█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ أرأيت يا بني كيف يجمع الإيمان الناس وتفرقهم الطباع ؟! - رأيت يا أمير المؤمنين ، وما أحسب الناس تختلف أحكامهم ومواقفهم إلا لأن طباعهم اختلفت وإن تشابهت معتقداتهم . - صدقت ، وليس الأمر في الدين فقط ، ولكنه في الدنيا كذلك ، جرب أن تخبر أشخاصاً كل على حدة أن امرأتك رفعت صوتها في وجهك ، وانظر كيف تختلف أحكامهم ، ونظرتهم
للأمور ، عندها فقط تعرف من أية طينة جبلوا !
سيقول أحدهم : أنت المسؤول عن هذا ، إن كثرة الدلال تفسد النساء ، ولو أنك كنت حازمًا معها من أول أمرك لما كان منها ما كان فاعرف أن هذا قد خلق من تربة قاسية شديدة وسيقول لك آخر : المرأة سريعة الغضب بطبعها ، ولو أنك نظرت إلى ما يُغضبها منك فتحاشيت فعله فسترى كيف يتبدل
حالها ، ثم إن كل النساء كذلك ، وكل البيوت على هذا ، يوم وفاق ويوم شقاق ، فامسك عليك امرأتك ، ولا تفسد حياتك لموقف عابر
قد يتغير غدًا!
فاعلم أن هذا قد خلق من تراب كريم خصيب يعطي ولا يأخذ!
وسيقول لك آخر : لا تكن صلباً فتكسر ولا لينا فتعصر ، كُن حازما وامسك زمام بيتك ، ولا تعطها مساحة أكثر من ما يجب، وفي المقابل لا تنس أنها إنسان ، ولا يوجد إنسان إلا وينفد صبره
ويخرج عن طوره ، فأدبها ولا تكسرها!
فاعلم أن هذا قد خلق من تربة بين التربتين السابقتين وجرب أن تخبر أشخاصا آخرين كل على حدة أن أخاك قد حرمك نصيبك من الميراث ، وسله أن يرشدك ماذا تفعل . ستجد أحدهم يقول لك : إن المال يعادل الروح ، فلا تنزل له عن حقك ، خُذ حقك بيدك ، فلو علم أخوك أن لك بأسا ما تجرأ عليك ، فأره منك ما ظنه ليس فيك! فاعلم على الفور أن هذا قد خلق من تربة تأخذ ولا تعطي ، ومصلحتها فوق أي اعتبار .... وسيقول لك الثاني : كن كخير ابني آدم عليه السلام إذ قال لأخيه :
لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك»! . ❝