█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إنه يدفع من قوته وقوت عياله في سبيل هذا الدخان .
ثم يعود فيدفع مرة أخرى ليعالج نفسه من هذا السعال والدخان.
ثم يعود فيدفع مرة ثالثة لينظف أسنانه من أوساخ هذا الدخان.
ثم يروی لنا أنه قرأ في المجلة عن تسبب التدخين في السرطان وفي نفس الصفحة قرأ إعلانات عن فوائد التدخين . فإذا سألته وماذا ستفعل ؟ قال لك سأستبدل لفافة التبغ بالسيجار، أو السيجار بالشيشة ، أوالشيشة بالجوزة .
وتراه يصوم عن الأكل ولا يستطيع أن يصوم عن السيجارة .
وتراه يستمر في هذا الانتحار الصغير كل يوم فيلقي بنقوده وصحته في البحر. ويقف يتفرج على الاثنين يغرقان وهو يسعل ويبصق ويلهث.
رجل مخبول تماما.
ولكن هذا المخبول هو كل الناس.
كل الناس ينتحرون لسبب غير مفهوم
العملة الصعبة التي تنفق في استيراد التبغ والسيجار والمعسل في العالم
كافية لحل مشاكل المجاعة والفقر والجهل والمرض .
والإنسان المجنون ابتكر وسائل انتحار أخرى غير التبغ . مثل الأفيون .والحشيش ، والكوكابين ، والهيروبين ، وعقار الهلوسة والخمور بأنواعها .
ولم يكتف بهذا فاخترع أسلحة القتل السريع الأكيد مثل الرصاصة ،والقنبلة ، والغاز المسام.
ثم عاد فابتكر الأعذار والمبررات الجاهزة للقتل مثل الصراع الطبقى وتغيير التاريخ ، وإنقاذ الحرية.
والحرية ذاتها كانت دائماً المخدر الأكبر.
المدخن يقول لك: أنا أدخن لأنى حر.
و مدمن المخدرات يقول لك: أنا حر.
والذى يطلق أول رصاصة يطلقها ليكون حر.
ودائما الحرية هي أول ما تجهر عليه هذه الأسلحة.
ودائما الحرية هي الضحية.
والجنون العام هو الحقيقة . ❝