█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ تزعم المسلمون الأوائل العالم وعزلوا الأمم المريضة من زعامة الإنسانية، وساروا بالإنسانية سيرا متزنا عادلاً، لما توفر فيهم من الصفات التي تؤهلهم لقيادة الأمم.
أولاً، أنهم أصحاب كتاب منزل وشريعة إلهية، فلا يقننون ولا يشترعون من عند أنفسهم، لأن ذلك منبع الجهل والخطأ والظلم، قد جعل الله لهم نوراً يمشون به في الناس، وجعل لهم شريعة يحكمون بها بين الناس.
ثانياً، أنهم لم يتولوا الحكم والقيادة بغير تربية خلقية وتزكية نفس بخلاف غالب الأمم والأفراد ورجال الحكومة في الماضي والحاضر، بل مكثوا زمناً طويلاً تحت تربية محمد صلى الله عليه وسلم وإشرافه الدقيق يزكيهم ويؤدبهم ويأخذهم بالزهد والورع والعفاف والأمانة والإيثار على النفس وخشية الله وعدم الاستشراف للإمارة والحرص عليها، فكانوا لا يتهافتون على الوظائف والمناصب بل كانوا يتدافعون في قبولها ويتحرجون من تقلدها، فضلاً عن أن يرشحوا أنفسهم للإمارة ويزكوا أنفسهم وينشروا دعاية لها وينفقوا الأموال سعياً وراءها.
ثالثاً، أنهم لم يكونوا خدمة جنس أو شعب أو وطن يسعون لرفاهيته ومصلحته وحده، ويؤمنون بفضله وشرفه على جميع الشعوب والأوطان، إنما قاموا ليخرجوا الناس من عبادة العباد جميعاً إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام . ❝
❞ على كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعًا لما جاء به الرسول ، ولا يتقدم بين يديه، بل ينظر ما قال، فيكون قوله تبعًا لقوله، وعمله تبعًا لأمره، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان، وأئمة المسلمين . ❝