█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ كتب الحسن البصري لعمر بن عبد العزيز ˝ رحمهما الله ˝ يعضه قائلا : إحذر هذه الدنيا الصارعة ، الخاذلة القاتلة ، التي قد تزينت بخدعها ، وفتكت بغرورها ، وخدعت بآمالها ، فأصبحت كالعروس المجلية ، فالعيون اليها ناظرة ، والقلوب عليها والهة ، والنفوس لها عاشقة ، وهي لأزواجها كلهم قاتلة ، فلا الباقي بالماضي مُعتبر ، ولا الآخِر لما رأى من أثرها على الأول مُزدجر ، ولا العارف بالله المصدق له حين أخبره عنها مُدّكر ، قد أبت القلوب لها إلا حباً وأبت النفوس لها إلا عشقاً ، ومن عشق شيئاً لم يلهم غيره ولم يعقل سواه ، ومات في طلبه وكان آثر الأشياء عنده . ❝
❞ أُهديَّ إلى عمر بن عبد العزيز تفاحاً وفاكهة ، فردها ، وقال : لا أعلم أنكم بعثتم إلى أحد من أهل عملي شيئاً . قيل له : ألم يكن رسول الله ، ﷺ ، يقبل الهدية ؟ قال : بلى ! ولكنها لنا ولمن بعدنا رشوة . ❝
❞ كتب سالم بن عبدالله ابن عمر بن الخطاب إلى عمر بن عبد العزيز يقول : ثم إنك ، ياعمر ، لست تعدو أن تكون رجلا من بني آدم ، يكفيك ما يكفي لرجل منهم من الطعام والشراب ، فاجعل فضل ذلك فيما بينك وبين الرب الذي توجه اليه شكر النعم ، فإنك قد ( وليت ) أمراً عظيماً ليس يلي عليك أحد دون الله عز وجل ، إن استطعت أن لا تخسر نفسك يوم القيامة فافعل ، فإنه قد كان قبلك رجال عملوا ما عملوا : وأحيوا ما أحيوا ، وأتوا ما أتوا ، حتى ولد في ذلك رجال ، ونشأوا فيه ، وظنوا أنها السنة ، فسدوا على الناس أبواب الرخاء ، فلم يسدوا منها بابا إلا فتح عليهم باب بلاء ، فإن استطعت ولا قوة إلا بالله أن تفتح على الناس أبواب الرخاء ، فافعل ، فإنك لن تفتح منها باباً إلا سد الله الكريم عنك باب بلاء ، ولا يمنعك من نزع عامل أن تقول لا أجد من يكفيني عمله ؟ فإنك إذا كنت تنزع لله ، وتستعمل لله ، أتاح الله لك أعواناً فأتاك بهم ، وإنما قدر عون الله إياك بقدر نيتك ، فإن تمت نيتك تم عون الله الكريم إياك ، وإن قصرت نيتك ، قصر من الله العون بحسب ذلك . ❝
❞ لما وليَّ عمر بن عبد العزيز الخلافة منع قرابته ما كان يجري عليهم ممن قبله ، وأخذ منهم القطائع التي كانت في أيديهم ، فإشتكوه إلى عمتهِ أم عمر ، فدخلت عليه وقالت : إن قرابتك يشكونك ويزعمون أنك أخذت منهم خير غيرك ، قال : ما منعتهم حقا أو شيئا كان لهم ، فقالت : إني رأيتهم يتكلمون ، وإني أخاف أن يهيجوا عليك يوما عصيبا ، فقال : كل يوم أخافه دون يوم القيامة فلا وقاني الله من شره ، ثم دَعّا بدينار وجنب ومجمرة ، فألقى ذلك الدينار في النار ، وجعل ينفخ عليه حتى إذا إحمَّر تناوله بشيء ، فألقاه على جنب ، فَنِّش وقَتر ، فقال : أي عمة أترضين لإبن أخيك مثل هذا ؟ فقامت فخرجت على قرابته فقالت : تزوجون آل عمر فإذا نزعوا إلى الشبه جزعتهم ، أصبروا له . ❝