نختار ونوازن بين احتمالات متعددة ، بل إن وظيفة عقلنا الأولى هي الترجيح والاختيار بين البديلات ..
ونحن نفرق بشكل واضح وحاسم بين يدنا وهي ترتعش بالحمى ، ويدنا وهي تكتب خطاباً .. فنقول إن حركة الأولى جبرية قهرية ، والحركة الثانية حرة اختيارية .. ولو كنا مسيرين في الحالتين لما استطعنا التفرقة ..
ويؤكد هذه الحرية ما نشعر به من استحالة إكراه القلب على شيء لا يرضاه تحت أي ضغط .. فيمكنك أن تُكره امرأة بالتهديد والضرب على أن تخلع ثيابها .. ولكنك لا تستطيع بأي ضغط أو تهديد أن تجعلها تحبك من قلبها ومعنى هذا أن الله أعتق قلوبنا من كل صنوف الإكراه والإجبار ، وأنه فطرها حرة ..
ولهذا جعل الله القلب والنية عمدة الأحكام ، فالمؤمن الذي ينطق بعبارة الشرك والكفر تحت التهديد والتعذيب لا يحاسب على ذلك طالما أن قلبه من الداخل مطمئن بالإيمان ، وقد استثناه الله من المؤاخذة في قوله تعالى: { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ٌ} 106 سورة النحل
والوجه الآخر من الخلط في هذه المسألة أن بعض الناس يفهم حرية الإنسان بأنها علو على المشيئة ، وانفراد بالأمر ، فيتهم القائلين بالحرية بأنهم أشركوا بالله وجعلوا له أنداداً يأمرون كأمره ، ويحكمون كحكمه ، وهذا ما فهمته أنت أيضاً .. فقلت بتعدد المشيئات .. وهو فهم خاطئ .. فالحرية الإنسانية لا تعلو على المشيئة الإلهية ..
إن الإنسان قد يفعل بحريته ما ينافي الرضا الإلهي ولكنه لا يستطيع أن يفعل ما ينافي المشيئة ..
الله أعطانا الحرية أن نعلو على رضاه "فنعصيه" ، ولكن لم يعط أحداً الحرية في أن يعلو على مشيئته .. وهنا وجه آخر من وجوه نسبية الحرية الإنسانية ..
وكل ما يحدث منا داخل في المشيئة الإلهية وضمنها ، وإن خالف الرضا الإلهي وجانب الشريعة ..
وحريتنا ذاتها كانت منحة إلهية وهبة منحها لنا الخالق باختياره .. ولم نأخذها منه كرهاً ولا غصباً ..
إن حريتنا كانت عين مشيئته ..
ومن هنا معنى الآية : {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن يَشَاء اللَّهُ } 30 سورة الإنسان
لأن مشيئتنا ضمن مشيئته ، ومنحة منه ، وهبة من كرمه وفضله ، فهي ضمن إرادته لا ثنائية ولا تناقض ، ولا منافسة منا لأمر الله وحكمه ..
والقول بالحرية بهذا المعنى لا ينافي التوحيد ، ولا يجعل لله أنداداً يحكمون كحكمه ويأمرون كأمره .. فإن حرياتنا كانت عين أمره ومشيئته وحكمه ..
والوجه الثالث للخلط أن بعض من تناولوا مسألة القضاء والقدر والتسيير والتخيير .. فهموا القضاء والقدر بأنه إكراه للإنسان على غير طبعه وطبيعته وهذا خطأ وقعت فيه أنت أيضاً .. وقد نفى الله عن نفسه الإكراه بآيات صريحة :
{إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} 4 سورة الشعراء
والمعنى واضح .. أنه كان من الممكن أن نُكره الناس على الإيمان بالآيات الملزمة ، ولكننا لم نفعل .. لأنه ليس في سنتنا الإكراه ..
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } 256 سورة البقرة
{ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } 99 سورة يونس
ليس في سُنة الله الإكراه ..
والقضاء والقدر لا يصح أن يُفهم على أنه إكراه للناس على غير طبائعهم .. وإنما على العكس ..
الله يقضي على كل إنسان من جنس نيته .. ويشاء له من جنس مشيئته ، ويريد له من جنس إرادته ، لا ثنائية ... تسيير الله هو عين تخيير العبد ، لأنه الله يسيِّر كل امرئ على هوى قلبه وعلى مقتضى نياته ..
{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا } 20 سورة الشورى
{ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً } 10 سورة البقرة
{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى } 17 سورة محمد
وهو يخاطب الأسرى في القرآن :
{ إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ } 70 سورة الأنفال
الله يقضي ويقدِّر ، ويجري قضاءه وقدره على مقتضى النية والقلب .. إن شراً فشر وإن خيراً فخير..
ومعنى هذا أنه لا ثنائية .. التسيير هو عين التخيير .. ولا ثنائية ولا تناقض ..
الله يسيِّرنا إلى ما اخترناه بقلوبنا ونياتنا، فلا ظلم ولا إكراه ولا جبر ، ولا قهر لنا على غير طبائعنا ..
{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } 5 سورة الليل
{ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى } 17 سورة الأنفال
هنا تلتقي رمية العبد والرمية المقدَّرة من الرب ، فتكون رمية واحدة.. وهذا مفتاح لغز القضاء والقدر .. على العبد النية، وعلى الله التمكين، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر..
والحرية الإنسانية ليست مقداراً ثابتاً ، ولكنها قدرة نسبية قابلة للزيادة ..
الإنسان يستطيع أن يزيد من حريته بالعلم .. باختراع الوسائل والأدوات والمواصلات استطاع الإنسان أن يطوي الأرض ، ويهزم المسافات ، ويخترق قيود الزمان والمكان .. وبدراسة قوانين البيئة استطاع أن يتحكم فيها ويسخرها لخدمته، وعرف كيف يهزم الحر والبرد والظلام ، وبذلك يضاعف من حرياته في مجال الفعل ..
العلم كان وسيلة إلى كسر القيود والأغلال وإطلاق الحرية ..
أما الوسيلة الثانية فكانت الدين .. الاستمداد من الله بالتقرب منه .. والأخذ عنه بالوحي والتلقي والتأييد .. وهذه وسيلة الأنبياء ومن في دربهم ..
سخّر سليمان الجن وركب الريح وكلّم الطير بمعونة الله ومدده ..
وشق موسى البحر .. وأحيا المسيح الموتى .. ومشى على الماء .. وأبرأ الأكمه والأبرص والأعمى ..
ونقرأ عن الأولياء أصحاب الكرامات الذين تُطوى لهم الأرض وتكشف لهم المغيبات ..
وهي درجات من الحرية اكتسبوها بالاجتهاد في العبادة والتقرب إلى الله والتحبب إليه .. فأفاض عليهم من علمه المكنون ..
إنه العلم مرة أخرى ..
ولكنه هذه المرة العلم "اللدني" ..
ولهذا يُلخص أبو حامد الغزالي مشكلة المخيَّر والمسيَّر قائلاً في كلمتين :
الإنسان مخيَّر فيما يعلم ..
مسيَّر فيما لا يعلم ..
وهو يعني بهذا أنه كلما اتسع علمه اتسع مجال حريته .. سواء كان العلم المقصود هو العلم الموضوعي أو العلم اللدنِّي ..
ويخطئ المفكرون الماديون أشد الخطأ حينما يتصورون الإنسان أسير الحتميات التاريخية والطبقية .. ويجعلون منه حلقة في سلسلة من الحلقات لا فكاك له ، ولا مهرب من الخضوع لقوانين الاقتصاد وحركة المجتمع ، كأنما هو قشة في تيار بلا ذراعين وبلا إرادة ..
والكلمة التي يرددونها ولا يتعبون من ترديدها وكأنها قانون : "حتمية الصراع الطبقي" وهي كلمة خاطئة في التحليل العلمي ، لأنه لا حتميات في المجال الإنساني ، وإنما على الأكثر ترجيحات واحتمالات .. وهذا هو الفرق بين الإنسان ، وبين التروس ، والآلات والأجسام المادية .. فيمكن التنبوء بخسوف الشمس بالدقيقة والثانية ، ويمكن التنبؤ بحركاتها المستقبلة على مدى أيام وسنين .. أما الإنسان فلا يمكن أن يعلم أحد ماذا يُضمر وماذا يُخبئ في نياته ، وماذا يفعل غداً أو بعد غد .. ولا يمكن معرفة هذا إلا على سبيل الاحتمال والترجيح والتخمين ، وذلك على فرض توفر المعلومات الكافية للحكم ..
وقد أخطأت جميع تنبؤات كارل ماركس ، فلم تبدأ الشيوعية في بلد متقدم كما تنبأ ، بل في بلد متخلف ، ولم يتفاقم الصراع بين الرأسمالية والشيوعية ، بل تقارب الاثنان إلى حالة من التعايش السلمي ، وأكثر من هذا فتحت البلاد الشيوعية أبوابها لرأس المال الأمريكي .. ولم تتصاعد التناقضات في المجتمع الرأسمالي إلى الإفلاس الذي توقعه كارل ماركس ، بل على العكس ، ازدهر الاقتصاد الرأسمالي ووقع الشقاق والخلاف بين أطراف المعسكر الاشتراكي ذاته ..
أخطأت حسابات ماركس جميعها دالة بذلك على خطأ منهجه الحتمي .. ورأينا صراع العصر الذي يحرك التاريخ هو الصراع اللاطبقي بين الصين وروسيا ، وليس الصراع الطبقي الذي جعله ماركس عنوان منهجه .. وكلها شواهد على فشل الفكر المادي في فهم الإنسان والتاريخ ، وتخبطه في حساب المستقبل .. وجاء كل ذلك نتيجة خطأ جوهري ، هو أن الفكر المادي تصوَّر أن الإنسان ذبابة في شبكة من الحتميات .. ونسي تماماً أنّ الإنسان حر .. وأن حريته حقيقة ..
أمّا كلام الماديين عن حكم البيئة والمجتمع والظروف ، وأن الإنسان لا يعيش وحده ولا تتحرك حريته في فراغ ..
نقول ردّاً على هذا الكلام : إن حكم البيئة والمجتمع والظروف كمقاومات للحرية الفردية إنما يؤكد المعنى الجدلي لهذه الحرية ولا ينفيه .. فالحرية الفردية .. لا تؤكد ذاتها إلا ّ في وجه مقاومة تزحزحها..
أما إذا كان الإنسان يتحرك في فراغ بلا مقاومة من أي نوع فإنه لا يكون حراً بالمعنى المفهوم للحرية، لأنه لن تكون هناك عقبة يتغلب عليها ويؤكد حريته من خلالها ..
كتاب حوار مع صديقي الملحد
للدكتور مصطفى محمود رحمه الله . ❝
❞ يقول الفيلسوف الحكيم أبو حامد الغزالي كلما أزداد القوس اعوجاجاً أعطى السهم توتراً واندفاعاً أكثر ليصيب هدفه وذلك هو الكمال الذي يخفى في باطن النقص . ❝
❞ حوار مع صديقي الملحد
قال صاحبي :-
تقول إن القرآن لا يتناقض مع نفسه فما بالك بهذه الآية :
( فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ) 39- الكهف
و الآية الأخرى التي تنقضها :
( و ما تشاءون إلا أن يشاء الله ) 30- الإنسان
ثم نجد القرآن يقول عن حساب المذنبين إنهم سوف يسألون :
( ستكتب شهادتهم و يسألون ) 19- الزخرف
( و إنه لذكر لك و لقومك و سوف تسألون ) 44- الزخرف
و مرة أخرى يقول :
( و لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) 78- القصص
و أنهم سوف يعرفون بسيماهم :
( فيؤخذ بالنواصى و الأقدام ) 41- الرحمن
ومرة يقول إنه لا أحد سوف يشد وثاق المجرم .
( ولا يوثق وثاقه أحد ) 26- الفجر
بمعنى أن كل واحد سوف يتكفل بتعذيب نفسه .
( كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) 14- الإسراء
و مرة يقول :
( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) 32- الحاقة
قلت له :
هذه ليست تناقضات .. و لنفكر فيها معاً ، فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر .. آية صريحة تشير إلى حرية العبد و اختياره .. و لكن هذه الحرية لم نأخذها من الله غصباً وغلاباً .. و إنما أعطاها إيانا بمشيئته .. فتأتي الآية الثانية لتشرح ذلك فتقول :
( و ما تشاءون إلا أن يشاء الله )
أي أن حرية العبد "ضمن" مشيئة الرب و ليست ضدها .. أي أن حرية العبد يمكن أن تناقض الرضا الإلهي فتختار المعصية و لكنها لا يمكن أن تناقض المشيئة .. فهي تظل دائماً ضمن المشيئة ، ولو خالفت الرضا .. و هي نقطة دقيقة .. و قلنا إن التسيير الإلهي هو عين التخيبر، لأن الله يختار للعبد من جنس نيته و قلبه.. و معنى ذلك أنه يريد للعبد نفس ما أراد العبد لنفسه بنيته و اختيار قلبه ... أي أن العبد مسير إلى ما اختار .. و معنى ذلك أنه لا إكراه و أنه لا ثنائية و لا تناقض .. و أن التسيير هو عين التخيير .. و هي مسألة من أدق المسائل في فهم لغز المخير و المسير .. و ما تسميه أنت تناقضاً هو في الحقيقة جلاء ذلك السر .
أما الآيات الواردة عن الحساب فإن كل آية تعنى طائفة مختلفة ، فهناك من سوف يسأل و تطلب شهادته ، و هناك من ستكون ذنوبه من الكثرة بحيث تطفح على وجهه ، و هؤلاء هم الذين سوف يعرفون بسيماهم فيؤخذون بالنواصى و الأقدام ، و هناك المعاند المنكر الذي سوف تشهد عليه يداه ورجلاه :
( اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) 65- يس
و هناك من سيكون حسيباً على نفسه يعذبها بالندم و يشد وثاقها بالحسرة .. و هو الذي لا يوثق وثاقه أحد .. و هناك أكابر المجرمين الجبارين الذين سوف يكذبون على الله ، و هم يواجهونه و يحلفون الكذب و هم في الموقف العظيم :
( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم و يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ) 18- المجادلة
و هؤلاء هم الذين سوف يسحبون على وجوههم و يوثقون في السلاسل .. و أبو حامد الغزالي يفسر هذه السلاسل بأنها سلاسل الأسباب .
- وما رأيك في كلام القرآن عن العلم الإلهي ؟ :
( إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدرى نفس ماذا تكسب غداً و ما تدرى نفس بأي أرض تموت ) 34- لقمان
يقول القرآن إن الله اختص نفسه بهذا العلم لا يعلمه غيره :
( و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) 51- الأنعام
فما بالك الآن بالطبيب الذي يستطيع أن يعلم ما بالأرحام ، ويستطيع أن يتنبأ إن كان ذكراً أم أنثى .. و ما بالك بالعلماء الذين أنزلوا المطر الصناعي بالأساليب الكيماوية .
- لم يتكلم القرآن عن إنزال المطر وإنما عن إنزال الغيث ، و هو المطر الغزير الكثيف الذي ينزل بكميات تكفى لتغيير مصير أمة و إغاثتها و نقلها من حال الجدب إلى حال الخصب و الرخاء .. و المطر بهذه الكميات لا يمكن إنزاله بتجربة .
أما علم الله لما في الأرحام فهو علم كلي محيط و ليس فقط علماً بجنس المولود هل هو ذكر أو أنثى ، و إنما علم بمن يكون ذلك المولود و ما شأنه و ماذا سيفعل في الدنيا ، و ما تاريخه من يوم يولد إلى يوم يموت : و هو أمر لا يستطيع أن يعلمه طبيب .
- و ما حكاية كرسي الله الذي تقولون إنه وسع السموات والأرض .. و عرش الله الذي يحمله ثمانية .
- إن عقلك يسع السموات والأرض و أنت البشر الذي لا تذكر .. فكيف لا يسعها كرسي الله .. و الأرض و الشمس و الكواكب و النجوم وا لمجرات محمولة بقوة الله في الفضاء .. فكيف تعجب لحمل عرش ..
- و ما هو الكرسي و ما العرش ؟
- قل لي ما الإلكترون أقل لك ما الكرسي ؟ قل لي ما الكهرباء ؟ قل لي ما الجاذبية ؟ قل لي ما الزمان ؟ إنك لا تعرف ماهية أي شيء لتسألني ما الكرسي و ما العرش ؟ إن العالم مملوء بالأسرار و هذه بعض أسراره .
- و النملة التي تكلمت في القرآن و حذرت بقية النمل من قدوم سليمان و جيشه :
( قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده ) 18- النمل
- لو قرأت القليل عن علم الحشرات الآن لما سألت هذا السؤال .. إن علم الحشرات حافل بدراسات مستفيضة عن لغة النمل و لغة النحل .
و لغة النمل الآن حقيقة مؤكدة .. فما كان من الممكن أن تتوزع الوظائف في خلية من مئات الألوف و يتم التنظيم و تنقل الأوامر و التعليمات بين هذا الحشد الحاشد لولا أن هناك لغة للتفاهم ، و لا محل للعجب في أن نملة عرفت سليمان .. ألم يعرف الإنسان الله ؟
- و كيف يمحو الله ما يكتب في لوح قضائه :
( يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ) 38- الرعد
أيخطيء ربكم كما نخطيء في الحساب فنمحو و نثبت .. أم يراجع نفسه كما نراجع أنفسنا ؟!
- الله يمحو السيئة بأن يلهمك بالحسنة ويقول في كتابه :
( إن الحسنات يذهبن السيئات ) 114- هود
و يقول عن عباده الصالحين : ( و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة ) 73- الأنبياء
و بذلك يمحو الله دون أن يمحو و هذا سر الآية 39 من سورة الرعد التي ذكرتها .
- و ما رأيك في الآية ؟
( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 56- الذاريات
هل كان الله في حاجة لعبادتنا ؟!
- بل نحن المحتاجون لعبادته .. أتعبد المرأة الجميلة حباً بأمر تكليف ، أم أنك تلتذ بهذا الحب و تنتشي و تسعد لتذوقك لجمالها ؟
كذلك الله و هو الأجمل من كل جميل إذا عرفت جلاله و جماله و قدره عبدته ، و وجدت في عبادتك له غاية السعادة و النشوة .
إن العبادة عندنا لا تكون إلا عن معرفة .. والله لا يعبد إلا بالعلم .. و معرفة الله هي ذروة المعارف كلها ، و نهاية رحلة طويلة من المعارف تبدأ منذ الميلاد و أول ما يعرف الطفل عند ميلاده هو ثدي أمه ، و تلك أول لذة ، ثم يتعرف على أمه وأبيه و عائلته و مجتمعه و بيئته ، ثم يبدأ في استغلال هذه البيئة لمنفعته ، فإذا هي ثدي آخر كبير يدر عليه الثراء و المغانم و الملذات ، فهو يخرج من الأرض الذهب و الماس ، و من البحر اللآليء ، و من الزرع الفواكه و الثمار ، و تلك هي اللذة الثانية في رحلة المعرفة .
ثم ينتقل من معرفته لبيئته الأرضية ليخرج إلى السموات و يضع رجله على القمر ، و يطلق سفائنه إلى المريخ في ملاحة نحو المجهول ليستمتع بلذة أخرى أكبر هي لذة استطلاع الكون ، ثم يرجع ذلك الملاح ليسأل نفسه .. و من أنا الذي عرفت هذا كله .. ليبدأ رحلة معرفة جديدة إلى نفسه .. بهدف معرفة نفسه و التحكم في طاقاتها و إدارتها لصالحه و صالح الآخرين ، و تلك لذة أخرى ..
ثم تكون ذروة المعارف بعد معرفة النفس هي معرفة الرب الذي خلق تلك النفس .. و بهذه المعرفة الأخيرة يبلغ الإنسان ذروة السعادات ، لأنه يلتقى بالكامل المتعال الأجمل من كل جميل .. تلك هي رحلة العابد على طريق العبادة .. و كلها ورود و مسرات ..
و إذا كانت في الحياة مشقة ، فلأن قاطف الورود لابد أن تدمي يديه الأشواك .. و الطامع في ذرى اللانهاية لابد أن يكدح إليها .. و لكن وصول العابد إلى معرفة ربه و انكشاف الغطاء عن عينيه .. ما أروعه .
يقول الصوفي لابس الخرقة : " نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف "
تلك هي لذة العبادة الحقة .. و هي من نصيب العابد .. و لكن الله في غنى عنها و عن العالمين .. و نحن لا نعبده بأمر تكليف و لكنا نعبده لأننا عرفنا جماله و جلاله .. و نحن لا نجد في عبادته ذلاً بل تحرراً و كرامة .. تحرراً من كل عبوديات الدنيا .. تحرراً من الشهوات و الغرائز و الأطماع و المال .. و نحن نخاف الله فلا نعود نخاف أحداً بعده و لا نعود نعبأ بأحد ..
خوف الله شجاعة .. و عبادته حرية .. و الذل له كرامة .. و معرفته يقين و تلك هي العبادة ..
نحن الذين نجني أرباحها و مسراتها .. أما الله فهو الغني عن كل شيء .. إنما خلقنا الله ليعطينا لا ليأخذ منا .. خلقنا ليخلع علينا من كمالاته فهو السميع البصير ، و قد أعطانا سمعاً و بصراً و هو العليم الخبير ، و قد أعطانا العقل لنتزود من علمه ، و الحواس لنتزود من خبرته و هو يقول لعبده المقرب في الحديث القدسى : ( عبد أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون ) ..
ألم يفعل هذا لعيسى عليه السلام .. فكان عيسى يحي الموتى بإذنه و يخلق من الطين طيراً بإذنه و يشفى الأعمى و الأبرص بإذنه .
العبودية لله إذن هي عكس العبودية في مفهومنا .. فالعبودية في مفهومنا هي أن يأخذ السيد خير العبد ، أما العبودية لله فهي على العكس ، أن يعطى السيد عبده ما لا حدود له من النعم ، و يخلع عليه ما لا نهاية من الكمالات .. فحينما يقول الله : ( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فمعناها الباطن ما خلقت الجن والإنس إلا لأعطيهم و أمنحهم حباً و خيراً ، و كرامة و عزة ، و أخلع عليهم ثوب التشريف و الخلافة .
فالسيد الرب غني مستغن عن عبادتنا .. و نحن المحتاجون إلى هذه العبادة و الشرف ، و المواهب و الخيرات التي لا حد لها .
فالله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه في أي وقت بلا ميعاد ، و نبقى في حضرته ما شئنا و ندعوه ما وسعنا .. بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة و نقول "الله أكبر" نصبح في حضرته نطلب منه ما نشاء .
أين هو الملك الذي نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد و نلبث في حضرته ما نشاء ؟!
و في ذلك يقول مولانا العبد الصالح الشيخ محمد متولي الشعراوي في شعر جميل :
حسب نفسي عزاً إنني عبد
يحتفل بي بلا مواعيد رب
هو في قدسه الأعز و لكن
أنا ألقى متى وحين أحب
و يقول : أرونى صنعة تعرض على صانعها خمس مرات في اليوم "يقصد الصلوات الخمس " و تتعرض للتلف !
و هذه بعض المعاني الباطنة في الآية التي أثارت شكوكك : ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) و لو تأملتها لما أثارت فيك إلا الذهول و الإعجاب .
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝
❞ بعض الدروس المستفادة من الكتاب و
دورة الداء _والدواء_~ 💊
🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋
*🖊لكل داء دواء بالاستعانه بالله ،وتعلق القلب بالله.*
*🖊مشكلة الأنسان ضعف علم أو ضعف إراده.*
*🖊سبب الذنوب عدم تعظيم الله.*
*🖊صراع الانسان الحقيقي صراع محبوبات.*
*🖊الرقيه يتعلق بقوة تعلق الراقي بالله والمرقي. ايضًا،وكذالك الادعيه والأذكار قويه ولكن تستدعي لتنال الاثر قبول المحل وهمة الفاعل وتأثيره.*
*🖊لا يقبل الله دعاء قلب غافل،ولا دعاء فاسد ،وتكون الاسجابه ضعيفه مع ضعف البر،،ولا تحدد وقت ولا حال لأستجابة الدعاء.،*
_📩يكفي مع البر الكثير الدعاء القليل لاستجابه بأذن الله_
*🖊نية الرجوع للذنب تفسد التوبه.*
*🖊الأرجاء/ إخراج الإيمان من مسمى العمل الا ان الإيمان قول اللسان تصديق القلب وعمل الجوارح،فمرجئه جعلوه في القلب بس دون العمل.*
*🖊نحن نسأل الله النصر دون تحقيق شرطه،والذي يمنع النصر هي الذنوب والمعاصي، بل هما سبب كل البلائات والشر والفساد في الدنيا.*
_📩أضرار المعاصي والذنوب حرمان العلم وحرمان الانتفاع به، و من أصعب آثار الذنوب والمعاصي: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله،والمعاصي تمحق البركة ولا بد، البركة حاجة معنوية، البركة إن ربنا يجعل القليل كثير، ويجعل البسيط كبير،،ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها، ومن بركة الحسنة الحسنة بعدها،فالمعاصي ولّادة، والطاعات ولّادة.،من مشاكل المعاصي: اعتياد القلب على المعصية، والإلف دا من أخطر الأمور،وايضًا من عقوبات الذنوب والمعاصي أنها تُفسِد العقل، وفي فرق بين الذكاء والعقل، فيه في العالم أذكياء كتير لكنهم ليسوا عقلاء؛ بيعبدوا بقرة في النهاية، العاقل الوحيد في هذا العالم هو الموحّد الذي أطاع الله، اللي عقله دلّه على كل خير ومنعه من الشر وايضًا المعاصي تُطفِئ الغيرة، الله يغار إذا انتهكت المحارم، فلما يشوف عبد مش بيغار بيبعده، ولما يشوف حد يغار يحبه ويقرّبه وايضًا المعاصي تجعل الله ينسى العبد، ينساه يعني يتركه ويهمله، يجعله لا يتذكر مصالحه، يكله إلى نفسه، وإذا وكله إلى نفسه وكله إلى خطيئةٍ وضعفٍ وسوءة ،والذنوب تُضعِف سير القلب إلى الله،،الذنوب تُذهِب النعم وتجلب النِّقَم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفِعَ إلا بتوبة.،في بعض الآثار الإلهية: قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب ثم ينتقل عنه إلى ما أكره إلا انتقلت له مما يحب إلى ما يكره، ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره ثم ينتقل عنه إلى ما أحب إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحبمن آثار الذنوب والمعاصي: وحشة عظيمة في قلب العاصي، فيجد المذنب نفسه مستوحشًا، هذه الوحشة بينه وبين ربه، وبينه وبين الصالحين
وبينه وبين نفسه، وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة_
__
*🖊انتفع الشافعي بنصيحة وكيع ونصيحة مالك بترك المعاصي، ولعل الشافعي اتقى الله تقوى عظيمة فأبقى الله علم الشافعي إلى يومنا هذا.، الذنب بيؤدي إلى إن الإنسان يُحرَم الرزق، والرزق كلمة عامة، ممكن تشمل العلم، العبادة، المال، الولد،... كل حاجة.*
*🖊انا محتاجه الله دائمآ في كل لحظه في حياتي*
_📩المعصية دليل على هوانك على الله سبحانه وتعالى، وهي سبب الذل والهوان.،روشتة العز: العمل الصالح والكلم الطيب._
*🖊التساهل في الذنوب إما يُميت القلب وإما يمرضه ويُضعِف قوته، ويصل إلى الحالة التي استعاذ منها النبي ﷺ (الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وقهر الرجال)،لما القلب بيضعف بيكون فريسة للهموم والأحزان، فمن أسلحة الشيطان الحزن على ما فات، والخوف على ما هو آت، طبيعي الإنسان بيحزن، طبيعي بيخاف، وهناك حزن في الشرع لا يضر، لكن في درجة من الحزن ضارة؛ لأن الحزن لما بيضخم بيتحول لعجز وكسل.، الأسى هو المبالغة في الحزن التي تُضعِف الإنسان وتعجّزه، الخوف الصحّي بيساعدني أشتغل، أما إذا زاد عن الحد المعقول فإنه يتحول إلى إحباط، العجز والكسل قرينان، العجز: إن أنت مش قادر فعلًا وقد يكون بسبب الحزن، والكسل: إن أنت قادر بس ماعندكش إرادة نتيجة اليأس، الجبن إنك تعطّل منفعة البدن، والبخل إنك تعطّل منفعة المال، ودا ناتج عن العجز والكسل.، هم وحزن يوصّلك لعجز وكسل، العجز والكسل يوصّلك للجبن والبخل، واللي وصّلك لكدا أصلًا ضعف القلب، المؤمن بيحزن في الحدود اللي ما بتحولوش للعجز وكسل.،لما عملت ذنوب فتحت أبواب للشيطان + أضعفت القلب، فدخل هجمة شرسة، ضخّم في الحزن والخوف، حوله لعجز وكسل وجبن وبخل.*
_📩خلاصة كلام ابن القيم: أن الذنوب تُضعفك وتُصيبك بالعجز والكسل فتُضعِف سيرك إلى الله_
*🖊الله وحده من يحب لذاته،أنفع حب هو حب الله تعالى،ويجب ملئ قلبه بحب الله عشان يحمي قلبه من العشق،وسوف أصل إلى محبة الله بالتعمل كثيرًا مع صفاته واسمائه والنظر في نعمه علينا التى لا تحصى ابًدا،ان الله يردك لكْ لا لشئ*
*🖊المحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه وأخراه، والمحبة المذمومة هي التي تجلب لصاحبها ما يضر في الدنيا والآخرة، وهي عنوان الشقاء.؛ومعلوم أن الحي العاقل لا يختار ما يضره ويشقيه، وإنما يصدر ذلك عن جهل وظلم.. يبقى ما تحبش واحدة في الحرام، ما تحبش أغاني، ما تحبش مسلسلات؛فكما أن المحبة والإرادة أصل كل فعل، فإن أصل كل دين سواء كان حق أو باطل، أصله المحبة.*
🖊لما تبقى المعصية الداعي لها قوي، وما فيش مانع من فعلها، اعرف إن اللي بيتركها عند ربنا حاجة عالية جدًا؛هأعتبر إن عملي الصالح الذي أتقرَّب به إلى الله إن أنا في الزمن دا تعفَّفت، إن أنتِ كبنت في الزمن دا انتقبتِ*
_📩قلبك ما يملكهوش إلا الله؛ علشان لو ملكه غير الله هتتذل، وإنما العزة إن ربنا بس اللي يملكه._
_📩لازم تتعب، طريق الصالحين فيه تعب، صلَّح الفرائض وبعد كدا تتبعها بنوافل، تسيب المحرمات، وتحاول تسيب المكروهات.. خلص الطريق_
_📩الحب والإرادة مبدأ كل شيء، والبغض والكراهية أصل ترك كل شيء، وهاتان القوتان في القلب أصل سعادة العبد وشقاء العبد._
*🖊الشيء الوحيد الذي إذا وصلت إليه تسكن وتهدأ: الله؛ لأن أنت لا تفقده ولا يفقدك، والموت لا يفرّقك عنه، ودي من أسباب السعادة إن مطلوبك لا تخسره ولو بالموت.،الصالح يريد الله فقط، وهنا تنتهي كل المصالح.*
*🖊حب الله هو أصل كل عمل صالح، الشهوة تُعيقه عن تنفيذ الأوامر، الشبهة تعكر له تصديق الأخبار، وسلامة الإنسان إن ربنا يسلّمه منهما، وحل الشبهة في العلم، وحل الشهوة في الحب.*
*🖊ربنا خلقك لكمالك أنت، وخلقك على هيئة لا تصلُح إلا بعبادة الله، لازم تفخر إن ربنا خلقك بهذه الصفة، وأراد مني الكمال، لذلك أمرني بالعبادة، ففي الحقيقة الخلق لمصلحتك أنت فقط.،ربنا خلقك لمصلحتك أنت؛ لسببين: أراد لك الكمال وأراد لك الجنة.*
*🖊الصوفية درجات:
في منهم مسلمين بنعتبرهم أهل بدعة،
وفي منهم بدعهم وصلت إلى الكفر،
وفي صنف وصل للكفر، بز الحلاج وابن عربي.،عقيدة الاتحاد عقيدة من عقائد غُلاة الصوفية، وهي أن الله هو كل شيء، وكل شيء هو الله.،عقيدة الحلول أن الإنسان إنسان لكن الله حلّ فيه، وعقيدة الاتحاد يعني الإنسان هو الله، كعقيدة النصارى الأرثوذكس والكاثوليك.، النصارى الأرثوذكس بيقولوا إن المسيح هو الله، فالله والمسيح شيء واحد، أما الكاثوليك بيقولوا المسيح هو بشر لكن حلَّ فيه الله، والاتنين بيكفروا بعض والاتنين عندنا كفار.*
*🖊استشعر كدا وأنت بتصلي بالليل بخشوع إن كل قرآن بيطلع من فمك هو بيدخل في فم ملك؛إذا اشتد قرب الملك من العبد تكلَّم على لسانه، وألقى على لسانه القول السديد، وإذا قرب منه الشيطان تكلَّم على لسانه، وألقى عليه قول الزور*
*🖊قال سفيان الثوري: حُرِمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أصبته؛كان أحد الناس يقول: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني، فقيل له كم أعاقبك وأنت لا تدري؛ ألم أحرمك من لذة مناجاتي؟؟؟!؛ من العقوبات: إنك كنت منتظم على درس وقطعت، كنت منتظم على حفظ القرآن وقطعت، كنت منتظم على قيام الليل وقطعت، لازم ترجع بسرعة؛مش طبيعي إن عبد يُوفَّق لطاعة ويُحرَم منها إلا لذنبٍ أصابه.*
*🖊من القلوب ما يدور حول العرش، ومنها ما يدور حول الحُش، عايز تعرف قلبك بيتعاقب ولا لا؟ شوف أين انشغالاتك.. إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك؛ اللي ربنا شاغلك به هو دا قدرك عند ربنا سبحانه وتعالى، لو لقيت نفسك في السُفل شوية، علِّي واطلب من ربنا إنه ينجّيك، واطلب معالي الأمور.*
_📩اشتدت حاجة العبد أن يسأل الصراط المستقيم؛ فمن هُدِيَ إلى الصراط المستقيم في هذه الدنيا سيُهدَى إلى المرور على الصراط يوم القيامة، وعلى قدر استقامته على هذا الصراط في الدنيا يكون سرعة مروره على الصراط يوم القيامة، والعكس بالعكس._
_📩لا تتم السلامة للقلب حتى يسلم من خمسة أشياء:
شرك يُناقِض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تُناقِض الذكر، وهوى يُناقِض التجريد والإخلاص_
*🖊إذا جالك خاطر الرياء، وجاهدته ودفعته واستمريت في الإخلاص، هنا لك أجر زائد في العمل؛ لأنك بتاخد أجر العمل وأجر مجاهدة الرياء، ودا شيء مبشِّر لأي حد بتجيله الخواطر دي.*
*🖊النظرة أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولّد الخطرة، والخطرة تولّد الفكرة، والفكرة تولّد الشهوة، والشهوة تولّد إرادة، ثم تقوى فتكون عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنعه مانع؛الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده؛النظر مسكِّن لحظي يغفّلك عن زيادة الجرح؛ قال الشاعر: كل الحوادث مبدأها من النظر.. ومعظم النار من مستصغر الشرر؛قد قيل: حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات.؛قال د. خالد أبو شادي: النظرة سهم مسموم، وشأنها شأن السهم المسموم، فإن السم يظل يسري في الجسم، وإن نُزِعَ السهم من موضع الإصابة؛ما تتغرش بالبدايات، العبرة بالنهايات؛قال د. خالد أبو شادي: أول ربح في صفقة غض البصر: نشوة الانتصار.؛˝غض البصر ومقاومة الهوى والشهوة هو الرجولة الحقيقية والشجاعة الخارقة، فإن الرجولة الحقة والشجاعة هي السمو عن الدنايا وتطهير النفس من الأدناس، وتحرير القلب من الرق˝.؛الإنسان لما يغض بصره يشعر بقوة، والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف.؛من ثمرات غض البصر الفراسة.؛ في عين في قلبك ربنا بينوّرها أو بيطفيها حسب غض بصرك، فإطلاق البصر يُضعِف البصيرة، وغض البصر يقوّي البصيرة* .
_📩من عمَّر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغضَّ بصره عن المحارم، وكفَّ نفسه عن الشهوات، واعتاد أكل الحلال، لم تُخطِئ له فراسة_
*🖊لما الشيطان يدخل ويلاقي مساحة في القلب هيعمل إيه؟ والله ما يطلع إلا لما يخرب حاجة.؛ من أرباح غض البصر: اجتماع القلب على الله.
20- أنت هتغض بصرك عن النساء بس؟ أنت هتغض بصرك عن كل حاجة بتشتت القلب.؛قال أبو حامد الغزالي: لو أن طبيبًا يهوديًا أخبرك في ألذ طعامك أنه يضرك في مرضك، والله لصدَّقته ولصبرت عن هذا الطعام، وجاهدت نفسك فيه، أفكان قول الله وقول الأنبياء المؤيدين بالمعجزات أقل تأثيرًا عندك من قول يهودي يخبرك عن تخمين مع نقصان عقله وقصور علمه؟!،؛بالنظرة يدخل جند الشيطان ليجاور جند الإيمان، ولا يرضى بهذا المقام، ويتوسّع في المساحات حتى يطرد جند الإيمان ويتمكن تمامًا من القلب.؛من مصائب استسهال غض البصر: أن تقع في العشق، والعشق المقصود به درجة الحب المذمومة، بأن يكون حبه مُقدَّم على حب الله.*
_📩يقول ابن القيم: الأفضل الكف عن الكلام المباح؛ لأنه كثيرًا ما يجرّ المباح إلى محرم._
_📩اللي يمسك أربع حاجات يبقى ملك زمام أموره، وهي حراسة: النظرات، الخطرات، اللفظات، الخطوات._ . ❝